الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يجوز التجسس في بلاد الكفار ونقل ما يضرّهم)) (1).
المبحث الثاني: حكم النميمة
النميمة محرمة بإجماع المسلمين، وقد تظاهر على تحريمها الدلائل الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة (2).
المبحث الثالث: الترهيب من الوقوع في النميمة
قال الله تعالى: {هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} (3).
وقال سبحانه: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} (4).
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة قتّات)) (5).
والقتّات هو النمّام. ووقع في رواية أبي وائل عن حذيفة عند مسلم (6) وقيل. الفرق بين القتّات والنمّام: أن النمّام الذي يحضر القصة فينقلها، والقتات الذي يستمع من حيث لا يعلم به ثم ينقل ما سمعه (7).
(1) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر، 10/ 472.
(2)
انظر: الأذكار للإمام النووي، ص 289.
(3)
سورة القلم، الآيتان: 11 - 12.
(4)
سورة الهمزة، الآية:1.
(5)
أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب ما يكره من النميمة، برقم 6056، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم النميمة، برقم 169 - (105).
(6)
مسلم، 1/ 101.
(7)
فتح الباري،10/ 473.
وقال حذيفة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة نمّام)) (1).
قال الحافظ ابن حجر: قوله: ((لا يدخل الجنة)) أي في أول وهلة، كما في نظائره (2).
قلت: هذا مذهب أهل السنة والجماعة؛ فإنهم لا يُكفّرون أحداً من أهل القبلة بشيء من المعاصي ما لم يستحلّه، إلا ما خصّه الدليل.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن محمداً صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم
ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس))، وإن محمداً صلى الله عليه وسلم قال:((إنَّ الرجل يصدق حتى يكتب صدّيقاً. ويكذب حتى يكتب كذّاباً)) (3).
وذكر ابن عبد البر عن يحيى بن أبي كثير قال: ((يفسد النمام والكذاب في ساعةٍ ما لا يفسد الساحر في سنة))، والنميمة من أنواع السحر، لأنها تشارك السحر في التفريق بين الناس، وتغيير قلوب المتحابّين وتلقيح الشرور (4).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض حيطان المدينة، فسمع صوت إنسانين يعذبان، في قبريهما فقال: ((يعذبان وما يعذبان في كبير، وإنه لكبير: كان أحدهما لا يستتر من البول، وكان الآخر يمشي بالنميمة، ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين- أو اثنتين - فجعل كسرة في
(1) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم النميمة، برقم 105.
(2)
الفتح، 10/ 473.
(3)
أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم النميمة، برقم 2606.
(4)
انظر: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، ص325.