الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمر أمتي شيئاً فشقّ عليهم فاشققْ عليه. ومن وَلِيَ من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفُقْ به)) (1).
المبحث الخامس: ما ينبغي لمن سمع غيبة أخيه المسلم
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ((اعلم أنه ينبغي لمن سمع غِيبة مسلم أن يردّها، ويزجر قائلها، فإن لم ينزجر بالكلام زجره بيده، فإن لم يستطع باليد، ولا باللسان فارق ذلك المجلس، فإن سمع غيبة شيخه أو غيره ممن له عليه حق، أو من أهل الفضل والصلاح، كان الاعتناء بما ذكرناه أكثر)) (2).
وعن عتبان رضي الله عنه في حديثه الطويل المشهور قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فقالوا: أين مالك بن الدخيشن، أو ابن الدخشن؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحب الله، ورسوله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله)) قال: قالوا: الله ورسوله أعلم. قال فإنما نرى وجهه ونصيحته للمنافقين. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)) (3).
وعن جابر بن عبد الله وأبي طلحة رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من امرئٍ يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من
(1) أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، برقم 1828.
(2)
الأذكار للنووي، 294.
(3)
أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت، برقم 425، وكتاب الأطعمة، باب الخزيرة، برقم 5401، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر، برقم 33.
عرضه، إلا خذله الله في موطنٍ يحب فيه نصرته، وما من امرئٍ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطنٍ يحب فيه نصرته)) (1).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من ردّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)) (2).
وعن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ذبَّ عن لحم أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار)) (3).
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة توبته قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في القوم في تبوك: ((ما فعل كعب بن مالك))؟ فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه بُرداه والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل رضي الله عنه:((بئس ما قلت: والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إلا خيراً))، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم)) (4).
(1) أبو داود، كتاب الأدب، باب من ردّ عن مسلم غيبة، برقم 4884، وأحمد، 4/ 30، وقال الشيخ ناصر الدين الألباني:((إنه حديث حسن)). انظر: صحيح الجامع الصغير، 5/ 160.
(2)
أخرجه أحمد،6/ 450،والترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الذب عن عرض المسلم، برقم 1931، قال:((وفي الباب عن أسماء بنت يزيد))، ثم قال:((هذا حديث حسن)). وقال الشيخ ناصر الدين الألباني: ((إنه حديث صحيح)). انظر: صحيح الجامع الصغير، 5/ 295.
(3)
أحمد، 6/ 461، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 8/ 95:((رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن))، وانظر: صحيح الجامع، برقم 6116، فقد رمز إليه بالصحة.
(4)
أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك، برقم 4418، ومسلم، كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه، برقم 2769.