المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌{الرجل، ومعها: القدم، والوطأة} - إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - جـ ٤

[حصة بنت عبد العزيز الصغير]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث الثاني عشرأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الميم

- ‌{المعية}

- ‌{المغفرة}

- ‌الفصل الثاني: الصفات الذاتية الخبرية

- ‌المبحث الأولأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الحاء

- ‌{الحِقو}

- ‌المبحث الثانيأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الراء

- ‌{الرِّجل، ومعها: القدم، والوطأة}

- ‌المبحث الثالثأحاديث الصفات الخبرية المبدوءة بحرف السين

- ‌{الساق}

- ‌المبحث الرابعأحاديث الصفات الخبرية المبدوءة بحرف الصاد

- ‌{الصوت}

- ‌{الصورة}

- ‌المبحث الخامسأحاديث الصفات الخبرية المبدوءة بحرف الواو

- ‌{الوجه}

- ‌(أ) الأحاديث الواردة في الصحيحين أو أحدهما

- ‌{حجابه النور}

- ‌(ب) الأحاديث الواردة في السنن الأربعة

- ‌المبحث السادسأحاديث الصفات الخبرية المبدوءة بحرف الياء

- ‌{اليد}

- ‌(أ) الأحاديث الواردة في الصحيحين أو أحدهما

- ‌(ب) الأحاديث الواردة في السنن الأربعة

- ‌الفصل الثالث: صفات النفي

- ‌المبحث الأول{نفي الصمم والغياب عن الله تعالى}

- ‌المبحث الثاني{نفي العور عن الله تعالى}

- ‌المبحث الثالث{نفي الشريك}

- ‌الخاتمة

- ‌التوصيات

- ‌فهرس المراجع

- ‌ القرآن الكريم

- ‌المخطوطات

- ‌الرسائل الجامعية

- ‌الكتب المطبوعة

الفصل: ‌{الرجل، ومعها: القدم، والوطأة}

‌المبحث الثاني

أحاديث الصفات المبدوءة بحرف الراء

{الرِّجل، ومعها: القدم، والوطأة}

المعنى في اللغة:

الرّجل: القدم، والطائفة من الشيء، وخَصَّ به بعضهم القطعة العظيمة من الجراد (1).

والوطأة موضع القدم، والأخذة الشديدة. يقال: وطئ الشيء يطؤه وَطْئاً: داسه.

وتطلق على الغزو والقتل؛ لأن من يطأ على الشيء برجله فقد استقصى في هلاكه وإهانته (2).

المعنى في الشرع:

ثبت في السنة ذكر الرجل والقدم لله تعالى.

وغير ممتنع حمل الخبر الذي فيه ذكر قدم الله على ظاهره، وأن المراد به قدم هو صفة لله تعالى وكذلك الرِّجل، وقد نص الإمام أحمد على ذلك حين سئل عن الأحاديث فيها وغيره وقال:" نمرها كما جاءت: وقال أيضاً: " نؤمن به ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ". فقد نص على الأخذ بظاهر الحديث لأنه ليس فيه ما يحيل صفات الله، ولا يخرجها عما تستحقه، وإثبات القدم لله كما أثبتت اليد والوجه وغيرها وجميعها صفات. (3)

كما ثبت في السنة ذكر الوطأة لله تعالى، ولما ثبت أن لله سبحانه قدماً تليق به فنثبت له ما يليق بقدمه من الوطأة المذكورة، وهي صفة تليق به سبحانه لا تشبه وطأة المخلوقين كما لم تشبه قدمه سبحانه أقدامهم.

ورودهما في القرآن:

لم ترد هذه الصفات في القرآن.

ثبت ذكر الرجل والقدم في حديث أنس، وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما:

671 -

(327) حديث أنس رضي الله عنه:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لاتزال جهنم تقول: هل من مزيد (4) حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فتقول: قط قط وعزتك ويزوي بعضها إلى بعض} رواه البخاري ومسلم والترمذي. وفي لفظ: {لايزال يلقي فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العالمين قدمه فيزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول: قد قد بعزتك وكرمك، ولاتزال الجنة تفضل حتى ينشيء الله لها خلقاً، فيسكنهم فضل الجنة} رواه البخاري ومسلم.

672 -

(328) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

(1) اللسان (رجل)(3/ 1597، 1600).

(2)

معجم مقاييس اللغة (وطأ)(6/ 120، 121)، اللسان (وطأ)(8/ 4862 - 4870)، النهاية (وطأ)(5/ 200).

(3)

انظر: إبطال التأويلات (1/ 193 - 202)، وقد أطال في الرد على من أولوا هذه الصفة.

(4)

(اقتباس من [ق: 30]

ص: 32

رفعه {يقال لجهنم هل امتلأت، وتقول: هل من مزيد، فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول: قط قط} رواه البخاري.

ورواه الترمذي في أثناء حديث أبي هريرة الطويل في الرؤية وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: {ويبقى أهل النار فيطرح منهم فيها فوج، ثم يقال: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد. ثم يطرح فيها فوج، فيقال: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد. حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها وأزوى بعضها إلى بعض، ثم قال: قط، قالت: قط قط} .

وقال صلى الله عليه وسلم: {تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين، والمتجبرين. وقالت الجنة: ما لي لايدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم، قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط. فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولايظلم الله عز وجل من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشيء لها خلقاً

} رواه البخاري وفي لفظ {فتقول هل من مزيد ثلاثاً، وتقول: قط قط قط} مع اختلاف في الألفاظ، ومسلم بنحوه وفي رواية {قدمه} .

وجاء في رواية عند البخاري {وإنه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها} (1) ورواه مسلم مختصراً من حديث أبي هريرة وحديث أبي سعيد بدون الشاهد وهو عند الترمذي.

التخريج:

خ: كتاب التفسير: سورة ق: باب قوله: {وتقول هل من مزيد} (6/ 173)(الفتح 8/ 595)

كتاب الأيمان والنذور: باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته (8/ 168)(الفتح 11/ 545)

كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {وهو العزيز الحكيم} (9/ 143)(الفتح 13/ 368) علقه البخاري ثم أسنده.

ثم باب ما جاء في قوله: {إن رحمة الله قريب من المحسنين} (9/ 164)(الفتح 13/ 434).

م: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب جهنم أعاذنا الله منها (17/ 180 - 184).

ت: كتاب صفة الجنه: باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار (4/ 691، 692)

باب ما جاء في احتجاج الجنة والنار (4/ 694) وفيه حديث أبي هريرة الطويل في الرؤية وقال: حسن صحيح.

كتاب تفسير القرآن: باب ومن سورة ق (5/ 390) وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

شرح غريبه:

(1) (حكم ابن تيمية ووافقه ابن القيم رحمهما الله تعالى بغلط هذه الرواية؛ وذكر ابن تيمية أنه انقلب على بعض الرواة لفظ

الحديث، والروايات الصحيحة ونص القرآن يرده فإن الله سبحانه أخبر أنه يملأ جهنم من إبليس وأتباعه، وأنه لايعذب

إلا من قامت عليه الحجة وكذب رسله ولايظلم الله أحداً من خلقه، وذكر أن العلماء قد يضعفون من حديث الثقة

الصدوق الضابط أشياء إذا تبين لهم أنه غلط فيها بأمور يستدلون بها على حصول الغلط (مجموع الفتاوى

13/ 353)، (منهاج السنة 3/ 25)، (حادي الأروح /278).

ص: 33

ضعفاء الناس: وفي رواية عند مسلم {وسقطهم وعَجَزهم} جمع عاجز يريد الأغبياء والعاجزين في أمور الدنيا (النهاية/عجز/3/ 186) سقطهم أراذلهم وأدونهم (النهاية/ سقط/2/ 378) وهم المحتقرون والعاجزون عن طلب الدنيا والتمكن فيها والثروة والشوكة، وقيل: معنى الضعيف الخاضع لله تعالى المذل نفسه له سبحانه وتعالى ضد المتجبر المتكبر (شرح النووي 17/ 181) وهذا الاحتقار لهم بالنسبة إلى ما عند الأكثر من الناس، أما بالنسبة إلى ماعند الله فهم عظماء رفعاء الدرجات لكنهم عند أنفسهم لعظمة الله عندهم وخضوعهم له في غاية التواضع لله تعالى والذلة في عباده (الفتح 8/ 597).

يزوى: زويت جمعت يقال: انزوى القوم بعضهم إلى بعض إذا تدانوا وتضاموا (غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 3) وفي رواية يرد بعضهم إلى بعض يضم بعضها إلى بعض فتجتمع وتلتقي على من فيها (شرح النووي 17/ 182).

قط: بمعنى حَسْب وتكرارها للتأكيد (النهاية/قط/4/ 78).

الفوائد:

(1)

فيه البيان الواضح بأن القدم والرجل ـ وكلاهما عبارة عن شيء واحد ـ صفة لله تعالى حقيقة على ما يليق بعظمته كما أن فيها إبطالاً لتأويل المؤولة، ومما يؤكد إبطال قولهم: إنها نوع من المخلوقات يلقيها في النار أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {حتى يضع} ولم يقل يلقي، وأن قدمه لا يفهم منه الذي قالوه، ثم انضمامها إلى بعض يدل على أنها تنضم على من فيها فتضيق بهم دون أن يلقي فيها شيئاً. فوضع القدم هو الغاية التي ينتهي إليها الإلقاء ويكون عند ذلك الانزواء وهذا يقتضي أن تكون الغاية أعظم مما قبلها (شرح التوحيد 1/ 157)، (تفسير ابن كثير 7/ 381).

(2)

كلام النار حقيقة، وقولها:{هل من مزيد} [ق: 30] قول حقيقة فالله تعالى ينطقها بكلام مسموع منها كما ينطق جل وعلا الجوارح وغيرها والله على كل شيء قدير، والجنة تقول هذا حقيقة فإن الله جعل لها شعوراً وتمييزاً وعقلاً ونطقاً، وليس هذا خاصاً بالجنة والنار فقد ذكر الله تعالى أن الجبال كانت تسبح مع داود.

(3)

فيه من صفات أهل الجنة أنهم متواضعون وخاضعون وأنهم حقيرون ساقطون في أعين ذوي السلطان، وأهل النار هم أهل التكبر والتجبر والظلم.

(4)

أن الملك لله يتصرف كيف يشاء، ولكن لايدخل النار إلا من استوجبها بعمله (شرح التوحيد 2/ 191).

(5)

الحلف بكرم الله كما يحلف بعزته (الفتح 13/ 371)

(6)

أن النار يضيقها الله على من فيها لسعتها فإنه سبحانه قد وعدها ليملأنها من الجنة والناس أجمعين وهي واسعة فلا تمتلئ حتى يضيقها على من فيها أما الجنة فلا يضيقها سبحانه بل ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنة؛ لأن الله يدخل الجنة من لم يعمل خيراً قط لأن ذلك من باب الاحسان، أما العذاب بالنار فلا يكون إلا لمن عصى فلا يعذب أحداً بغير ذنب والله أعلم (مجموع الفتاوى 16/ 46، 47).

عظم سعة الجنة فقد جاء في الصحيح أن للواحد في الجنة مثل الدنيا وعشرة أمثالها ثم يبقى فيها شيء لخلق ينشئهم الله تعالى (شرح النووي 17/ 183، 184).

ص: 34

673 -

(329) ثبت ذكر الوطأة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء إذ قال: {سمع الله لمن حمده، ثم دعا للمستضعفين من المؤمنين} ذكر أناساً بأعيانهم وخصهم ثم قال: {اللهم أشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف} رواه البخاري ومسلم وعنده: في صلاة الفجر ورواه أبوداود والنسائي وابن ماجه. واقتصرت بعض ألفاظه على ذكر لعنه صلى الله عليه وسلم لأحياء من العرب حتى أنزل الله {ليس لك من الأمر شيء} (1) رواه البخاري والنسائي من حديث ابن عمر وأبو داود من حديث ابن عباس.

وجمعت روايتان عند البخاري ومسلم اللفظين ففيهما: دعاؤه بنجاة المستضعفين، ولعنه

صلى الله عليه وسلم بعض الأحياء الكافرة، ونزول الآية.

التخريج:

خ: كتاب الأذان: باب يهوي بالتكبير حين يسجد (1/ 203)(الفتح 2/ 290)

كتاب الاستسقاء: باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم {اجعلها عليهم سنين كسني يوسف} (2/ 33)(الفتح 2/ 492)

كتاب الجهاد: باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة (4/ 52، 53)(الفتح 6/ 105)

كتاب أحاديث الأنبياء: باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} (4/ 182)(الفتح 6/ 418)

كتاب التفسير سورة آل عمران: باب {ليس لك من الأمر شيء} (6/ 47، 48)(الفتح 8/ 225، 226)

سورة النساء: باب {فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً} (6/ 61)(الفتح 8/ 264)

كتاب الأدب: باب تسمية الوليد (8/ 54، 55)(الفتح 10/ 580)

كتاب الإكراه (9/ 25)(الفتح 12/ 311)

كتاب الدعوات: باب الدعاء على المشركين (8/ 104)(الفتح 11/ 193)

وانظر: كتاب المغازي: باب {ليس لك من الأمر شيء} (5/ 127)(الفتح 7/ 365) وفيه اللفظ المختصر فقط.

م: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة ـ والعياذ بالله ـ واستحبابه في الصبح دائماً (5/ 176 - 178).

د: كتاب الصلاة: تفريع أبواب الوتر: باب القنوت في الصلوات (2/ 69).

س: كتاب الافتتاح: باب القنوت في صلاة الصبح (2/ 200 - 202)

ثم باب لعن المنافقين في القنوت (2/ 203).

جه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر (1/ 394).

شرح غريبه:

(1) ([آل عمران: 128]

ص: 35

اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف: أي اجعلها سنين شداداً ذوات قحط وغلاء (شرح النووي 5/ 177) وشبهه بسني يوسف؛ لامتداد زمن المحنة والبلاء، ولبلوغها غاية الشدة والضر (شرح الكرماني 5/ 158) وأضيفت إلى يوسف عليه السلام لكونه الذي أنذر بها، أو لكونه الذي قام بأمور الناس فيها (الفتح 2/ 493، 6/ 419).

الفوائد:

(1)

القتوت مسنون عند النوازل؛ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت لسبب نزل به، ثم تركه عند عدم ذلك السبب النازل به، وهذا الذي عليه فقهاء أهل الحديث (مجموع الفتاوى 23/ 108) كما أنه لم ينسخ فإن الذي عليه جمهور أهل الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو على رعل وذكوان وعصية، ثم ترك هذا القنوت ثم بعد ذلك بمدة بعد خيبر قنت فلو كان قد نسخ القنوت لم يقنت في الثانية (مجموع الفتاوى 22/ 269).

(2)

جواز الدعاء لإنسان معين وعلى معين، وجواز لعن الكفار طائفة معينة منهم (شرح النووي 5/ 177، 178).

(3)

مشروعية الدعاء بالقحط على الكافرين كما يدعى بالاستسقاء للمؤمنين لما فيه من نفع للفريقين بإضعاف الكافرين، ورقة قلوبهم ليذلوا للمؤمنين، وقد ظهر من ثمرة ذلك التجاؤهم إلى النبي

صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم برفع القحط (الفتح 2/ 493).

ص: 36