المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقد ضربنا لذلك مثلاً بشاهد الزور الذي تستعين بشهادته ليُخرجك - تفسير الشعراوي - جـ ١٤

[الشعراوي]

الفصل: وقد ضربنا لذلك مثلاً بشاهد الزور الذي تستعين بشهادته ليُخرجك

وقد ضربنا لذلك مثلاً بشاهد الزور الذي تستعين بشهادته ليُخرجك من ورطة، أو قضية، فرغم أنه قضى لك حاجتك وأخرجك من ورطتك، إلا أنه قد سقط من نظرك، ولم يعُدْ أهلاً لثقتك فيما بعد.

لذلك قالوا: مَنِ استعان بك في نقيصة فقد سقطْتَ من نظره، وإنْ أعنْتَه على أمره كشاهد الزور ترتفع الرأس على الخصم بشهادته وتدوس القدم على كرامته.

ثم يقول الحق سبحانه عن كلا الفريقين: {كُلاًّ نُّمِدُّ هؤلاء وهؤلاء مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ

} .

ص: 8440

{كُلاًّ} أي: كلَا الفريقين السابقين: مَن أراد العاجلة، ومَن أراد الآخرة:{نُّمِدُّ هؤلاء وهؤلاء مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ. .} [الإسراء:‌

‌ 20]

أي: أن الله تعالى يمدُّ الجميع بمُقوّمات الحياة، فمنهم مَنْ يستخدم هذه المقومات في الطاعة، ومنهم مَنْ يستخدمها في المعصية، كما لو أعطيتَ لرجلين مالاً، فالأول تصدّق بماله، والآخر شرب بماله خمراً.

إذن: فعطاء الربوبية مدَدٌ ينال المؤمن والكافر، والطائع والعاصي، أما عطاء الألوهية المتمثل في منهج الله: افعل ولا تفعل، فهو عطاء خاصٌّ للمؤمنين دون غيرهم.

وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً. .} [الإسراء: 20]

ص: 8440