المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الذَّوْق، وهو أعمّ الملكَات شُيوعاً في النفس، فأنت ترى بعينك - تفسير الشعراوي - جـ ١٤

[الشعراوي]

الفصل: الذَّوْق، وهو أعمّ الملكَات شُيوعاً في النفس، فأنت ترى بعينك

الذَّوْق، وهو أعمّ الملكَات شُيوعاً في النفس، فأنت ترى بعينك وتسمع بأذنك وتشمُّ بأنفك، لكن المذاق تشترك فيه كل الملكات.

ثم يقول تعالى: {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} [الإسراء: 75]

أي: لا تجد مدافعاً يدافع عنك؛ أو ناصراً ينصرك؛ لأن مددَك مني وحدي، فكيف يكون لك ناصر من دوني؟

ثم يقول الحق سبحانه: {وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرض لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا} .

ص: 8693

وهنا أيضاً قوله تعالى {كَادُواْ} أي: قاربوا، فهم لا يجرؤون على الفعل، ولا يستطيعون، فالأمر مجرد القُرْب من الفعل، فإنهم سيحاولون إخراجك، لكنك لن تخرج إلا بأمري وتقديري.

وقوله تعالى: {لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرض. .} [الإسراء:‌

‌ 76]

من استفزَّه أي: طلب منه النهوض والخِفّة إلى الفِعْل، كما تقول لولدك المتثاقل:(فِز) أي: قُمْ وانهض، والمراد: يستحثونك على الخروج {مِنَ الأرض} من مكة بإيذائهم لك، وعَنَتهم معك ليحملوك على الخروج، ويُكرِّهوك في الإقامة بها.

ص: 8693