الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والاستسقاء بالنجوم، والنياحة)) وقال:((النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)) (1).
وقد وجع أبو موسى وجعاً شديداً فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله، فلم يستطع أن يردّ عليها شيئاً، فلما أفاق قال:((أنا بريء ممن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم،إن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة (2)،والحالقة، والشّاقّة)) (3).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من ضرب الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوَى الجاهلية)) (4).
المبحث الثامن: النّجش
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تلقوا الركبان، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا تناجشوا ولا يبع حاضر لبادٍ، ولا تصرّوا (5) الغنم، ومن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحتلبها، إن رضيها أمسكها، وإن سخطها ردّها وصاعاً من تمرٍ)) (6).
المبحث التاسع: المدح المذموم الذي يفتن الممدوح أو فيه إفراط
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: أثنى رجلٌ على رجلٍ عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ويلك
(1) أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب التشديد في النياحة، برقم 934.
(2)
الصلق: الصوتُ الشديد، يُريد رَفْعُه في المصائب
…
وعند الفَجِيْعَة بالمَوُتِ ويَدْخُل فيه النَّوحُ. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة (صلق)، 3/ 91.
(3)
أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما ينهى من الحلق عند المصيبة، برقم 1296، ومسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب، برقم 104.
(4)
أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب ليس منا من شق الجيوب، برقم 1294، ومسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب، برقم 103.
(5)
صَرَّ: النَاقَة أو البقَرَة أو الشَّاة، يُصَرَّى اللَّبنُ في ضَرْعها: أي يُجْمَع ويُحْبَس. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة (صرّ)، 3/ 48.
(6)
أخرجه البخاري، كتاب البييوع، باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل، برقم 2150، ومسلم، كتاب البيوع، باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه، برقم 11 - (1515).
قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك)) مراراً، ثم قال:((من كان منكم مادحاً أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلاناً والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً، أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه)) (1).
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يثني على رجل، ويطريه في مدحه فقال:((أهلكتم، أو قطعتم ظهر الرجل)) (2).
قال ابن بطال: ((حاصل النهي أن من أفرط في مدح آخر بما ليس فيه لم يأمن على الممدوح العجب؛ لظنه أنه بتلك المنزلة فربما ضيَّع العمل والازدياد من الخير اتِّكالاً على ما وُصف به؛ ولذلك تأوّل العلماء في الحديث
…
((احثوا في وجوه المدَّاحين التراب)) (3). أن المراد من يمدح الناس في وجوههم بالباطل. وقال عمر رضي الله عنه: ((المدح هو الذبح)) (4).
وعن همام بن الحارث أن رجلاً جعل يمدح عثمان رضي الله عنه، فعمد المقداد فجثا على ركبتيه وكان رجلاً ضخماً فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيتم المدَّاحين، فاحثوا في وجوههم التراب)) (5)، وفي رواية عن المقداد أيضاً: ((أمرنا
(1) أخرجه البخاري، كتاب الشهادات، باب إذا زكّى رجل رجلاً كفاه، برقم 2662، ومسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، برقم 3000.
(2)
أخرجه البخاري، كتاب الشهادات، باب ما يكره من الإطناب في المدح، برقم 2663، ومسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، برقم 3001.
(3)
أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، برقم 3002، والترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في كراهية المدحة والمداحين، برقم 2393.
(4)
فتح الباري، 10/ 477.
(5)
أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، برقم 68 - 69 (3002).