الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(317) مسند عبد اللَّه بن العبّاس بن عبد المُطَّلِب
(1)
(2866)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا عاصم الأحول ومغيرةُ عن الشَّعبي عن ابن عبّاس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ من ماء زمزمَ وهو قائم.
أخرجاه (2).
(2867)
الحديث الثاني: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا خالد (3) عن خالد الحذاء عن عِكرمة عن ابن عبّاس:
أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم جاء إلى السِّقاية فاستسقى، فقال العبّاس: يا فضلُ، اذهبْ إلى أمّك فأتِ رسول اللَّه بشرابٍ من عندها. فقال:"اسقِني" فقال: يا رسولَ اللَّه، إنّهم يجعلون أيديَهم فيه. قال:"اسقِني". فشرب منه، ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون، فقال:"اعملوا، فإنّكم علي عمل صالح" ثم قال: "لولا أن تُغلَبوا لَنَزَلْتُ حتى أَضَعَ الحبلَ على هذه" يعني عاتقه (4).
انفرد بإخراجه البخاري.
(1) الطبقات 2/ 278، والآحاد 1/ 284، والاستيعاب 2/ 342، وتهذيب الكمال 4/ 176، والسير 3/ 331، والإصابة 2/ 322.
ومسنده في المكثرين عند الحميدي (75) وله فيه مائتان وأربعة وستون حديثًا، اتّفق الشيخان على خمسة وتسعين، وانفرد مسلم بتسعة وأربعين، والبخاري بمائة وعشرين. وفي التلقيح 363 أن له ألفًا وستمائة وستين حديثًا.
(2)
المسند 3/ 338 (1838)، ومسلم 2/ 1603، 1603 (2027) عن هشيم وغيره عن عاصم، والبخاري 3/ 492 (1637) عن عاصم.
(3)
وهو خالد بن عبد اللَّه الطحان.
(4)
في البخاري 3/ 491 (1635)"وأشار إلى عاتقه".
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا نصر بن باب أبو سهل عن الحجّاج عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عبّاس قال:
طاف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالبيت، وجعل يستلمُ الحَجَرَ بمِحْجَنه (1)، ثم أتى السِّقايةَ بعدما فَرَغَ، وبنو عمِّه يَنْزِعون منها، فقال:"ناوِلوني" فرُفعَ له الدلوُ فشرب، ثم قال:"لولا الناسُ يتّخِذونه نُسُكًا ويغلبونكم عليه لَنَزَعْتُ معكم". ثم خرج فطاف بين الصَّفا والمَروة (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: أخبرنا قيس عن مجاهد عن ابن عبّاس:
جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى زمزم، فنَزَعْنا له دلوًا، فشرب ثم مَجَّ فيها، ثم أفرَغْناها في زمزم، ثم قال:"لولا أن تُغْلَبوا عيها لَنَزَعْتُ بيدي"(3).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا حجّاج عن الحكم عن مِقسم عن ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه طاف بالبيت على ناقته، يستلمُ الحَجَرَ بِمِحْجَنِه بين الصفا والمروة.
أخرجاه (4).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري: قال: حدّثنا مسدَّد قال: حدّثنا خالد بن عبد اللَّه قال: حدّثنا خالد الحذّاء عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
(1) المحجن: عصا صغيرة معقوفة الرأس.
(2)
المسند 4/ 99 (2227). وإسناده ضعيف لضعف نصر والحجّاج بن أرطاة، ولكن يشهد له ما قبله وما سيأتي.
(3)
المسند 5/ 466 (3527)، قال ابن كثير في البداية والنهاية 5/ 192: إسناده على شرط مسلم. فحماد بن سلمة، وقيس بن سعد من رجال مسلم.
(4)
المسند 4/ 25 (18 21) وإسناده ضعيف، لضعف حجّاج بن أرطاة. والحديث صحيح رواه البخاري 3/ 472 (1607)، ومسلم 2/ 926 (1272) عن ابن عباس، وعن غيره.
طاف النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير، كلمّا أتى الرُّكْنَ أشار إليه بشيء في يده وكبَّر.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا يزيد - يعني ابن عطاء عن يزيد - يعني ابن أبي زياد - عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم وكان قد اشتكى، فطافَ بالبيت على بعير ومعه مِحْجَن، كلّما مرّ عليه استلمَه، فلمّا قضى طوافَه أناخَ فصلَّى ركعتين (2).
(2868)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سريج بن النُّعمان قال: حدّثنا هُشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس الخَبَرُ كالمعاينة. إنّ اللَّه عز وجل خَبَّرَ موسى ما صنع قومه في العِجل، فلم يُلْقِ الألواح، فلمّا عاينَ ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت"(3).
(2869)
الحديث الرابع: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا مالك عن مَخْرَمة بن سليمان عن كُريب مولى ابن عبّاس أن عبد اللَّه بن عبّاس أخبره:
أنّه بات عند ميمونة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم وهي خالته، قال: فاضْطَجَعْتُ في عَرْض الوِسادة واضْطَجَعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأهلُه في طُولها، فنام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصفَ الليلُ أو قبلَه بقليل أو بعدَه بقليل استيقظَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجعلَ يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآياتِ خواتمَ سورة "آل عمران"(4) ثم قام إلى شَنٍّ مُعَلّقة (5) فتوضّأ منها فأحسنَ الوضوء، ثم قام يُصَلّي. قال ابن عبّاس: فقمتُ فصنعتُ مثلَ الذي صنعَ، ثم
(1) البخاري 3/ 476 (1613). وهو في المسند 4/ 208 (2238) من طريق خالد الحذّاء.
(2)
المسند 4/ 493 (2772). وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن عطاء، ويزيد بن أبي زياد. وهو من طريق يزيد بن أبي زياد في سنن أبي داود 2/ 177 (1981) وضعّفه الألباني. قال محقّقو المسند: حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف.
(3)
المسند 4/ 260 (2447) وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 321، وابن حبان 14/ 96 (6213) وينظر تخريج محقّقي المسند وابن حبان للحديث.
(4)
من قوله تعالى - الآية 190 {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. . .} .
(5)
الشّنّ: القربة البالية. ويقال في نعتها: مُعَلّق، ومعلّقة.
ذهبتُ فقمتُ إلى جنبه، فوضعَ يدهَ اليمنى على رأسه، وأخذَ بأذني اليُمنى يفتِلُها، فصلّى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين [ثم ركعتين، ثم ركعتين] ثم أوتر، ثم اضطجعَ حتى أتاه المؤذن، فقام فصلّى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلّى الصبح (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سلَمة عن كُريب عن ابن عبّاس قال:
بِتُّ عند خالتي ميمونة، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الليل فأتى حاجته، ثم غسل وجهه ويدَيه، ثم قام فأتى القِربة، فأطلق شِناقها (2)، ثم توضّأ وضوءًا بين الوضوءين، لم يُكْثر وقد أبلغ. ثم قام فقُمْتُ عن يساره، فأخَذ (3) بأذني فأدارني عن يمينه، فتتامّت صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة، ثم اضْطَجَعَ فنام حتى نَفَخَ، وكان إذا نامَ نَفَخَ، فأتاه بلال فآذَنَه بالصلاة، فقام فصلّى ولم يتوضّأ. وكان في دُعائه:"اللهمّ اجعَلْ في قلبي نُورًا، وفي بَصَري نُورًا، وفي سَمعي نُورًا، وعن يميني نُورًا، وعن يساري نُورًا، ومن فوقي نُورًا، ومن تحتي نورًا، ومن أمامي نورًا، ومن خلفي نُورًا، وأعْظِمْ لي نورًا".
قال كريب: وسبع في التابوت. قال: فلَقِيتُ بعض ولد لعبّاس فحدّثني بهن، فذكر: عَصَبي، ولحمي، ودمي، وبَشَري، وشعري. قال: وذكر خصلتين (4).
الطريقان في الصحيحين.
ويعني بالتابوت: خزانة كتبه (5).
(2870)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا خالد عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
(1) البخاري 1/ 287 (183)، ومن طريق مالك في مسلم 1/ 526 (763)، والمسند 4/ 58 (2164).
(2)
الشِّناق: الخيط الذي تربط به.
(3)
في المسند "ثم قام، فقمت فتمطّأت كراهية أن يرى أني كنتُ أرتقبه، فتوضأت، فقام يصلّي. . ". وأسقطها المؤلّف أو الناسخ.
(4)
المسند 5/ 270 (3194)، والبخاري 11/ 116 (6316)، ومسلم 1/ 535 (763).
(5)
ينظر الفتح: 11/ 117.
لما خُيِّرَت بربرةُ، رأيتُ زوجَها (1) في سِكَك المدينة ودموعُه تسيلُ على لِحيته، فكُلِّمَ العبّاسُ لِيُكَلِّمَ فيه رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لبريرة:"إنّه زوجُك" قالت: تأمرُني به يا رسول اللَّه؟ قال: "إنّما أنا شافع" قال: فخَيَّرَها فاختارت نفسَها. وكان عبدًا لآل المغيرة يقال له مُغيث.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قَتادة عن عِكرمة عن ابن عبّاس:
أنّ زوجَ بريرةَ كان عبدًا أسوَد يُسَمّي مُغيثًا (3). قال: وقضى النبيّ صلى الله عليه وسلم فيها أربع قَضِيّات: أن مواليها اشترطوا الولاء، فقضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن الولاء لمن أعتق. وخيَّرَها فاختارت نفسَها، فأمَرَها أن تَعْتَدَّ. قال: وتُصُدِّق عليها بصدقة، فأهدَتْ منها إلى عائشة، فذكرت ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"هو عليها صدقة، وإلينا هَدِيّة"(4).
(2871)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن طاوس قال: سمعتُ ابن عبّاس يقول:
أما الذي نهى عنه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُباعَ حتى يُقْبَضَ فالطعامُ. وقال ابن عبّاس برأيه: ولا أحْسِبُ كلَّ شيء إلا مثله (5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من اشترى طعامًا فلا يَبِعْه حتى يستوفيَه".
(1) في المسند "يتبعها".
(2)
المسند 3/ 342 (1844)، والبخاري 9/ 408 (5283) من طريق خالد الحذّاء. وهشيم من رجال الشيخين.
(3)
في المسند "فكنتُ أراه يَتْبَعها في سكك المدينة، يَعْصِرُ عينيه عليها". وأخلّت بها المخطوطة.
(4)
المسند 4/ 327 (2542)، وإسناده صحيح على شرط البخاري - عكرمة من رجاله. وقد أخرج الحديث في الصحيحين من طريق عديدة، جمعها الحميدي في الجمع - مسند عائشة 4/ 17 (3148).
(5)
المسند 3/ 404 (1928)، والبخاري 4/ 349 (2135).
قال ابن عبّاس: وأحسِبُ كلَّ شيء بمنزلة الطعام (1).
(2872)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا عبّاد عن هلال عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن امرأةً من اليهود أهدت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شاةً مسمومة، فأرسلَ إليها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"ما حَمَلَكِ على ما صَنَعْتِ؟ " قالت: أحْبَبْتُ -أو أَرَدْتُ إن كُنْتَ نبيًّا سيُطْلِعُك عليه (2) وإن لم تكن نبيَّا أريحُ (3) النّاسَ منك.
وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا وجد من ذلك شيئًا احتجم. فسافر مرّة، فلما أحرمَ وجد من ذلك شيئًا فاحتجم (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري قال: حدّثنا هشام بن حسّان قال: حدّثنا عكرمة عن ابن عبّاس قال:
احتجمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو مُحرم في رأسه من صُداع كان به، أو شيء كان به، بماءٍ يقال له لَحْيُ جَمَل.
أخرجاه في الصحيحين (5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا نصر بن باب قال: حدّثنا حجّاج عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 4/ 255 (2438)، وهو في مسلم 3/ 1159، 1160 (525 1) عن عبد الرزّاق وغيره عن سفيان، وبمعناه في البخاري 4/ 347 (2132) عن طاوس.
(2)
في المسند "فإن اللَّه سيطلعك عليه".
(3)
كذا في الأصل والمسند برفع "أريحُ".
(4)
المسند 5/ 6 (2784). قال الهيثميّ 8/ 298: رجاله رجال الصحيح، غير هلال بن خبّاب، وهو ثقة. وكذا قال محقّقو المسند.
(5)
المسند 4/ 185 (2355)، والبخاري 10/ 153 (5700، 5701) من طريق هشام. وفي مسلم عن طاووس وعطاء عن ابن عباس: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم. 2/ 862 (1202).
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم احتجمَ صائمًا مُحْرمًا، فغُشِيَ عليه، قال: فلذلك كَرِهَ الحِجامةَ للصائم (1).
(2873)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشَيم قال: أخبرنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عبّاس قال:
خَطَبَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "إذا لم يَجِدِ المُحْرِمُ إزارًا فليلبسْ السَّراويل، وإذا لم يجدْ النَّعْلَين فليلبس الخُفَّين".
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن جُريج قال: أخبرني عمرو بن دينار أن أبا الشَّعثاء أخبَرَه أن ابن عبّاس أخبرَه:
أنّه سَمعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يَخْطُب يقول: "من لم يَجِدْ ازارًا، ووجد السراويل فَلْيَلْبَسْها، ومن لم يَجِدْ نعلين ووجدَ خُفين فليَلْبَسْهما" قلتُ: ولم يقل: ليقطعهما؟ قال: لا (3).
(2874)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
أن رجلًا كان مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَوقَصَتْه ناقتُه وهو مُحرم فمات. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اغسِلوه بماء وسِدر، وكَفِّنوه في ثوبَيه، ولا تُمِسُّوه بطيب، ولا تُخَمِّروا رأسَه، فإنه يُبْعَثُ يومَ القيامة وهو مُلَبِّد"(4).
(1) المسند 4/ 100 (2228). قال الهيثميّ 3/ 172: له حديث في الصحيح: أنّه احتجم وهو صائم محرم، من غير ذكر الكراهة، رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير، وفيه نصر بن باب، وفيه كلام كثير، وقد وثّقه أحمد. والحديث ضعّفه محقّق المسند لنصر والحجّاج، وتحدّث عن بعض رواياته وطرقه وشواهده.
(2)
المسند 3/ 347 (1848). ومن طريق هشيم وغيره في مسلم 2/ 835 (1178)، وهو في البخاري عن جابر ابن زيد 4/ 57 (1841).
(3)
المسند 3/ 462 (2015)، وإسناده صحيح. وأبو الشعثاء هو جابر بن زيد. والحديث من طريق ابن جريج مع الحديث السابق في مسلم.
(4)
المسند 3/ 350 (1850) وهو بهذا الإسناد في البخاري 4/ 64 (1851) وفيهما "ملبّيًا"، ومسلم 2/ 866 (1206) وفيه "ملبّدًا". وأبو بشر، هو جعفر بن إياس الواسطي.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا شيبان عن منصور عن الحكم عن ابن جبير. . . فذكره وقال: ". . يُبعث يوم القيامة وهو يُلَبِّي - أو وهو يُهِلّ"(1).
أخرجاه في الصحيحين.
المُلَبّد: الذي يجعل في رأسه شيئًا من الصمغ ليُلَبّد شعره ولا يقمل.
والإهلال بالحجّ: رفع الصوت به.
(2875)
الحديث العاشر: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا ابن المُثَنّى قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف قال: أخبرنا الفضيل بن غزوان عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يزني العبدُ حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرقُ وهو مؤمن، ولا يشربُ الخمرَ حين يشربُها وهو مؤمن".
قال عكرمة: قلتُ لابن عبّاس: كيف يُنْزَعُ منه؟ قال: هكذا، وشبّك بين أصابعه ثم أخرجَها. فإن تاب عاد إليه هكذا، وشبّك بين أصابعه.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(2876)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا عوف عن زياد بن حُصَين عن أبي العالية عن ابن عبّاس قال:
قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غَداةَ جَمْع: "هَلُمّ القُطْ لي" فلَقَطْتُ له حَصَيات هنّ حصى الخَذْف، فلما وضعهنّ في يده قال:"نَعَم" بأمثال هؤلاء، وإياكم والغُلُوَّ في الدِّين، فإنما هَلَكَ من كان قبلكم بالغُلُوّ في الدِّين" (3).
(1) المسند 4/ 224 (2394). وهو في البخاري 4/ 52 (1839) من طريق منصور. وشيبان وحسين المرُّوذي من رجال الشيخين.
(2)
البخاري 12/ 114 (6809).
(3)
المسند 3/ 350 (1851): زياد بن الحصين من رجال مسلم، وسائر رجاله رجال الشيخين. وهو من طريق عوف في ابن ماجة 2/ 1008 (3029)، والنسائي 5/ 268، وصحيح ابن خزيمة 4/ 274 (2867)، وصحيح ابن حبّان 9/ 183 (3871)، وقد صحّحه الحاكم والذهبي 1/ 466 على شرط الشيخين (ولم يخرج البخاري لزياد)، وصحّحه الألباني.
(2877)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيَم عن منصور عن ابن سيرين عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سافر من المدينة لا يخافُ إلا اللَّه عز وجل، فصلّى ركعتين [ركعتين] حتى رجع (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبه عن جابر قال: سمعتُ الشّعبي يحدِّث عن ابن عمر وابن عبّاس قالا:
سَنَّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الصلاة في السفر ركعتين، وهي تمام. والوتر في السفر سنّة (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد ووكيع وعفّان قالوا: حدّثنا أبو عَوانه قال: حدّثنا بُكَير ابن الأخنس قال: حدّثنا مجاهد عن ابن عبّاس قال:
إنّ اللَّه عز وجل فرض الصلاة على لسان نبيّكم صلى الله عليه وسلم على المقيم أربعًا، وعلى المسافر ركعتين، وعلى الخائف ركعة (3).
(2878)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
نزلت هذه الآيةُ ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متوارٍ بمكة: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110]. قال: وكان إذا صلّى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فلما سمع ذلك المشركون سَبُّوا القرآن وسَبُّوا مَنْ أنزلَه ومن جاء به. قال: فقال اللَّه عز وجل لنبيّه: {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عن
(1) المسند 3/ 351 (1852). والنسائي 3/ 117، والترمذي 2/ 431 (547) وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني ومحقّقو المسند.
(2)
المسند 4/ 54 (2156) وإسناده ضعيف لضعف جابر الجُعفي. وهو في سنن ابن ماجة 1/ 377 (1194)، وضعّفه الألباني ومحقّقو المسند. ونسبه الهيثميّ في المجمع 2/ 158 للبزار، وقال: وفي الصحيح بعضه، وفيه جا بر الجعفي، وثّقه شعبة والثوري، وضعّفه آخرون.
(3)
المسند 4/ 28 (2124) عن يزيد، 4/ 144 (2293) عن عفّان، 5/ 349 (3332) عن وكيع. وبكير من رجال مسلم، وسائر الرواة رواة الصحيحين. وهو في مسلم -وإن لم ينبّه المؤلّف- عن أبي عوانة، الوضّاح 1/ 476 (687). واستوفى محقّقو المسند ذكر مصادره.
أصحابك، فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} .
أخرجاه في الصحيحين (1).
(2879)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا هشام بن حسّان عن قيس بن سعد عن عطاء عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسَه من الركوع قال: "اللهمّ ربَّنا لك الحمد، ملءَ السمواتِ، وملءَ الأرض، وملءَ ما بينهما، وملءَ ما شِئْتَ من شيء بعد، أهلَ الثناء والمجد، لا مانعَ لما أَعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2880)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا يزيد ابن أبي زياد عن مِقسم عن ابن عبّاس:
أن الصَّعب بن جَثّامة الأسدي أهدى إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رِجْلَ حِمار وَحْشٍ وهو مُحْرم، فردّه عليه (3)، وقال:"إنا مُحْرِمون".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(2881)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا وُهيب قال: أخبرنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سُئل عن الذّبح والحَلق والرَّمي، والتقديم والتأخير، فقال:"لا حَرَجَ".
أخرجاه في الصحيحين (5).
(1) المسند 3/ 352 (1853)، والبخاري 8/ 404 (4722)، ومسلم 1/ 328 (446).
(2)
مسلم 1/ 347 (478). وهوفي المسند 4/ 256، 299 (2440، 2498) عن حمّاد بن سلمة وهشام عن قيس.
(3)
"عليه" ليست في المسند.
(4)
المسند 3/ 353 (1856). وزياد ليس بالقويّ. وبسند صحيح عن طريق سعيد أخرجه أحمد 4/ 321 (2530)، وأخرجه مسلم من طرق عن سعيد بن جبير 2/ 851 (1194).
(5)
المسند 4/ 176 (2238). من طريق وهيب في البخاري 3/ 568 (1734)، ومسلم 2/ 950 (1307). ويحيى بن إسحاق من رجال مسلم.
(2882)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا يزيد ابن أبي زياد عن مِقسم عن ابن عبّاس:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "اللهمّ اغْفِرْ للمُحَلِّقين" فقال رجل: "وللمُقَصِّرين" قال: "اللهمّ اغْفِرْ للمُحَلِّقين" قال الرجل: وللمُقَصِّرين. وقال في الثالثة أو الرابعة: "وللمُقَصِّرين"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: قال محمد - يعني ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:
حلق رجال يوم الحديبية وقصّر آخرون، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يرحمُ اللَّه المُحَلِّقين" قالوا: يا رسولَ اللَّه، والمُقَصِّرين. قال:"يرحمُ اللَّه المُحَلِّقين" قالوا: يا رسولَ اللَّه، والمُقَصِّرين. قال:"يرحمُ اللَّه المُحَلِّقين". قالوا: يا رسول اللَّه، والمُقَصِّرين (2). قال:"والمُقَصِّرين" قالوا: فما بال المُحَلِّقين يا رسول اللَّه ظاهَرْتَ لهم التَّرَحُّمَ؟ قال: "لم يَشُكُّوا"(3).
(2883)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن هشام بن إسحاق بن عبد اللَّه بن كِنانة عن أبيه عن ابن عبّاس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج مُتَخَشِّعًا مُتَضَرِّعًا متواضعًا مُتَبَذِّلًا (4)، فصلّى ركعتين كما يُصلّي في العيد، لم يخطبْ كخُطبتكم هذه (5).
(1) المسند 3/ 355 (1859) وهو صحيح لغيره، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد. وهو في مسند أبي يعلى 4/ 359 (2476). وللحديث شواهد صحيحة، منها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة - ينظر الجمع 3/ 175 (2399).
(2)
زاد في المسند: قال "يرحم اللَّه المحلِّقين" قالوا: والمقصِّرين، وجاء في أبي يعلى مثل ما في مخطوطتنا، واستدرك المحقّق في الثالثة، وهي رواية في الحديث.
(3)
المسند 5/ 337 (3311). وإسناده حسن لمكان محمد بن إسحاق. وهو في مسند أبي يعلى 5/ 106 (2718). ومن طريق ابن إسحاق أخرج ابن ماجة 2/ 1012 (3045)"لم ظاهرت. . . " وحسّنه الألباني، وصحّحه المحقّقون لغيره.
(4)
في المسند زيادة "مترسّلًا" وكذا في بعض المصادر.
(5)
المسند 3/ 478 (2039) وهشام بن إسحاق وأبوه ثقتان، روى لهما أصحاب السنن. والحديث في سنن ابن ماجة 1/ 403 (1266)، والترمذي 2/ 445 (558، 559) وقال: حسن صحيح، وأبي داود 1/ 302 (1165)، والنسائي 3/ 163، وصحيح ابن خزيمة 2/ 331 (1405)، وصحيح ابن حبّان 7/ 112 (2862)، وحسّنه الألباني.
(2884)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي قال: حدّثنا أيّوب عن قتادة عن موسى بن سلمة قال:
كُنَّا مع ابن عبّاس بمكّة، فقلتُ: إنّا إذا كنّا معكم صلَّينا أربعًا، وإذا رَجَعْنا إلى رِحالنا صلّينا ركعتين. قال: تلك سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم (1).
(2885)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني سليمان الأحول أن طاووسًا أخبره عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرّ وهو يطوفُ بالكعبة بإنسانٍ يقودُ إنسانًا بخِزامة في أنفه، فقطَعها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم أمَره أن يقودَه بيده.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(6882)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا العلاء بن صالح قال: حدّثني عديّ بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُتَّخَذَ شيءٌ من الرُّوح غَرَضًا.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2887)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم البَطين عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال:
لما أخْرِجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكّة قال أبو بكر: أخرَجوا نبيَّهم، إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، لَيَهْلِكُنَّ، فنزلَت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]، قال: فعرَفَ أنّه سيكونُ قتال.
(1) المسند 3/ 357 (1862). والطفاوي شيخ أحمد روى له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي، واختلف فيه. ينظر التهذيب 6/ 409، وسائر رجاله ثقات، وقد روى مسلم 1/ 479 (988) من طريق قتادة عن موسى: سألت ابن عباس: كيف أصلّي إذا كنت بمكة إذا لم أصلِّ مع الإمام؟ فقال: ركعتين، سنّة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.
(2)
المسند 5/ 410 (3442). والبخاري 3/ 482 (1620) من طريق ابن جريح.
والخزامة: ما يجعل في أنف البعير، يُقاد به.
(3)
المسند 4/ 282 (2480). وهو في مسلم من طريق عدي 3/ 1459 (1957) وأبو أحمد الزبيري من رجال الشيخين. والعلاء بن صالح، ثقة، روى له الترمذي والنسائي وأبو داود. التهذيب 5/ 524.
قال ابن عبّاس: هي أوّلِ آية أنزلت في القتال (1).
(2888)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا أبو مالك الأشجعي عن ابن حُدَير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من وُلِدَت له ابنةٌ فلم يَئِدْها ولم يُهِنْها ولم يُؤْثِرْ ولدَه عليها -يعني الذكور- أدخلَه اللَّهُ بها الجنّة"(2).
(2889)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد قال: حدّثنا منصور عن سالم بن أبي الجَعد الغَطَفاني عن كريب عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنَّ أحدَكم إذا أتى أهلَه قال: باسم اللَّه، اللهمّ جَنِّبْني الشيطانَ، وجَنِّبِ الشيطانَ ما رَزَقْتَنا، فإن قُدِّرَ بينهما في ذلك ولد، لم يَضُرَّ ذلك الولدَ الشيطانُ أبدًا".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(2890)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن عبد اللَّه بن كثير عن أبي المِنهال عن ابن عبّاس قال:
قَدِم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهم يُسْلِفون في التمر العامَ والعامين. أو قال: عامين أو ثلاثة (4). فقال: "من سَلَّف في تمرٍ فلْيُسْلِف في كيلٍ معلوم ووزنٍ معلوم إلى أجل معلوم".
أخرجاه في الصحيحين.
(1) المسند 3/ 358 (1865)، والنسائي 6/ 2، والترمذي 5/ 304 (3171) وقال: حسن. وابن حبان 11/ 8 (4710). ومن طريق الأعمش صحّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 3/ 7، وصحّح الألباني ومحقّقو المسند إسناده.
(2)
المسند 3/ 426 (1957)، وسنن أبي داود 4/ 337 (5146). وضعّفه الألباني. وصحّحه الحاكم والذهبي 4/ 177 من طريق أبي مالك 7/ 114، وخطّأهما محقّقو المسند، لأن ابن حدير مجهول.
(3)
المسند 3/ 360 (1867). ومن طريق منصور بن المعتمر في البخاري 1/ 242 (141)، ومسلم 2/ 1058 (1434). وعبد العزيز من رجال الصحيحين.
(4)
رواية سفيان في المسند 3/ 410 (1937)"السنتين والثلاث" دون "أو" ورواية إسماعيل بن إبراهيم 3/ 362 (1868) هي التي فيها "العام أو العامين" أو قال: "عامين والثلاثة" والحديث من طريق سفيان بن عيينة في البخاري 4/ 429 (2440)، ومسلم 3/ 1226 (1604).
(2891)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا أبو التَّيّاح عن موسى بن سلمة عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم بعثَ بثماني عشرة بَدَنةً مع رجل، وأمَرَه فيها بأَمْره، فانطلق ثم رجع إليه فقال: أرأيتَ أن أَزْحَفَ علينا منها شيء؟ فقال: "انْحَرْها ثم اصْبغْ نَعْلَها في دمها، ثم اجعلْها على صَفْحَتها، ولا تأكل منها أنت ولا أحدٌ من أهل رفقتك".
قال أحمد: لم يسمع إسماعيل بن عليّة من أبي التّيّاح إلا هذا الحديث.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2892)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدّثني أبي عن إسماعيل بن سُمَيع عن مسلم البَطين عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ به، ومن راءى راءى اللَّه به".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2893)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا أيوب عن عِكرمة عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أفطرَ بعَرَفةَ، بَعَثَتْ إليه أمُّ الفضل بلبن فشَرِبَه (3).
(2894)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن عكرمة:
أن عليًّا حَرّق ناسًا ارتدُّوا عن الإسلام، فبلغ ذلك ابنَ عبّاس، فقال: لم أَكُنْ لأُحَرِّقَهم بالنار، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا تُعَذِّبوا بعذاب اللَّه" وكنتُ قاتِلَهم لقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(1) المسند 3/ 362 (1869)، ومسلم 2/ 962 (1325).
(2)
مسلم 4/ 2289 (2986).
(3)
المسند 4/ 313 (2517). وإسناده صحيح، عكرمة من رجال البخاري. وأخرجه الترمذي 3/ 124 (750) من طريق أيوب قال: حسن صحيح. وللحديث شواهد صحيحة، منها حديث ميمونة عند الشيخين، وحديث أم الفضل عند البخاري. ينظر الجمع 4/ 253، 262 (3489، 3505).
"من بَدَّلَ دينَه فاقتلوه" فبلغ ذلك عليًا، فقال: ويح ابنِ أمِّ عبّاس!
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(2895)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل قال: حدّثنا عطاء عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال:
لمّا نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نُعِيَتْ إليَّ نَفسي". بأنّه مقبوض تلك السنة (2).
(2896)
الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل عن يزيد عن عطاء عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يجمعُ بين صلاتين في السفر: المغرب والعشاء، والظهر والعصر.
أخرجاه في الصحيحين (3).
(2897)
الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن سلَمة عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ملعونٌ منَ سبَّ أباه. ملعونٌ من سَبَّ أُمَّه. ملعونٌ من ذَبَحَ لغير اللَّه. ملعونٌ من غَيَّرَ تُخومَ الأرض. ملعونٌ من كَمَهَ أعمى عن طريق (4). ملعون من وقعَ على بهيمة. ملعون من عَمِلَ بعمل قوم لوط"(5).
(1) المسند 3/ 364 (1871). ومن طريق أيّوب في البخاري 6/ 149 (3017) وإسماعيل بن عليّة من رجال الشيخين.
(2)
المسند 3/ 366 (1873). قال المحقّق: إسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط، ومحمد بن فضيل روى عنه بعد الاختلاط. وقال ابن حجر في الفتح 8/ 736: ووهم عطاء بن السائب فروى هذا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. . . "نعيت إليّ نفسي" وذكر أن الصواب: "نعيت إليه نفسه". أي هو من قول ابن عباس. وهو حديث صحيح رواه البخاري - ينظر 6/ 628 (3627)، والجمع 3/ 92، 93 (1113).
(3)
المسند 3/ 367 (1874). والحديث عن عكرمة عن ابن عباس في البخاري 2/ 579 (1107)، وعن سعيد ابن جبير عن ابن عباس في مسلم 1/ 490 (705). وينظر تخريج محقّقي المسند للحديث.
(4)
تخوم الأرض: علاماتها. وكمه الأعمى: أضلّه عن الطريق.
(5)
المسند 3/ 367 (1875)، وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن زهير عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لعنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لغير اللَّه. ولَعَنَ اللَّه مَنْ غَيَّرَ تخومَ الأرض. ولَعَنَ اللَّهُ من كَمَهَ أعمى عن سبيل. ولَعَنَ اللَّه مَنْ سبَّ والديه. ولَعَنَ اللَّه من تولَّى غيرَ مواليه. ولَعَنَ اللَّهُ مَن عَمِلَ عَمَلَ قومِ لُوط، ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَملَ عَمَلَ قومِ لُوط، ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قومِ لَوطَ"(1).
(2898)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن داود بن حُصَين عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
ردّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم زينب ابنته على زوجها أبي العاص بن الربيع بالنكاح الأول، لم يُحْدِث شيئًا (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني داود ابن حُصَين عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رَدّ ابنتَه زينبَ على أبي العاص، وكان إسلامُها قبل إسلامه بستّ سنين، على النِّكاح الأول، ولم يُحْدِث شَهادةً ولا صَداقًا (3).
(2899)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مروان بن شجاع قال: حدّثني خُصيف عن عكرمة (4) عن ابن عبّاس:
(1) المسند 5/ 26 (2816) وهو من طريق زهير في مسند أبي يعلى 4/ 414 (539) وصحّحه الحاكم والذهبي 4/ 356، وابن حبّان 10/ 265 (4417). وينظر الشواهد عند المحقّقين.
(2)
المسند 3/ 369 (18760). وحسّن المحقّقون إسناده. وهو في سنن أبي داود 2/ 272 (2240)، وصحّحه الألباني. ومن طريق محمد بن إسحق في الترمذي 3/ 448 (1143) وقال: ليس بإسناده بأس. وفيه: "بعد ستَ سنين". وابن ماجة 1/ 647 (2009) وفيه: "بعد سنتين".
(3)
المسند 4/ 195 (2366). وإسناده حسن - ينظر السابق.
(4)
في المخطوطة (مجاهد) وصوابه من المسند والأطراف.
أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى أن يُجْمَعَ بينَ العَمّة والخالة، وبينَ العَمَّتين والخالتين (1).
(2900)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مروان قال: حدّثنا خُصيف عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
إنما نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الثوب المُصْمَت من قَزّ. وقال ابن عبّاس: وأما السَّدَى والعَلَم فلا نرى به بأسا (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مُعَمَّر - يعني ابن سليمان الرَّقِّيّ قال: حدّثنا خُصيف قال: [حدّثني] غير واحد عن ابن عبّاس قال:
إنّما نهى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المُصْمَت منه، فأما العلم فلا (3).
(2901)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَثّام بن علي العامري قال: حدّثنا الأعمش عن حَبيب بن "أبي ثابت عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصَلّي من الليل ركعتين، ثم ينصرفُ فيستاك (4).
(2902)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا مَعْمر. وعبدُ الرزّاق قال: أخبرنا مَعْمَر، قال: أخبرَنا الزهري عن علي بن حسين عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 3/ 370 (1878). ومن طريق خصيف في أبي داود 4/ 222 (2067). وضعّفه الألباني. وضعّف محقّق المسند إسناده لخصيف. وللحديث شواهد، منها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة - الجمع 3/ 99 (2291). وينظر صحيح ابن حبان 9/ 323 - 427 (4113 - 4117).
(2)
المسند 3/ 371 (879 1) وصحّحه المحقّقون، لأن خُصيفًا متابَع، وذكروا مظانّه. وهو من طريق خُصيف عند أبي داود 4/ 50 (4055) وصحّحه الألباني إلا: وأما. . .
والمصمت: الذي كلّه حرير. والسَّدَى: ما يُمَدّ طولًا من النسج. والعلم: الرَّقْم في الثوب.
(3)
المسند 3/ 371 (1880).
(4)
المسند 3/ 372 (1881) وابن ماجة 6/ 101 (288)، وأبو يعلى 4/ 367 (2485)، وصحّحه الحاكم 5/ 141 على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن عثّامًا من رجال البخاري، وسائر رجاله رجال الشيخين. وصحّحه الألباني.
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسًا في نَفَر من أصحابه. قال عبد الرزّاق: من الأنصار، فرُمِيَ بنجم (1) فاستنار، قال:"ما كنتُم تقولون إذا كان مثلُ هذا في الجاهلية؟ " قالوا: كنّا نقولُ: يُولَدُ عظيمٌ أو يموتُ عظيم. قلتُ للزهري: أكان يُرْمى بها في الجاهلية؟ قال: نعم، ولكن غُلِّظَت حينَ بُعِثَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فإنّها لا يُرْمَى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربّنا تبارك وتعالى إذا قضى أمرًا سبَّحَ حَمَلَةُ العَرش، ثم سَبَّحَ أهلُ السماء الذين يلونهم، حتى يبلُغَ التسبيح هذه السماءَ الدُّنيا، ثم يستخبرُ أهلُ السماءِ الذين يَلُون حَمَلَةُ العرش، فيقول الذين يَلُون حَمَلةَ العرش لحملة العرش: ماذا قال ربُّكم؟ فيُخْبِرونهم، ويُخْبِرُ كلُّ أهل سماءٍ، حتى يَنتهيَ الخبرُ إلى هذه السماء، ويَخطَفُ الجِنُّ السَّمْعَ فيَرْمُون، فما جاءوا به على وجهه فهو حقٌّ، ولكنّهم يَقْرِفون فيه ويزيدون"(2).
هكذا رواه أحمد عن ابن عبّاس: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسًا فرمى بنجم. . . وكذلك رواه الترمذي، إلا أنه قال: وقد روي عن ابن عبّاس عن رجال من الأنصار قالوا: كنّا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم. . . ورواه مسلم عن ابن عبّاس عن رجال من الأنصار، وعن ابن عبّاس عن رجل من الأنصار. وهو من أفراده (3).
(2903)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزهري عن عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عبّاس، وعن عائشة أنهما قالا:
لما نُزِلَ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يُلقي خَميصةً على وجهه، فلما اغْتَمَّ رفَعَها عنه وهو يقول:"لعنَ اللَّه اليهودَ والنصارى، اتَّخَذُوا قبورَ أنبيائهم مساجد".
تقول عائشة: يُحَذِّرُهم مثلَ الذي صنعوا (4).
(2904)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمرو بن محمد أبو سعيد العَنْقَزي قال: أخبرنا سُفيان عن سلَمة بن كُهيل عن عمران عن ابن عبّاس قال:
(1) في المسند: بنجم عظيم.
(2)
المسند 3/ 372 (1882) وهو حديث صحيح.
(3)
الترمذي 5/ 337 (3224)، ومسلم 4/ 1750، 1751 (2229). ورواه أحمد أيضًا بعد الحديث السابق: عن ابن عبّاس، حدّثني رجال من الأنصار من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا جلوسًا. . .
(4)
المسند 3/ 374 (1884). وأخرجه الشيخان: البخاري من طريق معمر 6/ 494 (3454) وينظر 1/ 532 (436)، ومسلم 1/ 371 (53) من طريق الزهري. وعبد الأعلى من رجالهما.
هجرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم نساءه شهرًا. فلما مضى تسع وعشرون أتاه جبريل فقال: قد بَرَّت يمينُك، وقد تَمّ الشهر (1).
(2905)
الحديث الاريعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن عمر قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن شعبة (2) عن ابن عبّاس.
أن أسامة بن زيد كان يَرْدِف رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ عرفةَ، فدخل الشِّعب فنزل فأهَراق الماء ثم توضّأ، ورَكِبَ ولم يُصَلِّ (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين وأبو نُعَيم قالا: حدّثنا إسرائيل عن عبد العزيز بن رُفَيع قال: حدّثني من سمع ابن عبّاس يقول:
لم ينزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين عرفات وجمع إلا لِيُهَرِيقَ الماء (4).
(2906)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن عبد اللَّه بن الفضل عن نافع بن جبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الأيِّمُ أحقُّ بنفسها من وَلِيِّها، والبِكر تُسْتَأْذَنُ في نفسها، وإذنُها صُماتها".
انفرد بإخراجه مسلم (5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني صالح
(1) المسند 4/ 15 (2103) وإسناده صحيح: العنقزي وعمران بن الحارث من رجال مسلم، والبقيّة من رجالهما. ومن طريق سلمة بنحوه في النسائي 4/ 138، وللحديث شواهد في الصحيحين عن عمر وجابر وأنس وعائشة وأمّ سلمة - ينظر الجمع 1/ 108 (27)، 2/ 398، 625 (1670، 2065)، 4/ 207، 231 (3381، 3450).
(2)
في الأصل (سعيد) وصُوّب من المسند والأطراف.
(3)
المسند 4/ 124 (2265) وحسّنه المحققون لغيره. ورجاله رجال الصحيح غير شعبة بن دينار، مختلف فيه.
(4)
المسند 4/ 273 (2464) وضُعّف إسناده لجهالة الراوي عن ابن عباس. وقد روى الحديث من طرق وبألفاظ مختلفة، جمعها الحميدي في الصحيحين - مسند أسامة 3/ 342، 343 (2807).
(5)
المسند 3/ 377 (1888)، 4/ 58 (2163)، ومسلم 2/ 1037 (1421) من طريق عن مالك.
ابن كَيسان عن عبد اللَّه بن الفضل. . فذكر مثله، إلا أنّه قال:"واليتيمةُ تُسْتَأْمَرُ في نفسها"(1).
(2907)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توضّأَ مرّةً مرّة.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(2908)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن زياد - يعني ابن سعد عن أبي الزبير عن أبي مَعْبد عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ارْفَعُوا عن بطن مُحَسِّر، وعليكم بمثل حصى الخَذْف"(3).
(2909)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك عن عبد اللَّه بن عُصم عن ابن عبّاس قال:
فرضَ اللَّهُ عز وجل على نبيّه الصلاة خمسين صلاة، فسأل ربَّه عز وجل فجعلَها خمس صلوات (4).
(2910)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحجّاج قال: حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عبّاس قال:
(1) عن عبد اللَّه بن الفضل بن عبّاس بن ربيعة عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابن عبّاس. وهو في المسند 4/ 195 (2365) وحسّن المحقّق إسناده، والنسائي 6/ 84. وهو بمعناه من طريق صالح في أبي داود 2/ 233 (2100)، وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 3/ 499 (2072)، والبخاري 1/ 258 (157) من طريق سفيان الثوري.
(3)
المسند 3/ 383 (1896)، وشرح المشكل 3/ 230، 231 (1194، 1195) من طريق سفيان بن عيينة عن زياد عن أبي الزبير، ومن طريق سفيان عن أبي الزبير، وكلاهما صحيحان. وصحّحه المحقّقون على شرط مسلم، وصحّح ابن خزيمة 4/ 254 (2816) الحديث، وفيه "ارفعوا عن بطن محسّر".
(4)
المسند 5/ 70 (2891) وصحّحه المحققون لغيره، لسوء حفظ شريك. وفي سنن ابن ماجة 1/ 448 (1400) من طريق أبي الوليد الطيالسي عن شريك به. وصحّحه الألباني لغيره أيضًا. قال البوصيري: روى ابن ماجة هذا الحديث عن ابن عباس، والصواب عن ابن عمر كما في أبي داود. قال: وإسناد حديث ابن عبّاس واهٍ لقصور عبد اللَّه بن عصم وأبي الوليد الطيالسي عن درجة أهل الحفظ والإتقان.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقد أُمِرْت بالسِّواك حتى ظَنَنْتُ أنّه سينزِلُ به عليَّ قرآنٌ أو وَحيٌ"(1).
(2911)
الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن إبراهيم ابن عُقبة عن كُريب عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالرّوحاء، فلَقِيَ رَكبًا فسلَّم عليهم، فقال:"مَنِ القوم؟ " قالوا: المسلمون. قالوا: فمن أنتم؟ قال: "رسول اللَّه"، ففَزِعَتِ امرأةٌ، فأخذَت بعَضُد صبيّ فأخرجَتْه من مِحَفَّتِها، فقالت: يا رسول اللَّه، هل لهذا حَجٌّ؟ قال:"نعم، ولك أجر".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2912)
الحديث السابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا سليمان بن سُحَيم، قال سفيان: لم أحفظ عنه غيره، قال: سمعتُه من إبراهيم بن عبد اللَّه ابن مَعبد بن عبّاس عن أبيه عن ابن عبّاس قال:
كشف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم السِّتارة والناسُ صُفوفٌ خلفَ أبي بكر، فقال:"أيّها النّاس، إنه لم يبقَ من مُبَشِّرات النبوّة إلا الرُّؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له".
ثم قال: "ألا إنّي نُهِيتُ أن أقرأَ راكعًا أو ساجدًا. أما الركوعُ فعَظِّموا فيه الربَّ. وأما السُّجودُ فاجتهدوا في الدُّعاء، فقَمِنٌ أن يُستجابَ لكم".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2913)
الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة عن جابر عن عمّار عن سعيد بن جبير قال: حدّثني عبد اللَّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فإيايَ رأى، فإنّ الشيطانَ لا يتخيّلُ بي"(4).
(1) المسند 5/ 229 (3122). ومن طريق شريك في مسند أبي يعلى 4/ 218 (2330)، وضُعّف إسناده لضعف شريك، وتوبع عليه، وللخلاف في أربدة التميمي. وينظر تخريج محقّقي المسند 4/ 29 (2125).
(2)
المسند 3/ 384 (1898)، ومسلم 2/ 974 (1336).
(3)
المسند 3/ 386 (1900)، ومسلم 1/ 348 (479).
(4)
المسند 4/ 318 (2525)، وصحّحه المحقّقون لغيره - لضعف جابر الجعفي. وهو في سنن ابن ماجة 2/ 1285 (3905) من طريق أبي عوانة. قال البوصيري: في إسناده جابر الجعفي، وهو متّهم. وصحّح الحديث الألباني.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد جعفر قال: حدّثنا عَوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي قال:
رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم في النوم زمنَ ابن عبّاس، قال: وكان يزيدُ يكتب المصاحف، فقال: فقلت لابن عبّاس: إني رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم في النوم. قال ابن عبّاس: فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إنّ الشيطانَ لا يستطيعُ أن يتشبّه بي، فمن رآني في النوم فقد رآني" فهل تستطيعُ أن تَنْعَتَ لي هذا الرجلَ الذي رأيتَ؟ قلت: نعم، رأيت رجلًا بين الرجلَين جسمَه ولحمَه، أسمرَ إلى البياض، حسنَ المَضْحَك، أكحلَ العينين، جميلَ دوائر الوجه، قد ملأتْ لحيتُه من هذه إلى هذه، حتى كادت تملأُ نَحْرَه (1). فقال ابن عبّاس: لو رأيتَه في اليقظة ما استطعْتَ أن تَنْعَتَه فوق هذا (2).
(2914)
الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عبد الكريم عن عِكرمة عن ابن عبّاس إن شاء اللَّه:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى أن يُتَنَفَّسَ في الإناء أو يُنْفَخَ فيه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
نهى عن النفخ في الطعام والشراب (4).
(2915)
الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان: قال عمرو: أخبرني جابر بن زيد أنّه سمع ابن عبّاس قال:
(1) في المسند: "قال عوف: لا أدري ما كان مع هذا من النّعث".
(2)
المسند 5/ 388 (3410). وضعّف المحققون إسناده لجهالة يزيد الفارسي.
(3)
المسند 3/ 390 (1907).
(4)
المسند 5/ 26 (2817). وقد ورد الحديث بالإسناد الأول، وبأسانيد عن عكرمة، في الترمذي 4/ 269 (1888) وقال: حسن صحيح، وأبي داود 3/ 338 (3728)، وابن ماجة 2/ 1134 (3429)، وأبي يعلى 4/ 290 (2402)، وصحّحه الحاكم والذهبي 4/ 138 على شرط البخاري، وابن حبّان 12/ 136 (5316)، والمحقّقون.
صلَّيْتُ خلفَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثمانيًا جميعًا، وسبعًا جميعًا، قال: قلت له: يا أبا الشَّعثاء (1)، أظُنُّه أخَّرَ الظهرَ وعجَّلَ العصرَ، وأخَّرَ المغربَ وعجَّلَ العشاء. قال: وأنا أظُنّ ذلك.
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
جمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة، من غير خوف ولا مطر. قيل لابن عبّاس: وما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد ألا يُحْرِج أُمَّتَه.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2916)
الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج قال: حدّثنا عبّاد - يعني ابن العوّام عن الحجّاج عن الحَكَم عن مِقسم عن ابن عبّاس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ ميمونةَ بنتَ الحارث، فجعلَتْ أمرَها إلى العبّاس، فزوَّجَها النبيَّ صلى الله عليه وسلم (4).
(2917)
الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن الحارث عن ابن جُريَج قال: حدّثني عطاء أنّه سمع ابن عبّاس يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أكلَ أحدُكم فلا يَمْسَحْ يدَه حتى يَلْعَقَها أو يُلْعِقَها".
أخرجاه في الصحيحين (5).
(1) وهو جابر بن زيد.
(2)
المسند 3/ 398 (1918)، والبخاري 3/ 51 (1174)، ومسلم 1/ 491 (705).
(3)
المسند 3/ 420 (1953)، ومسلم 1/ 490 (705).
(4)
المسند 4/ 257 (2441)، ومن طريق عبّاد في مسند أبي يعلى 4/ 364 (2481)، والمعجم الكبير 11/ 309 (12093). وحكم محقّقو المسندين بضعف إسناده للحجاج بن أرطاة.
(5)
المسند 4/ 412 (2672). وأخرجه مسلم من طرق عن ابن جريج 3/ 1605 (2031). وأخرجه هو والبخاري 8/ 577 (5456) من طريق سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء. وعبد اللَّه بن الحارث من رجال مسلم.
(2918)
الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا حمّاد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الحَجَرُ الأسودُ من الجنّة، كانَ أشدَّ بياضًا من الثَّلج حتى سوَّدَتْه خطايا أهلِ الشِّرك"(1).
(2919)
الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم قال: أخبرني عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم. وحدّثنا يونس قال: حدّثنا حمّاد عن عبد اللَّه ابن عثمان عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يأتي هذا الحجرُ يومَ القيامة" وقال يونس: "لَيُبْعَثَنَّ الحجرُ يومَ القيامة - له عينان يُبْصِرُ بهما، ولسانٌ يَنْطِقُ به، يَشْهَدُ لمن استلَمه بحقّ"(2).
(2920)
الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جُرَيج قال: حدّثني حسن بن مُسْلِم عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
شَهِدْتُ الصلاةَ (3) مع النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فكلُّهم يَصَلِّيها قبلَ الخُطبة ثم يخطُبُ بعدُ. قال: فنزل نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم كأني أنظُرُ إليه حين يُجْلِسُ الرجالَ بيده، ثم أقبل يَشُقُّهم حتى جاء النساءُ ومعه بلال، فقال:{يَاأَيُّهَا النبيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا. .} [الممتحنة: 12] فتلا هذه الآيةَ حتى فرغ منها. ثم قال حين فرغَ منها: "أنتنّ على ذلك" فقالت امرأة منهن واحدة، ولم يُجِبْه غيرُها منهنّ: نعم يا نبيّ اللَّه. قال: "فَتَصَدَّقْنَ". قال: فبَسَطَ بلالٌ ثوبَه ثم قال: هَلُمّ لَكُنّ، فِداكُنّ أبي وأمّي. فجَعَلْنَ يُلقينَ الفَتَخَ والخواتيم في ثوب بلال.
(1) المسند 5/ 13 (2795). وفي النسائي 5/ 226 من طريق حمّاد بن سلمة عن عطاء: "الحجر الأسود من الجنّة". وفي الترمذي 3/ 226 (877) من طريق عطاء: "نزل الحجر الأسود من الجنّة وهو أشدّ بياضًا من اللبن، فسوَّدته خطايا بني آدم". وقال: حسن صحيح. وصحّحه ابن خزيمة 4/ 219 (2733). وصحّح الألباني الحديث. وينظر تخريج محقّقي المسند.
(2)
رواية علي بن عاصم في المسند 4/ 91 (2215)، ورواية يونس عن حمّاد 5/ 15 (2796). والحديث من طرق عن ابن خُثيم في الترمذي 3/ 294 (961)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة 2/ 982 (2944)، وأبي يعلى 5/ 107 (2719)، والمختارة 10/ 203 - 213 (208 - 212). وصحّحه ابن خزيمة 5/ 29 (3712)، والألباني والمحقّقون.
(3)
في المسند والمصادر "يوم الفطر".
أخرجاه (1).
والفَتَخ: خواتيم لا فُصوص لها. وقيل: كانوا يلبسونها في أصابع الرجلين.
(2921)
الحديث السادس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نَكَحَ ميمونةَ وهو مُحْرِم.
أخرجاه (2).
وفي لفظ أخرجه البخاري: تَزَوَّجَ ميمونةَ وهو مُحْرِم، وبنى بها وهو حَلال (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن حُميد عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تزوَّج ميمونةَ بنت الحارث وهما مُحْرِمان (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد بن أبي عَروبة عن يَعلى ابن حَكيم عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أنّه كان لا يرى بأسًا أن يَتَزَوَّجَ الرجلُ وهو مُحْرِم، ويقول: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ ميمونة
(1) المسند 5/ 189 (3603)، والبخاري 2/ 466 (979)، ومسلم 2/ 602 (884).
(2)
المسند 4/ 130 (2273) وإسناده صحيح. وهو في مسلم 2/ 1031، 1032 (1410) من طريق أبي الشعثاء جابر بن زيد عن ابن عبّاس. وفي البخاري 4/ 51 (1837)، 5/ 169 (5114) من طرق عن ابن عبّاس.
(3)
وهي من طريق وهيب عن أيوب عن عكرمة عن ابن عبّاس، وزاد: وماتت بسَرِف 7/ 509 (4258). وهو في مسلم أيضًا 2/ 1032: زاد ابن نُمَير: فحدَّثْتُ به الزُّهْريّ فقال: أخبَرَني يزيدُ بن الأصَمّ أنّه نكحَها وهو حلال.
(4)
المسند 4/ 79 (2200). وهو في النسائي 5/ 191 من طريق حمّاد بن سلمة. وقد صحّح محقّق المسند إسناد الحديث، لكنه رأى أن "وهما محرمان" وهم من أحد الرواة، وأن الصواب:"وهو محرم". والألباني يرى شذوذ هذه الأحاديث - ينظر ضعيف النسائي 87، وقد نقل المؤلّف ابن الجوزي كلامًا في نكاح المحرم، وفي هذا الحديث، في كتاب كشف المشكل 1/ 172، 2/ 277.
بنت الحارث بماء يقال له سَرِف وهو محرم، فلما قضى نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم حَجَّتَه أقبلَ حتى إذا كان بذلك الماء أعرسَ بها (1).
(2922)
الحديث السابع الخمسون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سليمان بن مضارب الباهلي قال: حدّثنا أبو مَعْشَر يوسف بن يزيد قال: حدّثني عبد اللَّه بن الأخنس عن ابن أبي مُلَيكة عن ابن عبّاس:
أنّ نَفَرًا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَرُّوا بماء فيهم لديغٌ -أو سَليم- فعَرَضَ لهم رجلٌ من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راق؟ إنّ في الماء رجلًا لديغًا أو سَليمًا. فانطلقَ رجلٌ منهم فقرأَ بفاتحة الكتاب على شاءٍ، فبَرأَ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكَرِهوا ذلك، فقالوا: أخَذْتَ على كتاب اللَّه أجرًا، حتى قَدِموا المدينة، فقالوا: يا رسول اللَّه، أخذَ على كتاب اللَّهِ أجرًا، فقال عليه السلام:"إنّ أحقَّ ما أَخَذْتم عليه أجرًا كتابُ اللَّه"(2).
(2923)
الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثني بكر عن جعفر عن عِراك بن مالك عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس قال:
انشقَّ القمرُ في زمان النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجاه (3).
(2924)
الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن أبي مَعْبَد عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَخْلُوَنّ رجلٌ بامرأة، ولا تسافرِ امرأةٌ إلا ومعها ذو مَحْرَم".
وجاء رجل فقال: إنّ امرأتي خرجتْ إلى الحجّ، وإني اكْتَتَبْتُ في غزوة كذا وكذا. قال:"فانْطَلِقْ فاحْجُجْ مع امرأتِك"(4).
(1) المسند 4/ 294 (2492). وصحّح المحقّق إسناده على شرط البخاري، فعكرمة من رجاله.
(2)
البخاري 10/ 198 (5737).
(3)
البخاري 8/ 617 (4866). وهو في مسلم 4/ 2159 (2803) من طريق إسحاق بن بكر بن مضر عن أبيه عن جعفر بن ربيعة.
(4)
المسند 3/ 408 (1934). والبخاري 6/ 142 (3006)، ومسلم 3/ 978 (1341) كلاهما من طريق سفيان ابن عيينة.
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري (1) قال: حدّثنا أبو النعمان قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن عمرو عن أبي مَعبد مولى ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُسافِر المرأةُ إلا مع ذي مَحرم، ولا يدخلْ عليها رجلٌ إلا ومعها ذو محرم". فقال رجل: يا رسول اللَّه إني أريدُ أن أخرُجَ في جيش كذا وكذا وامرأتي تريدُ الحجَّ. قال: "اخرج معها".
أخرجاه (2).
(2925)
الحديث الستون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مَعمر عن أيوب السَّخْتياني وكثير بن كثير بن المطّلب بن أبي وَداعة -يزيدُ أحدُهما على الآخر- عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عبّاس:
أوّلُ ما اتَّخذَ النساء المِنْطَقَ من قِبَلِ أمِّ إسماعيل (3)، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفِّيَ أَثَرَها على سارة (4)، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي تُرضعه حتى وضعَها عند البيت، عند دَوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذٍ أحد، وليس بها ماء. فوضعها هنالك، ووضع عندها جِرابًا فيه تمر وشَنًّا فيه ماء، ثم قفّى إبراهيم منطلقًا، فتَبِعَتْه أمُّ إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهبُ وتترُكُا بهذا الوادي الذي ليس به أنيسٌ ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفتُ إليها، فقالت: اللَّه أمرَك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يُضَيِّعنا اللَّه، ثم رجعت. فانطلَقَ حتى إذا كان عند الثَّنِيّة حيثُ لا يرَونه استقبل بوجهه البيتَ، ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفَعَ يديه فقال:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ. .} حتى بلغ {. . يَشْكُرُونَ} . وجعلت أمُّ إسماعيل تُرْضعُ إسماعيلَ وتشربُ من ذلك الماء، حتى إذا نَفِدَ ما في السِّقاء عَطِشَت وعَطِشَ ابنُها، وجعلت تنظُر إليه يتلوّى - أو قال: يتلبَّطُ. فانطلقَتْ كراهيةَ أن تنظرَ إليه، فوجدَت الصَّفا
(1) في الأصل "حدّثنا أحمد" وهو خطأ.
(2)
البخاري 4/ 72 (1862). وهو في مسلم - السابق: وحدّثناه أبو الربيع الزهراني، حدّثنا حمّاد [بن زيد] عن عمرو بهذا الإسناد، نحوه. ولم يذكر الحديث.
(3)
المِنطق: ما تشدُّ به المرأة وسطها. وأمُّ إسماعيل هي هاجر.
(4)
وذلك خوفًا منها، لما وقع من توعّد سارة لها.
أقرب جبل في الأرض عليها، قامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا، فلم ترَ أحدًا، فهَبَطَت من الصَّفا، حتى إذا بلغتِ الواديَ رفعت طرَفَ دِرعها، ثم سَعَتْ سَعْيَ الإنسان المجهود حتى جاوزت الواديَ، ثم أتتِ المَروةَ، فقامت عليها فنظرت هل ترى أحدًا، فلم ترَ أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرّات. قال ابن عبّاس: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "فذلك سَعْيُ الناسِ بينهما". فلما أشرفَت على المروة سمعت صوتًا، فقالت: صَهْ - تريد نفسَها، ثم تسمَّعَت أيضًا، فقالت: قد أسمعْتَ إن كان عندك غَواث، فإذا هي بالمَلَكِ عند موضع زمزم، فبحث بعَقِبه -أو قال: بجناحه- حتى ظهر الماء، فجعلت تُحَوِّضُه (1) وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرِفُ من الماء في سقائها وهو يفورُ بعدما تغرِف. قال ابن عبّاس: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللَّه أمَّ إسماعيل، لو تَرَكَتْ زَمْزَمَ - أو قال: لو لم تَغْرِفْ من الماء لكانت زَمْزَمُ عينًا معينًا. قال: فشربت وأرضعت ولدها. فقال لها المَلَكُ: لا تخافوا الضَّيعةَ، فإنّ هاهنا بيتَ اللَّه، يُبنى كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله.
فكانت كذلك حتى مرَّت بهم رُفقة من جُرْهُم مُقبلين من طريق كَداء، فنزلوا في أسفل مكّة، فرأوا طيرًا عائفًا (2) فقالوا: إنّ هذا الطائرَ ليدورُ على ماء، لَعَهْدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جَرِيًّا أو جَرِيَّين (3) فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء، فأقبلوا وأمُّ إسماعيل عند الماء. فقالوا: أتأذَنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حقَّ لكم في الماء. قالوا: نعم.
قال ابن عبّاس: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "فألقى ذلك أمَّ إسماعيل وهو تُحِبُّ الإنس". فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا، حتى إذا كانوا بها أهلَ أبيات منهم، وشبَّ الغلامُ وتعلَّمَ العربيّة منهم، وأَنْفَسَهم وأَعْجَبَهم حين شبَّ، فلمّا أدرك زوَّجوه امرأةً منهم، وماتت أمُّ إسماعيل، فجاء إبراهيم بعدما تزوَّجَ إسماعيل يُطالعُ تَرِكَتَه فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه، فقالت: خَرَجَ يبتغي لنا، ثم سأَلهم عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بِشَرٍّ، نحن في ضِيق وشِدّة، فشَكَتْ إليه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغيِّرُ عَتَبةَ بابِه. فلما جاء إسماعيل كأنّه آنسَ شيئًا، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم. جاءنا
(1) أي تجعله كالحوض.
(2)
الطير العائف: الذي يدور ويتردّد على الماء.
(3)
الجريّ: الرسول.
شيخٌ كذا وكذا، فسألَنا عنك فأخبرْتُه، وسألني كيف عَيشُنا؟ فأخبرْتُه أنا في جَهد وشدّة. قال: فهل أوصاكِ بشيء؟ قالت: نعم، أمرَني أن أقرأ عليك السلامَ ويقول: غيِّرْ عَتَبةَ بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرَني أن أُفارِقَك، الْحَقي بأهلك. فطلَّقَها وتزوَّجَ منهم أخرى. فلَبِثَ عنهم إبراهيمُ ما شاء اللَّه، ثم أتاهم بعدُ فلم يجدْه، فدخل على امرأته فسأَلَها عنه، قالت: خرج يبتغي لنا. قال: كيف أنتم؟ وسأَلها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسَعة، وأثنت على اللَّه، فقال: ما طعامُكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء، قال: اللهمّ بارِك لهم في الفحم والماء. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "ولم يكن لهم يومئذٍ حبُّ، ولو كان لهم دعا لهم فيه". قال: "فهما لا يخلو عليهما أحدٌ بغير مكّةَ إلا لم يُوافِقاه". قال: فإذا جاء زوجُك فاقرئي عليه السلام، ومُريه يثبِّتُ عتبةَ بابه. فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخٌ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألَني عنك فأخبرْتُه، فسألَني كيفَ عيشُنا؟ فأخْبَرْته أنّا بخير. قال: فأوصاكِ بشيء؟ قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبِّت عتبة بابك. قال: ذلك أبي، وأنت العتبة، أمرني أن أُمْسِكَكِ.
ثم لبث عنهم ما شاء اللَّه، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيلُ يَبري نَبلًا تحت دَوحة قريبًا من زمزم، فلمّا رآه قام إليه، فصنعا كما يصنعُ الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل، إنّ اللَّه أمَرني بأمر. قال: فاصنعْ ما أمرَك به. قال: وتُعينني؟ قال: وأُعينُك. قال: فإنّ اللَّه أمرَني أن أبنيَ هاهنا بيتًا، وأشار إلى أَكَمة مرتفعة على ما حولها. فعند ذلك رفعا القواعدَ من البيت، فجعل إسماعيلُ يأتي بالحجارة وإبراهيمُ يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني وإسماعيلُ يناوله الحجارة، وهما يقولان (ربَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إنّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَليم).
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(2926)
الحديث الحادي والستون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو مَعمر قال: حدّثنا عبد الوارث قال: حدّثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
سَجَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بـ (النَّجم)، وسَجَدَ معه المسلمون والمشركون والجنُّ والإنسُ.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(1) البخاري 6/ 396 (3364).
(2)
البخاري 4/ 618 (4862)، وهو في 2/ 553 (1071) وشيخ البخاري فيه مسدّد.
(2927)
الحديث الثاني والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين (1) قال: حدّثنا جرير عن أيوب عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن جاريةً بكرًا أتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرت أن أباها زوَّجَها وهي كارهة، فخيّرها النبيّ صلى الله عليه وسلم (2).
(2928)
الحديث الثالث والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى قال: حدّثنا حجّاج الصّوّاف عن يحيى عن عكرمة عن شرحبيل أبي سعيد عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم تدرك له ابنتان فيُحْسنُ إليهما ما صَحِبَتاه أو صَحِبَهما إلا أدخلَتاه الجنّة"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن فِطر عن شُرَحبيل أبي سعد عن ابن عبّاس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "من كانت له أختان (4) فأحسنَ صُحْبَتهما ما صَحِبَتاه دخل بهما الجنّة (5).
(2929)
الحديث الرابع والستون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عبد الوهّاب قال: حدّثنا حمّاد بن زيد قال: حدّثنا عبد الحميد صاحب الزِّيادي قال: سمعتُ عبد اللَّه بن الحارث قال:
خَطَبَنا ابنُ عبّاس في يوم ذي رَدْغ، فأمرَ المؤذِّنَ لما بلغ: حيَّ على الصلاة، قال:
(1) وهو حسين بن محمد المَرُّوذي.
(2)
المسند 4/ 275 (2469)، وسنن أبي داود 2/ 232 (2096)، وابن ماجة 3/ 601 (1875)، ومسند أبي يعلى 4/ 404 (2526)، وروي مرسلًا، وصحّح إسناده ابن حجر - الفتح 9/ 196، ونقل عن أبي حاتم أن الصواب إرساله. وصحّح الألباني الحديث. وينظر تعليق محقّقي المسند ومسند أبي يعلى.
(3)
المسند 5/ 396 (3424) وفي أوله قصّة. وحسّنه المحقّق لغيره، وضعّف إسناده لضعف شرحبيل.
(4)
ويروى "ابنتان".
(5)
المسند 4/ 15 (2104) ومن طريق فطر في ابن ماجة 2/ 1210 (3670)، والأدب المفرد 1/ 45 (77). وصحّحه الحاكم 4/ 178، وابن حبّان 7/ 207 (2945). ولكن قال الذهبي: شرحبيل واه. وقال البوصيري: شُرَحبيل وإن ذكره ابن حبّان في الثقات قد ضعّفه غير واحد، وقال ابن أبي ذئب. كان مُتَّهما. وقد حسَّنه محقّقو المسند لغيره، وكذلك الألباني - ينظر الصحيحة 6/ 644 (2776).
الصلاةُ في الرِّحال. فنظر بعضُهم إلى بعض كأنّهم أنكروا، فقال: كأنّكم أنكرْتُم هذا، إن هذا فعلَه من هو خير منّي -يعني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إنها عَزمة (1)، وإني كَرِهْتُ أن أُحْرِجَكم.
أخرجاه (2).
الرَّدغ: الماء والطين (3).
(2930)
الحديث الخامس والستون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمد بن عبد الرحيم قال أخبرنا سُرَيج بن يونس قال: حدّثنا مَرْوان بن شجاع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الشِّفاء في ثلاثة: في شَرطة مِحْجَم، أو شَربة عسل، أو كَيّة بنار. وأنهى أُمّتي عن الكَيّ".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(2931)
الحديث السادس والستون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا قبيصة (5) قال: حدّثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
أُمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَسْجُدَ على سبعة أعضاء، وألّا يَكُفَّ شعرًا ولا ثوبًا: الجَبهة واليدَين والركبتين والرجلين (6).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا شعبة عن عمرو عن طاوس عن ابن عبّاس.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أمَرَنا أن نسجُدَ على سبعة أعظُم، ولا نَكُفَّ ثوبًا ولا شعرًا (7).
(1) أي الجمعة. وعزمة: واجبة. فلو نودي للصلاة لوجبت.
(2)
البخاري 2/ 157 (668)، ومسلم 1/ 485، 486 (699) من طريق حمّاد، ومن طريق آخر.
(3)
ينظر الفتح 2/ 98.
(4)
البخاري 10/ 136 (5688). والحديث في المسند عن مروان شيخ أحمد 4/ 85 (2208).
(5)
في الأصل "قتيبة" والصواب ما أثبت.
(6)
البخاري 2/ 295 (809). ومسلم 1/ 354، 355 (490) من طريق عمرو بن دينار وغيره.
(7)
البخاري 2/ 295 (810)، ومسلم - السابق.
الطريقان في الصحيحين.
(2932)
الحديث السابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن عَوسجة عن ابن عبّاس:
أن رجلًا مات على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولم يترُكْ وارثًا إلا عبدًا هو أعتقه، فأعطاه ميراثه (1).
(2933)
الحديث الثامن والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا حاتم بن أبي صَغيرة عن سِماك بن حرب عن عِكرمة قال: سمعت ابن عبّاس يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صُوموا لرؤيته وأَفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحابٌ فأَكملوا العدّة ثلاثين. ولا تستقبلوا الشهر استقبالًا".
قال حاتم: يعني عدّة شعبان (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَرِي قال:
تَراءَينا هلالَ رمضان بذات عِرق، فأرسلْنا إلى ابن عبّاس نسألُه، فقال: إنّ نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه تعالى قد مدَّه لرؤيتكم، فإذا غُمَّ (3) عليكم فأَكْمِلوا العِدّة".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(1) المسند 3/ 405 (1930). وعوسجة فيه مقالة. والحديث من طريق عمرو بن دينار في ابن ماجة 2/ 915 (2741)، وأبي داود 3/ 124 (2905)، والترمذي 3/ 368 (2106). وقال: حسن. ومسند أبي يعلى 4/ 288 (2399). وضعّفه الألباني.
(2)
المسند 3/ 445 (1985) والنسائي 4/ 136، وروي من طرق عن سماك عن عكرمة: الترمذي 3/ 72 (688) وقال: حسن صحيح، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 204 (1912)، وابن حبان 8/ 356 (3590)، والمحقّقون والألباني.
(3)
الذي في المسند: "لرؤيته. . . أغمي".
(4)
المسند 5/ 461 (3515)، وهو في مسلم 2/ 765، 766 (1088) عن شعبة وغيره. . . وروح من رجال الشيخين.
(2934)
الحديث التاسع والستون: حدّثنا سفيان عن عمرو عن سعيد عن الحُوَيرث سمع ابن عبّاس قال:
كنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأتى الغائط ثم خرج، فدعا بالطام، وقال مرّة: فأُتي بالطعام، فقيل: يا رسول اللَّه، ألا تَوَضَّأ؟ قال:"لم أُصَلِّ فأتوضّأ".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2935)
الحديث السبعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبّاس بن عبد العظيم العَنبري قال: حدّثنا نضر بن محمّد قال: حدّثنا عِكرمة بن عفار قال: حدّثنا أبو زُمَيل قال: حدّثني ابن عبّاس قال:
مُطِر النّاس على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أصبحَ من النّاس شاكرٌ ومنهم كافر قالوا: هذه رحمة اللَّه. وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا". قال: فنزلت هذه الآية {[فَلَا أُقْسِمُ] بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} حتى بلغ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة 75 - 82].
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2936)
الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن سليمان ابن أبي مسلم خال ابن أبي نَجيح، سمع سعيد بن جبير يقول قال ابن عبّاس:
يومُ الخميس، وما يومُ الخميس! ثم بكى حتى بلَّ دموعُه -وقال مرّة: دَمْعُه- الحصى. قلتُ: يا أبا عبّاس، وما يومُ الخميس؟ قال: اشتدّ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجعُه فقال: "ائتوني أكتبْ لكم كتابًا لا تَضِلُّوا بعده أبدًا". فتنازعوا، وما ينبغي عند نبيٍّ تنازع، فقالوا: ما شأنُه؟ أَهَجَرَ (3)؟ اسْتَفْهِموه، فذهبوا يعيدون عليه، فقال:"دَعُوني، فالذي أنا فيه خيرٌ ممّا تدعوني إليه" وأمرَ بثلاث: فقال: "أَخْرِجوا المشركين من جزيرة العرب، وأَجيزوا الوفدَ بنحو ما كنتُ أُجيزُهم" وسكت سعيد عن الثالثة. قال: لا أدري، أسكت عنها عمدًا أو نَسِيها.
(1) المسند 3/ 406 (1932)، ومسلم 1/ 282، 383 (374) عن حمّاد بن زيد وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به.
(2)
مسلم 1/ 84 (73).
(3)
جاء في المسند بعدها: "قال سُفيان: يعني هذى".
أخرجاه في الصحيحين (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثني أبي قال: سمعت يونس يحدِّث عن الزهري عن عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس قال:
لما حَضَرت رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم الوفاةُ قال: "هَلُمّ أكتبْ لكم كتابًا لن تَضِلُّوا بعده". وفي البيت رجالٌ فيهم عمر بن الخطاب. فقال عمر: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد غلبَه الوجعُ، وعندنا القرآن، حَسْبُنا كتابُ اللَّه. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: يكتب لكم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ومنهم من قال ما قال عمر. فلما أكثروا اللَّغَط (2) والاختلاف عند رسول اللَّه، قال:"قُوموا عنّي" فكان ابن عبّاس يقول: إنّ الرَّزِيّة كلَّ الرَّزِيّة ما حال بينَ رسول اللَّه وبين أن يَكتُبَ لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغَطهم.
أخرجاه (3).
(2937)
الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن سليمان ابن أبي مسلم عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
كان النّاس ينصرفون عن كلّ وجه، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"لا يَنْفِرُ أحدُكم حتى يكونَ آخرُ عهده بالبيت".
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(2938)
الحديث الثالث والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن عبّاس:
(1) المسند 3/ 408 (1935) ومن طريق سُفيان بن عيينة في البخاري 6/ 170 (3053)، ومسلم 3/ 1257 (1637).
(2)
اللَّغط: الصوت والصخب.
(3)
المسند 5/ 134 (2990)، ومن طريق يونس ومعمر عن ابن شهاب في البخاري 1/ 208 (114)، 8/ 132 (4432)، ومن طريق معمر في مسلم 3/ 1259 (1637). ووهب وأبوه ثقتان.
(4)
المسند 3/ 410 (1936)، ومسلم 2/ 963 (1327). وقد أخرج البخاري 3/ 585 (1755) من طريق سفيان عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس:"أمر النّاس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنّه خُفّف عن الحائض".
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قُتِل دونَ مَظْلَمةٍ فهو شهيد"(1).
(2939)
الحديث الرابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم قال: حدّثنا أبو علي الرَّحَبي عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
اغتسلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم من جَنابة، فلمّا خرج رأى لُمعةً على مَنْكِبه الأيسر لم يُصِبْها الماء، فأخذَ من شعره فبَلّها، ثم مضى إلى الصلاة (2).
(2940)
الحديث الخامس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه قال: حدّثنا هشام بن أبي عبد اللَّه قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُودَى المكاتَب بقَدْر ما أدّى ديةَ الحرّ، وبقَدْر ما رقّ دِيةَ العَبْدِ"(3).
(2941)
الحديث السادس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرجلَ الذي ليس في جوفه من القرآن شيءٌ، كالبيت الخَرِب"(4).
(1) المسند 4/ 496 (2779). وحكم المحقّق بانقطاع سنده، لأن سعد بن إبراهيم لم يسمع من ابن عبّاس. وذكر شواهده.
(2)
المسند 4/ 67 (2180)، وسنن ابن ماجة 1/ 217 (663) من طريق أبي علي الرّحَبي. قال البوصيري في الزوائد: أبو علي الرحبي أجمعوا على ضعفه. وضعّفه الألباني. وقال محقّقو المسند: إسناده ضعيف جدًّا، علي بن عاصم ضعيف، وأبو علي الرحبي -حسن بن قيس الواسطي- متروك.
(3)
المسند 4/ 186 (2356). وهو من طرق عن يحيى بن أبي كثير في أبي داود 4/ 194 (4584)، والنسائي 8/ 45، 46، وينظر الترمذي 3/ 560 (1259). وصحّحه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي 2/ 218. وصحّحه المحقّقون.
والحديث عند أبي داود والنسائي في باب "دية المكاتب". فالمعنى: إذا قُتِل كانت ديته دية الحرّ بالقدر الذي أدّى من مكاتبته، وفي سائر ذلك تكون دية عبد. أما الترمذيّ فرواه في باب "ما جاء في المكاتب إذا كان عنده ما يؤدّي" وروايته:"يؤدّي المكاتَب. . " أي إذا أصاب حدًّا فإنّه يؤدّي الدية كذلك، وكذا إذا أصاب ميراثًا. وذكر أبو عيسى أن العمل على هذا عند بعض أهل العلم.
(4)
المسند 3/ 417 (1947). ومن طريق جرير في التّرمذي 5/ 162 (2913)، وقال: حسن صحح. وصحّحه الحاكم 1/ 554 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. فنقضه الذهبي بقوله: قابوس ليّن. وهو في المختارة 9/ 536، 537 (224، 226). وضعّفه الألباني، ومحقّقو المسند لضعف قابوس بن أبي ظبيان.
(2942)
الحديث السابع والسبعون: وبالإسناد قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَصْلُحُ قِبلتان في أرض، وليس على مسلم جِزية"(1).
(2943)
الحديث الثامن والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن الأوزاعي قال: حدّثنا الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شرب لبنًا، فمضمض وقال:"إن له دَسَمًا".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(2944)
الحديث التاسع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن بكر ومحمّد بن جعفر قالا: حدّثنا سعيد عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أُرِيدَ على ابنة حمزة أن يتزوَّجَها، فقال:"إنها ابنةُ أخي من الرَّضاعة، وإنه يَحْرُمُ من الرَّضاعة ما يَحْرُمُ من النَّسَب".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(2945)
الحديث الثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظَبيان عن ابن عبّاس قال:
أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني عامر فقال: يا رسول اللَّه أرِني الخاتَمَ الذي بين كَتِفَيك، فإني من أَطَبِّ النّاس. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألا أُريك آية؟ " قال: بلى. قال: فنظر إلى نخلة فقال: "ادْعُ ذلك العِذْقَ" فدعاه فجاء يَنْقُزُ حتى قام بين يدَيه، فقال له
(1) المسند 3/ 418 (1949)، وسنن أبي داود 3/ 165، 171 (3032، 3035)، والترمذيّ 3/ 26 (633، 634). وذكر الترمذيّ أحاديث الباب، وأن حديث ابن عباس روي عن قابوس عن أبيه عن أبي ظبيان مُرسلًا. قال: والعمل على هذا عامّة أهل العلم. وينظر المختارة 9/ 531 (516). وقد ضعّفه محقّقو المسند والألباني، كسابقه.
(2)
المسند 3/ 419 (1951). وبهذا الإسناد في مسلم 1/ 274 (358). وعند البخاري 10/ 70 (5609) من طريق الأوزاعي.
(3)
المسند 4/ 293 (2490). ومن طريق قتادة في مسلم 2/ 1071، 1072 (1447)، والبخاري 5/ 253 (2645). ومن فوق قتادة ثقات.
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "ارْجِع" فرجعَ إلى مكانه، فقال العامريُّ: يا بني عامر، ما رأيتُ كاليومِ رجلًا أسحرَ (1).
(2946)
الحديث الحادي والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثني الحكم عن مجاهد عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "نُصِرْتُ بالصَّبا، وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبور".
أخرجاه (2).
(2947)
الحديث الثاني والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مروان بن شجاع قال: حدثني خُصيف عن عِكرمة ومجاهد وعطاء عن ابن عبّاس:
رفعه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أن النُّفَساء والحائض تغتسل وتُحرم، وتقضي المناسكَ كلّها، غيرَ أن لا تطوفَ بالبيت حتى تطهُرَ (3).
(2948)
الحديث الثالث والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد القُدُّوس بن بكر قال: حدّثنا الحجّاج عن الحَكَم عن مِقسم عن ابن عبّاس قال:
حاصر رسولُ اللَّه أهلَ الطائف، فخرجَ إليه عبدانِ فأعتقَهما، أحدهما أبو بكرة. وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعتق العبيد إذا خرجوا إليه (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا نصر بن باب عن الحجّاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 3/ 424 (1954). وإسناده صحيح. وهو من طريق سماك عن أبي ظبيان في الترمذيّ 5/ 554 (3628). وقال: حسن غريب صحيح. وبه صحّحه الحاكم 2/ 620 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 3/ 461 (2013). ومن طريق شعبة عن الحكم بن عُتيبة في البخاري 2/ 520 (1035)، ومسلم 2/ 617 (900).
والصَّبا: تاريح التي تهبّ من مشرق الشمس. والدّبور تقابلها.
(3)
المسند 5/ 402 (3435)، وأبو داود 2/ 144 (1744)، والترمذيّ 3/ 282 (945) وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وصحّحه الألباني ومحقّقو المسند.
(4)
المسند 4/ 65 (2176).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الطائف: "من خرج إلينا من العبيد فهو حُرٌّ". فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1).
(2949)
الحديث الرابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الشيباني عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المُحاقِلة والمزابنة.
قال: وكان عكرمة ينهى بيع القَصيل (2).
قد سبق في مسند جابر تفسيرهما (3).
(2950)
الحديث الخامس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا أبو إسحاق -يعني الشيباني- عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتبَ إلى أهل جُرَش ينهاهم أن يَخْلِطوا الزبيب والتمر.
. . . . (4).
(2951)
الحديث السادس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعت سليمان الشيباني قال: سمعتُ الشَّعبي قال:
أخبرني من مرّ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم على قبرٍ منبوذٍ، فأمَّهم وصفُّوا خلفه.
قلت: يا أبا عمرو، من حدَّثك؟ قال: ابن عبّاس.
(1) المسند 4/ 101 (2229). والحديث بمعناه من طرق عن الحجّاج في مسند أبي يعلى 4/ 437 (2564)، والمعجم الكبير 11/ 306، 309 (12079، 12092). قال الهيثمي 4/ 248: رواه أحمد والطبراني باختصار، وفيه الحجّاج بن أرطاة، وهو ثقة، لكنه مدلّس. وقد حسّن محقّقو المسند الحديث لغيره.
(2)
المسند 3/ 428 (1960). ورجاله رجل الصحيح: فقد أخرجه البخاري بهذا الإسناد 4/ 384 (2187) -ولم ينبّه عليه المؤلّف- ولكنه لم يذكر: وكان عكرمة. . .
والقصيل: ما اقتطع من الزرع الأخضر.
(3)
ينظر الحديث (901) مسند جابر. والحديث (433) مسند أنس.
(4)
في المخطوط: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية. . حبيب بن أبي عمرة. وقال: أخرجاه. وروى أحمد الحديث عن أبي معاوية عن أبي إسحاق عن سعيد عن ابن عباس - دون ذكر حبيب 3/ 429 (1961) ولفظه المثبت هنا. ورواه أحمد 5/ 221 (3110) عن أسباط عن الشيباني عن حبيب بن أبي ثابت (وليس ابن أبي عمرة، وينظر الأطراف 3/ 71، 77) عن سعيد بن جبير. ثم إنّ الحديث لم يخرجه البخاري - فهو في مسلم 3/ 1576 (1990) عن الشيباني عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن أبيه.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(2952)
الحديث السابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الحجّاج عن الحكم عن يحيى بن الجزّار عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى في فضاء ليس بين يديه شيء (2).
(2953)
الحديث الثامن والثمانون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن معاذ العنبري قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا شعبة عن يحيى بن عُبيد البَهراني قال: سمعت ابن عبّاس يقول:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُنْتَبَذُ له أوّلَ الليل، فيَشْرَبُه إذا أصبح يومَه ذاك، والليلة التي تجيء والغدَ والليلةَ الأخرى والغدَ إلى العصر. قال: فإن بَقِيَ منه شيءٌ سقاه الخادمَ أو أمر به فصُبَّ.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحاق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا حسين بن عبد اللَّه عن عكرمة:
أن رجلًا سأل ابن عبّاس عن نبيذ رسول اللَّه. قال: كان يشربُ بالنهار ما يُصنعُ بالليل، ويشربُ بالليل ما يُصنع بالنهار (4).
(2954)
الحديث التاسع والثمانون: حدّثنا أحمد (5) قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا حجّاج عن الحكم عن مقسم عن ابنِ عبّاس قال:
(1) المسند 5/ 235 (3134)، والبخاري 2/ 344 (857)، ومسلم 2/ 658 (954). والسائل هو أبو إسحاق اليباني، والمسؤول هو أبو عمرو، الشعبي.
(2)
المسند 3/ 431 (1965)، ومسند أبي يعلى 4/ 469 (2601). قال الهيثمي 2/ 66: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه الحجّاج بن أرطاة، وفيه ضعف. وقد حسن محقّقو المسند لغيره.
(3)
مسلم 3/ 1589 (2004). وهو في المسند 3/ 430، 496 (1963، 2068) من طريقي الأعمش وشعبة عن يحيى.
(4)
المسند 4/ 367 (2606). وضعّف المحقّق إسناده لضعف حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبّاس.
(5)
زادت المخطوطة بعده "حدّثنا عبد اللَّه قال" ولا وجه له.
بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عبد اللَّه بن رَواحةَ في سَرِيّة، فوافق ذلك يوم الجمعة. قال: فقدَّمَ أصحابَه وقال: أتخلَّفُ فأصلّي مع النبيّ صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم أَلْحَقُهم. قال: فلما صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رآه فقال: "ما منعَك أن تغدوَ مع أصحابك؟ " قال: أردْتُ أن أصلِّيَ معك الجمعة ثم أَلْحَقَهم. فقال رسول اللَّه: "لو أنفقتَ ما في الأرض ما أدركْتَ غَدْوَتَهم"(1).
* طريق لبعضه وفيه زيادة:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد (2) قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمّد قال: حدّثنا أبو خالد الأحمر عن الحجّاج عن الحكم عن مِقسم عن ابن عبّاس:
أن رجلًا أخذ امرأةً -أو سباها- فنازعَتْه قائِمَ سيفه، فقتلَها، فمرّ عليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخبرَه بأمرها، فنهى عن قتل النساء.
وأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعثَ إلى مؤتَةَ فاستعمل زيدًا، فإنْ قُتِلَ فجعفرٌ، فإن قُتلَ جعفرٌ فابنُ رواحة. فتخلّف ابن رواحة فجَمَّع (3) مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فرآه فقال:"ما خَلّفَك؟ " قال: أُجَمِّعُ معك. فقال: "لَغَدْوَةٌ أو رَوْحة خيرٌ من الدنيا وما فيها".
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من وَطِىءَ حبلى"(4).
(2955)
الحديث التسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الحجّاج عن عطاء عن ابن عبّاس قال:
كتب نجدة الحَرُرويُّ إلى ابن عبّاس يسأله عن قتل الصبيان، وعن الخُمُس لمن هو؟ وعن الصبيّ: متى يَنقطع عنه اليُتم؟ وعن النساء؟ هل كان يُخْرَجُ بهنّ أو يحضُرْنَ القتال؟ وعن العبد: هل له في المَغْنَم نصيب؟
(1) المسند 3/ 431 (1966)، والترمذيّ 2/ 405 (527) وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. ونقل: لم يسمع الحكم عن مقسم إلا خمسة أحاديث، ليس هذا منها. وضعّف الألباني ومحقّقو المسند إسناده.
(2)
في المسند أن الحديث رواه أحمد وابنه عبد اللَّه عن عبد اللَّه بن محمّد، ابن أبي شيبة.
(3)
جَمَّع: صلّى الجمعة.
(4)
المسند 4/ 161، 162 (2316 - 2318). وإسناده كسابقه: فيه الحجّاج بن أرطاة، وعدم سماع الحكم من مقسم. وقد جعله محقّقو المسند ثلاثة أحاديث، وخرّجوا كلّ واحد على حدة، وذكروا مظانّه وشواهده.
قال: فكتب إليه ابن عبّاس: أمّا الصبيانُ فإن كنْتَ الخَضِرَ تعرفُ الكافرَ من المؤمن فاقتلْهم. وأما الخُمُس فكُنّا نقول: إنّه لنا، فزَعَمَ قومُنا أنّه ليس لنا. وأمّا النساءُ فقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرُجُ معه بالنساء، فيُداوين المرضى ويَقُمْن على الجرحى، ولا يَحْضُرْن القتالَ. وأما الصبيّ فينقطعُ عنه اليُتْمُ إذا احتلمَ.
وأما العبدُ فليس له في المَغْنَم نصيب، ولكنهم قد كان يُرْضَخُ لهم (1).
(2956)
الحديث الحادي والتسعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أحمد بن عيسى قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب أن ناعمًا أبا عبد اللَّه مولى أمِّ سلمة حدّثه أنّه سمع ابن عبّاس يقول:
رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حمارًا موسوم الوجه، فأنكر ذلك وقال:"فواللَّه لا أَسِمُه إلّا في أقصى شيء في الوجه". فأمر بحمار له فكُوِي في جاعِرَتَيه. فهو أول من كوى الجاعِرتَين.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
والجاعرتان: موضع الرَّقمتين من عَجُز الدابّة (3).
(2957)
الحديث الثاني والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن مسلم البَطين عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّه عز وجل من هذه الأيام" يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول اللَّه، ولا الجهادُ في سبيل اللَّه عز وجل. قال:"ولا الجهادُ في سبيل اللَّه عز وجل، إلا رجلًا خرجَ بنفسه ومالِه ثم لم يرجعْ من ذلك بشيء".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(1) المسند 3/ 432 (1976). وفي إسناده الحجّاج بن أرطاة. لكن أخرجه أحمد عن عفّان عن جرير بن حازم عن قيس بن سعد عن يزيد بن هزمر. . 4/ 105 (2235). وهذا إسناد صحيح، وأخرجه مسلم من طريق جرير وغيره 3/ 1444 - 1446 (1812) ولم ينته المؤلّف على إخراج مسلم له.
ويرضخ لهم: يُعطَون قليلًا.
(2)
مسلم 3/ 1673 (2118).
(3)
أي طرفا وركي الدابّة.
(4)
المسند 3/ 433 (1968)، والبخاري 2/ 457 (969) من طريق الأعمش.
(2958)
الحديث الثالث والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن زيد حفظي عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن حَبَل الحَبَلَة (1).
المراد بها نِتاج النِّتاج (2).
(2959)
الحديث الرابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا ابن جُريج عن عطاء عن ابن عبّاس قال:
رَمَلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في حَجَّته وفي عُمَره كلِّها، وأبو بكر وعمر وعثمان والخلفاء (3).
(2960)
الحديث الخامس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الحسن بن عمرو الفُقَيمي عن مِهْران أبي صَفوان عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أراد الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ"(4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا الثوري عن إسماعيل وهو أبو إسرائيل المُلائي عن فضيل يعني ابن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَعَجّلُوا إلى الحجِّ -يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يَعْرِضُ له"(5).
(2961)
الحديث السادس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا موسى بن سالم قال: حدّثني عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبّاس سمع ابن عبّاس قال:
(1) المسند 4/ 394 (2654)، وقريب منه في سنن النسائي 7/ 293 من طريق أيوب. وهو من طرق عن أيوب في المختارة 10/ 61، 62 (52 - 55)، وإسناده صحيح، وصحّحه الألباني. وقد روى الحديث عن ابن عمر: البخاري 4/ 356 (2143)، ومسلم 3/ 1153 (1514).
(2)
ينظر الفتح 4/ 356.
(3)
المسند 3/ 435 (1972)، ومسند أبي يعلى 4/ 374 (2492)، وإسناده صحيح. وينظر تعليق محقّق المسند.
(4)
المسند 3/ 435 (1973)، وأبو داود 2/ 141 (1732)، وصحّحه الحاكم 1/ 448، ووافقه الذهبي وقد حسّن الألباني الحديث. وحسّنه محقّقو المسند، وضعّفوا إسناده لجهالة حال مهران.
(5)
المسند 5/ 58 (2867) وحسنه محقّقو المسند، وضعّفوا إسناده لضعف الملائي.
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عبدًا مأمورًا، بَلَّغَ -واللَّه- ما أُرْسِلَ به، وما اخْتَصَّنا بشيء دون النّاس، ليس ثلاثًا: أمرَنا أن نُسْبغَ الوضوء، وألّا نأكلَ الصّدَقة، وألا نُنْزِيَ حمارًا على فرس.
قال موسى: فَلِقيتُ عبد اللَّه بن حسن فقلت له: إنّ عبد اللَّه بن عبيد اللَّه حدّثني بكذا وكذا. فقال: إنّ الخيل كانت في بني هاشم قليلةً، فأحبَّ أن تكثُر فيهم (1).
(2962)
الحديث السابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا علي بن زيد قال: حدّثني عمر بن أبي حَرملة عن ابن عبّاس قال:
دخلتُ أنا وخالد بن الوليد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على ميمونة بنت الحارث، فقالت: ألا نُطْعمُكم من هَدِيّة أَهْدَتْها لنا أم عُفيق؟ قال: "بلى"(2). قال: فجيء بضَبَّين مشويَّين، فتبزَّقَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال له خالد: كأنّك تَقْذَرُه؟ قال: "أجل". قالت: ألا أُسقيكم من لبن أَهْدَتْه لنا؟ فقال: "بلى". فجيء بإناء من لبن، فشرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا عن يمينه وخالد عن شماله، فقال لي:"الشَّربة لك، وإن شِئْتَ آثَرْت بها خالدًا". فقلت: ما كنت لأُوثِرَ بسُؤرِك عليَّ أحدًا. فقال: "من أَطْعَمَه اللَّه طعامًا فليقلْ: اللهمّ بارِكْ لنا فيه وزِدْنا منه، فإنّه ليس شيء يُجزىء مكانَ الطعام والشراب غير اللبن"(3).
(2963)
الحديث الثامن والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية ووكيع المعنى واحد قال: حدّثنا الأعمش عن مجاهد. قال وكيع: وسمعت مجاهدًا يحدّث عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقبرَين، فقال: "إنّهما لَيُعَذَّبان، وما يُعَذّبان في كبير: أما أحدُهما فكان لا يَسْتَتِرُ (4) من البول -قال وكيع: من بوله- وأما الآخر فكان يمشي بالنميم. قال وكيع:
(1) المسند 3/ 438 (1977)، والترمذيّ 4/ 178 (1701)، ومن طريق أبي جهضم موسى بن سالم في النسائي 1/ 89، وصحّحه ابن خزيمة 1/ 89 (175)، ولم يذكروا قول موسى الأخير. قال الترمذيّ: حسن صحيح. وصحّح إسناده الألباني ومحقّقو المسند.
(2)
"قال: بلى" ليست في المسند. وينظر في روايات أم عفيق. حاشية المسند.
(3)
المسند 3/ 439 (1978) ومن طريق علي بن زيد، ابن جدعان، في الترمذيّ 5/ 472 (3455)، وقال: حديث حسن، وأبي داود 3/ 339 (3730). وحسّنه الألباني ومحقّقو المسند.
(4)
في المسند "يستنزه" وهما روايتان في الحديث.
"بالنميمة"(1) ثم أخذ جريدةً فشقّها بنصفين، فغَرَزَ في كلِّ قبر واحدةً. فقالوا: يا رسول اللَّه، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قال:"لعلّه أن يُخفَّفَ عنهما ما لم يَيْبَسا".
أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين (2).
(2964)
الحديث التاسع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عبد الملك قال: حدّثنا عطاء عن ابن عبّاس قال:
أفاضَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من عَرَفة ورِدْفُه أسامة، فجالت به الناقةُ وهو رافعٌ يدَيه لا يُجاوزان رأسَه، فسار على هيئته حتى أتى جَمعًا، ثم أفاض الغد ورِدْفُه الفضلُ بن العبّاس، فما زال يُلَبّي حتى رَمَى جمرة العقبة (3).
(2965)
الحديث المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن حبيب بن شهاب قال: حدّثني أبي قال: سمعت ابن عبّاس يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ خطبَ النّاسَ بتبوك: "ما في النّاس مثلُ رجلٍ آخذٍ برأس فرسه يُجاهدُ في سبيل اللَّه عز وجل، ويجتنبُ شُرورَ النّاس، ومِثْلُ آخرَ بادٍ في نَعَمه، يَقري ضَيْفَه ويُعطي حقَّه"(4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر ويزيد وحسين قالوا: أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد ابن خالد عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذُؤيب عن عطاء بن يسار عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم جلوس فقال: "ألا أُحَدِّثُكم بخير النّاس منزلةً؟ "
(1) الرواية الثانية في المسند، ولم تذكر الأولى.
(2)
المسند 3/ 441 (1980)، والبخاري 1/ 322 (218) من طريق محمّد بن خازم أبي معاوية ووكيع. ومسلم 1/ 240 (292) من طرق عن وكيع.
(3)
المسند 3/ 445 (1986)، وإسناده صحيح. وفي البخاري 3/ 404 (1543) من طريق الزهري عن عبيد بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس: أن أسامة كان ردف النبيّ صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردفَ الفضلَ من المزدلفة إلى منى، قال: فكلاهما قال: لم يزل النبيّ صلى الله عليه وسلم يلبّي حتى رمى جمرة العقبة. وفي مسلم 2/ 936 (1286) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عبّاس: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفة وأسامة رِدفه. قال أسامة: فما زال يسير على هيئته حتى أتى جَمعًا.
(4)
المسند 3/ 446 (1987). وصحّح المحقّقون إسناده. وهو في المعجم الكبير 12/ 164 (12924).
قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: "رجلٌ مُمْسِكٌ بعِنان (1) فرسه في سبيل اللَّه عز وجل حتى يموتَ أو يُقتل. أفأخبركم بالذي يليه؟ " قالوا: نعم. قال: "امرؤ معتزل في شِعبٍ، يُقيمُ الصلاة، ويُؤتي الزكاة، ويَعْتَزِلُ شُرورَ النّاس. أفأُخبرُكم بشرِّ النّاس منزلةً؟ " قالوا: نعم يا رسول اللَّه. قال: "الذي يُسألُ باللَّه فلا يُعطي"(2).
(2966)
الحديث الحادي بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن مالك قال: حدّثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عبّاس:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أكلَ كَتِفًا ثم صلّى ولم يتوضّأ.
أخرجاه في الصحيحين (3).
(2967)
الحديث الثاني بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن عِكرمة عن ابن عبّاس:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المُجَثَّمة والجَلّالة، وأن يُشْرَبَ من في السِّقاء (4).
انفرد البخاري بإخراج قوله: من في السقاء (5).
المُجَثَّمة: التي تُجعل هدفًا لرميها بالسّهام حتى تموتَ.
والجَلّالة: التي تأكل العَذِرة.
(1) في المسند "برأس" وهذه الرواية في الترمذيّ.
(2)
المسند 4/ 23 (2116) من طريق يزيد. وفي 5/ 96 (2927) من طريق أبي النضر، وفي 5/ 97 (2928) من طريق حسين. وأخرجه 5/ 113 (2958) عن عثمان بن عمر عن ابن أبي ذئب. .، والحديث من طريق ابن أبي ذئب في النسائي 5/ 83، وصحّحه ابن حبان 2/ 367 (604) ومن طريق ابن لهيعة عن بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ عن عطاء بن يسار. . . في الترمذيّ 4/ 156 (1652) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى الحديث من غير وجه عن ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقد صحّح الألباني الحديث، وتحدث عنه في الصحيحة 1/ 511 (255).
(3)
المسند 3/ 446 (1988). وهو من طريق مالك في البخاري 1/ 31 (207)، ومسلم 1/ 273 (354) ويحيى ابن سعيد إمام ثقة.
(4)
المسند 4/ 57 (2161). وإسناده صحيح. ومن طرق عن قتادة في النسائي 7/ 240، والترمذيّ 4/ 238 (1825) وقال: حسن صحيح. وفي الباب عن عبد اللَّه بن عمرو. وصحّحه ابن خزيمة 4/ 146 (2552)، والحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي 2/ 34، والألباني - الصحيحة 5/ 509 (2391).
(5)
البخاري 10/ 90 (5629) من طريق عكرمة.
(2968)
الحديث الثالث بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن جُريج قال: حدّثني الحسن بن مُسلم عن طاوس قال:
كنتُ مع ابن عبّاس، فقال له زيد بن ثابت: أنت تُفتي الحائضَ أن تَصْدُرَ قبلَ أن يكونَ آخرُ عهدها بالبيت؟ قال: نعم. قال: فلا تُفْتِ بذاك. قال: إمّا لا، فسل فلانةَ الأنصارية، هل أمرَها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذلك؟ فرجع زيد إلى ابن عبّاس يضحك، فقال: ما أُراك إلا قد صَدَقْتَ.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(2969)
الحديث الرابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سُفيان عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا هجرةَ بعد الفتح، ولكن جِهادٌ ونيّة، وإذا استُنْفِرْتُم فانفِروا"(2).
(2970)
الحديث الخامس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان قال: حدّثنا صَفوان بن سُليم عن أبي سلَمة عن عبد الرحمن عن ابن عبّاس - قال سُفيان: لا أعلمه إلا عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: (أو أَثَرةٍ من عِلْم)(3). قال: "الخَطّ"(4).
(2971)
الحديث السادس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثني مُخَوَّل بن راشد عن مسلم البَطين عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
(1) المسند 3/ 448 (1990)، ومسلم 2/ 963 (1328).
(2)
المسند 3/ 448 (1991)، والبخاري 6/ 3 (2783). وهو في مسلم 2/ 986، 3/ 1487، 1488 (1353) من طرق عن منصور به. وسقط التنبيه على إخراج الشيخين.
(3)
من الآية 4 سورة الأحقاف. والمتواتر من القراءة (أثارة) وقرىء و (أَثَرة). وهي التي عليها التفسير. ينظر الطبري 26/ 3، والبحر 8/ 55.
(4)
المسند 3/ 449 (1992). وأخرجه الحاكم من طريق سُفيان 2/ 452 (وفيه: أثاره) موقوفًا لم يرفعه، وصحّحه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قال: وقد أسند عن الثوري من وجه غير معتمد. وقال الهيثمي في المجمع 1/ 197: رجال أحمد رجال الصحيح. وقال 8/ 108: ورجال أحمد للحديث المرفوع رجال الصحيح.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: {الم (1) تَنْزِيلُ} و {هَلْ أَتَى} وفي يوم (1) الجمعة سورة "الجمعة" و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} .
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(2972)
الحديث السابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن هشام قال: حدّثنا قتادة عن موسى بن سلمة قال:
قلت لابن عبّاس: إذا لم تُدْرِك [الصلاة] في المسجد، كم تُصلّي بالبطحاء؟ قال: ركعتين، تلك سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
الإشارة إلى صلاة السفر (4).
(2973)
الحديث الثامن بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثني يحيى - أملاه عليَّ سُيان إلى شعبة قال: سمعتُ عمرو بن مرّة قال: حدّثني عبد اللَّه بن الحارث قال: طَليق بن قيس الحنفي أخو أبي صالح عن عبد اللَّه بن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يدعو: "ربِّ أعِنّي ولا تُعِنْ عَليَّ، وانْصُرْني ولا تَنْصُرْ عليَّ، وامكُرْ لي ولا تَمْكُر عليَّ، واهْدِني ويَسِّرِ الهُدى إليّ، وانصُرْني على من بغَى عليّ. ربِّ اجعلْني لك شَكَّارًا، لك ذَكّارًا، لك رَهّابًا، لك مِطواعًا، إليك مُخْبِتًا، لك أوّاهًا مُنيبًا. ربِّ تقبَّلْ تَوبتي، واغسل حَوبتي (5)، وأَجِبْ دعوتي، وثَبِّت حُجّتي، واهْدِ قلبي، وسدِّد لساني، واسلُلْ سَخيمةَ قلبي"(6).
(1)"يوم" ليست في المسند. والمقصود صلاة الجمعة.
(2)
المسند 3/ 450 (1993). ومسلم 2/ 599 (879) عن شعبة وغيره عن مُخَوَّل. ويحيى بن سعيد ثقة.
(3)
المسند 3/ 451 (1996)، ومن طريق هشام وشعبة عن قتادة في مسلم 1/ 479 (688): سألت ابن عبّاس: كيف أصلّي بمكة إذا لم أصلِّ مع الإمام؟ فقال: ركعتين، سنة أبي القاسم.
(4)
ألبس على النّاسخ فيما يبدو فقرأه "العيد" ولا وجه له، والحديث في مسلم، في باب صلاة المسافرين وقصرها.
(5)
المُخبت: الخاشع. والحوبة: الإثم.
(6)
المسند 3/ 452 (1997)، والأدب المفرد 1/ 348 (665)، وسنن أبي داود 2/ 84 (1511)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 229 (948). وأخرجه ابن ماجة 2/ 1257 (3830)، والترمذيّ 5/ 518 (3551) كلاهما عن سُفيان الثوري به. وقال الترمذيّ: حسن صحيح. وصحّحه المحقّقون.
السخيمة: المَوْجِدة في النفس (1).
(2974)
الحديث التاسع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عبيد اللَّه ابن الأخنس قال: حدّثنا الوليد بن عبد اللَّه عن يوسف بن ماهكَ عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما اقتبسَ رجلٌ علمًا من النجوم إلا اقتبسَ بها شُعبة من السِّحر، ما زاد زاد"(2).
(2975)
الحديث العاشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين قال: حدّثنا أبو أويس قال: حدّثني ثور بن زيد مولى بني الدِّيل بن بكر عن كنانة عن عكرمة عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه أقْطَعَ بلالَ بن الحارث المُزَنِيّ معادنَ القَبَلِيِّة جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها، وحيثُ يصلُح الزرعُ، ولم يُعْطِه حقَّ مسلم. وكتب له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمّد رسول اللَّه بلال بن الحارث المُزَني، أعطاه معادنَ القبليّة جَلْسِيَّها وغَورِيَّها، وحيث يَصْلُحَ الزرعُ من قُدْس، ولم يُعْطِه حقَّ مسلم"(3).
الجلسيّ: النَّجدي. يقال لنَجد: جلس. وقُدْس موضع.
(2976)
الحديث الحادي عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا جعفر بن سليمان قال: حدّثنا الجعد أبو عثمان عن أبي رجاء العُطارِدّي عن ابن عبّاس:
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربّه عز وجل قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ ربَّكم عز وجل رحيم. من همّ بحسنة فلم يَعْمَلْها كُتِبَتْ له حسنةً، فإن عَمِلَها كُتِبَت له عشرًا إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة. ومن همَّ بسيئة فلم يعملْها كُتبت له حسنة، فإن عَمِلها كُتِبت
(1) أي الغلّ والحقد.
(2)
المسند 3/ 454 (2000)، وأبو داود 4/ 15 (3905)، وابن ماجة 2/ 1228 (3726)، وصحّحه الألباني - الصحيحة 2/ 420 (793).
(3)
رواه أحمد 5/ 7 (2785) عن حسين بن محمّد، عن أبي أويس، عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جدّه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . ثم رواه (2786) بالسند المذكور هنا، وقال: مثله. وكذلك هو في سنن أبي داود 3/ 173، 174 (3062، 3063). وضعّف محقّق المسند إسناده، وحسنه لغيره. وحسّنه الألباني - الإرواء 3/ 313.
له واحدة أو يمحوها اللَّه عز وجل. ولا يَهْلِكُ على اللَّه إلا هالك".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(2977)
الحديث الثاني عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا موسى بن مسلم الطحّان قال: سمعتُ عكرمة يرفع الحديث فيما أرى إلى ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تَرَكَ الحيّاتِ مخافة طَلَبِهنّ فليس منّا. ما سالَمْناهُنّ منذُ حارَبْناهُنّ"(2).
(2978)
الحديث الثالث عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح قال: وحدَّث ابن شهاب أن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه أخبره أن ابن عبّاس أخبره:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرَّ بشاة مَيْتة، فقال:"هلّا اسْتَمْتَعْتُم بإهابِها" فقالوا: يا رسولَ اللَّه، إنها ميْتة. قال:"إنما حُرِّمَ أكلُها".
أخرجاه في الصحيحين (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا ابن جريج قال: حدّثنا عطاء عن ابن عبّاس:
أن داجنةً لميمونة ماتَت، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألا انتفعْتُم بإهابها، ألا دَبَغْتُموه، فإنه ذَكاتُه"(4).
الداجن: الشاة التي لا تبرَحُ من البيت.
(1) المسند 4/ 315 (2519). وهو في مسلم من طريق جعفر بن سليمان (من رجال مسلم) 1/ 118 (131)، والبخاري من طريق الجعد 11/ 323 (6491). وعفّان من رجال الصحيحين.
(2)
المسند 3/ 477 (2037)، وسنن أبي داود 4/ 363 (5250). وصحّح محقّقو المسند إسناده، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 4/ 197 (2369). والبخاري 4/ 413 (2221)، ومسلم 1/ 276، 277 (363).
(4)
المسند 3/ 456 (2003) وإسناده صحيح وأخرجه مسلم 1/ 277 (364، 365) عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عطاء. وعن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء. لم ينبّه على ذلك المؤلّف.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عوانة عن سماك عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
ماتت شاة لسودة بنت زَمعة، فقالت: يا رسول اللَّه، ماتت فلانةُ - تعني الشاة. فقال:"لولا أَخذْتُم مَسْكَها"(1) فقالت: نأخُذ مَسْكَ شاة قد ماتت! فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنما قال اللَّه عز وجل: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ. . .} [الأنعام: 145] فإنّكم لا تَطْعَمونه أن تنتفعوا به"(2) فأرسلت إليها فسلخت مَسْكَها، فدَبَغَتْه فاتَّخَذَت منه قِربةً حتى تَخَرَّقَتْ عندها (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا مِسْعَر عن عمرو عن سالم عن أخيه عن ابن عبّاس قال:
أراد النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يتوضّأَ من سقاء، فقيل له: إنَّه مَيتة. قال: "دِباغُه يُذْهبُ خَبَثَه - أو نَجَسَه، أو رِجْسَه"(4).
عمرو: هو ابن مرّة. وسالم: ابن أبي الجَعد (5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا زيد بن أسلم عن عبد الرحمن ابن وَعْلة قال:
(1) المسك: الجلد.
(2)
في المسند "فإنكم لا تطعمونه أن تدبغوه فتنتفعوا به".
(3)
المسند 5/ 156 (3026) ومن طريق أبي عوانة في مسند أبي يعلى 4/ 222 (2334)، وصحيح ابن حبّان 4/ 98 (1281) ولكن للعلماء كلام في رواية سماك عن عكرمة. ينظر تعليق المحقّقين.
(4)
المسند 5/ 64 (2878)، وصحّحه ابن خزيمة 1/ 60 (114)، والحاكم 1/ 161 وقال: هذا حديث صحيح، ولا أعرف له علّة، ولم يخرجاه. وأقرّه على ذلك الذهبي. وصحّحه الألباني في تعليقه على ابن خزيمة. وقال محقّقو المسند: حسن، وهذا سند رجاله ثقات غير أخي سالم. . .
(5)
وأخو سالم هو عبد اللَّه.
قلتُ لابن عبّاس: إنّا لنغزو هذا المغربَ وأكثرُ أسقيتهم المَيتة. فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "دِباغُها طَهورها"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُفيان عن زيد بن أسلم عن ابن وَعْلَةَ عن ابن عبّاس قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أيُّما إهابٍ دُبِغَ فقد طَهُر"(2).
انفرد بإخراجه والطريق الذي قبله مسلم.
(2979)
الحديث الرابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن جُريج قال: حدّثني الحسن بنُ مسلم عن طاوس عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى العيدَ بغير أذان ولا إقامة (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن ربيعة قال: حدّثنا ابن جُريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
شَهِدْتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العيد، وأبي بكر وعمر عثمان، فكلُّهم صلّى قبل الخُطبة، بغير أذان ولا إقامة (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا القاسم بن مالك أبو جعفر عن حنظلة السَّدوسي عن شهر ابن حوشب عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 4/ 325 (2538)، ومسلم 1/ 277 (366) من طريق زيد بن أسلم. ومن فوقه ثقات.
(2)
المسند 3/ 382 (1895)، ومسلم 1/ 278 (366).
(3)
المسند 3/ 456 (2004) وإسناده صحيح. وبهذا الإسناد أخرجه أبو داود 1/ 298 (1147)، وابن ماجة 1/ 406 (1274). وأخرج مسلم 2/ 602 (887) عن جابر بن سمرة: صلَّيت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العيدين غيرَ مرّة ولا مرّتين، بغير أذان ولا إقامة.
(4)
المسند 4/ 63 (2171). وقد أخرج البخاري ومسلم الحديث من طريق ابن جريج: البخاري 2/ 453، 466 (962، 978، 979)، ومسلم 2/ 602 (884). ولم ينبّه المؤلّف على إخراجهما له. وشيخ أحمد ثقة.
صلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العيد ركعتين، لا يقرأُ فيهما إلا بأمّ الكتاب، لم يَزِد عليها شيئًا (1).
(2980)
الحديث الخامس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدّثني أبي عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل عن ابن عبّاس قال:
لمّا مَرِضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أمرَ أبا بكر أن يُصَلِّيَ بالنّاس، ثم وجدَ خِفّةً فخرج، فلما أحسَّ أبو بكر أرادَ أنْ يَنْكُصَ، فأومأَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فجلس إلى جنب أبي بكر عن يَساره، واستفتح الآية التي انتهى إليها أبو بكر (2).
* وقد رُوى مبسوطًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أرقم بن شرحبيل عن ابن عبّاس قال:
لمّا مَرِض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَرَضَه الذي مات فيه كان في بيت عائشة، فقال:"ادعوا لي عليًا" قالت عائشة: ندعو لك أبا بكر؟ قال: "ادعوه" قالت حفصة: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ندعو لك عمر؟ قال:"ادعوه" قالت أمُّ الفضل: يا رسول اللَّه، ندعو لك العبّاس؟ قال:"ادعوه" فلما اجتمعوا رفع رأسَه فلم يرَ عليًّا، فسكت، فقال عمر: قوموا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فجاء بلال يُؤْذِنُه بالصلاة، فقال:"مُروا أبا بكر يُصَلِّي بالنّاس" فقالت عائشة: إنّ أبا بكر رجلٌ حَصِرٌ، متى لم يَرَك يبك (3)، فلو أَمَرْتَ عمرَ يُصلّي بالنّاس. فخرج أبو بكر فصلّى بالنّاس، ووجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نفسه خِفّةً، فخرج يُهادَى بين رجلين [ورجلاه] تَخُطّان في الأرض، فلمّا رآه النّاس سبَّحوا بأبي بكر (4)، فذهب يتأخّر، فأومأ إليه: أي مكانك. فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى جلس، وقام أبو بكر عن يمينه، فكان أبو بكر يأتَمُّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، والنّاسُ يأتَمُّون
(1) المسند 4/ 64 (2174). وبهذا الإسناد أخرجه أبو يعلى 4/ 434 (2561)، والطبراني في الكبير 12/ 193 (13016) ولم يذكرا "العيد". وقال الهيثمي في المجمع 2/ 118 - بعد أن نقله بدون ذكر العيد. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والبزّار، وفيه حنظلة السّدوسيّ، ضعّفه ابن معين وغيره، ووثّقه ابن حبّان. وينظر تعليق محقّقي المسند وأبي يعلى.
(2)
المسند 3/ 487 (2055). ورجاله رجال الصحيح عدا الأرقم.
(3)
في المسند مكان الجملة الأخيرة: "ومتى ما لا يراك النّاس يبكون".
(4)
في المسند "سبّحوا أبا بكر".
بأبي بكر. قال ابن عبّاس: وأخذَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من القراءة من حيثُ كان بلغ أبو بكر. ومات في مرضه ذلك. صلى الله عليه وسلم (1).
قال البخاري: أرقم مجهول.
(2981)
الحديث السادس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سُفيان قال: حدّثني سليمان - يعني الأعمش عن يحيى بن عُمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
مَرِض أبو طالب، فأتَتْه قُريشٌ، وأتاه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يعودُه، وعند رأسه مَقْعَدُ رجل، فقام أبو جهل فقعد فيه، فقالوا: إنّ ابن أخيك يقعُ في آلهتنا. قال: ما شأنُ قومك يَشْكُونك؟ قال: "يا عمّ، أَرَدْتُهم على كلمة واحدة تَدينُ لهم بها العربُ، وتُؤَدّي العجمُ إليهم الجزية" قال: ما هي. قال: "لا إله إلا اللَّه" فقالوا: أجعلَ الآلِهةَ إلهًا واحدًا. قال: ونزل: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ. .} فقرأ حتى بلغ: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (3)[ص 1 - 5].
(2982)
الحديث السابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبّاس بن عبد العظيم العَنبري قال: حدّثنا النضر بن محمّد قال: حدّثنا عِكرمة قال: حدّثنا أبو زُمَيل قال: حدّثني ابن عبّاس قال:
كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سُفيان ولا يُقاعدونه، فقال للنبيّ صلى الله عليه وسلم: يا نبيَّ اللَّه، ثلاثٌ أعْطِنِيهنّ. قال:"نعم". قال: [عندي] أحسنُ العرب وأجمله: أمُّ حبيبة بنت
(1) المسند 5/ 357 (3355). وإسناده كسابقه. وقد ذكر محقّقو المسند -الموضع السابق- شواهده، واختاره الضياء 9/ 496، 497 (483، 484)، وحسّن المحقّق إسناده.
(2)
المسند 3/ 458 (2008). وبهذا الإسناد صحّحه ابن حبان 15/ 79 (6686)، والحاكم 2/ 432 من طريق سُفيان، ووافقه الذهبي، وأخرجه أبو يعلى 4/ 455 (2584) من طريق سُفيان، وسمّى يحيى: ابن فلان. أما الترمذيّ فأخرجه 5/ 341 (3232) من طريق سُفيان، عن الأعمش عن يحيى، قال عبد بن حميد: هذا ابن عباد. . . ثم قال: هذا حديث حسن. وروى يحيى بن سعيد عن سُفيان عن الأعمش نحو هذا الحديث. وقال: يحيى بن عمارة. وضعّف الألباني إسناده، وأطال محقّقو مسندي أحمد وأبي يعلى في التعليق عليه. وينظر المختارة 10/ 389 - 393 (414 - 417).
أبي سُفيان، أُزَوِّجُكَها. قال:"نعم". قال: ومعاوية تجعلُه كاتبًا بين يديك. قال: "نعم". قال: وتُؤَمِّرُني حتى أقاتلَ الكُفّارَ كما كنتُ أقاتلُ المسلمين. قال: "نعم".
قال أبو زُمَيل: لولا أنّه طلب ذلك من النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك؛ لأنه لم يُسْأَلْ شيئًا إلا قال نعم.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
وهذا الحديث وَهَمٌ من بعض الرواة بلا شكّ. وقد اتّهموا بذلك الوهم عكرمة بن عمّار، وقد ضعّفَ أحاديثَه يحيى بن سعيد، وقال: ليست بصحاح. وكذلك قال أحمد بن حنبل: هي أحاديث ضعاف. ولذلك لم يخرج عنه البخاري، وإنما أخرج عنه مسلم، لأن يحيى بن معين قال: هو ثقة (2). إنما قلنا: إنّ هذا وَهَم؛ لأن الرواة أجمعوا على أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إلى النجاشي ليخطُبَ له أمَّ حبيبة، وكانت قد هاجرت إلى الحبشة، وذلك في سنة سبع، فتزوَّجَها وبُعِثَتْ إليه. وأسلم أبو سُفيان سنة ثمان (3).
(2983)
الحديث الثامن عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عبيد اللَّه بن الأخنس قال: أخبرني ابن أبي مُليكة أن ابن عبّاس أخبره:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كأنّي أنظُر إليه أسودَ أفحجَ، يَنْقُضُها حَجَرًا حَجَرًا" يعني الكعبة.
انفرد بإخراجه البخاري (4).
والأفحج: المتباعد ما بين الفخذين.
(2984)
الحديث التاسع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن أبي ذئب قال: حدّثني قارظ عن أبي غطَفان قال:
(1) مسلم 4/ 1945 (2501).
(2)
ينظر في عِكرمة موسوعة أقوال الإمام أحمد 3/ 23، والجرح والتعديل 7/ 10، والسير 7/ 134.
(3)
قال الحميدي في الجمع 2/ 131: قال لنا بعض الحفّاظ: هذا الحديث وهم فيه بعض الرواة، لأنه لا خلاف بين اثنين من أهل المعرفة بالأخبار أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة قبل الفتح بدهر وهي بأرض الحبشة، وأبوها كافر يومئذ، وفي هذا هذا نظر. وينظر ما ذكر المؤلّف في هذا في كتابه كشف المشكل 2/ 462، وينظر أيضًا تفصيل الكلام في ذلك عند شرّاح مسلم، ومنهم النووي 16/ 295، والأبّي والسنوسي 6/ 340.
(4)
المسند 3/ 459 (2010)، والبخاري 3/ 460 (1595).
رأيت ابن عبّاس توضّأ، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "استَنْثِروا مرّتين بالغتين أو ثلاثًا"(1).
(2985)
الحديث العشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا هشام قال: حدّثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا اللَّه العظيمُ الحليم. لا إله إلا اللَّه ربّ العرش العظيم. لا إله إلا اللَّه ربُّ السموات وربُّ الأرض وربُّ العرش الكريم".
وقال عفّان: "ربُّ السموات السبع وربُّ العرش الكريم".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(2986)
الحديث الحادي والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا حمّاد عن حُميد عن بكر بن عبد اللَّه:
أن أعرابيًّا قال لابن عبّاس: ما شأنُ آل معاويةَ يَسْقون الماءَ والعسلَ، وآل فلانٍ يسقون اللبنَ، وأنتم تَسقون النبيذ، أمِنْ بُخْل بكم أم من حاجة؟ فقال ابن عبّاس: ما بنا بخلٌ ولا حاجة، ولكنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جاءنا ورديفُه أسامة بن زيد، فاستسقى فسقَيناه من هذا - يعني نبيذ السّقاية، فشرب منه، وقال:"أَحْسَنْتُم، هكذا فاصْنَعُوا".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(2987)
الحديث الثاني والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ثابت أبو زيد قال: حدّثنا هلال عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
أُسْرِي بالنبيّ صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته فحدَّثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس، وبعِيرهم، فقال ناس: نحن لا نُصَدِّق (4) محمّدًا بما يقول، فارتدُّوا كفّارًا،
(1) المسند 3/ 460 (2011). ورجاله رجال الصحبح عدا قارظ بن شيبة، روى له أبو داود وابن ماجة هذا الحديث، ووثّقه ابن حبّان - التهذيب 1/ 61. ومن طرق عن ابن ذئب أخرجه أبو داود 1/ 35 (141). وابن ماجة 1/ 143 (408)، وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 3/ 460 (2012). ورواية عفّان عن أبان بن زيد عن قتادة 4/ 147 (2297). وينظر البخاري 11/ 145 (6345، 6346)، ومسلم 4/ 2092، 2093 (2730).
(3)
المسند 5/ 467 (3528)، ومسلم 2/ 953 (1316) من طريق حميد الطويل، عن بكر بن عبد اللَّه المزني. وروح وحمّاد بن سلمة من رجال الصحيح.
(4)
كذا في المخطوط، ومسند أبي يعلى، وفي المسند وتهذيب الآثار، والمجمع "نحن نصدق. .؟ ".
فضرب اللَّهُ أعناقَهم مع أبي جهل. فقال أبو جهل: يُخَوِّفُنا محمّد بشجرة الزّقُّوم، هاتوا تمرًا وزُبدًا فَتَزَقَّمُوا (1).
ورأى الدَّجّالَ في صورته رُؤيا عينٍ ليس برُؤيا منام، وعيسى وموسى وإبراهيمَ، فسُئل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الدّجّال فقال:"فيلمانيًا"(2) أقمرَ هِجانًا، إحدى عينيه قائمةٌ كأنها كوكبٌ دُرّيّ، كأنّ شعرَ رأسه أغصانُ شجرة. ورأيت عيسى أبيض، جَعْدَ الرأس، حديدَ البصر، مُبَطَّن الخَلق. ورأيتُ موسى أسْحَمَ آدمَ، كثيرَ الشعر، شديد الخَلق. ونظرْتُ إلى إبراهيم فلا أنظر إلى إرْب منه إلا نظرتُ إليه مني، كأنّه صاحبُكم. فقال جبريل: سلِّم على مالك، فسلَّمْتُ عليه" (3).
الفيلمان: العظيم الجُثّة.
والأقمر: الشديد البياض.
والهجان: الأبيض.
والمُبَطَّن: الضامر البطن.
والأسحم: الأسود.
(2988)
الحديث الثالث والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى (4) عن شعبة قال: حدّثني أبو جَمرة قال: سمعت ابن عبّاس:
إنّ وفد عبد القيس لما قَدِمَوا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ممّن الوفد؟ " أو قال: "القوم" قالوا: ربيعة قال: "مرحبًا بالوفد -أو القوم- غيرَ خزايا ولا نَدامى" قالوا: يا رسول اللَّه، أتَيْناك من شُقّة بعيدة، بيننا وبينك هذا الحيُّ من كُفّار مُضَرَ، ولسْنا نستطيعُ أن نأتَيك إلا في شهر حرام، فأخْبِرْنا بأمرٍ ندخُلُ به الجنّة ونُخْبِرُ به مَن وراءنا، وسألوه عن أشربه.
(1) تزقّم: أكل أكل شديدًا.
(2)
أي رأيته. .
(3)
المسند 5/ 477 (3546)، ومسند أبي يعلى 5/ 108 (2720)، وتهذيب الآثار: مسند ابن عبّاس 1/ 408 (17). ومال المحقّقون إلى تصحيح إسناده. وهو في المجمع 1/ 71 ولم ينقل تتمّته، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أن هلال بن خباب قال يحيى بن القطان: إن تغيّر موته. وقال يحيى بن معين: لم يتغير ولم يختلط، ثقة مأمون. ورواه أبو يعلى، وزاد: . . . وساق سائره.
(4)
في المسند عن يحيى ومحمّد بن جعفر عن شعبة.
فأمَرَهم بأربع ونهاهم عن أربع:
أمرَهم بالإيمان باللَّه، قال:"أتدرون ما الإيمان باللَّه؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأنّ محمّدًا رسول اللَّه، وإقامِ الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المَغْنم".
ونهاهم عن الدُّبّاء والحَنْتَم والنَّقير والمُزَفَّت. قال: ربما قال: "المُقَيَّر". قال: "احفظوهنّ وأَخْبِروا بهنّ من وراءكم".
أخرجاه في الصحيحين (1).
* وقد روي مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سُفيان عن علي بن بذيمة قال: حدّثني قيس بن حَبتر قال:
سألت ابن عبّاس عن الجَرّ الأبيض والجَرّ الأخضر والجَرّ الأحمر. فقال: إنّ أوّلَ من سأل النبيّ وفدُ عبد قيس، فقال:"لا تشربوا في الدُّبّاء والمُزَفَّت والنَّقير والحَنتم، واشربوا في الأسقية". ثم قال: "إنّ اللَّه حرّم عليَّ -أو حرّمَ- الخمرَ والمَيْسِرَ والكُوبة. وكلُّ مسكر حرام".
قال سُفيان: قلت لعلي بن بذيمة: ما الكُوبة؟ قال: الطبل (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثني حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الدُّبّاء والحَنْتَم والمُزَفَّت والنَّقير، وأن يُخْلَطَ البلحُ والزَّهو (3).
(1) المسند 3/ 464 (2020). ومن طريق محمّد بن جعفر في البخاري 1/ 129 (53)، ومسلم 1/ 47 (17).
(2)
المسند 4/ 279 (2476)، وسنن أبي داود 3/ 331 (3696)، ومسند أبي يعلى 4/ 114 (2729) وصحّحه ابن حبّان 12/ 187 (5365) كلّهم بإسناد أحمد. وصحّحه الألباني، وينظر تخريج المحقّقين.
(3)
المسند 4/ 300 (2499) وإسناده صحيح. وقد أخرجه مسلم 3/ 1579، 1580 (17) من طريق حبيب بن أبي عمرة. ولم ينبّه عليه.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحاق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا حسين بن عبد اللَّه بن عبّاس عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن النَّقِير والدُّبّاء والمُزَفَّت، وقال:"لا تشربوا إلا في ذي إكاء"(1) فصنعوا جلود الإبل، ثم جعلوا لها أعناقًا من جلود الغنم، فبلَغَه ذلك فقال:"لا تشربوا إلا فيما أعلاه منه"(2).
(2989)
الحديث الرابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن أبي بُكير، وعبد الرزّاق قالا: حدّثنا إسرائيل عن سِماك عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين فَرَغَ من بدر: عليك العِيرَ، ليس دونها شيء. فناداه العبّاس ابن عبد المطلب - قال عبد الرزّاق: وهو أسيرٌ في وَثاقِه، ثم اتّفقا: إنه لا يَصْلُحُ لك. قال: "ولِمَ؟ " قال: لأن اللَّه عز وجل وعدَك إحدى الطائفتين، وقد أعطاك ما وعَدَك (3).
(2990)
الحديث الخامس والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن أبي بُكير وحسين بن محمّد وخلف بن الوليد قالوا: حدّثنا إسرائيل عن سِماك عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
مرّ رجلٌ من بني سُليم بنَفَر من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنمًا له، فسلَّم، فقالوا: ما سلَّمَ علينا إلا لِيَتَعَوَّذَ منا، فعَمَدوا إليه فقَتَلوه، وأَتَوا بغنمه النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فنزلت
(1) الإكاء: الوكاء، وهو الخيط الذي يربط به عنق القربة.
(2)
المسند 4/ 367 (2607)، ومسند أبي يعلى 5/ 115 (2730) من طريق عبد اللَّه بن المبارك: قال الهيثمي في المجمع 5/ 63: في الصحيح طرف من أوّله، رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه حسين بن عبد اللَّه بن عُبيد اللَّه، وهو متروك، ضعّفه الجمهور، وحُكي عن ابن ابن معين في رواية أنّه لا بأس به، يُكتب حديثُه. ولضعف حسين بن عبد اللَّه ضعّف محقّقو المسندين إسناده.
(3)
المسند 3/ 466 (2022) من طريق يحيى، 5/ 60 (2873) من طريق عبد الرزّاق. وهو من طريق عبد الرزّاق في الترمذيّ 5/ 251 (3080) وقال: حديث حسن صحيح. ومن طريق سِماك في مسند أبي يعلى 4/ 260 (2373). وصحّح الحاكم إسناده 2/ 327 من طريق إسرائيل، ووافقه ضعّف الألباني والمحقّقون إسناد الحديث، لأن رواية سماك عن عكرمة مضطربة.
الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا. .} (1)[النساء: 94].
(2991)
الحديث السادس والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثني عبد الملك بن ميسرة عن طاوس قال:
أتى ابنَ عبّاس رجلٌ فسأله عن قوله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] فقال سعيد بن جبير: قرابة محمّد صلى الله عليه وسلم. قال ابن عبّاس: عَجِلْتَ، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يكن بَطْنٌ من قريش إلا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيهم قرابةٌ، فنزلت:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} إلّا أن تَصِلوا قرابة ما بيني وبينكم (2).
* وقد روي عنه خلاف هذا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا قَزَعة - يعني ابن سُوَيد قال: حدّثني عبد اللَّه بن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا أسألُكم على ما أَتَيْتُكم به من البيّناتِ والهُدى أجرًا، إلا أن توادّوا اللَّه، وأن تَقَرّبوا إليه بطاعته"(3).
(2992)
الحديث السابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن نمير قال: حدّثنا حجّاج وابن أبي ليلى كلاهما عن عطاء عن ابن عبّاس:
(1) المسند 3/ 467 (2023) من طريق يحيى، 4/ 271 (2462) عن حسين وخلف. ومن طريق عن إسرائيل في الترمذيّ 5/ 224 (3030) وقال: حديث حسن. وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 253، وابن حبّان 11/ 59 (4752). وقد روى البخاري ومسلم الحديث من طرق عن سُفيان الثوري عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عبّاس: البخاري 8/ 258 (4591)، ومسلم 4/ 2319 (3025). وكان على المؤلّف أن ينبّه عليه، لاتّفاقهما على إخراج متن الحديث عن ابن عبّاس.
(2)
المسند 3/ 468 (2024). وهو بهذا الإسناد عند الإمام البخاري 6/ 526 (3497). ولم ينبّه عليه.
(3)
المسند 4/ 238 (2415)، ومن طريق قَزعة في الكبير 11/ 75 (11144). قال الهيثمي 7/ 106 رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد [وكذا الطبراني! ]، فيهم قزعة بن سويد، وثّقه ابن معين وغيره، وفيه ضعف. وبقية رجاله ثقات. وإسناد أحمد صحّح الحاكم الحديث، ووافقه الذهبي 2/ 443، رغم ضعف قزعة - التقريب 2/ 487، وقال ابن هجر في الفتح 8/ 565: في إسناده ضعف.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "عُمرة في رمضان تَعْدِل حجّة".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(2993)
الحديث الثامن والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثني سلَمة بن كُهيل قال: سمعتُ أبا الحكم قال:
سألتُ ابن عبّاس عن نبيذ الجَرّ، فقال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجَرّ والدُّبّاء. وقال: "من سَرَّه أن يُحَرِّمَ ما حَرَّمَ اللَّه ورسوله فَلْيُحَرِّمِ النبيذَ"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عيينة بن عبد الرحمن قال: حدّثنا أبي قال:
جاء رجل إلى ابن عبّاس فقال: إني رجل من أهل خراسان، وإن أرضنا أرض باردة، فذكر من ضروب الشراب، فقال: اجتنب ما أَسْكَرَ من زبيب أو تمر أو ما سوى ذلك. قال: ما تقول في نبيذ الجَرّ؟ قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجَرّ (3).
(2994)
الحديث التاسع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع ومحمّد بن جعفر وهشام قالوا: حدّثنا شعبة عن محمّد بن جُحادة قال: سمعت أبا صالح يحدث عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 5/ 22، 23 (2808، 2809). وحجّاج بن أرطاة، ومحمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فيهما ضعف، لكنّهما متابعان. وقد أخرجه أحمد بأطول من هذا 3/ 469 (2025) عن يحيى عن ابن جريج عن عطاء. ومن طريق يحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج عن عطاء أخرجه البخاري 3/ 603 (1782)، ومسلم 2/ 917 (1256).
(2)
المسند 3/ 470 (2028)، والنسائي 8/ 322، والمعجم الكبير 12/ 182 (12738) كلاهما من طريق شعبة. وصحّح محقّقو المسند إسناده على شرط مسلم؛ لأن أبا الحكم عمران بن الحارث السلمي من رجاله. وقال الألباني في صحيح النسائي: صحيح الإسناد موقوف. ورواه أبو يعلى 4/ 232 (2344) بإسناد آخر صحيح، على أنّه من كلام ابن عبّاس.
(3)
المسند 3/ 459 (2009)، والمعجم الكبير 12/ 164 (12923) دون القصة. ومن طريق عيينة في النسائي 8/ 303، 322 وصحّح الألباني ومحقّقو المسند إسناده.
لعن رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم زائراتِ القبور، والمُتَّخِذين عليها المساجدَ والسُّرُج (1).
(2995)
الحديث الثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن علي ابن المبارك قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير أن عمر بن مُعَتِّب أخبره أن أبا حسن مولى بني نوفل أخبره:
أنّه استفتى ابنَ عبّاس في مملوك تحته مملوكة، فطلَّقها تطليقتين ثم أعتقا (2)، هل يصحّ له أن يخطبها؟ قال: نعم، قضى بذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (3).
(2996)
الحديث الحادي والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة عن الحكم عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مِقسم عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الذي يأتي امرأته وهي حائض. قال: "يتصدّق بدينار أو بنصف دينار".
(1) المسند 3/ 471 (2030) عن يحيى ووكيع، 4/ 363 (2603) عن محمّد بن جعفر، 5/ 128 (2984) عن هاشم، كلّهم عن شعبة. وهو من طريق شعبة في سنن أبي داود 3/ 218 (3236). ومن طرق عن محمّد بن جحادة في الترمذيّ 2/ 136 (320) وقال: حديث حسن، وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة. والنسائي 4/ 94، وابن ماجة 1/ 502 (1575) ولم يذكر "والمتخذين عليها". . وصحّحه الحاكم 1/ 374، وابن حبّان 7/ 452 (3179). والعلماء على أن أبا صالح هو باذام مولى أم هانىء، وهو ضعيف، إلّا ابن حبّان فقال: أبو صالح، ميزان، ثقة، وليس بصاحب الكلبي، ذلك باذام. أما الحاكم فقال: أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتجّ به، وإنما هو باذان، ولم يحتجّ به الشيخان، لكنه حديث متداول فيما بين الأئمة، ووجدت له متابعًا من حديث سُفيان الثوري في متن الحديث فخرَّجْته. قال الذهبي: أبو صالح هو باذان، ولم يحتجّا به. والمحقّقون على تضعيف الحديث، وجعله الألباني في ضعيف السنن، لكن قال: صحّ بلفظ "زوّارات" دون "السرج". وينظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على الترمذيّ، وتعليق محقّقي المسند.
(2)
في المخطوط والأطراف 3/ 295 (أعتقها). ولكن المصادر على "عتقا" و"أعتقا" وهو الأصوب.
(3)
المسند 3/ 472 (2031). وفي 5/ 207 (2088) من طريق عبد الرزّاق عن معمر عن يحيى. وفيه قول أحمد: قيل لمعمر: يا أبا عروة، من أبو حسن هذا؟ لقد تحمل صخرة عظيمة! ومن الطريق المثبت هنا في أبي داود 2/ 257 (2187). وبالطريقين جميعًا في النسائي 6/ 154، 155، وهو من طرق عن يحيى بن أبي كثير في ابن ماجة 1/ 673 (2082) والمعجم الكبير 1/ 329، 330 (10813 - 10815)، والسنن الكبرى 7/ 31 وعمر بن معتّب ضعيف كما قال ابن حجر - التقريب 1/ 434، قال البيهقي: وعامة الفقهاء على خلاف ما رواه، ولو كان ثابتًا قلنا به، إلا أنا لا نثبت حديثًا يرويه من تُجْهل عدالته. ونقل كلام أحمد قال: يريد إنكار ما جاء به في هذا الحديث. وضعّف الحديثَ الألباني ومحقّقو المسند.
قال أحمد: ولم يرفعه عبد الرحمن ولا بَهز (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا حمّاد - يعني ابن سلمة عن عطاء العطّار عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يتصدّق بدينار، فإن لم يجدْ فبنصف دينار" يعني الذي يغشى امرأته حائضًا (2).
* طريق آخر:
حدّثنا الترمذيّ قال: حدّثنا الحسين بن حُرَيث قال: حدّثنا الفضل بن موسى عن أبي حمزة السُّكّري عن عبد الكريم عن مِقسم عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان دمٌ أحمرُ فدينار، وإذا كان دمٌ أصفرُ فنصف دينار"(3).
عبد الكريم ضعيف جدًا، كذّبه أيوب السَّختياني، وقال أحمد ويحيى: ليس بشيء (4).
(1) المسند 3/ 473 (2032). وإسناده صحيح، ولكن الخلاف في رفع الحديث أو وقفه على ابن عبّاس، كما ذكر أحمد وأبو داود، وأطال محقّق المسند في الحديث عن ذلك. وهو في سنن أبي داود 1/ 69 (264) وقاد: ربما لم يرفعه شعبة، والنسائي 1/ 153، وابن ماجة 1/ 210 (640)، وصحّحه الحاكم 1/ 171، ووافقه الذهبي، وصحّحه المحقّقون.
(2)
المسند 4/ 80 (2201). وإسناده ضعيف لضعف عطاء بن عجلان العطّار، وترك العلماء له - التقريب 1/ 402، وهو في المعجم الكبير 11/ 264 (11921). ويقوّيه الحديث السابق.
(3)
الترمذيّ 1/ 245 (137). وضعّف الألباني الحديث.
والخلاف بين العلماء في "عبد الكريم" فقد جعله المزي في التحفة 5/ 247 عبد الكريم بن مالك الجزري، ولكن ابن حجر في النكت رجّح أنّه عبد الكريم أبو مالك، ابن أبي المخارق. وقد مال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي إلى أنّه الجزري. وأخرج الإمام أحمد الحديث بنحوه من طريق عبد الكريم 5/ 429 (3473)، ومال المحقّقون إلى أنّه ابن أبي المخارق. وقد نصّ الطبراني في الكبير 11/ 318 (12135) أنّه عبد الكريم بن أبي المخارق.
قال ابن حجر في التقريب 1/ 363: عبد الكريم بن مالك الجزري، أبو سعيد، ثقة متقن. وقال: عبد الكريم بن أبي المخارق، أبو أمية المعلم البصري، ضعيف. وقد شارك الجزري في بعض الشيوخ، فربما التبس على من لا فهم له.
(4)
أي ابن أبي المحارق. ينظر الضعفاء والمتروكون 2/ 114.
(2997)
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا فضَيل عن مُجالد عن الشَّعبي عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تكلّم يوم الجمعة والإمامُ يخطُبُ فهو كَمَثَلِ الحِمار يَحْمِلُ أسفارًا. والذي يقول له: أنْصِتْ، ليس له جُمُعة"(1).
(2998)
الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نمير قال: حدّثنا هشام عن أبيه ابن عبّاس قال:
لو أن النّاس غَضُّوا من الثُّلُث إلى الرُّبُع، فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"الثُّلُث، والثُّلُث كثير".
أخرجاه (2).
(2999)
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال حدّثنا فُضيل -يعني ابن غَزوان- عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حَجّة الوداع: "يا أيُّها النّاسُ، أيُّ يومٍ هذا؟ " قالوا: يومٌ حرام. قال: "أيُّ بلد هذا؟ " قالوا: بلدٌ حرام. قال: "فأيُّ شهر هذا؟ " قالوا: شهرٌ حرام. قال: "فإنّ أموالَكم ودماءكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ كحُرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا". ثم أعادها مِرارًا، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال:"اللهمّ هل بَلَّغْتُ؟ " مرارًا. قال: يقول ابن عبّاس: واللَّه إنها لوصيّةٌ إلى ربّه عز وجل. ثم قال: "ألا لِيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائب. لا تَرْجِعوا بعدي كُفّارًا يَضْرِب بعضُكم رقاب بعض".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(3000)
الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا ورقاء قال: سمعتُ عبيد اللَّه بن أبي يزيد عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 3/ 475 (2033)، والمعجم الكبير 12/ 71 (12563). قال في المجمع 2/ 187: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، وفيه مجالد بن سعيد، وقد ضعّفه النَّاس، ووثّقه النسائى في رواية. فإسناده ضعيف لضعف مجالد.
(2)
المسند 3/ 475 (2034)، ومسلم 3/ 1253 (1629). ومن طريق سُفيان بن عيينة عن هشام بن عروة في البخاري 4/ 369 (2743).
(3)
المسند 3/ 477 (2036)، والبخاري 3/ 573 (1739) من طريق فضيل، وابن نمير من رجال الشيخين.
أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الخلاء، فوضعتُ له وضوءًا، فلما خرج قال:"من وضع هذا؟ " قال: ابن عبّاس. قال: "اللهمَّ فقِّهْه".
أخرجاه. وفي حديث البخاري: "فقِّهه في الدين"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا مسدَّد وأبو مَعمر قالا: حدّثنا عبد الوارث عن خالد عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
ضمّني النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: "اللهمّ علِّمْه الحكمة" وقال أبو معمر: "عَلِّمْه الكتاب".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا زهير أبو خَيثمة عن عبد اللَّه بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وضع يَدهَ على كتفه -أو على مَنْكبه (3)، شكّ سعيد- ثم قال:"اللهمّ فَقِّهْه في الدِّين وعَلِّمْه التأويل"(4).
حكى أبو مسعود أن البخاري أخرجه، وما رأينا ذكر "التأويل" في الكتابين (5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدّثنا حسين ابن عبد اللَّه عن عِكرمة عن ابن عبّاس:
(1) المسند 5/ 154 (3022)، والبخاري 1/ 244 (143)، ومسلم 4/ 1927 (2477).
(2)
في البخاري 1/ 169 (75) عن أبي معمر. وفي 7/ 100 (3756) عن مسدّد وأبي معمر. وفي المسند 3/ 340 (1840) من طريق خالد الحذّاء عن عكرمة عن ابن عبّاس: مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسي، ودعا لي بالحكمة.
(3)
في المسند "كتفي. . . منكبي".
(4)
المسند 4/ 255 (2397) ورجاله رجال الصحيح. وهو في المعجم الكبير 10/ 263 (10614) من طريق داود ابن أبي هند عن سعيد.
(5)
هذه العبارة قالها الحميدي في الجمع 2/ 31 (1013). ونقلها عنه ابن حجر في الفتح 1/ 170 ووافقه، ثم ذكر من أخرجه في غير الصحيحين.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "اللهمّ أَعْطِ ابن عبّاس الحكمة، وعلِّمْه التأويل"(1).
(3001)
الحديث السادس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا أجلح عن يزيد بن الأصمّ عن ابن عبّاس:
أن رجلًا قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم: ما شاء اللَّهُ وشئتَ. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أجَعَلْتَني واللَّهَ عَدْلًا، بل: ما شاءَ اللَّهُ وحدَه"(2).
(3002)
الحديث السابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى قال: حدّثنا عثمان يعني ابن حَكيم عن سعيد بن يسار عن ابن عبّاس قال:
كان أكثرُ ما يُصلِّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الركعتين اللتين قبل الفجر، يقرأ:{آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ. .} إلى آخر الآية [البقرة: 136] والأخرى: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (3)[آل عمران: 52].
(3003)
الحديث الثامن والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نمير قال: حدّثنا حجّاج عن الحكَم عن مِقسم عن ابن عبّاس قال:
لمّا خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكّة خرج عليٌّ بابنة حمزة، فاختصم فيها عليٌّ وجعفرٌ وزيدٌ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال عليٌّ: ابنةُ عميّ وأنا أَخْرَجْتُها. وقال جعفر: ابنةُ عمّي، وخالتُها عندي. وقال زيد: ابنةُ أخي. وكان زيدٌ مؤاخيًا لحمزة، آخى بينهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لزيد:"أنت مولاي ومولاها" وقال لعليّ: "أنت أخي وصاحبي". وقال لجعفر: "أشبهت خَلْقي وخُلُقي. وهي إلى خالتها"(4).
(1) المسند 4/ 244 (2422)، والمعجم الكبير 11/ 170 (11531) من طريق سليمان بن بلال. وضعّف المحقّقون إسناده لضعف حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبّاس. وباقي رجاله ثقات.
(2)
المسند 3/ 339 (1839) ومن طريق الأجلح في الأدب المفرد 2/ 240 (783). وقريب منه من طريق الأجلح في سنن ابن ماجة 1/ 684 (2117). قال في الزوائد: في إسناده الأجلح بن عبد اللَّه، مختلف فيه. . . وباقي رجال الإسناد ثقات. وصحّحه محقّق المسند لغيره، وذكر له شواهد، وحسّنه الألباني في الصحيحة 1/ 266 (139).
(3)
المسند 3/ 483 (2045)، وهو في مسلم من طريق عن عثمان بن حكيم 1/ 502 (727) وأغفل التنبيه عليه - ويعلي بن عُبيد من رجال الشيخين.
(4)
المسند 3/ 480 (2040)، ومسند أبي يعلى 4/ 266 (2379). وفي إسناده الحجّاج. قال الهيثمي 4/ 326: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه الحجّاج بن أرطاة، وهو مدلّس.
وقد صحّ الحديث بما رواه الإمام البخاري عن البراء 7/ 499 (4251).
(3004)
الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى قال: حدّثنا محمّد - يعني ابن إسحاق عن القَعقاع بن حكيم أن عبد اللَّه بن وَعلة قال:
سألتُ ابن عبّاس عن بيع الخمر، فقال: كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صديقٌ من ثَقيف أو دَوس، فلَقِيَه يومَ الفتح براوية خمرٍ يهديها إليه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا أبا فلان، أما عَلمْتَ أن اللَّه عز وجل حرَّمَها؟ " فأقبلَ لرجل على غلامه فقال: اذهب فِبعْها. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا أبا فلان، بماذا أمَرْتَه؟ " قال: أمَرْتُه أن يبيعَها. قال: "إنّ الذي حرَّمَ شُرْبَها حرَّمَ بَيْعَها". فأمر بها فأُفرغت في البطحاء.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(3005)
الحديث الأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَتّاب قال: حدّثنا عبد اللَّه قال: حدّثنا يونس عن الزهري قال: حدّثني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أجودَ النّاس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقى جبريل، وكان جبريلُ يلقاه في كلّ ليلة من رمضان فيُدارِسُه القرآن. قال: فلَرَسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الرِّيح المرسلة.
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ الكتابَ على جبريل في كلّ رمضان، فإذا أصبحَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم من الليلة التي يعرِضُ فيها ما يعرِضُ أصبحَ وهو أجودُ من الرِّيح المُرْسَلة، لا يُسْأَلُ عن شيء إلا أعطاه، فلما كان الشهرُ الذي هلك بعدَه، عَرَضَ عليه عَرضتين (3).
(1) المسند 3/ 480 (2041)، ومسلم 3/ 1206 (1579) عن عبد الرحمن بن وعلة.
(2)
المسند 4/ 375 (2616). ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك في البخاري 1/ 30 (6)، ومسلم 4/ 1803، 1804 (2308). وعتّاب ثقة.
(3)
المسند 3/ 481 (2042). وهو حديث صحيح. ينظر تخريج محقّق المسند.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن سابق قال: حدّثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:
أيُّ القراءتين كانت أخيرًا: قراءة عبد اللَّه أو قراءة زيد؟ قال: قلنا: قراءة زيد. قال: لا، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَعْرِضُ القرآنَ على جبريل في كلّ عام مرّة، فلمّا كان العام الذي قُبِض فيه عَرَضَه عليه مرّتين، وكانت آخر القراءة قراءة عبد اللَّه (1).
(3006)
الحديث الحادي والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى ووكيع قالا: حدّثنا عمر بن ذَرّ عن أبيه عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لجبريل: "ما يَمْنَعُك أن تزورَنا أكثرَ ممّا تزورُنا؟ " فنزلت: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ. . .} إلى آخر الآية [مريم: 64].
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(3007)
الحديث الثاني والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جعفر بن عون قال: أخبرنا ابن جُريج عن عطاء قال:
حضرْنا مع ابن عبّاس جنازةَ ميمونة زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بسَرِف، فقال ابن عبّاس: هذه ميمونةُ، فإذا رَفَعْتُم نَعْشَها فلا تُزَعْزِعوها ولا تُزَلْزِلوها؛ فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان عنده تسعُ نسوة، كان يَقسم لثمان، وواحدةٌ لم يكن يقسم لها.
قال عطاء: التي لم يقسم لهم صفيّة.
أخرجاه في الصحيحين (3).
(1) المسند 4/ 295 (2494). وصحّحه الحاكم من طريق إسرائيل، ووافقه الذهبي 2/ 230، ولم يرتض محقّقو المسند هذا التصحيح. لأن إبراهيم بن مهاجر ليّن الحديث. وينظر مسند أبي يعلى 4/ 435 (2562)، والمختارة 9/ 452، 543 (533، 534).
(2)
المسند 3/ 481 (2043) عن يعلى، 3/ 502 (2078) عن وكيع. وفي البخاري 6/ 305 (3218) عن وكيع وأبي نعيم عن ابن ذرّ. . .
(3)
المسند 3/ 482 (2044)، والبخاري 9/ 112 (5067)، ومسلم 2/ 1082 (1465) من طريق ابن جريج وقول عطاء ليس في البخاري.
واختلف العلماء في صحّة ما نقل عطاء، وذكر بعضهم أن الصواب "سورة" وأن ابن جريج هو الذي أخطأ في النقل عن عطاء، فذكر صفيّة ينظر كشف المشكل 2/ 353، والنووي 9/ 304، والفتح 9/ 113.
(3008)
الحديث الثالث والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد ابن عبيد قال: حدّثنا عثمان بن حكيم قال:
سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب، كيف ترى فيه؟ قال: حدّثني ابن عبّاس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى نقولَ: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر ويحيى قالا: حدّثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يريدُ أن يُفْطِر، ويُفْطِرُ حتى نقولَ: لا يريدُ أن يصومَ. وما صامَ شهرًا متتابعًا غيرَ رمضان منذُ قَدِمَ المدينة.
أخرجاه في الصحيحين (2).
(3009)
الحديث الرابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط ابن محمد قال: حدّثنا عطاء بن السائب. وعلي بن عاصم عن عطاء، عن سعيد بن جبير:
لَقِيَني ابن عبّاس فقال: تَزَوَّجْتَ؟ قلت: لا. قال: تزوَّج. ثم لَقِيَني بعد ذلك فقال: تَزوَّجْتَ؟ قلت: لا. قال: تَزَوَّجْ، فإنّ خيرَ هذه الأمّة كان أكثرَها نساءً.
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(3010)
الحديث الخامس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط قال: حدّثنا أبو إسحاق الشيباني عن حمّاد عن إبراهيم عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 3/ 483 (2046)، ومن طرق عن عثمان بن حكيم في مسلم 2/ 811، 812 (1157).
(2)
رواية ابن جعفر في 4/ 81 (2151)، ورواية يحيى 3/ 453 (1998). وهو من طريق أبي بشر في البخاري 4/ 215 (1971)، ومسلم 2/ 811 (1157). وسائر رجال الحديثين رجال الصحيح.
(3)
عن أسباط في المسند 3/ 484 (2048)، وعن علي بن عاصم 4/ 67 (2178)، وهو في البخاري 9/ 113 (5069) من طريق سعيد بن جبير. وأسباط ثقة. وعطاء: صدوق اختلط. أما علي بن عاصم فاختلف فيه. ينظر فيه - التهذيب 5/ 265، والتقريب 1/ 415، ولكن رواية البخاري تصحّح الحديث.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أرسلْتَ الكلبَ فأكلَ الصيدَ، فلا تأكلْ، فإنما أمسك على نفسه. وإذا أرسلْتَه فقَتَل ولم يأكلْ فكُلْ، فإنما أمسكَ على صاحبه"(1).
(3011)
الحديث السادس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو خالد سليمان بن حَيّان قال: سمعت الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أفاض من مُزدلفة قبلَ طلوع الشمس (2).
(3012)
الحديث السابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل ابن إبراهيم قال: حدّثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "التمسوها في العشر الأواخر، في تاسعة تبقى، أو خامسة تبقى، أو سابعة تبقى"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا عاصم الأحول عن الأعمش عن لاحق بن حميد (4) وعكرمة قالا:
قال عمر: مَنْ يَعْلَمُ متى ليلة القدر؟ فقال ابن عبّاس: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هي في العشر، في سبع يمضين أو سبع يبقَين"(5).
الطريقان أخرجهما البخاري منفردًا بهما.
(1) المسند 3/ 484 (2049). قال الهيثمي 4/ 36: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وحمّاد هو ابن أبي سليمان. وإبراهيم النخعي. وصحّحه المحقّق لغيره؛ لأن إبراهيم النخغي لم يسمع من ابن عبّاس. وقد روي الحديث بطرق عديدة صحيحة عن عديّ بن حاتم عن الشيخين - ينظر الجمع 1/ 333 (514).
(2)
المسند 3/ 486 (2051). وإسناده صحيح. وهو في الترمذيّ 3/ 241 (895) وقال: حسن صحيح. قال: وفي الباب عن عمر. وصحّحه الألباني لغيره.
(3)
المسند 3/ 486 (2052)، ومن طريق أيوب في البخاري 4/ 260 (2021) وإسماعيل من رجال الشيخين.
ورواية البخاري بتقديم "سابعة" على "خامسة".
(4)
وهو أبو مجلز.
(5)
المسند 4/ 328 (2543)، ومن طريق عبد الواحد 4/ 260 (2022) ولم يذكر سؤال عمر. وعفّان ثقة من رجال الشيخين. وينظر الفتح 4/ 261.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاذ بن هشام قال: حدّثني أبي عن قتادة عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رجلًا أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إني شيخ كبير عليل، يَشُقّ القيام عليّ، فأْمُرْني بليلة لعلّ اللَّه يُوَفِّقُني فيها لليلة القدر. قال:"عليك بالسابعة"(1).
(3013)
الحديث الثامن والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حفص ابن غياث قال: حدّثنا حجّاج بن أرطاة. وحدّثنا (2) بشر بن السَّرِيّ قال: حدّثنا سُفيان، كلاهما عن ابن أبي نَجيح عن أبيه عن ابن عبّاس قال:
ما قاتلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قومًا حتى يَدْعُوَهم (3).
(3014)
الحديث التاسع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حفص قال: حدّثنا حجّاج عن عبد الرحمن بن عانس عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمرُ بناتِه ونساءه أن يَخْرُجْن في العيدين (4).
(3015)
الحديث الخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا
(1) المسند 4/ 49 (2149)، والمعجم الكبير 11/ 246 (11835). قال في المجمع 3/ 179: رجاله رجال الصحيح. وهو كما قال.
(2)
القائل الإمام أحمد.
(3)
المسند 3/ 486 (2053) رواية حفص، 4/ 16 (2105) رواية بشر. ومن طريق حفص في مسند أبي يعلى 4/ 374 (2494)، ومن طريق سُفيان 4/ 462 (2591). ومن طرق عن ابن أبي نجيح في المعجم الكبير 11/ 107 (11269 - 11271). وقد صحّح الحاكم 1/ 15 الحديث من طريق سُفيان، وقال: هذا حديث صحيح من حديث الثوري ولم يخرجاه، وقد احتّج مسلم بأبي نَجيح والد عبد اللَّه واسمه يسار. ووافقه الذهبي. قال الهيثمي 5/ 307: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح. قلت: يبدو أنّه يشير إلى رواية سُفيان. ورواية الحجّاج بن أرطاة متابَع عليها. ونقل محقّق مسند أبي يعلى كلام الهيثمي، وأنه قال: رواه أبو يعلى والطبراني، فعلّق قائلًا: ولم يعزُه إلى أحمد، وهو فيه. [وقد عزاه إليه].
(4)
المسند 3/ 487 (2054). ورجاله ثقات غير حجّاج. وسنن ابن ماجة 1/ 415 (1309) قال البوصيري: حديث ابن عبّاس ضعيف، لتدليس حجّاج بن أرطاة.
والحديث صحيح لغيره: فقد أخرج الشيخان الحديث عن أمّ عطية - الجمع 4/ 300 (3552).
قال: حدّثنا حجّاج عن الحكم عن مِقسم عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العَقَبة يومَ النَّحر راكبًا (1).
(3016)
الحديث الحادي والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رجلًا جاء مسلمًا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم جاءت امرأتُه مسلمةً بعده، فقال: يا رسول اللَّه، إنها كانت أسْلَمَتْ معي. قال: فردَّها عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2).
(3017)
الحديث الثاني والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سُفيان عن أبي جَهضم عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس قال:
أمرَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء (3).
(3018)
الحديث الثالث والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا زَمْعة بن صالح عن عمرو بن دينار عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى على بِساط (4).
(3019)
الحديث الرابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع
(1) المسند 3/ 488 (2056)، وسنن الترمذيّ 4/ 243 (899) قال: وفي الباب عن. . . وقال حديث ابن عبّاس حديث حسن، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، واختار بعضهم أن يمشي إلى الجمار. . ورواه ابن ماجة 2/ 1009 (3034) من طريق الحجّاج. وصحّحه محقّق المسند لغيره، وذكر شواهده، وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 3/ 490 (2059)، وأبو داود 2/ 271 (2238)، والترمذيّ 3/ 449 (1144)، وأبو يعلى 4/ 403 (2525)، وصحيح ابن حبّان 9/ 467 (4159). وقد ضعّف المحقّقون إسناده، لاضطراب رواية سماك عن عكرمة. ولكن الترمذيّ صحّح الحديث، وكذا ابن حبّان. ورواه الحاكم 2/ 200 من طريق إسرائيل عن سماك عن عكرمة به، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال: أن البخاري احتّج بعكرمة، ومسلم بسماك. وقال الذهبي: صحيح.
(3)
المسند 3/ 490 (2060). وإسناده صحيح. وفي سند الحديث خلاف: أهو عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عبّاس عن عمّه، أو عبيد اللَّه بن عتبة بن مسعود عن ابن عبّاس. ينظر في ذلك ما كتبه محقّقو المسند، والأطراف 3/ 158.
(4)
المسند 3/ 491 (2061) ومن طريق زمعة أخرجه ابن ماجه 1/ 328 (1030) قال في الزوائد: في إسناده زمعه، وهو ضعيف وإن روى له مسلم، فإنما روى له مقرونًا بغيره، فقد ضعّفه أحمد وابن معين. وضعّف محقّقو المسند إسناده لضعف زمعة، وصحّحوه لغيره، وذكروا طرقه وشواهده. وصحّحه الألباني.
قال: حدّثنا أسامة بن زيد قال:
سألتُ طاوسًا عن السُّبحة في السَّفَر، والحسنُ بن مسلم بن يَنّاق جالس، قال الحسن ابن مسلم وطاوس يسمع: حدّثنا طاوس عن ابن عبّاس قال:
فرضَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاةَ الحَضَر والسَّفَر، كان (1) يُصَلّي في الحَضَر قبلَها وبعدَها، فصَلِّ في السَّفَر قبلَها وبعدَها (2).
(3020)
الحديث الخامس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا شُجاع بن الوليد عن أبي جَناب الكَلبي عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاثٌ هنّ عليَّ فرض (3) وهنّ لكم تطوُّع: الوِتر، والنَّحر، وصلاة الضُّحى"(4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ بركعتَي الضُّحى وبالوِتر، ولم تُكتب"(5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرْتُ بركعتَي الضُّحى ولم تؤمروا بها. وأمرت بالأضحى ولم تكتب"(6).
(1) في المسند "فكما يُصلّي" وفي ابن ماجة "فكنّا نصلّي".
(2)
المسند 3/ 493 (2064)، وابن ماجة 1/ 341 (1072). قال البوصيري: إسناده حسن. وذلك لأن أسامة ابن زيد الليثي حسن الحديث. وقد حسّن محقّقو المسند إسناده، أما الألباني فجعله في ضعيف ابن ماجة، وقال عنه: منكر، لمخالفته لغيره من الأحاديث الصحيحة.
(3)
في المسند والمجمع "فرائض".
(4)
المسند 3/ 485 (2050)، وضعّفه المحقّقون لضعف أبي جناب - يحيى بن أبي حيّة. وأخرج الحديث من طرق شجاع الحاكمُ 1/ 300، قال الذهبي: ما تكلّم الحاكم عليه، وهو غريب منكر.
(5)
المسند 3/ 494 (2065)، وإسناده ضعيف لضعف جابر كما سيذكر المؤلّف.
(6)
المسند 5/ 84 (2916) وإسناده كسابقه.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك عن جابر عن عكرمة عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كُتِبَ عليَّ النَّحر ولم يُكتب عليكم. وأُمِرْتُ بركعتَي الضُّحى ولم تؤمروا بها"(1).
في الطرق الثلاث جابر، وهو الجعفي، وهو ضعيف (2).
(3021)
الحديث السادس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم البَطين عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: "سبحان ربّيَ الأعلى"(3).
(3022)
الحديث السابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان وبَهز قالا: حدّثنا شعبة قال: قتادة أخبرني قال: سمعت أبا حسّان يحدّث عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى الظُّهرَ بذي الحُليفُ، ثم دعا ببَدَنة، فأُتِي ببَدَنَة فأشعرَ صَفْحَةَ سَنامها الأيمن ثم سَلَتَ الدّمَ عنها، وقَلَّدها نعلَين، ثم أُتي براحلته، فلمّا قعد عليها واستوتْ به على البَيداء أهلّ بالحَجّ.
انفرد بإخراجه مسلم (4).
(3023)
الحديث الثامن والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع
(1) المسند 5/ 85 (2917) وهو كسابقيه. قال الهيثمي في المجمع 8/ 267 بعد أن ذكر بعض روايات الحديث: رواه كلَّه أحمد بأسانيد، والبزّار بنحوه باختصار، والطبراني في الكبير والأوسط، وفي إسناد:"ثلاث هنّ فرائض" أبو جناب الكلبي، وهو مدلّس، وبقيّة رجالها عند أحمد رجال الصحيح، وفي بقيّة أسانيدها جابر الجُعفي، وهو ضعيف.
(2)
ينظر الضعفاء والمتروكون.
(3)
المسند 3/ 495 (2066)، والمعجم الكبير 12/ 13 (12335) من طريق أحمد. ورواه أبو داود 1/ 233 (883) من طريق وكيع. وقال: خولف وكيع في هذا الحديث، رواه أبو وكيع وشعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس موقوفًا. وصحّحه الألباني. وصحّحه محقّقو المسند موقوفًا.
(4)
المسند 4/ 146 (2296) عن عفّان، 4/ 320 (2528) عن بهز. وهو في مسلم 2/ 912 (1243) من طريق شعبة. وعفّان من رجال الشيخين.
ومؤمَّل قالا: حدّثنا سُفيان عن عبد الأعلى الثَّعلبي عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال في القرآن بغير علمٍ فليتبوّأ مَقْعَدَه من النّار"(1).
(3024)
الحديث التاسع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سُفيان عن آدم بن سليمان قال: سمعتُ سعيد بن جبير عن ابن عبّاس يقول:
لما نزلت هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284] دخل قلوبَهم منها شيء لم يدخل قلوبَهم من شيء. قال: فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "قولوا سَمِعْنا وأَطَعْنا وسَلَّمْنا". فألقى اللَّهُ الإيمانَ في قلوبهم. فأنزلَ اللَّهُ عز وجل: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ. .} إلى قوله {. . الْكَافِرِينَ} (2)[البقرة: 285 - 286].
(3025)
الحديث الستون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أزهر بن جميل قال: حدّثنا عبد الوهاب الثَّقفي قال: حدّثنا خالد عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن امرأةَ ثابت بن قيس أتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللَّه، ثابت بن قيس، ما أعيبُ عليه في خُلُق ولا دين، ولكنّي أكرهُ الكُفْرَ في الإسلام. قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أَتَرُدّين عليه حديقتَه؟ " قالت: نعم. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اقْبَلِ الحديقةَ، وطلِّقْها تطليقة".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(3026)
الحديث الحادي والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا زكريا بن إسحاق المكّي عن يحيى بن عبد اللَّه بن صيفي عن أبي مَعْبد عن ابن عبّاس:
(1) المسند 3/ 496 (2069) من طريق وكيع، 4/ 250 (2429) عن مؤمّل. ومن طريق سُفيان في الترمذيّ 5/ 183 (2950) وقال: حسن صحيح. وضعّف محقّق المسند إسناده لضعف عبد الأعلى، وضعّفه الألباني.
(2)
المسند 3/ 497 (2070). وهو بهذا الإسناد في مسلم 1/ 116 (126). وأغفل التنبيه عليه.
(3)
البخاري 9/ 395 (5273).
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما بَعَثَ مُعاذَ بن جبل إلى اليمن، فقال:"إنّك تأتي قومًا أهل كتاب، فادْعُهُم إلى شهادة أنْ لا إله إلا اللَّه وأنّي رسول اللَّه، فإنْ هم أطاعوا لذلك فأعْلِمْهم أنّ اللَّهَ عز وجل افترضَ عليهم خمسَ صلوات في كلِّ يوم وليلة، فإنْ هم أطاعوا لذلك فأعْلِمْهم أنّ اللَّه عز وجل افترضَ عليهم صدقةً في أموالهم، تُؤْخذ من أغنيائهم وتُرَدُّ في فقرائهم، فإن أطاعوا لذلك فإياك وكرائمَ أموالهم، واتَّقِ دعوة المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين اللَّه حجابٌ".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(3027)
الحديث الثاني والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن حسن الأشقر قال: حدّثنا أبو كُدينة عن عطاء عن أبي الضُّحى عن ابن عبّاس قال:
مرَّ يهودي برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فقال: كيف تقولُ يا أبا القاسم يوم يجعلُ اللَّه السماءَ على ذِهِ -وأشار بالسبّابة- والأرضَ على ذِهِ، [والماءَ على ذِه](2) والجبال على ذِهِ، وسائرَ الخلق على ذِهِ؟ كلُّ ذلك يشير بأصابعه.
قال: فأنزل اللَّهُ عز وجل: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (3)[الزمر: 67].
(3028)
الحديث الثالث والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن شعبة مولى ابن عبّاس عن ابن عبّاس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا سَجَدَ يُرى بياضُ إِبطَيه (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا زهير عن أبي إسحاق عن
(1) المسند 3/ 498 (2071)، والبخاري 5/ 100 (2448). وينظر أطرافه 3/ 261 (1395)، ومسلم 1/ 50 (19).
(2)
ما بين المعقوفين من المسند والترمذيّ.
(3)
المسند 4/ 125 (2267). ومن طريق محمّد بن الصلت عن أبي كُدينة - يحيى بن المهلّب عن عطاء بن السائب رواه الترمذيّ 5/ 346 (3240) وقال: هذا حسن غريب صحيح، لا نعرفه من حديث ابن عبّاس إلا من هذا الوجه. قال محقّق المسند: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. . وضعّفه الألباني.
(4)
المسند 3/ 499 (2073). وشعبة بن دينار مولى ابن عبّاس، صدوق، سيّء الحفظ، روى له أبو داود. التقريب 1/ 244، وللحديث شاهد عن عبد اللَّه بن مالك، ابن بحينة، رواه الشيخان - الجمع 3/ 387 (2871).
التميمي (1) عن ابن عبّاس قال:
أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم من خلفه فرأيتُ بياضَ إِبطه وهو مُجَخٍّ، قد فرَّج يديه (2).
المُجَخّي: الذي قد فرّج يديه في سجوده.
(3029)
الحديث الرابع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا ابن سُليمان بن الغسيل عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النّاسَ وعليه عِصابةٌ دَسِمة (3).
أي سوداء.
(3030)
الحديث الخامس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند عن محمّد بن عمرو (4) من أمّه فاطمة بنت حسين عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُدِيموا إلى المجذومين النَّظَر"(5).
(3031)
الحديث السادس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بجُبْنة، فجعل أصحابه يضربونها بالعِصِيّ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"ضَعُوا السِّكِّين، واذكروا اسم اللَّه وكُلوا"(6).
(3032)
الحديث السابع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مؤمَّل قال: حدّثنا سُفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مِقسم عن ابن عبّاس قال:
(1) في المسند وأبي داود: عن التميمي الذي يحدّث بالتفسير. وهو أربدة، أو أربد، صدوق، التقريب 1/ 38.
(2)
المسند 4/ 230 (2405)، وأبو داود 1/ 237 (899)، وقد صحّحه محقّقو المسند لغيره، وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 3/ 500 (2074). وقد أخرجه البخاري بأطول من هذا من طرق عن عبد الرحمن بن سليمان، ابن الغسيل - ينظر 2/ 424 (927) ولم ينبّه المؤلّف على إخراج البخاري له.
(4)
وهو محمّد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان.
(5)
المسند 3/ 500 (2075)، وابن ماجة 2/ 1172 (3543) قال في الزاوئد: رجال إسناده ثقات. وذكره الألباني في الصحيحة 3/ 51 (1064) وحسّن إسناده. وينظر تعليق محققي المسند.
(6)
المسند 3/ 503 (2080). وحسّنه المحقّقون لغيره، وضعّفوا إسناده لضعف جابر.
أهدى النبيُّ صلى الله عليه وسلم[مائة] بَدَنَة، فيها جَمَلٌ أحمرُ لأبي جهل، في أنفه بُرَّةٌ من فضّة (1).
وفي رواية: ليغيظ بذلك المشركين (2).
(3033)
الحديث الثامن والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سُفيان عن سلمة بن كُهَيل عن الحسن العُرَني عن ابن عبّاس قال:
قَدَّمَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أغيلمةً من بني عبد المطّلب على حُمُرات لنا من جَمع، قال: فجعل يَلْطَخُ أفخاذَنا ويقول: "أُبَيْنِيَّ، لا تَرْمُوا الجمرة حتى تَطْلُعَ الشمس"(3).
* وقد رواه مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُفيان عن عمرو بن عطاء عن ابن عبّاس قال:
أنا مِمّن قَدَّمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في ضَعَفه أهله (4).
(3034)
الحديث التاسع والستون بعد المائة: وبالإسناد (5) عن ابن عبّاس قال: ليس المُحَصَّب بشيء، إنّما هو منزلُ نَزَلَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:
أخرجاه في الصحيحين (6).
(1) المسند 4/ 249 (2428)، ومن طرق عن سُفيان أخرجه ابن ماجة 2/ 1035 (3100)، والطبراني في الكبير 11/ 299 (12057). وحسّنه محقّقو المسند، ولكنّهم ضعّفوا إسناده لسوء حفظ مؤمّل وابن أبي ليلى. وصحّحه الألباني.
والبُرّة: الحلقة.
(2)
وهذه عن يعقوب عن أبيه عن ابن إسحاق عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس 4/ 193 (2362)
وحسّنه المحقّقون لغيره، وساقوا تخريجًا طويلًا له.
(3)
المسند 4/ 503 (2082)، وابن ماجة 2/ 1007 (3025)، ومن طريق سُفيان في سنن أبي داود 2/ 194 (1940)، والنسائي 5/ 270، وصحّحه ابن حبّان 9/ 181 (3869)، والألباني. وصحّحه محقّقو المسند، إلا أنهم ذكروا أن الحسن بن عبد اللَّه العرنيّ لم يلق ابن عبّاس.
(4)
المسند 3/ 399 (1920). وأخرجه مسلم بهذا الإسناد 2/ 941 (1293). وهو في البخاري 3/ 526 (1678) من طريق سُفيان بن عيينة عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد عن ابن عبّاس.
(5)
أي: عن سُفيان عن عمرو عن عطاء.
(6)
المسند 3/ 402 (1925)، والبخاري 3/ 591 (1766)، ومسلم 2/ 952 (1312).
والمُحَصَّب موضع بين مكلة ومنى نزل فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
(3035)
الحديث السبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قُبِضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وإن درعَه مرهونةٌ عند رجل من يهود على ثلاثين صاعًا من شعير، أخذَها رزقًا لعياله (1).
(3036)
الحديث الحادي والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سُفيان عن عمرو بن دينار قال: سمعتُ ابن عمر يقول:
كنا نتخابَرُ ولا نرى بذلك بأسًا، حتى زعم رافعُ بن خَديج أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عنه. قال عمرو: فذكرته لطاوس، فقال طاوس: قال ابن عبّاس: إنما قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَمْنَحُ أخاه الأرضَ خيرٌ له من أن يأخذَ لها خَراجًا معلومًا".
أخرجاه في الصحيحين (2).
(3037)
الحديث الثاني والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا مَعمر عن عثمان الجَزَري عن مِقسم قال: لا أعلمه إلا عن ابن عبّاس:
أن رايةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كانت تكونُ مع عليّ بن أبي طالب، ورايةَ الأنصار مع سعد بن عُبادة. وكان إذا استحرَّ القتال (3) كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يكون (4) تحت راية الأنصار (5).
(1) المسند 4/ 18 (2109)، وإسناده صحيح. ومن طريق هشام بن حسان في الترمذي 3/ 519 (1214) وقال: حسن صحيح، والنسائي 7/ 303، وأبي يعلى 5/ 89 (2695). ومن طريق هلال ابن حبّان عن عكرمة أخرجه ابن ماجة 2/ 815 (2439). قال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات. ويشهد لصحّته ما رواه الشيخان عن عائشة - الجمع 4/ 161 (3284).
(2)
المسند 3/ 506 (2087)، ومن طريق سُفيان الثوري عن عمرو في البخاري 5/ 14 (2330)، ومسلم 3/ 1184، 1185 (1550)، وله في مسلم طرق أخر.
(3)
في المسند "القتل" وكما عندنا في المجمع. واستحرّ: اشتدّ.
(4)
في المسند والمجمع "مما يكون".
(5)
المسند 5/ 443 (3486). قال في المجمع 5/ 324: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن زفر الشامي، وهو ثقة. وقال ابن حجر في الفتح 6/ 127: وأخرج أحمد بإسناد قوي. . . وحكم محقّقو المسند على إسناده بأنه ضعيف لضعف عثمان الجزري، وجعلوا قول الهيثمي أنّه عثمان بن زفر وهمًا، وتقوية ابن حجر له "شطحة قلم".
(3038)
الحديث الثالث والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سُفيان عن سلمة عن الحسن العُرَني عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا رَمَيْتُم الجَمْرةَ فقد حلَّ لكم كلُّ شيء إلا النساء".
قال رجل: والطِّيب. فقال ابن عبّاس: أما أنا فقد رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُضَمِّخُ رأسه بالسُّكّ، أَفطِيبٌ ذلك أم لا؟ (1).
السُّكّ: نوع من الطِّيب.
(3039)
الحديث الرابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن جابر عن الشَّعبي عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا احتجمَ احتجمَ في الأَخْدَعَين. قال: فدعا غلامًا لبني بيَاضةَ فحَجَمَه، وأعطى الحجّامَ أجرَه مُدًّا ونصفًا. قال: وكلَّمَ مواليَه فحَطُّوا عنه نِصفَ مُدّ، وكان عليه مُدّان (2).
انفرد بإخراجه مسلم مختصرًا، لم يذكر الأخدعَين (3).
والأخدعان: عِرقان في العنق.
* وقد روي مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو داود عن زَمعة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم احتجمَ وأعطى الحجّام أجره.
زاد وهب: واسْتَعَطَ.
(1) المسند 4/ 5 (2090). ورواه من طريق وكيع وعبد الرحمن ويزيد كلّهم عن سُفيان الثوري ولم يرفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم 5/ 276، 477 (3204، 3491). وهو من طريق وكيع في ابن ماجة 2/ 1011 (3041)، ومن طريق يحيى عن سُفيان في النسائي 5/ 277، ولم يرفعاه. وقد رجّح الألباني أنّه موقوف، وأنه منقطع بين الحسن العرني وابن عبّاس. ينظر الصحيحة 1/ 479 (239).
(2)
المسند 5/ 53 (2155). وفي إسناده جابر الجعفي، وهو ضعيف. لكن له طرقًا وشواهد صحيحة. ينظر ما بعده.
(3)
مسلم 3/ 205 (1202).
أخرجاه في الصحيحين (1).
ومعنى الاستعاط: تحصيل الدُّهن أو غيره في أقصى الأنف، إما بالتفريغ فيه، أو بجذب النَّفَس إياه.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سُفيان عن جابر عن عامر عن ابن عبّاس قال:
احتجمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في الأَخْدَعَين وبين الكتفين (2).
(3040)
الحديث الخامس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قَدِمَت عيرُ المدينةَ، فاشترى النبيُّ صلى الله عليه وسلم منها (3)، فرَبِحَ أواقيَ، فقسَمها في أراملِ بني عبد المطّلب وقال:"لا أشتري شيئًا ليس عندي ثمنه"(4).
(3041)
الحديث السادس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن عبد الكريم الجَزري عن قيس بن حَبْتَر عن ابن عبّاس قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن مَهْر البَغِيّ، وثَمَن الكَلْب، وثَمَن الخمر (5).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الجبّار بن محمّد قال: حدّثنا عبيد اللَّه -يعني ابن عمرو- عن عبد الكريم عن قيس بن حَبْتَر عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 4/ 114 (2449) وزمعة فيه خلاف. ورواه 4/ 176 (2337) عن يحيى بن إسحاق عن وهيب عن ابن طاوس، وفيه الزيادة. ومن طريق وهيب عن ابن طاوس في البخاري 10/ 147 (5691)، ومسلم 3/ 4، 1205/ 1731 (1202).
(2)
المسند 4/ 6 (2091). وفي إسناده جابر. ينظر تعليق محقّقي المسند.
(3)
في أبي داود: "اشترى من عِيرٍ تبيعًا وليس عنده ثمنه".
(4)
المسند 4/ 6 (2093)، وأبو داود 3/ 247 (3344). وقد صحّحه الحاكم 2/ 24 لأن البخاري احتجّ بعكرمة، ومسلم بسماك وشريك، ووافقه الذهبي. وقد وهّم محقّقو المسند الحاكم، وقالوا: سماك لم يحتجّ به مسلم في روايته عن عكرمة، وشريك لم يحتجّ به، وإنما أخرج له في المتابعات، ثم هو شيء الحفظ. وضعّف الألباني الحديث.
(5)
المسند 4/ 7 (2094) وإسناده صحيح. وفي الصحيحين عن أبي مسعود الأنصاري: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب ومهر البَغِيّ وحُلوان الكاهن. الجمع 1/ 493 (790).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثَمَنُ الكلب خبيث. وإذا جاءك يطلبُ ثمنَ الكلب فاملأ كَفَّيه ترابًا"(1).
(3042)
الحديث السابع والسبعون بعة المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مُعَمَّر بن سليمان الرّقّي عن حجّاج عن عكرمة عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا نِكاحَ إلا بوَلّي، والسلطانُ مَولى من لا مَولى له"(2).
(3043)
الحديث الثامن والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع وابن جعفر وعفّان -المعنى- قالوا: حدّثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
قام فينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال: "إنّكم محشورون إلى اللَّه حُفاةً عُراة [غُرْلًا] (3)، {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] فأوّلُ الخلائقِ يُكْسَى إبراهيمُ خليلُ الرحمن. قال: ثم يُؤخذ بقوم منكم ذاتَ الشمال" -قال ابن جعفر: "وإنه سيجاء برجال من أمّتي فيُؤخذ بهم ذاتَ الشِّمالِ- فأقول: يا ربِّ، أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدَك. لم يزالوا مُرْتَدِّين على أعقابهم منذ فارَقْتَهم. قال: فأقولُ كما قال العبد الصالح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ. .} إلى قوله: {. . الْحَكِيمُ} [المائدة: 117].
أخرجاه في الصحيحين (4).
(1) المسند 4/ 309 (2512)، ومسند أبي يعلى 4/ 468 (2600)، ومن طريق عبيد اللَّه بن عمرو في (3482). وصحّح المحقّقون والألباني إسناده.
(2)
المسند 4/ 121 (2260)، وحسّنه المحقّق لغيره، وضعّف إسناده لتدليس الحجّاج. وخرجه بذكر طرقه المختلفة عن ابن عبّاس، وذكر شواهده.
(3)
تكملة من المصادر. والغُرْل جمع أغرل: غير المختون.
(4)
المسند 4/ 9 (2096) عن وكيع ومحمّد بن جعفر، 4/ 136 (2281) عن عفّان، وهو في البخاري 11/ 377 (6526) من طريق محمّد بن جعفر. وينظر أطرافه 6/ 386 (3349)، ومسلم 4/ 2194 (2860) من طريق محمّد بن جعفر ووكيع ومن طرق أخر.
* طريق لبعضه:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا عثمان بن محمد (1) قال: حدّثنا جرير عن ليث ابن أبي سُليم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فَرَطُكم على الحَوض، فمن وَرَدَ أفْلَحَ. ويُؤتَى بأقوامٍ فيُؤْخَذُ بهم ذاتَ الشِّمال، فأقولُ: أيْ ربِّ، فيُقال: ما زالوا بَعْدَك يَرْتَدُّون على أعقابهم"(2).
(3044)
الحديث التاسع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سُفيان عن منصور عن ذَرّ بن عبد اللَّه الهَمداني عن عبد اللَّه بن شدّاد عن ابن عبّاس قال:
جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّه، إنّي أُحَدِّثُ نفسي بالشيّء، لأن أَخِرَّ من السماء أحبُّ إليَّ من أن أَتَكَلَّمَ به. قال: فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّه أكبرُ، اللَّه أكبرُ، الحمدُ للَّه الذي رَدَّ كيدَه إلى الوسوسة"(3).
(3045)
الحديث الثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى ويعقوب قالا: حدّثنا إبراهيم -يعني ابن سعد- عن الزُّهري عن عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس قال:
كان المشركون يَفْرُقون رؤوسهم، وكان أهلُ الكتاب يَسْدِلون، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ ويُعْجِبُه موافقةَ أهلِ الكتاب فيما لم يؤمر فيه، فسَدَلَ ناصيته، ثم فَرَقَ بعدُ.
أخرجاه في الصحيحين (4).
(3046)
الحديث الحادي والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
(1) في المسند والأطراف 3/ 88 أن عبد اللَّه رواه عن أبيه وعن عثمان.
(2)
المسند 4/ 168 (2327) وليث ضعيف، والطريق السابق يصحّحه.
(3)
المسند 4/ 10 (2097). ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر أخرجه أبو داود 4/ 329 (5112)، وصحّحه ابن حبّان 1/ 360 (147) والألباني والمحقّقون. واختلفت المصادر في عدد التكبيرات في الحديث.
(4)
المسند 4/ 86 (2209). وأخرجه البخاري 10/ 361 (5917)، ومسلم 4/ 817 (2336) من طرق عن إبراهيم بن سعد، وأخرجاه عن يونس عن الزهري - البخاري 6/ 566 (3558)، ومسلم 4/ 181، وإسحاق ويعقوب من رجال الصحيح.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "السَّلَفُ في حَبَلَ الحَبَلة ربا"(1).
(3047)
الحديث الثاني والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا الثوري عن سِماك عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن امرأةً من نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم اسْتَحَمَّتْ من جَنابة، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتوضّأ من فَضلها، فقالت: إنّي اغتسلتُ منه. فقال: "إنّ الماءَ لا يُنَجِّسُه شيء"(2).
* وقد رواه مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سُفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "الماءُ لا يُنَجِّسُه شيءٌ"(3).
(3048)
الحديث الثالث والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا محمّد بن إسحاق عن داود بن الحُصَين عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّ الأديان أحبُّ إلى اللَّه؟ قال: "الحنيفيّة السَّمْحة" (4).
(1) المسند 4/ 47 (2145)، والنسائي 7/ 293، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد اختاره الضياء 1/ 61، 62 (52 - 55). والحديث في الصحيحين عن ابن عمر - الجمع 2/ 212 (1329). وجاء تفسير الحديث في الصحيحين: أن تنتج الناقة ما في بطنها، ثم تحمل التي نتجت.
(2)
المسند 4/ 343 (2566). وهو في 4/ 13 (2101) عن وكيع عن سُفيان. وعلّته في اضطراب رواية سماك عن عكرمة - كما تكرّر. وأخرجه ابن ماجة 1/ 132 (370 - 372) من طرق عن سماك عن عكرمة، والترمذي 1/ 94 (65) وقال: حسن صحيح. وأبو داود 1/ 18 (68). وصحّحه ابن خزيمة 1/ 57 (109)، والحاكم 1/ 159، وذكر احتجاج البخاري بعكرمة، ومسلم بسماك، قال: وهذا حديث صحيح في الطهارة ولم يخرجاه، ولا يحفظ له علةً، ووافقه الذهبي وذكر ابن حجر في الفتح 1/ 300: وقد أعلّه قومٌ بسماك بن حرب راويه عن عكرمة، لأنه كان يقبل التلقين، لكن قد رواه عنه شعبة، وهو لا يحمل عن مشايخه إلا صحيح حديثهم. وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 4/ 13 (2100) والكلام فيه كسابقه، ومن طريق سِماك صحّحه ابن حبّان 4/ 47 (1241).
(4)
المسند 4/ 16 (2107)، والأدب المفرد 1/ 149 (287). وعلّقه البخاري في الصحيح 1/ 93، وذكر ابن حجر أن البخاري في "المفرد" وأحمد وصلاه، وإسناده حسن. وقال الهيثمي 1/ 65: وفيه ابن إسحاق وهو مُدلّس، ولم يصرّح بالسماع. وحسّنه الألباني. ينظر الصحيحة 2/ 541 (881).
(3049)
الحديث الرابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد وعبد الرزّاق قالا: حدّثنا سُفيان عن منصور عن المِنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُعَوِّذُ الحسنَ والحسينَ، يقول:"أُعِيذُكما بكلمات اللَّه التامّة، من كلِّ شيطان وهامّة، ومن كلِّ عينٍ لامّة". وكان يقول: "كان أبي إبراهيمُ يُعَوِّذُ بهما إسماعيل وإسحاق".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(3050)
الحديث الخامس والثمانون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن بكير قال: حدّثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة: أن ابن عبّاس كان يحدِّث:
أن رجلًا أتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي رأيتُ الليلةَ في المنام ظُلّةً تنطِف (2) السَّمْنَ والعَسَلَ، فأرى النّاس يتكفَّفون (3) منها، فالمُسْتَكْثِرُ والمُسْتَقِلُّ، وإذا سَبَبٌ (4) واصلٌ إلى الأرض من السماء، فأراكَ أخذْتَ به فَعَلْوتَ، ثم أخذ به رجلٌ آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع، ثم وُصِل إلى الأرض (5). فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، بأبي أنت، واللَّه لَتَدَعَنَي فأعْبُرَها. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اعْبُرْها". قال: أما الظُّلّةُ فالإسلام. وأما الذي يَنْطِفُ من العسل والسمن فالقرآن، حلاوتُه تَنْطِف، فالمُسْتَكْثِرُ من القرآن والمُسْتَقِلّ. وأما السَّبَب الواصل من السماء إلى الأرض فالحقُّ الذي أنت عليه، تأخذُ به فيُعليك اللَّه، ثم يأخذ به رجلٌ من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذه رجل آخر فينقطعُ به، ثم يوصَل له فيعلو به. فأخبِرني يا رسول اللَّه بأبي
(1) الحديث في المسند 4/ 20 (2112) عن يزيد ويعلى. وفي 4/ 253 (2434) عن عبد الرزّاق، كلّهم عن سُفيان الثوري به. وهو من طريق منصور بن المعتمر عن المنهال بن عمرو في البخاري 6/ 408 (3371).
وشيوخ أحمد وسُفيانُ من رجال الشيخين.
(2)
الظُّلّة: السحابة. وتَنْطُف: تسيل.
(3)
يتكفّفون: يأخذون بأكفّهم.
(4)
السبب: الحبل.
(5)
في البخاري "ثم وصل". وفي مسلم "ثم وصل له فعلا". وفي المسند "ثم وصل له فعلا فأعلاه اللَّه به".
أنت، أَصَبْتُ أم أَخْطَأْتُ؟ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"أَصَبْتَ بعضًا وأَخْطَأْتَ بعضًا" قال: فواللَّه لتُحَدِّثَنّي بالذي أخطأتُ. قال: "لا تقسم".
أخرجاه (1).
(3051)
الحديث السادس والثمانون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمّد ابن رافع قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عُبيد اللَّه ابن عبد اللَّه بن عُتبة عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان، فصام حتى إذا بلغ الكَديدَ أفطر.
قال الزُّهري: كان الفطرُ آخرَ الأمرين، وإنما يُؤخذ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالآخر فالآخر (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكّة، فصام حتى بلغ عُسفان، ثم دعا بماء فرفَعَه على يدهِ ليُرِيَه النّاس، فأفطر حتى قَدِمَ مكّة، وذلك في رمضان.
وكان ابن عبّاس يقول: قد صام رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأفطر، فمن شاء صام ومن شاء أفطر (3).
الطريقان في الصحيحين.
(1) البخاري 12/ 431 (7046)، ومن طريق الزُّهري في مسلم 4/ 1777 (2269)، والمسند 4/ 21 (2113). وينظر في شرح الحديث الفتح 12/ 435.
(2)
مسلم 2/ 785 (1113)، والبخاري 4/ 180 (1944) من طريق الزهري - وانظر 8/ 3 (4276). وهو في المسند 3/ 380 (1892) من طريق الزهري.
(3)
المسند 4/ 398 (2652)، ومن طريق أبي عوانة في البخاري 4/ 186 (1948)، ومن طريق منصور في مسلم 2/ 785 (1113).
(3052)
الحديث السابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا حسين المُعَلّم عن عمرو بن شُعيب عن طاوس عن ابن عمر وابن عبّاس.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لا يَحِلُّ لرجل أن يُعطِيَ العَطيَّة فَيَرْجعَ فيها [إلا الوالدُ فيما يُعطي العَطِيّةَ ومَثَلُ الذي يُعطي العطيّة فيرجعُ فيها (1)] كمَثَلَ الكلب، أَكَلَ حتى إذا شَبعَ قاءَ ثم رجع في قيئة"(2).
* وقد رُوي مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ليس لنا مَثَلُ السَّوء، العائدُ في هِبَتِه كالكَلب يعودُ في قَيئه"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرَني قتادة قال: سمعتُ سعيد بن المسيّب يحدّث أنّه سمع ابن عبّاس يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "العائد في هِبَته كالعائد في قَيئه"(4).
هذان الطريقان في الصحيحين.
(3053)
الحديث الثامن والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد وحسن بن موسى قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مِهران عن ابن عبّاس قال:
(1) ما بين المعقوفين أخلّ به النّاسخ بانتال نظره، وهو في المسند.
(2)
المسند 4/ 26، 27 (2119، 2120). وأخرجه أصحاب السنن من طريق حسين المعلّم: النسائي 6/ 365، وأبو داود 3/ 291 (3539)، وابن ماجة 2/ 795 (2377) والترمذيّ 2/ 593 (1299)، وقال: حسن صحيح، وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 46، وابن حبّان 11/ 524 (5123)، والألباني.
(3)
المسند 3/ 365 (1872)، ومن طريق أيّوب في البخاري 5/ 234 (2622). وإسماعيل بن عليّة ثقة. من رجال الشيخين.
(4)
المسند 4/ 320 (2529)، ومن طريق شعبة وغيره عن قتادة في البخاري 5/ 234 (2621)، ومسلم 3/ 1241 (1622) وبهز ثقة، من رجال الشيخين.
لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئًا لك يا ابن مظعون الجنّةَ. قال: فنظر إليها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم نظرةَ غضب، فقال لها:"فما يُدريك؟ فواللَّه إني لرسولُ اللَّه وما أدري ما يُفعل بي"(1) فقلت: يا رسول اللَّه، فارِسُك وصاحبُك. قال: فاشتدَّ ذلك على أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين قال ذلك لعثمان، كان من خيارهم. حتى ماتت رقيّةُ بنتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"الحقي بسلفنا المخيَّر (2) عثمان بن مظعون".
قال: وبكت النساء، فجعل عمر يضرِبُهنّ بسوطه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعمر:"دَعْهُنّ يَبْكِين، وإياكنّ ونَعيقَ الشَّيطان". ثم قال: "إنّه مهما كان من العين والقلب فمن اللَّه عز وجل ومن الرحمة، ومهما كان من اليد واللسان فمن الشيطان".
وقعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على شَفير القبر وفاطمةُ إلى جنبه تبكي، فجعل النبيّ صلى الله عليه وسلم يمسح عين فاطمة بثوبه، رحمة لها (3).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا حمّاد. . . فذكره بمعناه، إلا أنّه ذكر مكان رقيّة: زينب، ولم يذكر بكاء فاطمة (4).
(3054)
الحديث التاسع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
وَقَّتَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحُلَيفة، ولأهل الشام الجُحْفة، ولأهل اليمن يَلَمْلَم، ولأهل نَجْد قَرنًا. قال:"هُنّ وَقْتٌ لأهلهنّ ولمن مرَّ بهنّ من غير أهلهنّ يريد الحجَّ والعُمرة. ومن كان منزلُه من وراء الميقات فإهلالُه من حيث يُنشىء، وكذلك [فكذلك] حتى أهلُ مكة فإهلالُهم من حيث يُنْشِئون".
أخرجاه في الصحيحين (5).
(1) في المسند عن رواية عفّان التي لم يذكرها المؤلّف هنا: "ولا به".
(2)
في المسند "الخَير".
(3)
المسند 5/ 216 (3103). وجعله الذهبي في الميزان في 3/ 128 منكرًا، لأنه فيه شهود فاطمة الدفن، ولا يصحّ. وضعف الحديث محقّقو المسند، لضعف علي بن زيد، ابن جدعان، ولين يوسف بن مهران.
(4)
المسند 4/ 30 (2127). وإسناده كسابقه، وينظر تعليق محقّقي المسند على الحديث السابق.
(5)
المسند 4/ 31 (2128) ومن طريق حمّاد في البخاري 3/ 387 (1526)، ومسلم 2/ 838 (1181). ويزيد من رجال الشيخين.
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سُفيان عن يزيد بن أبي زياد عن محمّد بن علي بن عبد اللَّه بن عبّاس [عن ابن عبّاس] قال:
وقّتَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لأهل المشرق العقيق (1).
يزيد ضعيف لا يُحتجّ به (2).
(3055)
الحديث التسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس عن حمّاد يعني ابن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "قال لي جبريل: إنك قد حُبِّبَتْ إليك الصلاة، فخُذْ منها ما شئت"(3).
(3056)
الحديث الحادي والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا صالح بن رُسْتُم أبو عامر عن عبد اللَّه بن أبي مُليكة عن ابن عبّاس قال:
أقيمت صلاة الصبح، فقام رجل فصلّى الركعتين، فجذَبَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثوبه، وقال:"أتُصَلّي الصبحَ أربعًا"(4).
(3057)
الحديث الثاني والتسعون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد ابن عفير قال: حدّثني الليث عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم [عن القاسم ابن محمّد](5) عن ابن عبّاس:
(1) المسند 5/ 276 (3205)، وأبو داود 2/ 143 (1740) والترمذيّ 3/ 194 (832). وقال: حسن. وقد ضعّف محقّقو المسند الحديث. كما حكم عليه الألباني بأنه منكر. ينظر الإرواء 4/ 180 (1002).
(2)
ينظر الضعفاء والمتروكون 3/ 209، والتقريب 2/ 671.
(3)
المسند 4/ 83 (2205)، والمعجم الكبير 12/ 166 (12929) من طريق حمّاد. قال الهيثمي في المجمع 2/ 273: فيه علي بن زيد، وفيه كلام، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
(4)
المسند 4/ 33 (2130)، وصالح صدوق، كثير الخطأ - التقريب 1/ 249، ومن طريق صالح صحّحه الحاكم على شرط مسلم 1/ 307، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 169 (2414) وابن حبّان 6/ 221 (2469). ويشهد لصحة الحديث ما رواه الشيخان عن عبد اللَّه بن مالك، ابن بحينة - الجمع 3/ 387 (2872).
(5)
تكملة من الصحيحين.
أنّه ذُكِر التّلاعُن عندَ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال عاصم بن عديّ في ذلك قولًا ثم انصرف، فأتاه رجل من قومه ليشكوَ إليه أنّه وجد مع امرأته رجلًا. فقال عاصم: ما ابتُلِيتُ بهذا إلا لقولي. فذهب به إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبرَه بالذي وجدَ عليه امرأتَه، وكان ذلك الرجل مُصْفَرًّا قليلَ اللحم، سَبطَ الشعر، وكان الذي ادّعى عليه أنّه وجدَه عند أهله آدَمَ جَذْلًا، كثيرَ اللحم. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللهمّ بَيِّن" فجاءت به شبيهًا بالرجل الذي ذكر زوجُها أنّه وجدَه عندها. فلاعَنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بينهما.
فقال الرجلُ لابن عبّاس في المجلس: هي التي قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو رَجَمْتُ أحدًا بغير بيّنة لَرَجَمْتً هذه؟ " فقال: لا، بل تلك المرأة كانت تُظْهر في الإسلام السوء.
أخرجاه (1).
والجَذل: الممتلىء الساقين.
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمّد بن بشّار قال: حدّثنا ابن أبي عديّ عن هشام بن حسان قال: حدّثنا عكرمة عن ابن عبّاس:
أن هلال بن أُميّة قَذَفَ امرأتَه عند النبيّ صلى الله عليه وسلم بشَريك بن سَحماء، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"البيّنةُ أو حدٌّ في ظَهرك" فقال: يا رسول اللَّه، إذا رأى أحدُنا على امرأته رجلًا، ينطلقُ يلتمسُ البيِّنةَ! . فجعلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول:"البيّنةَ وإلا حدٌّ في ظهرك" فقال هلال: والذي بعثَكَ بالحقّ إني لصادق، وليُنْزِلَنَّ اللَّهُ ما يُبَرِّىء ظهري من الحدّ. فنزل جبريلُ، فأنزل عليه:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ. .} فقرأ حتى تابع: {. . إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 6 - 9] فانصرف النبيّ صلى الله عليه وسلم فأرسل إليها، فجاء وشهد والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول:"اللَّهُ يَعْلَمُ أن أحدَكما كاذب، فهل منكما تائب" ثم قامت فشهدت، فلمّا كانت عند الخامسة وَقَفُوها وقالوا: إنها مُوجِبة. قال ابن عبّاس: فتلكَّأت ونكَصَت حتى ظننّا أنّها ترجع. ثم قالت: لا أفضحُ قومي سائرَ اليوم. فمضت. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أبْصِرُوها، فإن جاءت به أكحلَ
(1) البخاري 9/ 454 (5310)، ومسلم 2/ 134 (1497) من طريق الليث. وقريب منه في المسند 5/ 218 (3106) من طريق القاسم.
العينين، سابغَ الأليتين، خَدَلَّجَ الساقَين، فهو لشريك بن سحماء". فجاءت به كذلك. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لولا ما مضى من كتاب اللَّه لكان لي ولها شأن".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا عبّاد بن منصور عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
لما نزلت: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} [النور: 4] قال سعد بن عبادة وهو سيّد الأنصار: [أهكذا أُنْزِلت يا رسولَ اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الأنصار (2)] ألا تسمعون ما يقول سيِّدُكُم! " قالوا: يا رسول اللَّه، لا تَلُمْه، فإنّه رجلٌ غيور، واللَّه ما تزوَّجَ امرأةً قطُّ إلا بِكرًا، وما طَلَّقَ امرأةً له قطُّ فاجترأ رجلٌ منّا على أن يتزوّجَها من شدّة غَيرته. فقال سعد: واللَّه يا رسول اللَّه، إنّي لأعلَمُ أنّها حقٌّ، وأنّها من عند اللَّه، ولكنّي قد تَعَجَّبْتُ أنّي لو وَجَدْتُ لَكاعًا قد تَفَخَّذَها رجلٌ لم يكن لي أن أَهيجَه ولا أُحَرِّكَه حتى آتيَ بأربعة شهداء، فواللَّه إني لا آتي حتى يقضيَ حاجته.
قال: فما لَبِثوا إلا يسيرًا حتى جاء هلالُ بن أميّة، وهو أحد الثلاثة الذي تِيبَ عليهم، فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلًا، فرأى بعينيه وسمع بأذنيه، فلم يَهِجْه حتى أصبحَ، فغدا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول اللَّه، إني جئتُ أهلي عشاء فوجدت عندها رجلًا، فرأيتُ بعينيّ وسمعتُ بأذنيّ. فكره رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتدَّ عليه، واجتمعتِ الأنصار، فقالوا: قد ابتُلِينا بما قال سعد بن عبادة، الآن يضربُ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم هلالَ بن أمية ويُبْطِلُ شهادتَه في المسلمين. فقال هلال: واللَّه إني لأرجو أن يجعلَ اللَّه تعالى [لي] منها مَخرجًا. فقال هلال: يا رسول اللَّه، إنّي قد أرى ما اشتدّ عليك مما جئتُ به، واللَّهُ يعلمُ أنّي لصادف.
فواللَّه إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يريدُ أن يأمرَ بضربه، إذْ نزلَ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الوحيُ،
(1) البخاري 8/ 449 (4747).
(2)
انتقل ناظر النّاسخ من "الأنصار" إلى مثلها.
وكان إذا نَزَلَ عليه الوحيُ عرفوا ذلك في تَرَبُّدِ جلده، يعني فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي، فنزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ. .} الآية [النور: 6] فسُرِّي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أبشِرْ يا هلالُ، قد جعل اللَّهُ لك فَرَجًا ومَخْرَجًا" فقال هلال: قد كنتُ أرجو ذاك من ربّي عز وجل. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَرْسِلوا إليها" فأَرْسَلوا إليها، فجاءت، فتلاها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عليهما، وذكَّرَهما، وأخبرَهما أنّ عذاب الآخرة أشَدُّ من عذاب الدنيا. فقال هلال: واللَّه يا رسول اللَّه لقد صَدَقْتُ عليها. فقالت: كذب. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لاعِنوا بينهما" فقيل لهلال: اشهد، فشَهِدَ أربعَ شهادات باللَّه إنّه لمن الصادقين، فلما كان في الخامسة قيل: يا هلالُ، اتَّقِ اللَّه، فإنّ عذابَ الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبةُ التي توجبُ عليك العذاب. فقال: واللَّه لا يُعَذِّبُني اللَّه عليها كما لم يَجْلِدْني عليها، فشهد في الخامسة: أنّ لعنةَ اللَّه عليه إنّ كان من الكاذبين. ثم قيل [لها: اشهدي أربم شهادات باللَّه إنه لمن الكاذبين، فلما كانت الخامسة قيل](1) لها: اتّقي اللَّه، فإن عذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبةُ التي توجب عليك العذاب. فتلكّأت ساعة ثم قالت: واللَّه لا أَفْضَحُ قومي، فشهدت في الخامسة أنّ غَضَبَ اللَّهِ عليها إنّ كان من الصادقين. ففرَّقَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بينهما، وقضى ألّا يُدْعى ولدُها لأب، [ولا تُرْمَى هي به]، ولا يُرْمَى ولدُها، ومن رماها أو رمى ولدها فعليه الحدُّ. وقضى أن [لا بيتَ لها عليه و] لا قُوتَ لها عليه، من أجل أنّهما يتفرَّقان من غير طلاق ولا متوفّى عنها. وقال:"إن جاءت به أُصَيْهِبَ أُرَيْسِحَ حَمْش الساقين فهو لهلال، وإن جاءت به أورقَ جَعْدًا، جُماليًّا، خَدَلَّجَ الساقَين، سابغَ الأليتين، فهو الذي رُميت به". فجاءت به أورقَ جَعدًا، جُماليًّا، خَدَلَّجَ الساقين سابغَ الأليتين. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لولا الأَيمان لكان لي ولها شأن".
قال عكرمة: فكان بعد ذلك أميرًا على مصر، يُدْعى (2) لأمّة ولا يدعى لأب (3).
(1) هذه العبارة - وما جاء بعدها بين معقوفين من المسند.
(2)
في الأصل "لا يدعى لأمه" وما أثبت من المسند وجامع المسانيد.
(3)
المسند 4/ 33 (1231)، ومن طريق عباد بن منصور في سنن أبي داود 2/ 276 (2256)، ومسند أبي يعلى 5/ 122 (2740)، وضُعّف إسناد الحديث من قبل عباد، وضعفه الألباني، وحسّنه محقّقو المسند.
الأُصَيهِب تصغير أصهب، والصُّهبة: حمرة في شعر الرأس.
والأُرَيسِح تصغير أرسح: وهو قليل لحم العَجُز.
وحَمش الساقين: دقيقها.
والجَعد: تقبّض الشعر.
والجُماليّ: الضَّخم الأعضاء، التامّ الأوصال.
والخَدَلّج الساق: الممتلىء.
* وقد روي مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين قال: حدّثنا جرير عن أيوب عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
لما قذف هلال بن أميّة امرأته قيل له: واللَّهِ لَيَجْلِدَنّك رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ثمانين جلده. قال: اللَّهُ أعدلُ من ذلك، أن يَضْرِبَني ثمانين ضربة وقد عَلِمَ أني رأيتُ حتى استيقَنْتُ، وسَمِعْتُ حتى استيقَنْتُ، لا واللَّه لا يضربني أبدًا، فنزلت آية الملاعنة (1).
(3058)
الحديث الثالث والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هشام الدستوائي. وأخبرنا عفّان وهدبة قالا: حدّثنا أبان العطّار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سَلّام عن الحكم بن ميناء عن ابن عمر وابن عبّاس:
أنّهما شهِدا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال وهو على أعواد المنبر: "لَيَنْتَهِيَنَّ قومٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ أو لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ تعالى على قُلوبهم وليُكْتَبُنّ من الغافلين"(2).
(1) المسند 4/ 274 (2468) وإسناده صحّحه وقد صحّحه الحاكم 2/ 202 بأطول من هذا، قال: صحيح على شرط البخاري ولم يُخرجاه بهذه السياقة، إنما أخرجا حديث هشام بن حسّان عن عكرمة مختصرًا. ووافقه الذهبي.
(2)
في المسند 4/ 36 (2132) عن يزيد عن هشام عن يحيى عن أبي سلام عن الحكم. وفي 5/ 214 (3100) عن هدبة عن أبان عن يحيى. . . أما رواية عفّان 4/ 142 (2290) فعن أبان عن يحيى عن زيد عن أبي سلام عن الحكم بزيادة جدّه زيد بن سلّام. والحديث في سنن ابن ماجة 1/ 260 (794) عن أبي أسامة عن هشام عن يحيى عن الحكم. ومن طريق يزيد عن هشام عن يحيى عن ابن سلام عن الحكم. وصحّحه ابن حبّان 7/ 25 (2785). والحديث في النسائي 3/ 88 من طريق أبان عن يحيى عن الحضرمي بن لاحق عن زيد عن أبي سلّام عن الحكم. وهو حديث صحيح. وقد رواه الإمام مسلم 2/ 591 (865) من طريق معاوية بن سلّام عن أخيه زيد عن أبي سلام عن الحكم عن عبد اللَّه بن عمر وأبي هريرة.
(3059)
الحديث الرابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا خالد بن عبد اللَّه عن خالد (1) عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل على رجل يعودهُ، فقال:"لا بأسَ، طَهور إن شاء اللَّه". فقال: كلّا، بل حُمّى تفور، على شيخ كبير، تُزيره القبور. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"فنعم إذًا".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(3060)
الحديث الخامس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد وعفّان وأبو سلمة الخُزاعي قالوا: حدّثنا حماد بن سلمة عن فرقد السَّبَخي عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللَّه إنّ به لَمَمًا، وإنه يأخُذُه عندَ طعامنا فيُفْسِدُ علينا طعامَنا. قال: فمسح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له، قال: فثَعَّ ثَعّةً (3) فخرج من فيه مثلُ الجَرو الأسود، فسعى (4).
فرقد ضعيف بمرّة (5).
(3061)
الحديث السادس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز ويزيد وعفّان قالوا: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن عُقبة بن عامر سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ أختَه نَذَرَت أن تمشيَ إلى البيت، وشكا إليه ضَعْفَها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنّ اللَّهَ غنيٌّ عن نذر أختك. فلتركب ولتُهْدِ بَدَنة"(6).
(1) وهو خالد الحَذّاء.
(2)
البخاري 10/ 121 (5662) وينظر الفتح 10/ 129.
(3)
ثعَّ: سعل، أو قاء.
(4)
المسند 4/ 37، 141، 241 (2133، 2288، 2481) وفي إسناده فرقد، وقد حكم عليه المؤلّف. وينظر تخريج محققي المسند له.
(5)
ينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد 3/ 149، والضعفاء للمؤلّف 3/ 4.
(6)
المسند 4/ 38، 42، 133 (2134، 2139، 2278) والحديث صحيح، وإسناده صحيح. وعند أبي داود من طرق عن قتادة عن عكرمة، ومن طرق آخر 3/ 234 (3295 - 3298). وقد روى الشيخان الحديث عن عقبة بن عامر - الجمع 3/ 456 (2985).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا شَريك عن محمّد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة عن كُريب عن ابن عبّاس قال:
جاءت امرأة إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللَّه إنّ أُختي نَذَرَتْ أن تَحُجَّ ماشيةً. قال: "إنّ اللَّهَ لا يَصْنَعُ بشقاء أختك شيئًا. لِتَخْرُج راكبةً ولِتُكَفِّرْ عن يمينها"(1).
(3062)
الحديث السابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعت ليثًا. وعبد الرزّاق قال: حدّثنا سُفيان عن ليث، قال: سمعتُ طاوسًا يحدّث عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "علِّموا، ويَسِّروا، ولا تُعَسِّروا، وإذا غَضِبَ أحدُكم فَلْيَسْكُتُ، وإذا غضب أحدُكم فَلْيَسْكُتْ، وإذا غَضِبَ أحدُكم فَلْيَسْكُتْ"(2).
(3063)
الحديث الثامن والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد ابن جعفر وهاشم بن القاسم قالا: حدّثنا شعبة عن يزيد بن أبي خالد قال: سمعت المنهال بن عمرو يحدّث عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "ما من عبد مسلم يعودُ مريضًا لم يحضر أجلُه فيقول سبع مرات: أسأُل اللَّهَ العظيمَ، ربَّ العرش العظيمِ أن يَشْفِيَك، إلا عوفي"(3).
(1) المسند 5/ 34 (2828)، وإسناده ضعيف لسوء حفظ شريك، ويُحَسِّنه ما قبله. ومن طرف عن شريك أخرجه أبو داود 3/ 234 (3295)، وأبو يعلى 4/ 331 (2443)، وابن خزيمة 4/ 348 (3047)، وابن حبّان 10/ 229 (4384).
(2)
المسند 4/ 39، 338 (2136، 2556) مفرّقًا عن ابن جعفر وعبد الرزاق. وليث بن أبي سليم ضعيف. وهو من طريق ليث في الأدب المفرد 1/ 129 (245). قال الهيثمي في المجمع 1/ 136: وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. ثم عاد 8/ 73 فقال: رجال أحمد ثقات، لأنّ ليثًا صرّح بالسماع من طاوس. والحديث ضعّفَ الألبانيّ إسناده، لكنه صحّحه لغيره - ينظر الصحيحة 3/ 363 (1375).
(3)
في المسند عن كلٍّ من شيخيه على حدة 40/ 4، 68 (2137، 2182). وصحّحه المحقّقون، ومن طريق محمّد بن جعفر أخرجه الترمذيّ 4/ 357 (2083) وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من طريق المنهال. ومن طريق شعبة في أبي داود 3/ 186 (3106)، وصحّحه ابن حبّان من طريق المنهال 7/ 243 (2978)، وصحّحه الألباني. وينظر المختارة 10/ 368 - 371 (394 - 399).
(3064)
الحديث التاسع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان ابن حرب قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لما قال فرعونُ: (آمَنْتُ أنّه لا إلهَ إلّا الذي آمَنَتْ به بَنو إسْرائيلَ) قال: قال لي جبريل: يا محمّد، لو رأَيْتَني وقد أَخَذْتُ (1) من حال البحر فدَسَسْتُه في فيه مخافةَ أن تناله الرَّحمةُ"(2).
(3065)
الحديث المائتان: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمّد بن بشّار قال: حدّثنا غُنْدُر قال: حدّثنا شُعبة عن المُغيرة بن النّعمان عن سعيد بن جبير قال:
اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن، فرَحَلْتُ فيه إلى ابن عبّاس، فقال: نزلت في آخر ما نزلت، ولم ينسخها شيء.
أخرجاه (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعتُ يحيى بن المُجَبَّر التَّيمي يحدّث عن سالم بن أبي الجَعد عن ابن عبّاس:
أن رجلّا أتاه فقال: أرأيتَ رجلّا قتل رجلًا مُتَعَمِّدًا؟ قال: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93] فقال: لقد نزلت في آخر ما نزل، ما نسخها شيء حتى قُبِض رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وما نزل وحيٌ بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: أرأيتَ إنّ تابَ وآمنَ وعَمِلَ صالحًا ثم اهتدى؟ قال: وأنَّى له بالتوبة وقد سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ثَكِلَتْه أُمُّه، رجلٌ قَتَلَ رجلًا مُتَعَمِّدًا، يجيءُ يومَ القيامة آخِذًا قاتلَه بيمينه
(1) في المسند: "أخذت حالًا". والحال: الطين الأسود.
(2)
المسند 5/ 30 (2820). ومن طريق حمّاد في الترمذيّ 5/ 268 (3107) وقال حديث حسن. ثم رواه بعد من طريق آخر وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقد ضعّف المحقّق إسناده لضعف ابن جدعان. ولكنه روى عن ابن عبّاس موقوفًا 4/ 45 (2144). فصححه المحقق وذكر طرقه. وصحّحه الألباني في صحجح الترمذيّ لغيره.
(3)
البخاري 8/ 493 (4763). وبالإسناد نفسه وبغيره في مسلم 4/ 2317 (2023)، وينظر الفتح 8/ 496.
أو بيساره، وآخذًا رأسَه بيمينه أو بشماله، تَشْخَبُ أوداجُه (1) دمًا في قُبُل العرش، يقول: يا ربِّ، سَلْ عبدَك، فيم قَتَلَني؟ " (2).
(3066)
الحديث الحادي بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن حبيب يعني ابن الشهيد عن عبد اللَّه بن أبي مُليكة قال:
شَهِدْتُ ابنَ الزُّبَير وابنَ عبّاس، فقال ابن الزبير لابن عبّاس: أتذكُر حين استقَبلْنا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد جاءَ من سفر؟ فقال: نعم، فحملَني وفلانًا -غلامًا من بني هاشم- وتركَك (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحاق قال: أخبرَنا عبد اللَّه قال: أخبرنا خالد الحذّاء عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
حمل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بعض غِلْمة بني عبد المُطَّلب، واحدًا خلفَه وواحدًا بين يدَيه.
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(3067)
الحديث الثاني بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا زهير. وحدّثنا مؤمَّل قال: حدّثنا إسرائيل، قالا: حدّثنا سِماك بن حرب قال: حدّثني سعيد بن جبير أن ابن عبّاس حدّثه قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ظلّ حُجْرة من حُجَره، وعنده نَفَرٌ من المسلمين قد كاد يَقْلِصُ عنهم الظِّلُّ، فقال:"إنه سيأتيكم إنسانٌ ينظرُ إليكم بعين شيطان، فإذا أتاكم فلا تُكَلِّموه".
(1) تشخب: تسيل. والأوداج: العروق.
(2)
المسند 4/ 44 (2142). ورجاله ثقات. ويحيى فيه لين - التقريب 1/ 661. وقد رواه أحمد مختصرًا عن سفيان بن عيينة عن عمّار الدّهني عن سالم 3/ 413 (1941) وهذا إسناد صحيح. وبالإسناد الأخير في ابن ماجة 2/ 874 (2621). وأخرجه الترمذيّ 5/ 224 (3029) من طريق عمرو بن دينار عن ابن عبّاس. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وذكر أنّه روي غير مرفوع. وقد تحدّث الألباني عن الحديث في الصحيحة 6/ 444 (2697) وذكر طرقه.
(3)
المسند 4/ 47 (2146) وإسناده صحيح.
(4)
المسند 4/ 121 (2259). والبخاري 3/ 619 (1798) من طريق يزيد بن زُريع عن خالد. وعبد اللَّه بن المبارك إمام ثقة من رجال الشيخين، وعلي بن إسحاق ثقة، روى له الترمذيّ. وينظر الفتح 10/ 369.
قال: فجاء رجلٌ أزرقُ، فدعاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فكلَّمَه، فقال:"علام تَشْتُمُني أنت وفلان" نَفَرٌ دعا أسماءهم. قال: فذهب الرجل فدعاهم، فحلفوا باللَّه واعتذروا إليه، فأنزل اللَّه:{فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} (1)[المجادلة: 18].
(3068)
الحديث الثالث بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر ووهب بن جرير قالا: حدّثنا شعبة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال في الدّجّال: أعور هجان أَزْهَر، كأن رأسَه أضَلَةٌ، أشبَهُ النّاسِ بعبد العُزّى بن قَطَن، فإمَا هَلَك الهُلَّكُ فإن ربَّكم تعالى ليس بأعور".
قال شعبة: فحدَّثْت به قتادة، فحدَّثني بنحو هذا (2).
الهِجان: الأبيض، وكذلك الأزهر.
والأصَلَة: الحيّة العظيمة.
ومعنى قوله: "هلك الهُلّك": أي على كلّ حال.
(3069)
الحديث الرابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن أبي رجاء العُطاردي قال: سمعت ابن عبّاس يقول:
قال محمّد صلى الله عليه وسلم: "اطَّلَعْتُ في الجنّة فرأيتُ أكثرَ أهلها الفقراءَ واطَّلَعْتُ في النّار فرأيتُ أكثرَ أهلها النساء".
أخرجاه (3).
(3070)
الحديث الخامس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سُفيان عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
(1) المسند 4/ 231، 232 (2407، 2408) وصحّحه الحاكم 2/ 482 من طريق إسرائيل عن سماك. على شرط مسلم. وحسّنه المحققون.
(2)
المسند 4/ 48 (2148) من طريق محمّد بن جعفر، وفي 5/ 48 (2852) من طريق وهب، ومن طريق شعبة أخرجه ابن حبّان 15/ 207 (6796) قال الهيثمي 7/ 340: رجاله رجال الصحيح.
(3)
المسند 5/ 376 (3386)، ومسلم 4/ 2096 (2737). وأخرجه البخاري 11/ 273 (6449) من طريق أبي رجاء.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا يُبْغِضُ الأنصارَ رجلٌ يُؤمنُ باللَّه ورسوله"، أو "إلا أَبْغَضَه اللَّه ورسوله"(1).
(3071)
الحديث السادس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن جابر عن عمّار عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى للَّه مسجدًا ولو كمَفْحَص قَطاةٍ لبيضِها بنى اللَّه له بيتًا في الجنّة"(2).
(3072)
الحديث السابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر وحجّاج قالا: حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا جَمرة الضُّبَعي قال:
تمتَّعْتُ فنهاني ناس عن ذلك، فأتيتُ ابن عبّاس فسألْتُه، فأمرَني بها. قال: ثم انطلقْتُ إلى البيت فنمتُ، فأتاني آتٍ في منامي فقال: عُمْرَة مُتَقَبَّلةٌ وحَجُّ مبرور. قال: فأتيتُ ابنَ عبّاس فأخبرْتُه بالذي رأيتُ، فقال: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.
وقال في الهدي: جَزور، أبو بقرة، أو شاة، أو شِرك في دم (3).
قال عبد اللَّه: ما أسند شعبة عن أبي جَمرة إلا واحدًا. وأبو جمرة أوثق من أبي حمزة (4).
(3073)
الحديث الثامن بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن النضر بن أنس قال:
(1) المسند 5/ 27 (2818). وهو حديث صحيح. ورواه الترمذيّ 5/ 671 (3908) من طريق سُفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت، وقال: حسن صحيح. وليس فيه: "أو". وقد ذكر محقّقو المسند شواهد الحديث من الصحيحين وغيره. وينظر المختارة 10/ 136 - 138 (133 - 136).
(2)
المسند 4/ 54 (2157). وإسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي. ينظر تخريج المحقّقين. وقد روى الشيخان الحديث عن عثمان - دون "ولو كمفحص قطاة لبيضتها" - البخاري 1/ 544 (450)، ومسلم 1/ 178 (533). وذكر ابن حجر روايات الحديث 1/ 545.
(3)
المسند 4/ 55 (2158). وهو في الصحيحين - دون: وقال في الهدي. . . ولم ينبّه عليه: البخاري 2/ 422 (1567)، ومسلم 2/ 911 (1242).
(4)
المسند - السابق. ونقل المحقّقون توهيم الشيخ أحمد شاكر لعبد اللَّه في قوله هذا. وأبو حمزة هو عمران بن أبي عطاء القصاب.
كنت عند ابن عبّاس وهو يفتي النّاس، لا يُسْنِدُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيئًا من فُتياه. حتى جاءه رجلٌ من أهل العراق فقال: إنّي رجل من أهل العراق، وإنّي أُصَوِّرُ هذه التصاوير. فقال ابن عبّاس: ادْنُه. إما مرّتَين أو ثلاثًا، فدنا، فقال ابن عبّاس: سمعتُ محمّدًا صلى الله عليه وسلم يقول: "من صَوَّرَ صُورة في الدنيا يُكَلَّف يوم القيامة أن يَنْفُخَ فيه الرُّوحَ وليس بنافخ"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن يحيى -يعني ابن أبي إسحاق- عن سعيد بن أبي الحسن قال:
جاء رجل إلى ابن عبّاس فقال: إنّي رجل أُصَوِّرُ هذه الصُّورَ فأَفْتِني فيها. قال: ادنُ مني، فدنا حتى وضعَ يدهَ على رأسه، فقال: أُنْبِئُكَ بما سمعتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كلُّ مُصَوِّر في النّار، يُجْعَلُ له بكلِّ صورة صَوَّرَها نفْسًا تُعَذَّبُه في جهنّم" فإن كنت لابُدَّ فاعلًا فاجعل الشجرَ وما لا نَفْسَ له (2).
الطريقان في الصحيحين.
* طريق لبعضه وفيه زيادة:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبّاد بن عبّاد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من صَوّر صُورةً عُذِّبَ يومَ القيامة حتى يَنْفُخَ فيها وليس بنافخ. ومن تَحَلَّمَ عُذِّبَ يومَ القيامة حتى يَعْقِدَ شعيرتين وليس عاقِدًا. ومن استمعَ إلى حديث قوم يَفِرُّون منه صُبَّ في أذنَيه يوم القيامة عذاب".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(1) المسند 4/ 57 (2162)، والبخاري 10/ 393 (5963)، ومسلم 3/ 167 (2111) من طريق سعيد بن أبي عروبة.
(2)
المسند 5/ 23 (2810)، وبه في مسلم 3/ 1670 (2110). وهو من طريق سعيد بن أبي الحسن في البخاري 4/ 416 (2225).
(3)
المسند 3/ 359 (1866)، والبخاري 12/ 427 (7042) من طريق أيوب، وفيه "صُبّ في أذنيه الآنك" وهو الرصاص المذاب. وعبّاد من رجال الشيخين.
(3074)
الحديث التاسع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن وعفان قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عمّار عن ابن عبّاس قال:
رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام بنصف النهار أشعثَ أغبرَ، معه قارورة فيها دم يلتقطُه (1). قال: قلتُ: يا رسول اللَّه، ما هذا؟ قال:"دمُ الحسين وأصحابه، لم أزل أَلْتَقِطُه منذُ اليوم". قال عمّار: فحَفِظْنا ذلك فوجدْناه قُتِل ذلك اليوم (2).
(3075)
الحديث العاشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سُفيان عن سلَمة بن كُهَيل عن عمران بن حكم (3) عن ابن عبّاس قال:
قالت قريش للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: ادعُ لنا ربَّك يجعلْ لنا الصَّفا ذهبًا ونؤمن بك. قال: "وتفعلون؟ " قالوا: نعم. قال: فدعا، فأتاه جبريل فقال: إنّ ربَّك عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك: إِن شئتَ أصبحَ الصفا لهم ذهبًا، فمن كَفَرَ منهم بعد ذلك عَذَّبْتُه عَذابًا لا أُعَذِّبُه أحدًا من العالمين، وإن شئتَ فَتَحْتُ لهم باب التوبة والرحمة. قال:"باب (4) التوبة والرحمة"(5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن محمّد قال عبد اللَّه: وسمعته أنا منه قال: حدّثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إِياس عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
سأل أهُل مكّة النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يَجْعَلَ لهم الصّفا ذهبًا، وأن يُنَحِّيَ الجبال عنهم فيزدرعوا. فقيل له: إنْ شِئْتَ أن نُؤْتِيَهم الذي سألوا، فإن كفروا أُهلكوا كما أهْلَكْتُ مَن قبلهم. قال:"لا بل أستأني بهم" وأنزل اللَّه عز وجل: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا
(1) في رواية عبد الرحمن زياد "أو يتّبع فيها شيئًا".
(2)
رواية عبد الرحمن في المسند 4/ 59 (2165)، وعفّان 4/ 336 (2553). قال المحقّق: إسناده قوي على شرط مسلم (عمار بن أبي عمار من رجال مسلم). وقد صحّحه الحاكم 3/ 397 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، من طريق حمّاد بن سلمة، وفيه: فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم.
(3)
ينظر تعليق محقّق الأطراف 3/ 245، والمسند.
(4)
في المسند "بل باب. . ".
(5)
المسند 4/ 60 (2166)، والمعجم الكبير 12/ 118 (12736) من طريق سُفيان. قال الهيثمي 10/ 199: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح - ولم ينسبه لأحمد.
أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} (1)[الإسراء: 59].
(3076)
الحديث الحادي عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حماد قال: أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مِهران عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحد من ولد آدم إلا قد أخطأ أو هَمَّ بخطيئة، ليس يحيى ابن زَكريا. وما ينبغي لأحدٍ أن يقولَ: أنا خيرٌ من يونس بن مَتّى"(2).
* وروي مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن وعفّان قالا: حدّثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا العالية يقول: حدّثني ابنُ عمّ نبيّكم صلى الله عليه وسلم يعني ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "لا ينبغي لأحد يقول: أنا خيرٌ من يونسَ بنِ مَتَّى" ونسبه إلى أبيه.
أخرجاه في الصحيحين (3).
(3077)
الحديث الثاني عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل ابن عمر قال: حدّثنا مالك عن أبي الزُّبير المكّي عن طاوس اليماني عن عبد اللَّه بن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُعَلِّمُهم هذا الدّعاء كما يُعَلِّمُهم السورةَ من القرآن، يقول:"اللهمّ إني أعوذُ بك من عذاب جهنّم، وأعوذُ بك من عذاب القبر، وأعوذُ بك من فتنة المسيح الدّجّال. وأعوذُ من فتنة المَحيا والمَمات".
(1) المسند 4/ 173 (2333). ومن طريق جرير صحّحه الحاكم، ووافقه الذّهبي 2/ 362 وصحّحه محقّقو المسند على شرط الشيخين.
(2)
المسند 4/ 144 (2294)، ومسند أبي يعلى 4/ 418 (2544)، وعلي بن زيد، ابن جدعان ضعيف، قال الهيثمي في المجمع 8/ 212: وفيه علي بن زيد، ضعّفه الجمهور، وقد وثِّق، وبقيّة رجال أحمد رجال الصحيح. وبهذا الإسناد وأسانيد أخر رواه الحاكم 2/ 591، قال الذهبي: إسناده جيد. والقسم الثاني من الحديث تصحّحه الطريق الآتية.
(3)
المسند 4/ 61 (2167) من طريق عبد الرحمن، 4/ 148 (2298) عن عفّان - وهو في البخاري من طريق عبد الرحمن عن شعبة 4/ 298 (4630)، وينظر أطرافه 4/ 128 (3395)، ومسلم 4/ 1846 (2377) من طريق محمّد بن جعفر عن شعبة. وعفّان من رجال الشيخين.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا البراء بن عبد اللَّه الغَنَوِيّ عن أبي نضرة قال: كان ابن عبّاس على منبر البصرة، فسمعته يقول:
إنّ نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يتعوَّذُ في دُبُرِ صلاته من أربع: يقول: "أعوذُ باللَّه من عذاب القبر، وأعوذُ باللَّه من عذاب النّار، وأعوذُ باللَّه من الفِتَن ما ظهرَ منها وما بَطَنَ، وأعوذ باللَّه من فتنةِ الأعور الكذّاب"(2).
(3078)
الحديث الثالث عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن سعيد الأموي قال: الأعمشُ حدّثنا عن طارق عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عبّاس:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ إنّكَ أَذَقْتَ أوّلَ قُريشَ نكالًا، فأَذِقْ آخرَهم نوالًا"(3).
(3079)
الحديث الرابع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن ثعلبة بن مسلم الخَثْعَمي عن أبي كعب مولى ابن عبّاس عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قيل له: يا رسول اللَّه، لقد أبطأ عنك جبريلُ. فقال: "فَلِمَ لا يُبْطِئُ
(1) المسند 4/ 178 (2342) عن إسماعيل بن عمر عن مالك عن أبي الزنّاد عن الأعرج عن أبي هريرة وذكره. ثم قال 4/ 179 (2343) حدّثنا إسماعيل حدّثنا مالك عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عبّاس مثله، . . . والحديث في مسلم 1/ 413 (590) من طريق مالك. وإسماعيل من رجال مسلم.
(2)
المسند 4/ 408 (2667)، وهو صحيح لما قبله، وإسناده ضعيف لضعف البراء. التقريب 1/ 67.
(3)
المسند 4/ 63 (2170) ورجاله رجال الصحيح، وطارق بن عبد الرحمن البجلي صدوق له أوهام. ينظر التقريب 1/ 261. ومن طريق الأعمش أخرج الترمذيّ الحديث 5/ 672 (3908) وقال: حسن صحيح غريب. قال: حدّثنا عبد الوهاب الورّاق، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش نحوه. وهو في المختارة 10/ 188، 189 (189 - 191) من طريق عن طارق، وحسّن محقّقو المسند والمختارة إسناده. وساقه الألباني في الضعيفة 1/ 391 (398) وقال: رجاله عند أحمد ثقات رجال الشيخين، وفي طارق كلام لا يضرّ، لذا حسّنه، وذكر طرقًا وروايات له.
عنّي وأنتم حَولي لا تَسْتَنُّون (1)، ولا تُقَلِّمون أظفارَكم، ولا تَقُصّون شواربكم، ولا تُنَقُّون رواجِبَكم" (2).
الرواجب: ما بين عقد الأصابع.
(3080)
الحديث الخامس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان ابن داود الهاشمي قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد قال: حدّثني صالح بن كَيسان وابن أخي ابن شهاب كلاهما عن ابن شهاب عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس قال:
بعثَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عبدَ اللَّه بن حُذافة بكتابه إلى كِسرى يدفَغه إلى عظيم البحرين، يدفَعُه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه -يعني كسرى- مزّقه.
قال ابن شهاب: فَحَسِبْتُ ابنَ المسيّب قال: فدعا عليهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّق.
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(3081)
الحديث السادس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبيدة قال: حدّثنا قابوس عن أبي ظَبيان عن ابن عبّاس:
أن نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم أقبل إليهم مسرعًا، قال: حتى أفزَعَنا من سرعته. قال: فلما انتهى إلينا قال: "جِئْتُ مُسرعًا أخْبِرُكم بليلة القدر، فأُنْسِيتُها بيني وبينكم، ولكن التمسوها في العشر الأواخر من رمضان"(4).
(3082)
الحديث السابع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق
(1) تستنّون: تستاكون.
(2)
المسند 4/ 68 (2181)، والمعجم الكبير 11/ 341 (12224) من طريق إسماعيل. قال الهيثمي 5/ 170: وفيه أبو كعب مولى ابن عبّاس، قال أبو حاتم: لا يعرف إلا في هذا الحديث، رواه الطبراني، ورجاله ثقات. ولم ينسبه لأحمد. قال محقّقو المسند: إسناده ضعيف. ثعلبة بن مسلم لم يوثّقه غير ابن حبّان. وأبو كعب غير معروف.
(3)
المسند 4/ 69 (2184)، والبخاري 1/ 154 (64) من طريق إبراهيم بن سعد. وينظر الفتح 8/ 127، وسليمان بن داود ثقة، روى له أصحاب السنن، متابع.
(4)
المسند 4/ 183 (2352). وقابوس بن أبي ظبيان ضعيف. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق جرير عن قابوس 2/ 437 (813) وحسّنه الألباني لغيره، وصحّحه محقّقو المسند لغيره، وذكروا شواهده.
قال: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه ابن عبّاس عن عكرمة وكُريب أن ابن عبّاس قال:
ألا أُحَدِّثُكم عن صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في السفر؟ قلنا: بلى. قال: كان إذا زاغتِ الشمسُ في منزله جمع بين الظُّهر والعصر قبل أن يركبَ، وإذا لم تَزِغْ في منزله سار حتى إذا جاءت العصر نزل فجمع بين الظهر والعصر. وإذا حانت المغرب له في منزله جمعَ بينها وبين العشاء، وإذا لم تَحِنْ في منزله ركب حتى إذا حانت العشاء نزل فجمعَ بينهما (1).
(3083)
الحديث الثامن عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا أبو عَوانة قال: حدّثنا الحكم وأبو بشر عن ميمون بن مهران عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن كلِّ ذي ناب من السِّباع؛ وعن كلِّ ذي مِخْلَب من الطّير.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(3084)
الحديث التاسع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن المسعودي عن الحكم عن مِقسم عن ابن عبّاس:
أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمّا أفاضَ من عرفةَ تسارعَ قومٌ، فقال، أو فنودوا:"ليس البرُّ بإيضاع الخيل والرِّكاب" قال: فما رأيت رافعةً يدَيها (3) بعده حتى أتينا جَمعًا.
انفرد بإخراجه البخاري (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا حمّاد -يعني ابن زيد- عن كثير - يعني ابن شِنطير، عن عطاء عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 5/ 434 (3480)، والمعجم الكبير 11/ 168 (11522)، وحسين بن عبد اللَّه ضعيف. وقد صحّح محقّقو المسند الحديث، وذكروا مظانّه وشواهده.
(2)
المسند 4/ 476 (2747)، ومسلم 3/ 1534 (1934) من طريق أحمد بن حنبل ومن طرق آخر.
(3)
أي فما رأيت ناقة رافعة.
(4)
المسند 4/ 12 (2099)، قال المحقّق: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
والذي في البخاري 3/ 522 (1671) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عبّاس: أنّه دفع مع النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فسمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال:"أيّها النّاس، عليكم بالسكينة، فإن البرّ ليس بإيضاع".
إنما كان بَدْءُ الإيضاع من قِبَلِ أهل البادية، كانوا يقفون حافتَي النّاس حتى يُعَلِّقوا العِصِيَّ والجِعاب والقِعاب، فإذا نَفَرُوا تَقَعْقَعت تلك فأنفروا بالنّاس. قال: ولقد رئي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإن ذِفْرَى ناقته لَيَمَسُّ حارِكَها وهو يقول: "يا أيها النّاس، عليكم بالسكينة. يا أيها النّاس، عليكم بالسكينة"(1).
الذِّفرى من البعير: مؤخّر ذنبه. والحارِك: الظهر.
(3085)
الحديث العشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُفيان عن عمرو عن عطاء، وابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخرَّهَا (2) حتى ذهب من الليل ما شاء اللَّه، فقال له عمرُ: يا رسول اللَّه، نام النساء والولدان، فخرج فقال:"لولا أن أَشُقَّ على أمّتي لأَمَرْتُهم أن يُصَلُّوها هذه الساعة".
أخرجاه في الصحيحين (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس وعفّان قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن أيوب وقيس عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخّر العشاء ذات ليلة حتى نام القومُ ثم استيقظوا، ثم ناموا ثم استيقظوا. قال قيس: فجاء عمر بن الخطّاب فقال: الصلاةَ يا رسول اللَّه. قال: فخرج فصلّى بهم. ولم يذكر أنهم توضّأوا (4).
(3086)
الحديث الحادي والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا شيبان قال: حدّثنا قتادة عن أبي العالية قال: حدّثنا ابن عمّ نبيّكم ابن عبّاس قال:
(1) المسند 4/ 75 (2193) وحسّن المحقّق إسناده. وصحّحه ابن خزيمة 4/ 272 (2863) من طريق حمّاد بن زيد. وصحّحه الألباني.
(2)
أي صلاة العشاء.
(3)
المسند 3/ 402 (1926)، والبخاري 13/ 224 (7239) بالإسنادين. وهو في مسلم 1/ 444 (642) عن عبد الرزّاق عن ابن جريج عن عطاء.
(4)
المسند 4/ 76 (2195)، وإسناده صحيح. وقال ابن كثير في الجامع 31/ 161 (1607): تفرّد به.
قال نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي موسى بنَ عمرانَ، رجلًا آدم طُوالًا جَعدًا، كأنّه من رجال شَنوءةَ. ورأيتُ عيسى بنَ مريمَ مربوعَ الخَلق، إلى الحُمرة والبياض، سَبِط الرأس".
أخرجاه في الصحيحين (1).
* طريق لبعضه مع زيادة:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن أبي عديّ عن ابن عَون عن مجاهد قال:
كنّا عند ابن عبّاس، فذكروا الدّجّال، فقالوا: إنه مكتوب بن عينيه: كـ فـ ر (2). قال: ما تقولون؟ قال: يقولون: إنه مكتوب بين عينيه: كـ فـ ر. فقال ابن عبّاس: لم أسمعه قال ذلك، ولكن قال:[أما] إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم. وأما موسى فرجُل آدمُ جَعْد، على جمل أحمرَ مخطوم بخُلْبة، كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يُلَبّي.
أخرجاه في الصحيحين (3).
والخُلبة: الليف.
(3087)
الحديث الثاني والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا داود بن أبي هند عن أبي العالية عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرّ بوادي الأزرق فقال: أيُّ وادٍ هذا؟ " قالوا: وادي الأزرق. قال: "كأنّي أنظرُ إلى موسى عليه السلام وهو هابط من الثَّنِيّة وله جُؤارٌ إلى اللَّه تعالى بالتلبية" حتى أتى على ثَنيّة هَرشى فقال: "أيُّ ثَنيّةٍ هذه؟ " قالوا: ثنيّة هرشى. قال: "كأنّي أنظر إلى يونس بن مَتّى على ناقة حمراءَ جَعْدة، عليه جُبّةٌ من صوف، خِطام ناقته خُلبة، وهو يُلَبِّي".
أخرجاه (4).
(1) المسند 4/ 77 (2197).
(2)
في الصحيحين "كافر".
(3)
المسند 4/ 301 (2501)، والبخاري 3/ 414 (1555)، ومسلم 1/ 153 (165).
(4)
المسند 3/ 352 (1854)، وهو في مسلم 1/ 152 (166) من طريق أحمد بن حنبل وسريج بن يونس عن هشيم. وللبخاري روايات أخر للحديث اتّفق فيها مع مسلم - ينظر الجمع - المتّفق عليه 2/ 40 (1022).
(3088)
الحديث الثالث والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا زَمْعة عن سلمة عن وَهرام عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
لما مرَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بوادي عُسفان حين حجّ، قال:"يا أبا بكر، أيُّ وادٍ هذا؟ " قال: وادي عُسفان. قال: "لقد مرَّ به هودٌ وصالح على بَكَرات، خُطُمُهما اللَّيفُ، أُزُرُهم - العَباء، وأَرْدِيَتُهم النِّمار، يُلَبُّون، يَحُجُّون البيت العتيق"(1).
(3089)
الحديث الرابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد وإسحاق بن عيسى قالا: أخبرنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لماعز بن مالك حين أتاه فأقرّ عنده بالزنا: "لعلّك قَبَّلْتَ أو لَمَسْتَ" قال: لا. قال: "فنِكْتَها؟ " قال: نعم. قال: فأمرَ به فرُجِم.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
قد تسبشع جهلةُ العوامّ ذكر هذه اللفظة، وإنما استبشعوها لأنه لم تَجْرِ العادة بذكرها، وجرت بالوَطء والنّكاح. وإنما ذكَرها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأنّه خاف أن يكون ماعز لا يعرف ما الزنا. كيف وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ العين لَتَزني، وإن اليد لَتَزني"(3).
(3090)
الحديث الخامس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا أبو عوانة عن سماك عن [سعيد بن جبير] عن ابن عبّاس قال:
لَقِيَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ماعزَ بن مالك فقال: "أحقٌّ ما بلَغَني عنك؟ " قال: وما بلَغَك عني؟ قال: "بلَغَني أنك فَجَرْتَ بأَمَة آل فلان". قال: نعم. فردّه حتى شهد أربع مرّات، ثم أمر برجمه (4).
(1) المسند 3/ 495 (2067). قال الهيثمي 3/ 223: فيه زمعة بن صالح، وفيه كلام، وقد وثّق. قال محقّقو المسند: إسناده ضعيف لضعف زمعة، وسلمة بن وهرام مختلف فيه.
(2)
المسند 4/ 32، 253 (2129، 2433)، والبخاري 12/ 1352 (6824) من طريق جرير. وشيخا أحمد ثقتان.
(3)
رواه مسلم عن أبي هريرة 4/ 2047 (2657).
(4)
المسند 4/ 81 (2202) وإسناده صحيح، ولم يُنَبّه على إخراج مسلم له عن قتيبة وأبي كامل عن أبي عوانة به 3/ 1320 (1693).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا إسرائيل عن سِماك عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم ماعزٌ فاعترف عنده مرّتين. فقال: "اذهبوا به" ثم قال: "رُدُّوه" فاعترف مرّتين، حتى اعترفَ أربع مرات. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اذهبوا به فارجُموه"(1).
(3091)
الحديث السادس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس وعفّان قالا: حدّثنا حمّاد - يعني ابن سلمة عن عليّ بن زيد. قال عفّان: أخبرنا علي بن زيد - عن يوسف بن مهران عن ابن عبّاس:
أن رجلًا أتى عمر فقال: امرأةٌ جاءت تُبايعه، فأدخَلْتُها الدَّوْلَجَ (2) فأصبتُ منها ما دون الجماع. فقال: ويحك! لعلّها مُغِيبة (3) في سبيل اللَّه. قال: أجل. قال: فأت أبا بكر فاسأله. قال: فأتاه فسأله، فقال: لعلّها مُغِيبة في سبيل اللَّه. قال: فقال مثل قول عمر. ثم أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال له مثل ذلك، فقال:"لعلّها مُغِيبة في سبيل اللَّه". ونزل القرآن: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} إلى آخر الآية [هود: 114] فقال: يا رسول اللَّه، ألي خاصّة أم للناس عامّة؟ فضرب - يعني عمر صدره بيده وقال: لا، ولا نُعْمَةَ عينٍ، بل للناس عامّة. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"صدق عمر"(4).
(3092)
الحديث السابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن ابن موسى قال: حدّثنا أبو خَيثمة عن عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم عن أبي الطُّفيل قال:
رأيت معاوية يطوفُ بالبيت وعن يساره عبد اللَّه بن عبّاس وأنا أتلوهما في ظهورهما أسمعُ كلامهما، فطَفِقَ معاويةُ يستلمُ رُكن الحَجَر، فقال له عبد اللَّه بن العبّاس: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يستلم هذين الرّكنين. فيقول معاوية: دَعْني منك يا ابن عبّاس، ليس منها
(1) المسند 5/ 61 (2874). ومن طريق إسرائيل أخرجه أبو داود 4/ 147 (4462)، وصحّحه الألباني.
(2)
الدولج: المخدع.
(3)
المغيبة والمغيب: التي غاب زوجها.
(4)
المسند 4/ 83 (2206)، والمعجم الكبير 12/ 1662 (12931). قال الهيثمي 7/ 41: وفي إسناد أحمد والكبير علي بن زيد، وهو سيّء الحفظ، ثقة، وبقية رجاله ثقات. وصحّحه محقّقو المسند لغيره، وذكروا شواهده.
شيء مهجور. فطفق ابن عبّاس لا يَرُدّه (1) كلّما وضع يده على شيء من الركنين قال له ذلك.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
وقد أخرج البخاري من حديث ابن عبّاس أنّه قال: لا يُسْتَلَمُ هذان الرّكنان (3).
(3093)
الحديث الثّامن والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
اعتمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أربعَ عُمَر: عُمرة الحُدَيبية، وعُمْرة القضاء، في ذي القعدة من قابل، وعمرته الثالثة من الجِعرانة، والرابعة التي مع حجّته (4).
(3094)
الحديث التاسع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي العبّاس قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن أبيه عن عيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عُتبة عن ابن عبّاس قال:
إنّ اللَّه عز وجل أنزل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] و {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]، و {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]. قال: قال ابن عبّاسَ: أنزلها اللَّهُ عز وجل في الطائفتين من اليهود، كانت إحداهما قد قَهَرَتْ الأُخرى في الجاهلية، حتى ارتضَوا واصطلحوا على أنّ كلَّ قتيل قَتَلَتْه العزيزةُ من الذليلة فَدِيَتُه خمسون وَسْقًا، وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة فَدِيَتُه مائة وَسْق، فكانوا على ذلك حتى قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فذلَّت الطائفتان كلتاهما لمَقْدَم النبيّ صلى الله عليه وسلم، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يظهر ولم يُوطِئْهما عليه، وهو في الصلح، فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلًا، فأرسلت العزيزة إلى الذليلة: أن ابعثوا إلينا بمائة وسَقْ. فقالت الذليلة: وهل
(1) ويروى "لا يزيده".
(2)
المسند 4/ 87 (2210). وإسناده صحيح. وأخرجه مسلم بإسناده إلى قتادة بن دعامة أن أبا الطفيل البكري حدّثه أنّه سمع ابن عبّاس يقول: لم أرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستلم غير الركنين اليمانيين. 2/ 925 (1269).
(3)
ينظر البخاري 3/ 473 (1608).
(4)
المسند 4/ 87 (2211) وإسناده صحيح. وقد روي من طرق عن داود: ابن ماجة 2/ 999 (3003)، وأبو داود 2/ 205 (1993)، والترمذيّ 3/ 180 (816) وقال: حسن غريب، وصحّحه ابن حبّان 9/ 262 (3946)، والألباني والمحقّقون. وقد روي الحديث في الصحيحين عن أنس - الجمع 2/ 578 (1947).
كان في حَيَّين قطُّ دينُهما واحد ونسبُهما واحد وبلدُهما واحد، دِيَةُ بعضهم نصفُ دية بعض؟ إنما أعطَيْناكم هذا ضَيمًا منكم لنا وفَرَقًا منكم، فأما إذا قَدِم محمّد فلا نعطيكم، فكادت الحربُ تَهيجُ بينهما، فارتضَوا على أن يجعلوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينهم، ثم ذكرت العزيزة فقال: واللَّه ما محمّد بمُعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم، ولقد صدقوا، ما أعطَونا هذا إلا ضَيمًا منّا وقهرًا لهم، فدَسُّوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ناسًا من المنافقين لِيَخْبُروا لهم رأيَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما جاء رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أخبر اللَّهُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأمرهم كلِّه وما أرادوا، فأنزل اللَّه:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ. .} إلى قوله: {. . الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 41 - 47] ففيهما واللَّه - أنزل، وإياهما عنَى اللَّهُ عز وجل (1).
(3095)
الحديث الثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم قال: قال داود: حدّثنا عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
كان ناسٌ من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يُعَلَّموا أولادَ الأنصار الكتابة. فجاء غلام (2) يبكي إلى أبيه فقال: ما شأنُك؟ فقال: ضربَني مُعَلِّمي. فقال: الخبيثُ، يطلب بذَحَل (3) بدر، واللَّه لا تأتيه أبدًا (4).
(3096)
الحديث الحادي والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد بالشهداء أن يُنْزَعَ عنهم الحديدُ والجلودُ، وقال:"ادفِنوهم بدمائهم وثيابهم"(5).
(1) المسند 4/ 88 (2212). قال الهيثمي في المجمع 7/ 18: روى أبو داود بعضه، رواه أحمد، والطبراني بنحوه [الكبير 10/ 302 (10732)] وفيه عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وهو ضعيف وقد وثّق، وبقيّة رجال أحمد ثقات. وحسّن محقّقو المسند إسناده، وذكروا من خرّجه.
(2)
في المسند "فجاء غلام يومًا. . ".
(3)
الذّحل: الثأر.
(4)
المسند 4/ 92 (2216)، وحسّنه محقّقو المسند، لأن علي بن عاصم وإن كان فيه ضعف، فقد توبع بخالد ابن عبد اللَّه عند البيهقي. وعليّ بن عاصم، صدوق، يخطىء ويصرّ. التقريب 1/ 415.
(5)
المسند 4/ 92 (2217)، وابن ماجة 1/ 485 (1515)، وأبو داود 3/ 195 (3134). وإسناده ضعيف، وقد حسّنه محقّقو المسند لغيره. أما الشيخ الألباني فذكره في الإرواء 3/ 165 (710) وضعّفه لعليّ، ولأن عطاء كان اختلط.
(3097)
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي ابن عاصم عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رجلًا من الأنصار ارتدّ عن الإسلام ولَحِقَ بالمشركين، فأنزل اللَّه عز وجل:{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ. .} إلى آخر الآية [آل عمران: 86] فبعث بها قومُه، ورجع تائبًا، فقَبِل النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك منه وخلّى عنه (1).
(3098)
الحديث الثالث والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "البَسوا من ثيابكم البياضَ؛ فإنّها من خير ثيابكم، وكَفِّنوا فيها موتاكم، وإن من خير أكحالكم الإثْمِدَ، يجلو البصرَ، ويُنْبِتُ الشعرَ"(2).
(3099)
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي ابن عاصم أخبرنا الحذّاء عن بَركه أبي الوليد قال: أخبرنا ابن عبّاس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاعدًا مستقبلًا الحَجَر، فنظر إلى السماء، فضحك وقال:"لعنَ اللَّهُ اليهودَ، حُرِّمَتْ عليهم الشُّحومُ فباعوها وأكلوا أثمانها. وإن اللَّه تعالى إذا حَرَّمَ على قومٍ أكْلَ شيءٍ حَرَّمَ عليهم ثمنَه"(3).
(3100)
الحديث الخامس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم قال: أخبرنا أبو المُعَلّى العطّار قال: حدّثنا الحسن العُرَني قال:
(1) المسند 4/ 94 (2218). وعلي بن عاصم متابع. فقد أخرج الحديث من طرق عن داود في النسائي 7/ 107، وصحّحه الحاكم 2/ 142، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 10/ 329 (4477). وقال الألباني: صحيح الإسناد. وصحّحه محقّقو المسند.
(2)
المسند 4/ 94 (2219). ورجاله ثقات غير علي بن عاصم، فهو متابع. وقد أخرج من طرق عن ابن خثيم في الترمذي 3/ 119 (994)، وقال: حسن صحيح، وذكر أحاديث الباب وابن ماجة 1/ 473 (1472)، 2/ 1157 (3197) مفرّقًا، ومسند أبي يعلى 4/ 300 (2410)، وصحيح ابن حبّان 2/ 242 (5432) وصحّحه الألباني ومحقّقو مسندَي أحمد وأبي يعلى.
(3)
المسند 4/ 95 (2221)، وهو حديث صحيح. ومن طريق خالد الحذّاء في أبي داود 3/ 280 (3488). وصحيح ابن حبّان 11/ 312 (4938).
وقد روى البخاري ومسلم من رواية عمرو بن دينار عن طاوس: أنّه سمع ابن عبّاس يقول: بلغ عمرَ أن فلانًا باع خمرًا، فقال: قاتل اللَّهُ فلانًا، ألم يعلم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: . . . وقد جعل في مسند عمر - الجمع 1/ 110 (29).
ذُكرَ عند ابن عبّاس: "يقطع الصلاةَ الكلبُ والحمارُ والمرأة". قال: بئسَما عَدَلْتُم بامرأة (1) كلبًا وحمارًا. لقد رأيتُني أقبلْتُ على حمار ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي بالنّاس، حتى إذا كنتُ قريبًا مُسْتَقْبِلَه نزلْتُ عنه وخلَّيْتُ عنه، ودخلْتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في صلاته، فما أعادَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاتَه، ولا نهاني عمّا صنعْتُ.
ولقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي بالنّاس، فجاءت وليدةٌ تَخَلَّلُ الصفوفَ حتى عاذَت برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فما أعادَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاته، ولا نهاها عمّا صنعت.
ولقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مسجد، فخرج جَدْيٌ من بعض حُجُرات النبيّ صلى الله عليه وسلم، فذهبَ يجتازُ بين يديه، فمنعَه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال ابن عبّاس: أفلا تقولون: إنّ الجَدْيَ يقطعُ الصلاة (2)! .
* وقد روي مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الوهاب قال: حدّثنا شعبة عن عمرو بن مرّة عن يحيى ابن الجزّار قال: قال ابن عبّاس:
مرّت جاريتان من بني هاشم، فجاءتا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلّي، فأخذَتا بركبتيه، فلم ينصرف.
ومَرَرَتُ أنا ورجل من الأنصار على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يصلّي ونحن على حمار، فجِئْنا فدخلْنا في الصلاة (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُفيان عن الزهري عن عبيد اللَّه عن ابن عبّاس قال:
جئتُ أنا والفضل على أتان ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي بالنّاس بعرفة، فمرَرْنا على بعض الصّفّ، فنزلْنا عنها وتركناها تَرْتَعُ، ودخلنا في الصلاة، فلم يقل لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا (4).
(1) في المسند "بامرأة مسلمة".
(2)
المسند 4/ 95 (2222) وحسّن الحديث محقّقو المسند، وحكموا بانقطاعه بين الحسن العربي وابن عبّاس.
(3)
المسند 4/ 120 (2258)، ومن طريق شعبة في مسند أبي يعلى 4/ 311 (2432) وصحّح المحقّقون إسناده. وينظر الطريقان التاليان، وصحيح ابن خزيمة 2/ 21 - 26.
(4)
المسند 3/ 379 (1891)، ومسلم 1/ 361 (504).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمّه قال: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة أن ابن عبّاس قال:
أقبلْتُ وقد ناهزْتُ الحُلُمَ على أتان، ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قائمٌ يصلّي بالنّاس بمِنى، حتى صِرْتُ بين يدي الصّفّ الأوّل. قال: ثم نزلتُ عنها فَرَتَعَتْ وصَفَفْتُ مع النّاس وراءَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(3101)
الحديث السادس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد ابن الحُباب قال: أخبرنا سيف بن سليمان المكي قال: حدّثني قيس بن سعد عن عمرو ابن دينار عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قضى بالشاهد واليمين.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(3102)
الحديث السابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن يزيد الرّقّي أبو زيد قال: حدّثنا فُرات عن عبد الكريم بن مالك الجزَري عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال أبو جهل: لئن رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي عند الكعبة لآتِيَنَّه حتى أَطَأَ على عُنُقه. فقال: "لو فعلَ لأخَذَتْه الملائكة عِيانًا. ولو أن اليهود تمنَّوا الموتَ لماتوا ورأَوا مقاعِدَهم من النّار. ولو خرج الذين يُباهِلون رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم لرجَعوا لا يَجِدُون مالًا ولا أهلًا".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمّد. قال عبد اللَّه بن أجمد: وسمعته منه، قال: حدّثنا أبو خالد الأحمر عن داود عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
مرّ أبو جهل - يعني والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلّي، فقال: ألم أنهك؟ فانتهرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال:
(1) المسند 4/ 207 (2376)، والبخاري 4/ 71 (1857). وهو في مسلم من طريق ابن شهاب 1/ 361 (504).
(2)
المسند 4/ 98 (2224)، ومسلم 3/ 1337 (1712).
(3)
المسند 4/ 98 (2225)، والبخاري 8/ 724 (4958) من طريق الجزري. ومن فوقه متابعان.
لِمَ تَنْهَرُني يا محمّد؟ لقد عَلِمْتَ ما بها رجلٌ أكثرَ ناديًا منّي. فقال جبريل: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 17] قال ابن عبّاس: واللَّه لو دعا ناديَه لأخذَته الزبانية (1) بالعذاب (2).
(3103)
الحديث الثامن والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا نصر ابن باب قال: حدّثنا الحجّاج عن الحَكَم عن مِقْسَم عن ابن عبّاس أنّه قال:
قتل المسلمون يوم الخندق رجلًا من المشركين، فأَعطَوا بجِيفته مالًا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ادفعوا إليهم جيفته (3)، فإنّه خبيثُ الجِيفة، خبيث الدِّيَة" فلم يقبل منهم شيئًا (4).
وفي رواية: فخلّى بينهم وبينه (5).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمّد. قال عبد اللَّه بن أحمد: وسمعته أنا منه قال: حدّثنا علي بن مُسهر عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عبّاس قال:
أُصيبَ يوم الخندق رجلٌ من المشركين، فطلبوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يُجِنُّوه (6)، فقال:"لا، ولا كرامةَ لكم" قالوا: فإنا نجعل لك على ذلك جُعلًا. قال: "ذلك أخبثُ وأخبثُ"(7).
(3104)
الحديث التاسع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا الحجّاج قال: حدّثنا الحَكَم بن عُتيبة عن مِقسم عن ابن عبّاس قال:
رمى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الجِمارَ حين زالت الشمس (8).
(1) في المسند "زبانية العذاب".
(2)
المسند 4/ 164 (2321)، ومن طريق أبي خالد في الترمذيّ 5/ 414 (3349). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح. وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقال الألباني: صحيح الإسناد.
(3)
في المسند "جيفتهم".
(4)
المسند 4/ 120 (2230). وضعّف المحقّقون إسناده لضعف نصر بن باب، ولعنعنة الحجّاج، وهو مدلّس.
(5)
وهذه الرواية في 4/ 257 (2442) عن سُريج عن عبّاد عن الحجّاج به. .
(6)
يجنّوه: يدفنوه ويستروه.
(7)
المسند 4/ 163 (2319). وضعّف المحقّقون إسناده لسوء حفظ ابن أبي ليلى.
(8)
المسند 4/ 386 (2635) وفي إسناده الحجّاج بن أرطاة. ومن طريق الحجّاج رواه الترمذيّ 3/ 243 (898) وقال: حديث حسن. وحسن محقّقو المسند إسناده، لأن الحجّاج صرّح بالتحديث، وصحّحه الألباني لغيره.
(3105)
الحديث الأربعون بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه قال: وجدْتُ في كتاب أبي بخطّ يده: حدّثني مهدي بن جعفر الرَّملي قال: حدّثنا الوليد - يعني ابن مسلم عن الحكم بن مُصعب عن محمّد بن علي بن عبد اللَّه بن عبّاس عن أبيه عن جدّه عبد اللَّه بن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَن أكثرَ مِن الاستغفار جَعَلَ اللَّهُ له من كلِّ همٍّ فَرَجًا، ومن كلِّ ضِيقٍ مَخرجًا، ورَزَقَه من حيثُ لا يحتسب"(1).
(3106)
الحديث الحادي والأربعون بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه قال: وجدْت في كتاب أبي بخط يده: حدّثنا مهدي بن جعفر الرَّملي قال: حدّثنا الوليد - يعني ابنَ مُسلم عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اسْمَحْ يُسْمَح لك"(2).
(3107)
الحديث الثاني والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان وحسن ابن موسى قالا: حدّثنا حمّاد - يعني ابن سلَمة عن عمّار بن أبي عمّار عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يَخْطُبُ إلى جِذعٍ قبل أن يَتَّخِذَ المنِبر، فلما اتَّخذَ المِنبرَ وتحوَّلَ إليه حَنَّ إليه، فأتاه فاحْتَضَنَه فسكن. قال:"لو لم أَحْتَضِنْه لَحَنَّ إلى يوم القيامة"(3).
(1) المسند 4/ 104 (2234). ومن طريق الوليد بن مسلم في سنن أبي داود 2/ 85 (1518)، وابن ماجة 2/ 254 (3819)، وقال الحاكم 4/ 262: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. فتعقّبه الذهبي قائلًا: الحكم فيه جهالة. ولجهالة الحكم بن مصعب ضعّف المحقّقون والألباني الحديث.
(2)
المسند 4/ 103 (2233). وفي الترغيب 2/ 550 (2607) قال المنذري: رجال أحمد رجال الصحيح إلا مهدي بن جعفر. وقال الهيثمي 4/ 77: رواه أحمد، وفيه مهدي بن جعفر، وثّقه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال 10/ 196: رواه البزار عن شيخه مهدي بن جعفر البرمكي، وقد وثّقه غير واحد وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الصغير والأوسط، ورجالهما رجال الصحيح. وهو في الأوسط 6/ 52 (5108) عن شيخه محمّد بن العبّاس المؤدّب عن الحكم بن موسى عن الوليد به، وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا الوليد بن مسلم. وهو في الصحيحة للألباني 3/ 440 (1456)، وصحّحه محقّقو المسند.
(3)
المسند 4/ 107 (2236) عن عفّان، 4/ 227 (2400) عن حسن بن موسى. ومن طريق حمّاد في ابن ماجة 1/ 454 (1415) وقال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وصحّحه الألباني في الصحيحة 5/ 206 (2174) وذكر طرقه.
(3108)
الحديث الثالث والأربعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمّد ابن بشّار قال: حدّثنا غُنْدُر قال: حدّثنا شعبة عن قتادة عن عكرمة من ابن عبّاس قال:
لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المُتَشَبِّهين من الرجال بالنساء، والمُتَشَبِّهات من النساء بالرجال.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعن الواصلةَ والموصولةَ، والمُتَشَبِّهين من الرجال بالنساء، والمتشبِّهات من النساء بالرجال (2).
(3109)
الحديث الرابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد ابن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن أيوب عن عبد اللَّه بن شَقيق عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصيبُ من الرؤوس وهو صائم (3).
(3110)
الحديث الخامس والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللَّه قال: حدّثنا خالد بن الحارث قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن أبي نَهيك عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من استعاذَ باللَّه فأَعِيذوه، ومن سألَكم بوجه اللَّه فأعطوه"(4).
(3111)
الحديث السادس والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا حجّاج عن أبي الزُّبير عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
(1) البخاري 10/ 332 (5885)، ومن طريق محمّد بن جعفر، غندر في المسند 5/ 243 (3151).
(2)
المسند 4/ 123 (2263). رجاله ثقات عدا ابن لهيعة، سيء الحفظ. وقد روى البخاري - السابق:"لعن اللَّه المتشبّهين. . . ". ولعنّ الواصلة والموصولة، روي في الصحيحين عن عائشة وأسماء - الجمع 4/ 173، 269 (3311، 3514).
(3)
المسند 4/ 110 (2241). قال الهيثمي 3/ 170 رجال أحمد رجال الصحيح. وهو كما قال. وهو في المعجم الكبير 11/ 253 (11868) من طريق أيوب، وقال فيه: يعني القُبلة.
(4)
المسند 4/ 113 (2248)، ومن طريق خالد بن الحارث في أبي داود 4/ 328 (5108)، وأبي يعلى 4/ 412 (2536)، وجوّد المحقّقون إسناده - وينظر الصحيحة 1/ 509 (253).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "العُمرى لمن أُعْمِرَها، والرُّقْبى لمن أُرْقِبَها. والعائدُ في هِبَته كالعائد في قَيئه"(1).
قد سبق ذكر العُمرى والرُّقبى في مواضع.
(3112)
الحديث السابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد قال: حدّثنا أبو عَوانة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصَلّي وهو بمكّة نحو بيت المقدس، والكعبةُ بين يديه، وبعدما هاجر إلى المدينة ستّة عشر شهرًا، ثم صُرِف إلى الكعبة (2).
(3113)
الحديث الثامن والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج بن النعمان قال: حدّثنا هُشيم عن ابن أبي ليلى عن الحَكَم عن مِقْسم عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دَفَعَ خَيبرَ: أرضَها ونخلَها، مُقاسمةً على النِّصف (3).
(3114)
الحديث التاسع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عبد العزيز بن مسلم قال: حدّثنا يزيد - يعني ابن أبي زياد عن مقسم عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أُعْطِيتُ خَمسًا لم يُعْطَهُنّ نَبِيٌّ قَبلي - ولا أقولُه فَخرًا: بُعِثتُ إلى النّاس كافّة: الأحمر والأسودِ. ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ مسيرةَ شهر. وأُحِلَّتْ لي الغنائمُ ولم
(1) المسند 4/ 114 (2250)، والنسائي 6/ 269، وهو حديث صحيح، ولكن في إسناد الحديث الحجّاج ابن أرطاة، مدلّس.
(2)
المسند 5/ 136 (2991)، والمعجم الكبير 1/ 562 (11066) قال الهيثمي 2/ 15: رجاله رجال الصحيح. وهو كما قال. وقد روى الشيخان الحديث عن البراء: البخاري 1/ 95 (40)، ومسلم 1/ 374 (525). وينظر الفتح 1/ 95.
(3)
المسند 4/ 118 (2255)، ومن طريق هشيم في ابن ماجة 2/ 824 (2468)، وأبي يعلى 4/ 230 (2341). قال البوصيري: في إسناده الحكم بن عتيبة: قال شعبة: لم يسمع من مقسم إلا أربعة أحاديث. وابن أبي ليلى هذا هو محمّد بن عبد اللَّه، ضعيف. وقد صحّح الألباني الحديث لغيره. وكذلك حسّنه لغيره محقّقو المسند.
تَحِلَّ لأحدٍ قبلي. وجُعِلَت لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا. وأَعْطِيتُ الشفاعةَ فأخَّرْتُها لأُمّتي، فهي لمن لا يشرك باللَّه شيئًا" (1).
(3115)
الحديث الخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن عكرمة قال:
قلتُ لابن عبّاس: صلَّيْتُ الظهرَ بالبَطحاء خلفَ شيخ أحمقَ، فكبَّرَ اثنتين وعشرين تكبيرة: يُكَبِّرُ إذا سجدَ، وإذا رفعَ رأسَه. فقال ابن عبّاس: تلك صلاة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(3116)
الحديث الحادي والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مروان بن معاوية الفَزاري قال: حدّثنا حُميد بن علي العُقَيلي قال: حدّثنا الضحّاك بن مُزاحِم عن ابن عبّاس قال:
صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين سافر ركعتين، وحين أقام أربعًا. قال ابن عبّاس: فمن صلّى في السفر أربعًا كمن صلّى في الحَضَر ركعتين.
قال: وقال ابن عبّاس: لم تُقْصَرِ الصلاةُ إلا مرّة واحدة، حيث صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ركعتين وصلّى النّاس ركعة ركعة (3).
(3117)
الحديث الثاني والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعد بن إبراهيم قال: حدّثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب: أن سليمان بن يسار أخبره أن ابن عبّاس أخبره:
أن امرأة من خثعم اسْتَفْتَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في حَجّة الوَداع، والفضلُ بن عبّاس رديفُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه، إنّ فريضةَ اللَّه في الحَجّ على عباده أدركت أبي
(1) المسند 4/ 471 (2742). ورجاله ثقات غير يزيد، وهو حسن الحديث، كما قال الهيثمي 8/ 261. وقد روى الشيخان الحديث عن جابر بن عبد اللَّه: البخاري 1/ 435 (335)، ومسلم 1/ 370 (521).
(2)
المسند 3/ 375 (1886)، وأخرجه البخاري من طريق أبي بشر وقتادة عن عكرمة 2/ 271، 272 (787، 788). وينظر تخريج محقّقي المسند.
(3)
المسند 4/ 123 (2262). وفي التعليق عليه أن حميدًا ضعيف، وحديثه عن الضحاك مرسل، وأن الضحاك لم يلق ابن عبّاس. وقد روى الإمام مسلم بإسناده عن مجاهد عن ابن عبّاس: فرضَ اللَّهُ الصلاة على لسان نبيّكم صلى الله عليه وسلم في الحَضَر اربعًا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة 1/ 478 (687).
شيخًا لا يستطيعُ أن يستويَ على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحُجَّ عنه؟ فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نعم". فأخذ الفضلُ بن عبّاس يلتفتُ إليها، وكانت امرأةً حسناءَ، وأخذ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الفضلَ فحوَّلَ وجهَه من الشِّقِّ الآخر.
أخرجاه في الصحيحين (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثني سُكَين بن عبد العزيز قال: حدّثني أبي قال: سمعتُ ابن عبّاس قال:
كان فلانٌ رديفَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ عرفة، قال: فجعلَ الفتى يُلاحظُ النساء وينظر إليهنّ. وجعل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وجهَه بيده من خلفه مِرارًا، وجعل الفتى يُلاحظ إليهنّ، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ابنَ أخي، إنّ هذا يوم من مَلَك (2) سَمْعَه وبَصَرَه ولسانَه غُفِر له"(3).
(3118)
الحديث الثالث والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين الأشقر قال: حدّثنا أبو كُدَينة عن عطاء عن أبي الضُّحى عن ابن عبّاس قال:
أصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم وليس في العسكر ماء، فأتاه رجل فقال: يا رسول اللَّه، ليس في العسكر ماء. قال:"هل عندك شيء؟ " قال: نعم. قال: "فأْتِني به". قال: فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل. قال: فجعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أصابعه على فمِ الإناء وفتح أصابعه. قال: فانفجرت من بين أصابعه عيون. وأمر بلالًا فنادى في النّاس: الوضوءَ المبارك (4).
(3119)
الحديث الرابع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مِهران عن ابن عبّاس أنّه قال:
(1) المسند 4/ 125 (2266). ومن طريق ابن شهاب رواه البخاري 3/ 378 (1513)، ومسلم 2/ 973 (1334). وسعد وأبوه ثقتان.
(2)
في المسند "من ملك فيه".
(3)
المسند 5/ 164 (3041)، ومن طريق سكين في مسند أبي يعلى 4/ 330 (2441) والمعجم الكبير 2/ 179 (12974)، وصحيح ابن خزيمة 4/ 261 (2834). قال الهيثمي في المجمع 3/ 254: رجال أحمد ثقات، لكن الألباني ضعّف إسناد الحديث، وكذلك محقّقو المسند، للاختلاف في سكين وأبيه.
(4)
المسند 4/ 126 (2268)، وحسّنه المحققّون لغيره.
لما نزلت آية الدَّين، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنّ أوّلَ مَنْ جَحَدَ آدمُ عليه السلام: إنّ اللَّه تبارك وتعالى لمّا خَلَقَ آدمَ مَسَحَ ظهَره فأخرجَ منه ما هو ذارىء (1) إلى يوم القيامة، فجعل يعرض ذرّيَّتَه عليه، فرأى فيهم رجلًا يَزْهَرُ (2)، فقال: أيْ رَبّ، من هذا؟ قال: هذا ابنك داود. قال: أيْ ربِّ، فكم عمره؟ قال: ستّون عامًا. قال: أيْ ربِّ، زِد في عمره. قال: لا، إلا أن أزيده من عمرك، وكان عمر آدم ألف سنة. فزاده أربعين عامًا، فكتب اللَّه تعالى عليه كتابًا وأشهد عليه الملائكة، فلما احتُضِرَ آدمُ وأَتَته الملائكة قال: إنه قد بقي من عمري أربعون عامًا. فقيل له: إنك قد وَهَبْتَها لابنك داودَ. قال: ما فعلْتُ. فأبرزَ اللَّهُ عليه الكتاب، وأشهدَ (3) عليه الملائكة (4).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة. . . فذكره، وزاد فيه:"فأتمّها لداود مائة، وأتمّها لآدم ألف سنة"(5).
(3120)
الحديث الخامس والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانةَ قال: حدّثنا أبو بشر عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال:
ما قرأ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على الجِنّ ولا رآهم. انطلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حِيلَ بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرْسِلَت عليهم الشُّهُبُ، قال: فرجعت الشياطينُ إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حِيلَ بينَنا وبين خبر السماء، وأُرْسِلَت علينا الشُّهُب، فقالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيءٌ قد حَدَثَ، فاضربِوا مشارقَ الأرض ومغاربَها فانظروا ما الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فانطلقوا يضرِبون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر
(1) ذارىء: خالق.
(2)
يزهر: يضيء وجهه.
(3)
في المسند "وشهدت".
(4)
المسند 4/ 127 (2270). ومن طريق حمّاد بن سلمة في مسند أبي يعلى 5/ 99 (2710)، والمعجم الكبير 12/ 165 (12928). قال الهيثمي 8/ 209: وفيه علي بن زيد، ضعّفه الجمهور، وبقيّة رجاله ثقات. وقد ضعّف المحقّقون إسناده، وحسّنوه لغيره.
(5)
المسند 4/ 446 (2713). وإسناده كسابقه.
السماء. قال: فانصرَف النَّفَرُ الذي توجّهوا نحو تِهامةَ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدًا إلى سوق عكاظ وهو يصلّي بأصحابه صلاة الفجر. قال: فلما سمِعوا القرآنَ استمعوا له وقالوا: هذا واللَّه الذي حال بينكم وبين خبر السماء. قال: فهنالك حين رجعوا إلى قومهم قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} قال: فأنزلَ اللَّهُ عز وجل على نبيّه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} [فاتحة سورة الجن] وإنما أوحي إليه قولُ الجنّ.
أخرجاه في الصحيحين (1).
*وقد روي مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي أسحاق عن سعيد ابن جبير عن ابن عبّاس قال:
كان الجنُّ يسمعون الوحي، فيسمعون الكلمة فيزيدون فيها عشرًا، فيكون ما سَمِعوا حقًّا وما زادوه باطلًا. وكانت النجومُ لا يُرمى بها قبل ذلك. فلما بُعِثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم كان أحدُهم لا يأتي مَقْعَدَه إلا رُمِي بشهاب يُحْرِقُ من أصاب، فشكَوا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هذا إلا من أمر قد حدَث، فبثَّ جنودَه، فإذا هم بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم يُصَلّي بين جبلَي نخلةَ، فأتَوه فأخبروه، فقال: هذا الحدث الذي حدث في الأرض" (2).
(3121)
الحديث السادس والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبيدة بن حُميد قال: حدّثني منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: "إنّ هذا البلدَ حرامٌ، حرَّمُه اللَّهُ يومَ خلَقَ السموات والأرضَ، فهو حرام حرَّمَه اللَّهُ يوم القيامة. ما أُحِلَّ لأحد فيه القتلُ غيري، ولا يَحِلُّ لأحد بعدي فيه حتى تقومَ الساعة، وما أُحِلَّ لي فيه إلا ساعةٌ من النهار، فهو حرامٌ حرَّمه اللَّهُ عزّ
(1) المسند 4/ 129 (2271). ومن طريق أبي عوانة الوضّاح بن عبد اللَّه، في البخاري 2/ 253 (773)، ومسلم 1/ 331 (449).
(2)
المسند 4/ 283 (2482)، وسنن الترمذي 5/ 398 (3324) من طريق إسرائيل. وقال: حديث حسن صحيح. ومن طريق ابن إسحاق في مسند أبي يعلى 4/ 384 (2502)، وصحّحُه الألباني والمحقّقون.
وجلّ إلى أن تقوم الساعة. لا يُعْضَدُ شوكُه، ولا يُخْتَلى خلاه (1)، ولا يُنَفَّرُ صيدُه، ولا تُلْتَقطُ لُقَطَتُه إلا لمُعَرِّف". قال العبّاس، وكان من أهل البلد وقد علم الذي لابُدّ لهم منه: إلا الإذْخِرَ يا رسول اللَّه، فإنّه لابُدَّ لهم منه، فإنّه للقبور والبيوت. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إلا الإذخر" (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا عبد الحميد قال: حدّثنا شهر قال: قال ابن عبّاس:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لكلِّ نبيٍّ حَرَمٌ، وحَرَمي المدينة. اللهمّ إني أُحَرِّمُها بحَرَمِك، أن لا يُؤْوَى فيها مُحْدِث، ولا يُخْتَلَى خلاها، ولا يُعْضَدُ شوكُها، ولا تُؤخَذُ لُقَطَتُها إلا لمُنْشِد"(3).
(3122)
الحديث السابع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عليّ بن زيد عن رجل عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى على النجاشيّ (4).
(3123)
الحديث الثامن والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى الأعرج عن ابن عبّاس قال:
اختصمَ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلان، فوقعت اليمينُ على أحدهما، فحلف باللَّه الذي لا إله إلا هو ما له عندي شيء، فنزل جبريلُ على النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه كاذب، إنّ له عندَه
(1) يعضد: يقطع. والخلا: الكلأ الرطب.
(2)
المسند 4/ 184 (2353). والحديث في الصحيحن من طريق منصور ولم ينبّه عليه. وعبيدة من رجال البخاري - البخاري 3/ 448 (1587)، وينظر أطرافه 3/ 213 (1349)، ومسلم 2/ 986 (1535).
(3)
المسند 5/ 90 (2920). قال الهيثمي 3/ 304: إسناده حسن. وحسّنه محقّق المسند لغيره دون "لكلّ نبيّ حَرَم"، وضعف إسناده.
(4)
المسند 4/ 144 (2292). وإسناده ضعيف لضعف ابن جدعان، علي، وجهالة الرواي عن ابن عبّاس. وقد صحّ الحديث عن جابر بن عبد اللَّه، رواه الشيخان - الجمع 2/ 319 (1537).
حقَّه" فأمره أن يُعْطِيَه حقَّه، وكفَّارَةُ يمينه، معرفتُه أن لا إله إلا اللَّه، أو شهادتُه (1).
(3124)
الحديث التاسع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا خالد قال: حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:
قَدِمْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حُجّاجًا، فأمرَهم فجعلوها عمرة، ثم قال:"لو استقبلْتُ من أمري ما استدبرْتُ لفعلتُ كما فعلوا، ولكن دخلتِ العمرةُ في الحجِّ إلى يوم القيامة" ثم أنشبَ أصابعَه بعضَها في بعض. فحلَّ الناسُ إلا من كان معه هدي. وقَدِمَ عليٌّ من اليمن، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قال: أَهْلَلْتُ بما أَهْلَلْتَ به. قال: "فهل معك هدي؟ " قال: لا. قال: "فأَقِمْ كما أنت ولك ثُلُثُ هَديي". قال: وكان مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مائةُ بَدنة (2).
* وقد روى مختصرًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "هذه عمرة اسْتَمْتَعْنا بها، فمن لم يكن معه هديٌ فلْيُحِلَّ الحِلَّ كلَّه، فقد دخلت العمرةُ في الحَجّ إلى يوم القيامة".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبيدة بن حُميد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عبّاس:
(1) المسند 4/ 430 (2695). وضعّف المحقّقون إسناده. والحديث في سنن أبي داود 3/ 228 (3275) من طريق عطاء. وقال أبو داود: يراد من هذا الحديث أنّه لم يأمره بالكفّارة. وقال الألباني عن الحديث: صحيح. وصحّحه الحاكم 4/ 95 من طريق عطاء، ووافقه الذهبي.
(2)
المسند 4/ 140 (2287)، والمعجم الكبير 11/ 69 (11117) من طريق يزيد. وأخرج الترمذي من طريق يزيد 3/ 271 (932):"دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة" وحسّنه. ويزيد فيه ضعف. التقريب 2/ 671: ولكن الحديث صحيح لغيره.
(3)
المسند 4/ 23 (2115)، ومسلم 2/ 911 (1241) من طريق شعبة. ويزيد بن هارون من رجال الشيخين.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: "اجْعَلُوها عُمرةَ، فإنّي لو استقبلْتُ من أمري ما استدبْرتُ منه لأَمْرتُكم بها، وليَحِلَّ من ليس معه هدي" وكان مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هدي.
قال: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دخلت العمرة في الحَجّ إلى يوم القيامة" وخَلَّلَ بين أصابعه (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن ابن عبّاس قال:
كان يرَون العمرة في أشهر الحَجّ من أفجر الفجور في الأرض، فيَجعلون المُحَرَّمَ صَفَرًا، يقولون: إذا بَرَأ الدَّبَر، وعفا الأَثَرُ، وانسلخَ صَفَر، حَلَّت العمرةُ لمن اعتمر. فَقِدمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه لصبيحة رابعةٍ مُهِلِّين بالحَجّ، فأمرَهم أن يجعلوها عُمرة. فتعاظمَ ذلك عليهم، فقالوا: يا رسولَ اللَّه، أيُّ الحِلِّ؟ قال:"الحِلُّ كلُّه".
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني عبدُ اللَّه بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال:
ما أُعْمَرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عائشةَ ليلةَ الحَصْبَة إلا قَطعًا لأمر أهل الشرك، لأنهم كانوا يقولون: إذا بَرَأَ الدَّبَرُ، وعفا الأثَرُ، ودخل صَفَرُ، فقد حلَّت العمرة لمن اعتمر (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهَيب حدّثنا أيوب عن ابن أبي مُلَيكة قال:
(1) المسند 4/ 181 (2348) وفيه زياد ينظر الطريق قبل السابق.
(2)
المسند 4/ 131 (2274)، ومن طريق وهيب في البخاري 3/ 422 (1564)، ومسلم 2/ 909 (1240) وعفّان من رجالهما.
(3)
المسند 4/ 192 (2361). ورجاله رجال الشيخين غير ابن إسحاق، وهو متابع، فقد رواه أبو داود 2/ 204 (1987)، وابن حبّان في صحيحه 9/ 80 (3765) كلاهما من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن جريج وابن إسحاق، وصحّحه المحققون والألباني، وحسّنوا إسناده.
قال عروةُ لابن عبّاس: حتى متى تُضِلُّ النّاسَ يا ابن عبّاس؟ قال: ما ذلك يا عروة؟ (1) قال: تأمرُ بالعمرة في أشهر الحجّ، وقد نهى عنها أبو بكر وعمر. فقال ابن عبّاس: قد فعلَها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال عروة: هما كانا أَتْبَعَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأعلمَ به منك (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا عفّان] قال: حدّثنا وهيب قال: حدّثنا أيّوب عن رجل (3). قال: ابن عبّاس يقول:
قَدِمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه لصُبْح رابعةٍ مُهلّين بالحَجّ، فأمرَهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يجعلوها عمرة، إلا من كان معه هدي. قال: فلُبِسَتِ القُمصُ، وسَطَعَتِ المجامرُ، ونُكحت النساء.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا عبد الواحد - يعني ابن زياد قال: حدّثنا ليث عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
تمتّعَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى مات، وأبو بكر حتى مات، وعمر حتى مات، وعثمان حتى مات. وكان أوّلَ من نهى عنها معاويةُ. قال ابن عبّاس: فعَجِبْتُ منه وقد حدَّثَني أنّه قصَّرَ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمِشْقَص (4).
(3125)
الحديث الستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرني أبو بشر قال: سمعت سعيد بن جبير يحدّث عن ابن عبّاس:
(1) في المسند: "يا عُرَيةَ".
(2)
المسند 4/ 132 (2277). ورجاله رجال الصحيح.
(3)
في المخطوط: "حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهيب قال: حدّثنا أيّوب عن السدّي" وليس صحيحًا وما أثبت من المسند 4/ 391 (2641). والإسناد ضعيف لجهالة الراوي عن ابن عبّاس. وللحديث شاهد عن جابر في الصحيحين - الجمع 2/ 337 (1547).
(4)
المسند 4/ 406 (2664)، ومن طريق ليث بن أبي سليم في الترمذي 3/ 184 (822) وضعف الألباني ومحقّقو المسند إسناده، لضعف ليث.
أن خالتَه أمَّ حُفَيد أهدَت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سَمنًا وأَضُبًّا وأَقِطًا. قال: فأكل من السمن والأَقِطِ وترك الأَضُبّ تَقَذُّرًا. فأُكِلَ على مائدة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولو كان حرامًا لم يُؤكل على مائدة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
قلت: من قال: لو كان حرامًا. .؟ قال: ابن عبّاس.
أخرجاه في الصحيحين (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا سليمان الشِّيباني قال: حدّثنا يزيد بن الأصمّ قال:
دعانا رجلٌ، فأتانا بخِوان عليه ثلاثةَ عشرَ ضَبًّا قال: وذاك عشاءً، فآكل وتارك. فلما أصبحْنا غَدَوتُ على ابن عباس فسألْتُه، فأكثر في ذلك جلساؤه حتى قال بعضهم: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا آكلُه ولا أنهى عنه (2) ولا أُحَرِّمُه" فقال ابن عباس: بئس ما قُلْتُم. إنما بُعِثَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم مُحَلِّلًا ومُحَرِّمًا. ثم قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند ميمونة وعنده الفضلُ بن عبّاس وخالد بن الوليد وامرأة، فأتي بخِوانٍ عليه خبزٌ ولحم ضَبٍّ، فلما ذهب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتناولُ قالت له ميمونة: إنّه يا رسولَ اللَّه لَحْمُ ضَبّ. فكفَّ يدَه وقال: "إنّه لحمٌ لم آكُلْه ولكن كُلوا" فأكل الفضلُ ابن عبّاس وخالد بن الوليد والمرأة. فقالت ميمونة: لا آكلُ من طعام لم يأكلْ منه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(3126)
الحديث الحادي والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو الأحوص قال: أخبرنا سِماك عن عكرمة قال: قال ابن عبّاس:
أُتِيتُ وأنا نائم في رمضان، فقيل: إنّ الليلة ليلةُ القدر. قال: فقمتُ وأنا ناعس،
(1) المسند 4/ 148 (2299). ومن طريق شعبة في البخاري 5/ 203 (2575)، ومسلم 3/ 1544 (1947) وعفّان من رجال الشيخين.
(2)
"ولا أنهى عنه" ليست في المسند. وهي في مسلم.
(3)
المسند 4/ 421 (2684)، ومسلم 3/ 1545 (1948) من طريق سليمان الشيباني. يونس بن محمد، وعبد الواحد بن زياد، من رجال الشيخين.
فتعلَّقْتُ ببعض أطناب فُسطاطِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فإذا هو يُصَلّي، قال: فنظرتُ في تلك الليلة، فإذا هي ليلةُ ثلاثٍ وعشرين (1).
(3127)
الحديث الثاني والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا ثابت يعني ابن يزيد قال: حدّثنا هلال عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يبيتُ اللياليَ المتتابعةَ طاويًا وأهلُه لا يجدون عَشاء. قال: وكان عامّةُ خُبزِهم خُبزُ الشعير (2).
(3128)
الحديث الثالث والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا سليمان بن كَثير أبو داود الواسطي قال: سمعتُ ابن شهاب يحدّث عن أبي سِنان عن ابن عبّاس قال:
خطَبَنا -يعني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيُّها الناسُ، كُتِبَ عليكم الحَجُّ" فقام الأقرعُ بن حابس فقال: أفي كلِّ عامٍ يا رسولَ اللَّه؟ فقال: "لو قُلْتُها لوَجَبَتْ، ولو وَجَبَتْ لم تعملوا بها ولم تستطيعوا أن تعملوا بها. الحَجّ مرّةً، فمن زاد فهو تطوُّع"(3).
(3129)
الحديث الرابع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا يحيى بن يَعلى التَّيمي عن الأعمش عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم صلَّى الظُّهْرَ يوم التَّرْوِية بمِنى، وصلّى الغداةَ يوم عَرفةَ بها (4).
(1) المسند 4/ 150 (2303). قال الهيثمي 3/ 179: رجال أحمد رجال الصحيح. ولكن فيه ما يقال من اضطراب رواية سماك عن عكرمة. وقد روى مسلم 2/ 827 (1168) عن عبد اللَّه بن أنيس أن ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين. وينظر الفتح 4/ 262 وما بعدها.
(2)
المسند 4/ 150 (2303)، ومن طريق ثابت في الترمذي 4/ 501 (2360). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة 2/ 1111 (3347). وحسّنه الألباني. وصحّح محقّقو المسند إسناده.
(3)
المسند 4/ 151 (2304) ورجاله ثقات، ولكن في رواية سليمان بن كثير عن الزهري كلام. وهو متابع، فقد رواه النسائي 5/ 111 من طريق عبد الجليل بن حميد -لا بأس به- عن الزهري. ورواه أبو داود 2/ 139 (1721) من طريق سفيان بن حسين -ثقة في غير الزهري- عن سفيان به. وصحّحه الألباني ومحقّقو المسند.
(4)
المسند 4/ 433 (2701)، ومن طريق الأعمش في سنن أبي داود 2/ 188 (1911)، والترمذي 3/ 227 (880) ونقل الترمذي أن الحكم لم يسمع من مقسم هذا الحديث. وصحّحه الألباني ومحقّقو المسند.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود قال: حدّثنا أبو كُدَينة يحيى بن المُهَلّب عن الأعمش عن الحَكَم عن مِقْسَم عن ابن عبّاس قال:
صلّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمِنًى خمسَ صلوات (1).
(3130)
الحديث الخامس والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قُتيبة وموسى بن داود قالا: حدّثنا ابن لَهيعة عن ابن هُبيرة عن ميمون المَكّي:
أنّه رأى عبدَ اللَّه بن الزُّبير وصلّى بهم، يشيرُ بكفّه حين يقومُ، وحين يرفعُ، وحين يسجدُ، وحين ينهضُ للقيام، فيقومُ فيشيرُ بيديه. قال: فانطلقتُ إلى ابن عبّاس فقلتُ له: إنّي رأيتُ ابنَ الزبير صلّى صلاةً لم أرَ أحدًا يُصَلّيها، فوَصَفْتُ له هذه الإشارة. فقال: إنْ أَحْبَبْتَ أن تنظرَ إلى صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاقتدِ بصلاة ابن الزُّبير (2).
(3131)
الحديث السادس والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا يحيى بن زكريا عن داود عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قالت قريش لليهود: أعطُونا شيئًا نسألُ عنه هذا الرجل. قال: سلُوه عن الرُّوح. فسألوه، فنزلت:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] قالوا: أُوتينا علمًا كثيرًا، أُوتينا التوراة، ومن أُوتي التّوراةَ فقد أُوتيَ خيرًا كثيرًا. قال: فأنزل اللَّه: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ. .} (3)[الكهف: 109].
(1) المسند 4/ 433 (2700)، وبهذا الإسناد صحّحه ابن خزيمة 3/ 247 (2799)، والحاكم 1/ 461 على شرط البخاري، وافقه الذهبي. أبو كُدَينة من رجال البخاري.
(2)
المسند 4/ 153 (2308) من طريق قتيبة، 4/ 382 (2627) من طريق موسى، ومن طريق قتيبة أخرجه أبو داود 1/ 197 (739). وصحّحه الألباني في صحيح أبي داود. ولكن محّقق المسند حكم على إسناده بالضعف لجهالة ميمون المكي. وقال: هذا الحديث مخالف لما ثبت عن ابن الزبير. . . وفصّل الكلام فيه.
(3)
المسند 4/ 154 (2309)، والترمذي 5/ 284 (3140) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. ومن طريق يحيى أخرجه أبو يعلى 4/ 380 (2501)، وصحّحه الحاكم 2/ 531 ووافقه الذهبي، وابن حبّان 1/ 301 (99)، وصحّحه المحقّقون والألباني.
(3132)
الحديث السابع والستون بعد المائتين: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا بُندار (1) قال: حدّثنا معاذ بن هانىء قال: حدّثنا محمد بن مُسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه جعل الدِّيَةَ اثني عشر ألفًا (2).
(3133)
الحديث الثامن والستون بعد المائتين: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا أبو عمّار قال: حدّثنا الفضل بن موسى عن الحُسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دِيَةُ أصابع اليدين والرجلين سواء، عشرةٌ من الإبل لكلّ إصبع". قال الترمذي: هذا حديث صحيح (3).
(3134)
الحديث التاسع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد. قال عبد اللَّه بن أحمد: وسمعتُه أنا من عبد اللَّه بن محمد قال: حدّثنا أبو الأحوص عن سِماك عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يَخْرُجَ إلى سفر قال: "اللهمّ أنتَ الصاحبُ في السفَرَ، والخليفةُ في الأهل. اللهمّ إنّي أعوذُ بك من الضِّبْنة في السَّفَر، والكآبة في المُنْقَلب. اللهمّ اقبِضْ لنا الأرض، وهَوِّنْ علينا السفر".
وإذا أراد الرجوع قال: "تائبون (4) عابدون، لربّنا حامدون".
فإذا دخل أهله قال: "تَوْبًا تَوْبًا، لربِّنِا أَوْبًا، لا يُغادرُ علينا حَوبًا"(5).
(1) وهو محمد بن بشّار.
(2)
الترمذي 4/ 6 (1388)، وابن ماجة 2/ 878 (2629)، ومن طريق معاذ في النسائي 8/ 44، ومن طريق محمد بن مسلم في أبي داود 4/ 185 (4546). وضعف الألباني الحديث. ينظر الإرواء 7/ 304 (2245).
(3)
الترمذي 4/ 8 (1391). وصحّحه الألباني - الإرواء 7/ 316 (2271).
(4)
في المسند "آيبون تائبون. . . " وفيما نقله الهيثمي عن أحمد وغيره أن رواية أحمد ليس فيها هذا اللفظ.
(5)
المسند 4/ 156 (2311) وفيه -وفيما بعده- ما يقال في اضطراب رواية سماك عن عكرمة. ومن طريق أبي الأحوص أخرجه أبو يعلى 4/ 241 (2353)، وصحّحه ابن حبّان 6/ 431 (2716)، وأخرج جزءًا من آخره الحاكم 1/ 488 وصحّحه، ووافقه الذهبي.
وقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَيَقْرَأَنَّ القرآنَ أقوامٌ من أُمّتي يَمْرُقُون من الإسلام كما يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيّة (1).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَسْتَقْبِلوا، ولا تُحَفِّلوا، ولا يُنَفِّقْ بعضُكم لبعض"(2).
الضِّبنة: ما تحت يدك من عيال أو مال.
والكآبة: الحزن.
وقوله: "لا تستقبلوا" يعني تلقّي الجَلَب.
وقوله: "ولا تُحَفِّلوا" أي لا تجمعوا اللبن في الضَّرع لتَغُرُّوا به في البيع.
"ولا يُنَفِّق بعضكم لبعض" أي لا يزيد في السِّلعة وليس براغب فيها.
(3135)
الحديث السبعون بعد المائتين: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا الحسين بن حُريث قال حدّثنا الفضل بن موسى عن معمر عن الحكم عن أبان عن عكرمة عن بن عبّاس:
أن رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد ظاهرَ من امرأته، فوقعَ عليها، فقال: يا رسول اللَّه، إني قد ظاهرْتُ من امرأتي فوقعْتُ عليها. فقال:"ما حَمَلَكَ على ذلك رَحِمَك اللَّه؟ " قال: رأيت خَلخالها في ضوء القمر. قال: "فلا تَقْرَبَنَّها حتى تفعلَ ما أمرَك اللَّه".
قال الترمذي: هذا حديث صحيح (3).
(3136)
الحديث الحادي والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد. قال عبد اللَّه: وحدِّثَنيه عبد اللَّه قال: حدّثنا عَبْدةُ بن سليمان عن
(1) المسند 4/ 157 (2312)، ومن طريق أبي الأحوص في ابن ماجة 1/ 61 (171)، ومسند أبي يعلى 4/ 242 (2354). قال في الزوائد: هذا إسناد ضعيف. وصحّحه الألباني. وله شواهد في الصحيح.
(2)
المسند 4/ 157 (2313)، والترمذي 3/ 568 (1268) من طريق أبي الأحوص. وقال عنه: حسن صحيح. قال: والعمل على هذا عند أهل العلم. . ومسند أبي يعلى 4/ 233 (2345). وحسّنه الألباني، وله شواهد.
وينظر تعليق محقّقي المسندين على الأحاديث الثلاثة.
(3)
الترمذي 3/ 503 (1199) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح، وسنن النسائي 2/ 167، ومن طرق عن الحكم في أبي داود 2/ 268 (2221)، وابن ماجة 1/ 666 (2065). وحسّن الألباني الحديث، ولكنّه حكم على إسناده بالضعف، لأن الحكم فيه ضعف من جهة حفظه، وله أوهام. الإرواء 7/ 179 (2091، 2092).
محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عكرمة عن ابن عباس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صَدَّقَ أُمَيّةَ في شيء من شعره، فقال:
رِجْلٌ وثَورٌ تحتَ رِجلِ يَمينِه
…
والنَّسْرُ للأُخرى وليثٌ مُرْصَدُ
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "صَدَق".
وقال:
والشمسُ تَطْلُعُ كلَّ آخرِ ليلة
…
حمراءَ يُصْبِحُ لونُها يَتَوَرَّدُ
تأبى فما تَطْلُعْ لنا في رسلها
…
إلّا مُعَذَّبَةً وإلّا تُجْلَدُ
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "صَدَق"(1).
(3137)
الحديث الثاني والسبعون بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال (2): حدّثنا عبد اللَّه بن محمد قال: حدّثنا عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ليس على من نام ساجدًا وُضوءُ حتى يضطجعَ، فإنّه إذا اضطجعَ استرخَتْ مَفاصِلهُ"(3).
(3138)
الحديث الثالث والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس:
(1) المسند 4/ 158 (2314). ومسند أبي يعلى 4/ 365 (2482)، والمعجم الكبير 11/ 186 (11591) وقال الهيثمي 8/ 130: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس. وقد جنح محقّقو المسند إلى تضعيف إسناده وعلّقوا عليه.
(2)
هكذا في الأصل. والذي في المسند أن الحديث رواه أحمد وابنه عن عبد اللَّه بن محمد.
(3)
المسند 4/ 160 (2315)، ومسند أبي يعلى 4/ 369 (2487). والحديث من طريق عبد السلام بن حرب في سنن أبي داود 1/ 52 (202)، والترمذي 1/ 111 (77)، وسنن الدارقطني 1/ 159، وقد حكم أبو داود على الحديث: بأنه منكر، ولم يروه إلا يزيد أبو خالد الدالاني عن قتادة. وقال الدارقطني: لا يصحّ. فقد أطال المحقّقون في الحديث عن إسناد الحديث، ومالوا إلى تضعيفه، لأن يزيد الدالاني مختلف فيه. ينظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على الحديث في الترمذي، وتعليق محقّقي أبي يعلى والمسند، وضعّفه الألباني.
أنّه قال في السجود في (ص): ليس من عزائم السُّجود، ورأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسجد فيها (1).
(3139)
الحديث الرابع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: أخبرنا أبو جمرة قال:
كنت أدفعُ النّاس عن ابن عبّاس، فاحتبستُ أيامًا، فقال: ما حبسك؟ قلت: الحُمَّى. قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الحُمَّى من فَيح جهنّم، فأَبْرِدوها بماء زمزم".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(3140)
الحديث الخامس والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد. قال عبد اللَّه: وسمعته أنا منه قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الحجّاج عن الحكم عن مِقسم عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه كان يخطب يوم الجمة قائمًا ثم يقعُدُ، ثم يقومُ فيخطُبُ (3).
(3141)
الحديث السادس والسبعون بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه (4) قال: حدّثنا عثمان بن محمد قال: حدّثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس منكم أحدٌ إلا وقد وُكِلَ به قرينُه من الشياطين" قالوا: وأنت يا رسول اللَّه؟ قال: "نعم، ولكنّ اللَّه أعانَني عليه فأسلم"(5).
(1) المسند 5/ 376 (3387). وهو في البخاري 2/ 552 (1069) من طريق حمّاد عن أيوب به، ولم ينبّه عليه. وإسماعيل بن عليّة ثقة من رجال الشيخين.
وسيكرّر المؤلّف الحديث (الثاني والثلاثون بعد الثلاثمائة).
(2)
المسند 4/ 396 (2649)، والبخاري 6/ 330 (3261) من طريق همّام. وعفّان من رجال الشيخين.
(3)
المسند 4/ 165 (2322)، ومسند أبي يعلى 4/ 372 (2490). وفي إسناده ضعف، لكن يشهد له ما روي في الصحيحين. ينظر التعليق على المسندين.
(4)
الحديث في المسند عن أحمد وعبد اللَّه عن عثمان بن محمد، ابن أبي شنية.
(5)
المسند 4/ 166 (2323). قال الهيثمي 8/ 228: رجاله رجال الصحيح غير قابوس بن أبي ظبيان، وقد وثّق على ضعفه. ومن طريق جرير اختاره الضياء 9/ 547 - 549 (539، 540). وقد روى مسلم هذا الحديث عن ابن مسعود وعائشة -4/ 2167، 2168 (2814، 2815). وينظر كشف المشكل 4/ 336.
(3142)
الحديث السابع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن محمد. قال عبد اللَّه: وسمعته أنا منه قال: حدّثنا جرير عن قابوس عن أبيه قال: حدّثنا ابن عبّاس قال:
ليلةَ أُسْرِيَ بنبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم دخلَ الجنّةَ، فسَمعَ في جانبها وَجْسًا، فقال:"يا جبريلُ، ما هذا؟ " قال: هذا بلال المؤذّن. فقال نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم حين جاء إلى النّاس: "قد أفلحَ بلالٌ، رأيتُ له كذا وكذا". قال: فَلَقِيَه موسى عليه السلام، فرحَّبَ به وقال: مرحبًا بالنبيِّ الأمّيّ. قال: هذا موسى. قال: فمضى [فلقيه عيسى، فرحَّب به وقال: "من هذا يا جبريل؟ " قال: هذا عيسى. قال: فمضى](1) فلقيه شيخ جليل مَهيبٌ، فرحَّب به وسلَّم عليه -وكلُّهم يُسلِّم عليه- فقال:"من هذا يا جبريل؟ " قال: هذا أبوك إبراهيم: قال: فنظر في النّار فإذا قومٌ يأكلون الجِيَفَ، قال:"من هؤلاء يا جبريل؟ " قال: هؤلاء الذين يأكون لحوم النّاس. ورأى رجلًا أحمر أزرق جَعدًا (2)، قال:"من هذا يا جبريل؟ " قال: هذا عاقر الناقة. قال: فلما أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم المسجدَ الأقصى قام يصلّي، فإذا النبيّون أجمعون يُصَلّون معه. فلما انصرف جيء بقَدَحين: أحدُهما عن اليمين والآخر عن الشمال، في أحدهما لبنٌ، وفي الآخر عَسَل، فأخذ اللبنَ فشرِبَ منه، فقال الذي كان معه القدح: أصبتَ الفِطرة (3).
(3143)
الحديث الثامن والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا سفيان عن أبي موسى عن وهب بن مُنَبّه عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من سَكَنَ الباديةَ جفا. ومن اتَّبَعَ الصيدَ غَفَلَ. ومن أتى السلطانَ افتُتِنَ"(4).
(1) ما بين معقوفين من المسند.
(2)
زاد في المسند "شعِثًا إذا رأيته".
(3)
المسند 4/ 166 (2324). وإسناده كسابقه. وقد نسبه السيوطي في الدّرّ 5/ 214 لعدد من العلماء، ينظر حاشية المسند.
(4)
المسند 5/ 361 (3362)، وبه في النسائي 7/ 195، والترمذي 4/ 454 (2256) قال: وفي الباب عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عبّاس، لا نعرفه إلا من حديث الثوري. ومن طريق سفيان في سنن أبي داود 3/ 111 (2859). وضعّف محقّق المسند إسناده لجهالة أبي موسى، وحسّنه لغيره. وجعله الألباني في صحيح السنن.
(3144)
الحديث التاسع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا أبو معاوية -يعني شَيبان- عن ليث عن عبد الملك بن سعيد عن عكرمة عن ابن عباس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطيّرُ، ويُعْجِبُه الاسمُ الحسن (1).
(3145)
الحديث الثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن محمّد (2) قال: حدّثنا جرير عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة عن ابن عبّاس:
يرفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يُوَقِّرِ الكبيرَ، ويرحمِ الصغيرَ، ويأمرْ بالمعروف وينهَ عن المنكر"(3).
(3146)
الحديث الحادي والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن محمد قال: حدّثنا جرير عن ليث عن طاوس عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "خمسٌ كلُّهنّ فاسق، يقتلُهنّ المُحْرِم، ويُقْتَلْن في الحَرَم: الفأرة، والعقرب، والحيّة، والكلب العَقور، والغراب"(4).
(3147)
الحديث الثاني والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب مولى ابن عبّاس عن ابن عبّاس قال:
كان اسم جويرية بنت الحارث بَرّة، فحوَّلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم اسمها فسمّاها جُوَيرية.
(1) المسند 4/ 169 (2328): قال الهيثمي 8/ 50: فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف بغير كذب. وقد صحّحه الألباني في الصحيحة 2/ 407 (777)، ولكن محقّقي المسند حسّنوا الحديث لغيره، وضعّفوا إسناده لضعف ليث، ولم يُرضِهم حكم الألباني
(2)
قال عبد اللَّه: وسمعته أنا من عثمان.
(3)
المسند 4/ 170 (2329). قال في المجمع 4/ 17 بعد أن ذكر من أخرجه: في إسناد أحمد ليث بن أبي سليم، وهو مدلّس. وهو في الترمذي 4/ 284 (1921) من طريق ليث عن عكرمة عن ابن عبّاس. وقال أبو عيسى: حسن غريب. وصحّحه محقّقو المسند لغيره، وذكروا طرقه وشواهده.
(4)
المسند 4/ 171 (2230). وفي إسناده ليث. وقد روى الحديث في الصحيحين عن ابن عمر وعائشة وحفصة. ينظر الجمع 2/ 231 (1355)، 4/ 61، 242 (3174، 3471).
فمرّ بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم فإذا هي في مُصَلّاها تُسَبِّحُ اللَّهَ وتدعوه، فانطلق لحاجته ثم رجع إليها بعدما ارتفع النهار. فقال:"يا جويرية، ما زِلْتِ في مكانك" قالت: ما زِلتُ في مكاني هذا. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لقد تكلَّمْتُ بأربع كلمات أَعَدْتُهُنّ (1) ثلاث مرّات هنّ أفضل ممّا قُلْتِ: سبحانَ اللَّه عدَد خَلْقِه. وسبحانَ اللَّه رضا نَفْسه. وسبحانَ اللَّه زِنةَ عرشه. وسبحان اللَّه مِدادَ كلماته. والحمدُ للَّه مثلُ ذلك"(2).
* طريق لبعضه:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عمرو الناقد قال: حدّثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عبّاس قال:
كانت جويرية اسمها بَرّة، فحوَّلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم اسمها جُويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند بَرّة (3).
انفرد بإخراجه الطريقين مسلم.
(3148)
الحديث الثالث والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مكّي بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند أنّه سمع أباه يخبر عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الصحّةَ والفراغَ نعمتان من نِعَم اللَّه عز وجل، مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النّاس".
انفرد بإخراجه البخاري (4).
(3149)
الحديث الرابع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبيدة بن حُميد قال: حدّثني يزيد بن أبي زياد عن رجل عن ابن عبّاس قال:
(1) في المسند "أعدّهنّ".
(2)
المسند 5/ 333 (3308). وأخرجه 4/ 173 (2334) بإسناد صحيح: عن أسود بن عامر عن سُفيان عن محمد بن عبد الرحمن عن كريب. وأخرجه مسلم في موضعين مفرّقًا، من طريق سُفيان عن محمد بن عبد الرحمن 3/ 1687 (2140)، 4/ 2090 (2726).
(3)
مسلم 3/ 1687 (2140).
(4)
المسند 4/ 177 (2340)، والبخاري 11/ 229 (6412).
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سير (1)، فعرَّسَ من الليل، فرقَدَ فلم يستيقظْ إلا بالشمس. فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بلالًا فأذّن، فصلّى ركعتين.
قال: فقال ابن عبّاس: ما يَسُرُّني الدُّنيا وما فيها بها. يعني بالرُّخصة (2).
(3150)
الحديث الخامس والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني حسين بن عبد اللَّه عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
لما اجتمع القومُ لغَسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وليس في البيت إلا أهله: عمُّه العباس بن عبد المطلب وعليُّ بن أبي طالب والفضل بن العبّاس وقُثَمُ بن العبّاس وأسامة بن زيد وصالحٌ مولاه. فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوسُ بن حَوْلِيّ الأنصاري ثم أحد بني عوف بن الخزرج، وكان بدريًا، عليَّ بن أبي طالب، فقال: يا عليُّ، نَشَدْتُك اللَّهَ وحظَّنا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال له عليّ: ادخل، فدخل فحضرَ غَسلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ولم يَلِ من غُسله شيئًا. قال: فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره وعليه قميصه، وكان العبّاس والفضل وقُثَمُ يقلِّبونه مع علي، وكان أسامة بن زيد وصالح يَصُبّان الماء، وجعل عليّ يغسله، ولم يرَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا ممّا يراه من الميت، وهو يقول: بأبي وأمي، ما أطيبك حيًّا ومَيتًا! حتى إذا فَرَغوا من غَسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان يُغسل بالماء والسِّدر، جَفَّفوه، ثم صُنع به ما يُصنع بالميت، ثم أُدرج في ثلاثة أثواب: ثوبين أبيضين، وبرد حِبَرة. ثم دعا العبّاسُ رجلين فقال: ليذهبْ أحدُكما إلى أبي عبيدة بن الجرَّاح، وكان أبو عبيدة يَضْرَحُ لأهل مكة، وليذهب الآخر إلى أبي طلحة بن سهل الأنصاري، وكان أبو طلحة يَلْحَدُ لأهل المدينة. قال: ثم قال العباس لهما حين سرَّحَهما: اللهمّ خِرْ لرسولك. قال: فذهب، فلم يجد صاحب أبا عبيدة، ووجد صاحبُ أبي طلحة أبا طلحة، فجاء فلَحَدَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (3).
(1) في المسند "في سفر".
(2)
المسند 4/ 181 (2349)، وفيه يزيد وهو ضعيف، وفيه أيضًا رجل مجهول. وفي مسند أبي يعلى 4/ 263 (2375) عن يزيد عن تميم بن سلمة عن مسروق عن ابن عبّاس. وله شواهد ذكرها المحقّقون.
(3)
المسند 4/ 186 (2357)، وضعف المحقّق إسناده لضعف حسين بن عبد اللَّه، وحسّنه لغيره.
وقد روي الكفن وحده في حديث:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن إدريس قال: حدّثنا يزيد عن مِقْسم عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ في ثلاثة أثواب: في قميصه الذي مات فيه، وحُلّة نجرانية، الحُلّة ثوبان (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا الحجّاج بن أرطاة قال: حدّثني الحكم عن مِقسم عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ في ثوبين أبيضَين وفي بُرْدٍ أحمرَ (2).
(3151)
الحديث السادس والثمانون بعد المائتين: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا محمد بن بشّار قال: حدّثنا ابن أبي عدي عن إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُقام الحدودُ في المساجد، ولا يُقْتَلُ الوالدُ بالولد"(3).
هذا الحديث (4) لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث إسماعيل.
قال أحمد: هو منكر الحديث. وقال يحيى: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك الحديث.
(1) المسند 3/ 414 (1942). ويزيد بن أبي زياد ضعيف. والحديث في أبي داود 3/ 199 (3153)، وابن ماجة 1/ 472 (1471). قال النووي - كما في حاشية ابن ماجة: هذا الحديث ضعيف لا يصحّ الاحتجاج به، لأن يزيد بن أبي زياد مجمع على ضعفه، سيما وقد خالف روايته رواية الثقات. وضعّف الألباني ومحقّقو المسند إسناده.
(2)
المسند 4/ 139 (2284). وذكر محقّقو المسند أنّه جاء ما يخالفه وهو أصحّ منه، فليراجع.
(3)
الترمذي 4/ 12 (1401) قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه بهذا الإسناد مرفوعًا إلا من حديث إسماعيل بن مسلم، وإسماعيل بن مسلم قد تكلّم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. ومن طريق إسماعيل أخرجه ابن ماجة في قسمين 2/ 867، 888 (2599، 2662). وقال ابن حجر معلّقًا على قول الترمذي: بل تابعه سعيد بن بشير عن عمرو بن دينار - النكت 5/ 22 - وينظر المعجم الكبير 11/ 5 (10846) وحاشيته، والإرواء 7/ 271.
(4)
هذا كلام المصنف، نقل بعض قول الترمذي وزاد عليه. ينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد 1/ 114.
(3152)
الحديث السابع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثني أبو جمرة عن ابن عبّاس قال:
جُعِل في قبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قطيفةٌ حمراء (1).
(3153)
الحديث الثامن والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد ومحمد بن جعفر قالا: أخبرنا هشام عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
بُعِثَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو أُنْزِلَ عليه وهو ابن أربعين، فمكثَ بمكّة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشر سنين، فمات وهو ابن ثلاث وستين.
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عمّار بن أبي عمّار عن ابن عبّاس قال:
أقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم[بمكّة خمس عشرة سنة] سبع سنين يرى الضوء والنور ويسمع الصوت، وثمان سنين يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشرًا.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل عن خالد الحذّاء قال: حدّثني عمّار (4) مولى بني هاشم قال: سمعت ابن عباس يقول:
توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ خمس وستين سنة.
انفرد بإخراجه مسلم (5).
(1) المسند 3/ 465 (2021). والحديث من طريق يحيى بن سعيد وغيره في مسلم 1/ 665 (967). ولم ينبّه عليه.
(2)
المسند 4/ 19 (2110)، والبخاري 7/ 162 (3851) من طريق هشام، وله فيه طرق أخرى. أما مسلم فأخرجه من طريق عمرو بن دينار وأبي جمرة الضبعي عن ابن عباس 4/ 1826 (2351).
(3)
المسند 5/ 45 (2846)، ومسلم 4/ 1827 (2353) من طريق حمّاد.
(4)
وهو عمّار بن أبي عمّار.
(5)
المسند 3/ 415 (1945)، ومسلم - السابق. وشيوخ أحمد في الطرق كلّها ثقات.
(3154)
الحديث التاسع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني خُصيف بن عبد الرحمن الجَزَري عن سعيد بن جبير قال:
قلتُ لابن عباس: عَجَبًا لاختلاف أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في إهلال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1)! فقال: إني لأعلمُ الناسِ بذلك، إنما كانت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حَجّة واحدة، فمن هنالك اختلفوا.
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حاجًّا، فلما صلّى في مسجده بذي الحليفة ركعتيه أوجب في مجلسه، فأهلّ بالحَجّ حين فرَغَ من ركعتيه، فسمع ذلك منه أقوام فحفظوا عنه، ثم ركب، فلمّا استقلَّت به ناقتُه أهلَ، وأدركَ ذلك منه أقوام فحفظوا عنه (2)، وذلك أن النّاس إنما كانوا يأتون أرسالًا، فسمعوه حين استقلّت به ناقته يُهِلّ، فقالوا: إنما أهلّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين استقلّت به ناقتُه. ثم مضى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلمّا علا على شَرَف البيداء أهلَّ، وأدرك ذلك منه أقوامٌ فقالوا: إنما أهلّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حين علا على شَرَف البيداءِ. وايمُ اللَّه، لقد أوجب في مُصَلّاه، وأهلّ حين استقلّت به راحلتُه، وأهلّ حين علا على شرف البيداء، فمن أخذَ بقول ابن عبّاس أهلَّ في مُصَلّاه إذا فرغ من ركعتيه (3).
(3155)
الحديث التسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني رجل عن عبد اللَّه بن أبي نَجيج عن مجاهد بن جبر عن ابن عبّاس قال:
أهدى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حَجّة الوَداع مائة بَدَنَة، نحرَ منها ثلاثين بَدَنَة بيده، وأمرَ عليًا فنحر ما بقي منها. وقال: "اقسم لحومَها وجِلالَها وجلودَها بين النّاس، ولا تُعْطِيَنّ جَزّارًا منها شيئًا، وخُذْ لنا من كلِّ بعير حُذْيةً من لحم، ثم اجعلها في قِدر واحدة، حتى
(1) في المسند "حين أوجب".
(2)
ليس في المسند: "فحفظوا عنه".
(3)
المسند 4/ 188 (2358). ومن طريق الإمام أحمد صحّحه الحاكم 1/ 451 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. والحديث في سنن أبي داود 2/ 150 (1770)، وجعله الألباني في ضعيف سنن أبي داود. أما محقّقو المسند فحسّنوه لغيره.
نأكل من لحومها ونحسوَ من مرقها" ففعل (1).
(3156)
الحديث الحادي والتسعون بعد المائتين: وبالإسناد: قال ابن إسحاق: وذكر طلحة بن نافع عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
تزوّجَ رجل امرأة من الأنصار من بَلْعَجلان، فدخل بها فبات عندها، فلما أصبح قال: ما وجدْتُها عَذراء. قال: فرُفعَ شأنُها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم[فدعا الجاريةَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فسألها، فقالت: بلى، قد كنتُ عذراء، فأمر بهما رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم](2) فتلاعَنا وأعطاها المَهر (3).
قال يحيى بن معين: طلحة بن نافع ليس بشيء (4).
(3157)
الحديث الثاني والتسعون بعد المائتين: وبالإسناد عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمد بن طلحة بن يزيد بن رُكانة عن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني عن ابن عبّاس قال:
أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم برجم اليهوديّ واليهوديّة عند باب المسجد، فلما وَجَدَ اليهوديُّ مَسَّ الحجارةِ قام على صاحبته، فجنا عليها يَقيها مسَّ الحجارة حتى قُتِلا جميعًا. وكان ممّا صنع اللَّه عز وجل لرسوله في تحقيق الزِّنا منهما (5).
(3158)
الحديث الثالث والتسعون بعد المائتين: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا
(1) المسند 4/ 191 (2359)، وفيه رجل مجهول، ومخالفة لما ورد في الصحيح من نحر النبيّ صلى الله عليه وسلم ثلاثًا وستين بدنة - وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم 2/ 886 (1218).
(2)
سقط سطر من المخطوطة بانتقال نظر الناسخ.
(3)
المسند 4/ 195 (2367)، وابن ماجة 1/ 669 (2070)، وأبو يعلى 5/ 110 (2723). قال البوصيري في الزوائد: في إسناده ضعف، لتدليس محمد بن إسحاق. وقد قال البزّار: هذا الحديث لا يعرف إلا بهذا الإسناد. وضعّفَه الألباني. وقال محقّقو المسند: إسناده ضعيف لتدليس ابن إسحاق. ولكن محقّق مسند أبي يعلى صحّح الإسناد، لأن ابن إسحاق صرّح بالتحديث.
(4)
وهو أبو سفيان الواسطي، روى له الجماعة، وقيل: صدوق. ينظر التهذيب 3/ 513، والتقريب 1/ 264، والضعفاء 2/ 66.
(5)
المسند 4/ 196 (2368). قال الهيثمي 6/ 274: رجال أحمد ثقات، وقد صرّح ابن إسحاق بالسماع في رواية أحمد. واختاره الضياء 9/ 506، 507 (490، 491) من طريق جرير عن ابن إسحاق. وله شاهد في الصحيحين عن ابن عمر 2/ 238 (1366).
محمد بن عبد الرحيم البغدادي قال: حدّثني علي بن بحر قال: حدّثنا هشام بن يوسف عن معمر عن عمرو بن مسلم عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت من زوجها على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأمَرَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تعتدّ بحيضة (1).
(3159)
الحديث الرابع والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال (3): حدّثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمّه محمد بن مسلم قال: أخبرني عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود أن عبد اللَّه بن عبّاس أخبره:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتبَ إلى قيصرَ يدعوه إلى الإسلام، وبعثَ بكتابه مع دِحْيةَ الكَلبي، وأمرَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يدفعَه إلى عظيم بُصرى ليدفعَه إلى قيصر، فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر. وكان قيصر لما كَشَفَ اللَّهُ عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء على الزَّرَابِيّ تُبْسَط له. قال عبد اللَّه بن عباس: فلما جاء قيصرَ كتابُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال حين قرأه: التمِسوا لي من قومه من أسألُه عن رسول اللَّه.
قال ابن عبّاس: فأخبرَني أبو سفيان بن حرب أنّه كان بالشام في رجال من قريش قَدِموا تُجّارًا، وذلك في المُدّة التي كانت بين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وبين قريش. قال أبو سفيان: فأتى رسولُ اللَّه قيصر، فانطلق بي وبأصحابي حتى قدِمْنا إيلياء، فأُدْخِلنا عليه، فإذا هو جالس في مجلس مُلكه، عليه التاجُ، وإذا حولَه عظماء الروم. فقال لتُرجمانه: سَلْهم: أيُّهم أقربُ نَسَبًا إلى هذا الرّجل الذي يَزْعُمُ أنّه نبيّ. قال أبو سفيان: أنا أقربهم نَسَبًا. قال: ما قرابتُك منه؟ قال: قلت: هو ابن عمّي. قال أبو سفيان: وليس في الرّكب يومئذ رجلٌ من بني عبد مناف غيري. قال: فقال قيصر: أدنوه مني. ثم أمر بأصحابي فجُعِلوا خلف ظهري عند كتفي، ثم قال لترجمانه: قل لأصحابه: إني سائل عن هذا الرّجلِ الذي يزعمُ أنّه نبيّ، فإن كَذَبَ فكذِّبوه. قال أبو سفيان: فواللَّه لولا الاستحياءُ يومئذ أن يَأْثُرَ
(1) الترمذي 3/ 491 (1185). وقال: هذا حديث حسن غريب. وأبو داود 2/ 269 (2229) وقال: هذا الحديث رواه عبد الرزّاق عن معمر عن عمرو بن مسلم عن عكرمة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وصحّحه الألباني.
(2)
في الأصل "حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا ابن أخي شهاب". وقد روي في المسند عن يعقوب عن ابن أخي شهاب. وروي بعده عن يعقوب عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن أخي شهاب عن عبيد اللَّه. . .
أصحابي عني الكذب لَكَذَبْتُه حين سألَني، ولكنّي استحْيَيْتُ أن يأثُروا عنّي الكذب، فصَدَقْتُه عنه.
ثم قال لترجمانه: قل له: كيف نسبُ هذا الرجل فيكم؟ قال: قلتُ: هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول منكم أحدٌ قطُّ قبله؟ قال. قلت: لا. قال: فهل كنتم تَتَّهِمونه بالكَذِب قبلَ أن يقولَ ما قال؟ فقلت: لا. فقال: هل كان من آبائه من مَلِك؟ قال: قلت: لا. قال: فأشرافُ النّاس اتَّبعوه أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم. قال: فيزيدون أم ينقُصون؟ قال: قلتُ: بل يزيدون. قال: فهل يرتدُّ أحدٌ سَخْطةً لدينه بعدَ أن يدخُلَ فيه؟ قال: قلت: لا. قال: فهل يَغْدرُ؟ قال: قلت: لا، ونحن الآن في مدّة، ونحن نخاف ذلك. قال: أبو سفيان: ولم تُمْكِنّي كلمةٌ أُدْخِلُ فيها شيئًا أنتقُصه به غيرَها، لأنّي أخاف أن يأثُروا عني. قال: فهل قاتلْتُموه أو قاتَلَكم؟ قال: قلت: نعم. قال: كيف كانت حربُكم وحربُه؟ قال: قلتُ: كانت دُوَلًا سِجالًا، نُدالُ عليه المرّةَ ويُدالُ علينا الأخرى. قال: فبِمَ يأمرُكم؟ قلتُ: يأمرُنا أن نعبدَ اللَّه وحده لا نُشْرِكُ به شيئًا، وينهانا عمّا كان يعبُدُ آباؤنا، ويأمرُنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة.
قال: فقال لترجمانه حين قلتُ له ذلك: قل له: إني سألْتُك عن نسبه فزعمتَ أنّه فيكم ذو نسب، وكذلك الرُّسُل تُبْعَثُ في نسب قومها. وسألتُك: هل قال هذا القولَ أحدٌ منكم قطُّ قبله؟ فزعمت أنْ لا. فقلتُ: لو كان أحدٌ منكم قال هذا القولَ قبلَه، قلتُ: رجلٌ يأتمُّ بقولٍ قيل قبله. وسألتُك: هل كنتُم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقولَ ما قال؟ فزعْمتَ أن لا، فقد أعرفُ أنّه لم يكن لِيَذَرَ الكَذِبَ على النّاس ويكذبَ على اللَّه عز وجل. وسألتُك: هل كان من آبائه من مَلِك؟ فزعمتَ أن لا، فقلتُ: لو كان من آبائه ملك قلتُ: رجلٌ يطلُبُ مُلْكَ آبائه. وسألْتُك: أشرافُ النّاس يتّبعونه أم ضعفاؤهم؟ فزعمْتَ أنّ ضعفاءَهم اتّبعوه، وهم أتباعُ الرسل. وسألْتُك: هل يزيدون لم ينقصون؟ فزعمْتَ أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يَتِمَّ. وسألتك: هل يرتدُّ أحدٌ سَخْطةً لدينه بعدَ أن يدخلَ فيه؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان حين يخالطُ بشاشتُه القلوب، لا يسخَطُه أحد. وسألتك: هل يغدِرُ؟ فزعمت أن لا، وكذلك الرسل. وسألتُك: هل قاتَلْتموه وقاتلَكم؟ فزعمت أن قد فعل، وإن حربَكم وحربَه تكون دُوَلًا، يُدال عليكم المرَّةَ وتدالون عليه الأخرى، وكذلك الرسل تُبتلى وتكونُ لها العاقبة. وسألتك: بم يأمرُكم؟ فزعمت أنّه يأمُرُكم أن تعبدوا اللَّه عزّ
وجلّ وحدَه لا شريك له، وينهاكم عمّا كان يعبُدُ آباؤكم، ويأمُرُكم بالصدق والصلاة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، وهذه صفات نبيٍّ قد كنت أعلمُ أنّه خارج، ولكن لم أظنَّ أنّه منكم، وأن يكنْ ما قُلْتَ فيه حقًّا فيوشكُ أن يملِك مَوضعَ قدميّ هاتين. واللَّه لو أرجو أن أخلُصَ إليه لتجشَّمْتُ لُقِيَّه، ولو كنتُ عنده لغَسَلْتُ عن قدمَيه.
قال أبو سفيان: ثم دعا بكتاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأمر به فقرىء، فإذا فيه: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. من محمّد بن عبد اللَّه ورسوله إلى هِرَقل عظيم الروم. سلامٌ على من اتّبَعَ الهدى. أما بعد، فإنّي أدعوك بداعية الإسلام، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وأَسْلِمْ يُؤتِكَ اللَّهُ أجرَك مرّتين. وإن تولّيْتَ فعليك إثم الإرّيسيّين -يعني الأَكَره- (ويَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).
قال أبو سفيان: فلّما قضى مقالتَه عَلَتْ أصواتُ الذين حولَه من عظماء الروم، وكثُر لَغَطُهم، فلا أدري ماذا قالوا: وأَمر بنا فأُخْرِجْنا.
قال أبو سفيان: فلما خرجت من أصحابي وخَلَصْتُ، قلت لهم: أَمِرَ أمرُ ابن أبي كَبشة. هذا مَلِكُ بني الأصفر يخافُه.
قال أبو سفيان: واللَّه ما زِلتُ ذليلًا، مُستيقنًا أن أمرَه سيظهرُ، حتى أدخلَ اللَّهُ قلبي الإسلامَ وأنا كاره.
أخرجاه (1).
أبو كبشة جدّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قِبَلِ أمّه. واسمه وَجْز بن غالب. وكان أوّلَ من عَبَدَ الشِّعْرَى وخالفَ دينَ قريش، فنسبوه إليه لمخالفته دينهم (2).
(3160)
الحديث الخامس والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمّه قال: حدّثني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن
(1) المسند 4/ 198 (2370). والبخاري 9/ 106 (2940، 2941) من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب. وأخرج جزءا صغيرًا منه 6/ 107 (2936) من طريق يعقوب بن إبراهيم عن ابن أخي شهاب عن عمّه. ومسلم 3/ 1393 - 1397 (1773) من طرق عن معمر عن الزهري عن عبيد اللَّه. ومن طريق يعقوب عن أبيه عن صالح عن ابن شهاب.
(2)
ينظر الكشف 4/ 91، 92. وفي حواشيه مصادر.
عتبة بن مسعود أن ابن عبّاس حدّثه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: أقرأَني جبريلُ على حرفٍ فراجعْته، فلم أزلْ أستزيدُه ويزيدُني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(3161)
الحديث السادس والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي عن محمد بن إسحاق قال: حدّثني محمد بن الوليد بن نويفع عن كريب مولى ابن عبّاس عن عبد اللَّه بن عبّاس قال:
بعث بنو سعد بن بكر ضِمامَ بن ثَعلبة وافدًا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد، ثم عقلَه، ثم دخل المسجدَ ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه، وكان ضِمامٌ رجلًا جَلدًا أشعرَ ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أصحابه، فقال: أيُّكم ابنُ عبد المطّلب؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا ابن عبد المطلب" قال: محمد؟ قال: "نعم". فقال: ابنَ عبدِ المطّلب، إني سائلُك فمُغَلِّظٌ عليك في المسألة، فلا تَجِدَنَّ في نفسك. قال:"لا أجدُ في نفسي، فسل عما بدا لك". قال: أنشُدُك اللَّه، إلهَك وإلهَ من كان قبلَك وإلهَ من هو كائن بعدك، آللَّهُ بعثَك إلينا رسولًا؟ فقال:"اللهمّ نعم" قال: فأنشُدُك اللَّه، إلهَك وإلهَ من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك، آللَّهُ أمرَك أن تأمُرَنا أن نعبدَه وحدَه لا تُشْرِكَ به شيئًا، وأن نخلعَ هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه؟ قال:"اللهمّ نعم". قال: فأنشُدُك اللَّهَ، إلهَك وإلهَ من كان قبلك وإلهَ من هو كائن بعدك، آللَّه أمرَك أن نُصلِّيَ هذه الصلوات الخمس؟ قال:"اللهمّ نعم". قال: ثم جعل يذكرُ فرائضَ الإسلام فريضةً فريضةً: الزكاة والصيام والحجّ وشرائع الإسلام كلَّها، يُناشِدُه عندَ كلِّ فريضةٍ كما يُناشده في التي قبلها. فلما فرغ قال: فإنّي أشهدُ أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدًا رسول اللَّه. أُؤَدّي هذه الفرائض، وأجتنبُ ما نهيتَني عنه، ثم لا أزيدُ ولا أنقص. قال: ثم انصرف راجعًا إلى بعيره، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين ولّى:"إنّ يصدقْ ذو العَقيصتَين يدخلِ الجنّة".
(1) المسند 4/ 206 (2375)، والبخاري 6/ 305 (3219)، 9/ 23 (4991)، ومسلم 1/ 561 (819) من طرق عن ابن شهاب. وسائر رجاله رجال الشيخين.
قال: فأتى بعيرَه فأطلقَ عِقالَه، ثم خرج حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أوّلَ ما تكلَّمَ به أن قال: بئستِ اللاتُ والعُزّى. قالوا: مَه يا ضِمام. اتَّقِ البَرَصَ والجُذامَ، اتَّقِ الجنونَ. قال: ويلَكم، إنّهما واللَّه لا يَضُرّان ولا ينفعان. إنّ اللَّه عز وجل قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا ليستَنْقِذَكم به مما كُنْتُم فيه. وإني أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وقد جئتُكم من عنده بما أمرَكم به ونهاكم عنه. قال: فواللَّه ما أمسى ذلك اليومُ وفي حاضِره رجلٌ ولا امرأة إلا مسلمًا.
قال ابن عبّاس: فما سَمِعْنا بوافد قوم كان أفضل من ضِمام بن ثعلبة (1).
فإن قيل: كيف اقتنع من الدليل باليمين؟ فالجواب: أنّه رأى من الأدلّة قبل ذلك ما يصلح دليلًا، ثم أكّد باليمين.
(3162)
الحديث السابع والتسعون بعد المائتين: وبالإسناد عن ابن إسحاق قال: حدّثني داود بن الحُصَين عن عكرمة عن عبد اللَّه بن عبّاس قال:
ما كانت صلاةُ الخوف إلا كصلاة أحراسكم هؤلاء اليومَ خلفَ أئمّتكم، إلا أنها كانت عُقَبًا: قامت طائفةٌ وهم جميع مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسجدت معه طائفة، ثم قام رسول اللَّه وسجد الذي كانوا قيامًا لأنفسهم، ثم قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقاموا معه جميعًا، ثم ركع وركعوا معه جميعًا، ثم سجد فسجد معه الذين كانوا قيامًا أوّل مرّة، وقام الآخرون الذين كانوا سجدوا معه أوّل مرة، فلما جلس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والذين سجدوا معه في آخر صلاتهم سجد الذين كانوا قيامًا لأنفسهم، ثم جلسوا، فجمعهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالسلام (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان عن أبي بكر بن أبي الجَهم عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 4/ 209 (2381). وأخرج أوله أبو داود 1/ 132 (487) من طريق محمد بن إسحاق قال: حدّثني سلمة بن كُهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع. . . وحسّنه الألباني، ومحقّقو المسند.
(2)
المسند 4/ 212 (2382)، والنسائي 3/ 170، وحسّن ابن حجر إسناده في تلخيص الحبير 2/ 599، وقال الألباني: حسن صحيح.
صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاةَ الخوف بذي قَرَد، صفًّا موازيَ العدوِّ، وصلّى بهم ركعة، ثم ذهب هؤلاء إلى مصافّ هؤلاء، وجاء هؤلاء فصلّى بهم ركعة ثم سلّم، فكانت للنبيّ صلى الله عليه وسلم ركعتين ولكلّ طائفة ركعة (1).
(3163)
الحديث الثامن والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثنا سلمة بن كُهَيل الحضرمي ومحمد بن الوليد بن نُويفع مولى آل الزبير، كلاهما حدّثني عن كُريب مولى عبد اللَّه بن عبّاس عن عبد اللَّه ابن عبّاس قال:
رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصَلّي من الليل في بُردٍ له حَضْرميّ، مُتَوَشِّحًا [به، ما] عليه غيرُه (2).
(3164)
الحديث التاسع والتسعون بعد المائتين: وبه عن ابن إسحاق قال: حدّثنا حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبّاس عن عكرمة مولى عبد اللَّه بن عبّاس عن عبد اللَّه بن عبّاس قال:
لقد رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصلّي في يوم مَطير، وهو يتّقي الطينَ إذا سجدَ بكساء عليه، يجعله دونَ يدَيه إلى الأرض إذا سجد (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد. قال عبد اللَّه بن أحمد: وسمعته أنا منه قال: حدّثنا شَريك عن حُسين عن عكرمة عن ابن عبّاس (4):
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلّى في ثوبٍ واحد متوشِّحًا به، يتّقي بفُضوله حَرَّ الأرض وبردَها (5).
(1) المسند 5/ 363 (3364). ومن طريق سفيان في النسائي 3/ 169، وصحّحه ابن حبّان 7/ 122 (2871)، والحاكم والذهبي 1/ 335 على شرط الشيخين، مع أن أبا بكر بن أبي الجهم من رجال مسلم، وصحّحه الألباني، ومحقّقو المسند وابن حبّان.
(2)
المسند 3/ 214 (2384)، وصحّحه ابن حبّان 6/ 309 (2570). وقد صرّح ابن إسحاق بالتحديث.
(3)
المسند 4/ 214 (2385). وفي إسناده حسين بن عبد اللَّه، وهو ضعيف. وحسّنه محقّقو المسند لغيره، وذكروا شواهده 4/ 164 - الطريق التالي.
(4)
في الأصل: "حدّثنا عبد اللَّه قال: حدّثنا عبد اللَّه بن ابن عباس" وما أثبت من المسند.
(5)
المسند 4/ 164 (2320)، ومن طريق شريك في أبي يعلى 4/ 334 (2446)، والطبراني 11/ 167 (11520)، والمحقّقون على تضعيف إسناده، لضعف حسين، وسوء حفظ شريك بن عبد اللَّه.
(3165)
الحديث الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثنا العبّاس بن عبد اللَّه بن مَعبد بن عبّاس عن بعض أهله عن عبد اللَّه ابن عبّاس أنّه كان يقول:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأُ في ركعتَيه قبلَ الفجر بفاتحة القرآن والآيتين من خاتمة "البقرة" في الركعة الأولى. وفي الركعة الأخيرة بفاتحة القرآن وبالآية التي من آل عمران [64]{قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ. . .} حتى يختمَ الآية (1).
(3166)
الحديث الحادي بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مَعمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عبّاس (2) قال:
كان الطلاق على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر بن الخطاب، طلاقُ الثلاث واحدةً. فقال عمر: إنّ النّاس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة، فلو أمضَيْناه عليهم، فأمضاه عليهم.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
والذي يظهر من هذا الحديث أن قوله: كان الطلاق الثلاث واحدة، أن يوقع واحدة بعد واحدة. وهذا طلاق السنة: أن يوقع في كلّ طهر طلقة. فلما كان في عهد عمر أسرع النّاس بالطلاق، ولم ينتظروا الطهر لإيقاعه، أو أجمعوا الثلاث بكلمة واحدة. وقوله: فقد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة: أي رفق، وهو إيقاع الطلقة الواحدة في الطهر ثم ينتظر الطهر الآخر. فلو أمضيناه: أي تركنا (4) عليهم في هذا لأنه مباح.
(3167)
الحديث الثاني بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثنا إسماعيل بن أميّة بن عمرو بن سعيد عن أبي الزُّبير المكّي عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 4/ 214 (2386) وسنده ضعيف لجهالة الراوي عن ابن عبّاس. وينظر مسلم 1/ 502 (727).
(2)
في المخطوطة ". . . معمر عن طاوس عن ابن عبّاس" وليس صحيحًا. وفيها أيضًا: "انفرد بإخراجه البخاري" والصواب أنّه لمسلم وحده. الجمع 2/ 119 (1195).
(3)
المسند 5/ 61 (2875)، وبهذا الإسناد وغيره في مسلم 2/ 1099 (1472).
(4)
عبارة المؤلّف في الكشف 2/ 444 "أي تركنا الإنكار عليهم". وينظر تعليق محققّ المسند عليه.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لما أُصيب إخوانُكم جعل اللَّهُ عز وجل أرواحَهم في أجواف طيرٍ خُضْر، تَرِدُ أنهارَ الجنّة وتأكلُ من ثمارها، وتأوي إلي قناديلَ من ذهب في ظلّ العرش، فلمّا وجدوا طِيبَ مَشْربهم ومأكلِهم وحُسن مَقيلهم، قالوا: يا ليت إخوانَنا يعلمون ما صنع اللَّه لنا لئلّا يزهَدوا في الجهاد، ولا يَنْكُلوا عن الحرب، فقال اللَّه عز وجل: أنا أبلِّغُهم عنكم، فأنزل اللَّه عز وجل هؤلاء الآيات:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (1)[آل عمران: 169].
(3168)
الحديث الثالث بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثنا الحارث بن فضيل الأنصاري عن محمود بن لبيد الأنصاري عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الشُّهداء على بارقِ نهرٍ بباب الجنّة، في قُبّة خضراءَ، يخرُجُ عليهم رِزْقُهم في الجنّة بُكْرةً وعَشِيًّا"(2).
(3169)
الحديث الرابع بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثني وُهيب عن أيوب عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
بينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ، إذا هو برجل قائم، فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل، نَذَرَ أن يقومَ فلا يقعُدَ، ولا يستظلَّ، ولا يتكلَّمُ، ويصومَ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"مُرْه فليتكلَّمْ وليستظِلَّ وليقعُدْ، وليتمَّ صومَه".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(1) المسند 4/ 218 (2388). وأبو الزبير ثقة، ولم يسمع من ابن عبّاس. وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد بعد الحديث السابق من طريق ابن إسحاق عن إسماعيل عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس ومن هذه الطريق الأخيرة أخرجه أبو داود 3/ 15 (2520)، وأبو يعلى 4/ 219 (2331)، والحاكم 2/ 88، وصحّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وحسّن الألباني والمحقّقون إسناده. ويشهد لصحّة الحديث ما رواه مسلم عن ابن مسعود 3/ 1502 (1887).
(2)
المسند 4/ 220 (2390) وابن إسحاق صرّح بالتحديث، وصحّحه ابن حبّان 10/ 515 (4658)، وقال الهيثمي 5/ 301: رجال أحمد رجال الصحيح. وصحّحه الحاكم 2/ 74 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
(3)
البخاري 11/ 586 (6704).
(3170)
الحديث الخامس بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق عن ثور بن يزيد (1) عن عكِرمة عن ابن عبّاس قال:
مشى معهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى بَقيع الغَرْقَد، ثم وجَّهَهم وقال:"انطَلِقوا على اسم اللَّه. اللهمّ أَعِنْهم" يعني النَّفَرَ الذين وجَّهَهم إلى كعب بن الأشرف (2).
(3171)
الحديث السادس بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا الصَّلْت بن محمد قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا معمر بن عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَلَقَّوا الرُّكْبان، ولا يَبعْ حاضرٌ لباد". قال: فقلتُ لابن عبّاس: ما قولُه: "لا يبيعُ حاضرٌ لباد"؟ قال: لا يكونُ له سِمسارًا.
أخرجاه (3).
(3172)
الحديث السابع بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا هشام الدَّستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
لعنَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم المُخَنَّثين من الرجال، والمُتَرَجِّلات من النساء. وقال:"أَخْرِجوهم من بُيوتكم". فأَخْرَجَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فلانًا، وأخرجَ عمرُ فلانًا (4).
(3173)
الحديث الثامن بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن
(1) كذا في المخطوط. وجعله في الأطراف 3/ 185: ثور بن زيد، وتحدّث عنه محقّقو المسند.
(2)
المسند 4/ 221 (2391)، وفي المعجم الكبير 11/ 177 (11554، 11555) من طريق ابن إسحاق عن ثور ابن زيد. وقال الهيثمي في المجمع 6/ 199: فيه ابن إسحاق، وهو مدلّس، وبقيّة رجاله ثقات. وقد أخرجه الحاكم 2/ 98 من طريق ابن إسحاق عن ثور بن يزيد عن عكرمة، قال: وقد احتجّ البخاري بثور ابن يزيد وعكرمة، واحتجّ مسلم بمحمد بن إسحاق، وهذا حديث غريب صحيح ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح.
(3)
البخاري 4/ 370 (2158). ومن طريق معمر في مسلم 3/ 1157 (1521).
(4)
المسند 3/ 443 (1982) وإسناده صحيح على شرط الشيخين. والحديث من أفراد البخاري - الجمع 3/ 105 (1147) وله ينبّه عليه. وأخرجه البخاري عن قتادة ويحيى عن عكرمة 11/ 332، 333 (5885، 5886)، وينظر الفتح 10/ 334، 12/ 159.
موسى قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد بن جُدعان عن يوسف بن مِهران عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتاه فيما يرى النائم ملَكان، فقعدَ أحدُهما عند رجليه، والآخرُ عند رأسه، فقال الذي عند رجلَيه للذي عند رأسه: اضرِبْ مَثَلَ هذا وَمَثَل أُمّتِه. فقال: إنّ مَثَلَه ومَثَلَ أمّتِه كَمَثِل قومٍ سَفْر انتهَوا إلى رأس مفازة، فلم يكن معهم من الزّاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به. فبينما هم كذلك إذا أتاهم رجلٌ في حُلّة حِبَرةٍ فقال: أرأيتُم إنّ وَرَدْتُ بكم رِياضًا مُعْشِبةً وحياضًا رِواءً، أتَّتبعوني؟ فقالوا: نعم. قال: فانطلق بهم فأوردَهم رياضًا مُعشبةً رِواء، فأكلوا وشربوا وسَمِنوا، فقال لهم: ألم ألقَكم على تلك الحال فجعلْتُم لي إنّ وردْتُ بكم رِياضًا مُعشبة وحياضًا رواء أن تتّبعوني؟ فقالوا: بلى. فقال: فإنّ بين أيديكم رياضًا أعشبَ من هذه، وحياضًا هي أروى من هذه، فاتّبعوني. قال: فقالت طائفة: صدَق واللَّه لنتّبِعَنّه. وقال طائفة: قد رَضِينا بهذا نقيمُ عليه (1).
(3174)
الحديث التاسع بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا زهير عن قابوس أن أباه حدّثه عن ابن عبّاس قال:
جاء نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلان حاجتُهما واحدة، فتكلَّم أحدُهما، فوجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فيه إخلافًا. فقال:"ألا تستاكُ؟ " فقال: إني لأفعلُ، ولكني لم أَطْعَمْ طعامًا منذ ثلاث. فأمر به رجلًا فآواه، وقضى له حاجته (2).
(3175)
الحديث العاشر بعد الثلاثمائة: وبالإسناد عن أبي قابوس قال:
قلت لابن عباس: أرأيتَ قولَ اللَّه عز وجل: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] ما عنى بذلك؟ قال: قامَ نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا يُصلّي، قال: فخَطَر خَطْرة، فقال المنافقون الذين يُصلّون معه: ألا ترَونَ له قلبين: قلب معكم وقلب معهم.
(1) المسند 4/ 227 (2402)، والمعجم الكبير 12/ 169 (12940) من طريق حمّاد بن سلمة. قال في المجمع 8/ 263: إسناده حسن. ولم يلتفت إلى ابن جدعان الذي ضعّفه مِرارًا، ولين يوسف بن مهران.
(2)
المسند 4/ 232 (2409). وسبق أن قابوس بن أبي ظبيان فيه لين. ومن طريق زهير أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 84 (12611)، والضياء في المختارة 9/ 548، 549 (541، 542). وقال الهيثمي 10/ 324: وإسناد أحمد جيّد.
فأنزلَ اللَّه عز وجل: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} (1).
(3176)
الحديث الحادي عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية ابن عمرو قال: حدّثنا أبو إسحاق عن عطاء بن السائب عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى بعض بناته وهي في السَّوق (2)، فأخذَها فوضعَها في حِجره حتى قُبِضَت، فدَمَعَتْ عيناه، فَبَكَتْ أمُّ أيمن، فقيل لها: أتبكينَ عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: ألا أبكي ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يبكي! قال: "إنّي لم أَبْكِ، وهذه رحمة، إنّ المؤمنَ تَخْرُجُ نَفْسُه من بين جنبيه وهو يَحْمَدُ اللَّهَ عز وجل"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سُفيان عن عطاء بن السائب عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
أخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بنتًا له تقضي، فاحتضَنها بين ثديَيه، فماتت وهي بين ثديَيه، فصاحت أمُّ أيمن، فقال (4):"أتبكي عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ " قالت: ألسْتُ أراك تبكي يا رسول اللَّه. فقال: "إني لَسْتُ أبكي، إنما هي رحمةٌ، إنّ المؤمنَ بكلِّ خيرٍ على كلِّ حال، إن نَفْسَه تخرُجُ من بين جنبَيه وهو يَحْمَدُ اللَّه عز وجل"(5).
(3177)
الحديث الثاني عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلمة الخُزاعي قال: أخبرنا ابن بلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عبّاس:
(1) المسند 4/ 233 (2410) وإسناده كسابقه. وهو من طرق عن زهير في الترمذي 5/ 324 (3199) وقال: حديث حسن. والمعجم الكبير 12/ 83 (12610)، وصحّح الحاكم إسناده 2/ 415، فقال الذهبي: قابوس ضعيف. ومن طريق قابوس صحّحه ابن خزيمة 2/ 39 (865)، واختاره الضياء 9/ 539 - 541 (528 - 531). وضعّف إسناده الألباني ومحقّقو المسند.
(2)
السَّوق: الاحتضار.
(3)
المسند 4/ 234 (2412).
(4)
في المسند "فقيل".
(5)
المسند 4/ 279 (2475) والحديث في النسائي من طريق أبي الأحوص عن عطاء. وصحّح الحديث الألباني في الصحيحة 4/ 737 (1632)، وذكر أن سفيانًا الثوري روى عن عطاء قبل الاختلاط.
أنّه توضّأ فغسل وجهَه، وأخذ غَرفة من ماء فتمضمض واستنثر، ثم أخذ غَرفة فجعل بها هكذا -يعني أضافها إلى يده الأخرى، فغسل [بها وجهه، ثم أخذ غَرفة من ماء فغسل (1) بها] يده اليمنى، ثم أخذ غَرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى، ثم مسحَ برأسه، ثم أخذ غَرفة من ماء فرشَّ على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غَرفة أخرى فغسل بها رجله اليسرى، ثم قال: هكذا رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فعل.
انفرد بإخراجه البخاري (2).
(3178)
الحديث الثالث عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا سليمان بن بلال عن عمرو - يعني ابن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عبّاس:
وسأله رجل عن الغُسل يوم الجمعة: أواجبٌ هو؟ قال: لا. من شاء اغتسل، وسأحدِّثُكم عن بدء الغُسل:
كان الناسُ محتاجين، وكانوا يلبسون الصوف، وكان يسقون النخل على ظهورهم، وكان مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم ضيّقًا متقاربَ السَّقف، فراحَ الناسُ في الصفوف فعرِقوا، وكان مِنْبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم قصيرًا، إنما هو ثلاث درجات، فعرِق النّاس في الصفوف فثارت أرواحهم (3)، أرواحُ الصوف، فتأذّى بعضُهم ببعض، حتى بلغت أرواحُهم رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، فقال:"يا أيّها الناسُ، إذا جِئْتُم الجمعةَ فاغتسلوا، ولْيَمَسَّ أحدُكم من أطيب طِيب إن كان عنده"(4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن إسحاق قال: حدّثني الزهري عن طاوس قال: قلتُ لابن عبّاس:
(1) ما بين المعقوفين من المسند والبخاري.
(2)
المسند 4/ 239 (2416)، والبخاري 1/ 240 (140) من طريق محمد بن عبد الرحيم عن أبي سلمة الخراعي منصور بن سلمة.
(3)
أرواح جمع ريح. يعني رائحتهم.
(4)
المسند 4/ 241 (2419) ومن طريق سليمان بن بلال صحّحه ابن خزيمة 3/ 127 (1755)، والحاكم 1/ 280 على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، ومن طريق عمرو أخرجه أبو داود 1/ 97 (353) والطبراني في الكبير 11/ 175 (11548)، وقال الهيثمي 2/ 175: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، وهو كما قال. وقد روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها طرقًا لهذا الحديث - الجمع 4/ 146 (3259).
يزعُمون أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "اغتسلوا يومَ الجمعة، فاغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جنبًا، ومَسُّوا من الطِّيب". قال: فقال ابن عبّاس: أمّا الطِّيب فلا أدري، وأمّا الغُسل فنعم.
انفرد بإخراجه البخاري، وقد اتّفقا على ذكر الغُسل (1).
(3179)
الحديث الرابع عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا سِماك عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه: "إنّ من الشِّعْر حِكَمًا، ومن البيان سِحرًا"(2).
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا شريك عن سماك. . . فذكره، إلا أنّه قال:"فإن من القول سحرًا"(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى عن أبي عوانة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن أعرابيًّا جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فتكلّم بكلام بيِّن، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"إنّ من البيان سِحرًا، وإن من الشِّعر حكمًا"(4).
(1) المسند 4/ 121 (2383)، والبخاري 2/ 370 (884) من طريق شعيب عن الزهري. فابن إسحاق متابع. ويعقوب بن إبراهيم وأبوه ثقتان، ومن طريق يعقوب أخرجه أبو يعلى 4/ 431 (2558)، وابن خزيمة في صحيحه 3/ 129 (1759). وأخرج مسلم 2/ 582 (848) من طريق طاوس عن ابن عبّاس: أنّه ذكر قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في الغسل يوم الجمعة، قال طاوس: فقلت لابن عبّاس: ويمسّ طِيبًا أو دُهنًا إنّ كان عند أهله؟ قال: لا أعلمه.
(2)
المسند 4/ 245 (2424). وفي اللذين بعده روايه سماك عن عكرمة واضطرابها. ومن طريق زائدة في المعجم الكبير 11/ 229 (11763). وابن ماجة 2/ 1236 (3759) وليس عنده "ومن البيان سحرًا".
(3)
المسند 4/ 278 (2472).
(4)
المسند 4/ 486 (2761)، ومن طريق أبي عوانة في أبي داود 4/ 303 (5011)، والأدب المفرد 2/ 469 (872)، وأبي يعلى 4/ 220 (2332)، واقتصر الترمذي 5/ 126 (2845) على "إنّ من الشعر حكمًا" وقال: حسن صحيح. وقد روي البخاري 10/ 537 (6145): "إنّ من الشعر حكمةً" عن أبيّ، وروى 9/ 201 (5146) عن ابن عمر:"إنّ من البيان سِحرًا" وتحدّث الألباني عن الحديث في الصحيحة 4/ 309 (1731). وينظر الفتح 10/ 540 وقد ضبط بعض المحقّقين اللفظة "حِكَمًا".
(3180)
الحديث الخامس عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا سماك عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا عَدوى، ولا طِيرةَ، ولا صَفَرَ، ولا هامَ".
فذكر سماك أن الصَّفَر دابَةٌ تكون في بطن الإنسان.
فقال رجل: يا رسول اللَّه، الجملُ الأجرب يكون في الإبل المائة فيُجْرِبُها. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"فمن أعدى الأوّل؟ "(1).
أما الهامة فكانت الجاهلية تقول: إنّ عظام الموتى تصيرُ هامةً فتطير، فإن كان صاحبها قد قتل قالت: اسقوني، حتى يُقتلَ قاتلُه. فأبطل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذلك.
(3181)
الحديث السادس عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق ابن عيسى حدّثنا جرير عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه، عاصبًا رأسه في خِرقة، فقعد على المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال:"إنه ليس أحدٌ أمنّ عليّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت مُتَّخِذًا خليلًا من النّاس لاتَّخَذْتُ أبا بكر خليلًا، ولكن خُلّة الإسلام أفضل. سُدُّوا عنّي كلَّ خَوخه في المسجد إلا خَوخةَ أبي بكر".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه قال: حدّثنا محمد بن بشر قال: حدّثنا إسماعيل بن سِنان أبو عبيدة العصفري قال: حدّثنا مالك بن مِغول عن طلحة بن مُصَرِّف عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار. سُدُّوا كلَّ خَوخة في
(1) المسند 4/ 246 (2425)، ومن طريق سماك في ابن ماجة 2/ 1171 (3539) دون ذكر قول الرجل. قال في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات.
وله شاهد عن أبي هريرة في الصحيحين - الجمع 3/ 76 (2256).
(2)
المسند 4/ 252 (2432)، والبخاري 1/ 558 (467) من طريق جرير. وإسحاق ثقة.
المسجد غيرَ خَوخةِ أبي بكر" (1).
(3182)
الحديث السابع عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "كُلوا في القَصعة من جوانبها، ولا تأكلوا من وسَطها، فإن البركةَ تنزلُ في وسَطها"(2).
(3183)
الحديث الثامن عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة عن هشام عن قيس بن سعد قال: حدّثني عطاء أنّ ابن عبّاس حدّثه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الرُّكوع قال: "اللهمّ ربّنا لك الحمدُ ملءَ السمواتِ والأرضِ وملءَ ما شئتَ من شيء بعد"(3).
(3184)
الحديث التاسع عشر بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَرِيّ الطائي قال:
سألتُ ابن عبّاس عن بيع النخل، فقال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى تأكل منه أو يؤكل منه، وحتى يُوزنَ. فقالت: ما يوزن؟ فقال رجل عنده: حتى يُحْزَرَ.
أخرجاه في الصحيحين (4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا زكريا بن إسحاق قال: حدّثنا عمرو بن دينار أن ابن عبّاس كان يقول:
(1) لم يرد هذا الحديث في المسند. وقد نسبه الهيثمي لعبد اللَّه، وقال: رجاله ثقات 9/ 45، وقال ابن حجر في الفتح 7/ 10: وروى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند من وجه آخر عن ابن عباس: . . . قال: ورجاله ثقات. ولم يذكر ابن حجر الحديث في الأطراف.
(2)
المسند 4/ 255 (2439) وعلّته في اختلاط عطاء، لكنّه روي من طرق عن عطاء في الترمذي 4/ 229 (1805) وقال: حسن صحيح، وأبو داود 3/ 348 (3772)، وابن ماجة 5/ 102 (3277)، وصحّحه الحاكم 4/ 116 ووافقه الذهبي. وصحّحه الألباني.
(3)
المسند 4/ 299 (2498). وأخرجه مسلم 1/ 347 (478) من طريق هشام بن حسان عن قيس بن سعد. وفات التنبيه على إخراج مسلم له. ومعاوية وزائدة من رجال الشيخين.
(4)
المسند 5/ 255 (3173)، والبخاري 4/ 432 (2250)، ومسلم 3/ 1167 (1537).
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُباع التمرُ حتى يُطْعِمَ"(1).
(3185)
الحديث العشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا رّوح قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا عبّاد قال: [حدّثنا حجّاج](2) عن الحَكَم عن مِقسم عن ابن عبّاس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كتب كتابًا بين المهاجرين والأنصار بأن يَعْقِلوا (3) معاقِلَهم، وأن يَفدوا عانِيَهم بالمعروف والإصلاح بين المسلمين (4).
(3186)
الحديث الحادي والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا ابن أبي الزِّناد عن أبيه عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة ابن مسعود عن ابن عبّاس قال:
تَنَفَّلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم سيفَه ذا الفَقار يومَ بدر، وهو الذي رأى فيه الرُّؤيا يومَ أُحد فقال:"رأيتُ في سيفي ذي الفقار فلًا، فأوَّلْتُه، فَلًا يكون فيكم، ورأيت أنّي مُرْدِفٌ كَبشًا، فأوَّلْتُه كبشَ الكتبيةَ، ورأيتُ أنّي في دِرع حصينة، فأوَّلْتُها المدينة، ورأيتُ بَقَرًا تُذْبَحُ، فبَقْر (5) واللَّه خير، فبَقْرٌ واللَّه خير" فكان الذي قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (6).
(3187)
الحديث الثاني والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا عبد الوهاب قال: حدّثنا خالد عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: "هذا جبريلُ آخِذٌ برأسِ فرسِه، عليه أداةُ الحَرب".
انفرد بإخراجه البخاري (7).
(1) المسند 4/ 113 (2447)، وإسناده صحيح، ويصحّحه السابق. وينظر مظانّه في حواشي المسند.
(2)
ما بين المعقوفين من المصادر.
(3)
في أبي يعلى: "أن لا يغفلوا".
(4)
المسند 4/ 258 (2444)، ومن طريق حجّاج في مسند أبي يعلى 4/ 366 (2484). والحجّاج بن أرطاة مدلّس. وقد ضعّفه المحقّقون، ونقل محقّقو المسند تضعيف ابن حزم له.
(5)
البقر: الشقّ.
(6)
المسند 4/ 459 (2445) ومن طريق أبي الزِّناد أخرج الترمذي جزءًا من أوله 4/ 110، بعد الحديث (1561)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة 2/ 939 (2808). وأخرجه بطوله الحاكم 2/ 128، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي، وحسّن محقّقو المسند إسناده، وصحّح الألباني الإسناد.
(7)
البخاري 7/ 312 (3995).
(3188)
الحديث الثالث والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا ابن أبي الزِّناد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
كانت قراءةُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قدرَ ما يَسْمَعُه مَن في الحجرة وهو في البيت (1).
(3189)
الحديث الرابع والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا سريج قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا حُصين بن عبد الرحمن قال: ](2).
كنتُ عند سعيد بن جُبير، قال: أيُّكم رأى الكوكبَ الذي انقضَّ البارحة؟ قلت: أنا. ثم قلتُ: أما إني لم أكن في صلاة، ولكنّي لُدِغْتُ. قال: فكيف فعلتَ؟ قلت: استرقَيْتُ. قال: وما حملَك على ذلك؟ قلتُ: حديثٌ حدَّثَناه الشَّعبي عن بُرَيدة الأسلمي قال: "لا رُقْيةَ إلّا من عَين أو حُمَة" فقال سعيد: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع. ثم قال: حدّثنا ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "عُرِضَتْ عليَّ الأُمَم، فرأيْتُ النّبيَّ ومعه الرَّهْطُ، والنّبِيَّ ومعه الرَّجُلُ والرَّجُلان. والنَّبِيَّ وليس معه أحد، إذ رُفعَ لي سَوادٌ عظيم، فقلتُ: هذه أمّتي؟ فقيل: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأُفُق، فإذا سَوادٌ عظيم، ثم قيل: انظر إلى الجانب الآخر، فإذا سَواد عظيم، فقيل: هذه أُمَّتُك ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنّة بغير حساب ولا عذاب". ثم نهض النبيُّ صلى الله عليه وسلم فدخل، فخاض القومُ في ذلك، فقالوا: من هؤلاء الذين يدخلون الجنّة بغير حساب ولا عذاب؟ قال بعضُهم: لعلّهم الذين صَحِبوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وقال بعضُهم: فلعلّهم الذين وُلِدوا في الإسلام ولم يُشركوا باللَّه شيئًا قطّ، وذكروا أشياء، فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:"هم الذين لا يَكْتَوون ولا يَسْتَرْقون ولا يَتَطَيَّرون، وعلى ربِّهم يَتَوَكَّلون". فقام عُكاشة بن مِحْصَن الأسدي فقال: أنا منهم يا رسول اللَّه؟ فقال: "أنت منهم" ثم قام الآخر فقال: أنا منهم يا رسول اللَّه؟ فقال: "سَبَقَكَ بها عُكاشة".
(1) المسند 4/ 260 (2446) ومن طريق أبي الزّناد في سنن أبي داود 2/ 37 (1327) قال الألباني: حسن صحيح. وقال محقّقو المسند: إسناده حسن.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من المخطوطة.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(3190)
الحديث الخامس والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن وأبو سعيد قالا: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا سِماك -قال عبد الرحمن: عن سماك- عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصَلّي على الخُمرة (2).
الخمرة: . . . . . . . . (3).
(3191)
الحديث السادس والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر (4) قال: أخبرنا إسرائيل عن سِماك عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
لمّا حُرِّمَت الخمرُ قال أُناس: يا رسولَ اللَّه، أصحابُنا الذين ماتوا وهم يشربونها، فأنزل اللَّه عز وجل:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا. . .} [المائدة: 93].
قال: ولمّا حُوِّلَت القبلةُ قال أُناس: يا رسولَ اللَّه، أصحابُنا الذين ماتوا وهم يُصلّون إلى
(1) المسند 4/ 261 (2448)، والبخاري 11/ 405 (6541)، ومسلم 1/ 199 (220) من طرق عن هشيم وغيره، عن حصين بن عبد الرحمن. وسُريج بن النعمان من رجال البخاري.
(2)
المسند 4/ 248 (2426). ومن طريق سِماك عن عِكرمة أخرجه الترمذي 2/ 151 (331) وقال: حسن صحيح، وذكر أحاديث الباب، وقال: قال أحمد وإسحاق: قد ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم الصلاة على الخمرة. ومن طريق سماك أيضًا أخرجه أبو يعلى 4/ 244 (2357)، وصحّحه ابن حبّان 6/ 84 (2310). وقال الألباني: حسن صحيح. وينظر تخريج محقّقي أبي يعلى والمسند.
(3)
كلمات غير واضحة في المخطوطة.
وقد شرح المؤلّف الخُمرة في الكشف 4/ 433 (2688) وهو يشرح حديث ميمونة الوارد في الصحيحين: فقال: الخُمرة: سجّادة يسجد عليها المصلّي، وسمّيتُ خمرة لأنها تَخْمُرُ وجه الأرض: أي تستُره. وقيل: تَخْمُر وجهَ المصلّي عن الأرض: أي تستره. وقال في غريب الحديث 1/ 306: قال أبو عبيد: الخُمرة: شيء منسوج يعمل من سَعَف النخل ويُرمل بالخيوط، وهو صغير على قدر ما يسجد عليه المصلِّي أو فويق ذلك، فإن عظم حتى يكفي الرجل لجسده كلّه فهو حصير وليس بخمرة.
(4)
وهو شاذان كما في المسند.
بيت المقدس، فأُنزلت:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (1)[البقرة: 234].
(3192)
الحديث السابع والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا حُسين قال: ](2) حدّثنا شَيبان عن عيسى بن علي عن أبيه عن جدّه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن يُمْنَ الخيلِ في شُقرها"(3).
(3193)
الحديث الثامن والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا جرير -يعني ابن حازم عن كُلثوم [بن جبر عن سعيد ابن](4) جبير عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه عز وجل أخذَ الميثاقَ من ظَهر آدمَ عليه السلام بنَعْمان يومَ عَرَفَة (5)، فأخرج من صُلبه كلَّ ذُرِّيّة ذَرَأَها فنَثَرَهم بين يدَيه [كالذّرّ]، ثم كلَّمهم قِبَلًا فقال:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا. . .} إلى قوله: {. . . الْمُبْطِلُونَ} (6)[الأعراف: 172 - 173].
(1) المسند 4/ 426 (2691) وإسناده صحيح، إلا ما قيل في رواية سماك عن عكرمة، وهما حديثان في الترمذي من طريق إسرائيل: الأول - وهو تحريم الخمر 5/ 238 (3052)، والثاني 5/ 192 (2964) وقال فيهما: حسن صحيح. وصحّح الحاكم إسناد الحديثين من طريق إسرائيل 4/ 143، 2/ 269 ووافقه الذهبي. وأخرج أبو داود الثاني من طريق سماك 4/ 220 (4680).
وللأول شاهد في الصحيحين عن أنس - الجمع 2/ 509 (1877). وللثاني شاهد من حديث البراء عند البخاري - الجمع 1/ 524 (856).
(2)
تكملة من المسند والمصادر.
(3)
المسند 4/ 266 (2454)، وأبو داود 3/ 22 (2545). ومن طريق شيبان في الترمذي 4/ 176 (1695) قال الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان. وحسّن محقّقو المسند إسناده، وحسّنه الألباني.
(4)
ما بين المعقوفين من المسند.
(5)
في المسند "يعني عرفة". وفي المجمع "بنعمان، يعني يوم عرفة".
(6)
المسند 4/ 267 (2455). قد صحّح الحاكم إسناده، وقال: وقد احتجّ مسلم بكلثوم بن جبر، ووافقه الذهبي 1/ 27، 2/ 544. وقال الهيثمي في المجمع: 7/ 28، 191: رجال أحمد رجال الصحيح. ولكن النسائي قال: كلثوم هذا ليس بالقويّ، وحديثه ليس بالمحفوظ. جامع المسانيد 30/ 382 (769) وينظر تخريج محقّقي المسند.
(3194)
الحديث التاسع والعشرون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش عن زياد بن حُصين عن أبي العالية عن ابن عبّاس قال:
مرّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بنَفَر يرمُون، فقال:"رَمْيًا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميًا"(1).
(3195)
الحديث الثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا ابن جُريج قال: سمعتُ عطاء يقول: سمعتُ ابن عبّاس يقول:
سمعتُ نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أنّ لابن آدمَ واديًا مالًا أحبَّ أنّ إليه مثلَه، ولا يملأُ نَفْسَ ابنِ آدمَ إلا التُّرابُ، ويتوبُ اللَّه على من تاب".
قال ابن عبّاس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا (2).
(3196)
الحديث الحادي والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين قال: حدّثنا عبد الحميد بن بَهرام عن شَهر بن حَوشب قال: قال ابن عباس:
حَضَرَتْ عصابةٌ من اليهود نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، حدِّثنا عن خِلال نسألُك عنها لا يَعْلَمُهُنّ إلّا نبيٌّ. قال: فكان فيما سألوه: أيُّ الطعام حَرَّمَ إسرائيلُ على نفسه قبلَ أن تُنَزَّلَ التوراة؟ قال: "فأَنْشُدُكم اللَّه الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوبَ عليه السلام مَرِضَ مرضًا شديدًا، فطال سُقْمُه، فنَذَرَ للَّه نَذرًا لئن شفاه اللَّه من سُقمه لَيُحَرِّمَنّ أحبَّ الشرابِ إليه وأحبَّ الطعام إليه، فكان أحبَّ الطعام إليه لُحْمان الإبل، وأحبَّ الشراب إليه ألبانُها؟ " قالوا: اللهمّ نعم (3).
* وقد روي مبسوطًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا عبد الحميد قال: حدّثنا شَهر قال: قال ابن عبّاس:
(1) المسند 5/ 411 (3444) وابن ماجة 2/ 941 (2815) قال في الزوائد: إسناده صحيح، ورواه البخاري من حديث سلمة بن الأكوع. وصحّحه الحاكم 2/ 94 على شرط مسلم، وافقه الذهبي. زياد من رجال مسلم. وتحدّث الألباني عن الحديث في الصحيحة 3/ 423 (1439).
(2)
المسند 5/ 451 (3501) وأخرج الشيخان الحديث من طريق ابن جريج، وإن غُفل عن ذكر ذلك - البخاري 11/ 253 (6436)، ومسلم 2/ 725 (1049). وروح من رجال الشيخين.
(3)
المسند 4/ 277 (2471).
حضرت (1) عصابة من اليهود نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا، فقالوا: حدِّثْنا عن خِلال نسألُك عنهنّ، لا يَعْلَمُهنّ إلا نبيٌّ. قال:"سَلَوني ما شِئْتُم، ولكن اجْعَلُوا لي ذِمَّةَ اللَّه وما أَخَذَ يعقوبُ علي بنيه إنّ أنا حدَّثْتُكم شيئًا فعَرَفْتُموه لتتابِعُنّي على الإسلام" قالوا: فذلك لك. قالوا: أخبِرْنا عن أربع خلال: أخبِرْنا: أيّ الطعام حرَّمَ إسرائيل على نفسه؟ وكيف ماءُ المرأة وماءُ الرجل؟ وكيف هذا النبيُّ الأميُّ في النَّوم؟ ومن وليُّه من الملائكة؟ فأخَذَ عليهم العهد إنّ أخبرهم ليُتابِعُنّه.
وقال: "أَنْشُدُكم بالذي أنزل التوراةَ على موسى: هل تعلمون أن إسرائيل مرض. . . " فذكر نحو ما تقدّم، فقالوا: اللهمّ نعم. قال: "اللهمّ اشْهَد عليهم".
أنْشُدُكم باللَّه الذي لا إله إلا هو، الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن ماءَ الرجل أبيضُ غليظٌ، وماء المرأة أصفرُ رقيقٌ، فأيُّهما علا كان له الولد والشَّبَهُ بإذن اللَّه، إنّ علا ماء الرجل على المرأة كان ذكرًا بإذن اللَّه، وإن علا ماء المرأة كان أنثى بإذن اللَّه؟ " قالوا: نعم. قال: "اللهمّ اشهد عليهم".
قال: "فأَنشُدُكم بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن هذا النبيّ الأمّيّ تنامُ عيناه ولا ينام قلبه؟ " قالوا: اللهمّ نعم. قال: "اللَّه اشهد".
قل: "فإن وليي جبريل، ولم يبعثِ اللَّه نبيًّا قطّ إلا وهو وليّه". قالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليُّك غيرَه لتابعناك، فعند ذلك قال اللَّه تعالى:{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ. . .} الآية (2)[البقرة: 97].
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن الوليد العِجلي عن بُكير بن شهاب عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال:
أقبلتِ اليهودُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، إنّا نسألُك عن خمسة أشياء: فإن أنبأْتَنا بهنّ عرفْنا أنّك نبيّ واتَّبَعْناك. فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل علي بنيه إذ قالوا
(1) تصرّف المؤلّف اختصارًا في هذا الحديث.
(2)
المسند 4/ 310 (2514) مع اختصار من المؤلّف. وحسّن المحقّقون هذا الحديث والذي قبله، وإن كان في إسنادهما ضعف للخلاف في ابن بَهرام وشَهر، وذكروا مظانّ ورود الحديث.
(واللَّه على ما نقول وكيل) قال: "هاتوا".
قالوا: أَخْبِرْنا عن علامة النبيّ. قال: "تنامُ عيناه ولا ينام قلبه".
قالوا: أَخْبِرْنا كيف تُؤْنِث المرأة وكيف تُذْكِر؟ قال: "يلتقي الماءان، فإذا علا ماء الرجل ماءَ المرأة أذكرت، وإذا علا ماءُ المرأة ماء الرجل آنثت".
قالوا: أَخْبِرْنا ما حرَّمَ إسرائيلُ على نفسه؟ قال: "كان يشتكي عِرْقَ النَّسا، فلم يجد شيئًا يُلائمه إلا ألبانَ كذا وكذا -قال أحمد: قال بعضهم: يعني الإبل- فحرَّم لحومَها". قالوا: صَدَقْتَ.
قالوا: أخْبِرْنا ما هذا الرَّعد؟ قال: "مَلَكٌ من ملائكة اللَّه عز وجل مُوَكَّل بالسحاب، بيده -أو في يده- مِخراق من نار يَزْجُرُ به السحابَ، يَسوقه حيثُ أمَرهُ اللَّه عز وجل ". قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: "صوته" قالوا: صَدَقْتَ.
إنما بقيت واحدة وهي التي نبايعك إنّ أخبرْتَنا بها: إنه ليس من نبيٍّ إلا له مَلَك يأتيه بالخبر، فأخبرنا من صاحبك؟ قال:"جبريلُ عليه السلام" قالوا: جبريلُ، ذاك ينزل بالحرب والقتال والعذاب، وهو عدوُّنا، لو قُلْتَ ميكائيل، الذي ينزلُ بِالرَّحمة والنَّبات والقَطر لكان. فأنزلَ اللَّهُ عز وجل:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ. .} إلى آخر الآية (1).
(3197)
الحديث الثاني والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا سَليم بن حيّان قال: حدّثنا أيوب عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
رأيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم سجد في (ص)(2).
(3198)
الحديث الثالث والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الدّارِميّ قال: أخبرنا مُسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا وُهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عبّاس:
(1) المسند 4/ 284 (2483) وأطال محقّقو المسند الحديث عنه. وهو المعجم الكبير 12/ 36 (12429)، والمختارة 10/ 67 - 70 (60، 61) من طريق بكير. وقال الهيثمي 8/ 244: رواه الترمذي باختصار، ورواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح. وقد أخرج الترمذي جزءًا منه في 5/ 274 (3117) من طريق عبد اللَّه بن الوليد، وقال: هذا حديث حسن غريب. وتحدّث الألباني في الصحيحة 4/ 491 (1872) عن حديث "الرعد ملك من الملائكة. . " وطرقه.
(2)
المسند 4/ 317 (2521). وهذا الحديث سبق في هذا المسند (الحديث الثالث والسبعون بعد المائتين).
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "العَين حقٌّ، ولو كان شيءٌ سابقَ القَدَر سَبَقتِ العينُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُم فاغْتَسِلوا".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
ومعنى: "إذا استُغْسِلْتُم" فإنّه إذا اتُّهِمَ شخصٌ بأنه العائن أُمِرَ أن يتوضّأ ويغسل داخلة إزاره فيصبّ الماء على المَعين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن الوليد عن سُفيان عن دُوَيد قال: حدّثني إسماعيل بن ثوبان عن جابر بن زيد عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "العينُ حقٌّ، العين حقٌّ (3) تَسْتَنْزِلُ الحالِقَ"(4).
(3199)
الحديث الرابع والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن يحيى قال: حدّثنا الفضل بن موسى عن حسين بن واقد عن عِلباء ابن أحمر عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
كنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في سفر، فحضرَ النَّحْرُ، فذبَحْنا البقرة عن سبعة، والبعيرَ عن عشرة (5).
(1) مسلم 4/ 1719 (2188).
(2)
فصّل المؤلّف الكلام في هذا، في كشف المشكل 2/ 445، وفي حواشي الكتاب مصادر.
(3)
في المسند "العين حقّ" مرة واحدة. ومثله في المستدرك والمجمع. وفي المعجم الكبير مكرّرة كما في نسختنا.
(4)
المسند 4/ 281 (2478)، ومن طريق سفيان في المعجم الكبير 12/ 142 (12833). قال الهيثمي 5/ 110: رواه أحمد والطبراني، وفيه دُوَيد، قال أبو حاتم: ليّن. وبقيّة رجاله ثقات. وأضاف محقّقو المسند أن إسماعيل لم يوثّقْه غير ابن حبّان، فحسّنوه لغيره. ومن طريق سفيان الثوري أخرجه الحاكم 4/ 215 وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه الزيادة. ووافقه الذهبي مع ما في إسناده.
(5)
المسند 4/ 287 (2484). ومن طرق عن الفضل أخرجه ابن ماجة 2/ 1047 (3131)، والنسائي 7/ 222، والترمذي 3/ 249 (905) وقال: حسن غريب، وهو حديث حسين بن واقد. وكان قبله قد ذكر حديث جابر "البقرة عن سبعة والبدنة عن سبعة". وقال: حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم. . . وروي عن ابن عباس، وذكر أن هذا قول إسحاق، واحتجّ بهذا الحديث، ثم قال: وحديث إسحاق إنما نعرفه من وجه واحد. وقد صحّح ابن خزيمة الحديث 4/ 291 (2908) وصحّحه الألباني. وينظر السنن الكبرى 5/ 235، وتعليق محقّقي المسند.
(3200)
الحديث الخامس والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحسين بن يحيى والطالقاني - إبراهيم بن إسحاق قالا: حدّثنا الفضل بن موسى قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يلتفتُ يمينًا وشمالًا ولا يَلْوِي عُنُقَه خلف ظهرِه (1).
(3201)
الحديث السادس والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن الربيع قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن الجَعد أبي عثمان عن أبي رجاء عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من رأى من أميره شيئًا فليصبرْ، فإنّه مَن خالفَ الجماعةَ شِبرًا فمات فمِيتةٌ جاهلية".
أخرجاه (2).
(3202)
الحديث السابع والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن سابق قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:
مرّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على رجل وفَخِذُه خارجة، فقال:"غَطِّ فَخِذَك، فإن فَخِذَ الرجل من عورته"(3).
(3203)
الحديث الثامن والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا أبو إسحاق عن سفيان عن حبيب عن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
(1) المسند 4/ 288 (2485) وإسناده صحيح. وهو من طرق عن الفضل في النسائي 3/ 9، والترمذي 2/ 482 (587) وقال: غريب، وأبو يعلى 4/ 463 (2592)، وصحّحه ابن خزيمة 1/ 245 (485)، والحاكم والذهبي 1/ 236، وابن حبّان 6/ 66 (2288) والمحقّقون. ووقع في مطبوع الترمذي خطأ "يلوي عنقه". ولمحقّقي المسند كلام حول الحديث وفقهه.
(2)
المسند 4/ 290 (2487)، ومسلم 3/ 1477 (1849). وفي البخاري 13/ 5 (7054) من طريق أبي النعمان عن حماد بن زيد.
(3)
المسند 4/ 295 (2493)، ومن طريق عن إسرائيل في الترمذي 5/ 103 (2796) مع أحاديث في الباب، وأبي يعلى 4/ 421 (2547)، وذكره الحاكم شاهدًا على الباب 4/ 181، وصحّحه الألباني والمحقّقون لغيره، وضعّفوا إسناده لضعف أبي يحيى القتّات.
في قوله: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ} [فاتحة سورة الروم] قال: غُلبت وغَلبت. قال: كان المشركون يُحِبوّن أن تظهر فارس على الروم لأنهم أصحاب أوثان، وكان المسلمون يحبّون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أما إنهم سيَغلبون" فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلًا، فإن ظَهَرْنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظَهَرْتُم كان لكم كذا وكذا. فجعل أجل خمس سنين فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"ألا جعلْتها إلى دون - أراه قال: العشر". قال سعيد بن جبير: البضع: ما دون العشر. ثم ظهرت الرّومُ بعد ذلك، قال: فذلك قوله: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ. . .} إلى قوله: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ} (1).
(3204)
الحديث التاسع والثلاثون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة قال: أخبرنا عبد اللَّه بن عثمان بن خُثَيم قال: حدّثني عبد اللَّه بن أبي مُلَيكة أنّه حدّثه ذكوانُ حاجبُ عائشة:
أنّه جاء عبد اللَّه بن عبّاس يستأذنُ على عائشة، فجئتُ وعند رأسها ابن أخيها عبدُ اللَّه ابن عبد الرحمن، فقيل: هذا ابن عبّاس يستأذن، فأكبَّ عليها عبد اللَّه ابن أخيها فقال: هذا عبد اللَّه بن عبّاس، وهي تموت، فقالت: دَعْني من ابن عبّاس. فقال لها: يا أُمّتاه، إنّ ابن عبّاس من صالحي بنيك، لِيُسَلِّمْ عليك ويُوَدِّعْك. فقالت: ائذنْ له إنّ شئتَ، فأَدْخَلْتُه. فلما جلس قال: أبشري (2)، فما بينك وبين أن تلقَي محمدًا صلى الله عليه وسلم والأحبّة إلا أن تَخْرُجَ الرُّوحُ من الجسد، كنتِ أحبَّ نساء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم[إليه]، ولم يكن رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُحبَّ إلّا طيّبًا، وسقطتْ قِلادتُك ليلةَ الأبواء، فأصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى يُصْبحَ في المنزل، وأصبحَ الناسُ ليس معهم ماء، فأنزل اللَّه (أن تَيَمّموا صعيدًا طيبًا) فكان ذلك في سببك، وما أنزلَ اللَّهُ لهذه الأمة من الرّخصة. وأنزل اللَّه براءتك من فوق سبع سموات، جاءَ به الرُّوح الأمين، فأصبحَ ليس للَّه مسجدٌ من مساجد اللَّه يذكر فيه اللَّهُ إلا
(1) المسند 4/ 296 (2495). وإسناده صحيح. وبهذا الإسناد في الترمذي 5/ 320 (3193) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة. وهو في المعجم الكبير 12/ 23 (12377)، وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 410 والمحقّقون والألباني.
(2)
في المسند "فقالت أيضًا. فقال".
يُتْلَى فيه آناءَ الليل وآناءَ النهار. فقالت: دَعْني منك يا ابن عبّاس. والذي نفسي بيده لَوَدِدْتُ لو كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (1).
(3205)
الحديث الأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون قال عبد اللَّه بن أحمد: وسمعته أنا من هارون قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدّثنا أبو صخر عن شريك عن عبد اللَّه بن أبي نمر عن كُريب مولى ابن عبّاس عن عبد اللَّه بن عبّاس:
أنّه مات ابنٌ له بقُدَيد أو بعُسْفان. فقال: يا كُريبُ، انظرْ ما اجتمعَ له من النّاس. قال: فخرجتُ فإذا ناسٌ قد اجتمعوا له، فأخبرْته، فقال: تقول هم أربعون؟ قال: نعم. قال: أخرجوه، فإني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من مسلم يموتُ فيقومُ على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون باللَّه شيئًا إلا شفَّعَهم اللَّه فيه".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(3206)
الحديث الحادي والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عديّ قال: حدّثنا عُبيد اللَّه بن عمرو عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
خرج رجل من خيبر فاتّبَعَه رجلان وآخرُ يتلوهما، يقول: ارجعا ارجعا، حتى ردَّهما، ثم لَحِقَ الأوّلَ فقال له: إنّ هذين شيطانان، وإنّي لم أزلْ بهما حتى رَدَدْتُهما، فإذا أتيتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأَقْرِئْه السلام، وأَخْبِرْه أنّا هاهنا في جَمع صدقاتنا، ولو كانت تصلحُ له أرسلْنا بها إليه. فلما قَدِمَ الرجل المدينة أخبر النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فعند ذلك نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الخَلوة (3).
(1) المسند 4/ 297 (2496) وإسناد صحيح. وقد أخرج البخاري الحديث مختصرًا من طريق ابن أبي مليكة 8/ 482 (4753). وينظر الفتح 8/ 483.
(2)
المسند 4/ 307 (2509) ومن طريق هارون -ابن معروف- وغيره عن ابن وهب عن أبي صخر -حميد بن زياد- في مسلم 2/ 655 (948).
(3)
المسند 4/ 451 (2719) وإسناده صحيح. وبهذا الإسناد في أبي يعلى 4/ 460 (2588). ومن طريق عبيد اللَّه بن عمرو الرّقّي عن عبد الكريم الجزري أخرجه الحاكم 2/ 102. وقال: صحيح الإسناد شرط البخاري، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي 9/ 107 بعد أن نسب لأحمد وأبي يعلى: رجالهما رجال الصحيح.
(3207)
الحديث الثاني والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي حسان قال:
قال رجل من بَلْهُجَمِ: يا أبا العباس، ما هذه الفُتيا التي تَفَشَّغَتْ بالناس: أن من طاف بالبيت فقد حَلَّ؟ قال: سنّةُ نبيّكم صلى الله عليه وسلم وإن رَغِمْتُم.
انفرد بإخراجه مسلم من هذه الطريق (1).
وقد أخرجاه من طريق عطاء (2).
ومعنى تَفَشَّغَت: شاعت.
(3208)
الحديث الثالث والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن نمير عن الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
لما أنزل اللَّهُ عز وجل: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصفا فصَعِدَ عليه، ثم نادى:"يا صباحاه" فاجتمعَ الناسُ إليه بين رجل يجيء، وبين رجل يبعث رسولَه، فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا بني عبد المطّلب، يا بني فهر، يا بني. .، يا بني. .، أرأيْتُم لو أَخْبَرْتُكم أن خيلًا بسفح هذا الجبل تريدُ أن تُغيرَ عليكم، صدَّقْتُموني؟ " قالوا: نعم. قال: "فإني نذيرٌ لكم بين يدَي عذابٍ شديد" فقال أبو لهب: تبًّا لك سائرَ اليوم، أما دَعَوْتَنا إلا لهذا! فأنزل اللَّهُ عز وجل:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} .
أخرجاه في الصحيحين (3).
(3209)
الحديث الرابع والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نَضْرة قال: خطبَنا ابنُ عبّاس على مِنبره بالبصرة فقال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يكن نبيٌّ إلا له دُعوة قد تَنَجَّزَها في الدنيا، وإنّي قد
(1) المسند 4/ 310 (2513)، ومسلم 2/ 912 (1244) من طريق شعبة. ويزيد بن هارون من رجال الشيخين.
(2)
البخاري 8/ 104 (4393)، ومسلم 2/ 913 (1245) من طريق ابن جريج عن عطاء.
(3)
المسند 5/ 17 (2801)، ومن طريق الأعمش في البخاري 8/ 737 (4971)، ومسلم 1/ 193 (208). وابن نمير من رجال الشيخين.
اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمّتي. وأنا سيّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامة ولا فَخْرَ. وأنا أوَّلُ من تَنْشَقُّ عنه الأرضُ ولا فَخْرَ. وبيدي لِواءُ الحمد ولا فَخْرَ. آدمُ ومَن دونَه تحتَ لوائي ولا فَخْرَ.
ويطولُ يومُ القيامة على النّاس، فيقولُ بعضهمُ لبعض: انطلقوا بنا إلى آدمَ أبي البشر فَليَشْفَعْ لنا إلى ربِّنا عز وجل فليقضِ بيننا. فيأتون آدم فيقولون: يا آدم، أنت الذي خلقَك اللَّهُ بيده وأسكَنَك جنَّتَه، وأسجَدَ لك ملائكتَه، اشفعْ لنا إلى ربّنا، فليقضِ بيننا، فيقولُ: إنّي لستُ هناكم، إني قد أُخْرِجْتُ من الجنّة بخطيئتي، وإنه لا يُهِمُّني اليومَ إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحًا رأس النبيّين، فيأتون نوحًا عليه السلام فيقولون: اشفعْ لنا إلى ربِّك فليقضِ بيننا. فيقول: إنّي لستُ هناكم، إنّي قد دعوْتُ بدعوة أغرقَتْ أهل الأرض، وأنه لا يُهمُّني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيمَ خليلَ اللَّه. فيأتون إبراهيمَ فيقولون: يا إبراهيم، اشفعْ لنا إلى ربِّك فليقضِ بيننا. فيقول: إنّي لَسْتُ هناكم، إني كذبتُ في الإسلام ثلاث كذبات، واللَّه إن أحاولُ بهنّ إلا عن دين اللَّه: قوله (إنّي سَقيم) وقوله: (بل فعلَه كبيرُهم هذا). وقوله لامرأته (1): أُختي، وإنه لا يُهِمُّني اليومَ إلا نفسي، ولكن ائتوا موسى الذي اصطفاه اللَّه برسالته وكلامه. فيأتونه فيقولون: يا موسى أنت الذي صطفاك اللَّهُ برسالته وبكلامه، فاشفعْ لنا إلى ربِّك فليقضِ بيننا، فيقول: إنّي لَسْتُ هناكم، إنّي قَتَلْتُ نفسًا بغير نفس، وإنه لا يُهِمُّني اليومَ إلا نفسي. ولكن ائتوا عيسى رُوحَ اللَّه وكلمتَه. فيأتون عيسى فيقولون: اشفع لنا إلى ربِّك فليقضِ بيننا، فيقول، إنّي لَسْتُ هناكم، إني اتُّخِذْتُ إلهًا من دون اللَّه، وإني لا يُهِمُّني اليومَ إلا نفسي. ولكن إن كان (2) مَتاعٌ في وعاء مختوم عليه، أكان يقدر على ما في جوفه حتى يُفَضَّ الخاتَم؟ فيقولون: لا، فيقول: إن محمّدًا خاتَم النبيّين، وقد حَضَر اليومَ، وقد غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنبه وما تأخّر".
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فيأتوني فيقولون: يا محمّد اشفعْ لنا إلى ربِّك فليقضِ بيننا. فأقول: أنا لها، حتى يأذَنَ اللَّه لمن يشاء ويرضى. فإذا أراد اللَّه أن يَصْدَعَ بين خلقه نادى منادٍ: أين أحمدُ وأمَّتُه؟ فنحن الآخِرون الأوّلون، نحن آخِرُ الأُمَمِ وأوَّلُ من يُحاسب، فتُفْرِجُ لنا الأُمَمُ عن طريقنا، فنمضي غُرًّا مُحَجَّلين من أثر الطهور، تقول الأمم: كادت هذه الأمّةُ
(1) في المسند "حين أتى على الملك".
(2)
في المسند: "ولكن أرأيتم لو كان. . ".
تكونُ أنبياءَ كلُّها. فآتي بابَ الجنّة، فأَخذ بحَلْقة الباب، فأقرع البابَ، فيُقال: من أنت؟ فأقول: أنا محمّد (1)، فآتي ربّي عز وجل على كُرسيّه -أو سريره، شكّ حمّاد- وأَخرُّ له سَاجدًا، فأَحْمَدُه بمحَامد لَمْ يَحْمَدْه بها أحدٌ كان قبلي، وليس يَحْمَدُه بها أحدٌ بعدي، فيقال: يا محمّدُ، ارفعْ رأسَك [وسَلْ تُعْطَه](2)، وقُلْ تُسْمَعْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ. فأرفعُ رأسي فأقول: أيْ ربِّ، أُمّتي أُمّتي، فيقول: أَخْرِجْ من كان في قلبه مِثقالُ كذا وكذا -لَمْ يحفظ حمّاد- ثم أعود فأسجدُ فأقول ما قلت، فيقال: ارفع رأسك، وقُلْ تُسْمَع، وسَلْ تُعْطَه، واشفع تُشَفَّع. فأقول: أيْ ربِّ، أُمّتي أُمَّتي، فيقال: أخْرِجْ من كان في قلبه مثقالُ كذا وكذا - دون الأول. ثم أعود فأسجُد فأقول مثل ذلك، فيقال: ارفعْ رأسَك، وقُلْ يُسْمَعُ لك، وسَلْ تُعْطَه، واشفع تُشَفَّع، فأقول: أيْ ربِّ، أُمّتي أُمّتي، فيقول: أخْرِج من كان في قلبه كذا وكذا - دون ذلك" (3).
(3210)
الحديث الخامس والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرَّزاق قال: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني عطاء الخراساني عن ابن عبّاس:
أن خِدامًا (4) أبا وديعة أنكَحَ ابنتَه رجلًا، فأتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فاشتكت إليه أنّها أُنكِحَتْ وهي كارهة، فانتزعَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم من زوجها وقال:"لا تُكْرِهُوهُنَّ" قال: فنكحَت بعد ذلك أبا لبابة الأنصاري، وكانت ثَيِّبًا (5).
(3211)
الحديث السادس والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الوارث قال: حدّثنا حنظلة السدوسي قال:
(1) في المسند "فيفتح لي".
(2)
تكملة من المسند.
(3)
المسند 4/ 330 (2546)، ومسند الطيالسي 353 (2711)، ومسند أبي يعلى 4/ 213 (2328). قال الهيثمي 10/ 375: رواه أبو يعلى وأحمد، وفيه علي بن زيد، وقد وثَّق على ضعفه، وبقيّة رجالهما رجال الصحيح. فالإسناد ضعيف لضعف علي، ابن جدعان، لكن له شواهد كثيرة. ينظر تخريج الحديث في مندي أحمد وأبي يعلى.
(4)
خدام بالمهملة فيما ضبطه ابن حجر في الفتح 9/ 195، وصحّح محقّقو المسند أنّه بالمعجمة.
(5)
المسند 5/ 408 (3440). وضعّف المحقّق إسناده. ولكن الحديث صحيح، فقد ورد في مواضع من البخاري - ينظر 9/ 164 (5138) وجعله الحميدي في مسند خنساء بن خدام 4/ 309.
قلت لعكرمة: إني أقرأ في صلاة المغرب بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} وإن ناسًا يعَيبون ذلك عليّ. فقال: وما بأسٌ بذلك؟ اقرأْهما فإنّهما من القرآن.
ثم قال: حدّثني ابنُ عبّاس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جاء فصلّى ركعتَين لَمْ يقرأ فيهما إلا بأمّ الكتاب (1).
(3212)
الحديث السابع والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن موسى بن عقبة عن صالح مولى التَّوأمة قال: سمعت ابن عبّاس يقول:
سأل رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن شيء من أمر الصلاة، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خَلِّلْ أصابعَ يدَيك ورِجلَيك" يعني إسباغ الوضوء.
وكان فيما قال له: "إذا رَكَعْتَ فضَعْ كَفَّيك على رُكْبتَيك حتى تَطْمَئِنَّ. وإذا سَجَدْتَ فأَمْكِنْ جبهتك من الأرض حتى تَجِدَ حَجْمَ الأرض"(2).
(3213)
الحديث الثامن والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر حدّثنا حمّاد بن سلَمة عن قتادة عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ ربّي عز وجل"(3).
(1) المسند 4/ 335 (2250)، ومن طريق حنظلة في أبي يعلى 4/ 434 (2561) المرفوع منه. وقال الهيثمي 2/ 118 بعد أن نقل المرفوع: وفيه حنظلة السدوسي، ضعّفه ابن معين وغيره، ووثّقه ابن حبّان. وقد صحّح ابن خزيمة الحديث من طريق عبد الوارث 1/ 258 (513). ومال المحقّقون إلى تضعيف الحديث، ولكنّ له شواهد صحيحة.
(2)
المسند 4/ 365 (2604). وقد روى ابن ماجة 1/ 153 (447) من طريق ابن أبي الزِّناد: "إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، واجعل الماء بين أصابع يديك ورجليك" قال البوصيري في الزوائد: رواه الترمذي أيضًا. وصالح مولى التوأمة وإن اختلط بأخرة، لكن روى عنه موسى بن عقبة قبل الاختلاط، فالحديث حسن كما قال الترمذي. ومن طريق ابن أبي الزناد روى الترمذي 1/ 57 (39): إذا توضأت فخَلِّل بين أصابع يديك ورجليك" وقال: هذا حديث حسن غريب. وتخليل أصابع اليدين والرجلين، قال عنه ابن حجر في التلخيص 1/ 137 (101): وفيه صالح مولى التوأمة وهو ضعيف، لكنه حسّنه البخاري لأنه من رواية موسى بن عقبة عن صالح، وسماع موسى منه قبل أن يختلط. وينظر حواشي المسند.
(3)
المسند 4/ 350 (2580) وصحّحه محقّقو المسند موقوفًا، وأطالوا في تخريجه والتعليق عليه.
(3214)
الحديث التاسع والأربعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن أبيه عن عبيد اللَّه عن ابن عبّاس أنّه قال:
ما نصرَ اللَّهُ من مَوطن كما نصرَ يومَ أحد. قال: فأنكرْنا ذلك، فقال ابن عبّاس: بيني وبين من أنكرَ كتابُ اللَّه عز وجل، إنّ اللَّه يقول في يوم أحد:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152] قال ابن عبّاس: فالحَسّ: القتل {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ. . .} إلى قوله: {. . . وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} وإنما عنَى بهذا الرماةَ. وذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أقامَهم في موضع ثم قال: "احْمُوا ظهورَنا، فإن رأيْتُمونا نُقْتَلُ لا تَنْصُرونا، وإن رأيتُمونا قد غَنِمْنا فلا تَشْرَكونا. فَلَمَّا غَنِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأباحوا عسكرَ المشركين أكبَّ الرماةُ جميعًا في العسكر ينهبون، وقد التقتْ صفوفُ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فهم كذا- وشبّك أصابع يدَيهِ، والتبسوا. فلما أخلّ الرماة تلك الخَلّة التي كانوا فيها دخلتِ الخيلُ من ذلك الموضع على أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فضرب بعضُهم بعضًا، والتبسوا، وقُتِل من المسلمين ناسٌ كثير. وقد كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه أوّلُ النهار، حتى قُتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة، وجال المسلمون جولةً نحو الجبل، ولم يبلغوا حيثُ يقول الناسُ الغارَ، إنما كانوا تحت المِهراس، وصاح الشيطان: قُتِلَ محمّد، فلم يُشَكَّ فيه أنّه حقّ، فما زِلْنا كذلك ما نَشُكّ فيه أنّه قد قُتِل حتى طَلَعَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بين السَّعْدَين. نعرِفه بتكفُّئه إذا مشى، قال: ففرحنا حتى كأنْ لَمْ يُصِبْنا ما أصابَنا. قال: فرقي نحوَنا وهو يقول: "اشتدَّ غَضَبُ اللَّه على قومٍ دمَّوا وجهَ رسوله" قال: يقول مرّة أخرى: "اللهمّ إنه ليس لهم أن يَعْلُونا". حتى انتهى إلينا، فمكث ساعة، فإذا أبو سفيان يصيحُ في أسفل الجبل: اعْلُ هُبَلُ - مرَّتين. يعني آلهته، أين ابنُ أبي كَبشة؟ أين ابنُ أبي قحافة؟ أين ابنُ الخطاب؟ فقال عمر: يا رسول اللَّه، ألا أُجيبه؟ قال: "بلى" قال: فلمّا قال: اعْلُ هُبَلُ، قال عمر: اللَّه أعلى وأجلَّ. فقال: أبو سفيان: يا ابنَ الخطَّاب، قد أَنْعَمَتِ، فعادِ عنها (1). فقال: أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابنُ الخطاب؟ فقال عمر: هذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وهذا أبو بكر، وهذا عمر. قال: فقال أبو سفيان: يومٌ بيوم بدر، والأيامُ دُوَل، وإن الحرب سِجال. قال: فقال عمر: لا سواءً، قَتلانا في الجنة وقتلاكم
(1) في المسند "إنه قد أنعمت عينها، فعاد عنها - أو: فعالٍ عنها".
في النّار. قال: إنكم لتزعمون ذلك، لقد خِبْنا إذًا وخَسِرْنا. ثم قال أبو سفيان: إنكم ستجدُون في قتلاكم مَثْلا (1) ولم يكن ذلك عن رأي سَراتنا. قال: ثم أدركَتْه حميَّة الجاهلية فقال: أما إنّه إنْ كان ذلك لَمْ نَكْرَهْه (2).
(3215)
الحديث الخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا نوح بن ميمون قال: حدّثنا سفيان عن أبي الزُّبير عن ابن عبّاس وعائشة قالا:
قال [أفاض "رسول اللَّه (3) صلى الله عليه وسلم من مِنًى ليلًا (4).
(3216)
الحديث الحادي والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان عن ابن الزبير عن عائشة وابن عبّاس:
أنّ] رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخَّرَ الطواف يوم النَّحر إلى الليل (5).
(3217)
الحديث الثاني والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحاق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا ابن لهيعة عن عبد اللَّه بن هبيرة عن حَنَش عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يخرج يُهَرِيقُ الماءَ، فيتمسّح بالتراب، فأقول: يا رسول اللَّه، إنّ الماء منك قريب، فيقول:"وما يُدْرِيني لعلّي لا أبْلُغُه"(6).
(1) أثبت محقّق المسند "مثلى" ونقل كلامًا حولها.
(2)
المسند 4/ 368 (2609) وآخره فيه: أما إنه قد كان ذلك. لَمْ يكرهه، وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين 2/ 296، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي 6/ 114: فيه عبد الرحمن بن أبي الزّناد، وقد وثّق على ضعفه. وأخرجه الطبراني في الكبير 10/ 301 (10731). وحسّن المحقّقون إسناده، وذكروا شواهده. وينظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على الحديث في تحقيقه للمسند.
(3)
انتقل نظر ناسخ المخطوط من هنا إلى (رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) في الحديث التالي، فأسقط حديثًا.
(4)
المسند 4/ 373 (2611). وضعّف المحقّقون إسناده.
(5)
السابق (2612). وأبو داود 2/ 207 (2000)، والترمذي 3/ 262 (920) وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى 5/ 93 (2700). وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده. وحكم الألباني عليه بالضعف والشذوذ. وينظر تخريج محقّقي المسندين.
(6)
المسند 4/ 374 (2614)، والمعجم الكبير 12/ 184 (12987)، من طريق عبد اللَّه. قال الهيثمي 1/ 268: وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. وحسّن محقّقو المسند إسناده، لأن رواية ابن المبارك عن ابن لهيعة صالحة.
(3218)
الحديث الثالث والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب بن زياد قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا الحسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبّاس عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا يومَ الجمعة وحدَه"(1).
(3219)
الحديث الرابع والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عبّاس:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من يُرِدِ اللَّهُ به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّين"(2).
(3220)
الحديث الخامس والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب قال: حدّثنا عبد اللَّه قال: أخبرني معمر عن عمرو بن عبد اللَّه عن عِكرمة عن أبي هريرة وابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تأكل الشريقةَ، فإنّها ذبيحةُ الشيطان"(3).
لا أحسب الشريقة إلَّا التي تَشْرَق بالماء فتموت.
(1) المسند 4/ 374 (2615)، وإسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد اللَّه. وقد روى البخاري عن جابر وأبي هريرة وجويرية النهي عن الصوم يوم الجمعة 4/ 232 (1984 - 1986)، ومسلم عن جابر وأبي هريرة 2/ 801 (1143، 1144).
(2)
المسند 5/ 11 (2790) سليمان بن داود الهاشمي ثقة، روى له أصحاب السنن، وسائر رجاله رجال الصحيح. وأخرجه الترمذي 5/ 28 (2645) من طريق إسماعيل بن جعفر. قال: وفي الباب عن عمر وأبي هريرة ومعاوية. هذا حديث حسن صحيح. وصحّحه الألباني.
(3)
هكذا روى المؤلّف الحديث "الشريقة" ولا علاقة للنَّسْخ فيه؛ لأنه فَسّر في هذا الحديث "الشريقة". وكذلك فسره في كتابه غريب الحديث 1/ 534، والذي في الحديث "الشريطة": المسند 4/ 376 (2618). وهو في سنن أبي داود 3/ 103 (2826) من طريق ابن المبارك. وفُسِّر: وهي التي تذبح فيقطع الجلد ولا تُفْرى الأوداج، ثم تترك حتى تموت. وقال الخطابي في المعالم 4/ 281: أخذت من الشرط: وهو شقّ الجلد بالمِبضع ونحوه. . وأخرجه الحاكم 4/ 113 من طريق ابن المبارك، ونقل عن ابن المبارك: والشريطة: أن يخرج الروح منه بشرط من غير أن تقطع الحلقوم. قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح. والحديث في صحيح ابن حبّان من طريق ابن المبارك، عن أبي هريرة وحده. ونقل تفسيره عِكرمة: كانوا يقطعون منها الشيء اليسير. 13/ 204 (5888). وقد ضعّف الألباني ومحقّقو المسند الحديث.
(3221)
الحديث السادس والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: حدّثنا سفيان عن الحكم عن مِقسم عن ابن عبّاس:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرّ على أبي قتادة وهو عند رجل قد قتله، فقال:"دعوه وسَلَبَه"(1).
(3222)
الحديث السابع والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب وعلي بن الحسن قالا: حدّثنا أبو حمزة عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سوَّى بين الأسنان والأصابع في الدِّية.
وفي رواية علي بن الحسن: "الأسنان سواء، والأصابع سواء"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن عِكرمة عن ابن عباس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "هذه وهذه سواء" الخنصر والإبهام.
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(3223)
الحديث الثامن والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا إسرائيل عن سِماك عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُباشِرِ الرجلُ الرَّجُلَ، ولا المرأةُ المرأة"(4).
(1) المسند 4/ 377 (2620). وصحّح المحقّقون إسناده. ورواه أبو يعلى 5/ 82 (2682) من طريق عبد الرحمن عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم به. وضعّف المحقّقون إسناده لسوء حفظ ابن أبي ليلى. وقصّه "السلَب" رواها البخاري ومسلم، وهي في مسند أبي قتادة - الجمع 1/ 456 (730).
(2)
المسند 4/ 378 (2621) عن عتّاب، 4/ 381 (2624) عن علي بن الحسن. ورجاله ثقات. ومن طريق يزيد ابن عمرو النحوي أخرجه أبو داود 4/ 88 (4560، 4561)، والترمذي 4/ 8 (1391) وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم. . . وصحّحه الألباني ومحقّقو المسند.
(3)
المسند 3/ 453 (1999). وأخرجه البخاري 12/ 235 (6895) من طريق آدم وابن أبي عدي عن شعبة به. ويحيى بن سعيد من رجال الشيخين.
(4)
المسند 4/ 494 (2773)، والمعجم الكبير 11/ 221 (11728)، وصحّحه ابن حبّان 12/ 394 (5582)، من طريق إسرائيل عن سماك به. وأخرجه الحاكم 4/ 288 من طريق أبي إسحاق الشيباني عن عكرمة، وصحّحه على شرط البخاري، وقال: فقد أجمعا على صحَّة هذا الحديث، ووافقه الذهبي. فسماك متابع في روايته عن عكرمة. ويشهد لصحّة الحديث ما رواه أبو سعيد:". . ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تُفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد" مسلم 1/ 266 (338).
(3224)
الحديث التاسع والخمسون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد بن عبد الملك الحَرّاني قال: حدّثنا يحيى بن عمرو بن مالك النُّكري قال: سمعت أبي يحدّث عن أبي الجوزاء عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كفارة الذّنْب النَّدامةُ".
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو لَمْ تُذْنِبوا لجاءَ اللَّهُ عز وجل بقوم يُذْنِبون ليغفرَ لهم"(1).
(3225)
الحديث الستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا داود بن مهران قال: حدّثنا داود العطار عن ابن جريج عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد عن ابن عبّاس قال:
قال رجل: كم يكفيني من الوضوء؟ قال: مُدّ. قال: كم يكفيني للغسل؟ قال: صاع. قال: فقال الرجل: لا يكفيني. قال: لا أُمَّ لك، قد كفى من هو خير منك: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2).
(3226)
الحديث الحادي والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى بن داود [قال]: حدّثنا عبد الرحمن بن الغَسيل عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مُتَقَنِّعًا بثوبه فقال: "يا أيُّها النّاس، إنّ النّاسَ يكثُرون وإنَّ الأنصار يَقِلُّون، فمن وَلِيَ منكم أمرًا ينفعُ فيها أحدًا فليَقْبَلْ من مُحسنهم وليتجاوزْ عن مُسيئهم".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(3227)
الحديث الثاني والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن وعفّان قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت عن أبي عثمان النّهدي عن ابن عبّاس:
(1) المسند 4/ 379، 380 (2623)، والمعجم الكبير 12/ 134 (12794، 12795). وحسّن المحقّقون الحديث لغيره، وضعّفوا إسناده، وساقوا شواهده. وقد ذكر الألباني في الصحيحة 2/ 657 (970) حديث:"لو لَمْ تذنبوا. . " وضعّف إسناده لضعف يحيى بن عمرو النكري، ولكنه ذكر قبله شواهد يصحّ بها. وذكر الهيثمي في 10/ 202 "كفّارة الذنب الندامة" وقال: وفيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري، وهو ضعيف. وفي 10/ 218 ذكر الحديث كاملًا وقال: وفيه يحيى. . . وهو ضعيف، وقد وثّق، وبقيّة رجاله ثقات.
(2)
المسند 4/ 382 (2628). وهو حديث صحيح. وقد ذكر المحقّقون شواهد له من الصحيحين وغيره. وينظر الفتح 1/ 366 وموسى صدوق، روى له مسلم.
(3)
المسند 4/ 384 (2629). ومن طريق ابن الغسيل في البخاري 2/ 404 (927)، 6/ 628 (3628). وموسى صدوق، روى له مسلم.
أن رسول اللَّه قال: "إنّ أهونَ أهلِ النّار عذابًا أبو طالب، وهو منتعلٍ بنعلَين يغلي منهما دماغُه".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(3228)
الحديث الثالث والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا حجّاج عن الحَكَم بن عُتيبة عن مِقْسم عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ذبح ثم حلق (2).
(3229)
الحديث الرابع والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن الصبّاح قال: حدّثنا إسماعيل -يعني ابن زكريا- عن عبد اللَّه بن عثمان عن أبي الطُّفيل عن ابن عبّاس:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لما نزلَ مرَّ الظَّهران في عُمرته، بلغَ أصحابَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن قريشًا تقول: ما يَتباعَثون من العَجَف (3). فقال أصحابه: لو انتحرْنا من ظهرنا فأكلْنا من لحمه وحَسَونا من مرقه، أصبحْنا غدًا حين ندخلُ على القوم وبنا جَمامة (4). قال:"لا تفعلوا، ولكن اجمعوا لي من أزدواكم" فجمعوا له وبسطوا الأنطاع (5) فأكلوا حتى تولَّوا، وحثا كلُّ واحد منهم في جِرابه. ثم أقبل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد، وقعدَت قريشٌ نحو الحِجر، فاضطبعَ بردائه ثم قال:"لا يرى القومُ فيكم غَمِيزة"(6) فاستلم الرُّكْنَ، ثم دخل حتى إذا تغيَّبَ بالرّكن اليمانيّ مشى إلى الرُّكن الأسود، فقالت قريش: ما يرضَون بالمشي، أما إنهم لينقُزون نَقْزَ الظِّباء، ففعل ذلك ثلاثة أطواف، فكانت سُنّة.
قال أبو الطُّفيل: فأخبرَني ابنُ عبّاس أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في حجّة الوَداع (7).
(1) عن عفّان 4/ 387 (2636)، ومن طريقهما 4/ 425 (2690). ومن طريق عفّان في مسلم 1/ 196 (212).
(2)
المسند 4/ 388 (2638)، ومسند أبي يعلى 4/ 442 (2568). ورجاله ثقات غير الحجّاج بن أرطاة. وقد حسَّنه محقّقو المسند لغيره.
(3)
ما يتباعثون من العَجَف: ما يقومون من الضعف والجوع.
(4)
الجمامة: الراحة والشبع والريّ.
(5)
الأنطاع جمع نِطع: وهو جلد يوضع عليه الطعام.
(6)
الغميزة: المطمع.
(7)
المسند 4/ 498 (2782): ورجاله ثقات. ومن طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم صحّحه ابن حبّان 9/ 120 (3812). وأطال المحقّقون في ذكر مصادره.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا حمّاد بن زيد قال: حدّثنا أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكّة وقد وَهَنَتْهم حُمَّى يثرب، فقال المشركون: إنه يَقْدَمُ عليكم قومٌ قد وَهَنَتْهم حُمَّى يثرِب، ولقُوا منها شرًّا. وجلس المشركون من الناحية التي تلي الحِجْرَ، فأطْلَعَ اللَّه عز وجل نبيَّه على ما قالوا، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يرمُلوا الأشواط الثلاثة ليرى المشركون جَلَدَهم. قال: فرملوا ثلاثة أشواط، وأمرَهم أن يمشُوا بين الركنين حيثُ لا يراهم المشركون. ولم يمنع النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يرمُلوا الأشواطَ كلَّها إلَّا إبقاءٌ عليهم (1). فقال المشركون: أهؤلاء الذين زَعَمْتُم أن الحُمَّى وَهَنَتْهم، هؤلاء أجلدُ من كذا وكذا.
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم عن الجُريري عن أبي الطُّفيل عن ابن عبّاس قال:
رَمَلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشواط بالبيت، حتى إذا انتهى إلى الرُّكن مشى حتى يأتيَ الحَجَرَ ثم يرمُل، ومشى أربعة أطواف. قال ابن عبّاس: فكان سُنّة.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
* وقد روي مبسوطًا:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج ويونس قالا: حدّثنا حمّاد -يعني ابن سلمة- عن أبي عاصم الغَنَوي عن أبي الطُّفيل قال:
(1) في المسند: "أن يأمرهم أن يرملوا. . . الإبقاء عليهم".
(2)
المسند 4/ 423 (2686)، ومن طريق حمّاد في البخاري 3/ 469 (1602)، ومسلم 2/ 923 (1266). ويونس ثقة.
(3)
المسند 4/ 194 (2220)، ونحوه في مسلم 2/ 921، 922 (1264) من طريق الجريري. وعلي بن عاصم متابع.
قلت لابن عباس: يزعُمُ قومُك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رمَل بالبيت، وأن ذلك سُنَّة. فقال: صَدَقوا وكذَبوا. [قلت: ] وما صدَقوا، وما كذبوا؟ قال: صدقوا، رمل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالبيت. وكذبوا، ليس بسنّة، إنّ قريشًا قالت زمن الحديبية: دعوا محمّدًا وأصحابه حتى يموتوا موت النَّغَف (1). فلما صالحوه على أن يقدَموا من العام المقبل، فيقيموا بمكة ثلاثة أيام، فقدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمشركون من قِبَل قُعَيقِعان، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأصحابه:"ارمُلوا بالبيت ثلاثًا" وليس بسنَّة.
قلت: ويزعُمُ قومُك أنّه طاف بين الصفا والمروة على بعير، فإن ذلك سنَّة. قال: صدقوا وكذبوا. فقلت: وما صدقوا وكذبوا؟ فقال: صدقوا، قد طاف بين الصفا والمروة على بعير [وكذبوا، ليست بسنّة، كان النّاس لا يُدفعون عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا يُصرفون عنه، فطاف على بعير](2) ليسمعوا كلامه، ولا تناله أيديهم.
قلت: يزعُمُ قومُك أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة، وإن ذلك سنَّة. قال: صدقوا، إنّ إبراهيم عليه السلام لما أُمِرَ بالمناسك عرض له الشيطانُ عند المَسعي، فسابقَه فسبقَه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العَقَبة فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حَصَيات [حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حَصَياتِ](3) وثَمَّ تلَّه للجَبين، وعلى إسماعيل قميصٌ أبيضُ، فقال له: يا أبتِ، ليس لي ثوبٌ تُكفّنُني فيه غيره، فاخْلَعْه حتى تُكَفِّنَني فيه، فعالَجَه ليخلَعَه، فنُودي من خلفه (أنْ يا إبراهيمُ قد صَدَّقْتَ الرُّؤيا) فالتفتَ إبراهيمُ فإذا هو بكبش أبيضَ أقرنَ أعينَ. قال ابن عبّاس: لقد رأيتُنا نتَّبَّعُ ذلك الضَّرْبَ من الكباش. قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القُصوى فعرَضَ له الشيطانُ، فرماه بسبع حَصَيات حتى ذهب، ثم ذهب به جبريل إلى منى، فقال: هذا مُناخ النّاس. ثم أتى به جَمعًا فقال: هذا المشعر الحرام، ثم ذهب به إلى عرفة. فقال ابن عباس: هل تدري لِمَ سُمِّيت عَرَفة؟ قلت: لا. قال: إنّ جبريل قال لإبراهيم: عَرَفْتَ؟ قال: "نعم". قال ابن عبّاس: فمن ثم سُمِّيَت عَرَفة. ثم قال: هل تدري كيف كانت التلبية؟ قلت: وكيف؟ قال: إن إبراهيم لما أُمِرَ أن يُؤَذِّنَ في النّاسِ بالحَجِّ خَفَضَت له الجبال
(1) النغف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم.
(2)
انتقل نظر الناسخ للمخطوطة من "بعير" إلى مثلها بعد سطر.
(3)
ما بين المعقوفين من المسند وهو انتقال نظر كسابقه.
رؤوسها، ورُفِعَت له القري، فأذَّنَ في النّاس بالحجّ (1).
* وقد روي بعض هذا الحديث من طرق أخرى:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس عن حمّاد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العَقَبة، فعَرَضَ له الشيطانُ، فرماه بسبع حَصَيات، فساخ، ثم أتى به الجمرة الوسطى فعَرَضَ له الشيطانُ، فرماه بسبع حَصَيات، فساخ، ثم أتى به الجمرة القُصوي، فعَرَضَ له الشيطانُ، فرماه بسبع حَصَيات، فساخ. فلما أراد إبراهيم أن يذبحَ ابنه إسحاق قال لأبيه: يا أبتِ، أَوْثِقْني لا أضطربُ فيَنْتَضِح عليك دمي إذا ذبحْتَني، فشدَّه، فلمّا أخذَ الشَّفرة فأراد أن يذبحَه نُودي من خلفه:{أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} (2).
(3230)
الحديث الخامس والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الوارث قال: حدّثنا أيوب عن عبد اللَّه بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عبّاس قال:
قَدِمَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهودَ يصومون يومَ عاشوراء، فقال: ما هذا اليومُ الذي تصومون؟ قالوا: هذا يوم صالحٌ، هذا يوم نجّى اللَّهُ عز وجل فيه بني إسرائيل من غَرَقهم، فصامه موسى عليه السلام. فقال يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أنا أحقُّ بموسى منكم" فصامه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأمر بصومه.
أخرجاه في الصحيحين (3).
(1) المسند 4/ 436 (2707)، ومن طريق حمّاد في أبي داود 2/ 177 (1885) والمعجم الكبير 10/ 268 (10628). وقال الهيثمي في المجمع 3/ 262: رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجالهما ثقات. وقال 8/ 204: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير أبي عاصم الغنوي، وهو ثقة. وحكم عليه محقّقو المسند كما قال الهيثمي. وأطالوا في تخريج أجزاء الحديث وقعطه. وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 5/ 13 (2794) وفي المجمع 3/ 262: رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب. وضعّف المحقّقون إسناده لاختلاط عطاء. وهو في المختارة 10/ 282 - 285 (296 - 299) من طريق عطاء.
(3)
المسند 4/ 393 (2644)، والبخاري 4/ 244 (2004) من طريق عبد الوارث، وهو في مسلم 2/ 795، 796 (1130) من طرق عن سعيد.
(3231)
الحديث السادس والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: أخبرني عبيد اللَّه بن أبي يزيد قال: سمعت ابن عباس يقول:
ما عَلِمْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يومًا يتحرَّى فضلَه على الأيام غيرَ يوم عاشوراء، وهذا الشهر - شهر رمضان.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(3232)
الحديث السابع والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن إسرائيل أو غيره عن جابر عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
أرسلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أهل قرية على رأسِ أربعة فراسخ -أو قال: فرسخين- يومَ عاشوراء، فأمر كلّ من أكلَ ألَّا يأكلَ بقيَّةَ يومه، ومن لَمْ يأكل أن يُتِمَّ صومَه (2).
(3233)
الحديث الثامن والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا ابنُ أبي ليلى عن داود بن عليّ عن أبيه عن جدّه ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صوموا يومَ عاشوراء، وخالفوا اليهود، صُوموا قبله يومًا أو بعده يومًا"(3).
(3234)
الحديث التاسع والستون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاذ ابن معاذ قال: حدّثنا حاجب بن عمر قال: حدّثني عمّي الحكم بن الأعرج قال:
أتيتُ ابن عبّاس وهو متَّكىء عندَ زمزم، فجلسْتُ إليه وكان نِعْمَ الجليس، فقلتُ: أَخْبِرني عن يوم عاشوراء. قال: عن أيِّ بالِه تسأل؟ قلت: عن صومه، أيّ يوم أَصومُه؟ قال: إذا رأيتَ هلال المُحَرَّم فاعْدُدْ، فإذا أصبحْتَ من تاسعةٍ فأصبحْ منها صائمًا. قلتُ: كذلك كان يصومُ محمّد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
(1) المسند 3/ 411 (1938). ومن طريق سفيان بن عيينة في البخاري 4/ 245 (2006)، ومسلم 2/ 797 (1132).
(2)
المسند 3/ 489 (2058) وجابر الجعفي ضعيف. وصحَّ الحديث بما رواه الشيخان عن سلمة بن الأكوع والرَّبَيّع بنت مُعَوِّذ: البخاري 4/ 245، 200 (2007، 1960)، ومسلم 2/ 798 (1135، 1136).
(3)
المسند 4/ 52 (2154)، وضعّف المحقّق إسناده، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 290 (2095). وقال الألباني: إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(3235)
الحديث السبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا الحسن بن علي الحُلواني قال: حدّثنا ابن أبي مريم قال: حدّثنا يحيى بن أيوب قال: حدّثني إسماعيل بن أميَّة أنّه سمع أبا غطفان بن طَريف المُرّي يقول: سمعت عبد اللَّه بن عبّاس يقول:
صام رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ عاشوراء وأمرَ بصيامه. قالوا: يا رسول اللَّه أنّه يومٌ تُعَظِّمُه اليهودُ والنَّصارى. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان العامُ المقبل إن شاء اللَّه صُمْنا التاسع" قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
فإن قيل: قد رَوَيْتُم في الذي قبله هذا أنّه قَدِمَ المدينة فرأى اليهود يصومون. وفي هذا أنّه قال: "إذا كان في العام المقبل صُمْنا التاسع" فتوفّي. وهذا يعطي أنّه أقام بالمدينة سنة وبعض أخرى. قلنا: بل أقام عشر سنين، إنما قدم المدينة في ربيع وأقام إلى المُحَرَّم، فرآهم يصومون عاشوراء، فلما جاء شعبان نزلت فريضة رمضان فاشتغل به، فلمّا كان قبل موته بعام فضل خلاف اليهود بقوله: نصوم التاسع، فتوفِّي.
(3236)
الحديث الحادي والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب بن خالد عن عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أَلْحِقوا الفرائضَ بأهلها، فما بَقِيَ فهو لأوَّل رجل ذَكَر".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(3237)
الحديث الثاني والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب بن خالد عن عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن ابن عبّاس:
(1) المسند 4/ 39 (2135)، ومسلم 2/ 797 (1133) من طريق حاجب. ومعاذ ثقة. وينظر تعليق محققي مسلم والمسند.
(2)
مسلم 2/ 797 (1134). وفي المسند 5/ 280 (3213): حدّثنا وكيع حدّثنا ابن أبي ذئب عن القاسم بن عبّاس عن عبد اللَّه بن عمير مولى لابن عبّاس عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لئن بقيت إلى قابل لأصومَنَّ اليوم التاسع".
(3)
المسند 4/ 401 (2657)، ومن طريق وهيب في البخاري 12/ 11 (6732)، ومسلم 3/ 1135، 1136 (1615)، وله فيهما طرق آخر. وعفَّان إمام ثقة.
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنا التَّشَهُّد كما يُعَلِّمْنا القرآن، فكان يقول:"التحيّات المباركات الصّلوات الطيّبات للَّه، السلام عليك يا أيُّها النبيّ ورحمةُ اللَّه وبركاته. السلامُ علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين. أشهد أن لا إله إلَّا اللَّه، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(3238)
الحديث الثالث والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا داود بن أبي الفرات عن عِلباء عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
خطَّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعةَ خطوط، وقال:"تدرون ما هذا؟ " فقالوا: اللَّه ورسوله أعلم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أفضلُ نساء أهل الجنّة خديجةُ بنت خويلد، وفاطمةُ بنت محمد، ومريمُ بنت عمران، وآسيةُ بنت مزاحم امرأة فرعون"(2).
(3239)
الحديث الرابع والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس عن ليث عن قيس بن الحجّاج عن حَنَش الصنعاني عن عبد اللَّه بن عبّاس أنّه حدّثه:
أنّه ركب خلفَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا غلام، إني مُعَلِّمُك كلمات: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احفظِ اللَّهَ تَجِدْه تِجاهَك، وإذا سأَلْتَ فاسْأَلِ اللَّه، وإذا استعنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّه. واعلم أن الأُمَّةَ لو اجْتَمَعوا على أنّ ينفعوك لَمْ ينفعوك إلَّا بشيء قد كتبه اللَّه لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك لَمْ يضرُّوك إلَّا بشيء قد كتبه اللَّه عليك. جَفَّتِ الأقلام ورُفِعت الصحف"(3).
(1) المسند 4/ 407 (2665)، ومسلم 1/ 302 (403) من طريق الليث عن أبي الزبير عن سعيد وطاوس. وفيهما:"وأشهد أن محمّدًا رسول اللَّه".
(2)
المسند 4/ 409 (2668)، ومسند أبي يعلى 5/ 110 (2722) وإسناده صحيح. وصحّحه الحاكم 2/ 594، 3/ 185 على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 15/ 470 (7010).
(3)
المسند 4/ 409 (2669)، ومسند أبي يعلى 4/ 430 (2556). ورجاله رجال الصحيح عدا قيس، صدوق. ومن طريق الليث أخرجه الترمذي 4/ 575 (2516) وقال: حسن صحيح، والمعجم الكبير 12/ 184 (12988). وقد صحّحه الألباني. وأطال محقّقو المسند في تخريجه.
رواية المسند: "رُفعت الأقلام، وجفَّت الصحف" والروايتان في المصادر.
(3240)
الحديث الخامس والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا حسن قال: ](1) حدّثنا أبو عوانة الوضّاح عن أبي الأعلى الثعلبي عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الحديثَ عنّي إلَّا ما عَلِمْتُم، فإنَّه مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأْ مَقْعَدَه من النّار"(2).
(3241)
الحديث السادس والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن عبد اللَّه بن هُبيرة وحَنَش بن عبد اللَّه أن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ في أبوال الإبل وألبانها شفاءً للذِّرِبة بطونُهم"(3).
(3242)
الحديث السابع والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن أيوب عن أبي قِلابة عن ابن عبّاس:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني الليلةَ ربّي في أحسن صورة -أحسِبُه يعني في النوم- فقال: يا محمد، هل تدري فيم يختصمُ المَلأُ الأعلى؟ قال: قلت: لا. فوضعَ يدَه بين كَتِفي حتى وَجَدْتُ بَرْدَها بين ثديَيَّ -أو قال: نحري- فعلمتُ ما في السموات وما في الأرض. ثم قال: يا محمد، هل تدري فيمَ يختصمُ الملأُ الأعلى؟ قال: قلتُ: نعم، يختصمون في الكفَّارات والدَّرَجات. قال: وما الكفَّارات؟ (4) قلت: المُكث في المساجد بعد الصلوات، والمَشي على الأقدام إلى الجُمُعات، وإبلاغ الوضوء في المكاره. ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمُّه. وقال: قُلْ يا محمّد إذا صلَّيْتَ: اللهمّ أسألُك الخيراتِ، وتركَ المنكراتِ وحبَّ المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنةً
(1) سقط من المخطوطة، ومن مطبوعة المسند - الميمنية. وأبو عوانة لَمْ يرو عنه أحمد.
(2)
المسند 4/ 414 (2675). وضعف المحقّقون إسناده لضعف عبد الأعلى الثعلبي. قال الهيثمي في المجمع 1/ 152 بعد أن نسبه للطبراني [12/ 28 (12393)] فيه عبد الأعلى، والأكثر على تضعيفه. ولكن:"من كذب على متعمِّدًا. . . " له شواهد في الصحيحين عن الزُّبير وجابر وأبي هريرة وعبد اللَّه بن عمرو. ينظر الجمع 1/ 184 (177)، 2/ 463 (1798)، 3/ 164، 440 (2386، 2948).
(3)
المسند 4/ 415 (2677)، ومن طريق ابن لهيعة في المعجم الكبير 12/ 184 (12986). قال الهيثمي 5/ 81: فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقيّة رجاله ثقات. وحسّنه محقِّقو المسند لغيره.
والذَّرِبة بطونهم: التي أصابها مرض أو ألم.
(4)
في المسند: "وما الكفَّارات والدَّرَجات؟ " والصواب ما في هذه الرواية لأنَّ: "الدرجات" ستأتي بعد.
أن تقبَضَني إليك غيرَ مفتون. قال: والدرجات: بذل الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام" (1).
(3243)
الحديث الثامن والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عمّار بن أبي عمّار أن ابن عبّاس قال:
كنتُ مع أبي عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعندَه رجلٌ يناجيه، فكان كالمُعْرض عن أبي، فخرَجْنا من عنده، فقال لي أبي: أيْ بُنَيّ، ألا ترى إلى ابن عمَّك كالمُعْرض عني. فقلت: يا أبتِ، إنه كان عنده رجلٌ يُناجيه. قال: فرجعْنا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال أبي: يا رسول اللَّه، قلتُ لعبد اللَّه كذا كذا، فأخبرَني أنّه كان عندك رجلٌ يُناجيك. فهل كان عندك أحدٌ؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"وهل رأيتَه يا عبد اللَّه؟ " قلت: نعم. قال: "ذاك جبريل، هو الذي شغلَني عنك"(2).
(3244)
الحديث التاسع والسبعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعتُ يونس يحدّث عن الزّهري عن عبيد اللَّه عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خيرُ الصحابة أربعة. وخيرُ السّرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولا يُغلب اثنا عشر [ألفًا] من قِلّة"(3).
(1) المسند 5/ 437 (3484)، والترمذي 5/ 342 (3233). قال أبو عيسى: وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عبّاس في هذا الحديث رجلًا. وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عبّاس. وصحّحه الألباني، وضعّف محقّق المسند إسناده، لأنَّ أبا قلابة لَمْ يسمع من ابن عبّاس، وفيه اضطراب، وفصّل الكلام فيه.
(2)
المسند 4/ 417 (2679) ومن طريق حمّاد في الكبير 10/ 236 (10584) قال الهيثمي 9/ 279: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجالها رجال الصحيح. وصحّح محقّقو المسند إسناده على شرط مسلم.
(3)
المسند 4/ 418 (2682) وبالإسناد نفسه في أبي داود 3/ 36 (2611) وقال: والصحيح أنّه مرسل. والترمذي 4/ 105 (1555) وقال: هذا حديث حسن غريب، لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم، وإنما روي هذا الحديث عن الزهري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا. ثم ذكر رواية مسندة وأخرى مرسلة. ومسند أبي يعلى 4/ 459 (2587). وصحّحه الحاكم 1/ 443: قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف فيه بين الناقلين عن الزهري، ووافقه الذهبي. وصحّحه ابن خزيمة 4/ 140 (2538)، وابن حبّان 11/ 17 (4717). وينظر السنن الكبرى 9/ 156، وتعليق ابن التركماني عليه. ومال المحقّقون إلى تصحيح إسناد الحديث، ولكن الخلاف في وصله أو إرساله.
(3245)
الحديث الثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عبّاس:
أن أعرابيًا وَهَب للنبيّ صلى الله عليه وسلم هِبةً، فأثابَه عليها. قال:"أرضيت؟ (1) " قال: لا، فزاده، قال:"أرضيت؟ " قال: لا، فزاده، قالت:"أرضيتَ؟ " قال: نعم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقد هَمَمْتُ ألَّا أتَّهِبَ إلَّا من قُرشيّ أو أنصاريّ أو ثَقَفيّ"(2).
(3246)
الحديث الحادي والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مِهران عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من النّاس أحدٌ إلَّا قد أخطأ أو همَّ بخطيئة، ليس يحيى بن زكريا"(3).
(3247)
الحديث الثاني والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدّثه عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنّ الهَدْيَ الصالح، والسَّمْتَ الصالح، والاقتصاد، جزءٌ من خمسة وعشرين جزءًا من النبوَّة"(4).
(3248)
الحديث الثالث والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن غَيلان قال: حدّثنا رِشدين قال: حدّثني الحسن بن ثوبان عن عامر بن يحيى
(1) في المصادر دون همزة، في المواضع كلّها.
(2)
المسند 4/ 424 (2687). ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي 4/ 151، وصحّحه ابن حبّان 14/ 296 (6384).
(3)
المسند 4/ 425 (2689). وفي إسناده علي بن زيد، فيه ضعف، ويوسف بن مهران، ليّن. ومن طريق حمّاد أخرجه أبو يعلى 4/ 184 (2544)، والطبراني 12/ 167 (12993)، وقال الهيثمي 8/ 212: فيه علي بن زيد، ضعّفه الجمهور، وقد وثّق، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وذكره الحاكم 2/ 591 وسكت عنه، ولكنّ الذهبي قال: إسناده جيد. وقد ضعّف المحقّقون إسناده.
(4)
المسند 4/ 431 (2698)، ومن طريق زهير في الأدب المفرد 1/ 237 (468)، وأبي داود 4/ 247 (4776)، والمعجم الكبير 12/ 83 (12608). قال الهيثمي 8/ 93 بعد أن نسبه للطبراني: وفيه قابوس بن أبي ظبيان، وهو ثقة وفيه ضعف، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وقد حسّنه محقّقو المسند لغيره وضعّفوا إسناده للين قابوس. أما الألباني فجعله في سنن أبي داود حسنًا، وفي المفرد ضعيفًا.
المعافري عن حَنش عن ابن عبّاس قال:
لما نَزَلَت هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] في أناس من الأنصار أتَوا النبيّ صلى الله عليه وسلم فسألوه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ائتِها على كلّ حال إذا كان في الفَرج"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا يعقوب - يعني القُمّي عن [جعفر](2) عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
جاء عمر بن الخطاب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، هَلَكْتُ. قال:"وما الذي أَهْلَكَك؟ " قال: حَوَّلْتُ رَحلي البارحةَ. قال: فلم يَرُدَّ عليه شيئًا. قال: فأوحى اللَّه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أَقْبِلْ وأَدْبِرْ، واتِّقِ الدُّبُرَ والحَيضة" (3).
(3249)
الحديث الرابع والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق قال: أخبرنا مالك عن أبي الزّبير عن طاوس عن ابن عبّاس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: "اللهمّ لك الحمدُ، أنت نورُ السموات والأرض. ولك الحمدُ، أنت قيّام السموات والأرض. ولك الحمدُ، أنت ربُّ السموات والأرض ومن فيهنّ، أنت الحقّ، وقولك الحقّ، ووعدك الحقّ، ولقاؤك حقٌّ، والجنَّة حقٌّ، والنار حقٌّ، والساعة حقٌّ. اللهمّ لك أسلمْتُ، وبك آمنْتُ، وعليك توكَّلْتُ، وإليك أَنَبْتُ، وبك خاصمْتُ، وإليك حاكمْتُ، فاغفر بي ما قدَّمْتُ وأخَّرْتُ، وأَسْرَرْتُ وأَعْلَنْتُ، أنت الذي لا إله إلَّا أنت".
(1) المسند 4/ 236 (2414)، وحسّنه المحقّقون لغيره، وضعّفوا إسناده لضعف رشدين بن سعد. ومن طريق عامر بن يحيى أخرجه الطبراني 12/ 183 (12983). وللحديث شاهد في البخاري عن ابن عمر - الجمع 2/ 279 (1440)، وفي الصحيحين عن جابر - الجمع 2/ 342 (1552).
(2)
تكملة من المصادر. وجعفر هو ابن أبي المغيرة الخزاعي.
(3)
المسند 4/ 434 (2703)، والترمذي 5/ 200 (2980) وقال: حسن غريب. ومن طريق يعقوب في مسند أبي يعلى 5/ 121 (2736)، وصحيح ابن حبّان 9/ 516 (4202) وحسّن المحقّقون إسناده.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(3250)
الحديث الخامس والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبّاس بن عبد العظيم قال: حدّثنا النَّضر بن محمد اليماميّ قال: قال: حدّثنا عِكرمة بن عمّار قال: حدّثنا أبو زُمَيل عن ابن عباس قال:
كان المشركون يقولون: لبَّيك لا شريكَ لك. فيقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ويلَكم، قد، قد" إلَّا شريكًا هو لك، تَمْلِكُه وما مَلَكَ.
انفرد بإخراجه مسلم (2).
ومعنى قد قد: أي حسب، لا تزيدون عليه.
(3251)
الحديث السادس والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق - يعني ابن عبّاس قال: أخبرنا مالك عن زيد - يعني ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عبّاس قال:
خسَفت الشمسُ فصلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والناسُ معه، فقام قيامًا طويلًا نحو من سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع فقام قيامًا طويلًا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد ثم قام فقام قيامًا طويلًا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول. قال أحمد: وفيما قرأت على عبد الرحمن قال: ثم قام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف. ثم رجع إلى حديث إسحاق: ثم انصرف وقد تجلَّتِ الشمس. فقال: "إنّ الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات اللَّه، لا يَخْسِفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتُم ذلك فاذكروا اللَّه".
قالوا: يا رسول اللَّه، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك، ثم رأيناك تَكَعْكَعْتَ. فقال: "إني رأيتُ الجنَّةَ، فتناولتُ منها عُنقودًا، ولو أخذْتُه لأكلْتُم منه ما بقيت الدنيا، ورأيتُ
(1) المسند 4/ 440 (2710)، ومسلم 1/ 532 (769) من طريق مالك بن أنس عن أبي الزبير - وأبو الزبير من رجال مسلم. وهو في البخاري من طريق سفيان عن عيينة عن سليمان بن أبي مسلم عن طاوس به 3/ 3 (1120) وإسحاق بن عيسى من رجال الشيخين.
(2)
مسلم 2/ 843 (1185). وفيه: يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت.
النَّارَ، فلم أر كاليوم منظرًا قطّ. ورأيتُ أكثرَ أهلها النساء" قالوا: لم يا رسول اللَّه؟ قال: "لكفرهنَّ" قيل: أَيَكُفُرْن باللَّه؟ قال: "يَكْفُرْنَ العشيرَ، ويَكْفُرْنَ الإحسانَ. لو أحسنْتَ إلى إحداهنَّ الدَّهْرَ ثم رأَتْ منك شيئًا قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قطّ".
أخرجاه في الصحيحين (1).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
صلَّيْتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم الكسوف، فلم أسمع منه فيها حرفًا من القرآن (2).
(3252)
الحديث السابع والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج عن ابن جُرَيج قال: أخبرني ابن أبي مُليكة أن حُميد بن عبد الرحمن ابن عوف أخبره:
أن مروان قال: اذهبْ يا رافعُ -لبوّابه- إلى ابن عبّاس فقل له: لئن كان كلُّ امرئٍ منا فَرِحَ بما أوتيَ، وأحبّ أن يُحْمَدَ بما لم يفعلْ مُعَذَّبًا لنُعَذَّبَنّ أجمعون. فقال ابن عبّاس: ما لكم وهذه! إنما نزلت هذه في أهل الكتاب، ثم تلا ابن عباس:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ. . .} الآية [آل عمران: 187] وتلا ابن عبّاس: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا. . . .} [آل عمران: 188] وقال ابن عبّاس: سألَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتَموه إيَّاه وأخبروه بغيره، فخرجوا قد أرَوه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم ما سألهم عنه.
(1) المسند 4/ 442 (2711)، ومسلم 2/ 627 (907) عن محمد بن رافع عن إسحاق بن عيسى، وأحال على حديث سويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم. . . وهو في البخاري من طريق مالك 2/ 540 (1052)، وينظر 1/ 83 (29).
(2)
المسند 4/ 413 (2673)، ومسند أبي يعلى 5/ 130 (2745). وفي إسناده ابن لهيعة. وحسّنه محقّقو المسند؛ لأنه روى أحمد بعده الحديث عن علي بن إسحاق عن عبد اللَّه بن المبارك عن ابن لهيعة، ورواية ابن المبارك عن ابن لهيعة صالحة. وينظر تعليق محقّق مسند أبي يعلى.
أخرجاه في الصحيحين (1).
(3253)
الحديث الثامن والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب بن زياد قال: حدّثنا عبد اللَّه قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثني ابن هُبِيرة قال: حدّثني مع سمع ابن عبّاس يقول:
سمعتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "اتَّقُوا الملاعِنَ الثلاث" قيل: وما الملاعن يا رسول اللَّه؟ قال: لا أن يَقْعُدَ أحدُكم في ظلٍّ يُسْتَظَلُّ به، أو في طريقٍ، أو في نَقْعِ ماء" (2)
(3254)
الحديث التاسع والثمانون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا شريك (3) عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يؤثر بثلاث: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (4).
(3255)
الحديث التسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا محمد بن ثابت عن جَبَلة بن عطيّة عن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث عن ابن عبّاس قال:
بينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه، إذ وضعَ رأسه فنام، فضحك في منامه،
(1) المسند 4/ 444 (2712)، ومسلم 4/ 2143 (2778). وفي البخاري 8/ 233 (4568) عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن علقمة بن وقّاص أخبره أن مروان قال. . . ثم قال: حدَّثنا ابن مقاتل، أخبرنا الحجّاج عن ابن جريجٍ أخبرني ابن أبي مليكة عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنّه أخبره أن مروان. . . بهذا.
(2)
المسند 4/ 448 (2715). وإسناده ضعيف، لأن الراوي عن ابن عبّاس مجهول. وقد حسّنه محقّقو المسند لغيره، وذكروا شواهد له.
(3)
في الأصل (إسرائيل) وهو وهم، فإسحاق وغيره رووا الحديث عن شريك. وقد رواه عن إسرائيل خلف بن الوليد وحجين بن المثنى. ينظر الأطراف 3/ 97.
(4)
المسند 4/ 452 (2720). وشريك وإن كان في حفظه كلام، متابع. فهو في 4/ 457 (2726) عن خلف بن الوليد عن إسرائيل عن أبي إسحاق به. وهو من طريق شريك في الترمذي 2/ 325 (462). وذكر أحاديث الباب، وأن هذا اختاره أكثر أهل العلم. والحديث من طرق عن أبي إسحاق السبيعي في ابن ماجة 1/ 370 (1172)، والنسائي 3/ 236، وأبي يعلى 4/ 429 (2555)، وصحّحه الألباني.
فلما استيقظ قالت له امرأةٌ من نسائه: لقد ضَحِكْتَ في منامك، فما أضحكك؟ قال:"أعجبُ من ناس في أمّتي يركَبون هذا البحر (1)، يُجاهِدون في سبيل اللَّه. . . " فذكر لهم خيرًا كثيرًا (2).
(3256)
الحديث الحادي والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان وأبو سعيد -المعنى- قالا: حدّثنا ثابت قال: حدّثنا هلال بن خبّاب عن عكرمة عن ابن عبّاس:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم التفتَ إلى أُحد فقال: "والذي نفس محمد بيده، ما يَسُرُّني أن أحدًا تَحَوَّلَ لآل محمد ذهبًا أُنْفِقُه في سبيل اللَّه، أموت يوم أموتُ أَدَعُ منه دينارين، إلَّا دينارين أُعِدُّهما لدَين إنّ كان عليَّ". قال: فمات فما ترك دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا وليدة، ترك دِرْعَه مرهونةً عندَ يهوديّ على ثلاثين صاعًا من شعير (3).
(3257)
الحديث الثاني والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو القاسم بن أبي الزّناد قال: أخبرني ابن أبي حَبيبة عن داود بن الحُصين عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اقتلوا الفاعل والمفعولَ به في عمل قوم لوط، والبهيمةَ والواقعَ على البهيمة. ومن وقعَ على ذات مَحرم فاقتلوه"(4).
(3258)
الحديث الثاني والتسعون بعد الثلاثمائة: وبالإسناد عن ابن عبّاس قال:
(1) في المسند "هذا البحر هَوْلَ العدوّ".
(2)
المسند 4/ 454 (2722)، ومن طريق محمد بن ثابت العبدي في أبي يعلى 4/ 435 (2461) وفيه زيادة. قال الهيثمي في المجمع 5/ 284: رواه أحمد، وفيه محمد بن ثابت العبدي، وثّقه ابن معين في رواية، وكذلك النسائي، وبقيّة رجاله ثقات. وعليه ضعّف محقّقو المسندين إسناده، وذكروا له شواهد تقوّيه.
(3)
المسند 4/ 456 (2724)، ومن طريق ثابت في المعجم الكبير 12/ 259، 261 (11899، 11901). وأخرج ابن ماجة جزءًا منه من طريق ثابت 2/ 815 (2439) وصحّح البوصيري إسناده ووثّق رجاله. وجزء منه من طريق هلال عند أبي يعلى 5/ 84 (2684). ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 3/ 126، 10/ 242، 329.
(4)
المسند 4/ 458 (2727). وضعّف المحقّقون إسناده لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وتحدّثوا عن طرقه ورواياته.
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ جيوشَه قال: "اخْرُجوا باسم اللَّه، تُقاتلون في سبيل اللَّه من كفر باللَّه، لا تَغْدِروا، ولا تَغُلُّوا، ولا تَقْتُلوا الولدانَ ولا أصحابَ الصوامع"(1).
(3259)
الحديث الرابع والتسعون بعد الثلاثمائة: وبه عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنا في الحُمّى والأوجاع: "باسم اللَّه الكبيرِ، أعوذُ باللَّه العظيم من شرِّ عِرْقٍ نَعّار، ومن شرّ حَرِّ النّار"(2).
(3260)
الحديث الخامس والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حُجَين بن المُثَنّى قال: حدّثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن ابن جُبير عن ابن عبّاس:
أن رجلًا من الأنصار وقع في أبٍ كان للعبَّاس في الجاهليَّة فلطَمه العبّاسُ فجاء قومُه فقالوا: واللَّه لَنَلْطمَنُّه كما لَطَمَهَ، فلَبِسوا السلاحَ، فبلغ ذلك رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فصَعِدَ المنبرَ فقال:"أيُّها الناسُ، أيُّ أَهلٍ أكرمُ على اللَّه عز وجل؟ " قالوا: أنت. قال: "فإن العبّاس منِّي وأنا منه، فلا تَسُبُّوا موتانا فتُؤذوا أحياءنا". فجاء القوم فقالوا: يا رسول اللَّه، نعوذ باللَّه من غضبك (3).
(3261)
الحديث السادس والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا سليمان عن مجاهد:
أن النّاس كانوا يطوفون بالبيت وابن عبّاس جالس معه مِحْجَن، فقال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ، ولو أن
(1) المسند 4/ 461 (2728) وإسناده ضعيف كسابقه، ومن طريق ابن أبي حبيبة في الكبير 11/ 179 (11562)، وعلّق محقّقو المسند والمعجم الكبير عليه.
(2)
المسند 4/ 462 (2729)، وإسناده كسابقه. ومن طريق ابن أبي حبيبة في ابن ماجة 2/ 1655 (3526)، والترمذي 4/ 353 (2075)، والمعجم الكبير 11/ 179 (11563)، والحاكم 4/ 414، قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم يضعف في الحديث. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: إبراهيم قد وثّقه أحمد. وقد ضعّف الألباني الحديث.
(3)
المسند 4/ 466 (2734). ومن طرق عن إسرائيل أخرجه بتمامه النسائي 8/ 33، وأخرج الترمذي 5/ 610 (3759):"العبّاس منّي وأنا منه" وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث إسرائيل، وصحّحه الحاكم 4/ 329، ووافقه الذهبي، ولكنّه في السير ضعّف إسناده. ينظر السلسلة الضعيفة 5/ 340 (2315) حيث حكم الألباني عليه بالضعف.
قطرة من الزَّقُّوم قَطَرَت لأمرَّت على أهل الأرض عيشَهم، فكيف بمن ليس لها طعامٌ إلَّا الزَّقُّوم" (1).
(3262)
الحديث السابع والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن أبي بُكير قال: حدّثنا حسن بن صالح عن سِماك عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُصُّ شارِبَه، وكان أبوكم إبراهيمُ من قَبْلِه يَقصُّ شاربَه (2).
(3263)
الحديث الثامن والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا هشام - يعني الدَّستوائي عن أيوب عن عِكرمة عن ابن عبّاس:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تفتخروا بآبائكم الذين مُوِّتوا في الجاهلية. فوالذي نفس محمد بيده، لما يُدَهْدِهُ به الجُعَل بمِنْخَرَيه خيرٌ من آبائكم الذين مُوِّتوا في الجاهلية"(3).
يُدَهده بمعنى يُدَحرج.
والجُعَل: دويبة، قيل: هي الخنفساء.
(3264)
الحديث التاسع والتسعون بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد وأبو سعيد وعفّان قالوا: حدّثنا ثابت قال: حدّثنا هلال عن عكرمة عن ابن عبّاس:
(1) المسند 4/ 467 (2735). ورجاله رجال الشيخين. ومن طريق شعبة عن سليمان بن مهران الأعمش أخرجه ابن ماجة 2/ 1446 (4325)، والترمذي 4/ 609 (2585)، وصحّحه ابن حبّان 16/ 511 (7470)، والحاكم 2/ 294، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(2)
المسند 4/ 469 (2738). وفيه ما يقال عن رواية سماك عن عكرمة. وباقي رجاله ثقات. وهو في المعجم الكبير 11/ 221 (11735)، ومن طريق الحسن بن صالح في أبي يعلى 5/ 104 (2715) ومن طريق سِماك في الترمذي 5/ 86 (2760) وقال: حسن غريب، وضعف الألباني إسناده.
(3)
المسند 4/ 470 (2739)، وإسناده صحيح. وهو في مسند الطيالسي 349 (2628). ومن طريقه صحّحه ابن حبّان 13/ 91 (5775) ومن طريق هشام في المعجم الكبير 11/ 252 (11862)، وقال الهيثمي 8/ 88: رجاله رجال الصحيح.
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل عليه عُمر وهو على حصير قد أثّر في جنبه، فقال: يا رسول اللَّه، لو اتَّخَذْتَ فراشًا أَوْثَرَ من هذا. فقال:"مالي وللدُّنيا. ما مَثَلي ومَثَلُ الدُّنْيا إلَّا كراكبٍ سار في يوم صائف، فاستظلَّ تحت شجرة ساعةً من نهار، ثم راح وتركها"(1).
(3265)
الحديث الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا ثابت قال: حدّثنا هلال عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قاتل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عدوًّا فلم يَفْرُغ منهم حتى أخَّرَ العصرَ عن وقتها، فلمّا رأى ذلك قال:"اللهمّ من حَبَسَنا عن الصلاة الوسطى فاملأْ بيوتَهم نارًا - أو: املأْ قبورَهم نارًا"(2).
(3266)
الحديث الحادي بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد وعفّان قالا: حدّثنا ثابت قال: حدّثنا هلال عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
قَنَتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شهرًا مُتتابعًا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، في دُبُر كلّ صلاة، إذا قال: سمع اللَّه لمن حمده من الركعة الأخيرة، يدعو عليهم، على حيٍّ من بني سُليم، على رعل وذَكوان وعُصَيَّة، ويُؤَمِّن مَن خلفَه، أرسلَ اليهم يدعوهم إلى الإسلام فقتلوهم.
قال عفّان في حديثه: قال: وقال عِكرمة: هذا كان مفتاح القنوت (3).
(1) المسند 4/ 473 (2744)، ومن طرق عن ثابت في المعجم الكبير 11/ 259 (11898)، وصحّحه ابن حبّان 14/ 265 (6352)، وقال الهيثمي في المجمع 10/ 329: رجاله رجال الصحيح غير هلال ابن خبّاب، وهو ثقة. وأخرجه الحاكم 4/ 309 وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، مع أن هلالًا لَمْ يخرج له البخاري، بل روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. التهذيب 7/ 432، وينظر تخريج الحديث في المسند.
(2)
المسند 4/ 474 (2745) وإسناده صحيح، كسابقه. ومن طريق هلال في الكبير 11/ 260 (11905). وله شاهد عن عليّ في الصحيحين، وأنه قاله يوم الأحزاب - الجمع 1/ 161 (124)، وآخر للبخاري عن ابن مسعود 1/ 246 (329).
(3)
المسند 4/ 475 (2746). وإسناده كسابقه. ومن طرق عن ثابت في أبي داود 2/ 68 (1443)، وصحيح ابن خزيمة 1/ 313 (618)، والحاكم 1/ 225 وصحّحه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي - وهلال كما سبق لَمْ يخرج له البخاري. وحسّن الألباني إسناده. وللحديث روايات في الصحيحين عن أنس - الجمع 2/ 518 (1885).
(3267)
الحديث الثاني بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا حفص بن غِياث قال: حدّثنا داود بن أبي هند عن [عمرو بن سعيد عن](1) سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
قدم ضِماد الأزدي مكّة، فرأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وغلمانٌ يَتْبَعونه، فقال: يا محمد، إني أعالِجُ من الجنون. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ الحمدَ للَّه، نستعينُه ونستغفرُه، ونَعوذُ باللَّه من شُرور أنفسنا، من يَهْدِ اللَّهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِل فلا هاديَ له. وأشهدُ أن لا إله إلَّا اللَّه وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله". قال: فقال رُدَّ: عليَّ هذه الكلمات (2)، قال: ثم قال: لقد سَمِعْتُ الشِّعْرَ والعِيافة والكَهانة، فما سمعتُ مثلَ هذه الكلمات. لقد بَلَغْنَ قاموسَ البحر. وإني أشهد أنْ لا إله إلَّا اللَّه وأنَّ محمدًا عبده ورسوله. فأَسْلَمَ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين أسلم:"عليك وعلى قومك". قال: فقال: نعم، عليَّ وعلى قومي. قال: فمرّت سَرِيَّةٌ من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بقومه، فأصاب بعضُهم منهم شيئًا: إداوة أو غيرها، فقالوا: هذه من قوم ضِماد، رُدُّوها، فَرَدُّوها.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
وقاموس البحر: وسَطه ومعظمه.
(3268)
الحديث الثالث بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو جعفر المدائني قال: حدّثنا عبّاد بن العوَّام عن محمد بن إسحاق قال: حدّثنا حسين بن عبد اللَّه عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
جاءت أم الفضل ابنة الحارث بأم حبيبة بنت عبّاس، فوضَعَتْها في حِجر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فبالت، فاختلَجَتْها أُمَّ الفضل ثم لَكَمَت بين كتفيها (4)، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أَعْطنِي قدَحًا من ماء" فصَبَّه على مَبالها. ثم قال: "اسْكبوا (5) الماءَ في سبيل البول"(6).
(1) تكملة من المسند ومسلم.
(2)
في المخطوطة بعد هذه "لقد بلغن قاموس البحر" ويبدو أنّها مكرَّرة. ولم ترد في المسند ولا في جامع المسانيد.
(3)
المسند 4/ 477 (2749). ومسلم من طريق داود عن عمرو بن سعيد 2/ 593 (868).
(4)
في المسند "ثم اختلجتها" ومثله في المجمع.
(5)
في المسند "اسلكوا". وفي المجمع كما في مخطوطتنا.
(6)
المسند 4/ 478 (2750). قال الهيثمي في المجمع 1/ 289: رواه أحمد، وفيه حسين بن عبد اللَّه، ضعّفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن معين - في رواية، ووثّقه في أخرى.
(3269)
الحديث الرابع بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمدُ قال: حدّثنا حجّاج قال: حدّثنا ابن جريج، أخبرني زياد أن قَزَعة مولى لعبد القيس أخبرَه أنّه سمع عِكرمة مولى ابن عبّاس يقول: قال ابن عبّاس:
صلَّيْتُ إلى جنَب النبيّ صلى الله عليه وسلم وعائشةُ خلفَنا تُصلّي معه، وأنا إلى جنب النبيّ صلى الله عليه وسلم أصلّي معه (1).
(3270)
الحديث الخامس بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا أسود قال: ](2) حدّثنا أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن عطاء بن ابن عبّاس قال:
نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع الغَرَر (3).
قال أيوب: وفسَّر يحيى بيع الغرر فقال: إنّ من الغرر ضربة الغائص، وبيعَ العبد الآبق، وما في بطون الأنعام، وما في ضروعها، وبيع تراب المعادن (4).
(3271)
الحديث السادس بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود قال: حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن الضّحّاك عن ابن عبّاس قال:
كانت تلبيةُ النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لبَّيك اللهمّ لبَّيك [لبَّيك] لا شريكَ لك لبَّيك. إنّ الحمدَ والنعمةَ لك والملك، لا شريك لك"(5).
(3272)
الحديث السابع بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود قال: حدّثنا الحسن - يعني ابن صالح، عن أبيه عن سلمة بن كُهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 4/ 479 (2751)، والنسائي 2/ 86، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 18 (1537)، وابن حبّان 5/ 581 (2204) وإسناده حسن كما قال الألباني، ومحقّقو المسند، وصحّحوه لغيره.
(2)
ما بين معقوفين تكملة من المصادر.
(3)
المسند 4/ 480 (2752)، وابن ماجة 2/ 739 (2195) قال البوصيري: في إسناده أيوب بن عتبة، ضعيف. والمعجم الكبير 11/ 124 (11341). وقال محقّقو المسند: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف.
(4)
هذا التفسير من المسند، ولم يرد في المصادر السابقة، وفي عبارات المؤلّف إختلاف عمّا في المسند وجامع المسانيد 31/ 273 (1892).
(5)
المسند 4/ 481 (2754). وضعّف المحقّقون إسناده لسوء حفظ شريك النخعي، وعدم سماع الضّحّاك ابن مزاحم الهلالي من ابن عبّاس. ولكن الحديث صحيح له شواهد تعضده.
جاء عمرُ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو في مَشْرُبةٍ (1) له، فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه. السلام عليك، أيدخل عمر (2).
(3273)
الحديث الثامن بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود قال: حدّثنا شريك عن ابن الأصبهاني عن عِكرمة عن ابن عبّاس قال:
لما فتح النبيُّ صلى الله عليه وسلم مكّة أقام فيها تسعَ عشرة يصلّي ركعتين.
انفرد بإخراجه البخاريّ (3).
(3274)
الحديث التاسع بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا يحيى بن سُليم عن عبد اللَّه بن عثمان عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
إنّ الملأ من قريش اجتمعوا في الحِجر، فتعاقدوا باللات والعُزّى ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف: لو قد رأينا محمدًا، لقد قُمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتلَه. فأقبلت ابنتُه فاطمة تبكي حتى دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك: لو قد رأَوك قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلَّا عرف نصيبه من دمك. قال:"أريني وضوءًا" فتوضّأ ثم دخل عليهم المسجد. فلما رأَوه قالوا: هذا هو، وخفضوا أبصارهم، فسقطت أذقانُهم في حدورهم، وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرًا، ولم يقم إليه منهم رجل. فأقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم فأخذ بقبضة من التراب فقال:"شاهت الوجوه" ثم حَصَبَهم بها، فما أصاب رجلًا منهم من ذلك الحصى حصاة إلَّا قُتل يوم بدرٍ كافرًا (4).
(1) المشربة: الغرفة.
(2)
المسند 4/ 482 (2756) وإسناده صحيح. وهو حديث صحيح، وساق المحقّقون طرقه. وقد وردت قصة استئذان عمر على النبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل في اعتزال النبيّ صلى الله عليه وسلم نساءه - الجمع 1/ 106 (27) من رواية ابن عبّاس عن عمر.
(3)
المسند 4/ 483 (2758). وفيه "سبع عشرة" وشريك سيء الحفظ. وعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن الأصبهاني ثقة، روى له الجماعة. وأخرجه البخاري 2/ 561 (1080) من طريق عاصم الأحول عن حصينِ وعكرمة عن ابن عباس. وفيه "تسعة عشر". وقد تحدّث ابن حجر عن روايات الحديث، ووفّق بينها.
(4)
المسند 4/ 486 (2762)، وحسّن المحقّق إسناده. ومن طريق يحيى بن سليم أخرجه الحاكم 1/ 163 وقال: هذا حديث صحيح، وقد احتجّا جميعًا بيحيى بن سليم، واحتجّ مسلم بعبد اللَّه بن عثمان ابن خثيم، برلا أعرف له علّة. ووافقه الذهبي. وصحّحه ابن حبّان من طريق ابن خثيم 14/ 430 (6502).
(3275)
الحديث العاشر بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب (1) عن عبد اللَّه بن أبي حسين حدّثنا نافع بن جُبير عن ابن عبّاس:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أبغضُ النّاس إلى اللَّه ثلاثة: مُلْحِدٌ في الحرم، ومُبْتَغٍ في الإسلام سُنَّةً جاهلية، ومُطَّلبٌ دمَ امرىءٍ بغير حقٍّ ليُهريق دمه".
انفرد بإخراجه البخاري (2).
الملحد: المائل عن الاستقامة. قال ابن عبّاس: الإلحاد في الحرم: الظلم. وقال مجاهد: عمل سيئة. وقال عطاء: الشرك والقتل (3).
والمبتغي السنّة الجاهلية: هو الذي يعمل بعاداتهم.
والمطّلب: المطالب.
(3276)
الحديث الحادي عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جُريج قال: ](4) أخبرني يعلى أنّه سمع عكرمة يقول: أخبرنا ابن عبّاس:
أن سعد بن عُبادة تُوُفِّيَتْ أُمُّه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول اللَّه، إنّ أمِّي تُوُفّيت وأنا غائب عنها، فهل يَنْفَعُها إن تصدَّقْتُ بشيء عنها؟ قال:"نعم". قال: فإني أُشْهِدُكَ أن حائطي المَخْرَف صدقة عنها (5).
انفرد بإخراجه البخاري (6).
(3277)
الحديث الثاني عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا الزهري عن عُبيد اللَّه عن ابن عبّاس:
(1) ورد في الأصل "شعبة" وهو خطأ.
(2)
البخاري 12/ 210 (6882).
(3)
فضل المؤلّف الكلام في ذلك في الكشف 2/ 388، وذكرنا هناك مصادره.
(4)
مستدرك من المسند.
(5)
في المسند والبخاري "حائط. . عليها".
(6)
المسند 5/ 201 (3080)، ومن طريق ابن جريج في البخاري 5/ 385 (2756). وعبد الرزّاق من رجال الشيخين.
أن سعدَ بن عُبادةَ سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن نذر كان على أُمِّه، تُوُفِّيَتْ قبلَ أن تقضيَه. قال:"اقْضِه عنها".
أخرجاه في الصحيحين (1).
(3278)
الحديث الثالث عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:
أن امرأَةً رَكِبَتِ البحرَ، فنذَرَتْ إنِ اللَّهُ عز وجل نجَّاها أنْ تصومَ شهرًا، فأنجاها اللَّه، فلم تَصُمْ حتى ماتت، فجاءت قرابةٌ لها فذكرت ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"صومي"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية ويحيى قالا: حدّثنا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:
أتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فقالت: يا رسول اللَّه، إنّ أُمِّي ماتت وعليها صوم شهر، فأقضي عنها؟ فقال:"أرايتِ لو كان على أُمِّك دَين أما كنتِ تقضيه؟ " فقالت: بلى. قال: "فدَين اللَّه عز وجل أحقّ".
أخرجاه في الصحيحين (3).
وفي بعض الألفاظ: إنّ رجلًا قال. . . (4).
(3279)
الحديث الرابع عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي بشر قال: سمعت سعيد بن جبير يحدِّث عن ابن عبّاس:
(1) المسند 3/ 381 (1893). ومن طريق سفيان بن عيينة وطرق آخر في مسلم 3/ 1260 (1638). وأخرجه البخاري 5/ 389 (2761) عن ابن شهاب الزهري.
(2)
المسند 3/ 356 (1861). وهو في سنن أبي داود 3/ 237 (3308) وصحّحه الألباني ومحقّقو المسند.
(3)
المسند 3/ 434، 457 (1970، 2005). وقد علّقه البخاري بعد الحديث (1903) قال: وقال يحيى وأبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن سعيد عن ابن عبّاس: قالت امرأة للنبيّ: إنّ أمِّي ماتت. وهو في مسلم موصول من طريق الأعمش 2/ 804 (1148).
(4)
وهو بإسناد صحيح في المسند 4/ 175 (2336) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد عن ابن عباس. وبهذا في البخاري 4/ 193 (1953) ومن طريق مسلم البطين في مسلم 2/ 804 (1148).
أن امرأة نذرت أن تَحُجّ، فماتت، فأتى أخوها النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك، فقال:"أرأيتَ لو كان على أختك دَين، أكنتَ قاضيَه؟ " قال: نعم "فاقضوا اللَّه عز وجل، فهو أحقُّ بالوفاء".
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(3280)
الحديث الخامس عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا ابن عيينة عن جابر بن زيد عن ابن عبّاس:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم وميمونةَ كانا يغتسلان من إناء واحد.
أخرجاه.
قال البخاري: كان ابن عيينة يقول أخيرًا: عن ابن عبّاس عن ميمونة. والصحيح ما روى أبو نعيم (2).
(3281)
الحديث السادس عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد (3) قال: حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا رشدين قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن بكرٍ بن الأشجّ عن كُريب عن ابن عبّاس:
أنّه رأى عبد اللَّه بن الحارث يصلّي ورأسُه معقوص من ورائه، فقام من ورائه فجعل يحلّه، وأقرَّ له الآخرُ، ثم أقبل إلى ابن عبّاس فقال: مالِك ورأسي؟ فقال: إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما مَثَلُ هذا كَمَثَلِ الذي يُصَلّي وهو مكتوف"(4).
(3282)
الحديث السابع عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين قال: حدّثنا ذوَيد عن سلم بن بَشير عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:
(1) المسند 4/ 42 (2140)، ومن طريقه شعبة في البخاري 11/ 584 (6699) ومحمد بن جعفر، غندر، ثقة من رجال الشيخين.
(2)
البخاري 1/ 366 (253)، ومسلم 1/ 257 (322) من طريق ابن عيينة. وينظر الجمع 2/ 65 (1062)، 4/ 251 (3484) مسند ميمونة.
(3)
في الأصل (البخاري) وهو خطأ.
(4)
المسند 4/ 489 (2767) ورجاله ثقات عدا رشدين. ولكنّه متابع؛ فقد أخرجه مسلم 1/ 355 (492) من طريق عبد اللَّه بن وهب عن عمرو بن الحارث. ولم ينبّه المؤلّف على أنّه لمسلم.
قال النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "التقى مؤمنان على باب الجنّة: مؤمن غنيّ ومؤمن فقير، كانا في الدنيا، فأُدخِلَ الفقيرُ الجنَّةَ، وحُبس الغنيّ ما شاء اللَّه أن يحتبسَ ثم أدخل الجنّة، فلَقِيه الفقيرُ فقال: أي أخي، ماذا حبسك؟ واللَّه لقد احتبستَ حتى خِفْت عليك. فيقول: أيْ أخي، أنّي حُبسْتَ بعدكَ مَحبِسًا فظيعًا كريهًا. ما وصلتُ إليك حتى سأل مني من العَرَق ما لو وَرَدَه ألفُ بعير كلُّها آكِلة حمض لصَدَرَت عنه رِواء"(1).
(3283)
الحديث الثامن عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان ابن داود الهاشمي قال: حدّثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر قال: أخبرني محمد - يعني ابن أبي حرملة عن كريب:
أن أُمَّ الفضل بنت الحارث بعثَتْه إلى معاوية بالشام، فقضيت حاجتَها (2)، واستهلَّ عليَّ رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة، ثم قَدِمْنا المدينة في آخر الشهر، فسألني عبد اللَّه بن عبّاس، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنتَ رأيتَه؟ فقلت: نعم، ورآه النّاس، وصاموا وصام معاوية. فقال: لكنّا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه. فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(3284)
الحديث التاسع عشر بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر وروح المعنى قالا: حدّثنا عوف عن زُرارة بن أوفى عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لما كان ليلةُ أسري بي وأصبحتُ بمكة، فَظِعْتُ بأمري، وعرفْتُ أن النّاس مُكَذِّبِيَّ" فقعدَ معتزلًا حزينًا، فمرّ به عدوّ اللَّه أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه، فقال له كالمستهزىء: هل كان من شيء؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نعم" قال: وما هو؟ قال:
(1) المسند 4/ 491 (2770). قال الهيثمي في المجمع 10/ 266: رواه أحمد، وفيه دويد غير منسوب، فإن كان هو الذي روى عن سفيان فقد ذكره العجلي في كتاب "الثقات"، وإن كان غيره لَمْ أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح غير مسلم بن بشير، وهو ثقة. وقد ضعّف محقّق المسند إسناده.
(2)
في المسند ومسلم: فقدمت الشام، فقضيت حاجتها.
(3)
المسند 5/ 10 (2789)، ومن طريق إسماعيل بن جعفر في مسلم 2/ 765 (1087) وسليمان ثقة.
"إني أُسْرِيَ بيّ الليلة" قال: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس" قال: ثم أصْبَحْتَ بين ظهرانَينا! قال: "نعم". قال: فلم يُرِه أنّه يُكَذِّبُه، مخافةَ أن يَجْحَدَه الحديثَ إن دعا قومَه إليه، قال: أرأيتَ إنّ دعوتُ قومَك إليك، أَتُحَدِّثُهم ما حَدَّثْتَني؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نعم" فقال: هَيا مَعْشَرَ بني كعب بن لُؤي حتى قال: فانْتَفَت إليه المجالسُ، وجاءوا حتى جلسوا إليهما، قال: حدِّثْ قومَك بما حدَّثْتَني. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إني أُسْرِيَ بي الليلة". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس" قالوا: ثم أصبحَت بين ظهرانَينا! قال: "نعم". قال: فمن بين مُصَفِّقٍ، ومن بين واضعٍ يدَه على رأسه مُتَعَجِّبًا للكذب يزعم. قالوا: وتستطيع أن تنعتَ لنا المسجد؟ وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فذهبت أنعت، فما زِلت أنعتُ حتى التبسَ عليّ بعضُ النَّعت". قال: "فجيء بالمسجد وأنا أنظُر حتى وُضعَ دون دار عقيل -أو عِقال-، فنَعَتُّه وأنا انظر". قال: "وكان مع هذا نعتٌ لَمْ أحفظه" قال: فقال القوم: أما النعت فواللَّه لقد أصاب (1).
(3285)
الحديث العشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن أبي مِجْلَز قال:
سألتُ ابن عبّاس عن الوتر. فقال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ركعةٌ من آخر الليل"(2).
(3286)
الحديث الحادي والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا ابن جُريج قال: قال عطاء الخراساني عن ابن عبّاس:
إنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال: إنّ عليَّ بَدَنةً، وأنا مُوسِرٌ لها ولا أَجدُها فأشتريها. فأمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يبتاعَ سبعَ شِياهٍ فيذبحهُنَّ (3).
(1) المسند 5/ 28 (2819)، وإسناده صحيح. وهو في المختارة 10/ 39 - 42 (34 - 37)، وقال الهيثمي في المجمع 1/ 69: رجال أحمد رجال الصحيح. وصحّح السيوطي إسناده في الدّرّ المنثور 5/ 222، وينظر تخريج محقّقي المسند، وذكر شواهده الصحيحة.
(2)
المسند 5/ 38 (2836). وبالإسناد نفسه في مسلم 1/ 518 (753)، وإن أخلّ الكتاب بالتنبيه على ذلك.
(3)
المسند 5/ 40 (2839). ومن طريق ابن جريج في ابن ماجة 2/ 1048 (3136)، ومسند أبي يعلى 5/ 5 (2613). وفي الزوائد: رجال الإسناد رجال الصحيح، إلا أن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عبّاس. . . وابن جريج مدلس، وقد رواه بالعنعنة. وقال يحيى بن سعيد القطّان: ابن جريج عن عطاء الخراساني ضعيف، إنما هو كتاب دوّنه إليه. وقد ضعفه الألباني - الإرواء 4/ 255 (1062).
(3287)
الحديث الثاني والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بكر قال: حدّثنا ابن جُريج قال: أخبرني عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقول: "لا صَرورةَ في الإسلام"(1).
قال أبو عبيد: الصّرورة: المُتَبَتِّل التارك للنكاح. والصَّرورة في غير هذا: الذي لَمْ يَحُجّ قطّ (2).
(3288)
الحديث الثالث والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا حمّاد عن عمّار بن أبي عمّار عن ابن عبّاس:
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: "إني أرى ضَوءًا وأسمعُ صوتًا، وأنا أخشى أن يكون بي جِنّ". قالت: لَمْ يَكُنِ اللَّهُ ليفعلَ ذلك بك (2). ثم أتت وَرَقة بن نوفل فذكرت ذلك له، فقال: إن يَكُ صادقًا فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى، وإن بُعِث وأنا حيٌّ، فسأُعَزِّرُه وأَنْصُرُه وأُومن به (3).
[الناموس](4) صاحب السرّ للمُلوك، فيُسَمّى جبريلُ ناموسًا، لأنَّ اللَّه تعالى خصَّه بالوَحْي (5).
* * * *
(1) المسند 5/ 42 (2844). ومن طريق ابن جريج في سنن أبي داود 2/ 141 (1729). ومن طريق محمد بن بكر صحّحه الحاكم على شرط البخاري 2/ 159، ومن طريق أبو خالد الأحمر عن ابن جريج صحّحه على شرط الشيخين 1/ 448، ووافقه الذهبي فيهما، ومحمد بن عمر لَمْ يخرج له الشيخان. وقد خطَّأ محقّقو المسند الحاكم والذهبي في حكمها على الحديث، وضعّفوا إسناده، وجعله الألباني في ضعيف أبي داود.
(2)
غريب الحديث 3/ 97.
(3)
في المسند زيادة "يا ابن عبد اللَّه".
(4)
المسند 5/ 44 (2845). وقد صحّح المحقّقون إسناده. وذكلروا شاهده من الصحيحين عن عائشة.
(5)
في المخطوط: "قال المصنّف. . " وأغفلنا ذلك على ما جرينا في التحقيق. والتكملة من المحقّق.
(6)
هذا آخر الجزء الثالث [الذي عدل في المخطوطة خطأ إلى: الثاني]. وفيه: "ويتلوه الحديث الرابع والعشرون. . . " ولم يتيسَّر لنا الوقوف على بقيّة مسند ابن عبّاس، نسأل اللَّه تعالى أن يوفِّقَنا، أو يوفِّقَ غيرَنا إلى الاهتداء إلى أجزاء من الكتاب تتمّم ما لم نعثر عليه منه. واللَّه المعين.