الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(299) مسند عبد اللَّه بن أبي حَدْرَد
(1)
(2791)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثنا يزيد بن عبد اللَّه بن قُسَيط عن القَعْقاع بن عبد اللَّه بن أبي حَدْرَد عن أبيه عبد اللَّه بن أبي حدرد قال:
بَعَثَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى إضَم، فَخَرجْتُ في نَفَر من المسلمين فيهم أبو قَتادة الحارثُ ابن رِبْعيّ ومُحَلِّم بن جَثّامة بن قيس، فخرجْنا حتى إذا كُنّا ببطن إضم مرّ بنا عامر بن الأضبط (2) على قعودٍ له ومعهُ مُتَيِّعٌ له وَوَطْبٌ (3) من لبن، فلمّا مرّ بنا سلّم علينا، فأمسكْنا عنه، وحَمَلَ عليه مُحَلِّم بن جَثّامة فقتلَه بشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيرَه ومُتَيِّعَه، فلما قَدِمْنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخبرْناه الخبر، نزل فينا القرآن:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا. .} إلى قوله {خَبِيرًا} (4)[النساء: 94].
(2792)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن عبد اللَّه بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عَون عن جدّته عن ابن أبي حدرد الأسلميّ:
أنّه ذكر أن تزوَّج امرأةً، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يستعينُه في صَداقها. فقال:"كم أَصْدَقْتَ؟ " قال: قلتُ: مائتي درهم. قال: "لو كُنْتُم تَغْرِفون الدراهمَ من واديكم هذا ما زِدْتُم. ما عندي ما أُعطيك" قال: فَمَكَثْتُ، ثم دعاني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فبعثَني في سَريَّة بَعَثَها نحوَ نَجد،
(1) الآحاد 4/ 343، ومعرفة الصحابة 3/ 1613، والاستيعاب 2/ 279، والإصابة 2/ 286، والتعجيل 218.
وفي التلقيح 373: له أربعة أحاديث.
(2)
وهو الأشجعي.
(3)
المُتَيّع: تصغير المتاع. والوطب: السِّقاء.
(4)
المسند 6/ 11، وابن إسحاق صرّح بالتحديث. وسائر رجاله رجال الصحيح، عدا القعقاع، فمن رجال التعجيل 344، وقيل: إنّ له صحبة، ولم يُذكر فيه جرح ولا تعديل. وقد روى ابنُ كثير في تفسير الآية 94 من سورة النساء أقوالًا كثيرة في سبب نزولها، ونقل هذا الحديث عن الإمام أحمد، ثم قال: تفرّد به. وقال الهيثمي في المجمع 7/ 11: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات.
فقال: "اخْرُجْ في هذه السَّرِيَّة لعلّك أن تُصيبَ شيئًا فأُنَفِّلَكَهُ". قال: فخَرَجْنا حتى جِئْنا الحاضر مُمْسِين، فلما ذهبتْ فحمةُ العشاء بعثَنا أميرُنا رجلَين رجلَين، فأحطْنا بالعسكر، وقال: إذا كَبَّرْتُ وحَمَلْتُ فكَبِّرُوا واحمِلوا. وقال حين بعثنا رجلَين رجلَين: لا تَفْتَرِقا، ولا يُسْأَلَنَّ واحدٌ منكما عن خبر صاحبه فلا أجدُ عنده، ولا تُمْعِنوا في الطَّلَب. فلما أردْنا أن نحمِلَ سَمِعْنا رجلًا من الحاضر صرخَ: يا خضرة، فتفاءلْتُ بأنّا سنُصيب منهم خضرة. قال: فلما أعْتَمْنا كبَّر أميرُنا وحَمَل، وكبَّرْنا وحَمَلْنا. قال: فمرَّ بي رجل في يده سيف فاتَّبَعْتُه، فقال لي صاحبي: إنّ أميرَنا قد عَهِدَ إلينا ألّا نُمْعِنَ في الطَّلَب، فارجع، ولما أَبَيْتُ إلا أن أَتَّبعه قال: واللَّه لَتَرْجِعَنّ أو لأَرْجِعَنّ إليه ولأُخْبِرَنّه أنك أبيتَ. فقلتُ: واللَّه لأتَّبِعَنّه. فاتَّبعْتُه، حتى إذا دَنَوْتُ منه رَمَيْتُه بسهم على جُرَيداء مَتنه (1) فوقعَ. فقال: ادْنُ يا مسلمُ إلى الجنّة، فلما رآني لا أدنو إليه ورَمَيْتُه بسهم آخر فأثْخَنْتُه رماني بالسيف فأخطأَني، فأخذتُ السيف فقتلْتُه به واحتزَزْتُ به رأسه، وشَدَدْنا فأخذْنا نَعَمًا كثيرًا وغنمًا ثم انصرفْنا، فأصبحْتُ فإذا بعيري مقطورٌ به بعيرٌ عليه امرأة جميلة شابّة. قال: فجعلتْ تلتفتُ خلفَها فتُكْثِرُ، فقلت لها: إلى أين تلتفتين؟ قالت: إلى رجل، واللَّه إن كان حيًّا خالَطَكم. قالَ: قلتُ: وظَنَنْتُ أنّه صاحبي الذي قَتَلْتُ: قد واللَّهِ قَتَلْتُه، وهذا سيفُه وهو مُعَلَّقٌ بقَتَبِ البعير الذي أنا عليه، وغِمْد السيف ليس فيه شيء، معلَّق بقَتَب بعيرها. فلما قلتُ ذلك لها قالت: فدونك هذا الغِمد فشِمْه فيه إن كنتَ صادقًا. فأخذْتُه فشِمْتُه فيه فطبّقَه. فلما رأت ذلك بكتْ. قال: فقَدِمْنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأعطاني من ذلك النَّعَم الذي قَدِمْنا به (2).
* * * *
(1) قال ابنُ الأثير في النهاية 1/ 257: جريداء متنه: أي وسطه، وهو موضع القفا المتجرّد عن اللحم، تصغير الجرداء.
(2)
المسند 6/ 11، وجدّة عبد الواحد بن أبي عون غير معروفة. قال الهيثمي 6/ 209: رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يُسَمّ، وبقيّة رجاله ثقات.