الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - إظهار العلم والفضل
.
3 - الاعتداء على الغير بإظهار نقصه، وقصد أذاه
.
وعلاج ذلك بالتوبة إلى الله تعالى، وبأن يكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله، والعدوان الباعث على احتقار غيره وتنقّصه (1).
المبحث الثاني: الخصومة والنِّزاع
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصِمُ)) (3).
والألدُّ: هو شديد اللّدد، كثير الخصومة.
والخَصِمُ الذي يخصم أقرانه ويُحَاجُّهم بالباطل، ولا يقبل الحق (4).
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده
(1) انظر: إحياء علوم الدين للغزالي، 3/ 116، ومنهاج الجدل، ص 59.
(2)
سورة البقرة، الآيات: 204 - 206.
(3)
أخرجه البخاري، كتاب المظالم، باب قوله تعالى:{وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} ، برقم 2457، ومسلم، كتاب العلم، باب في الألد الخصم، برقم 2668.
(4)
انظر: جامع الأصول لابن الأثير، 2/ 752، وفتح الباري، 13/ 181.
المصلّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم)) (1). فالشيطان يحرش بين المصلين بالخصومات والشحناء، والحروب، والإغراء بين الناس بأنواع المعاصي والفتن وغيرها (2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يبغض كل جعظريّ، جوَّاظ، سخّاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة)) (3).
الجعظري: الفظُّ الغليظُ المتكبر.
والجوّاظ: الجَموع المَنوع.
والسخّاب: كالصخّاب: كثير الضجيج والخصام المتكبر.
جيفة: أي كالجيفة؛ لأنه يعمل كالحمار طوال النهار لدنياه، وينام طوال ليله كالجيفة التي لا تتحرك (4).
عالم بأمر الدنيا: أي بما يُبْعِدُهُ عن الله عز وجل من السعي في تحصيلها. جاهل بأمر الآخرة، أي بما يقربه ويدنيه من الآخرة (5).
(1) أخرجه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب تحريش الشيطان بعثه سراياه لفتنة الناس، برقم 2812.
(2)
انظر جامع الأصول لابن الأثير، 2/ 754.
(3)
البيهقي في السنن الكبرى، 10/ 194، وابن حبان (موارد)، برقم 1975، ص485، وانظر: صحيح الجامع، برقم 1874، 2/ 144، وسلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 195، 1/ 171.
(4)
انظر: الأحاديث الصحيحة، [التعليق]، 1/ 172.
(5)
انظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير، 2/ 285.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش)) (1)، والفاحش الذي يرسل لسانه بما لا ينبغي، وذو الفحش وهو القبيح في الأقوال والأفعال. والمتفحش: الذي يتكلّف ذلك ويتعاطاه ويستعمله (2).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هلك المتنطِّعون)) قالها ثلاثاً (3).
التنطُّع في الكلام: التعمّق فيه والتفاصح: فهم المتعمّقون، الغالون، المتجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم (4).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلّل البقرة بلسانها)) (5). وهو الذي يظهر التفاصح تَيْهاً على الغير، وتفاصحاً واستعلاءً، ووسيلة إلى الاقتدار على تصغير عظيم، أو تعظيم حقير، أو بقصد تعجيزه، أو تزيين الباطل في صورة الحق أو عكسه، أو يقصد إجلال الحكام له ووجاهته وقبول شفاعته. وهو يتشدّق بلسانه كما تتشدّق البقرة بلسانها.
(1) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في حسن العشرة، برقم 4792، والنسائي في سننه الكبرى، كتاب التفسير (سورة المجادلة)، باب قوله تعالى:{وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ} ، برقم 11507، وأخرجه بنحوه البخاري، برقم 6401، ومسلم، كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، برقم 11 - (2165).
(2)
انظر: جامع الأصول لابن الأثير، 11/ 739، وفيض القدير شرح الجامع الصغير، 2/ 285.
(3)
أخرجه مسلم، كتاب العلم، باب هلك المتنطعون، برقم 2670.
(4)
انظر: شرح النووي، وجامع الأصول لابن الأثير، 11/ 733.
(5)
أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب ما جاء في المتشدق في الكلام، برقم 5005، والترمذي، كتاب الأدب، باب ما جاء في الفصاحة والبيان، برقم 2853، وقال:((هذا حديث حسن غريب))، وأحمد في المسند، 2/ 165، 187، وانظر: صحيح الترمذي، 2/ 375.