المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

{غَوْراً} أي: غائراً في الأرض، فإنْ قُلْت: يمكن أنْ يكونَ - تفسير الشعراوي - جـ ١٤

[الشعراوي]

الفصل: {غَوْراً} أي: غائراً في الأرض، فإنْ قُلْت: يمكن أنْ يكونَ

{غَوْراً} أي: غائراً في الأرض، فإنْ قُلْت: يمكن أنْ يكونَ الماء غائراً، ونستطيع إخراجه بالآلات مثلاً، لذلك يقطع أمله في أيِّ حيلة يفكر فيها:{فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً} [الكهف:‌

‌ 41]

أي: لن تصل إليه بأيِّ وسيلة من وسائلك، ومن ذلك قوله تعالى في آية أخرى:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ} [الملك: 30]

لاحظ أن هذا الكلام من المؤمن لصاحبه الكافر مجرد رجاء يخاطبه به: {فعسى رَبِّي. .} [الكهف: 40] رجاء لم يحدث بَعْد، ولم يصل إلى إيقاعيات القدر.

ثم يقول الحق سبحانه: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ على عُرُوشِهَا

} .

ص: 8919

هكذا انتقل الرجاء إلى التنفيذ، وكأن الله تعالى استجاب للرجل المؤمن ولم يكذب توقعه {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} [الكهف:

‌ 42]

أحيط: كأنْ جعل حول الثمر سوراً يحيط به، فلا يكون له منفذ، كما قال في آية أخرى:{وظنوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} [يونس: 22]

وتلاحظ أنه سبحانه قال: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} [الكهف: 42] ولم يقُلْ مثلاً: أحيط بزرعه أو بنخله؛ لأن الإحاطة قد تكون بالشيء، ثم يثمر بعد ذلك، لكن الإحاطة هنا جاءت على الثمر ذاته، وهو قريب الجنْي قريب التناول، وبذلك تكون الفاجعة فيه أشدَّ، والثمر هو الغاية والمحصّلة النهائية للزرع.

ص: 8919