المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌{الصورة} المعنى في اللغة: سبق التعريف في اسم الله {المصور} (1). المعنى في - إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - جـ ٤

[حصة بنت عبد العزيز الصغير]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث الثاني عشرأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الميم

- ‌{المعية}

- ‌{المغفرة}

- ‌الفصل الثاني: الصفات الذاتية الخبرية

- ‌المبحث الأولأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الحاء

- ‌{الحِقو}

- ‌المبحث الثانيأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الراء

- ‌{الرِّجل، ومعها: القدم، والوطأة}

- ‌المبحث الثالثأحاديث الصفات الخبرية المبدوءة بحرف السين

- ‌{الساق}

- ‌المبحث الرابعأحاديث الصفات الخبرية المبدوءة بحرف الصاد

- ‌{الصوت}

- ‌{الصورة}

- ‌المبحث الخامسأحاديث الصفات الخبرية المبدوءة بحرف الواو

- ‌{الوجه}

- ‌(أ) الأحاديث الواردة في الصحيحين أو أحدهما

- ‌{حجابه النور}

- ‌(ب) الأحاديث الواردة في السنن الأربعة

- ‌المبحث السادسأحاديث الصفات الخبرية المبدوءة بحرف الياء

- ‌{اليد}

- ‌(أ) الأحاديث الواردة في الصحيحين أو أحدهما

- ‌(ب) الأحاديث الواردة في السنن الأربعة

- ‌الفصل الثالث: صفات النفي

- ‌المبحث الأول{نفي الصمم والغياب عن الله تعالى}

- ‌المبحث الثاني{نفي العور عن الله تعالى}

- ‌المبحث الثالث{نفي الشريك}

- ‌الخاتمة

- ‌التوصيات

- ‌فهرس المراجع

- ‌ القرآن الكريم

- ‌المخطوطات

- ‌الرسائل الجامعية

- ‌الكتب المطبوعة

الفصل: ‌ ‌{الصورة} المعنى في اللغة: سبق التعريف في اسم الله {المصور} (1). المعنى في

{الصورة}

المعنى في اللغة:

سبق التعريف في اسم الله {المصور} (1).

المعنى في الشرع:

ثبت في السنة صفة الصورة لله عز وجل، وقد أنكر ذلك بعض الطوائف والحق أن لفظ الصورة كسائر ما ورد من الأسماء والصفات التي قد يسمى المخلوق بها على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله اختصت به، وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به، فلا بد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها (2).

وقد نص عدد من ائمة السلف أن الحديث الذي ورد فيه لفظ الصورة من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها، ولا يقال فيها: كيف؟ ولم؟ ، بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر (3). وليس في حمل الخبر الذي ورد فيه ذكر الصورة على ظاهره ما يحيل صفاته سبحانه، ولايخرجها عما تستحقه؛ لأننا نطلق تسمية الصورة عليه لا كالصور كما أن له ذاتاً لا كالذوات (4).

ورودها في القرآن:

لم يرد الصورة في القرآن في صفات الله تعالى.

(1) راجع ص 128.

(2)

شرح كتاب التوحيد (2/ 41) نقله عن نقض التأسيس لابن تيمية المخطوط (3/ 275، 396) وقد أطال ابن تيمية

الكلام على هذه الصفة ونقل الغنيمان كثيراً مما قاله، انظر: (2/ 46 - 98 عن نقض التأسيس 3/ 273 -

285، 365 - 383).

(3)

انظر: الشريعة للآجري (315).

(4)

انظر: إبطال التأويلات (1/ 81).

وفي حديث الصورة كتابات معاصرة نافعة:

1) عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن، لحمود بن عبد الله التويحري.

2) دفاع أهل السنة والإيمان عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن، لعبد الله بن محمد الدويش ضمن مجموعة

مؤلفات الدويش الجزء الأول.

3) مقالة للشيخ حماد الأنصاري، وقد نقلها محقق (الصفات) للدارقطني.

4) القول المبين في إثبات الصورة لرب العالمين، لسليمان العلوان.

ص: 45

ثبت فيها ثلاثة أحاديث مختلفة لأبي هريرة، وحديث لأبي سعيد رضي الله عنهما:

678 -

(334) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن} رواه البخاري واللفظ له، ومسلم، وعنده:{فقالوا: السلام عليك ورحمة الله} .

679 -

(335) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته} رواه مسلم، وعند البخاري مختصراً اقتصر على العبارة الأولى إلى {الوجه} .

التخريج:

خ: كتاب الاستئذان: باب بدء السلام (8/ 62)(الفتح 11/ 3)

وانظر: كتاب أحاديث الأنبياء: باب خلق آدم وذريته (4/ 159، 160)(الفتح 6/ 362)

كتاب العتق: باب إذا ضرب العبد فليتجنب الوجه (3/ 197، 198)(الفتح 5/ 182).

م: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (17/ 177، 178)

باب البر والصلة والآداب: باب النهي عن ضرب الوجه (16/ 165، 166).

الفوائد:

(1)

أن كل من يرزقه الله تعالى دخول الجنة يدخلها وهو على صورة آدم في الحسن والجمال، وأن كل قرن يكون وجوده أقصر من القرن الذي قبله، فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة، واستقر الأمر على ذلك (العمدة 15/ 209).

(2)

الأمر بتعلّم العلم من أهله (شرح الكرماني 22/ 73، 74) وفيه التعليم بالفعل {فاستمع ما يجيبوك

} (شرح الأبي 7/ 215، 216).

(3)

في الحديث الثاني أن المفاعلة فيه ليست على ظاهرها، ويحتمل أن تكون على ظاهرها؛ ليتناول ما يقع عند دفع الصائل مثلاً فينهى دافعه عن القصد بالضرب إلى الوجه، ويدخل في النهي كل من ضرب في حد أو تعزير أو تأديب، وظاهر النهي التحريم (الفتح 5/ 182، 183).

(4)

فيه إثبات الصورة لله تعالى، وإضافة الصورة إلى الله ليست من إضافة الخلق إلى الله بل هي من قبيل إضافة الصفة للذات؛ لأن ما يضاف إلى الله إما معان: كالعلم والقدرة، أو أعيان للتشريف وهي مخلوقة له: كبيت الله، وناقة الله. أماصورته فهي من صفاته لايمكن أن يكون شيء من ذلك مخلوقاً (شرح الطحاوية/123).

ص: 46

وليس في حمل الحديث على ظاهره ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه؛ لأننا نطلق تسمية الصورة عليه لا كالصور كما أطلقنا تسمية ذات ونفس لا كالذات والنفوس (إبطال التأويلات 1/ 81)، وقد قال أحمد رحمه الله تعالى: من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه (المسائل 1/ 357) وانظر: (356 - 358).

وقد تولى شيخ الإسلام الرد على من تأول الصورة رداً مقنعاً عن علم بإتصاف وذكر أن عود الضمير إلىغير الله تعالى باطل، وتأويل الصورة بالصفة يجعلهم يقعون في المحذور الذي فروا منه؛ ذلك أن كون الإنسان على صورة الله تعالى التي هي صفته فيه نوع من المشابهة، وحمله على ظاهره أولى فمن المعلوم أن الشيئين المخلوقين يكون أحدهما على صورة الآخر مع التفاوت العظيم في جنس ذواتهما وقدر ذواتهما، والاضافة تتنوع دلالتها بحسب المضاف إليه. وذكر أنه لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد على الله تعالى. (شرح التوحيد 2/ 67 - 98 نقله عن: نقض التأسيس 3/ 273 - 285).

680 -

(336) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

أن الناس قالوا يارسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يارسول الله، قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يارسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتّبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها أو منافقوها ـ شك إبراهيم ـ فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم. فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاءنا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا فيَتبعونه، ويُضرب الصراط بين ظهري جهنم

} الحديث. وفي لفظ {وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك وهذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه

} الحديث رواه البخاري باللفظين، ومسلم باللفظ الثاني مع اختلاف يسير، ورواه الترمذي وليس فيه ذكر الصورة، وفيه بعد جمع الناس:{ثم يطلع عليهم رب العالمين} ومرة أخرى: {ويبقى المسلمون فيطلع عليهم رب العالمين، فيقول: ألا تتبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ بالله منك} وذكر الرؤية في أثنائه، وقال:{فإنكم لاتضارون في رؤيته في تلك الساعة، ثم يتوارى ثم يطلع فيعرفهم نفسه، ثم يقول: أنا ربكم فاتبعوني} .

681 -

(337) حديث أبي سعيد رضي الله عنه:

وأوله نحو حديث أبي هريرة من ذكر المحاورة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه حين سألوه عن رؤية الله يوم القيامة ثم قال: {إذا كان يوم القيامة أذَّن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا

ص: 47

يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله بر أو فاجر وغُبَّراتُ أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيراً ابن الله. فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فيقولون: عطشنا ربنا فأسقنا. فيُشار: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً فيتساقطون في النار، ثم يدعى النصارى فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله. فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فكذلك مثل الأول حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر أو فاجر أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها فيقال: ماذا تنتظرون؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد. قالوا: فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لانشرك بالله شيئاً مرتين أو ثلاثاً} رواه البخاري في موضع، وروى حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما في موضعين دون ذكر الشاهد.

ورواه مسلم بنحو الرواية المذكورة أولاً، وفي آخره:{فيقولون: نعوذ بالله منك لانشرك بالله شيئاً ـ مرتين أو ثلاثاًـ حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب} ثم ذكر الساق وسجودهم لله، ثم قال: {يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة

} الحديث.

التخريج:

خ: كتاب التفسير: باب قوله: {إن الله لايظلم مثقال ذرة} (6/ 56، 57)(الفتح 8/ 249) وفيه حديث أبي سعيد رضي الله عنه.

كتاب الرقاق: باب الصراط جسر جهنم (8/ 146، 147)(الفتح 11/ 444) وفيه حديث أبي هريرة.

كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} (9/ 156)(الفتح 13/ 419) وفيه حديث أبي هريرة، ثم حديث أبي سعيد بدون الشاهد.

وانظر: كتاب الأذان: باب فضل السجود (1/ 204)(الفتح 2/ 292) وفيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه بدون الشاهد.

م: كتاب الإيمان: باب إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة (3/ 17 - 20) وفيه حديث أبي هريرة وفي (3/ 25 ـ 29) حديث أبي سعيد رضي الله عنه.

ت: كتاب صفة الجنة: باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار (4/ 691، 692) وقال: حسن صحيح.

ص: 48

شرح غريبه:

لاتضامُّون: بتشديد الميم وتخفيفها، والتشديد معناه: لاينضم بعضكم إلى بعض وتزدحمون وقت النظر إليه، ويجوز ضم التاء وفتحها ومعنى التخفيف: لاينالكم ضيم في رؤيته، فيراه بعضكم دون بعض والضيم الظلم (النهاية/ضمم/3/ 101).

وفي رواية: {لاتضارون} تضارون تزاحمون عند رؤيته حتى يلحقكم بتدانيكم الضرر حذفت إحدى التائين (أعلام الحديث 1/ 532) وجاءت بالتشديد والتخفيف، والتشديد بمعنى: لاتتخالفون ولا تتجادلون في صحة النظر إليه؛ لوضوحه وظهوره يقال: ضارّه يضاره مثل ضره يضره يقال: أضرني فلان إذا دنا مني دنواً شديداً فأراد بالمضارة الاجتماع والازدحام عند النظر إليه وأما التخفيف فهو من الضير لغة في الضر والمعنى فيه كالأول (النهاية/ضرر/3/ 82 ضير/3/ 107).

وفي رواية {تمارون} من المرية وهي الشك في الشيء والاختلاف فيه. أصله تتمارون فأسقط إحدى التائين (أعلام الحديث 1/ 523).

غبرات: في رواية: {غُبّر} الغبر جمع غابر، والغبرات جمع غُبَّر (النهاية/غبر 3/ 338) يريد بقايا منهم يقال لبقية الشيء غُبْر وجمعه أغبار وغبّر ويجمع على الغُبّرات (أعلام الحديث 1/ 533).

الفوائد:

(1)

أن هذا الامتحان في عرصات القيامة امتحان لهم هل يتبعون غير الرب الذي عرفوه أنه الله الذي تجلى لهم أول مرة فيثبتهم الله تعالى عند هذا المحنة كما يثبتهم في فتنة القبر، فإذا لم يتبعوه لكونه أتى في غير الصورة التي يعرفون أتاهم حينئذٍ في الصورة التي يعرفون فيكشف عن ساق فإذا رأوه خروا له سجداً. فالمحنة تنقطع إذا دخلوا دار الجزاء أما قبل دار الجزاء فابتلاء وامتحان (مجموع الفتاوى 17/ 309، 310).

(2)

أن المؤمنين يرون ربهم سبحانه دون أن يضر بعضهم بعضاً بأن يحجبه أو يزاحمه أو يضيمه أو ينازعه أو يضمه إليه كما يفعل ذلك عند رؤية الهلال بل الحال كالحال عند رؤية الشمس والقمر وهي رؤية عين كما جاء: {ترون ربكم عياناً} (شرح الأبي 1/ 336) ووجه الشبه هو الوضوح وزوال الشك ورفع المشقة والاختلاف (شرح النووي 3/ 18) ثم لتعين الرؤية دون تشبيه المرئى سبحانه وتعالى (الفتح 11/ 447) وقد أثبتت الأحاديث أنهم يرون الله تعالى أول مرة ثم يرونه مرة أخرى، وليس صواباً أنهم يعرفونه على ما وصف لهم في الدنيا لأنهم لايعرفون في الدنيا لله صورة والله أعظم من أن يستطيع أحد أن ينعت صورته (شرح التوحيد 2/ 119).

(3)

بيان أن جميع أمة النبي صلى الله عليه وسلم برهم وفاجرهم، مؤمنهم ومنافقهم، وبعض أهل الكتاب يرون الله عز وجل يوم القيامة فيراه بعضهم رؤية امتحان لارؤية سرور وفرح وتلذذ بالنظر إلى وجه ربهم عز وجل، وهذه الرؤية قبل أن يوضع الجسر بين ظهري جهنم، ويخص الله أهل ولايته من المؤمنين بالنظر إلى وجهه سبحانه نظر فرح وسرور وتلذذ (التوحيد لابن خزيمة 1/ 420، 421، 429 - 432)، (مجموع الفتاوى 6/ 486 - 506). وقد ذهب بعضهم إلى أن المنافقين لايرون الله تعالى (أعلام الحديث 1/ 525) (شرح النووي 3/ 27) ولعلهم استدلوا بقوله تعالى:{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}

ص: 49

[المطففين: 15] وأجيب بأن المراد بهم الكافرون المكذبون بيوم الدين بضمائرهم، المنكرون بألسنتهم أما المنافقون الذين يكذبون بضمائرهم ويقرون بألسنتهم فإنهم يرون الله تعالى؛ للاختبار والامتحان (التوحيد لابن خزيمة 1/ 429 - 432).

(4)

أن الصراط حق، والجنة حق، والنار حق، والحشر حق، والنشر حق، والسؤال حق (العمدة 6/ 88).

(5)

إثبات الإتيان لله تعالى حقيقة على الوجه الذي يليق بجلاله وعظمته، والإتيان صفة فعلية لله تعالى يفعلها إذا شاء، ويجب الإيمان بها على ظاهر النص كما هي طريقة السلف خلافاً لما حصل فيها من تأويل أو تحريف (شرح التوحيد 2/ 22، 46 ـ 52)

(6)

إثبات الصورة لله تعالى وهي كسائر ما ورد من الأسماء والصفات التي قد يسمى المخلوق بها على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله اختصت به مثل: العليم، القدير، السميع، البصير، وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به فلابد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها (شرح التوحيد 2/ 41 نقله عن نقض التأسيس لابن تيمية 3/ 275، 396).

(7)

أن تغير الصورة ليس بتغير لأنه لايمتنع أن يكون جميع ذلك صفات له يحجبهم عن النظر إلى شيء منها في حال، ويريهم إياها في حال أخرى كما جاز أن يريهم ذاته في حال، ويمنعهم ذلك في حال أخرى (إبطال التأويلات 1/ 151، 154).

(8)

توسل المؤمنين إلى الله تعالى بأفضل الأعمال وهو الإيمان، وتركهم اتباع الناس في عبادتهم غير

الله تعالى أحوج ما كانوا إلى اتباعهم للارتفاق بهم في مصالح الدنيا (شرح الأبي 1/ 343)(شرح النووي 3/ 27).

ص: 50

ورد فيها حديث عبد الله بن عباس، وحديث معاذ بن جبل رضي الله عنهما:

682 -

حديث ابن عباس رضي الله عنه:

قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا سلمة بن شبيب وعبد بن حميد قالا: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

{أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، قال أحسبه في المنام فقال يامحمد: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال قلت لا، قال فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري، فعلمت ما في السموات وما في الأرض،

قال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت نعم، قال: في الكفارت والكفارت المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقال يامحمد إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، قال: والدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام}. ثم قال: حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أتاني ربي في أحسن صورة، فقال: يامحمد،

قلت لبيك ربي وسعديك، قال فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت ربي لا أدري،

فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما بين المشرق والمغرب،

قال: يامحمد، فقلت لبيك رب وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت في الدرجات والكفارت، وفي نقل الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكروهات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ومن يحافظ عليهن عاش بخير ومات بخير، وكان

من ذنوبه كيوم ولدته أمه}.

683 -

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:

ص: 51

قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هانئ (1) أبو هانئ اليشكري حدثنا جهضم بن عبدالله عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي أنه حدثه عن مالك بن يخامر السكسكي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: احتُبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعاً، فثوب بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته، فلما سلَّم دعا بصوته قال لنا:{على مصافكم كما أنتم} ثم انفتل إلينا ثم قال: {أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة: إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يامحمد، قلت لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، قالها ثلاثا، قال: فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد انامله بين ثديي، فتجلى لى كل شيء وعرفت، فقال: يامحمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارت، قال ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الحسنات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء حين الكريهات، قال: فيم؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام والصلاة بالليل والناس نيام، قال: سل، قل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، أسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها حق فادرسوها ثم تعلموها} .

التخريج:

ت: كتاب تفسير القرآن: باب ومن سورة "ص "(5/ 366 - 369).

وفي (جامع الأصول 9/ 548) عزا ابن الأثير إلى الترمذي لفظ: {أتاني الليلة آت من ربي ـ قال في رواية ـ أتاني ربي} وليس كذلك ففي الحديث بدون الشك.

حديث ابن عباس رضي الله عنه:

رواه عبد بن حميد في (المنتخب 1/ 577، 578)

ورواه أحمد في (المسند 1/ 368)

ومن طريقه أبو يعلى في (إبطال التأويلات 1/ 135)

وابن الجوزي في (العلل المتناهية 1/ 21)

ورواه الدارقطني في (الرؤية /177)

أربعتهم من طريق عبد الرزاق به.

(1)(وقع في المجردة، وفي نسخة (العارضة 12/ 114) زيادة حدثنا والصواب حذفها لأن معاذ بن هانئ هو أبو هانئ كما في

ترجمته، وجاء على الصواب في نسخة (تحفة الأحوذي 9/ 106) وفي (العلل الكبير للترمذي 2/ 895) وفي (تحفة

الأشراف 8/ 415).

ص: 52

ورواه ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 540، 541)

والدارقطني في (الرؤية /176، 177)

كلاهما من طريق معمر به.

ورواه الآجري في (الشريعة /496، 497) من طريق عباد بن منصور عن أيوب به.

ورواه ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 538، 539) عن محمد بن بشار به.

والمزي في (تهذيب الكمال 17/ 203 - 205) من طريق محمد بن بشار به.

ورواه الآجري في (الشريعة /496)

وابن أبي عاصم في (السنة 1/ 204)

والطبراني في (الدعاء 3/ 1464)

والدارقطني في (الرؤية /175، 176)

وعلقه البغوي في (شرح السنة 4/ 38)

خمستهم من طرق عن معاذ بن هشام به.

ورواه ابن جرير في (التفسير 27/ 28) من طريق عطاء عن ابن عباس به وفيه زيادة.

وزاد في (الدر 5/ 319) عزوه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد.

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:

رواه الترمذي في (العلل 2/ 895، 896) عن محمد بن بشار به.

ورواه ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 542)

والدارقطني في (الرؤية /168 - 170)

كلاهما من طريق معاذ بن هانئ به، ولم يذكر ابن خزيمة السند تاماً، وأحال على سابقه.

ورواه أحمد في (المسند 5/ 243)

ومن طريقه ابن الجوزي في (العلل المتناهية 1/ 19، 20)

والمزي في (تهذيب الكمال 17/ 203 - 205)

ورواه ابن أبي عاصم في (السنة 1/ 170)

والدارقطني في (الرؤية /168 - 170)

أربعتهم من طريق جهضم به، وصرح يحيى عند أحمد بالتحديث.

ورواه ابن عدي في (الكامل 6/ 2344)

وأبو بكر بن النجاد في (الرد على من يقول القرآن مخلوق /74)

الدارقطني في (الرؤية /169، 170)

والطبراني في (الكبير 20/ 109)، وفي (الدعاء 3/ 1459 - 1461)

ومن طريقه المزي في (تهذيب الكمال 17/ 206) ستتهم من طريق جهضم وموسى بن خلف العمي عن يحيى عن زيد عن أبي سلام عن أبي عبد الرحمن السكسكي عن مالك بن يخامر به، وقد قرن بينهما الطبراني واقتصر الآخرون على ذكر موسى، وعند الدارقطني عن أبي عبد الرحمن السكسكي كذا قال.

وعلقه ابن منده في (الرد على الجهمية /90) عن أبي سلام.

ورواه ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 545)

والدارقطني في (الرؤية /167، 168)

والحاكم في (المستدرك 1/ 521)

ص: 53

والطبراني في (الدعاء 3/ 1461)، وفي (الكبير 20/ 141)

وابن النجاد في (الرد على من يقول القرآن مخلوق/75) خمستهم من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ به، وفي بعض الروايات بدون ذكر الصورة.

ورواه أبو يعلى في (إبطال التأويلات 1/ 125) من طريق الخلال بسنده عن معاذ به، وزاد في (الدر 5/ 319) عزوه إلى ابن مردويه.

حديث عبد الرحمن بن عائش الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن بعض أصحابه عنه:

رواه الترمذي في (العلل 2/ 894) عن يحيى بن موسى عن الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن خالد بن اللجلاج حدثه عبد الرحمن بن عائش قال سمعت: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواه ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 533 - 536)

والمروزي في (مختصر قيام الليل /55، 56)

واللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد 3/ 514) مختصراً.

وابن الجوزي في (العلل المتناهية 1/ 17)

والدارقطني في (الرؤية /173)

والطبراني في (الدعاء 3/ 1463، 1464)

والذهبي في (التذكرة 1/ 387)

وابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني 5/ 48 - 50)، وفي (السنة 1/ 203)

كلهم من طريق الوليد بن مسلم به، وعند ابن أبي عاصم قرن الوليد بصدقة بن خالد وفيه قول ابن عائش: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواه الحاكم في (المستدرك 1/ 521) من طريق محمد بن شعيب عن عبد الرحمن بن يزيد به بلفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواه ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني 5/ 48 - 50)، وفي (السنة 1/ 169، 203، 204) مختصراً بدون الشاهد.

والبغوي في (شرح السنة 4/ 35 - 37)، وفي (التفسير 7/ 101، 102)

والدارقطني في (الرؤية /174)

خمستهم من طريق صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن يزيد عن خالد عن ابن عائش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواه ابن منده في (الرد على الجهمية /90)

والدارقطني في (الرؤية /172)

واللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد 3/ 514)

والطبراني في (الدعاء 3/ 1464)

والآجري في (الشريعة /497)

والبيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 72، 73)

وابن جرير في (التفسير 11/ 476)

وابن السكن عزاه إليه ابن حجر في (الإصابة/321)

ص: 54

ستتهم من طريق الأوزاعي عن عبد الرحمن عن خالد عن ابن عائش أنه قال: خرج رسول الله

صلى الله عليه وسلم ذات غداة، وعند الطبراني، وابن منده صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند ابن جرير، والبيهقي، وابن منده لم يُذكر عبد الرحمن بن يزيد، وعند ـ ابن جرير، والبيهقي ـ قول ابن عائش: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعند الآجري قوله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ـ وذكره ـ.

ورواه ابن منده، والبيهقي، وابن جرير في المواضع المذكورة من طريق الوليد بن مزيد عن ابن جابر عن خالد عن عبد الرحمن قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواه الدارقطني في (الرؤية /170، 171) عن عمارة بن بشر عن ابن جابر عن خالد عن عبد الرحمن بن عائش قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر أن عمارة ذكره عن ابن جابر عن أبي سلام عن ابن عائش بزيادة في آخره.

ورواه أحمد في (المسند 4/ 66، 5/ 378)

وعنه ابنه عبد الله في (السنة 2/ 489، 490)

ومن طريقه المقدسي في (الترغيب في الدعاء /82) مختصراً.

وابن الجوزي في (العلل المتناهية 1/ 18، 19)

ورواه ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 537، 538)

وابن منده في (الرد على الجهمية /90)

ستتهم من طريق أبي عامر العقدي عن زهير بن محمد عن يزيد بن يزيد بن جابر عن خالد بن اللجلاج عن ابن عائش عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه الدارقطني في (الرؤية /173) من طريق بشر بن بكر عن ابن جابر عن خالد عن ابن عائش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأضاف ابن حجر في (الإصابة 4/ 322) عزوه إلى ابن خزيمة والهيثم بن كليب في مسنده.

ورواه الدارمي في (السنن 2/ 126) عن محمد بن المبارك عن أبي الوليد عن أبيه عن حابر ـ ولعله ابن جابر ـ عن خالد عن عبد الرحمن قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره ـ.

ورواه الدارقطني في (الرؤية /174، 175)

والبغوي، وابن خزيمة عزاه إليهما ابن حجر في (الإصابة 4/ 321) ثلاثتهم من طريق حماد بن مالك عن ابن جابر وفيه قول ابن عائش: سمعت.

ورواه ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني 5/ 50)، وفي (السنة 1/ 204) من طريق مكحول وابن أبي زكريا عن ابن عائش قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً على أصحابه وذكر الحديث، وفي السنة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أتاني ربي

}.

وأضاف ابن حجر في (الإصابة 4/ 320، 321) عزوه إلى ابن السكن وأبي نعيم من حديث ابن عائش أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم.

وللحديث شواهد من رواية جمع من الصحابة منهم: جابر بن سمرة، وثوبان، وأبو أمامة، وابن عمر، وأبو هريرة، وأبو رافع، وأبو عبيدة، وعمران بن حصين وغيرهم رضي الله عنهم.

ص: 55

انظر:

حديث ثوبان في (شرح السنة 4/ 38، 39)، وفي (التوحيد لابن خزيمة 1/ 543، 544).

وحديث ثوبان، وأبي عبيدة، وأبي هريرة في (الدعاء للطبراني 3/ 1462، 1463، 1465).

وحديث أبي رافع في (1/ 317).

وحديث جابر، وأبي أمامة، وثوبان، ، وأم الطفيل في (السنة لابن أبي عاصم 1/ 203 - 305). وحديث أبي هريرة في (شرح أصول الاعتقاد لللالكائي 3/ 520)، وفي (الرد على الجهمية لابن منده /89) وفيه حديث ثوبان.

وأحاديث أنس، وأبي أمامة، وعمران، وابن عمر، وثوبان، وأبي هريرة، وأم الطفيل في (الرؤية للدارقطني /178 - 183، 189 - 191).

وحديث أبي رافع في (المعجم الكبير 1/ 317).

وحديث أبي عبيدة في ليلة الإسراء في (تاريخ بغداد 8/ 151)، وفي (العلل المتناهية 1/ 16)، وفي (إبطال التأويلات 1/ 103) وفيه حديث أم الطفيل.

وحديث ثوبان، وابن عمر في مسند البزار كما في (كشف الأستار 3/ 13 - 15).

وحديث أنس في (المجروحين 3/ 135)،

وحديث أم الطفيل في (الموضوعات 1/ 125).

وانظر: (الدر المنثور 5/ 320، 321)

وقد توسع صاحب كتاب (القول المبين في إثبات الصورة لرب العالمين/12 - 18) في ذكر الروايات. وقال ابن منده في (الرد على الجهمية /91): روي هذا الحديث عن عشرة من أصحاب النبي

صلى الله عليه وسلم، ونقلها عنهم أئمة البلاد من أهل الشرق والغرب.

دراسة الإسناد:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

الطريق الأول:

(1)

سلمة بن شبيب: المِسْمعي النيسابوري، نزيل مكة، أبو عبد الرحمن. أحد الأئمة المكثرين، والرحالة الجوالين. قال أحمد بن سيار: كان صاحب سنة وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: ما علمنا به بأساً. قال الحاكم: هو محدث أهل مكة، المتفق على إتقانه وصدقه. قال الذهبي في الكاشف: حافظ حجة.

وقال ابن حجر: ثقة من كبار الحادية عشرة، مات سنة بضع وأربعين (م 4).

ترجمته في:

التاريخ الكبير (4/ 85)، الجرح والتعديل (4/ 164)، تهذيب الكمال (11/ 284 - 287)، السّير (12/ 256 - 258)، التذكرة (2/ 543، 544)، الكاشف (1/ 453)، التهذيب (4/ 146، 147)، التقريب (247).

(2)

عبد بن حميد: تقدم، وهو ثقة حافظ. (راجع ص 1379)

(3)

عبد الرزاق: تقدم هو ابن همام الصنعاني، وهو ثقة حافظ، عمي في آخر عمره فتغير، وكان يتشيع. (راجع ص 191)

ص: 56

(4)

معمر: هو ابن راشد الأزدي ـ مولاهم ـ أبو عروة البصري نزيل اليمن. قال: جلستُ إلى قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة فما سمعت منه حديثا إلا كأنه منقش في صدري. أثنى عليه الشافعي. وقال ابن سعد: كان له حلم ومروءة ونبل في نفسه. وقال ابن جريج: عليكم به فإنه لم يبق من أهل زمانه أعلم منه. وقال أحمد: ما انضم أحد إلى معمر إلا وجدت معمراً يتقدمه في الطلب، كان من أطلب أهل زمانه للعلم، وسئل أيهم أحب إليك في الزهري؟ قال: مالك في قلة روايته ثم معمر، ولست تضم إليه أحداً إلا وجدته فوقه، رحل إلى اليمن وهو أول من رحل. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحداً أروى عن الزهري منه إلا ما كان من يونس فإنه كتب كل شيء. وقال ابن معين: أثبت الناس في الزهري مالك ومعمر، ومعمر أثبت في الزهري من ابن عيينة، وشعيب بن حمزة أعلم بالزهري من معمر، وقدمه على صالح بن كيسان ويونس. وقال حماد بن سلمة: لما رحل إلى الزهري نبل فكنا نسميه معمر الزهري. وقال أبو حاتم: انتهى الإسناد إلى ستة نفر أدركهم معمر وكتب عنهم، ولا أعلم اجتمع لأحد غير معمر، من أهل الحجاز:

ص: 57

الزهري وعمرو بن دينار، ومن الكوفة: أبو إسحاق والأعمش، والبصرة: قتادة، واليمامة: يحيى بن أبي كثير. قال يعقوب بن شيبة، والدارقطني، والعجلي: ثقة، وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال ابن حبان: كان فقيهاً متقناً حافظاً ورعاً.

أخذت عليه أمور:

أولها: الغلط والوهم: قال أحمد: كان يحدث حفظاً فينحرف، وقال: وكان يحفظ الألفاظ لا يؤدي. وقال ابن مهدي: اثنان إذا كتبت حديثهما هكذا رأيت فيه، وإذا انتقيتها كانت حساناً: معمر وحماد بن سلمة. وقيد بعضهم غلطه بما حدَّث به بالبصرة: فقال أبو حاتم: ما حدث بالبصرة ففيه أغاليط، وهو صالح الحديث.

وثانيها: ضعفه في بعض شيوخه: قال ابن معين: إذ حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاووس فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئاً، وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام. قال ابن المديني: في أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة. وقال ابن معين: معمر عن ثابت ضعيف. لكن أحمد قال: معمر عن ثابت ما أحسن حديثه. وقال الدارقطني: سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش.

وثالثها: الإرسال مع احتمال التدليس: قال أحمد: لم يسمع من يحيى بن سعيد الأنصاري، ولا من سماك بن حرب. وقال عبد الرزاق: لم يسمع من يزيد بن عبد الله بن الهاد شيئا. وقال ابن معين: لم يسمع من الحسن شيئاً، وزاد أبو حاتم: ولم يره بينهما رجل يقال إنه عمرو بن عبيد. أما التدليس فلم يصفه به ابن حجر ولا من سبقه، لكنه يؤخذ من قول أبي داود: كان معمر إذا حدث أهل البصرة قال لهم: عمرو بن عبد الله ـ وهو ابن الأسوار اليماني ـ وإذا حدث أهل اليمن لا يسميه. وهذا تدليس الشيوخ. قال الذهبي في الميزان: له أوهام معروفة احتملت في سعة ما أتقن، وزاد في المغني: ثقة إمام، قال أبو أسامة: كان يتشيع، وفي من تكلم فيه: ثقة حافظ وله ما ينكر.

وقال ابن حجر في الهدي: لم يخرج له البخاري من روايته عن قتادة ولا ثابت البناني إلا تعليقاً ولا من روايته عن الأعمش شيئا ولم يخرج له من رواية أهل البصرة عنه إلا ما توبعوا عليه عنه. وفي التقريب: ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا، كذا فيما حدث به بالبصرة، من كبار السابعة، مات سنة 154 هـ وهو ابن ثمان وخمسون سنة (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (5/ 546)، سؤالات أبي داود لأحمد (269)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (47، 49، 87، 120)، العلل لأحمد (1/ 172)، بحر الدم (412، 413)، سؤالات ابن الجنيد (395، 416)، من كلام أبي زكريا (60، 123)، التاريخ لابن معين (3/ 102)، تاريخ الدارمي (41، 43، 45)، العلل لابن المديني (31، 32، 87، 88)، الجرح والتعديل (8/ 255 - 257)، المراسيل (219)، المعرفة (2/ 166، 200، 201، 3/ 157)، الثقات لابن حبان (7/ 484)، جامع التحصيل (283)، تهذيب الكمال (28، 303 - 312)، من تكلم فيه (179)، الميزان (4/ 154)، المغني

ص: 58

(2/ 671)، التذكرة (1/ 190، 191)، الكاشف (2/ 282)، التهذيب (10/ 243 - 246)، الهدي (444)، التقريب (541)، التدليس في الحديث (235).

(5)

أيوب: هو ابن أبي تميمة ـ كيسان ـ السَّختياني ـ بفتح المهملة بعدها معجمة ثم مثناة ثم تحتانية بعد الألف نون ـ أبو بكر البصري. قال الحسن البصري: هذا سيد الفتيان. قال شعبة: سيد الفقهاء، وقال: ما رأيت مثله، وقال مالك: كان أشد الناس تثبتاً، وقال هشام بن عروة: ما رأيت بالبصرة مثله، وقال ابن علية: من حفاظ أهل البصرة. وقال حماد بن زيد: كان أيوب عندي أفضل من جالسته، وأشد اتباعاً للسنة وقال ابن سيرين: الثبت الثبت، وقال ابن المديني: ثبت وليس في القوم مثله.

قدمه الأئمة في نافع: فقال ابن عيينة: ومن كان أطلب لحديث نافع وأعلم به من أيوب. وقال وهيب: لم أر أثبت عن نافع من أيوب. وقال أحمد: أوثق أصحاب نافع عندي أيوب ومالك. وقال ابن المديني: أثبت أصحاب نافع أيوب وفضله، ومالك وإتقانه، وعبيد الله وحفظه. كما قدمه ابن المديني في ابن سيرين على غيره وقال: ليس أحد أثبت في ابن سيرين من أيوب وابن عون، وإذا اختلفا فأيوب أثبت. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً في الحديث جامعاً عدلاً ورعاً كثير العلم حجة. وقال أبو حاتم: ثقة لايُسأل عن مثله، وهو أحب إلىّ في كل شيء من خالد، وهو أكبر من سليمان التيمي، ولا يبلغ التيمي منزلته. وقال ابن خثيمة والنسائي: ثقة. كان أبو قلابة قد أوصى إليه بكتبه، فأتى بها من الشام وقد قال: من كتب أبي قلابة ما سمعت ومنها مالم أسمع منه.

كان يرسل: قال البخاري: ما أراه سمع من أبي صالح السمان. وقال أحمد، وأبو حاتم: رأى أنساً ولم يسمع منه. ولذا ذكره ابن حجر في المرتبة الأولى من المدلسين.

وكان ربما نسي: قال ابن معين حين سئل عن اختلاف ابن علية وحماد بن زيد في أيوب: إن أيوب كان يحفظ وربما نسي الشيء، وقال: كان خيراً من شعبة لكنه كان يحفظ ولايكتب. وقال عبد الوارث: كان إذا قدم البصرة يقول: خذوها رطبة قبل أن تتغير، ولم يكن يكتب ولا يُكتِب.

وقال ابن حجر: ثقة ثبت حجة، من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة 131 هـ وله خمس وستون سنة (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (7/ 246 - 251)، سؤالات أبي داود لأحمد (213)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (41، 94، 218)، بحر الدم (364)، العلل لأحمد (1/ 287، 519، 2/ 466، 497، 548، 3/ 499)، تاريخ الدارمي (54، 55، 68)، من كلام أبي زكريا (80، 81)، التاريخ لابن معين (4/ 289)، سؤالات ابن الجنيد (291، 323، 324)، العلل لابن المديني (79)، الجرح والتعديل (2/ 255)، المراسيل (12، 15)، المعرفة (2/ 231 - 241، 689)، جامع التحصيل (148)، تهذيب الكمال (3/ 457 - 464)، السّير (6/ 15 - 26)، التذكرة (1/ 130 - 132)، الكاشف (1/ 260، 261)، التهذيب (1/ 397 - 399)، تعريف أهل التقديس (32)، التقريب (117)، التدليس في الحديث (183، 184).

(6)

أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الجَرْمي أبو قلابة البصري. قال أيوب: كان والله من الفقهاء ذوي الألباب. وقال عمر بن عبد العزيز: لن تزالوا بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا. وقال ابن سيرين، وابن سعد، وابن خراش، وأبو حاتم، العجلي: ثقة. وزاد أبو حاتم: لايعرف له تدليس. وزاد العجلي: كان يحمل على علي، ولم يرو عنه شيئا قط.

كان يرسل: قال ابن المديني: لم يسمع من هشام بن عامر ولا من سمرة بن جندب. قال أبو حاتم: عن عائشة وابن عمر مرسل، وأدرك النعمان ولا أعلم سمع منه، ولم يدرك زيد بن ثابت، ولم يسمع من أبي زيد عمرو بن أخطب، ولا من معاوية. وقال ابن معين: أظنه سمع من ابن عمر، وقال: عن

ص: 59

النعمان مرسل. وقال أبو زرعة: أبو قلابة عن علي مرسل، ولم يسمع من عبد الله بن عمر شيئا. وقال العجلي: لم يسمع من ثوبان شيئاً. وذكر العلائي: أن روايته عن عائشة، وعن حذيفة، وعن أبي ثعلبة، وابن عباس، وعن عمر، وأبي هريرة، ومعاوية، وسمرة، والنعمان الظاهر في ذلك كله الإرسال، وروايته عن مالك بن الحويرث وأنس وثابت بن الضحاك متصلة. وقد روى مسلم عنه عن عائشة لكنه قرنه بالقاسم بن محمد فرواه عن أيوب عن أبي قلابة والقاسم. وذكر الذهبي في الميزان أنه يدلس عمن لحقهم وعمن لم يلحقهم، وكانت له صحف يحدث منها ويدلس. ووجّه في السّير قول أبي حاتم: إنه لايدلس بأنه إذا روى شيئا عن عمر وأبي هريرة مثلا مرسلاً لايدري من الذي حدثه به، بخلاف تدليس الحسن فإنه يأخذ عن كل ضرب ثم يسقطهم كعلي بن زيد. وجعله ابن حجر في المرتبة الأولى، وذكر أن قول أبي حاتم يقوي من ذهب إلى اشتراط اللقاء في التدليس لا الاكتفاء بالمعاصرة. أوصى فقال: اد فعوا كتبي إلى أيوب إن كان حيا، وإلا فأحرقوها.

قال ابن حجر: ثقة فاضل كثير الإرسال، قال العجلي: فيه نصب يسير، من الثالثة، مات بالشام هارباً من القضاء سنة 104 هـ وقيل بعدها (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (7/ 183 - 185)، التاريخ لابن معين (4/ 215، 294)، التاريخ الكبير (5/ 92)، الجرح والتعديل (5/ 57، 58)، المراسيل (109، 110)، الثقات للعجلي (29، 30)، الثقات لابن حبان (5/ 2 - 5)، جامع التحصيل (211)، تهذيب الكمال (14/ 542 - 548)، السّير (4/ 468 - 475)، التذكرة (1/ 94)، الميزان (2/ 425، 426)، الكاشف (1/ 554، 555)، التهذيب (5/ 224 - 226)، تعريف أهل التقديس (39)، التقريب (304).

الطريق الثاني:

وهو متفق مع الطريق السابق في أبي قلابة:

(1)

محمد بن بشار: تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 213)

(2)

معاذ بن هشام: تقدم، وهو صدوق ربما وهم. (راجع ص 1457)

(3)

أبوه: تقدم، هو هشام الدستوائي، وهو ثقة ثبت. (راجع ص 1449)

(4)

قتادة: تقدم، هو ابن دعامة السدوسي، وهو ثقة ثبت لكنه مدلس، وقال المزي قيل: لم يسمع من

أبي قلابة. (راجع ص 261)

(5)

خالد بن الَّلجلاج العامري: أبو إبراهيم حمصي، وقيل: دمشقي: وهو غير خالد بن اللجلاج السلمي. قال مكحول: كان ذا سن وصلاح، جرئ اللسان. ذكره الصغاني فيمن اختلف في صحبته،

وقال ابن عبدالبر: في صحبته نظر، وقال العلائي: هو تابعي يروي عن أبيه وله صحبة. وذكره في التابعين البخاري، وابن سميع، وخليفة، وابن أبي خيثمة، وابن حبان وقال: كان من أفاضل أهل زمانه.

اختلف في سماعه من عمر: فقال أبو حاتم: عن عمر مرسل، وقال البخاري: سمع من عمر بن الخطاب. وقال المزي: روى عن ابن عباس ـ فيما قيل ـ والمحفوظ عن عبد الرحمن بن عائش، وروايته عن عمر مرسلة.

قال ابن حجر: صدوق فقيه من الثانية، أخطأ من عدَّه في الصحابة (د ت س).

ترجمته في:

التاريخ الكبير (3/ 170)، الجرح والتعديل (3/ 349)، الثقات لابن حبان (4/ 205)، الاستيعاب (2/ 20)، جامع التحصيل (171)، تهذيب الكمال (8/ 160، 161)، أسد الغابة (2/ 91)، الكاشف

ص: 60

(1/ 368)، الإصابة (2/ 376)، التهذيب (3/ 115)، التقريب (190).

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:

(1)

محمد بن بشار: تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 213)

(2)

معاذ بن هانئ: أبو هانئ اليَشْكُري، العيشي البصري. قال النسائي: ثقة. وقال ابن قانع: صالح.

وقال ابن حجر: ثقة، من كبار العاشرة، مات سنة 209 هـ (خ 4).

ترجمته في:

التاريخ الكبير (7/ 367)، الجرح والتعديل (8/ 250)، الثقات لابن حبان (9/ 178)، تهذيب الكمال (28/ 138، 139)، الكاشف (2/ 273)، التهذيب (10/ 196)، التقريب (536).

(3)

جهضم بن عبد الله: بن أبي الطفيل القيسي ـ مولاهم ـ اليمامي وأصله من خرسان. قال أحمد: كان رجلاً صالحاً، لم يكن به بأس. وقال أبو حاتم: هو ثقة إلا أنه يحدث أحيانا عن المجهولين، وقال: هو أحب إلىِّ من ملازم. وقال ابن معين: ثقة إلا أن حديثه منكر ـ يعني ما روى عن المجهولين ـ. وقال الذهبي: ثقة.

وقال ابن حجر: صدوق يكثر عن المجاهيل، من الثامنة (ت جه).

ترجمته في:

سؤالات أبي داود لأحمد (356، 357)، الجرح والتعديل (2/ 534)، التاريخ الكبير (2/ 247)، الثقات لابن حبان (8/ 167)، تهذيب الكمال (5/ 156، 157)، الكاشف (1/ 298)، التهذيب (2/ 120، 121)، التقريب (143).

(4)

يحيى بن أبي كثير: تقدم، وهو ثقة ثبت مدلس واحتمل تدليسه، ولم يسمع من أبي سلام.

(راجع ص 1367)

(5)

زيد بن سلام بن أبي سلام: ـ ممطور ـ الحبشي ـ حي من حمير ـ. قال يعقوب بن شيبة، وأبو زرعة الدمشقي، والنسائي، والدارقطني: ثقة. وزاد يعقوب: صدوق. وقال العجلي: شامي لابأس به.

اختلف في سماع يحيى بن أبي كثير منه: فقال ابن معين: أخذ من معاوية بن سلام كتب زيد، ولم يلق زيداً. وسئل أحمد: سمع منه يحيى؟ قال: ما أشبهه، قيل: إنهم يقولون: سمعها من معاوية بن سلام، قال: لو سمعها منه لذكره، هو يبين في أبي سلام يقول: حدث أبو سلام، ويقول: عن زيد، أما أبو سلام فلم يسمع منه، وأثنى أحمد على يحيى بن أبي كثير.

وقال ابن حجر: ثقة، من السادسة (بخ م 4).

ترجمته في:

التاريخ لابن معين (3/ 8، 2/ 652)، التاريخ الكبير (3/ 395)، الجرح والتعديل (3/ 564)، سؤالات البرقاني للدارقطني (32)، الثقات للعجلي (1/ 378)، الثقات لابن حبان (6/ 315)، تهذيب الكمال (10/ 77 - 79)، الكاشف (1/ 417)، التهذيب (3/ 415، 416)، التقريب (223).

(6)

أبو سلام: هو ممطور الأسود الحبشي، جد زيد بن سلام. قال العجلي، والدارقطني: ثقة، وزاد العجلي: لم يسمع منه يحيى بن أبي كثير .. وقال يحيى: كل شيء عن أبي سلام فإنما هو كتاب. وقال

ابن معين: حدث عنه ولم يسمع منه ولم يلقه. كما أن الأوزاعي روى عنه. وقال الذهبي: ما أراه لقيه.

كان كثير الإرسال: قال ابن المديني، وابن معين: لم يسمع من ثوبان. وقال أبو حاتم: روايته عن النعمان بن ابن بشير، وأبي أمامة، وعمرو بن عبسة مرسلة، وتوقف في سماعه من ثوبان. وقال

ص: 61

الدارقطني: لم يسمع من حذيفة ولا من أبي مالك الأشعري. وقال الذهبي في السّير: كثير من حديثه مراسيل كعادة الشاميين يرسلون عن الكبار، وفي الكاشف: غالب رواياته مرسلة، ولذا ما أخرج له البخاري.

قال ابن حجر: ثقة يرسل، من الثالثة (بخ م 4).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (5/ 554)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (195)، بحر الدم (416)، التاريخ الكبير (8/ 57)، الجرح والتعديل (8/ 431)، المعرفة (2/ 334)، الثقات لابن حبان (5/ 460)، المراسيل (215، 216)، سؤالات البرقاني للدارقطني (32)، جامع التحصيل (286)، تهذيب الكمال (28/ 484 - 488)، السّير (4/ 355 - 357)، الكاشف (2/ 293)، التهذيب (10/ 296)، التقريب (545، 647).

(7)

عبد الرحمن بن عائش الحضرمي: أو عايش ـ بتحتانية ومعجمة ـ الحضرمي أو السكسكي.

مختلف في صحبته:

قال البخاري: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ذكره في الصحابة. قال أبو حاتم: أخطأ من قال له صحبة، هو عندي تابعي. وقال ابن عبد البر: لاتصح له صحبة. وذكره

ابن سعد فيمن نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن حبان: له صحبة. وذكره في الصحابة: أبو زرعة الدمشقي، وأبو زرعة الحراني، وأبو الحسن بن سميع، وأبو القاسم البغوي، وأبو نعيم. وقال ابن السكن: يقال له صحبة. وقال أبو زرعة: ليس بمعروف.

وقال ابن حجر: يقال له صحبة (ت).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (7/ 438)، الجرح والتعديل (5/ 262)، الثقات لابن حبان (3/ 255)، الاستيعاب (2/ 380، 381)، جامع التحصيل (223)، تهذيب الكمال (17/ 202 - 206)، الميزان (2/ 571)، الكاشف (1/ 632)، الإصابة (4/ 320 - 325)، التهذيب (6/ 204، 205)، التقريب (343).

(8)

مالك بن يَخامِر: ـ بفتح التحتانية والمعجمة وكسر الميم ـ الحمصي صاحب معاذ رضي الله عنه. قال ابن سعد، والعجلي: ثقة. وقال أبو نعيم: ذكره بعضهم في الصحابة ولا يثبت، وأرسل عن النبي

صلى الله عليه وسلم. وقال العلائي: ذكر بعضهم أن له صحبة، والصحيح: أنه تابعي.

وقال ابن حجر: مخضرم، يقال له صحبة، مات سنة 70 هـ (خ 4).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (7/ 441)، الثقات لابن حبان (5/ 383)، الثقات للعجلي (2/ 262)، تهذيب الكمال (27/ 166 - 168)، جامع التحصيل (273)، الكاشف (2/ 237)، الإصابة (5/ 759)، التهذيب (10/ 24، 25)، التقريب (518).

درجة الحديث:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

الطريق الأول:

ص: 62

رواته كلهم ثقات، لكن أبا قلابة كثير الإرسال، وقد قال العلائي في روايته عن ابن عباس الظاهر أنها مرسلة أي منقطعة. وقد قال الترمذي (5/ 366): وقد ذكروا بين أبي قلابة وابن عباس في هذا الحديث رجلاً.

فالحديث ضعيف.

وقد حسن ابن الجوزي إسناد أحمد في (العلل المتناهية 1/ 21).

الطريق الثاني:

فيه قتادة وهو مدلس، وقد عنعن، وقال المزي: قيل لم يسمع من أبي قلابة وخالد بن اللجلاج، قال المزي: روى عن ابن عباس ـ فيما قيل ـ والمحفوظ عن عبد الرحمن بن عائش؛ أي هذه الرواية شاذة مع انقطاعها. فالحديث ضعيف. لكن الترمذي في (سننة 5/ 368) قال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

وقد خالفه غير واحد من الأئمة:

قال ابن حجر في (الإصابة 4/ 322، 323): ذكر أحمد بن حنبل أن قتادة أخطأ فيه.

وقال أبو زرعة الدمشقي قلت لأحمد: ابن جابر أيحدث عن خالد؟ فذكره، ويحدث به قتادة عن أبي قلابة فذكره؟ قال: القول ما قال ابن جابر.

ونقل المزي في (التحفة 4/ 383) قول أحمد: حديث قتادة ليس بشيء.

وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب 2/ 380): فيه أبو قلابة عن خالد عن ابن عباس فغلط.

وقال أبو حاتم كما في (العلل لابن أبي حاتم 1/ 20) حين سئل عن حديث معاذ بن هشام وذكره قال: رواه الوليد وصدقة عن ابن جابر وذكره وفيه قول ابن عائش: عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هذا أشبه، وقتادة يقال: لم يسمع من أبي قلابة إلا أحرفاً فإنه وقع إليه كتاب من كتب أبي قلابة، فلم يميزوا بين عبد الرحمن بن عائش، وبين ابن عباس. وتابعه الدارقطني في (العلل 6/ 55) وتصحف ابن عباس إلى عياش، وابن عائش إلى ابن عياش.

وقال ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 540): رواية يزيد وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر أشبه بالصواب حيث قالا عن ابن عائش من رواية من قال عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

وطريق عطاء عن ابن عباس:

ضعفه ابن كثير في (التفسير 7/ 426).

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:

رواته ثقات سوى جهضم وهو صدوق، أما ما قيل في رواية يحيى عن زيد فإن عنعنته مقبولة، ثم إنه صرح بالتحديث في رواية أحمد، فالحديث متصل برواة ثقات وأحدهم صدوق واندفع ما ضعفه ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 546) وهو تدليس يحيى.

وقد قال البخاري والترمذي في (سننه 5/ 369): هذا حديث حسن صحيح.

وقال البخاري: هو أصح من حديث الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثنا خالد ابن اللجلاج حدثني عبد الرحمن بن عائش الحضرمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وهذا غير محفوظ، هكذا ذكر الوليد في حديثه عن عبد الرحمن بن عائش قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر هذا الحديث بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن عائش عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح، وعبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 63

وقد حسن البغوي الحديث في (شرح السنة 4/ 37).

وفي كلام البخاري السابق إشارة إلى وجود اختلاف في الحديث وقد تبين ذلك من خلال تخريجه فقد روي على أوجه:

الوجه الأول: رواية جهضم عن يحيى عن زيد عن جده عن ابن عائش عن مالك بن يخامر عن معاذ

رضي الله عنه: والحديث المروي من هذا الطريق قال عنه البخاري وتبعه الترمذي: حسن صحيح.

الوجه الثاني: رواية موسى بن خلف عن يحيى عن زيد عن جده عن أبي عبد الرحمن السكسكي عن مالك بن يخامر عن معاذ: والحديث من هذا الطريق نقل ابن عدي في (الكامل 6/ 2344) تصحيح أحمد إياه. وقوله: هذا أصحها، وقال ابن عدي في موسى: لا أرى بروايته بأساً.

وقال البخاري كما في (علل الترمذي 2/ 896): حديث الوليد غير صحيح، والحديث الصحيح ما رواه جهضم عن يحيى حديث معاذ.

وذكر أبو حاتم في (العلل 1/ 20) أن رواية جهضم وموسى عن يحيى عن زيد عن جده عن السكسكسي عن مالك عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أشبه من حديث ابن جابر.

وتردد البيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 74، 79، 80) فبعد ذكر الاختلاف في إسناده، قال: قد روي

ـ أي حديث ابن عائش ـ من أوجه أخر وكلها ضعيفة وأحسن طريق فيه رواية جهضم، ثم رواية موسى بن خلف، ثم ختم الباب بقوله في ثبوت هذا الحديث نظر والله أعلم.

وقال الدارقطني في (العلل 6/ 56): رواه يحيى فحفظ إسناده ثم ذكر روايتي جهضم ثم موسى، وقال: في قوله في السند: عن أبي عبد الرحمن السكسكي إنما أرد عن عبد الرحمن وهو ابن عائش، فعاد الحديث إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه.

الوجه الثالث: رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ رضي الله عنه:

وفيه انقطاع فإن ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ قاله ابن المديني وغيره (التهذيب 6/ 262).

وقد سكت عنه الحاكم في (المستدرك 1/ 521).

وقال ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 545، 546): فيه راوٍ لست أعرفه بعدالة ولاجرح، وآخر ضعيف،

وعبد الرحمن لم يسمع من معاذ.

وقال الدارقطني في (العلل 6/ 57) بعد ذكر رواية من رواه عن ابن أبي ليلى: ليس فيها صحيح، كلها مضطربة.

الوجه الربع: رواية ابن عائش، وقد اختلف فيها على وجوه:

- رواية أبي سلام عنه عن مالك عن معاذ ـ وقد تقدمت ـ

- وروى الحديث الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب، والوليد بن مَزْيد وعمارة بن بشر وحماد بن مالك عن ابن جابر عن خالد عن ابن عائش قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي بعضها صلى بنا. وقد صحح الحاكم في (المستدرك 1/ 521) رواية محمد بن شعيب ووافقه الذهبي.

_ ورواه صدقة بن خالد وبشر بن بكر عن عبد الرحمن عن خالد عن ابن عائش قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم.

- ورواه الأوزاعي واختلف عليه:

ص: 64

- فروي عن الأوزاعي عن ابن جابر عن خالد عن ابن عائش مرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيها تصريح بحضوره الحادثة، ومرة بلفظ: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثالثة بلفظ: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.

- وروي عن الأوزاعي عن خالد عن ابن عائش بلفظ: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن حجر في (الإصابة 4/ 321): المحفوظ عن الأوزاعي ما روي عنه عن ابن جابر.

- ورواه عمارة بن بشر عن ابن جابر عن أبي سلام عن ابن عائش قال: سمعت النبي

صلى الله عليه وسلم.

- ورواه زهير بن محمد عن يزيد بن يزيد بن جابر عن خالد عن ابن عائش عن بعض أصحاب النبي

صلى الله عليه وسلم.

قال ابن حجر في (الإصابة 4/ 322): خالف يزيد أخاه عبد الرحمن، فزاد فيه رجلاً، لكن رواية زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة كما قال البخاري وغيره، وهذا منها.

- ورواه مكحول وابن أبي زكريا عن ابن عائش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه. وهذه الرواية صححها الألباني بالشواهد في (ظلال الجنة 1/ 204).

وبذا يتبين أن الوليد لم ينفرد بالتصريح بسماع ابن عائش للحديث بل تابعه خمس رواة على ذلك كا رواه أبو سلام عن ابن عائش كذلك فتابع خالد بن اللجلاج.

وقد اختلفت مسالك العلماء في هذا الاختلاف بين الروايات على أقوال:

القول الأول: رد الحديث بعلة الاضطراب:

قال المروزي كما في (مختصر قيام الليل /56): هذا حديث اضطرب الرواة في إسناده وليس يثبت عند أهل المعرفة بالحديث.

واكتفى بعضهم بقوله: فيه اضطراب كثير: قاله العلائي في (جامع التحصيل /223):

وقال عياض في (الشفاء 2/ 265): حديث معاذ محتمل للتأويل وهو مضطرب الإسناد والمتن.

ونقل ابن الجوزي في (دفع شبه التشبيه /149) قول أحمد: أصل الحديث وطرقه مضطربه، يرويه معاذ رضي الله عنه وكل أسانيده مضطربه ليس فيها صحيح، وسيأتي ما يخالف ذلك من قول أحمد.

وقال ابن الجوزي في (العلل المتناهية 1/ 20): أصله وطرقه مضطربة.

القول الثاني: الترجيح: وهو ترجيح حديث معاذ على غيره.

وممن قال بذلك البخاري كما سبق، وأحمد حيث نقل المزي في (التحفة 4/ 383) قوله: حديث قتادة ليس بشيء، والقول ما قال ابن جابر. كما سبق نقل ابن عدي في (الكامل 6/ 2344) قوله في رواية موسى بن خلف: هذه أصحها، كما تقدم قول أبي حاتم بترجيحها.

وقد قال ابن حجر في (الإصابة 4/ 323، 324) بعد سرد الطرق: يستفاد من مجموعها قوة رواية

عبد الرحمن بن يزيد بإتفانها، ولأنه لم يختلف عليه فيها، أما رواية أبي سلام فاختلف عليه، وقول أحمد يحمل على أن للحديث سندين: ابن جابر عن خالد عن عبد الرحمن بن عائش، ويحيى عن أبي سلام عن السكسكي عن مالك عن معاذ، ويقويه اختلاف السياق بين الروايتين.

وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب 2/ 381): حديث معاذ هو الصحيح عندهم.

أما طرق حديث ابن عائش فقد عني بها العلماء حيث يترتب عليها الحكم بصحبته أو نفيها:

فقد قال البخاري كما نقل الترمذي في (سننه 5/ 369): رواه بشر بسنده عنه قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم وهذا أصح.

ص: 65

وقال ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 537) قول الوليد في هذا الإسناد عن عبد الرحمن سمعت: وهم فإن عبد الرحمن لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصة إنما رواها عن رجل من أصحابه صلى الله عليه وسلم، ولا أحسبه سمع من الصحابي.

وقد ضعف غير واحد من الأئمة رواية من رواه عن ابن عائش مصرحاً فيه بالسماع:

فقال أبو حاتم في (المراسيل /124): حين سأله ابنه عن قول الوليد في الحديث: سمع النبي

صلى الله عليه وسلم، قال: ليست له ـ أي لابن عائش ـ صحبة. وفي (الجرح والتعديل 5/ 262) هو تابعي وأخطأ من قال له صحبة.

وقال البخاري كما نقله عنه الترمذي في (سننه 5/ 369) قول الوليد في الرواية عن ابن عائش قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا غير محفوظ، وعبد الرحمن لم يسمع من النبي

صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب 2/ 380، 381): ابن عائش لاتصح له صحبة لأن حديثه مضطرب.

وقال الذهبي في (الميزان 2/ 571): حديث ابن عائش في المسند، وفي جامع أبي عيسى، وهو عجيب غريب.

القول الثالث: قبول الحديث ممن أطلق القول بقبول الحديث دون تعرض للاختلاف فيه:

ابن القيم في (زاد المعاد 1/ 37) نقل قول ابن تيمية ووافقه: صح أنه صلى الله عليه وسلم قال: {رأيت ربي تبارك وتعالى} ولكن لم يكن هذا في الإسراء، ولكن كان في المدينة لما احتُبس عنهم في صلاة الصبح، ثم أخبر هم عن رؤية ربه تبارك وتعالى تلك الليلة في منامه.

والذهبي في (العلو/103، 104) قال: إسناده قوي. وهو في (المختصر /118) بلفظ: حديث ابن عباس إسناده جيد، وقد ذكره الذهبي من مسند أحمد من رواية حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة.

والسيوطي في (الجامع ومعه الفيض 4/ 6)، وفي (الخصائص الكبرى 1/ 267).

ومن المعاصرين:

صحح الألباني حديث ابن عباس في (صحيح الجامع 1/ 73)، وفي (صحيح الترغيب والترهيب 1/ 164، 181، 182) وذكر أنه رجع عن قوله بضعف الحديث. وصحح حديث ابن عائش في (ظلال الجنة 1/ 169، 170، 204) وذكر أن ابن عائش لم تثبت له صحبة، وصحح حديث معاذ.

الشواهد:

حديث ثوبان رضي الله عنه:

قال ابن حجر في (الإصابة 4/ 323): الرواية أخطأ فيها أحد الرواة، وأشد منها خطأ حديث أنس وفيه راوٍ متروك.

وقال ابن خزيمة بعد أن رواه في (التوحيد 1/ 544): فيه راو لا أعرفه بعدالة ولاجرح.

وكذا قال الهيثمي في (المجمع 7/ 178).

وقد صحح الألباني في (ظلال الجنة 1/ 205) حديث ثوبان بالشواهد، وهو ضعيف.

وحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه:

حسَّن الألباني إسناده في (ظلال الجنة 1/ 203) وحديث أنس فيه راو ضعيف جداً كما في (المجروحين 3/ 135).

ص: 66

وحديث ابن عمر رضي الله عنه:

ذكر الهيثمي في (المجمع 7/ 178) أن فيه راوياً ضعيفاً.

وحديث أبي أمامة رضي الله عنه:

فيه ليث بن أبي سليم ضعيف (المجمع 7/ 179) لكن الحديث يتقوى بالشواهد (ظلال الجنة 1/ 203).

وحديث أبي عبيدة رضي الله عنه:

إسناده ضعيف.

وحديث أم الطفيل رضي الله عنها:

قال أحمد كما في (إبطال التأويلات 1/ 140): حديث منكر، وفيه رجل مجهول لانعرفه، وفي (المجمع 7/ 179) أنه منقطع ووهمّ الدارقطني هذه الرواية في (العلل 6/ 55).

وقال ابن حجر في (التهذيب 10/ 95): متنه منكر.

وقال الألباني: إسناده ضعيف مظلم، وصححه بالشواهد.

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه:

فيه راوٍ متروك.

وقد ذهب ابن الجوزي في (دفع شبة التشبيه/150) إلى رد جميع الأحاديث في هذا الباب، وقال: هذه أحاديث مختلفة، وليس فيها ما يثبت، وفي بعضها أتاني آت، وذلك يدفع الإشكال.

واختلف قول ابن خزيمة، فقد قوى بعض الروايات ثم ختم الباب في (التوحيد 1/ 546) بقوله: ليس يثبت من هذه الأخبار شيء.

وبعد هذه الرحلة الطويلة مع هذا الحديث الذي ثبت ولله الحمد من حديث معاذ رضي الله عنه بشهادة جمع من الأئمة، مع وجود طرق أخرى تحتمل القبول، وبذا يتبين ضعف من ذهب إلى القول بوضع الحديث، إنكاراً لما ورد فيه من صفات الله تعالى. ومن ذلك ما كتبه حسن السقاف في مقال بعنوان:" أقوال الحفاظ المنثورة لبيان وضع حديث رأيت ربي في أحسن صورة " وهي مطبوعة في آخر كتاب (دفع شبه التشبيه لابن الجوزي /281 - 287) وقد توسع في الرد عليه: العلوان في " القول المبين في إثبات الصورة لرب العالمين " والله الهادي للصواب.

شرح غريبه:

يختصم: أصل المخاصمة أن يتعلق كل واحد بخصم الآخر أي جانبه ويجذب كل واحد الخُصْم من جانب، والمعنى يتنازعون (المفردات للراغب/خصم/149).

الملأ الأعلى: هم الملائكة المقربون (النهاية/ ملأ/4/ 351).

تجوز في صلاته: خففها وقللها (النهاية/جوز/1/ 315).

ادرسوها: درس يدرس درساً ودراسة، وأصلها: الرياضة والتعهد للشيء أي اقرأوها وتعهدوها؛ لئلا تنسوها (النهاية/درس/2/ 113).

استثقلت: غلب عليّ النعاس (تحفة الأحوذي 9/ 107).

الفوائد:

(1)

فيه جواز إطلاق تسمية الصورة عليه سبحانه وتعالى (إبطال التأويلات 1/ 119).

ص: 67

(2)

جواز رؤيته سبحانه في المنام وعليه يحمل قول أحمد: " إن النبي صلى الله عليه وسلم رآه سبحانه حقاً" لكنه لم يقل رآه بعيني رأسه (زاد المعاد 3/ 37). وهذا غير ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم، وحق غيره من المؤمنين (إبطال التأويلات 1/ 127 - 129) وذكر ابن تيمية أن المؤمن قد يرى ربه في المنام في صور متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة، ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق (الوصية الكبرى /45) وهي في (مجموع الفتاوى 3/ 390).

(3)

أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة كما جاء مفسراً في بعض الطرق، ويحتمل أنها حصلت مرتين إحد اهما قبل الاسراء (البداية والنهاية 3/ 114). ورؤيا الأنبياء حق، وما جاء أن النبي

صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينيه في الأرض كذب باطل باتفاق العلماء (الوصية الكبرى /40، 43).

(4)

أن الاختصام الوارد فيه غير الاختصام الوارد في القرآن في قوله تعالى {قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون، ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون} [ص: 67، 68، 69] فإن ذاك في شأن آدم وامتناع ابليس من السجود له (تفسير ابن كثير 7/ 71).

(5)

شرف النبي صلى الله عليه وسلم وتفضيله بتعليمه ما في السموات والأرض ـ خلا مفا تيح الغيب ـ فإن الله أنار قلب رسوله صلى الله عليه وسلم، وشرح صدره بالمعارف، فعلم ما بين المشرق والمغرب، وهذا لايعارض ما جاء في القرآن أن مفاتيح الغيب لايعلمها إلا الله تعالى (اختيار الأولى / 40)(القول المبين /74، 75).

(6)

أن من أخَّر الصلاة إلى آخر الوقت لعذر أو غيره وخاف خروج الوقت في الصلاة إن طولّها أن يخففها حتى يدركها كلها في الوقت.

(7)

أن من رأى رؤيا تسره فإنه يقصها على المحبين له، ولاسيما إن تضمنت بشارة لهم، وتعليمهم ما ينفعهم.

(8)

أن ما وصف النبي صلى الله عليه وسلم به ربه تعالى حق وصدق يجب الإيمان والتصديق به كما وصفه به مع نفي التمثيل عنه ومن أشكل عليه شيء من ذلك فليقل {آمنا به كل من عند

ربنا} [آل عمران: 7].

(9)

أن الملأ الأعلى وهم الملائكة أو المقربون منهم يختصمون فيما بينهم، ويتراجعون القول في الأعمال التي تقرب بني آدم إلى الله عز وجل وتكفر خطاياهم (اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى /38، 39، 41، 42).

ص: 68