المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أي: أنا قابل لشروطك أيُّها المعلم فاطمئن، فلن أجادلك ولن - تفسير الشعراوي - جـ ١٤

[الشعراوي]

الفصل: أي: أنا قابل لشروطك أيُّها المعلم فاطمئن، فلن أجادلك ولن

أي: أنا قابل لشروطك أيُّها المعلم فاطمئن، فلن أجادلك ولن أعارضك في شيء. وقدّم المشيئة فقال:{إِن شَآءَ الله. .} [الكهف:‌

‌ 69]

ليستميله إليه ويُحنَّن قلبه عليه {صَابِراً. .} [الكهف: 69] على ما تفعل مهما كان {وَلَا أَعْصِي لَكَ أمْراً} [الكهف: 69] وهكذا جعل نفسه مأموراً، فالمعلم آمراً، والمتعلّم مأمور.

ص: 8959

وهذا تأكيد من الخضر لموسى، وبيان للطريقة التي يجب اتباعها في مصاحبته: إنْ تبعتني فلا تسألْني حتى أخبرك، وكأنه يُعلِّمه أدب تناول العلم والصبر عليه، وعدم العجلة لمعرفة كل أمر من الأمور على حِدة.

ثم يقول الحق سبحانه: {فانطلقا

} .

ص: 8959

{فانطلقا} سارا معاً، حتى ركبا سفينة، وكانت مُعَدَّة لنقل الركاب، فما كان من الخضر إلا أنْ بادر إلى خَرْقها وإتلافها، عندها لم يُطِق موسى هذا الأمر، وكبُرت هذه المسألة في نفسه فلم يصبر عليها فقال:{أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً} [الكهف:‌

‌ 71]

أي: أمراً عجيباً أو فظيعاً. ونسى موسى ما أخذه على نفسه من طاعة العبد الصالح وعدم عصيانه والصبر على ما يرى من تصرفاته.

ص: 8959