الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن واسمها، ولكما جار ومجرور متعلقان بعدو أو بمحذوف حال، لأنه كان في الأصل صفة لعدو، وتقدم عليه، ومبين صفة لعدو، وجملة إن وما في حيزها في محل نصب مقول القول.
الفوائد:
أفعال المقاربة: يطلق النحاة على الأفعال التي تعمل عمل كان وأخواتها اسم أفعال المقاربة، من إطلاق الجزء على الكل، وحقيقة الأمر في ذلك أن هذه الأفعال ثلاثة أنواع:
1-
ما وضع للدلالة على قرب الخبر المسمى باسمها، وهو ثلاثة أنواع: كاد وكرب وأوشك.
2-
ما وضع للدلالة على رجائه، وهو ثلاثة أنواع: عسى وحرى واخلولق.
3-
ما وضع للدلالة على الشروع فيه، وهو كثير، وقد أنهى أفعاله بعضهم الى نيف وعشرين فعلا، وأشهرها: أنشأ وطفق وطبق- بكسر الباء- وجعل وعلق وهلهل وقام وابتدأ.
شرط الخبر لهذه الأفعال:
ويجب أن يكون خبر هذه الأفعال جملة، وشذّ مجيئه مفردا بعد كاد وعسى كقول تأبط شرّا:
فأبت الى فهم وما كدت آئبا
…
وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
وقولهم في المثل: «عسى الغوير أبؤسا» ، وقد قالته الزّبّاء، والغوير اسم موضع بعينه، وأوله بعضهم بأنه خبر «يكون» محذوفة، وقال الأصمعي: خبر «يصير» محذوفة، واختار ابن هشام أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف، نحو:«فطفق مسحا» ، أي: يمسح مسحا. وشرط الفعل أن يكون رافعا لضمير الاسم. فأما قول أبي حية النّميريّ:
وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني
…
ثوبي فأنهض نهض الشّارب الثّمل
وقول ذي الرّمّة:
وأسقيه حتّى كاد ممّا أبثّه
…
تكلّمني أحجاره وملاعبه
ف «ثوبي» في البيت الأول، و «أحجاره» في البيت الثاني بدلان من اسمي جعل وكاد، بدل اشتمال لا فاعلان ليثقلني وتكلمني، بل فاعلهما ضمير مستتر، والتقدير: جعل ثوبي يثقلني، وكادت أحجارة تكلمني، فعاد الضمير على البدل دون المبدل منه. وأن يكون فعلا مضارعا، وأن يكون مقرونا ب «أن» إن كان دالا على الترجّي، وأن يكون مجردا منها إن كان دالا على الشروع. والغالب في خبر عسى وأوشك الاقتران بها، كقوله تعالى:«عسى ربكم أن يرحمكم» وقوله:
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا
…
إذا قيل: هاتوا أن يملّوا ويمنعوا