الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأساليب اسم فنّ يقال له «الانسجام» ، وهو أن يكون الكلام متحدّرا كتحدّر الماء المنسجم، حتى يكون للجملة من المنثور وللبيت من المنظوم وقع في النفوس، وتأثير في القلوب، ما ليس لغيره.
نماذج شعرية من الانسجام:
ومن النماذج الشعرية لهذا الفنّ التي خلت من البديع، إلا أن يأتي ضمن السهولة، من غير قصد، كقول بعضهم، وينسب الى ديك الجنّ الشاعر الحمصي:
يا بديع الدّلّ والغنج
…
لك سلطان على المهج
إنّ بيتا أنت ساكنه
…
غير محتاج إلى السّرج
وجهك المأمول حجّتنا
…
يوم تأتي الناس بالحجج
ولبهاء الدين زهير:
لحاظك أمضى من المرهف
…
وريقك أشهى من القرقف
ومن سيف لحظك لا أتّقي
…
ومن خمر ريقك لا أكتفي
أقاسي المنون لنيل المنى
…
ويا ليت هذا بهذا يفي
زها ورد خدّيك لكنه
…
بغير النواظر لم يقطف
وقد زعموا أنه مضعف
…
وما علموا أنه مضعفي
ومما يستحق أن يغنى به قول صفيّ الدين، وقد بلغ غاية الانسجام:
قالت: كحلت الجفون بالوسن
…
قلت: ارتقابا لطيفك الحسن
قالت: تسلّيت بعد فرقتنا
…
قلت: عن مسكني وعن سكني
قالت: تشاغلت عن محبتنا
…
قلت: بفرط البكاء والحزن
قالت: تخلّيت، قلت عن جلدي
…
قالت: تغيّرت، قلت: في بدني
قالت: أذعت الأسرار، قلت لها:
…
صيّر سري هواك كالعلن
قالت: فماذا تروم؟ قلت لها:
…
ساعة سعد بالوصال تسعفني
قالت: وعين الرقيب ترقبنا
…
قلت: فإنّي للعين لم أبن
أنحلتني بالبعاد عنك فلو
…
ترصّدتني العيون لم ترني
ونختم هذه المختارة بالحكاية الآتية: قيل: إن بعض الأدباء اجتاز