الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(302) مسند عبد اللَّه بن حَوالَة
(1)
(2796)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: حدّثنا يحيى بن أيوب قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لَقيط عن عبد اللَّه بن حَوالة:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من نجا من ثلاث فقد نجا - ثلاث مرات: مَوتي، والدّجّالِ، وقتلِ خليفةٍ مُصْطَبِرٍ للحقّ مُعْطيه"(2).
(2797)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم وهاشم ابن القاسم قالا: حدّثنا محمد بن راشد قال: حدّثنا مكحول عن عبد اللَّه بن حوالة:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "سيكونُ جُنْدٌ بالشَّام وجُنْدٌ باليمن" فقال رجل: فخِرْ لي يا رسول اللَّه إذا كان ذلك. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عليك بالشّام، عليك بالشّام، ثلاثًا - فمن أبى فليَلْحَقْ بيَمَنِه، وَلْيَسْقِ من غُدُرِه، فإنّ اللَّهَ تبارك وتعالى قد تكفَّل لي بالشام وأهله"(3).
(2798)
الحديث الثالث: قد روَوه عن أبي حوالة. وقال الزّهري: اسمه زائدة أو مَزِيدة بن حوالة. وليس في الصحابة من اسمه زائدة ولا مَزِيدة بن حوالة. والظاهر أنّه عبد اللَّه بن حوالة الذي ذكرْناه:
(1) الطبقات 7/ 290، والآحاد 4/ 274، ومعرفة الصحابة 3/ 1621، والاستيعاب 2/ 281، والتهذيب 4/ 117، والإصابة 2/ 292.
قال في التلقيح 368: له ثمانية عشر حديثًا. وعن البرقي: له أربعة أحاديث.
(2)
المسند 4/ 105، وأخرجه 5/ 288 عن حجّاج عن ليث عن يزيد به. ومن طريق الليث صحّح الحاكم إسناده 3/ 101، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي 8/ 337. رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير ربيعة بن لقيط، وهو ثقة. واختاره الضياء 9/ 280 (244).
(3)
المسند 5/ 33، وفي الحديث إرسال: فقد أخرج الحاكم الحديث من طريق مكحول عن أبي إدريس الخَولاني عن عبد اللَّه حَوالة 4/ 510، وصحّحه، ووافقه الذهبي، ومثله في ابن حبّان 16/ 295 (7306)، وصحّح المحقّق إسناده.
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا كَهْمَس بن الحسن قال: حدّثنا عبد اللَّه بن شقيق قال: حدّثني رجل من عَنَزة يقال له زائدة أو مَزِيدة بن حوالة قال:
كنّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَر من أسفاره، فنزلَ الناسُ منزلًا ونزلَ النبيّ صلى الله عليه وسلم في ظِلّ دَوحة، فرآني وأنا مُقْبِلٌ من حاجة لي، وليس غيري وغير كاتبه، قال:"أنكتُبُك يا ابنَ حوالة؟ " قلتُ: عَلامَ يا رسول اللَّه؟ فلها عنّي ثم أقبل على كاتبه، قال: ثم دنوتُ دون ذلك، فقال:"أنكتُبُك يا ابنَ حَوالة؟ " قلت: علامَ يا رسول اللَّه؟ قال: فلها وأقبل على الكاتب، قال: ثم جئتُ فقمتُ عليهما، فإذا في صدر الكتاب: أبو بكر وعمر، فظَنَنْتُ أنهما لن يُكْتَبا إلا في خير، فقال:"أنكتُبُك يا ابنَ حوالة؟ " فقلت: نعم يا نبيَّ اللَّه.
فقال: "يا ابنَ حوالة، كيفَ تصنعُ في فتنة تثورُ في أقطار الأرض كأنّها صَياصي بقر؟ " قال: أصنعُ ماذا يا رسول اللَّه؟ قال: "عليك بالشام". قال: "كيف تصنع في فتنة كأنّ الأولى فيها نَفْجَةُ أرنب؟ " قال: فلا أدري كيف قال في الآخرة، ولأن أكونَ عَلِمْتُ كيف قال في الآخرة أحبُّ إليَّ من كذا وكذا (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا الجُرَيري عن عبد اللَّه بن شَقيق عن ابن حَوالة قال:
أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظِلِّ دَومة وعندَه كاتبٌ له يُملي عليه، فقال:"ألا نَكْتُبُك يا ابنَ حوالة؟ " فذكر نحوًا ممّا مضى إلى أن قال: "كيف تصنعُ في أُخرى كأنّ الأُولى فيها انتفاجةُ أرنب؟ قال: لا أدري (2). قال: "اتَّبِعوا هذا". قال: ورجل مُقَفٍّ حينئذٍ، فانطلقْتُ فتَبِعْتُه وأخذْتُ بمَنْكِبَيه وأقبلْتُ بوجهه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذا؟ قال: "نعم". فإذا هو عُثمانُ بن عفّان (3).
(1) المسند 5/ 33، تحت حديث "زائدة أو مَزِيدة بن حوالة". ورجاله الشيخين، عدا صحابيّه.
(2)
في المسند "كيف تفعل في أخرى تخرج بعدها، كأن الأولى فيها انتفاجة أرنب؟ قلت: لا أدري، ما خار اللَّه لي ورسوله".
(3)
المسند 4/ 109، في حديث عبد اللَّه بن حوالة، ورجاله رجال الصحيح.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن عبد ربِّه قال: حدّثنا بقيّة قال: حدّثني بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان عن أبي قُتيلة عن ابن حَوالة قال:
قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سيصيرُ الأمرُ إلى أن تَصيروا جُنودًا مُجَنَّدة: جُند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق" فقال ابن حَواله: خِرْ لي يا رسول اللَّه إنّ أدركْتُ ذلك. قال: "عليك بالشام. فإنّه خِيرةُ اللَّه من أرضه، يَجْتَبي إليه خيرتَه من عباده، فإن أَبَيْتُم فعليكم بَيَمَنِكم، فإنّ اللَّه تَوَكّلَ بالشام وأهله"(1).
(2799)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا معاوية عن ضَمرة بن حبيب أن ابن زُغْب الإيادي حدّثه قال: نزل عليَّ عبد اللَّه بن حَوالة الأزدي، فقال لي وإنّه لنازلٌ عليّ في بيتي:
بعثَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حولَ المدينة على أقدامنا لِنَغْنَمَ، فرجعْنا فلم نَغْنَمْ شيئًا، وعَرَفَ الجَهْدَ في وجوهنا، فقام فينا فقال:"اللهمَ لا تكِلْهُم إليّ فأضْعُفَ، ولا تَكِلْهُم إلى أنفُسِهم فيعجِزوا عنها، ولا تَكِلْهُم إلى النّاس فيستأثروا عليهم". ثم قال: "لتُفْتَحَنَّ لكم الشامُ والرومُ وفارس - أو الروم وفارس، حتى يكونَ لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، ومن الغنم، حتى يُعْطَى أحدُهم مائةَ دينار فيَسْخَطَها" ثم وضعَ يدَه على رأسي -أو على هامتي- فقال: "يا ابن حوالة، إذا رأيتَ الخِلافةَ قد نَزَلَتْ بالأرض المُقَدَّسة فقد دَنَت الزلازلُ والبلايا والأمورُ العظام، والساعةُ يومئذٍ أقربُ إلى النّاس من يدي هذه إلى رأسك"(2).
* * * *
(1) المسند 4/ 110، من طريق حيوة بن شريج ويزيد بن عبد ربه عن بقيّة. . ومن طريق حيوة أخرجه أبو داود 3/ 4 (2483)، وصحّحه الألباني. والحديث في مجمع الزوائد 7/ 228، 9/ 91، وحكم على رجاله بأنهم رجال الصحيح. وينظر إتحاف المهرة 10/ 112، 113.
(2)
المسند 5/ 288، وأخرجه الحاكم 4/ 425 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وعبد اللَّه بن زغب الإيادي معروف في تابعي أهل مصر. ووافقه الذهبي، وأخرجه أبو داود من طريق معاوية بن صالح 3/ 19 (2535)، وصحّحه الألباني.