المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الجانب، ومنه قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ الله - تفسير الشعراوي - جـ ١٤

[الشعراوي]

الفصل: الجانب، ومنه قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ الله

الجانب، ومنه قوله تعالى:{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ الله وَصَدَفَ عَنْهَا. .} [الأنعام: 157] أي: مال عنها جانباً.

فمعنى: ساوى بين الصدفين. أي: ساوى الحائطين الأمامي والخلفي بالجبلين: {قَالَ انفخوا. .} [الكهف: 96] أي: في الحديد الذي أشعل فيه، حتى إذا التهب الحديد نادى بالنحاس المذَاب:{قَالَ آتوني أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} [الكهف: 96] وهكذا انسبكَ الحديد الملتهب مع النحاس المذَاب، فأصبح لدينا حائطٌ صَلْبٌ عالٍ أملس.

لذلك قال تعالى بعدها: {فَمَا اسطاعوا أَن يَظْهَرُوهُ

} .

ص: 8992

{أَن يَظْهَرُوهُ} أي: ما استطاعت يأجوج ومأجوج أن يعلوا السد أو يتسلقوه وينفذوا من أعلاه؛ لأنه ناعم أملس، ليس به ما يمكن الإمساك به:{وَمَا استطاعوا لَهُ نَقْباً} [الكهف:‌

‌ 97]

لأنه صَلْب.

ثم يقول تعالى على لسان ذي القرنين: {قَالَ هذا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي

} .

ص: 8992

لم يَفُتْ ذا القرنين وهو الرجل الصالح أنْ يسند النعمة إلى المنعم الأول، وأنْ يعترف بأنه مجرد واسطة وأداة لتنفيذ أمر الله:{قَالَ هذا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي} [الكهف:‌

‌ 98]

لأنني أخذتُ المقوِّمات التي منحني الله إياها، واستعملتها في خدمة عباده.

الفكر مخلوق لله، والطاقة والقوة مخلوقة لله، المواد والعناصر في الطبيعة مخلوقة لله، إذن: فما لي أن أقول: أنا عملتُ كذا وكذا؟

ص: 8992