المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(325) مسند عبد الله بن عمرو بن العاص - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٤

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌(282) مسند العبّاس بن عبد المُطَّلِب

- ‌(283) مسند العَبّاس بن مِرْداس السُّلَميّ

- ‌(284) مسند عبد اللَّه بن أبي حبيبة

- ‌(285) مسند عبد اللَّه بن الأرقم ابن عبد يغوث القرشي

- ‌(286) مسند عبد اللَّه بن أقرم بن زيد أبي مَعبد الخزاعي

- ‌(287) مسند عبد اللَّه بن أُنَيس بن أسعد بن حِزام أبي يحيى الجُهَنِيّ

- ‌(288) مسند عبد اللَّه بن بدر الجُهَنِيّ

- ‌(289) مسند عبد اللَّه بن بُسْر بن صفوان المازِنيّ

- ‌(290) مسند عبد اللَّه بن ثابت

- ‌(291) مسند عبد اللَّه بن ثعلبة بن صُعَير

- ‌(292) مسند عبد اللَّه بن جابر

- ‌(293) مسند عبد اللَّه بن جَحش

- ‌(294) مسند عبد اللَّه بن أبي الجَدعاء

- ‌(295) مسند عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب

- ‌(296) مسند أبي جُهَيم عبد اللَّه بن الحارث بن الصِّمَّة

- ‌(297) مسند عبد اللَّه بن الحارث بن جَزء الزُّبَيدي

- ‌(298) مسند عبد اللَّه بن حُبْشِيّ الخَثْعَمِيّ

- ‌(299) مسند عبد اللَّه بن أبي حَدْرَد

- ‌(300) مسند عبد اللَّه بن حُذافة بن قيس أبي حُذافة السَّهمي

- ‌(301) مسند عبد اللَّه بن حَنْظَلَةَ بن الرَّاهِب أبي عبد الرحمن الأنصاري

- ‌(302) مسند عبد اللَّه بن حَوالَة

- ‌(303) مسند عبد اللَّه بن خُبيب الجُهَنيّ

- ‌(304) مسند عبد اللَّه بن رُبَيِّعة بن فَرْقَد السُّلَميّ

- ‌(305) مسند عبد اللَّه بن رَواحة

- ‌(306) مسند عبد اللَّه بن الزُّبير بن العَوّام

- ‌(307) مسند عبد اللَّه بن زَمْعَة بن الأسود ابن المُطَّلِب القُرَشِيّ

- ‌(308) مسند عبد اللَّه بن زَيد بن ثَعْلَبَة بن عبدِ ربِّه صاحب الأذان

- ‌(310) مسند عبد اللَّه بن السائب بن صيفي أبي عبد الرحمن المخزومي

- ‌(311) مسند عبد اللَّه بن سَرْجس

- ‌(312) مسند عبد اللَّه] (1) بن سعد

- ‌(313) مسند عبد اللَّه بن سَلام

- ‌(314) مسند عبد اللَّه بن أبي أُمَيّة

- ‌(315) مسند عبد اللَّه بن الشِّخِّير بن عَوف أبي مُطَرِّف العامِريّ

- ‌(316) مسند عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة العَدَويّ

- ‌(317) مسند عبد اللَّه بن العبّاس بن عبد المُطَّلِب

- ‌(318) مسند (1) عبد اللَّه بن عبد الأسد أبي سَلَمة المَخْزُوميّ

- ‌(319) مسند عبد اللَّه بن عَتيك الأنصاريّ

- ‌(320) مسند (1) أبي بكر الصِّدِّيق

- ‌(321) مسند عبد اللَّه بن عَدِيّ بن الحَمراء الزُّهري

- ‌(322) مسند عبد اللَّه بن عَدِيّ الأنصاري

- ‌(323) مسند عبد اللَّه بن علقمة

- ‌(324) مسند عبد اللَّه بن عمر بن الخَطّاب

- ‌(325) مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص

- ‌(326) مسند عبد اللَّه بن عمرو بن قيس أبي أُبيّ الأنصاريّ

- ‌(327) مسند عبد اللَّه بن أبي ربيعة

- ‌(328) مسند عبد اللَّه بن عمرو بن هلال المُزَنيّ

- ‌(329) مسند عبد اللَّه بن عِنَبة أبي عنِبة الخَولاني

- ‌(330) مسند عبد اللَّه بن قُرط الأزديّ

الفصل: ‌(325) مسند عبد الله بن عمرو بن العاص

(325) مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص

(1)

(3649)

الحديث الأول: حدّثنا مسلم قال: حدّثني حَرْمَلةُ بن يحيى قال: أخبرنا عبد اللَّه بن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيّب وأبو سلَمة بن عبد الرحمن أن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

أُخْبِرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه يقول: لأقومَنَّ الليلَ ولأصومَنّ النهارَ ما عِشْتُ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "آنت الذي تقول ذلك؟ " فقلت له: قد قُلْتُه يا رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فإنّك لا تستطيع ذلك، فصُم وأفطر، ونَم وقُم، وصُم من الشَّهر ثلاثة أيّام، فإنَّ الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدّهر". قال: قلتُ: فإنّي أُطيقُ أفضل من ذلك. قال: "صُمْ يومًا وأفطرْ يومين" قال: قلتُ: فإنّي أطيقُ أفضلَ من ذلك. قال: "صُمْ يومًا وأفطر يومًا، وذلك صيامُ داودَ، وهو أعدلُ الصيام" قال: قُلتُ: فإنّي أُطيقُ أفضلَ من ذلك. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا أفضلَ من ذلك".

قال عبد اللَّه بن عمرو: لأنْ أكونَ قَبِلْتُ الثلاثة الأيّام التي قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ من أهلي ومالي.

أخرجاه (2).

(1) وقفت على جزء من مسند عبد اللَّه بن عمرو في المخطوطة التركية، يبدأ بالحديث الثالث والتسعين بعد المائة إلى آخر: المسند، فاخترت من أحاديثه التي لم ترد في المخطوطة - مائة واثنين وتسعين تتمةً لما لم يصلنا. واللَّه أعلم بالصواب، وهو الميسّر إلى الوقوف على ما لم نتمكن من العثور عليه من هذا الكتاب.

وينظر الآحاد 2/ 104، ومعرفة الصحابة 3/ 1730، والاستيعاب 4/ 338، والتهذيب 4/ 222، والسير 3/ 80، والإصابة 2/ 343.

والشيخان اتّفقا على إخراج سبعة عشر حديثًا لعبد اللَّه، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين، فصارت خمسة وأربعين. وفي التلقيح 363 أن له سبعمائة حديث، وقيل: أقلّ من ذلك.

وجعله الحميدي مع المقلين من الصحابة الجمع - (المسند 113).

(2)

مسلم 2/ 812 (1159). وروي الحديث -والطريق التي بعده- بروايات وأسانيد كثيرة في الصحيحين، استوعبها الحميدي في الجمع 3/ 426 - 430 (2928).

ص: 410

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام عن قتادة عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشِّخِّير عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قلتُ: يا رسولَ اللَّه، في كم أقرأُ القرآن؟ قال: اقرأْه في كلّ شهر" قال: قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال: "اقرأه في خمس وعشرين" قال. قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال: "اقرأه في عشرين" قال: قلت: إنّي أقوى على أكثر من ذلك. قال: "اقرأه في خمس عشرة" قال: قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال: "اقرأه في عشر" قال: قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال: "اقرأه في سبع" قال: قلت: إنّي أقوى على أكثر من ذلك. قال: "لا يَفْقَهُه من يقرؤه في أقلَّ من ثلاث" (1).

(3650)

الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن بكر قال: حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة عن أبي بَلْج عن عمرو بن ميمون عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما على الأرض رجلٌ يقولُ لا إله إلّا اللَّه، واللَّه أكبر، وسبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلّا باللَّه، إلّا كُفِّرَتْ عنه ذنوبُه ولو كانت أكثرَ من زَبَد البحر"(2).

(3651)

الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عارم قال: حدّثنا مُعتَمر بن سليمان قال: قال أبي: حدّثنا الحضرميّ عن القاسم بن محمد عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

أن رجلًا من المسلمين استأذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في امرأة يُقال لها أمُّ مهزول، وكانت تسافحُ وتشترطُ له أن تُنفِقَ عليه، فاستأذن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، أو ذكر له أمرَها، فقرأ عليه

(1) المسند 11/ 104 (6546). ورجاله رجال الشيخين. وأشار محقّقو المسند إلى مواضع ورود هذا الحديث ورواياته في المسند 11/ 11.

(2)

المسند 11/ 15 (6479). ورجاله رجال الصحيح عدا أبي بلج، مختلف فيه. وأخرجه الترمذي 5/ 475 (3460) وقال: حسن غريب. وروى شعبة هذا الحديث عن أبي بلج بهذا الإسناد نحوه ولم يرفعه. وأبو بلج اسمه يحيى بن أبي سليم، ويقال أيضًا: يحيى بن سليم. وقال الحاكم 1/ 503 بعد أن أخرجه: رواه شعبة عن أبي بلج فأوقفه. قال الذهبي: وحاتم ثقة، وزيادته مقبولة. وحسّنه الألباني، وحسّن المحقّقون إسناده وجعلوا الموقوف أصحّ.

ص: 411

نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم {وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} (1)[النور: 3].

(3652)

الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثنا ابنُ لهيعة عن يزيد بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَن صَمَت نجا"(2).

(3653)

الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف الأزرق قال: حدّثنا سفيان الثوري عن علقمة بن مَرْثَد عن القاسم بن مُخَيْمرة عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحدٌ من النّاس يُصابُ ببلاء في جسده إلّا أمر اللَّهُ عز وجل الملائكةَ الذين يحفظونه فقال: اكتبوا لعبدي في كلّ يوم وليلة ما كان يعمل من خير، ما كان في وَثاقي"(3).

(3654)

الحديث السادس: حدّثنا محمد بن جعفر قال: أخبرنا معمر قال: حدّثنا ابن شهاب عن عيسى بن طلحة عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم واقفًا على راحلته بمِنًى، فأتاه رجل فقال: يا رسول اللَّه، إنّي كنتُ أرى أن الحَلْقَ قبل الذَّبح، فحلقْتُ قبلَ أن أذبحَ. قال:"اذْبحْ ولا حَرَج". ثم جاءه

(1) المسند 11/ 16 (6480) وفي إسناده الحضرمي الراوي عن القاسم، مجهول. وأخرجه الحاكم 2/ 193 وجعل مكان الحضرمي: الحضرمي بن لاحق، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. وأخرجه 2/ 396 عن سليمان عن قاسم بإسقاط الحضرمي، وصحّحه هو والذهبي. وقال الهيثمي 7/ 76: رجال أحمد ثقات، وضعّف إسناده محقّقو المسند، ولم يرتضوا أحكام الحاكم والذهبي والهيثمي.

(2)

المسند 11/ 19 (6481). ومن طريق قتيبة عن ابن لهيعة أخرجه الترمذي 4/ 569 (2501) وقال: غريب، لا نعرفه إلّا من حديث ابن لهيعة. وأخرجه الطبراني في الأوسط 2/ 556 (1954) من طريق عبد اللَّه بن وهب عن ابن لهيعة، ومن طريق عمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي، ووثّق ابن حجر رجال الترمذي - الفتح 11/ 309، ووثّق المنذري في الترغيب 3/ 517 (4234) رجال الطبراني. وحسّن المحقّقون الحديث، وحسّنه الألباني، وجعله في الصحيحة 2/ 72 (536). .

(3)

المسند 11/ 19 (6482). ومن طريق سفيان أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 255 (500)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين 1/ 348، ووافقه الذهبي. وحكم الهيثمي في المجمع على رجاله بأنهم رجال الصحيح - المجمع 2/ 306. وصحّحه الألباني، وصحّح محقّقو المسند إسناده.

ص: 412

آخر فقال: يا رسول اللَّه، إني كنتُ أرى أن الذبح قبل الرمي، فذبحْتُ قبل أن أرمي. فقال:"ارمِ ولا حرج" قال: فما سُئِل عن شيءٍ قدَّمَه رجلٌ قبل شيء إلّا قال: "افعَلْ ولا حَرَج".

أخرجاه (1).

(2655)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: أخبرنا الأوزاعيّ قال: حدّثني حسّان بن عطيَّة قال: حدّثني أبو كبشة السَّلولي أن عبد اللَّه بن عمرو ابن العاص حدّثه:

أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "بلِّغوا عني ولو آية. وحدِّثوا عن بني إسرائيلَ ولا حَرَجَ. ومن كذَبَ عليَّ متعمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقعده من النَّار".

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3656)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن شعبة عن عمرو بن مُرّة عن عبد اللَّه بن الحارث عن أبي كثير عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الظُّلم ظُلُمات يوم القيامة. وإيّاكم والفُحْشَ، فإنّ اللَّه لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التَّفَحُّشَ. وإيّاكمْ والشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم، أمرَهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرَهم بالبُخل فبَخِلوا، وأمرَهم بالفجور ففجروا".

قال: فقام رجل فقال: يا رسول اللَّه، أيُّ الإسلام أفضل؟ قال:"أن يَسْلَم المسلمون من لسانك ويدك".

فقام ذاك أو آخر فقال: يا رسول اللَّه، أيُّ الهجرة أفضل؟ قال: "أن تهجُرَ ما كره ربّك. والهجرة هجرتان: هجرة الحاضر والبادي: فهجرة البادي أن يُجيبَ إذا دُعي، ويُطيع إذا أُمر.

(1) المسند 11/ 23 (6484). ومن طريق معمر وغيره عن الزهري أخرجه البخاري 1/ 80 (83)، 3/ 596 (1738)، ومسلم 2/ 948، 949 (1306).

(2)

المسند 11/ 25 (6486). ومن طريق الأوزاعي أخرجه البخاري 6/ 496 (3461). والوليد من رجال الشيخين.

ص: 413

والحاضرُ أعظمها بلِيَّةً وأفضلُهما أجرًا" (1).

* طريق آخر مختصر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد قال: حدّثنا الشَّعبي قال: جاء رجل إلى عبد اللَّه بن عمرو، فقال:

سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلمُ من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجرُ من هجرَ ما نهى اللَّه عنه".

أخرجاه (2).

(3657)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا الأوزاعيّ قال: حدّثني حسّان بن عطيّة قال: حدّثنا أبو كبشة السّلولي أن عبد اللَّه بن عمرو ابن العاص حدّثه قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أربعون حسنة، أعلاها مِنحة العَنز، لا يعمل عبدٌ - أو قال: رجلٌ بخَصلة منها رَجاءَ ثوابها وتصديقَ موعودِها إلّا أدخلَه اللَّه بها الجنَّة".

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(3658)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

(1) المسند 11/ 26 (6487)، وإسناده صحيح. وبهذا الإسناد صحّحه ابن حبّان 11/ 579 (5176). ومن طريق شعبة أخرجه الحاكم 1/ 11 وقال: قد أخرجا جميعًا حديث الشعبي عن عبد اللَّه بن عمرو مختصرًا، ولم يُخرجا هذا الحديث، وقد اتّفقا على عمرو بن مرّة وعبد اللَّه بن الحارث النجراني، وأما أبو كثير زهير بن الأقمر الزبيدي، فإنّه سمع عليًا وعبد اللَّه ومن بعده من الصحابة. ووافقه الذهبي، وصحّحه المحقّقون.

(2)

المسند 11/ 66 (6515). وأخرجه البخاري 1/ 53 (10) من طريق إسماعيل بن أبي خالد. وأخرج مسلم نحوه عن عمرو بن العاص 1/ 65 (40). وجعله الحميدي من المتّفق عليه من ترجمتين 3/ 436 (2940).

(3)

المسند 11/ 28 (6488)، ومن طريق الأوزاعي أخرجه البخاري 5/ 243 (2631). والوليد من رجال الشيخين.

ص: 414

جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم يُبايعه، قال: جئتُ لأبايعَك على الهجرة، وتركْتُ أبويّ يبكيان. قال:"فارجعْ إليهما فأضْحِكْهُما كما أبكيْتَهما"(1).

(3659)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

يبلغ به النبيّ صلى الله عليه وسلم: "المُقسِطونَ عند اللَّه يوم القيامة على منابرَ من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3660)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن سالم ابن أبي الجعد عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

كان على رَحْل (3) النبيِّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ يُقال له كرْكرة (4)، فمات، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"هو في النّار" فنظروا فإذا عليه عباءةٌ قد غلَّها.

انفرد بإخراجه البخاري (5).

(3661)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو عن أبي قابوس عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

يُبلغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "الراحمون يرحمُهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمْكم أهلُ السماء، والرحم شِجْنة من الرحمن، من وصلها وصلْتُه، ومن قطعَها بَتَتُّه"(6).

(1) المسند 11/ 30 (6490). ومن طرق عن عطاء أخرجه أحمد في مواضع من المسند، وابن ماجة 2/ 930 (2782)، والنسائي 7/ 143. وحسّن محقّقو المسند إسناده. وصحّح الحديث الألباني.

(2)

المسند 11/ 32 (6492)، ومسلم 3/ 1458 (1827).

(3)

ويروى؛ "ثَقَل": وهو ما يثقل حمله من المتاع.

(4)

بفتح الكافين وكسرهما.

(5)

المسند 11/ 32 (6493). ويروى؛ "كساء" بدل "عباءة" وهو في البخاري 6/ 187 (3074).

(6)

المسند 11/ 33 (6494). ورجاله رجال الصحيح عدا أبي قابوس، وثّقه ابن حبّان. وأخرج الحديث الترمذي 4/ 285 (1924) وقال: حديث حسن صحيح. وأبو داود 4/ 285 (4941)، والحاكم وصحّحه، ووافقه الذهبي 4/ 159. وصحّحه الألباني - الصحيحة 2/ 594 (925).

ص: 415

(3662)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان عن أبي إسحق عن وَهب بن جابر عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كفى بالمرء إثمًا أن يُضِيعَ من يَقوتُ".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3663)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن بشير أبي إسماعيل عن مجاهد عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريلُ يُوصيني بالجار حتى ظَنَنْتُ أنّه سَيُوَرِّثُه"(2).

(3664)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن سليمان الأحول عن مجاهد عن أبي عياض عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

لمّا نهى النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الأوعية قالوا: ليس كلُّ النّاس يجدُ سقاء. فأرخص في الجرِّ غير المزفّت.

أخرجاه (3).

(3665)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خَلّتان من حافظ عليهما أدْخَلَتاه الجنّة، وهما يسيرٌ، ومن يعملُ بهما قليل" قالوا: وما هما يا رسول اللَّه؟ قال: "أن تحمَدَ اللَّه وتكبِّرَه وتسَبِّحَه، في دُبُر كلِّ

(1) المسند 11/ 36 (6495). ومن طريق سفيان أخرجه أبو داود 2/ 132 (1692)، وصحّحه ابن حبّان 10/ 51 (4240)، وقال الحاكم 1/ 415: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه. ووهب بن جابر من كبار تابعي الكوفة، ووافقه الذهبي. وأخرجه مسلم بإسناده إلى عمرو بن العاص - وفيه قصّة، والمسند منه:"كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمّن يملك قوته" 2/ 692 (996).

(2)

المسند 11/ 38 (6496). وإسناده صحيح على شرط مسلم، بشير بن سلمان، أبو إسماعيل الكوفي، من رجاله. وأخرج الحديث البخاري في الأدب المفرد 1/ 58 (105)، وأبو داود 4/ 338 (5152)، والترمذي 4/ 294 (1943) وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وصحّحه الألباني والمحققون.

وللحديث شواهد في الصحيحين، فقد أخرجه الشيخان عن ابن عمر وعائشة: الجمع 2/ 192 (1296)، 4/ 173 (3307).

(3)

المسند 11/ 40 (6497) والبخاري 9/ 57 (5593)، ومسلم 3/ 1985 (2000).

ص: 416

صلاة مكتوبة عشرًا عشرًا. وإذا أوَيْتَ إلى مضجعك تُسَبِّحُ اللَّه وتُكَبِّرُه وتَحْمَدُه مائة مرّة، فتلك خمسون ومائتان باللسان، وألفان وخمسمائة في الميزان، فأيُّكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة".

قالوا: كيف: من يعمل بهما قليل؟ قال: "يجيء أحدَكم الشيطانُ في صلاته فيُذَكِّرُه حاجة كذا وكذا، فلا يقولها، ويأتيه عند منامه فيُنَوِّمُه، فلا يقولها".

قال: ورأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُهنّ بيده (1).

(2666)

الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد اللَّه الحارث قال:

إني لأسيرُ مع معاوية في مُنْصَرَفه من صِفّين، بينَه وبين عمرو بن العاص، فقال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: يا أبتِ، ما سمعْتَ رسول اللَّه يقول لعمّار:"ويحك يا ابنَ سُمَيَّةَ، تقتلُك الفئة الباغية"؟ قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمعُ ما يقول هذا؟ فقال معاوية: لا تزال تأتينا بهَنَةٍ، أنحن قتلْناه! ؟ إنما قتلَه الذين جاءوا به (2).

(3667)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن أبي السَّفَر عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

مرّ بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن نُصلحُ خُصًّا لنا، فقال:"ما هذا؟ " قلنا: خُصًّا لنا وَهَى فنحن نُصْلِحهُ. قال: فقال: "أما إنّ الأمرَ أعجلُ من ذلك"(3).

(1) المسند 11/ 40 (6498). ومن طرق عن عطاء أخرجه البخاري في الأدب المفرد 2/ 691 (1216)، وابن ماجة 1/ 299 (926)، والترمذي 5/ 446 (3410)، والنسائي 3/ 74، وصحّحه ابن حبّان 5/ 361 (2018). قال الترمذي: حسن صحيح. وحسّنه محقّقو المسند لغيره، وصحّحه الألباني.

(2)

المسند 11/ 42 (6499). ورجاله رجال الصحيح عدا عبد الرحمن بن زياد، وقد وثّق. والمرفوع منه له طرق في الصحيحين: قال ابن حجر في الفتح 1/ 543: روى حديث "تقتل عمارًا الفئة الباغية" جماعة من الصحابة، منهم. . وذكرهيم. . ثم قال: وغالب طرقها صحيحة، أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدّهم. . وينظر تخريج محققي المسند، والمجمع 7/ 245، 9/ 299.

(3)

المسند 11/ 46 (6502) ورجاله رجال الصحيح. وبهذا الإسناد أخرجه الترمذي 4/ 491 (2335)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة 2/ 1393 (4160). وأبو داود 4/ 360 (5236)، وابن حبّان 7/ 262 (2996)، وصحّحه المحقّقون والألباني.

ص: 417

(3668)

الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يكنْ فاحشًا ولا مُتَفحِّشًا، وكان يقول:"من خياركم أحاسنكم أخلاقًا".

أخرجاه (1).

(3669)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا يحيى بن أبي إسحق قال: حدّثني عَبْدَةُ بن أبي لُبابة عن حبيب بن أبي ثابت قال: حدّثني أبو عبد اللَّه مولى عبد اللَّه بن عمرو قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عمرو. بن العاص ونحن نطوف بالبيت قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من أيّام أحبُّ إلى اللَّه العملُ فيهنّ من هذه الأيّام". قيل: ولا الجهاد في سبيل اللَّه؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل اللَّه، إلّا من خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع حتى تُهَراق مُهْجَةُ دمِه".

قالَ عَبْدَةُ: هي الأيام العشر (2).

(3670)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا سليمان التَّيمي عن أسلم العِجْلي عن بشر بن شَغافٍ عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال أعرابيٌّ: يا رسول اللَّه، ما الصُّور؟ قال:"قَرْن يُنْفَخُ فيه"(3).

(3671)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن عُمارة بن عمرو بن حزم عن عبد اللَّه ابن عمرو قال:

(1) المسند 11/ 49 (6504)، ومسلم 4/ 1810 (2321). وأخرجه البخاري 10/ 452 (6029) من طريق الأعمش.

(2)

المسند 11/ 50 (6505). ورجاله رجال الشيخين، عدا أبي عبد اللَّه مولى عبد اللَّه بن عمرو، فمن رجال التعجيل 498، مجهول. وقد صحّح محقّقو المسند الحديث لغيره، وذكروا شواهده.

(3)

المسند 11/ 53 (6507). أسلم وبشر ثقتان، روى لهما أبو داود والترمذي والنسائي. وسائر رجال رجاله الشيخين. وبهذا الإسناد أخرجه الترمذي 5/ 348 (3244) وقال: حديث حسن، إنما نعرفه من حديث سليمان التيمي. ومن طريق سليمان أخرجه أبو داود 4/ 236 (4742). وصحّحه الألباني - الصحيحة 3/ 68 (1080).

ص: 418

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يوشِكُ أن يُغَرْبَلَ الناسُ غربلةً، وتبقى حُثالةٌ من النّاس قد مَرِجَتْ عهودُهم وأماناتهم، وكانوا هكذا" وشبّك بين أصابعه. قالوا: فكيف نصنعُ يا رسول اللَّه إذا كان ذلك؟ قال: "تأخذون ما تعرفون، وتَذَرون ما تُنكرون، وتُقبلون على خاصّتكم، وتَدَعون عامّتكم"(1).

(3672)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدّثني عمرو بن مُرّة قال: سمعتُ رجلًا في بيت أبي عبيدة أنّه سمع عبد اللَّه ابن عمرو يحدّث عن ابن عمر:

أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ سَمَّعَ النّاسَ بعمله سَمَّعَ اللَّهُ به سامعَ خَلقه، وصغَّرَه وحقَّرَه" قال: فذرَفت عينا عبد اللَّه (2).

(3673)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني أبو الزُّبير المكّي عن أبي العباس مولى بني الدِّيل عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

ذُكر لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجالٌ يَنْصَبون في العبادة من أصحابه نَصَبًا شديدًا، قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تلك ضَراوة الإسلام وشِرَّتُه، ولكلِّ ضَراوة شِرّة، ولكلّ شِرّة فَتْرة، فمن كانت فَترتُه إلى الكتاب والسّنة فِلأَمِّ ما هو، ومن كانت فترته إلى معاصي اللَّه فذلك الهالك"(3).

(3674)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثني يحيى عن هشام - أملاه علينا قال: حدّثني أبي قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو من فيه إلى فيّ يقول:

(1) المسند 11/ 634 (7063)، ورجاله رجال الشيخين عدا عمارة، روى له ابن ماجة وأبو داود، وهو ثقة. وبهذا الإسناد صحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 4/ 435. ومن طريق أبي حازم سلمة بن دينار أخرجه ابن ماجة 2/ 1307 (3957)، وأبو داود 4/ 123 (4342). وصحّحه الألباني -الصحيحة- 1/ 414 (205).

(2)

المسند 11/ 56 (6509). وفيه مبهم. قال الهيثمي في المجمع 10/ 225: وسمّى الطبراني الرجل وهو خيثمة بن عبد الرحمن، فبهذا الاعتبار رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح. وقد أخرجه الطبراني في الأوسط 5/ 514 (4981) من طريق عمرو بن مرّة عن خيثمة عن عبد اللَّه بن عمرو. وصحّح محقّقو المسند إسناد الحديث، وذكروا شواهد عديدة له من الصحيحين وغيرهما.

(3)

المسند 11/ 99 (6540). قال الهيثمي 2/ 262: رجال أحمد ثقات، وقد قال ابن إسحق: حدّثني أبو الزّبير. . . فذهب التدليس. وقد حسّن محقّقو المسند إسناده، وصحّحوه لغيره.

ص: 419

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ اللَّه لا يقبِضُ العلمَ انتزاعًا ينتزِعُه من النّاس، ولكن يقبضُ العلمَ بقبض العلماء، حتى إذا لم يتركْ عالمًا اتَّخذ الناسُ رؤساءَ جُهّالًا، فسُئلوا فأفتَوا بغير علم، فضَلُّوا وأضلُّوا".

أخرجاه في الصحيحين (1).

(3675)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان قال: حدّثنا منصور عن هلال بن يِساف عن أبي يحيى عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصلِّي جالسًا، فقلتُ له: حُدِّثْتُ أنّك تقول: "صلاةُ القاعد على نصف صلاة القائم" قال: "إني لَسْتُ كمثلكم".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3976)

الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن هشام الدَّستوائي قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن مَعدان عن جُبير بن نُفير عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين مُعَصْفَرَين، قال:"هذه ثياب الكفّار، لا تَلْبَسْها".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(3677)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أنّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى على بعض أصحابه خاتمًا من ذهبٍ فأعرض عنه، فألقاه واتَّخذ خاتمًا من حديد، فقال:"هذا شرٌّ، هذا حِلية أهل النّار" فألقاه، فاتّخذ خاتمًا من وَرِق، فسكت عنه (4).

(1) المسند 11/ 59 (6511)، ومن طريق هشام بن عروة عن أبيه في البخاري 1/ 94 (100)، ومسلم 4/ 2058 (2673).

(2)

المسند 11/ 60 (6512)، ومسلم 1/ 507، 508 (735).

(3)

المسند 11/ 62 (6513)، ومن طريق هشام أخرجه مسلم 3/ 1647 (2077).

(4)

المسند 11/ 68 (6518). ومن طريق محمد بن عجلان أخرجه البخاري في الأدب المفرد 2/ 568 (1021)، وحسّنه الألباني، وحسّن محقّقو المسند إسناده. قال الهيثمي 5/ 154: أحد إسنادي أحمد رجالُه ثقات. قال المحقّقون: يشير إلى هذا الإسناد.

ص: 420

(3678)

الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن نمير قال: حدّثنا الأعمش عن عثمان بن عُمير أبي اليقظان عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: سمعْتُ عبد اللَّه بن عمرو قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما أقلَّتِ الغَبراءُ ولا أظَلَّت الخضراءُ من رجل أصدقَ من أبي ذَرّ"(1).

(3679)

الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نمير قال: حدّثنا الحسن بن عمرو عن أبي الزّبير عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيْتُم أُمّتي تهابُ الظالمَ أن تقول له: إنّك أنت ظالم، فقد تُوُدِّعَ منهم"(2).

(3680)

الحديث الثاني والثلاثون: وبه:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يكون في أُمّتي خَسْف ومَسْخ وقذف"(3).

(3681)

الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سليمان الأعمش قال: سمعتُ أبا وائل يحدّث عن مسروق عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "استقرءوا القرآن من أربعة: من عبد اللَّه بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأُبيّ بن كعب".

أخرجاه (4).

(1) المسند 11/ 70 (6519)، والترمذي 5/ 628 (3801) وقال: حديث حسن، وابن ماجة 1/ 55 (156). وحسّنه المحقّقون لغيره، وضعّفوا إسناده لضعف عثمان. وجعله الألباني في صحيح السنن.

(2)

المسند 11/ 72 (6521). ومن طريق الحسن بن عمرو صحّح الحاكم إسناده 4/ 96، ووافقه الذهبي. وعلّق المحقّقون على ذلك بأنهما لم ينتبها إلى الانقطاع فيه، فأبو الزبير لم يسمع من عبد اللَّه بن عمرو، فإسناده ضعيف. ينظر الحديث التالي.

(3)

المسند 11/ 73 (6522) وإسناده كسابقه. وأخرجه الحاكم 4/ 445 وقال: إنّ كان أبو الزبير سمع من عبد اللَّه ابن عمرو [في المطبوع: ابن عمر] صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. ومن طريق الحسن بن عمرو أخرجه ابن ماجة 2/ 1350 (4062). قال البوصيري: رجال إسناده ثقات، إلّا أنّه منقطع. . . وصحّحه الألباني.

(4)

المسند 11/ 379 (6767)، ومسلم 4/ 1914 (2464). ومن طريق شعبة في البخاري 7/ 120 (3760).

ص: 421

(3682)

الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى قال: حدّثنا فِطر عن مجاهد عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرّحِم مُعَلَّقةٌ بالعرش. وليس الواصل بالمُكافىء، ولكن الواصلَ الذي إذا انقطعت رَحِمُه وَصَلَها".

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(3683)

الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد: قال: أخبرنا مِسْعَر عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العبّاس عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يستأذنُه في الجهاد، فقال:"أحيٌّ والداك؟ " قال: نعم. قال: "ففيهما فجاهد".

أخرجاه (2).

(3684)

الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مروان بن شجاع أبو عمرو الجَزَري، قال: حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة العُقَيلي -من أهل بيت المقدس- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال:

التقى عبد اللَّه بن عمر وعبد اللَّه بن عمرو على المروة، فتحدّثا، ثم مضى عبد اللَّه بن عمرو وبقي عبد اللَّه بن عمر يبكي، فقال له رجل: ما يُبكيك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: هذا - يعني عبد اللَّه بن عمرو: زعم أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان في قلبه مثقالُ حبّةٍ من كِبرٍ أكبَّه اللَّهُ على وجهه في النّار"(3).

(2685)

الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يِساف عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

(1) المسند 11/ 77 (6524). وأخرجه البخاري 10/ 423 (5991) من طريق فطر، ولم يذكر فيه "إن الراحم معلّقة بالعرش". وصحّح الحديث بتمامه ابن حبّان 2/ 188 (445) من طريق فطر.

(2)

المسند 11/ 102 (6544)، ومسلم 4/ 1972 (2549) من طريق مسعر، والبخاري 6/ 140 (3004) من طريق حبيب بن أبي ثابت. ويزيد بن هارون من رجال الشيخين.

(3)

المسند 11/ 589 (7015). وإسناده صحيح. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، المجمع 1/ 103. وينظر حاشية المسند 11/ 80.

ص: 422

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أسْبِغوا الوضوء".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3686)

الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن حُميد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من الكبائر أن يَشْتُمَ الرجلُ والديه" قالوا: وكيف يَشْتُم والديه؟ قال: "يَسُبُّ الرجلُ أبا الرجل، فَيَسُبُّ أباه، ويَسُبُّ أمَّه، فيَسُبُّ أُمَّه".

أخرجاه (2).

(3687)

الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن رَيحان بن يزيد العامريِّ عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَحِلُّ الصدقةُ لِغَنيٍّ ولا لذي مِرّة سَوِيّ"(3).

(3688)

الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن أبي حَيّان عن أبي زُرعة عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تطلُعُ الشمسُ من مَغْرِبها، وتخرُجُ الدَّابّةُ على النّاس ضُحًى، فأيُّهما خرج قبل صاحبه فالأُخرى منها قريب. ولا أحسِبُه إلّا طلوعَ الشمس من مغربها"، يقول: هي التي أوّلًا.

انفرد بإخراجه مسلم (4).

(1) المسند 11/ 82 (6528)، ومسلم 1/ 214 (241).

(2)

المسند 11/ 83 (6529)، ومن طريق سفيان أخرجه مسلم 1/ 92 (90) ومن طريق سعد بن إبراهيم أخرجه البخاري 10/ 403 (5973).

(3)

المسند 11/ 84 (6530). ورجاله رجال الشيخين غير ريحان، روى له أبو داود والترمذي. وقال عنه ابن حجر: مقبول - التقريب 1/ 177. وقد أخرجه الترمذي 3/ 42 (652) من طريق سفيان الثوري، وحسّنه، وذكر أحاديث الباب، وأن شعبة رواه عن سعد ولم يرفعه. ومن طريق سعد أخرجه أبو داود 2/ 118 (1634). وقد صحّح الألباني الحديث، وتحدّث عن ريحان، والمتابعات له - الإرواء 3/ 382 (877).

(4)

المسند 11/ 86 (6531)، ومن طريق سفيان أخرجه مسلم 4/ 2260 (2941).

ص: 423

(3689)

الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد اللَّه ابن عمرو قال:

لعن رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الرّاشي والمرتشي (1).

(3690)

الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أيوب قال: سمعتُ القاسم بن ربيعة يحدّث عن عبد اللَّه بن عمرو.

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ قتيلَ الخطأ شِبْهِ العَمْد قتيلَ السوط أو العصا، فيه مائة، منها أربعون في بطون أولادها"(2).

(3691)

الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا همّام عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابان عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنّةَ مَنّانٌ ولا مُدْمِنُ خمر"(3).

(3692)

الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثني حُيَيّ بن عبد اللَّه أن عبد الرحمن الحُبُليّ حدّثه قال: سمعتُ عبد اللَّه بن عمرو يقول:

(1) المسند 11/ 87 (6532). ورجاله رجال الصحيح، عدا الحارث بن عبد الرحمن، صدوق، روى له أصحاب السنن. وبه أخرجه ابن ماجة 2/ 775 (2313). ومن طريق ابن أبي ذئب أخرجه أبو داود 3/ 300 (3580)، والترمذي 3/ 623 (1337) وقاله: حسن صحيح. وصحّح إسناده الحاكم 2/ 104، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 11/ 468 (5077)، والألباني والمحقّقون.

(2)

المسند 11/ 88 (6533). والقاسم ثقة، روى له أصحاب السنن، عدا الترمذي، وسائر رجاله رجال الصحيح. وأخرجه ابن ماجة 2/ 877 (2627)، ومن طريق شعبة أخرجه النسائي 8/ 40. وصحّحه المحقّقون والألباني. وله إسناد آخر صحيح، فيه زيادة عقبة بن أوس بين القاسم وعبد اللَّه بن عمرو. ينظر سنن أبي داود 4/ 185 (4547 - 4549)، وصحيح ابن حبّان 3/ 364 (6011).

(3)

المسند 11/ 93 (6537). ومن طريق منصور أخرجه ابن حبّان 8/ 175 (3383) وقد فصّل المحقّقون الكلام فيه وتحدّثوا عن تضعيف العلماء لجابان، وروايات الحديث وطرقه. وينظر الموضوعات لابن الجوزي 3/ 326، 327 (1562، 1563).

ص: 424

أُنزِلَتْ على رسول اللَّه سورة "المائدة" وهو راكب على راحلته فلم تستطع أن تحمله، فنزل عنها (1).

(3693)

الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حَريز قال: حدّثنا حِبّان الشَّرْعَبيّ عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال وهو على المنبر: "ارحموا تُرْحَموا، واغفروا يُغْفَرْ لكم، ويلٌ لأقماع القول، ويلٌ للمُصِرِّين الذين يُصِرّون على ما فعلوا وهم يعلمون"(2).

(3694)

الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا فرج بن فَضالة عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه حرَّم على أُمَّتي الخمر والميسر والمِزْر والكُوبةَ والقِنِّين. وزادَني صلاة الوتر".

قال يزيد: القِنّين: البرابط (3).

(3695)

الحديث السابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام عن قتادة عن ابن سيرين عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

كنتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر فاستأذن، فقال:"ائذنْ له وبشِّرْه بالجنَّة" ثم جاء عمر فاستأذن، فقال:"ائذن له وبشِّرْه بالجنّة". ثم جاء عثمان فاستأذن، فقال: "ائذن

(1) المسند 11/ 218 (6643) وابن لهيعة وحييّ بن عبد اللَّه ضعيفان. قال الهيثمي 7/ 16: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، والأكثر على ضعفه، وقد يحسن حديثه، وبقية رجاله ثقات. وأورده ابن كثير في أول تفسيره لسورة المائدة 2/ 2 بهذا الإسناد وقال: تفرّد به أحمد. وذكر محقّقو المسند شواهد تحسّنه.

(2)

المسند 11/ 99 (6541) ومن طريق حريز بن عثمان أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 197 (380)، وحكم الهيثمي على رجاله بأنهم رجال الصحيح، عدا حِبّان، وثّقه ابن حبّان - المجمع 10/ 194 ووثّق الألباني رجاله وصحّح الحديث - الصحيحة 1/ 870 (482). .

(3)

المسند 11/ 104 (6547). وإسناده ضعيف لضعف فرج، وجهالة إبراهيم بن عبد الرحمن. وأعلّه الهيثمي 2/ 243 بجهالة إبراهيم عبد الرحمن. وحكم عليه ابن كثير بتفرّد أحمد به - الجامع 26/ 300 (594، 595).

والمِزر: شراب يتّخذ من الذرة أو الشعير أو الحنطة.

والكوبة: الطبل، أو النَّرد.

والقِنّين: لعبة للروم يقامرون بها. النهاية 4/ 116، 207، 324.

ص: 425

له وبشّرْه بالجنّة". قال: قلت: فأين أنا؟ قال: "أنت مع أبيك" (1).

(3796)

الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البُناني عن شعيب بن عبد اللَّه بن عمرو عن أبيه قال:

ما رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأكلُ مُتَّكئًا قَطٌّ، ولا يَطَأُ عَقِبَه رَجُلان (2).

(3697)

الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاذ بن هشام قال: حدّثني أبي عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد اللَّه بن عمرو:

أنّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "الخمرُ إذا شربوها فاجلدوهم، ثم إذا شربوها فاجلدوهم، ثم إذا شربوها فاجلدوهم، ثم إذا شربوها فاقتلوهم عند الرابعة"(3).

(3698)

الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه أمر فاطمة وعليًّا إذا أخذا مضاجعهما، في التسبيح والتحميد والتكبير - لا يدري عطاء أيُّها أربعٌ وثلاثون تمام المائة.

قال: فقال عليّ: فما تركْتُهنّ بعد. فقال له ابن الكَوَّاء: ولا ليلةَ صِفّين؟ قال عليّ: ولا ليلة صِفّين (4).

(3699)

الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعي يقول: قال عبد اللَّه بن عمرو:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يخرجُ الدَّجّالُ في أُمّتي فيلبثُ فيهم أربعين" لا أدري: أربعين

(1) المسند 11/ 106 (6548). ورجاله رجال الشيخين. وصحّح محقّقو المسند إسناده، وذكروا شواهده.

(2)

المسند 11/ 107 (6549). ويروى (عَقِبَيْه) ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه أبو داود 3/ 348 (3770) وابن ماجة 1/ 89 (244). وقد صحّح الحديث الألباني في الصحيحة 3/ 242 (1239).

ولا يطأ عقبه رجلان: أي لا يسير خلفَه الرجال، تواضعًا.

(3)

المسند 11/ 110 (6553)، وضعّف المحقّقون إسناده لضعف شهر، وله شواهد صحّ بها، ساقها المحقّقون.

(4)

المسند 11/ 112 (6554). ووثّق الهيثمي رجاله في المجمع 10/ 125، لأن شعبة سمع من عطاء السائب قبل أن يختلط. وقد روى الشيخان الحديث عن علي - الجمع 1/ 162 (130).

ص: 426

يومًا، أو أربعين سنة، أو أربعين ليلة، أو أربعين شهرًا - "فيبعثُ اللَّهُ عز وجل عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفيّ، فيظهر، فيطلبه فيُهلكه، ثم يلبث النّاس بعده سنين سبعًا، ليس بين اثنين عداوة، ثم يُرسل اللَّه ريحًا باردة من قبل الشام، فلا يبقى أحد في قلبه مثقالُ ذَرَّة من إيمان إلّا قَبَضَتْه، حتى لو أنّ أحدَهم كان في كبد جبلٍ لدخلتْ عليه، ويبقى شرارُ النّاس في خِفة الطير وأحلام السّباع، لا يعرفون معروفًا، ولا يُنكرون منكرًا، فيتمثّل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دارَّةٌ أرزاقُهم، حسنٌ عيشُهم، ثم يُنفخُ في الصور، فلا يسمعُه أحدٌ إلّا أصغى له، وأوّل من يسمعه رجلٌ يلوطُ حوضه (1)، فيَصْعَقُ، ثم لا يبقى أحد إلّا صَعِق، ثم يرسل اللَّه مطرًا كأنه الطَّلُّ فتنبت منه أجساد النّاس، ثم يُنفخ فيه أُخرى فإذا هم قيام ينظرون. ثم يُقال: يا أيُّها النّاس، هَلُمُّوا إلى ربّكم، وقِفوهم إنهم مسؤولون. ثم يقال: أَخْرِجوا بَعْثَ النّار، فيقال كم؟ فيقال: من كلِّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فيومئذٍ يُبعث الولدانُ شيبًا، ويومئذٍ يُكشف عن ساق".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3700)

الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف الأزرق قال: حدّثنا عوف عن ميمون بن أَستاذ الهِزّاني:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من لَبِسَ الذَّهبَ من أُمّتي فمات وهو يَلْبَسُه لَمْ يَلْبَس من ذهب الجنّة. ومن لَبِسَ الحريرَ من أمّتي فمات وهو يَلْبَسُه حرّمَ اللَّهُ عليه حريرَ الجنّة"(3).

(3701)

الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي سنان عن عبد اللَّه بن أبي الهذيل عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يتعوَّذُ من: علمٍ لا يَنْفَع، ودُعاءٍ لا يُسْمَع، وقلبٍ لا يَخشع، ونفسٍ لا تَشبع (4).

(1) أي: يطيّنه ويصلحه.

(2)

المسند 11/ 113 (6555)، ومسلم 4/ 2258 - 2260 (2940).

(3)

المسند 11/ 539 (6947). رجاله رجال الصحيح عدا ميمون بن أستاذ، وُثّق. وينظر تعليق محقّقي المسند 11/ 116.

(4)

المسند 11/ 117 (6557)، وإسناده صحيح. وأخرجه النسائي 8/ 254، وصحّحه الألباني.

وأخرج الحديث مسلم عن زيد بن أرقم - الجمع 1/ 514 (840).

ص: 427

(3702)

الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه ابن عُمر العُمَري قال: حدّثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما أسكر كثيرُه فقليلُه حرام"(1).

(3703)

الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرىء قال: حدّثنا حَيْوَة قال: أخبرنا شُرَحْبيل بن شريك أنّه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُليّ يحدّث عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "خيرُ الأصحاب عند اللَّه خيرُهم لصاحبه، وخير الجيران عند اللَّه خيرُهم لجاره"(2).

(3704)

الحديث السادس والخمسون: وبه:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ الدّنيا كلَّها متاع، وخيرُ متاع الدّنيا المرأة الصالحة".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(3705)

الحديث السابع والخمسون: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا حيوة قال: أخبرنا كعب بن علقمة أنّه سمع عبد الرحمن بن جُبير يقول: إنّه سمع عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يقول:

إنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سَمِعْتُم مؤذّنًا فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ، فإنّه من صلّى عليَّ صلاةً صلّى اللَّه عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلّا لعبدٍ من عباد اللَّه، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلّت عليه الشفاعة".

(1) المسند 11/ 256 (6674)، والنسائي 8/ 300. ومن طريق عُبيد اللَّه بن عمر أخرجه ابن ماجة 2/ 1125 (3394). وحسّن المحقّقون إسناده. وقال عنه الألباني: حسن صحيح.

(2)

المسند 11/ 126 (6566). وإسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 61 (115). ومن طريق حيوة أخرجه الترمذي 4/ 294 (1944) وقال: حسن غريب. وصحّحه ابن خزيمة 4/ 140 (2539)، وابن حبّان 2/ 376 (518)، والألباني في الصحيحة 1/ 211 (103).

(3)

المسند 11/ 127 (6567)، ومسلم 2/ 1090 (1467).

ص: 428

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3706)

الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا حَيْوة قال: أخبرني أبو هانىء أنّه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُليّ أنّه سمع عبد اللَّه بن عمرو:

أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم-ِ يقول: "إنّ قلوبَ بني آدمَ كلَّها بين أُصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحدٍ، يُصرِّفُ كيف يشاء".

ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ مُصَرِّفَ القلوبِ، اصرفْ قلوبَنا إلى طاعتك".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3707)

الحديث التاسع والخمسون: وبه:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفًا".

قال عبد اللَّه: فإن شِئتُم أعطيناكم مما عندنا شيئًا، وإن شئتم ذكرْنا أمرَكم للسلطان، قالوا: فإنا نصبرُ فلا نسأل شيئًا.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(3708)

الحديث الستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد المقرىء من كتابه قال: حدّثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدّثني شُرَحبيل بن شريك عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "قد أفلح من أسلم، ورُزِق كَفافًا، وقَنَّعَه اللَّهُ بما آتاه".

انفرد بإخراجه مسلم (4).

(3709)

الحديث الحادي والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن المقرىء قال: حدّثنا سعيد قال: حدّثني ربيعة بن سيف المعافري، عن أبي عبد الرحمن

(1) المسند 11/ 128 (6568)، ومسلم 1/ 287 (384) من طريق حيوة.

(2)

المسند 11/ 130 (6569)، ومسلم 4/ 2045 (2654).

(3)

المسند 11/ 143 (6578)، ومسلم 4/ 2285 (2979) من طريق أبي هانىء الخولاني: ومن فوقه رجال الصحيح.

(4)

المسند 11/ 134 (6572)، ومسلم 2/ 730 (1054).

ص: 429

الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو:

أنّه سأل رجلٌ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، تَمُرُّ بنا جنازة الكافر، أفنقوم لها؟ قال:"نعم، قوموا لها، فإنّكم لَسْتُم تقومون لها، إنَّما تقومون إعظامًا للذي يقبِضُ النفوس"(1).

(3710)

الحديث الثاني والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا سعيد قال: حدّثني عيّاش بن عبّاس عن عيسى بن هلال الصَّدَفي عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

أتى رجلٌ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: أَقْرِئْني يا رسول اللَّه. قال: "اقرأْ ثلاثًا من ذات (آلر) فقال الرجل: كَبِرَت سنّي. واشتدّ قلبي، وغَلُظَ لساني. قال: "فاقرأ من ذات (حم) فقال مثل مقالته الأولى، فقال:"اقرأ ثلاثًا من المُسَبِّحات" فقال مثل مقالته، فقال الرجل: ولكن أقْرِئْني يا رسول اللَّه سورة جامعة. فأقرأه: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} حتى إذا فرغَ منها قال الرجل: والذي بعثك بالحقّ، لا أزيد عليها أبدًا، ثم أدبرَ الرجل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أفلَحَ الرُّوَيجلُ، أفلح الرُّوَيجل".

ثم قال: "عليّ به"، فجاءه، فقال له:"أُمِرْتُ بيوم الأضحى، جعله اللَّهُ عيدًا لهذه الأمّة" فقال الرجل: أرأيت إنّ لم أجدْ إلّا منيحة ابني، أَفَأُضَحّي بها؟ قال:"لا، ولكن تأخذ من شعرك، وتُقلِّمُ أظفارك، وتقُصُّ شاربَك، وتحلِقُ عانتك، فذلك تمام أُضحيتك عند اللَّه"(2).

(1) المسند 11/ 135 (6573). ورجال رجال الصحيح عدا ربيعة، صدوق، له مناكير. روى له الترمذي وأبو داود والنسائي. التقريب 1/ 172. وقد صحّح الحديث ابن حبّان 7/ 324 (3053)، وصحّح الحاكم إسناده 1/ 357، ووافقه الذهبي، ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 3/ 30.

ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن جابر بن عبد اللَّه وعامر بن ربيعة - الجمع 2/ 355 (1575)، 3/ 350 (2819). وينظر في القيام للجنازة الفتح 3/ 180.

(2)

المسند 11/ 391 (6575). ولهذا الإسناد: أخرجه أبو داود في قسمين: الأول 2/ 57 (1399)، والثاني 3/ 93 (2789). وأخرج الجزء الثاني منه من طريق سعيد بن أبي أيوب النسائي 2/ 217. وصحّح ابن حبّان الحديث من طريق عيّاش بن عباس 3/ 50 (773). وأخرج الحاكم القسم الأول منه من طريق عبد اللَّه بن يزيد شيخ الإمام أحمد، وقال: على شرط الشيخين. قال الذهبي: بل صحيح - ليس على شرطهما 2/ 532. وأخرج قسمه الثاني 4/ 223 من طريق سعيد بن أبي أيوب، وقد حسّن محقّقو المسند إسناده. وبيّنوا أن رجاله رجال الصحيح عدا عيسى بن هلال، روى عنه جمع، ووثقه ابن حبّان والفسوي. ولكن الألباني جعل الحديث في ضعيف السنن.

ص: 430

(3711)

الحديث الثالث والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا سعيد قال: حدّثني كعب بن علقمة عن عيسى بن هلال الصَّدَفي عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه ذكَرَ الصلاة يومًا، فقال:"مَن حافظ عليها كانت له نورًا وبُرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا بُرهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيّ بن خلف"(1).

(3712)

الحديث الرابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا حيوة قال: حدّثنا أبو هانىء الخَولاني أنّه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُليّ يقول: سمعتُ عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يقول:

سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من غازية تغزو في سبيل اللَّه فيصيبون غنيمة إلّا تعجّلوا ثُلُثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثُّلث، فإن لم يُصيبوا غنيمة تَمَّ لهم أجرُهم".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3713)

الحديث الخامس والستون: وبه:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "قدَّرَ اللَّه المقاديرَ قبلَ أن يخلُقَ السمواتِ والأرضَ بخمسين ألف سنة".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(3714)

الحديث السادس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا موسى بن عُلَيّ قال: سمعت أبي يحدّث عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال عند ذكر أهل النّار: "كُلُّ جَعْظَرِيّ جَوّاظ مُسْتَكبِر، جمّاع منّاع"(4).

(1) المسند 11/ 141 (6576). ورجاله رجال الصحيح عدا عيسى المذكور في الحديث السابق. وقد صحّح الحديث ابن حبان 4/ 329 (1467)، وأخرجه الطبراني في الأوسط 2/ 456 (1788) من طريق سعيد بن أبي أيوب. ونسبه الهيثمي في المجمع 1/ 297 للطبراني وأحمد، وقال: رجال أحمد ثقات.

(2)

المسند 11/ 142 (6577)، ومسلم 4/ 1513 (1906).

(3)

المسند 11/ 144 (6579)، ومسلم 44/ 204 (2653).

(4)

المسند 11/ 145 (6580)، ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي 10/ 396.

والجَعْظري: الغليظ الجافي، والجوَّاظ: المُختال.

ص: 431

(3715)

الحديث السابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج وأبو النضر قالا: حدّثنا ليث قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال خيرٌ؟ قال: "أن تُطْعِمَ الطعامَ، وتقرأَ السلام على من عَرَفْتَ ومن لم تَعرف"(1).

(3716)

الحديث الثامن والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يموتُ يومَ الجمعة أو ليلة الجمعة إلّا وقاه اللَّه فتنة القبر"(2).

(3717)

الحديث التاسع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا أبو معاوية وابن مبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا عبد اللَّه، لا تكونَنَّ مثلَ فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل".

أخرجاه (3).

(3718)

الحديث السبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن الصَّقْعَب بن زهير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

(1) المسند 11/ 146 (6581). ومن طريق الليث أخرجه البخاري 1/ 55 (12)، ومسلم 1/ 65 (39). وشيخا أحمد ثقتان، من رجال الشيخين.

(2)

المسند 11/ 147 (6582). وأخرجه الترمذي 3/ 386 (1074). وقال: هذا حديث حسن غريب. قال: وهذا حديث ليس إسنادُه بمتّصل، ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبلي عن عبد اللَّه بن عمرو، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعًا من عبد اللَّه بن عمرو. وحكم محقّقو المسند على الحديث بضعف الإسناد، لأن ربيعة لم يسمع من عمرو، ولأنه وهشام بن سعد ضعيفان. والألباني جعل الحديث في صحيح الترمذي، وحكم عليه بالحسن.

(3)

المسند 11/ 153 (6584) وأخرجه البخاري 3/ 37 (1152) من طريق الأوزاعي، ثم علّقه عن طريق الأوزاعي عن يحيى عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي سلمة بمثله. وأخرجه مسلم عن طريق الأوزاعي عن يحيى عن ابن الحكم عن أبي سلمة 3/ 814 (1159) ومن فوق الأوزاعي من رجال الشيخين.

ص: 432

كُنَّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من أهل البادية عليه جُبّة سِيجان (1) مزرورةٌ بالدّيباج، فقال: ألا إنّ صاحبكم هذا قد وضع كلّ فارس ابنِ فارس، ورفع كلّ راعٍ ابنِ راع. قال: فأخذ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بمجامع جُبّته وقال: "ألا أرى عليك لباس من لا يعقل! ".

ثم قال: "إنّ نبيَّ اللَّه نوحًا لمّا حَضَرَتْه الوفاة قال لابنه: إنّي قاصٌّ عليك الوصيّة: آمُرُك باثنتين وأنهاك عن اثنتين: آمركَ بـ: لا إله إلا اللَّه، فإن السموات السبعَ والأَرضَين السبع لو وُضعت في كفّة ووُضعت لا إله إلا اللَّه في كفّة، رجحت بهنّ لا إله إلا اللَّه، ولو أنّ السموات السبع والأرَضين السبع كُنّ في حَلْقة مبهمةٍ، قَصَمَتْهُنَّ لا إله إلّا اللَّه وسبحان اللَّه وبحمده، فإنها صلاة كلّ شيء، وبها يُرزق الخلق. وأنهاك عن الشِّرك، والكِبر".

قال: قلت - أو: قيل: يا رسول اللَّه، هذا الشِّرك قد عَرَفْناه، فما الكِبر؟ قال: الكبر أن يكون لأحدنا نعلان حسَنتان لهما شِراكان حَسَنان؟ قال: "لا"؟ قال: هو أن يكون لأحدنا حُلةٌ يلبَسُها؟ قال: "لا". قال: هو أن يكون لأحدنا دابّة يَرْكَبُها؟ قال: "لا". قال: أفهو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه؟ قال: "لا". قيل: يا رسول اللَّه، فما الكبر؟ قال:"سَفَهُ الحقِّ، وغَمْصُ الناس"(2).

(3719)

الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيري قال: حدّثنا سفيان عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال: نزل رجلٌ على مسروق، فقال: سمعْتُ عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يقول:

سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ لَقِيَ اللَّه وهو لا يُشركُ به شيئًا دخل الجنّة، ولم تَضُرَّه معه خطيئة، كما لو لَقِيَه وهو مشركٌ به دخلَ النارَ، ولم تنفعه معه حَسَنة"(3).

(3720)

الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

(1) السيجان: الطيلسان الأخضر.

(2)

المسند 11/ 150 (6583)، والأدب المفرد 1/ 281 (548). قال الهيثمي 4/ 222: رجال أحمد ثقات، وصحّح الألباني الحديث - الصحيحة 1/ 259 (134).

(3)

المسند 11/ 155 (6586). وقد أوضح الشيخ أحمد شاكر ومحقّقو المسند أن القائل: سمعت عبد اللَّه بن عمرو، هو مسروق، وليس الرجل الذي نزل على مسروق، وعلى هذا صحّحوا إسناده. وقد أورد محقّقو المسند شواهد عديدة تؤيّد صحة الحديث.

ص: 433

أن اليهود كانوا يقولون لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: سامٌ عليك. ثم يقولون في أنفسهم (لولَا يُعَذِّبُنا اللَّه بما نقول) فنزلت هذه الآية: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ. .} إلى آخر الآية (1)[المجادلة: 8].

(3721)

الحديث الثالث والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد وعفّان قالا: حدّثنا حمّاد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رجلًا جاء فقال: اللهمّ اغفر لي ولمحمّد، ولا تُشْرِك في رحمتك إيّانا أحدًا. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"من قائلُها؟ " فقال الرجل: أنا. فقال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لقد حَجَبْتَهُنَّ عن ناسٍ كثير"(2).

(3722)

الحديث الرابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وَهب بن جرير قال: حدّثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد قال: قال عبد اللَّه بن عمرو:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من ادّعى إلى غير أبيه لم يَرَحْ رائحة الجنّة، وإن ريحَها ليُوجَدُ من قدر سبعين عامًا، أو مسيرة سبعين عامًا"(3).

(3723)

الحديث الخامس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف ومعاوية بن عمرو قالا: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثنا عمرو أنّ بكر بن سوادة حدّثه أن عبد الرحمن بن جُبير حدّثه أن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص حدّثه:

(1) المسند 11/ 159 (6589) وهو حديث صحيح. وحسّن ابن كثير إسناده - التفسير 4/ 323. وقال الهيثمي 7/ 124. رواه أحمد والبزّار والطبراني، وإسناده جيّد، لأن حمّادًا سمع من عطاء بن السائب في حالة الصحّة.

وللحديث شواهد صحيحة. فقد رويت قصة تسليم اليهود على النبيّ صلى الله عليه وسلم عند الشيخين عن ابن عمر - الجمع 2/ 266 (1406)، وعن جابر لمسلم - الجمع 2/ 399 (1676)، وروت الخبر ونزول الآية عائشة - الجمع 4/ 57 (3171).

(2)

المسند 11/ 160 (6590)، ومن طريق حماد بن سلمة أخرجه البخاري في المفرد 1/ 326 (626) وصحّحه ابن حبّان 3/ 266 (986). وقال الهيثمي 10/ 153: رواه أحمد والطبراني بنحوه، وإسنادهما حسن. وصحّح الألباني الحديث. وقد روي مثله عن أبي هريرة عند البخاري - الجمع 3/ 237 (2499).

(3)

المسند 11/ 162 (6592) وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه من طريق مجاهد ابن ماجة 2/ 870 (2611) وفيه:"وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام". وقال الهيثمي في المجمع 9/ 103: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وقد روى الشيخان عن سعد وأبي بكر: "ومن ادّعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنّه غير أبيه، فالجنّة عليه حرام". الجمع 1/ 193 (195).

ص: 434

أن نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عُميس، فدخل أبو بكر الصدّيق وهي تحتَه يومئذٍ، فرآهم فكَرِه ذلك، فذَكَر ذلك لرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: لم أرَ إلّا خيرًا. فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه قد برَّأها من ذلك" ثم قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: "لا يَدْخُلَنَّ رجلٌ بعد يومي هذا على مُغيبة إلّا ومعه رجلٌ أو اثنان".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3724)

الحديث السادس والسبعون: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا حُيَيّ بن عبد اللَّه المعافري أن أبا عبد الرحمن الحُبُليّ حدّثه عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ أبي ذبح ضحيّته قبل أن يُصَلِّيَ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قُلْ لأبيك يُصَلّي ثم يَذبحُ"(2).

(3725)

الحديث السابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا ابن عيّاش عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي راشد الحُبراني قال:

أتيتُ عبد اللَّه بن عمرو بن العاص فقلتُ له: حدِّثْنا ما سمعْتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فألقى بين يدَيه صحيفة فقال: هذا ما كتب لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فنظرتُ فيها، فإذا فيها:

إنّ أبا بكر الصدِّيق قال: يا رسول اللَّه، علِّمْني ما أقول إذا أصبحْتُ وإذا أمسيتُ. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا أبا بكر، قُلْ: اللهمّ فاطرَ السموات والأرضِ، عالِمَ الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَه، أعوذُ بك من شرّ نفسي، ومن شرّ الشيطان وشِركه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجُرَّه إلى مسلم"(3).

(1) المسند 11/ 168 (6595). ومن طريق هارون عن عبد اللَّه بن وهب أخرجه مسلم 4/ 1711 (2173) ومعاوية بن عمرو من رجال الشيخين.

(2)

المسند 11/ 170 (6596). وفي إسناده ابن لهيعة وحُيَيّ، ضُعّفا. قال الهيثمي في المجمع 4/ 26: فيه حُيَيّ بن عبد اللَّه المعافريّ، وثّقه ابن معين وغيره، وضعّفه أحمد وغيره ولم يذكر ابن لهيعة وقد صحّح محقّقو المسند الحديث لغيره، وذكروا شواهده.

(3)

المسند 11/ 437 (6851). ومن طريق إسماعيل بن عيّاش أخرجه الترمذي 5/ 506 (3529)، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. والبخاري في الأدب المفرد 2/ 683 (1204). وصحّحه الألباني - الصحيحة 6/ 623 (2763).

ص: 435

(3726)

الحديث الثامن والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثني حُيَيّ بن عبد اللَّه عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "انْكِحوا أُمَّهات الأولاد، فإني أُباهي بهم يوم القيامة"(1).

(3727)

الحديث التاسع والسبعون: وبه:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيّئة، وخطوة تكتب له حسنة، ذاهبًا وراجعًا"(2).

(3728)

الحديث الثمانون: وبه:

قال صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء الرجلُ يعودُ مريضًا قال: اللهمّ اشْف عبدَكَ، ينكأ لك عَدُوًّا، ويمشي لكَ إلى الصلاة"(3).

(3729)

الحديث الحادي والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: حدّثنا ليث قال: حدّثني حَيوة بن شُريح عن ابن شُفَيّ الأصبحيّ عن أبيه عن عبد اللَّه ابن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "للغازي أجزه، وللجاعل أجرُه وأجرُ الغازي"(4).

(3730)

الحديث الثاني والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر الحنفي قال: حدّثنا الضحّاك بن عثمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

(1) المسند 11/ 172 (6598)، وإسناده ضعيف، وقد أعلّه الهيثمي بحيَيّ وحده - المجمع 4/ 261. وذكر محقّقو المسند شواهد يصحّ بها ويتقوّى.

(2)

المسند 11/ 172 (6599) وإسناده كسابقة. وقد صحّح الحديث ابن حِبّان من طريق حُيَيّ 5/ 387 (2039). وحسّن المنذري إسناده - الترغيب 1/ 282 (453). وأعلّه الهيثمي بابن لهيعة فقط على عكس سابقه - المجمع 2/ 32. وقد صحّحه محقّقو المسند بشواهده.

(3)

المسند 11/ 173 (6600) وإسناده كالسابقة. ومن طريق حُيَيّ أخرجه أبو داود 3/ 186 (3107)، وابن حبّان في صحيحه 7/ 239 (2974)، وصحّحه الحاكم على شرط مسلم 1/ 344، ووافقه الذهبي، وجعل محقّقو المسند ذلك من أوهامهما، لأن حُيَيًّا لم يخرج له مسلم. وصحّح الألباني الحديث - الصحيحة 3/ 290 (1304)، ولم يرتضِ أيضًا حكم الحاكم والذهبي.

(4)

المسند 11/ 197 (6624)، ومن طريق الليث بن سعد أخرجه أبو داود 3/ 16 (2526)، والطحاوي في شرح المشكل 8/ 313 (3264)، وقد صحّح المحقّقون إسناده، وصحّحه الألباني.

ص: 436

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيعتين في بيعة، وعن بيع وَسَلَف، وعن ربحِ ما لم يُضمن، وعن بيع ما ليس عندك (1).

(3731)

الحديث الثالث والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر الحنفي قال: أخبرنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ الذي يستردُّ ما وَهَبَ كمثل الكلب يقيء فيأكل منه، وإذا استردَّ الواهبُ فليُوقَفْ بما استردّ، ثم ليُرَدّ عليه ما وَهَب"(2).

(3732)

الحديث الرابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا أبو معاوية شيبان عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص أنّه قال:

كَسَفَتِ الشمسُ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فنُودي بالصلاة جامعة، فركع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدة، ثم قام فركع ركعتين في سجدة، ثم جُلِّي عن الشمس.

قال: قالت عائشة: ما سجدْتُ سجودًا قطُّ، ولا ركعتُ ركوعًا قطُّ كان أطول منه.

أخرجاه (3).

(3733)

الحديث الخامس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا حمّاد عن عطاء عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رجلًا قال ذات يوم ودخل الصلاة: الحمد للَّه ملءَ السماء، وسبَّح، ودعا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من قائلُهنَّ؟ " فقال الرجل: أنا. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيتُ الملائكة تَلَقَّى به بعضُهم بعضًا"(4).

(1) المسند 11/ 203 (6628)، ومن طريق عمرو بن شعيب أخرجه النسائي 7/ 295. وأخرجه ابن ماجه 2/ 737 (2188) برواية:"لا يحلّ بيع ما ليس عندك، ولا ربح ما لم يُضمن" وحسّن المحقّقون إسناده، وقال عنه الألباني: حسن صحيح.

(2)

المسند 11/ 205 (6629). ومن طريق أسامة أخرجه أبو داود 3/ 291 (3540)، وحسّن المحقّقون إسناده، وقال عنه الألباني: حسن صحيح.

(3)

المسند 11/ 207 (6631)، ومسلم 2/ 627 (910)، ومن طريق شيبان أخرجه البخاري 2/ 538 (1051).

(4)

المسند 11/ 208 (6632). قال الهيثمي في المجمع 2/ 108: رواه أحمد والبزّار، وفيه عطاء بن السائب، وهو ثقة اختلط، ولكنه من رواية حمّاد بن سلمة عن عطاء، وحمّاد سمع منه قبل الاختلاط. وقد حسن محقّقو المسند إسناده.

ص: 437

(3734)

الحديث السادس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب من كتابه قال: حدّثنا عبد الرحمن بن شُريح قال: سمعْتُ شُرَحْبيل (1) بن يزيد المعافريّ أنّه سمع محمد بن هَدِيّة الصَّدَفيّ قال: سمعْتُ عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يقول:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أكثر منافقي أُمّتي قُرّاؤها"(2).

(3735)

الحديث السابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعةَ قال: حدّثنا دَرّاج عن عبد الرحمن بن جُبير عن عبد اللَّه بن عمرو:

أنّه سأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ماذا يُباعدُني من غضب اللَّه عز وجل؟ قال: "لا تغضب"(3).

(3736)

الحديث الثامن والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة عن درّاج عن عيسى بن هلال الصّدفيّ عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أرواح المؤمنين تلتقي على مسيرة يوم، ما رأى أحدُهم صاحبَه قطّ"(4).

(3737)

الحديث التاسع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثني حُييّ بن عبد اللَّه أن أبا عبد الرحمن الحُبُليّ حدّثه عن عبد اللَّه ابن عمرو بن العاص قال:

بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سريّة، فغنِموا وأسرعوا الرَّجعة، فتحدّث النّاس بقُرب مغزاهم، وكثرة غنيمتهم، وسُرعة رجعتهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أدُلُّكم على أقربَ منه مَغزًى، وأكثرَ غنيمةً، وأوشك رجعةً؟ من توضّأَ ثم غدا إلى المسجد لسُبحةِ الضّحى، فهو

(1) نقل محقّق المسند أن صوابه شراحيل.

(2)

المسند 11/ 209 (6633). وله طريق آخر: عن درّاج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد اللَّه بن عمرو 11/ 211 (6634) قال الهيثمي 6/ 232: رجال أحد إسنادي أحمد ثقات. وقد حسّن المحقّقون إسناد الحديث، وصحّحوا الحديث.

(3)

المسند 11/ 211 (6635). قال الهيثمي 8/ 72. رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو ليّن الحديث. وبقيّة رجاله ثقات. وله شواهد تصحّحه ذكرها محقّقو المسند.

(4)

المسند 11/ 212 (6636). ومن طريق حيوة عن درّاج أخرجه البخاري في المفرد 1/ 138 (261). وقال الهيثمي 10/ 277: رواه أحمد، ورجاله وُثّقوا على ضعف في بعضهم. وحسّن الحديث محقّقو المسند. ولكن الألباني حكم عليه بالضعف - الضعيفة 4/ 417 (1947).

ص: 438

أقرب مَغزًى، وأكثر غنيمةً، وأوشك رجعةً" (1).

(3738)

الحديث التسعون: وبه عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

جاء حمزة بن عبد المطلب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، اجعَلْني على شيءٍ أعيشُ به. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا حمزة، نَفْسٌ تُحييها أحبُّ إليك أَم نفسٌ تُميتُها؟ " قال: بل نفسٌ أُحْييها. قال: "عليك بنفسك"(2).

(3739)

الحديث الحادي والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلَّمون في القَدَر، قال: فكأنما تفَقَّأَ في وجهه حبُّ الرمّان من الغضب، قال: فقال لهم: "ما لكم تضربون كتابَ اللَّه بعضَه ببعض؟ بهذا هلكَ مَن كان قبلَكم" قال: فما غَبَطْتُ نفسي بمجلسٍ فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم أشهدْه بما غَبَطْتُ نفسي بذلك المجلس أنّي لم أشهده (3).

(3740)

الحديث الثاني والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عجلان قال: حدّثني عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَنْتِفُوا الشَّيبَ، فإنّه ما من عبدٍ يشيبُ في الإسلام شيبةً إلّا كَتَبَ اللَّهُ له بها حسنة، وحَطَّ عنه بها خطيئة"(4).

(1) المسند 11/ 231 (6638). وفي إسناده ابن لهيعة وحُيَيّ بن عبد اللَّه، ضُعّفا. قال الهيثمي 2/ 238: رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام، ورجال الطبراني ثقات، لأنه جعل بدل ابن لهيعة ابن وهب. قال المنذري في الترغيب 1/ 522 (989): رواه أحمد من رواية ابن لهيعة، والطبراني بإسناد جيّد. وحسّنه محقّقو المسند لغيره.

(2)

المسند 11/ 241 (6639). وإسناده كسابقه. وقد حكم المنذري على رجاله بأنهم ثقات إلا ابن لهيعة. الترغيب 3/ 97 (3215). وقال الهيثمي/ 2025: فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقيّة رجاله ثقات. ولم يُعِلّاه بحُيَيّ. على أن الهيثمي أشار في مواضع عديدة إلى ضعف حُيَيّ.

(3)

المسند 11/ 250 (6668)، وابن ماجه 1/ 33 (85) قال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات. وحسّن محقّقو المسند إسناده، وقال الألباني: حسن صحيح.

(4)

المسند 11/ 256 (6675)، وسنن أبي داود 4/ 85 (4202). وحسّن المحقّقون إسناده، وقال الألباني: حسن صحيح.

ص: 439

(3741)

الحديث الثالث والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل عن ليث عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه:

عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "من منعَ فَضْلَ مائة أو فضل كلأه، منعه اللَّه فَضْلَه يوم القيامة"(1).

(3742)

الحديث الرابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن عجلان قال: حدّثنا عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تُنْشَدَ فيه الأشعار، وأن تُنْشَدَ فيه الضالّة، وعن الحِلَق يوم الجمعة قبل الصلاة (2).

(3743)

الحديث الخامس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا عُبيد اللَّه بن الأخنس قال: حدّثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

أتى أعرابيٌّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ أبي يريدُ أن يجتاحَ مالي. قال: "أنت ومالُك لوالدك. إنّ أطيب ما أكَلْتُم من كَسبكم، وإنّ أموال أولادكم من كسبكم، فكُلوه هنيئًا"(3).

(3744)

الحديث السادس والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمَير قال: حدّثنا حَجّاج عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه قال:

جمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين الصلاتين يومَ غزا بني المُصْطَلِق (4).

(3745)

الحديث السابع والتسعون: حدّثنا يعلى قال: حدّثنا محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

سمعْتُ رجلًا من مزينة يسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول اللَّه: جئتُ أسألُك عن الضالّة من الإبل، قال:"معها حِذاؤها وسِقاؤها تأكلُ الشجر وتَرِدُ الماء، فدعها حتى يأتِيَها باغيها".

(1) المسند 11/ 255 (6673). وفيه ليث بن أبي سليم، ضعيف. قال الهيثمي - المجمع 4/ 128: رجال أحمد ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضرّ. وينظر تخريج محقّقي المسند.

(2)

المسند 11/ 257 (6676). وأبو داود 1/ 283 (1079)، وصحيح ابن خزيمة 2/ 274 (1304) وحسّن الألباني والمحقّقون إسناده. وقد فصّل المحقّقون الكلام فيمن أخرج أجزاء منه من أصحاب السنن وغيرهم.

(3)

المسند 11/ 261 (6678). وقد حسّن المحقّقون إسناده، وصحّحوه لغيره. ومن طريق عمرو شعيب أخرجه أبو داود 3/ 289 (3530)، وابن ماجه 2/ 796 (2292) وقال الألباني: حسن صحيح.

(4)

المسند 11/ 272 (6682) وفي إسناده حجّاج بن أرطاة، مدلّس. قال الهيثمي 2/ 161: فيه الحجّاج بن أرطاة، وفيه كلام. وحسّنه المحقّقون لغيره.

ص: 440

قال: الضالّةُ من الغنم؟ قال: "لك أو لأخيك، أو للذّئب، تجمعُها حتى يأتِيَها باغيها".

قال: الحريسة التي توجدُ في مراتعها؟ قال: "فيها ثمنُها مرّتين وضَرْبُ نَكال، وما أُخِذ من عَطَنه ففيه القطع إذا بلغ ما يؤخذُ من ذلك ثَمَنُ المِجَنّ".

قال: يا رسول، فالثِّمار، وما أُخِذَ من أكمامها؟ قال:"من أخذَ بفمه ولم يَتَّخِذْ خُبْنة، فليس عليه شيءٌ، ومن احتملَ، فعليه ثَمَنُه مزتين وضَربًا ونَكالًا، وما أخِذَ من أجرانه، ففيه القَطْعُ إذا بلغ ما يُؤخذُ منه ثمنَ المِجَنّ".

قال: يا رسول اللَّه، واللُّقَطة نَجِدُها في سبيل العامرة؟ قال:"عرِّفْها حَولًا، فإن وُجِدَ باغيها فأدِّها إليه، وإلّا فهي لك".

قال: ما يوجد في الخَرِب العاديّ؟ قال: "فيه وفي الرِّكاز الخُمُس"(1).

(3746)

الحديث الثامن والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدّثنا حجّاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

اعتمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاث عُمَر، كلُّ ذلك يُلَبّي حتى يستلمَ الحجر (2).

(3747)

الحديث التاسع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا سعيد بن يزيد عن أبي السَّمْح عن عيسى بن هلال الصَّدَفيّ عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو أَنّ رَصاصةً مثل هذه -وأشار إلى مثل جُمجُمة- أُرْسِلَت من السماء إلى الأرض، وهي مسيرة خمسمائة سنة، لبلغت الأرض قبل الليل. ولو أنها أُرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفًا، الليلَ والنهار، قبل أن تبلغَ أصلَها أو قَعْرَها"(3).

(1) المسند 11/ 273 (6683). وفيه محمد بن إسحق، لم يصرّح بالتحديث، ولكنه متابع: فقد أخرجه من طرق عن عمرو بن شعيب أبو داود 2/ 136 (1710)، والنسائي 8/ 85، والحاكم 4/ 318. وحسّن المحقّقون والألباني إسناده.

(2)

المسند 11/ 273 (6685). وفي إسناده الحجّاج. قال الهيثمي 3/ 281: رواه أحمد، وفيه الحجّاج بن أرطاة، وفيه كلام، وقد وُثّق. وحسّنه المحقّقون لغيره وذكروا له شواهد.

(3)

المسند 11/ 443 (6856). ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك عن سعيد أخرجه الترمذي 4/ 611 (2588)، قال: هذا حديث إسناده حسن صحيح. وبنحوه أخرجه الحاكم من طريق سعيد 2/ 438، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. وحسّن محقّقو المسند إسناده، وضعّف الألباني الحديث.

ص: 441

(3748)

الحديث المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن سَمِعَه من عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أنّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم كبّر في عيد ثنتي عشرة تكبيرة، سبعًا في الأولى، وخمسًا في الآخرة، ولم يُصلِّ قبلها ولا بعدها.

وقال أحمد: وأنا أذهب إلى هذا (1).

(3749)

الحديث الحادي بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر الحنفي قال: حدّثنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان نائمًا، فوجد تمرة تحت جنبه، فأخذها فأكلَها، ثم جعل يَتَصَوَّرُ من آخر الليل، وفَزِع لذلك بعضُ أزواجه، فقال:"إنّي وجدْتُ تمرةً تحت جنبي فأكلْتُها، فخشيتُ أن تكون من تمر الصدقة"(2).

(3750)

الحديث الثاني بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

لما دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكّة عام الفتح قام في النّاس خطيبًا، فقال:"يا أيُّها النّاس، إنّه ما كان من حِلف في الجاهلية فإن الإسلام لم يَزِدْهُ إلّا شِدّة، ولا حِلْف في الإسلام، والمسلمون يدٌ على مَن سِواهم، تَكافأُ دماؤهم، يُجيرُ عليهم أدناهم، ويَرُدُّ عليهم أقصاهم، تُرَدُّ سراياهم على قَعَدِهم. لا يُقتَلُ مؤمن بكافر، دِيَةُ الكافر نصف دِيَةِ المسلم. لا جَلَبَ ولا جَنَب، ولا تُؤخذ صدقاتُهم إلا في ديارهم"(3).

(3751)

الحديث الثالث بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا همّام عن قتادة عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه:

(1) المسند 11/ 283 (6688) وعن ابن المبارك عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن أخرجه ابن ماجه 1/ 407 (1278). ورواه أبو داود 1/ 299 (1152) برواية: يكبّر سبعًا وأربعًا، ثم ذكر رواية وكيع وابن المبارك: سبعًا وخمسًا. وذكره البيهقي في السنن 3/ 285، وصحّح رواية سبعًا وخمسًا. وحسّن المحقّقون إسناد الحديث. وقال الألباني: حسن صحيح.

(2)

المسند 11/ 328 (6720). وقال الهيثمي 3/ 92. رواه أحمد، ورجاله موثّقون. وحسّن إسناده محقّقو المسند.

(3)

المسند 11/ 288 (6692). وحسّن المحقّقون إسناده، وصحّحوا الحديث، وذكروا شواهد كثيرة له مجموعًا ومفرّقًا.

ص: 442

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كُلوا واشربوا وتصدّقوا، في غير مَخيلة ولا سَرَف"(1).

(3752)

الحديث الرابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنا كلماتٍ نقولهنّ عند النوم، من الفَزع:"بسم اللَّه، أعوذُ بكلمات اللَّه التامّة من غضبه وعقابه وشرِّ عباده، ومن هَمزات الشياطين، وأن يحضرون".

قال: فكان عبد اللَّه بن عمرو يُعَلِّمُها مَن بلغ مِن ولَده أن يقولها عند نومه، ومَن كان صغيرًا منهم لا يعقل أن يحفظها، كتبها له فعلَّقها في عُنقه (2).

(3753)

الحديث الخامس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حجّاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

وقَّتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحُليفة، ولأهل الشام الجُحفة، ولأهل اليمن وأهل تِهامة يَلَمْلَم، ولأهل الطائف -وهي نجد- قَرَن، ولأهل العراق ذاتَ عِرق (3).

(3754)

الحديث السادس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد عن محمد ابن راشد عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة". وردّ شهادة القانع لأهل البيت، وأجازها لغيرهم (4).

(3755)

الحديث السابع بعد المائة: وبه:

(1) المسند 11/ 294 (6695)، والنسائي 5/ 79، وابن ماجه 2/ 1192 (3605)، وحسّنه الألباني، وحسّن محقّقو المسند إسناده.

(2)

المسند 11/ 295 (6696). ومن طريق ابن إسحق أخرجه أبو داود 4/ 12 (3893)، والترمذي 5/ 506 (3528) وقال: حسن غريب. وقد حسّنه الألباني دون قوله: وكان عبد اللَّه. . .

(3)

المسند 11/ 297 (6697). قال الهيثمي 3/ 219: رواه أحمد، وفيه الحجّاج بن أرطاة، وفيه كلام، وقد وُثّق. وحكم عليه محقّقو المسند بضعف إسناده، وبأنه حديث صحيح دون ذكر ميقات أهل العراق، فهو شاذّ.

(4)

المسند 11/ 299 (6698). ومن طريق محمد بن راشد أخرجه أبو داود 3/ 306 (3600). وحسّن الألباني الحديث، وحسّن المحقّقون إسناده.

والقانع: الخادم والتابع.

ص: 443

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قضى: أيُّما مُسْتَلْحَق استُلْحِق بعد أبيه الذي يُدعى له، ادّعاه وَرَثَتُه، فقضى: إنّ كان من حُرّة تزوَّجَها أو من أَمَة يملكها، فقد لحق بما استلْحَقَه. وإن كان من حُرّة أو أمة عاهَرَ بها، لم يلحق بما استلحقه، وإن كان أبوه الذي يُدعى له هو ادّعاه وهو ابن زِنيةٍ، لأهل أُمّه من كانوا، حُرّة أو أَمَة" (1).

(3756)

الحديث الثامن بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الحجّاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنّ لي ذوي أرحام، أصِلُ ويقطعوني، وأعفو ويظلمون، وأُحسن ويُسيئون، أفكافِئُهم؟ قال:"لا، إذن تُتركون جميعًا، ولكن خُذ بالفضل وصِلْهم، فإنّه لن يزالَ معك ظهيرٌ من اللَّه عز وجل ما كنتَ على ذلك"(2).

(3757)

الحديث التاسع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا حبيب المعلّم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يحضرُ الجمعةَ ثلاثةٌ: فرجل حضرَها يلغو، فذاك حظُّه منها. ورجل حضرَها بدُعاء، فهو رجلٌ دعا اللَّه عز وجل، فإن شاء أعطاه وإن شاء منَعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت، ولم يتخطّ رقبة مسلم، ولم يُؤذِ أحدًا، فهي كفّارتُه إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، فإنّ اللَّه تعالى يقولُ:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (3)[الأنعام: 160].

(3758)

الحديث العاشر بعد المائة: حدّثنا: أحمد قال: حدّثنا أنس بن عياض قال: حدّثنا أبو حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن المرءُ حتى يؤمنَ بالقَدَرِ خيرِه وشرِّه"(4).

(1) المسند 11/ 301 (6699)، وأبو داود 2/ 280 (2265)، ومن طريق محمد بن راشد أخرجه ابن ماجه 2/ 917 (2746). وحسّنه الألباني والمحقّقون.

(2)

المسند 11/ 303 (6700). وقال الهيثمي 8/ 157: رواه أحمد، وفيه حجّاج بن أرطاة، وهو مدلّس، وبقيّة رجاله ثقات. فالحديث ضعيف الإسناد، لكن مُسلمًا روى عن أبي هريرة مثله - الجمع 3/ 32 (2747).

(3)

المسند 11/ 580 (7002). ومن طريق يزيد بن زريع أخرجه أبو داود 1/ 291 (1113)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 157 (1813)، وحسّن إسناده الألباني والمحقّقون.

(4)

المسند 11/ 305 (6703)، والسنة 1/ 121 (140)، ومن طريق عمرو بن شعيب أخرجه الطبراني في الأوسط 8/ 22 (7039)، وحكم المحقّقون على إسناده بالحسن، وأن الحديث صحيح بشواهده.

ص: 444

(3759)

الحديث الحادي عشر بعد المائة: حدّثنا روح قال: حدّثنا ابنُ جُريج عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه:

أن امرأة أتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللَّه، إن ابني هذا بطني له وعاء، وحجري له حواء، وثَديي له سقاء، وزعمَ أبوه أنّه يَنزعُه مني. قال:"أنتِ أحقُّ به ما لم تنكحي"(1).

(3760)

الحديث الثاني عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا ابنُ جُريج قال: قال عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو:

إنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أيُّما امرأةٍ نَكَحت على صداق أو حِباء أو عِدة قبل عِصمة النكاح فهو لها، وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أُعْطِيَه، وأحقُّ ما يُكْرَمُ عليه الرجلُ ابنتُهُ أو أختُه"(2).

(3761)

الحديث الثالث عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا حبيب عن عمرو عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن أبا ثعلبة الخُشَنِيّ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنّ لي كلابًا مُكَلَّبة، فأفتني في صيدها. فقال:"إن كانت لك كلابُ مكَلّبة فكُلْ ممّا أمسكَتْ عليك" فقال: يا رسول اللَّه، ذكيٌّ وغيرُ ذكيّ؟ قال:"ذكيٌّ وغير ذكيّ". قال: وإن أكلَ منه؟ قال: "وإن أكل منه".

قال: يا رسول اللَّه، أَفْتِني في قوسي. قال:"كُلْ ما أمسكَتْ عليك قوسُك" قال: ذكيٌّ وغير ذكيٍّ؟ قال: "ذكيٌّ وغير ذكيٍّ". قال: وإن تغيَّبَ عنّي؟ قال: "وإن تغيَّبَ عنك، ما لم يَصِلَّ -يعني يتَغيّر- أو تجدْ فيه أثرَ غير سهمِك".

قال: يا رسول اللَّه، أفْتِنا في آنية المجوس إذا اضْطُرِرْنا إليها. قال: "إذا اضْطُرِرْتم إليها

(1) المسند 11/ 310 (6707). ومن طريق عمرو بن شعيب أخرجه أبو داود 2/ 283 (2276)، وحسّنه المحقّقون والألباني، وصحّح الحاكم إسناده 2/ 207، ووافقه الذهبي، ووثّق الهيثمي رجاله 4/ 326.

(2)

المسند 11/ 313 (6709). ومن طريق ابن جريج أخرجه أبو داود 2/ 241 (2129)، والنسائي 6/ 120، وابن ماجه 1/ 628 (1955). وقد حسّن الألباني الحديث، وحسّن المحقّقون إسناده.

ص: 445

فاغسلوها بالماء واطبخوا فيها" (1).

(3762)

الحديث الرابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

شَهِدْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ حُنين وجاءَتْه وفودُ هوازنَ، فقالوا: يا محمّد، إنّا أصلٌ وعشيرة، فمُنّ علينا، مَنَّ اللَّه عليك، فإنّه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فقال:"اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم" قالوا: خَيَّرْتَنا بين أحسابنا وأموالنا، نختارُ أبناءَنا. فقال:"أمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لكم، فإذا صلَّيتُ الظهر فقولوا: إنّا نستشفع برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المؤمنين، وبالمؤمنين على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، في نسائنا وأبنائنا"، قال: ففعلوا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لكم" وقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقالت الأنصارُ مثل ذلك، وقال عُيَينةُ بن بدرٍ أمّا ما كان لي ولبني فَزارة فلا، وقال الأقْرعُ بن حابِسٍ. أمَّا أنا وبنو تميم فلا، وقال عبّاس بن مِرداس: أمّا أنا وبنو سُليم فلا، فقالت الحيّان: كَذَبْتَ، بل هو لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا أيُّها النّاس، رُدُّوا عليهم نساءهم وأبناءهم، فمن تَمسَّكَ بشيء من الفيء، فله علينا ستّةُ فرائِضَ من أوّل شيء يُفيئُه اللَّهُ علينا".

ثم ركب راحلته، وتعلَّق به الناسُ، يقولون: اقْسِمْ علينا فَيأَنا بيننا، حتى أَلْجَؤوه إلى سَمُرَةٍ فخَطَفَتْ رداءَه، فقال: يا أيُّها الناسُ، ردُّوا عليَّ ردائي، فواللَّه لو كان لكم بعدد شجر تِهامةَ نَعَمٌ لَقَسَمْتُه بينكم، ثم لا تُلْفُوني بخيلًا ولا جبانًا ولا كَذوبًا"، ثم دنا من بعيره، فأخذ وَبَرَةً من سَنامِه، فجعلها بين أصابعه السّبّابة والوُسْطى، ثم رفعها، فقال: "يا أيُّها النّاس، ليس لي من هذا الفَيءِ هؤلاءِ هذه (2)، إلّا الخُمسَ، والخُمسُ مردودٌ عليكم،

(1) المسند 11/ 335 (6725) ومن طريق حبيب المُعَلِّم أخرجه أبو داود 3/ 110 (2857)، والنسائي 7/ 191 من طريق عمرو بن شعيب، ولم يسمِّ أبا ثعلبة، ولم يذكلر فيه آنية المجوس. وقد صحّح محقّقو المسند الحديث لغيره. وجعله الألباني حسنًا، ولكن قوله "وإن أكل منه" منكر.

وقد أخرج الشيخان الحديث قريبًا منه عن أبي ثعلبة -مسند أبي ثعلبة- الجمع 3/ 460 (2996)، وعن عديّ بن حاتم - مسنده الجمع 1/ 333 (514).

(2)

ينظر روايات هذه اللفظة في تعليق محقّقي المسند.

ص: 446

فرُدُّوا الخِياطَ والمخْيَط (1)، فإن الغُلولَ يكونُ على أهله يومَ القيامةِ عارًا ونارًا وشَنارًا" (2)، فقام رجل معه كُبّةٌ من شَعَر، فقال: إنِّي أخذتُ هذه أُصْلحُ بها بَردعةَ بعيرٍ لي دَبِرٍ، قال: "أمَّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك"، فقال الرجلُ: يا رسولَ اللَّه، أمَّا إذ بلَغتْ ما أرَى فلا أَرَبَ لي بها، ونَبذَها (3).

(3763)

الحديث الخامس عشر بعد المائة: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

سمعت النّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهمّ إنّي أعوذ بك من الكسل، والهَرَم، والمَغْرَم والمأثم، وأعوذُ بك من فتنة المسيحِ الدّجّال، وأعوذُ بك من عذاب القبر، وأعوذُ بك من عذاب النّار"(4).

(3764)

الحديث السادس عشر بعد المائة: وبه عن عمرو بن العاص:

أنّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أُخبرُكم بأحبّكم إليّ وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة؟ فسكت القوم، فأعادها مرّتين أو ثلاثًا. قال القوم: نعم يا رسول اللَّه. قال: "أحسنكم خُلُقًا" (5).

(3765)

الحديث السابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا خليفة بن خيّاط قال: حدّثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

(1) الخياط: الخيط. والمخيط: الإبرة.

(2)

الشَّنار: العيب.

(3)

المسند 11/ 339 (6729). ورواه 11/ 612 (7037) من طريق ابن إسحق، وصرّح بالتحديث. وقد أخرج الحديث النسائي من طريق حمّاد بن سلمة 6/ 262، وأخرجه مختصرًا أبو داود 3/ 63 (2694). وقال الهيثمي 6/ 190. رواه أبو داود باختصار شديد، ورواه أحمد، ورجال أحد إسناديه ثقات. وحسّن الحديث محقّقو المسند، والألباني - الإرواء 5/ 36 (1211). وأصل الحديث في صحيح البخاري - عن المِسور بن مخرمة ومروان بن الحكم - الجمع 3/ 382 (2811).

(4)

المسند 11/ 346 (6734) ومن طريق الليث في النسائي 8/ 269. وجعله الألباني والمحقّقون صحيحًا، حسن الإسناد. والحديث رواه الشيخان عن عائشة، الجمع -4/ 76 (3189).

(5)

المسند 11/ 347 (6735). وإسناده حسن، ومن طريق الليث أخرجه البخاري في الأب المفرد 1/ 143 (272). وقال الهيثمي 7/ 24: في الصحيح "إنّ من أحبِّكم إليّ أحسنكم خلقًا" رواه أحمد، وإسناده جيّد.

وحديث عبد اللَّه بن عمرو "إنّ من خياركم أحسنكم أخلاقًا" اتّفق عليه الشيخان - الجمع 3/ 425 (2926) من طرق عن مسروق عن عبد اللَّه بن عمرو.

ص: 447

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من حلفَ على يمين فرأى غيرها خيرًا منها، فتَرْكُها كفّارتُها"(1).

(3766)

الحديث الثامن عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البُناني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إلهَ إلّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيء قدير، مائتي مرة في يومٍ، لم يسبقْه أحدٌ قبله، ولا يُدركه أحدٌ بعده، إلا بأفضلَ من عمله"(2).

(3767)

الحديث التاسع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا محمد بن راشد قال: حدّثنا سليمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من حَملَ علينا السلاحَ فليس منّا، ولا رَصَدَ بطريق. ومن قُتِل على غير ذلك فهو شبه العَمْد، وَعَقْلُه مُغَلَّظ، ولا يُقتلُ صاحبُه، وهو كالشهر الحرام للحُرمة والجوار"(3).

(3768)

الحديث العشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا مسلم بن خالد عن عبد الرحمن بن حرملة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "الرّاكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة رَكب"(4).

(1) المسند 11/ 348 (6736). وإسناده حسن. ومن طريق عمرو بن شعيب أخرجه أبو داود 3/ 288 (3274)، وابن ماجه 1/ 862 (2111). قال أبو داود: الأحاديث كلُّها عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "وليكفّر عن يمينه" إلا فيما لا يُعبأ به. وذكر البيهقي في السنن 10/ 33 أن: "فتركها كفّارتها" زيادة تخالف الروايات الصحيحة. وقد تحدّث الألباني في الضعيفة 3/ 542 (1365) عن "فإن تركها كفّارتها" وجعلها منكرة.

(2)

المسند 11/ 352 (6740). ومن طريق حمّاد أخرجه الحاكم 1/ 500 وفيه "مائة مرة" قال: إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ثقة، فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر. وقال الهيثمي 10/ 89: رجال أحمد ثقات. وقال المنذري: إسناده جيّد. الترغيب 2/ 442 (2366). والحديث رواه الشيخان عن أبي هريرة - الجمع 3/ 155 (2381).

(3)

المسند 11/ 354 (6742) وباختصار عن محمد بن راشد أخرجه أبو داود 4/ 190 (4565). وحسّن المحقّقون إسناده. وينظر شواهده 11/ 334.

(4)

المسند 11/ 360 (6748). وحسّن الحديث المحقّقون والألباني. ومن طرق عن ابن حرملة أخرجه أبو داود 3/ 36 (2607)، والترمذي 4/ 166 (1674) وقال: حديث حسن، وصحّح الحاكم بإسناده، ووافقه الذهبي 2/ 102، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 152 (2570).

ص: 448

(3769)

الحديث الحادي والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أبي أيوب عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

صلَّيْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المغرب، فعقَّب (1) من عقَّبَ ورجع من رجع، فجاء وقد كاد يَحْسِرُ ثيابه عن ركبتيه، فقال:"أبشروا معشرَ المسلمين، هذا ربُّكم قد فتح بابًا من أبواب المسماء يُباهي بكم الملائكة، يقول: هؤلاء عبادي قضَوا فريضةً وهم ينتظرون أخرى"(2).

(3770)

الحديث الثاني والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عوانة قال: حدّثنا أبو بشر عن يوسف بن ماهك عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

تَخلّفَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سَفْرة سافرْناها، فأدرَكَنا وقد أرْهَقَتْنا صلاة العصر، ونحن نتوضّأ، فجعلْنا نمسَحُ أرجلَنا، فنادى بأعلى صوته:"ويلٌ للأعقاب من النّار" مرّتين أو ثلاثًا.

أخرجاه (3).

(3771)

الحديث الثالث والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف ابن الوليد قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

جاءت أُميمةُ بنتُ رُقيقة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تُبايعُه على الإسلام، فقال:"أُبايعُكِ على أَلّا تُشركي باللَّه شيئًا، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يدَيك ورجلَيك، ولا تنوحي، ولا تتبرّجي تَبَرُّجَ الجاهليةِ الأولى"(4).

(1) عقَّب: جلس ينتظر.

(2)

المسند 11/ 362 (6750). وإسناد صحيح، ورجاله ثقات. أبو أيوب هو يحيى بن مالك المراغي. ومن طريق حمّاد أخرجه ابن ماجه 1/ 262 (801). ووثّق رواته المنذري في الترغيب 1/ 358 (629)، والبوصيري في الزوائد، وصحّحه الألباني - الصحيحة 2/ 265 (661).

(3)

المسند 11/ 558 (6976) ومن طريق أبي عوانة أخرجه البخاري 1/ 143 (60)، ومسلم 1/ 214 (241).

(4)

المسند 11/ 437 (6850). وحسّن المحقّقون إسناده، وصحّحوه لغيره. وقد أخرج الحديث بمعناه ابن حبّان 10/ 417 (4553) بإسناده عن محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت. . . وإسناده صحيح. وينظر تخريج محقّقي المسند وابن حبّان.

ص: 449

(3772)

الحديث الرابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا عبد اللَّه بن هُبيرة عن أبي سالم الجَيشاني عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحِلّ أن ينكح المرأةَ بطلاق أُخرى. ولا يَحِلُّ لرجلٍ أن يبيعَ على بيع صاحبه حتى يَذَرَه. ولا يَحِلُّ لثلاثة نَفَر يكونون بأرضِ فلاة إلا أمَّروا عليهم أحدَهم. ولا يَحِلُّ لثلاثة نَفَرٍ يكونون بأرضِ فلاة يتناجى اثنان دون صاحبهما"(1).

(3773)

الحديث الخامس والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا الحارث بن يزيد عن عُليّ بن رباح قال: سمعتُ عبد اللَّه ابن عمرو يقول:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ المُسلم المُسَدِّد لَيُدْرِكُ درجةَ الصوّام القَوّام بآيات اللَّه، بحسنِ خُلُقه، وكرم ضريبته"(2).

(3774)

الحديث السادس والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابنُ لهيعة قال: حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن سُوَيد بن قيس عن عبد اللَّه ابن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "رِباطُ يومٍ خير من صيامِ شهرٍ وقيامه"(3).

(3775)

الحديث السابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا محمد بن أبي حميد قال: أخبرني عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه قال:

كان أكثر دعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ عرفة: إلا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك

(1) المسند 11/ 227 (6647). وفي إسناده ابن لهيعة. قال الهيثمي 8/ 66: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة وهو ليّن، وباقي رجاله رجال الصحيح. وقد جعله محقّقو المسند أربعة أحاديث، صحّحوا ثلاثة منها، وحسّنوا الرابع وهو:"لا يحل لثلاثة نفر. . . " وذكروا لكلّ واحد منها شواهده.

(2)

المسند 11/ 229 (6648). وفي الأوسط 4/ 102 (3150) من طريق ابن لهيعة (ووقع فيه: عن ابن عمر). ونسبه الهيثمي 8/ 25 لأحمد والطبراني، وقال: فيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وقد ذكر محقّقو المسند شواهد تصحّحه.

والضريبة: الطبيعة والسجيّة.

(3)

المسند 11/ 234 (6653) وفي إسناده ابن لهيعة أيضًا، قال الهيثمي 5/ 292 حديثه حسن، وفيه ضعف. ويشهد للحديث ما رواه مسلم عن عمّار - الجمع 3/ 360 (2838).

ص: 450

وله الحمد، بيده الخيرُ، وهو على كلّ شيء قدير" (1).

(3776)

الحديث الثامن والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: قال: حدّثنا عبد الوارث قال: حدّثنا حبيب المُعلّم عن عمرو ابن شُعيب عن أبيه عن جدّه عبد اللَّه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دخلَ رجلٌ الجنّة بسماحته، قاضيًا ومتقاضيًا"(2).

(3777)

الحديث التاسع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن الحسن عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتى يأخذَ اللَّه شَريطتَه من أهل الأرض، فيبقى فيها عَجاجةٌ، لا يعرفون معروفًا، ولا يُنكرون مُنكرًا"(3).

(3778)

الحديث الثلاثون بعد المائة: وبالإسناد عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "وقتُ الظهر إذا زالتِ الشمسُ وكان ظِلُّ الرجل كطوله، ما لم يحضر العصر. ووقتُ العصر ما لم تصفرَّ الشمسُ. ووقت صلاة المغرب ما لم يغرب الشّفق. ووقتُ صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط. ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس، فإذا طلعتِ الشمسُ فأَمْسِكْ عن الصلاة، فإنها تطلع بين قَرنَي شيطان".

انفرد بإخراجه مسلم (4).

(1) المسند 11/ 548 (6961). ومن طريق حمّاد (محمد) بن أبي حميد أخرجه الترمذي 5/ 534 (3585) بنحوه، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحمّاد ليس بالقوي عند أهل الحديث. قال الهيثمي 3/ 255: رجاله موثّقون. وقد حسّنه محقّقو المسند لغيره، وصحّحه الألباني بشواهده - الصحيحة 4/ 6 (1503).

(2)

المسند 11/ 550 (6963). ووثّق المنذري والهيثمي رجال أحمد - الترغيب 2/ 550 (2609) والمجمع 7/ 74، وحسّن المحقّقون إسناده. وذكروا شاهدًا له عن عثمان.

(3)

المسند 11/ 551 (6964) والحسن لم يصرّح بالسماع من عبد اللَّه بن عمرو. . قال الحاكم 4/ 435: حديث صحيح على شرط الشيخين، إنّ كان الحسن سمعه من عبد اللَّه بن عمرو. وقال الذهبي: إنّ كان الحسن عن عبد اللَّه متّصلًا. قال الهيثمي 8/ 16: رواه أحمد موقوفًا ومرفوعًا، ورجالهما رجال الصحيح. وذكر محقّقو المسند شواهد للحديث.

(4)

المسند 11/ 552 (6966)، ومسلم 1/ 427 (612).

ص: 451

(3779)

الحديث الحادي والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا عمران القطّان قال: حدّثنا عامر الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن رجلًا قال: فلانٌ ابني، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا دِعاوة في الإسلام"(1).

(3780)

الحديث الثاني والثلاثون بعد المائة: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن المؤمَّل عن عطاء بن أبي رباح عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يأتي الرُّكنُ يومَ القيامة أعظمَ من أبي قُبَيس، له لسان وشفتان"(2).

(3781)

الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم ابن إسحق الطالقاني قال: حدّثنا ابن المبارك عن ليث بن سعد قال: حدّثني عامر بن يحيى عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يقول:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل يستخلِصُ رجلًا من أُمّتي على رؤوس الخلائق يومَ القيامة، فينشُرُ عليه تسعة وتسعين سِجِلًّا، كلُّ سِجل مَدُّ البصر، ثم يقول له: أتُنكر من هذا شيئًا؟ أظَلَمَتْك كتَبَتي الحافظون؟ قال: لا ياربِّ. ثم يقول: ألك عُذرٌ أو حَسَنةٌ؟ فيُبْهَتُ الرجل، فيقول: لا ياربّ. فيقول: بلى، إنّ لك عندنا حسنةً واحدة، لا ظُلمَ اليومَ عليك، فتَخْرَجُ له بطاقةٌ فيها: أشهدُ أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا عبدُه ورسوله. فيقول: أَحْضِروه، فيقول: يا ربِّ، ما هذه البطاقة مع هذه السِّجِلّات، فيقال: إنك لا تُظلَمُ، قال:

(1) المسند 11/ 556 (6971). وقد حسّن المحقّقون إسناده. وبنحوه أخرجه أبو داود من طريق عمرو بن شعيب 2/ 283 (2274). وذكر محقّقو المسند أحاديث الباب 11/ 267.

(2)

المسند 11/ 560 (6978). وفي إسناده عبد اللَّه بن المؤمّل، ضعيف. وقد صحّح ابن خزيمة الحديث 4/ 221 (2737) من طريق ابن المؤمّل، والحاكم 1/ 457، فقال الذهبي: عبد اللَّه بن المؤمّل واه. وقال ابن الجوزي في العلل 2/ 576 (945): لا يثبت. وقد حسّن المنذري إسناده في الترغيب 2/ 145 (1718). وقال الهيثمي 2/ 245: فيه عبد اللَّه بن المؤمّل، وثّقه ابن حبّان وقال: يخطىء، وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقد ضعّف المحقّقون والألباني إسناده. وذكر محقّقو المسند حديثًا يحسن به.

ص: 452

فتوضَعُ السِّجِلّات في كفّة، قال: فطاشت السّجلّات وثَقُلَت البطاقة، ولا يَثْقل شيءٌ بسم اللَّه الرحمن الرحيم" (1).

(3782)

الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب ابن زياد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا عبد اللَّه بن شَوذَب قال: حدّثني عامر ابن عبد الواحد عن عبد اللَّه بن بُرَيدة عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يقسمَ غَنيمة أمرَ بلالًا فنادى ثلاثًا، فأتى رجلٌ بزمام من شعَر إلى النّبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد أن قسم الغنيمة، فقال: يا رسول اللَّه، هذه من غنيمة كنتُ أَصَبْتُها. قال:"أما سَمِعْتَ بلالًا ينادي ثلاثًا؟ " قال: نعم. قال: "فما منَعك أن تأتيَني به؟ " فاعتلّ له، فقال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إني لن أقبلَه حتى تكون أنت الذي تُوافيني به يوم القيامة"(2).

(3783)

الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: وبالإسناد عن ابن المبارك قال: أخبرنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام الفتح وهو بمكّة يقول: "إنّ اللَّه ورسوله حرّم بيع الخمرَ والمَيْتةَ والخِنزير". فقيل: يا رسول اللَّه، أرأيتَ شحومَ المَيتة، فإنّه يُدْهَنُ بها السُّفنُ، ويُدْهَنُ بها الجلودُ، ويَسْتَصْبحُ بها النّاس؟ فقال:"لا، هي حرام". ثم قال: "قاتلَ اللَّهُ اليهودَ، إنّ اللَّه لمّا حرَّمَ عليهم الشّحومَ جَمَلُوها، ثم باعوها وأكلوا أثمانها"(3).

(1) المسند 11/ 570 (6994) وإسناده صحيح، ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك أخرجه الترمذي 5/ 25 (2639) وقال: حسن غريب، وصحّحه ابن حبّان 1/ 461 (225)، ومن طريق الليث أخرجه ابن ماجة 2/ 1437 (4300)، وصحّحه الحاكم 1/ 6، 529، ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني والمحقّقون.

ويروى: "لا يثقل اسمَ اللَّه شيء" و"لا يثقل مع اسم اللَّه شيء".

(2)

المسند 11/ 573 (6996). ومن طريق عبد اللَّه بن شَوذب أخرجه أبو داود 3/ 68 (2712)، وصحّح الحاكم إسناده 2/ 127، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 11/ 138 (4809). وحسّنه الألباني والمحقّقون.

(3)

المسند 11/ 574 (6997). قال الهيثمي 4/ 93: رجال أحمد ثقات. وقد حسّن المحققّون إسناده. وأخرج الشيخان الحديث بتمامه عن جابر - الجمع 2/ 324 (1541).

وأخرجا: "قاتل اللَّه اليهود. . . " عن عمر وأبي هريرة - الجمع 1/ 110 (29)، 3/ 21 (2190).

ص: 453

(3784)

الحديث السادس والثلاثون بعد المائة: وبه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان لا يُصافحُ النساءَ في البيعة (1).

(3785)

الحديث السابع والثلاثون بعد المائة: وبه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحِلُّ لرجل أن يُفَرِّقَ بين اثنين إلا بإذنهما"(2).

(3786)

الحديث الثامن والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا رجاء أبو يحيى قال: حدّثنا مسافعُ بن شيبةَ قال: سمعْتُ عبد اللَّه بن عمرو يقول - فأنشد باللَّه ثلاثًا، ووضع إصبعيه في أُذنيه:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "إنّ الرُّكن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنّة، طمَسَ اللَّهُ عز وجل نورَهما، ولولا أن اللَّه طمَسَ نورَهما لأضاءَتا ما بين المشرق والمغرب"(3).

(3787)

الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: ذكر عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

قضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في عَقْل الجنين إذا كان في بطن أُمّه بغُرَّةٍ: عبدٍ أو أَمَة، فقضى بذلك في امرأة حَمَل بن مالك بن النابغة الهُذلي (4).

(3788)

الحديث الأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن الأشيب قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا درّاج عن عبد الرحمن بن جُبير عن عبد اللَّه بن عمرو:

(1) المسند 11/ 576 (6998). وحسّن الهيثمي إسناده 8/ 269، وحسّنه محقّقو المسند. ويشهد لصحّة الحديث ما روته عائشة، وهو عند الشيخين - الجمع 4/ 54 (3169).

(2)

المسند 11/ 576 (6999). وإسناده حسن. ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي 5/ 83 (2752) وقال: حسن صحيح. ومن طريق أسامة بن زيد أخرجه البخاري في الأدب المفرد 2/ 639 (1142)، وأبو داود 4/ 262 (4845)، وحسّنه المحقّقون والألباني.

(3)

المسند 11/ 577 (7000). ومن طريق رجاء أخرجه الترمذي 3/ 226 (878) وحكم عليه بالغرابة، وقال: روي عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا قوله. وصحّحه ابن حبّان 9/ 24 (3710). وأخرجه من طريق عفّان ابن خزيمة 4/ 219 (2732) وقال: لست أعرف رجاء (في المطبوع: أبا رجاء) هذا بعدالة ولا جرح، ولسْت أحتجُّ بخبر مثله. وحكم محقّقو المسند على سنده بالضعف، وأن الأصحّ وقفه. وفصّلوا القول فيه.

(4)

المسند 11/ 597 (7026). قال الهيثمي 6/ 302: رواه أحمد، وفيه ابن إسحق، وهو مدلّس، وبقيّة رجاله ثقات.

ص: 454

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال لهم: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] قال: "الرُّؤيا الصالحة يُبَشَّرُها المؤمنُ، وهي جزءٌ من تسعة وأربعين جزءًا من النبوّة، فمن رأى ذلك فلْيُخْبِرْ بها، ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشّيطان ليُحْزنَه، فلْيَنْفُثْ عن يساره ثلاثًا وليسكتْ ولا يُخبر بها أحدًا"(1).

(3789)

الحديث الحادي والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: أخبرنا ابن هُبيرة عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَن ردّته الطِّيرَةُ من حاجة فقد أشرك". قالوا: يا رسول اللَّه، ما كفّارة ذلك؟ قال:"أن يقولَ أحدُهم: اللهمّ لا خيرَ إلا خيرُك، ولا طيرَ إلا طيرُك، ولا إلهَ غيرُك"(2).

(3790)

الحديث الثاني والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللَّه قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا ابن أبي نَجيح عن عُبيد اللَّه بن عامر عن عبد اللَّه ابن عمرو:

يبلُغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يرحمْ صغيرَنا ويعرفْ حقَّ كبيرنا، فليس منّا"(3).

(3791)

الحديث الثالث والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون ابن معروف قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب قال: أخبرني أسامة أن عمرو بن شعيب حدّثه عن أبيه عن جدّه:

(1) المسند 11/ 621 (7044). قال الهيثمي 7/ 178 رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن درّاج، وحديثهما حسن، وفيهما ضعف، وبقية رجاله ثقات. وأورد محقّقو المسند شواهد تصحّح الحديث.

وقد صحّ الحديث عن أبي هريرة، أخرجه الشيخان - الجمع 3/ 29 (2044).

(2)

المسند 11/ 623 (7045). قال الهيثمي 5/ 108، رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وقد حسّن المحقّقون الحديث، وساقوا شواهده.

(3)

المسند 11/ 644 (7073)، والأدب المفرد 1/ 184 (354). ومن طريق سفيان أخرجه أبو داود 4/ 286 (4943)، وأخرجه الترمذي بإسناد آخر عن عمرو بن العاص 4/ 284 (1920) وقال: حسن صحيح، وقد روي عن عبد اللَّه بن عمرو من غير هذا الوجه أيضًا. ولمحقّقي المسند كلام طويل في هذا الحديث.

ص: 455

أن رجلًا جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي أنْزِعُ من حوضي، حتى إذا ملأْتُه لأهلي وردَ عليَّ البعيرُ لغيري فسَقَيْتُه، فهل لي في ذلك من أجر؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"في كلّ ذات كبدٍ حَرَّى أجرٌ"(1).

(3792)

الحديث الرابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الجبّار ابن محمد الخطّابي قال: حدّثني بقيّة عن محمد بن الوليد الزُّبيدي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من مَسَّ ذَكَرَه فليتوضّأ، وأيُّما امرأةٍ مسَّت فرجَها فلتتوضّأ"(2).

(3793)

الحديث الخامس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عيّاش بن عبّاس القِتباني قال: سمعتُ أبي يقول: سمعْتُ عيسى بن هلال الصَّدَفي وأبا عبد الرحمن الحُبُليّ يقولان: سمعْنا عبد اللَّه بن عمرو يقول:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون في آخر أُمّتي رجالٌ يركبون على سُروجٍ كأشباه الرِّحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسياتٌ عارياتٌ، على رؤوسهم كأسنمة البُختِ العِجاف، الْعَنُوهنّ، فإنَّهنّ ملعونات، لو كانت وراءَكم أُمّةٌ من الأمم لخدمَتْ نساؤكم نساءَهم كما يَخْدِمْنَكم نساءُ الأمم قبلكم"(3).

(3794)

الحديث السادس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن فُضَيل قال: حدّثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

(1) المسند 11/ 647 (7075). ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع 3/ 134. وحسّن محقّقو المسند إسناده من أجل أسامة بن زيد الليثي. وللمرفوع منه شاهد في الصحيحين عن أبي هريرة. الجمع 3/ 153 (2379).

(2)

المسند 11/ 647 (7076). قال الهيثمي 1/ 250: رواه أحمد، وفيه بقيّة بن الوليد، وقد عنعنه، وهو مدلّس. ونقل محقّقو المسند تصريح بقيّة بالتحديث، وتصحيح البخاري للحديث، وحكموا على إسناد الحديث بالحسن، وذكروا شواهد له.

(3)

المسند 11/ 654 (7083). وبهذا الإسناد أخرجه الطبراني في الأوسط 10/ 154 (9327) قال: لا يروى هذا الحديث عن عبد اللَّه بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرّد به عبد اللَّه بن عيّاش. وصحّحه ابن حبّان 13/ 64 (5753)، وقال الهيثمي عن رجاله: رجال الصحيح - المجمع 5/ 140. ومن طريق عبد اللَّه بن عيّاش أخرجه الحاكم 4/ 436، وصحّحه على شرط الشيخين. قال الذهبي: عبد اللَّه وإن كان قد احتجّ به مسلم فقد ضعّفه أبو داود والنسائي. وقال أبو حاتم: هو قريب من ابن لهيعة. وقد ضعّف المحقّقون إسناده.

ص: 456

كَسَفَتِ الشمسُ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقام وقُمْنا معه، فأطال القيام حتى ظننّا أنّه ليس براكع، ثم ركع فلم يَكَدْ يرفعُ رأسه، ثم رفع فلم يَكَدْ يسجُد، ثم سجد فلم يَكدْ يرفعُ رأسه، ثم جلس فلم يَكَدْ يسجد، ثم سجد فلم يَكَدْ يرفع رأسه، ثم فعل في الركعة الثانية كما فعل في الأُولى، وجعل ينفُخُ في الأرض ويبكي وهو ساجد في الركعة الثانية، وجعل يقول:"رَبِّ، لِمَ تُعَذِّبُهم وأنا فيهم؟ ربِّ، لِمَ تُعَذِّبُنا ونحن نستغفرُك؟ " فرفع رأسه حتى تجلّتِ الشمس، وقضى صلاته، فحَمِدَ اللَّه وأثنى عليه، ثم قال:"إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه عز وجل، فإذا كسفَ أحدُهما فافْزَعوا إلى المساجِد، فوالذي الذي نفسي بيده، لقد عُرِضَتْ عليَّ الجنّةُ، حتى لو أشاءُ لتعاطَيْتُ بعض أغصانها، وعُرِضَتْ عليَّ النَّارُ حتى إنّي لأطفِئُها خشيةَ أن تغشاكم، ورأيْتُ فيها امرأةً من حِميَرَ، سوداءَ طُوالةً، تُعَذَّبُ بهرّة لها، تربُطُها، فلم تطعمْها ولم تَسْقِها، ولا تَدَعُها تأكلُ من خَشاش الأرض، كلّما أَقْبَلتْ نَهَشَتْها، وكلّما أدبرت نَهَشَتْها، ورأيتُ فيها أخا بني دُعْدُع، ورأيت صاحب المِحْجَن متكئًا على محْجَنه، كان يسرق الحاجّ بمحْجَنه، فإذا علموا به قال: لستُ أنا أسرِقُكم، إنّما تعلَّقَ بِمِحجَني"(1).

(3795)

الحديث السابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مُعَمَّر بن سليمان قال: حدّثنا الحجّاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، الرجل يغيبُ لا يقدِرُ على الماء، أيُجامعُ أهلَه؟ قال:"نعم"(2).

(3796)

الحديث الثامن والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن ابن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: أخبرنا أبو قَبيل عن مالك بن عبد اللَّه عن عبد اللَّه ابن عمرو بن العاص:

(1) المسند 11/ 21 (6483). وحسّن المحقّقون الحديث. وقد أخرج الحديث النسائي من طريق شعبة عن عطاء 3/ 149، وأبو داود مختصرًا 1/ 310 (1194) عن حمّاد عن عطاء، ومن طريق جرير عن عطاء صحّحه ابن خزيمة 2/ 322 (1392)، وابن حبّان 7/ 79 (2838).

(2)

المسند 11/ 668 (7097). قال الهيثمي 1/ 268: رواه أحمد، وفيه الحجّاج بن أرطاة، وفيه ضعف، ولا يتعمّد الكذب. وحسّن المحقّقون الحديث، وذكروا شواهده.

ص: 457

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم استعاذ من سبع مَوْتات: موت الفُجاءة، ومن لدغ الحيّة، ومن السَّبُع، ومن الحَرَق، ومن الغَرَق، ومن أن يَخرَّ على شيءٍ أو يَخرَّ عليه شيءٌ، ومن القتل عند فرار الزَّحف (1).

(3797)

الحديث التاسع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابنُ لهيعة قال: حدّثني حُيَيّ بن عبد اللَّه أن أبا عبد الرحمن الحُبُليّ حدّثه عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكرَ فتّانَ القبور، فقال عمرُ: أتُرَدُّ علينا عقولُنا يا رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نعم، كهيئتكم اليومَ" فقال عمر: بفيه الحَجَر (2).

(3798)

الحديث الخمسون بعد المائة: وبه قال:

جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنّي أقرأ القرآن فلا أجدُ قلبي يعقِلُ عليه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ قلبَكَ حُشِيَ الإيمانَ، وإنّ الإيمانَ يُعطَى العبدَ قبل القرآن"(3).

(3799)

الحديث الحادي والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن إسحق قال: حدّثنا ابن لهيعة عن عبد اللَّه بن هُبيرة عن عبد الرحمن بن مُرَيح الخَولاني قال: سمعت أبا قيس مولى عمرو بن العاص يقول: سمعْتُ عبد اللَّه بن عمرو يقول:

من صلّى على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاةً صلّى اللَّهُ عليه وملائكتُه سبعين صلاة، فَلْيُقِلَّ عبدٌ من ذلك أو لِيُكْثِرْ (4).

(1) المسند 11/ 168 (6594). قال في المجمع 1/ 322: فيه ابن لهيعة، وفيه كلام. وأضاف المحقّقون إلى ذلك جهالة مالك بن عبد اللَّه، والخلاف في أبي قبيل حُيَيّ بن هانىء المعافري، فضعف إسناده.

(2)

المسند 11/ 176 (6603) وإسناده ضعيف. وحكم الهيثمي على رجاله بأنهم رجال الصحيح 3/ 50. قال محقّقو المسند: ابن لهيعة وحُيَيّ ليسا من رجال الصحيح، والثاني ضعيف، وقد تفرّد به. ومن طريق ابن وهب عن حُيَيّ أخرجه ابن حبّان 7/ 384 (3115).

(3)

المسند 11/ 177 (6604) وإسناده ضعيف كسابقه. قال الهيثمي 1/ 68: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، ولم يُعلّه بحُيَيّ.

(4)

المسند 11/ 178 (6605). وذكره المنذري في الترغيب 2/ 493 (2470)، والهيثمي 10/ 163 إلى قوله:"سبعين صلاة"، وحسّنا إسناده، مع أن فيه ابن لهيعة. وقد روى الإمام مسلم عن أبي هريرة:"من صلّى عليَّ واحدة صلّى اللَّه عليه عشرًا" الجمع 3/ 308 (2732).

ص: 458

(3800)

الحديث الثاني والخمسون بعد المائة: وبه قال:

خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا كالمودِّع، فقال:"أنا محمّد النبيُّ الأُمّيّ -قاله ثلاث مرّات- ولا نبيَّ بعدي، أوتيتُ فواتحَ الكَلِم وخواتمه وجوامعه، وعَلِمْتُ كم خزنةُ النّار وحملةُ العرش، وتُجُوِّزَ بي، وعوفيتُ وعُوفِيَتْ أُمّتي، فاسمعوا وأطيعوا ما دُمتُ فيكم، فإذا ذُهِبَ بي فعليكم بكتاب اللَّه، أحِلُّوا حلالَه وَحَرِّموا حرامَه"(1).

(3801)

الحديث الثالث والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا حُيَيّ بن عبد اللَّه عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن أبا أيوب الأنصاريَّ كان في مجلس وهو يقول: ألا يستطيعُ أحدكم أن يقوم بثُلُث القرآن كلَّ ليلة؟ قالوا: وهل نستطيعُ ذلك؟ قال: فإنّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيّوب، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"صدق أبو أيّوب"(2).

(3802)

الحديث الرابع والخمسون بعد المائة: وبه عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ في الجنّة غُرفة يُرى ظاهرُها من باطنها، وباطنُها من ظاهرها" فقال أبو موسى الأشعريّ: لمن هي يا رسول اللَّه؟ قال: "لمن ألانَ الكلام، وأطعَمَ الطعام، وباتَ للَّه قائمًا والناسُ نيام"(3).

(3803)

الحديث الخامس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن غَيلان قال: حدّثنا رِشدين قال: حدّثني عمرو بن الحارث أن توبة بن نَمِر حدّثه أن أبا عُفير عَريف بن سَريع حدّثه:

(1) المسند 11/ 179 (6606) قال الهيثمي 1/ 174: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. وذكر محقّقو المسند شواهد له.

(2)

المسند 11/ 184 (6613). وإسناده ضعيف. وأعلّه الهيثمي بابن لهيعة دون حُيَيّ - المجمع 7/ 150. وللحديث شواهد صحيحة: منها ما رواه البخاريّ عن أبي سعيد، ومسلم عن أبي الدّرداء - الجمع 2/ 459 (1789) 1/ 468 (754).

(3)

المسند 11/ 186 (6615) وإسناده ضعيف. وحسّن الهيثمي إسناده 2/ 257. وأخرجه الحاكم من طريق ابن وهب عن حُيَيّ، وصحّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 1/ 321، مع أن حييًّا لم يخرج له مسلم، وأخرج له أصحاب السنن. وحسّنه محقّقو المسند لغيره.

ص: 459

أن رجلًا سألَ ابنَ عمرو بن العاص، فقال: يتيمٌ كان في حِجري، تصدّقْتُ عليه بجارية، ثم مات، وأنا وارثُه. فقال له عبد اللَّه بن عمرو: سأُخبرك بما سمعتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:

حَمَلَ عمرُ بن الخطّاب على فرس في سبيل اللَّه، ثم وجدَ صاحبَه قد أوقفه يبيعه، فأراد أن يشتريَه، فسألَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فنهاه عنه وقال:"إذا تصدَّقْتَ بصدقةٍ فأَمْضِها"(1).

(3804)

الحديث السادس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثني حُيَيّ بن عبد اللَّه عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: "اللهم إني أعوذ بك من غَلَبَة الدَّين، وغَلَبَة العدوّ، وشماتة الأعداء"(2).

(3805)

الحديث السابع والخمسون بعد المائة: وبه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع ركعتي الفجر اضطجعَ على شِقّه الأيمن (3).

(3806)

الحديث الثامن والخمسون بعد المائة: وبه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا اضطجع للنوم يقول: "باسمك ربّي وضعْتُ جنبي، فاغفرْ لي ذنبي"(4).

(3807)

الحديث التاسع والخمسون بعد المائة: وبه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمنُ باللَّه واليوم الآخر فليكرمْ ضيفَه، ومن كان

(1) المسند 11/ 187 (6616). وقد ضعّف المحقّقون إسناده، لضعف رشدين، ولأن عريفًا لم يوثّقه إلا ابن حبّان.

أما حمل عمر على فرسٍ في سبيل اللَّه فصحيح، وهو في الصحيحين من حديث عمر وابنه: الجمع 1/ 116 (38)، 2/ 58 (1264).

(2)

المسند 11/ 189 (6618). وإسناده ضعيف. ومن طريق ابن وهب عن حُيَيّ أخرجه النسائي 8/ 265، وصحّحه الحاكم على شرط مسلم 1/ 531، ووافقه الذهبي مع عدم إخراج مسلم لحُيَيّ كما سبق، وصحّحه ابن حبّان 3/ 303 (1027). وصحّح الألباني الحديث - الصحيحة 4/ 55 (1541).

(3)

المسند 11/ 189 (6619). وإسناده كسابقه، وذكر محقّقو المسند أحاديث تصحّحه.

(4)

المسند 11/ 190 (6620). وإسناده ضعيف كالسابق. وحسّن إسناده الهيثمي 10/ 126 مغفلًا ضعف بعض رواته. وأخرج الشيخان نحوه عن أبي هريرة - الجمع 3/ 115 (2323).

ص: 460

يؤمنُ باللَّه واليوم الآخر فليحفظْ جاره، ومن كان يؤمنُ باللَّه واليوم الآخر فليقلْ خيرًا أو ليصمتْ" (1).

(3808)

الحديث الستون بعد المائة: وبه:

أن رجلًا جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، ما عملُ الجنّة؟ قال:"الصدق، وإذا صَدَقَ العبدُ بَرَّ وآمنَ، وإذا آمنَ دخل الجنّة".

قال: يا رسول اللَّه، ما عملُ النّار؟ قال:"الكذب، إذا كذب العبدُ فجَرَ، وإذا فجَرَ كفرَ، وإذا كفرَ دخل" يعني النّار (2).

(3809)

الحديث الحادي والستون بعد المائة: وبه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يَطَّلعُ اللَّه عز وجل إلى خلقه ليلة النّصف من شعبان، فيغفرُ لعباده إلا لاثنين: مشاحِن، وقاتل نفس"(3).

(3810)

الحديث الثاني والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أزهر ابن القاسم قال: حدّثت المُثَنّى بن سعيد عن قتادة عن عبد اللَّه بن بابيه عن عبد اللَّه ابن عمرو:

أن النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ اللَّه عز وجل يُباهي ملائكتَه عشيةَ عرفة بأهل عرفة، فيقول: "انظروا إلى عبادي، أتَوني شُعْثًا غُبْرًا" (4).

(1) المسند 11/ 191 (6621). وإسناده إسناد ما قبله. وحسن أيضًا الهيثمي إسناده 8/ 170.

ولكن الحديث صحيح بما روى الشيخان عن أبي هريرة وأبي شريح الكعبي، الجمع 3/ 66، 399 (2247، 2891).

(2)

المسند 11/ 216 (6641). وإسناده كالذي قبله. وأشار المنذري في الترغيب 3/ 559 (4322)، والهيثمي في المجمع 1/ 147 إلى أن في إسناده ابن لهيعة.

وقد أخرج الشيخان عن ابن مسعود حديث: "إن الصدق يهدي إلى البرّ. . . وإن الكذب يهدي إلى الفجور. . . " الجمع 1/ 232 (287).

(3)

المسند 11/ 216 (6642). وإسناده ضعيف. قال الهيثمي 8/ 68: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو ليّن الحديث، وبقيّة رجاله وثقوا. وساق محقّقو المسند شواهد تُصحّحه.

(4)

المسند 11/ 660 (7089). ورجاله رجال الصحيح غير أزهر، مختلف فيه. قال المنذري في الترغيب 2/ 157 (1739): إسناد أحمد لا بأس به. وقال الهيثمي - المجمع 3/ 254: رجاله موثّقون. وذكر المحقّقون شواهده.

ص: 461

(3811)

الحديث الثالث والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا راشد بن يحيى المعافريّ أنّه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلى يحدّث عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قلت: يا رسول اللَّه، ما غنيمة مجالس الذّكر؟ قال:"غنيمة مجالس الذّكر الجنّةُ الجنّةُ"(1).

(3812)

الحديث الرابع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرميّ عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أربعٌ إذا كُنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدُّنيا: حفظُ أمانة، وصدق حديث، وحُسن خليقة، وعِفّة في طعمة"(2).

(3813)

الحديث الخامس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا بكر بن عمرو عن أبي عبد اللَّه الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعية، وبعضُها أوعى من بعض، فإذا سألْتُم اللَّه عز وجل -أيّها النّاس- فاسألوه وأنتم موقِنون بالإجابة، فإن اللَّه لا يستجيبُ لعبدٍ دعاه عن ظهر قلب غافل"(3).

(3814)

الحديث السادس والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثني يحيى عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُحشرُ المتكبِّرون يوم القيامة أمثال الذَّرِّ، في صُوَر النّاس، يعلوهم

(1) المسند 11/ 232 (6651). قال المنذري - الترغيب 2/ 381 (2234): رواه أحمد بإسناد صحيح. وقال الهيثمي 10/ 81: إسناد أحمد حسن. وضعّف المحقّقون إسناده لضعف ابن لهيعة، والخلاف في راشد بن يحيى.

(2)

المسند 11/ 233 (6652). قال المنذري 2/ 534 (2565) رواه أحمد والطبراني، وإسناده حسن. وقال الهيثمي 4/ 148: وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. وأضاف المحقّقون إلى ضعف ابن لهيعة أن الحارث بن يزيد لا يعرف له سماع من ابن بن عمرو.

(3)

المسند 11/ 235 (6655). قال المنذري - الترغيب 2/ 488 (2459): رواه أحمد بإسناد حسن. ومثله في المجمع 10/ 151. وعلّته في ابن لهيعة.

ص: 462

كلُّ شيء من الصَّغار (1)، حتى يدخلوا سِجنًا في جهنّم يقال له بُولَس، فتعلوهم نار الأنيار، يُسْقَونَ من طينة الخَبال: عُصارةِ أهل النّار" (2).

(3815)

الحديث السابع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا حجّاج قال: حدّثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحرَ مائةَ بَدَنة، وأن هشام بن العاص نحر حِصَّته خمسين بدنة، وأن عَمْرًا سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فقال:"أما أبوك فلو كان أقرَّ بالتوحيد فصُمْتَ وتصدّقْتَ عنه نفعَه ذلك"(3).

(3816)

الحديث الثامن والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا داود بن قيس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن العقيقة، فقال:"إنّ اللَّه لا يُحِبُّ العُقوق" وكأنه كره الاسم. قالوا: يا رسول اللَّه، إنما نسألُك عن أحدنا يُولدُ له. قال:"من أحبَّ منكم أن يَنْسُكَ عن ولده فليفعلْ، عن الغلام شاتان مُكافأتان (4)، وعن الجارية شاة".

قال: وسُئل عن الفَرَع. قال: "والفَرَعُ حقٌّ، وأن تَتْرِكَهُ حتى يكونَ شُغْزُبًّا - أو شُغْزُوبًا (5) ابن مخاض أو ابن لَبون، فتحملَ عليه في سبيل اللَّه، أو تعطيَه أرملة، خير من أن تذبحَه يلصَق لحمُه بوَبَره، وتكفىء إناءك، وتُوَلِّهُ ناقتك"(6).

قال: وسئل عن العَتيرة. فقال: "والعتيرة حقّ".

(1) الصّغار: الذُّلّ.

(2)

المسند 11/ 260 (6677). ومن طريق محمد بن عجلان أخرجه البخاري في المفرد 1/ 287 (557)، والترمذي 4/ 565 (2492) وقال: حسن صحيح. وحسّنه الألباني والمحقّقون. وينظر المستدرك على القول المسدّد 95.

(3)

المسند 11/ 307 (6704). وفي إسناده الحجّاج من أرطاة، مدلّس، ولكنّه صرّح بالتحديث، وتابعه حسّان ابن عطية -من رجال الشيخين- فرواه عن عمرو بن شعيب عند أبي داود 3/ 118 (2883). وقد حسّن الحديث الألباني والمحقّقون.

(4)

مكافأتان: متساويتان.

(5)

الفَرَع: أول ما تلده الناقة أو الشاة. والشُغزبّ: القوي.

(6)

ولّه الناقة: فجعها بولدها.

ص: 463

"قال بعض القوم لعمرو بن شعيب: ما العتيرة؟ قال: كانوا يذبحون في رجب شاة، فيطبخون ويأكلون ويطعمون"(1).

(3817)

الحديث التاسع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج قال: حدّثنا ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أدركَ رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما بال القِرآن؟ " قالا: يا رسول اللَّه، نذرْنا أن نمشيَ إلى البيت مقترنَين. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ليس هذا نَذْرًا" فقطع قرانهما، وقال:"إنما النَّذر ما ابتُغي به وجهُ اللَّه عز وجل"(2).

(3818)

الحديث السبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى قال: أخبرني مالك قال: أخبرني الثقة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع العُرْبان (3).

(3819)

الحديث الحادي والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: همّام أخبرنا عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "هي اللوطيّة الصُّغرى" يعني الرجل يأتي امرأته في دُبُرها (4).

(1) المسند 11/ 320 (6713). ومن طريق داود أخرجه أبو داود 7/ 103 (2842) دون ذكر العتيرة. وأخرجه النسائي جزأين 7/ 162، 168، وأخرج الحاكم جزءًا من أوله، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 238. وقد حسّن محقّقو المسند والألباني الحديث. ينظر الصحيحة 4/ 213 (1655)، والإرواء 4/ 411.

(2)

المسند 11/ 324 (6714). قال الهيثمي 4/ 189: روى أبو داود طرفًا من آخره، رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد وثّقه جماعة، وضَعّفه آخرون. وأخرج أبو داود آخره - كما ذكر الهيثمي، من طريق عمرو بن شعيب 2/ 258 (2192). وحسّن محقّقو المسند والألباني الحديث.

(3)

المسند 11/ 332 (6723) وفيه راوٍ مجهول. وأخرجه أبو داود 3/ 283 (3502)، وابن ماجة 2/ 738 (2192) كلاهما عن مالك أنّه بلغه عن عمرو بن شُعيب. وقد ضعّف المحقّقون إسناده، وأطالوا التعليق عليه، وضعّفه الألباني.

والعُربان: هو العُربون، ما يدفع مقدّمًا للسلعة، فإن لم يتمّ البيع لم يرتجع المشتري ما دفع.

(4)

المسند 11/ 309 (6706) وقال المنذري في الترغيب 3/ 252 (3575) رواه أحمد والبزّار، ورجالهما رجال الصحيح. ومثله في المجمع 4/ 301. مع أن عمرو بن شعيب وأباه لم يخرج لهما في الصحيح. وقد حسّن محقّقو المسند إسناده، وجعلوا الموقوف أحسن من المرفوع.

ص: 464

(3820)

الحديث الثاني والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو مغيرة قال: حدّثنا هشام بن الغاز قال: حدّثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

هبَطْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ثنية أذاخِرَ (1). قال: فنظر إلي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فإذا عليَّ رَيْطة (2) مُضَرَّجة بعُصْفُر، فقال:"ما هذه؟ " فعرفتُ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد كَرِهها، فأتيت أهلي وهم يسجُرون تَنُّورَهم، فَلَفَفْتُها ثم ألقيتُها فيه، ثم أتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما فَعَلتِ الرّيطة؟ " قلت: قد عرفتُ ما كرِهْتَ منها، فأتيتُ أهلي وهم يسجُرون تَنورهم فألقيتُها فيه. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"فهلا كَسَوْتَها بعضَ أهلك؟ "(3).

(3821)

الحديث الثالث والسبعون بعد المائة: وبه:

أنّه حين هبط بهم في ثَنيّة أذاخِر، صلّى بهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى جَدْرٍ اتّخذه قِبْلَةً، فأقبلتْ بَهمةٌ تَمُرُّ بين يدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فما زال يُدارِئُها ويدنو من الجَدر، حتى نظرتُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد لَصِقَ بالجَدر، ومَرَّت من خلفه (4).

(3822)

الحديث الرابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا قتادة عن أبي ثُمامة الثّقفي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "توضَعُ الرّحِمُ يوم القيامة لها حُجنةً كحُجنة المِغْزَل، تَكَلَّمُ بلسانٍ طَلْق ذَلْق، فتَصِلُ من وَصَلَها، وَتَقْطَعُ من قَطعَها"(5).

(1) ثنية أذاخر: موضع قريب من مكة.

(2)

الزيطة: الثوب الرقيق.

(3)

المسند 11/ 438 (6852). ومن طريق هشام بن الغاز أخرجه أبو داود 4/ 52 (4066)، وابن ماجة 2/ 1191 (3603)، وقريب منه في المستدرك 4/ 190 من طريق عمرو بن شعيب، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. وحسّن إسناده المحقّقون والألباني.

(4)

المسند 11/ 439 (6852). ومن طريق هشام أخرجه أبو داود 1/ 188 (708). وحسّن المحقّقون والألباني إسناده، وصحّحوه.

(5)

المسند 11/ 388 (6774). قال الهيثمي 8/ 153: رجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي ثمامة الثّقفي، وثّقه ابن حبّان. وصحّح الحاكم إسناد الحديث من طريق حمّاد بن سلمة، ووافقه الذهبي 4/ 162. وضعّف محقّقو المسند إسناد الحديث لجهالة أبي ثمامة.

ص: 465

(3823)

الحديث الخامس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا زياد بن عُلاثةَ القاصُّ أبو سهل قال: حدّثنا العلاء بن رافع عن الفرزدق ابن حَنان القاصّ قال:

ألا أُحدثُكم حديثًا سَمِعَتْه أُذناي ووعاه قلبي، لم أنسه بعد؟ خرجْتُ أنا وعبيد اللَّه بن حَيْدةَ في طريق الشام، فمررنا بعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكر الحديث فقال:

جاء رجلٌ من قومِكما، أعرابيٌّ جافٍ جريء، فقال: يا رسول اللَّه، أين الهجرة: إليك حيثما كُنْتَ، أم إلى أرض معلومة، أم لقومٍ خاصّة، أم إذا مِتَّ انقطعت؟ قال: فسكت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال: "أين السائل عن الهجرة؟ " قال: ها أناذا يا رسول اللَّه، قال:"إذا أقمْتَ الصلاة، وآتيْتَ الزكاة، فأنت مهاجرٌ وإن مِتَّ بالحَضرمة" قال: يعني أرضًا باليمامة.

قال: ثم قام رجل فقال: يا رسول اللَّه، أرأيت ثياب أهل الجنّة، أتُنْسَجُ نَسْجًا أم تَشَقَّقَ من ثمر الجنّة؟ قال: فكأن القوم تعجَبوا من مسألة الأعرابيّ، فقال:"ما تعجبون من جاهل يسألُ عالمًا؟ " قال: فسكت هُنيّة ثم قال: "أين السائل عن ثياب الجنّة؟ " قال: أنا. قال: "لا، بل تَشَقَّقُ من ثمر الجنّة"(1).

(3824)

الحديث السادس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مؤمَّل قال: حدّثنا حمّاد: قال: حدّثنا علي بن زيد عن خالد بن الحُويرث عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الآيات خَرَزاتٌ منظومات في سلك، فإن يُقْطَع السِّلكُ يتبعْ بعضُها بعضًا"(2).

(1) المسند 11/ 489 (6890) وأخرجه 11/ 665 (7095) من طريق العلاء بن رافع عن حنان بن خارجة. وذكره الهيثمي في المجمع 5/ 104، وقال: أحد إسنادي أحمد حسن. وأطال محقّقو المسند في تخريج روايتي الحديث، وذكروا ضعف إسناده لجهالة حنان بن خارجة -أو الفرزدق بن حنان- على الاختلاف فيه.

(2)

المسند 11/ 617 (7040). قال الهيثمي 7/ 324: فيه علي بن زيد (ابن جدعان)، وهو حسن حديث. ولكن محقّقي المسند ضعّفوا إسناده، لأن مؤُمّلًا سيّء الحفظ، وابن جدعان ضعيف، وخالد بن الحويرث مجهول، وينظر العلل المتناهية 2/ 855 (1428).

ص: 466

(3825)

الحديث السابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا رِشدين بن سعد عن الحسن بن ثوبان عن هشام بن أبي رُقيّة عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى، ولا طِيَرة، ولا هامةَ، ولا حَسَدَ، والعينُ حقّ"(1).

(3826)

الحديث الثامن والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال حدّثنا حُيَيّ بن عبد اللَّه عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا أخافُ على أُمّتي إلّا اللَّبَنَ، فإنّ الشيطانَ بين الرّغوة والصريح"(2).

(3827)

الحديث التاسع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن إسحق قال: حدّثنا يحيى بن أيوب قال: حدّثني أبو قَبيل قال:

كنّا عند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وسُئِل: أيُّ المدينتين تُفتحُ أوّلًا: القسطنطينية أو رُومية؟ فدعا عبد اللَّه بصندوق له حَلَق، قال: فأخرج منه كتابًا، قال: فقال عبد اللَّه:

بينما نحن حول رسول صلى الله عليه وسلم نكتُب، إذ سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيّ المدينتين تُفتح أولًا: قسطنطينية أو رُومية؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مدينة هِرَقْك تُفْتَحُ أولًا" يعني قسطنطينية (3).

(3828)

الحديث الثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا الحارث بن يزيد عن جندب بن عبد اللَّه أنّه سمع سفيان ابن عوف يقول: سمعْتُ عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

(1) المسند 11/ 641 (7070). وفيه رشدين بن سعد، قال الهيثمي 4/ 105: وهو ضعيف، وقد وثّق، وبقيّة رجاله ثقات. والحديث، دون "ولا حسد" له شواهد من الصحيحين، ذكرها محقّقو المسند.

(2)

المسند 11/ 215 (6640). وفي إسناده ابن لهيحة وحُيَيّ. وقد أعلّه الهيثمي بابن لهيعة، قال: فيه ابن لهيعة، وهو ليّن، وبقيّة رجاله ثقات 8/ 108. قال ابن الجوزي في العلل 2/ 658 (1093): لا يصحّ، لابن لهيعة ذاهب الحديث. وحسّنه المحقّقون لغيره، بشاهد عن عقبة بن عامر.

(3)

المسند 11/ 224 (6645). وصحّح إسناده الحاكم على شرط الشيخين من طريق أبي قبيل 4/ 422، 555، ووافقه الذهبي، مع أن أبا قبيل، حُيَيّ بن هانىء، المعافريّ، لم يرو له البخاري أو مسلم، وهو صدوق يهم. واعترض محققّو المسند لتصحيح الحاكم والذهبي، وحسّنا إسناد الحديث.

ص: 467

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم ونحن عندَه: "طُوبَى للغُرباء" فقيل: من الغُرباء يا رسول اللَّه؟ قال: "أناسٌ صالحون في أُناسٍ سُوء كثير، مَن يعصيهم أكثرُ ممّن يُطيعهم".

قال: وكُنّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا آخرَ حين طلعت الشمس، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"سيأتي أناسٌ من أُمّتي يوم القيامة، نورُهم كضوء الشمس" قلنا: مَن أولئك يا رسول اللَّه؟ فقال: "فقراء المهاجرين، الذي تُتَّقى بهم المكاره، يموتُ أحدُهم وحاجتُه في صدره، يُحشرون من أقطار الأرض"(1).

(3829)

الحديث الحادي والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثني حيَيّ بن عبد اللَّه عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

تُوفّي رجلٌ بالمدينة، فصلّى عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"يا ليته مات في غير مولده؟ " فقال رجل من النّاس: لِمَ يا رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرجل إذا تُوفي في غير مولده قِيس له من مولده إلى مُنقطع أثره في الجنّة"(2).

(3830)

الحديث الثاني والثمانون بعد المائة: وبه قال:

إنّ امرأة سرقت على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجاء بها الذي سَرَقَتْهم، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّ هذه المرأة سَرَقَتْنا. قال قومُها: فنحن نفديها. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اقطعوا يدَها" فقالوا: نحن نفديها بخمسمائة دينار. قال: "اقطعوا يدَها" قال: فقُطِعت يدُها اليمنى. فقالت المرأة: هل لي من توبة يا رسول اللَّه؟ قال: "نعم، أنت اليومَ من خطيئتك كيوم ولدَتْكِ أُمُّكِ" فأنزل اللَّه عز وجل في سورة المائدة: [39]{فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ. . .} إلى آخر الآية (3).

(1) المسند 11/ 230 (6650) وذكر الهيثمي أوّله 7/ 281 وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف. وقال المنذري في الترغيب 4/ 39 (4658): رواه أحمد والطبراني، وأحد أسانيد الطبراني رواته رواة الصحيح. وقد حسّنه محقّقو المسند لغيره.

(2)

المسند 11/ 236 (6656). وفي إسناده ابن لهيعة وحُيَيّ. ولكن رواه النسائي 4/ 7، وابن ماجة 1/ 515 (1614)، وابن حبّان في صحيحه 7/ 196 (2934) من طريق ابن وهب عن حُيَيّ. وقد حسّن الألباني الحديث.

(3)

المسند 11/ 237 (6657). قال الهيثمي 6/ 279: فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف. وبقيّة رجاله ثقات. ونقله ابن كثير في التفسير 2/ 57 وقال: وهذه المرأة هي المخزومية التي سرقت، وحديثها ثابت في الصحيحين. . .

ص: 468

(3831)

الحديث الثالث والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن حُسين عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

لما فُتِحت مكّة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كُفّوا السِّلاح إلا خُزاعة عن بني بكر" فأَذِنَ لهم حتى صلّى العصر، ثم قال: كُفُّوا السِّلاح" فلقي رجل من خُزاعة رجلًا من بني بكر من غد بالمزدلفة، فقتله، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقام خطيبًا فقال، ورأيتُه وهو مسندٌ ظهرَه إلى الكعبة، قال: "إنّ أعدى النّاس على اللَّه من قتلَ في الحرم، أو قتلَ غير قاتله، أو قتلَ بذُحول الجاهلية" (1).

فقام إليه رجلٌ فقال: إنّ فلانًا ابني. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا دِعْوة في الإسلام، ذهب أمرُ الجاهلية، الولدُ للفراش، وللعاهر الأثْلَبُ" قالوا: وما الأثلب؟ قال: "الحجر" قال: "وفي الأصابع عَشْر عَشْر، وفي المواضح (2) خمس خمس".

قال: "لا صلاة بعدَ الغداةِ حتى تطْلُعَ الشمسُ، ولا صلاة بعدَ العصرِ حتى تغرُبَ الشمس".

قال: "ولا تُنكحُ المرأة على عمّتها، ولا على خالتها، ولا يجوز لامرأةٍ عطيّةٌ إلا بإذن زوجها"(3).

(3832)

الحديث الرابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن إدريس قال: حدّثنا ابن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أنّ قيمة المِجَنِّ كان على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم (4).

(1) الذحول: الثارات والأحقاد.

(2)

المواضع: جمع مُوضحة: الشّجّة تُوضح العظم.

(3)

المسند 11/ 264 (6681). ونقل ابن كثير في البداية 4/ 306 الحديث مختصرًا، وقال: وهذا غريب جدًا، وقد روى أهل السنن بعض هذا الحديث. وذكر أنّه لم ير في غير هذا الحديث الترخيص لخزاعة أن تأخذ بثأرها، وكأنه -إن صحّ- من باب الاختصاص لهم. وقد حسّن محقّقو المسند إسناد الحديث، وذكروا لبعضه شواهد، وفصّلوا الكلام فيه.

(4)

المسند 11/ 281 (6687) والنسائي 8/ 84. وقد ضعّف المحقّقون إسناده، لعنعنة ابن إسحق، وللاختلاف عليه فيه. وحكم عليه الألباني في ضعيف النسائي بأنه شاذّ.

ص: 469

(3833)

الحديث الخامس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر وعبد الصمد قالا: حدّثنا محمد بن راشد قال: حدّثنا سليمان بن موسى عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قضى: "أنّ عَقْلَ أهل الكتابين نصفُ عَقل المسلمين" وهم اليهود والنصارى (1).

(3834)

الحديث السادس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى ابن داود ويونس بن محمد قالا: حدّثنا فُلَيح بن سليمان عن هلال بن عليّ عن عطاء بن يسار قال:

لقيتُ عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فقلت: أَخْبِرْني عن صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في التوراة، فقال: أجل، واللَّه إنّه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن:{يَاأَيُّهَا النبيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] وحِرْزًا للأُمّيّين، وأنت عبدي ورسولي، سمَّيتُك المُتوكّل، لَسْتَ بفَظٍّ ولا غليظ، ولا صَخّاب في الأسواق، ولا يدفعُ السيّئةَ بالسيّئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبِضَه حتى يُقيمَ به المِلّةَ العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فيفتح بها أعينًا عُمْيًا، وآذانًا صُمًّا، وقُلوبًا غُلْفًا".

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3835)

الحديث السابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن أبي عمران الجوني قال: كتب إليّ عبد اللَّه بن رباح يُحدّث عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

هَجَّرْت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا، فإنّا لجُلوسٌ، إذ اختلفَ رجلان في آية، فارتفعت

(1) المسند 11/ 326 (6716). ومن طريق محمد بن راشد أخرجه النسائي 8/ 45. وأخرجه ابن ماجة 2/ 883 (2644) من طريق عبد الرحمن بن عياش عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه. قال البوصيري: إسناده حسن. ومن طريق عمرو بن شعيب أخرجه الترمذي 4/ 8 (1413)، وحسّن إسناده محقّقو المسند والألباني.

(2)

المسند 11/ 193 (6622). ومن طريق فُلَيح أخرجه البخاري 4/ 242 (2125) وموسى ويونس من رجال الصحيح.

ص: 470

أصواتُهما، فقال:"إنما هَلَكت الأُمَمُ قَبْلَكم باختلافهم في الكتاب".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3836)

الحديث الثامن والثمانون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد ابن أبي مريم قال: حدّثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال: قال عبد اللَّه بن عمرو:

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "حوضي مسيرِةُ شهر، ماؤه أبيض من اللَّبَن، وريحُه أطيب من المِسْك، وكيزانه كنجوم السماء، من شَرِبَ منه فلا يظمأُ أبدًا".

أخرجاه (2).

(3837)

الحديث التاسع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد ربّ الكعبة قال: انتهيت إلى عمرو بن العاص وهو جالسٌ في ظلّ الكعبة، فسمعْتُه يقول:

بينما نحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سفر، إذ نزل منزلًا، فمنّا من يضربُ خباءه، ومنّا من هو في جَشَره، ومنّا من ينتضل (3)، إذ نادى مناديه: الصلاة جامعة. فاجتمعْنا فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فخَطبَنا فقال: "إنّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلا دلّ أمّته على ما يعلمه خيرًا لهم، وحذَّرَهم ما يعلمُه شرًّا لهم، وإنّ أمّتكم هذه جُعِلَتْ عافيتُها في أوّلها، وإن آخرَها سيُصيبُهم بلاءٌ شديد وأمورٌ تُنْكِرونها، تجيء فتنٌ يُرقِّقُ بعضُها لبعض، تجيء الفتنةُ فيقول المؤمن: هذه مُهلكتي، ثم تنكشف، ثم تجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه، ثم تنكشف. فمن سرَّه منكم أن يُزَحْزَحَ عن النّار وأن يُدخلَ الجنّة فلتدركْه موتتُه وهو يؤمن باللَّه واليوم الآخر، وليأتِ إلى النّاس الذي يُحبّ أن يُؤتَى إليه. ومن بايعَ إمامًا، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فَلْيُطِعْه ما استطاع، فإن جاء آخرُ يُنازِعُه فاضربوا عُنُقَ الآخر".

قال: فأدخلْتُ رأسي من بين النّاس، فقلت: أنْشُدُك باللَّه، أنت سَمِعْت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: فأشار بيده إلى أُذُنَيْه فقال: سَمِعَتْه أُذُنايَ ووعاه قلبي. قال: فقلت: هذا ابنُ عمك معاوية - يعني يأمرُنا بأكل أموالنا بيننا بالباطل، وأن نقتلَ أنفسنا، وقد قال

(1) المسند 11/ 405 (6801). ومن طريق حمّاد بن زيد في مسلم 4/ 2053 (2666).

(2)

البخاري 11/ 463 (6579)، ومسلم 4/ 1793 (2922) من طريق نافع.

(3)

الجَشَر: الدوابّ. وينتضل: يرامي بعضهم بعضًا.

ص: 471

اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [النساء: 29]. قال: فجمع يديه فوضعهما على جبهته، ثم نَكَسَ هُنَيَّةً، ثم رفع رأسه فقال: أطِعْه في طاعة اللَّه، واعْصِه في معصية اللَّه عز وجل.

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3838)

الحديث التسعون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثني يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفيّ قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدّثه عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قولَ اللَّه عز وجل في "إبراهيم"{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} الآية [إبراهيم: 36] وقال عيسى بن مريم عليه السلام: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] فرفعَ يدَيه وقال: "اللهمّ، أُمّتي أُمّتي، وبكى. فقال اللَّه عز وجل: يا جبريل، اذهبْ إلى محمّد -وربُّك أعلم- فَسَلْه: ما يُبْكيك؟ فأتاه جبريلُ فسألَه، فأخبرَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم. فقال اللَّه عز وجل: يا جبريلُ، اذهبْ إلى محمّد فقل: إنّا سنُرضيك في أُمّتك ولا نسوءُك".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3839)

الحديث الحادي والتسعون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عمرو ابن سَوّاد العامري قال: أخبرنا عبد اللَّه بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سَوَادة حدّثه أن يزيد بن رباح حدّثه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا فُتِحَتْ عليكم فارسُ والرّوم، أيُّ قومٍ أنتم؟ " قال عبد الرحمن بن عوف: نقولُ كما أمَرَنا اللَّه. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أوَغير ذلك. تَنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تَتدابرون، ثم تتباغضون، أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(1) المسند 11/ 47 (6503). ومسلم 3/ 1472، 1473 (1844).

(2)

مسلم 1/ 191 (202).

(3)

مسلم 4/ 2274 (2962).

ص: 472

(3840)

الحديث الثاني والتسعون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن أبي بكر الصدّيق أنّه قال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عَلِّمْني دُعاءً أدعو به في صلاتي. قال: "قُلْ: اللهمّ إنّي ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفرُ الذُّنوبَ إلا أنت، فاغْفِر لي مَغْفِرةً من عندك، وارحمني إنَّكَ أنت الغفور الرحيم".

أخرجاه (1).

(3841)

الحديث (2) الثالث والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا الحارث بن يزيد عن سلَمة بن أكسوم قال: سمعتُ ابنَ حُجَيرة يسألُ القاسم بن البَرَحيّ: كيف سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص (3) [يخبرُ؟ قال: سمعته يقول:

إنّ خصمين اختصما إلى عمرو بن العاص] فقضى بينهما، فَسخِطَ المَقضِيُّ عليه، فأتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إذا قضى القاضي فاجتهد فأصاب فله عشرة أُجور، وإذا اجتهدَ فأخطأَ كان له أجرٌ أو أجران"(4).

(3842)

الحديث الرابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن عبد الرحمن الرحمن الطُّفاوي قال: حدّثنا سَوّار أبو حمزة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

(1) البخاري 2/ 317 (834). ومسلم 4/ 2078 (2705) وجعله الحميدي في مسند عمرو بن العاص (2938)، وذكر أن بعض الرواة جعلوه في مسند الصدّيق، وأنّه ذكره هنالك (الحديث 1).

(2)

هذه بداية المخطوطة التركية. وتبدأ بـ "تتمة مسند عمرو بن العاص"، الحديث الثالث والتسعون بعد المائة.

(3)

انتقل نظر الناسخ من "عمرو بن العاص" إلى مثلها بعد سطر.

(4)

المسند 11/ 367 (6755). ومن طريق ابن لهيعة أخرجه الطبراني في الأوسط 9/ 454 (8983)، ولم يرد في سنده -ابن حجيرة- لعلّه سقط من الطباعة. وذكره الهيثمي في المجمع 4/ 198، وعزاه لهما، وإنه لم يقع لسلمة على ترجمة. وصحّحه بإسناد آخر الحاكم 4/ 88، وردّه الذهبي. وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده، لضعف ابن لهيعة، وجهالة سلمة، والقاسم وثّقه ابن حبّان، ونقلوا عن ابن عبد الهادي في "المحرّر" عدم تصحيحه لإسناد الحديث، وأن أصل الحديث صحيح.

ص: 473

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مُروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرّقوا بينهم في المضاجع. وإذا أنكحَ أحدُكم عبدَه أو أمته (1) فلا يَنْظُرَنَّ إلى شيءٍ من عورته، فإن ما أسفل من سُرّته إلى رُكبته من عورته"(2).

(3843)

الحديث الخامس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون ابن معروف قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثني عمرو بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك الصلاة سُكرًا مرّة واحدة، فكأنما كانت له الدّنيا وما عليها فَسُلِبَها. ومن ترك الصلاة أربع مرّات، كان حقًّا على اللَّه أن يسقيَه من طينة الخَبال" قيل: وما طينة الخَبال يا رسول اللَّه؟ قال: "عُصارة أهل النّار"(3).

(3844)

الحديث السادس والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف ابن الوليد قال: حدّثنا أبو جعفر الرّازي عن مطر الورّاق عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه قال:

رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصلّي في نعليه، ورأيتُه يُصلّي حافيًا، ورأيتُه يشرب قائمًا، ورأيتُه يشرب قاعدًا، ورأيتُه ينصرفُ عن يمينه، ورأيتُه ينصرفُ عن يساره (4).

(3845)

الحديث السابع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هيثم ابن خارجة قال: حدّثنا حفص بن ميسرة عن ابن حرملة عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه:

(1) في المسند "أو أجيره".

(2)

المسند 11/ 369 (6756)، ومن طريق سوّار أخرجه أبو داود 1/ 33 (495، 496). وأخرج الجزء الثاني من طريقين عن عمرو بن شعيب 4/ 64 (4113، 4114). وحسّن إسناده محقّقو المسند، وحسّن الحديث الألباني في الإرواء 6/ 207 (1803)، وأورده في الضعيفة 2/ 372 (956)، وفيها تحدّث عن الروايات المختلفة للحديثين، وعن مصادرهما، وفقههما.

(3)

المسند 11/ 240 (6659). والرواية "جهنّم" بدل "النّار". وقد وثّق رجاله الهيثمي 5/ 72، مقتصرًا على قسمه الأول:". . . فسُلِبها". وصحّح الحاكم إسناده من طريق ابن وهب 4/ 146، وقال الذهبي: سمعه ابن وهب عنه، وهو غريب جدًا. وحسّن محقّقو المسند إسناده.

(4)

المسند 11/ 241 (6660). وحسّنه محقّقو المسند لغيره، وضعّفوا إسناده لضعف أبي جعفر الرازي، عيسى ابن عبد اللَّه بن ماهان، ومطر الورّاق. وله أسانيد أخرى في المسند، منها ما رواه 11/ 200 (6627) بإسناد حسن، وخرّجه المحقّقون، وعلّقوا عليه، وذكروا شواهده.

ص: 474

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَقُصُّ على النّاس إلّا أميرٌ، أو مأمور، أو مُراءٍ"(1).

(3846)

الحديث الثامن والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين ابن محمد وهاشم بن القاسم قالا: حدّثنا محمد بن راشد الخُزاعيّ عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قضى ألّا يُقْتَلَ مسلمٌ بكافر (2).

(3847)

الحديث التاسع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن يعقوب بن عطاء (3) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يتوارثُ أهل ملّتين شَتّى"(4).

(3848)

الحديث المائتان: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا حجّاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّما عبدٍ كُوتِبَ على مائة أوقيّة فأدّاها إلا عشر أوقيّات، فهو رقيق"(5).

(1) المسند 11/ 241 (6661). وصحّح المحقّقون الحديث، وحسّنوه لغيره، وذكروا شواهده. وأخرجه ابن ماجة 12/ 235 (3753) من طريق عبد اللَّه بن عامر الأسلمي عن عمرو بن شعيب. وعبد اللَّه بن عامر ضعيف، لهذا ضعّف البوصيري إسناده، وصحّح الألباني الحديث.

(2)

المسند 11/ 242 (6662). ومن طريق محمد بن راشد أخرجه أبو داود 4/ 173 (4506)، وأخرجه ابن ماجة 2/ 887 (2659)، والترمذي 4/ 18 (1413) كلاهما من طريق عمرو بن شعيب، وحسّنه الترمذي. وحكم الألباني ومحقّقو المسند على الحديث بالصحّة، وحسّنوا إسناده.

(3)

في المسند "وغيره".

(4)

المسند 11/ 245 (6664)، ومن طرق عن عمرو بن شعيب أخرجه أبو داود 3/ 125 (2911)، وابن ماجة 2/ 912 (2731)، والحاكم 4/ 345. وحسّن المحقّقون إسناد الحديث لغيره، وقال الألباني: حسن صحيح.

(5)

المسند 11/ 247 (6666). وبهذا الإسناد رواه ابن ماجة 2/ 842 (2519). قال في الزوائد: فيه حجّاج بن أرطاة وهو مدلّس. ومن طريق سليمان بن سليم -وهو ثقة- عن عمرو بن شعيب أخرجه أبو داود 4/ 20 (3926). ومن طريق يحيى بن أبي أنيسة عن عمرو أخرجه الترمذي 3/ 561 (1260) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم وغيرهم: أن المكاتب عبدٌ ما بقي عليه شيء من كتابته، وقد روى الحجّاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب نحوه. وحسّن الألباني والمحقّقون الحديث.

ص: 475

(3849)

الحديث الأول بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا حجّاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

أتت رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم امرأتان في أيديهما أساورُ من ذهب، فقال لهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أتُحِبّان أن يُسَوِّرَكما اللَّه يوم القيامة أساورَ من نار؟ " قالتا: لا. قال: "فأدِّيا حقَّ هذا الذي في أيديكما"(1).

(3850)

الحديث الثاني بعد المائتين: وبالإسناد قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى الختانان وتوارت الحَشَفَةُ فقد وجب الغُسل"(2).

(3851)

الحديث الثالث بعد المائتين: وبالإسناد قال:

رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقف عند الجمرة الثانية أطولَ ممّا وقف عند الجمرة الأولى، ثم أتى جمرةَ العقبةِ فرماها ولم يقف عندها (3).

(3852)

الحديث الرابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا نافع عن بشر بن عاصم الثقفي عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّهَ عز وجل يُبْغضُ البليغَ من الرجال، الذي يَتخَلَّلُ كما تَتَخَلَّلُ الباقرة بلسانها"(4).

(1) المسند 11/ 248 (6667). وإسناده كسابقه. ورواه من طريق حسين المعلّم عن عمرو بن شعيب النسائي 5/ 38، ونحوه أبو داود 2/ 95 (1563). ومن طريق ابن لهيعة عن عمرو أخرجه الترمذي 3/ 29 (637) وقال: وهذا حديث قد رواه المثنّى بن الصبّاح عن عمرو بن شعيب نحو هذا، والمثنّى بن الصبّاح وابن لهيعة يضعّفان في الحديث، ولا يصحّ في هذا الباب عن النبيّ صلى الله عليه وسلم شيء. وقد علّق محقّقو المسند على قوله: ولعلّ الترمذي لم تقع له رواية أبي داود هذه، وينظر تعليقهم على الحديث، وقد حسّنوه، وكذلك الألباني.

(2)

المسند 11/ 252 (6670)، وابن ماجة 1/ 200 (611). قال البوصيري: إسناد هذا الحديث ضعيف لضعف حجّاج بن أرطاة. والحديث أخرجه مسلم وغيره من وجوه أخرى. وبمعناه أخرجه مسلم من حديث عائشة وأبي هريرة، والبخاري عن أبي هريرة - الجمع 3/ 190 (2423)، 4/ 204 (3373).

(3)

المسند 11/ 251 (6669). قال الهيثمي 3/ 262: رواه أحمد، وفيه الحجّاج بن أرطاة، وفيه كلام. وقد صحّح محقّقو المسند الحديث لغيره، وذكروا شواهده.

(4)

المسند 11/ 370 (6758). ومن طريق نافع بن عمر الجُمَحيّ - أخرجه أبو داود 4/ 301 (5005)، والترمذي 5/ 129 (2853)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قال: وفي الباب عن سعد. وحسّن محقّقو المسند إسناده، وخرّجوه 11/ 101. وصحّحه الألباني.

والباقرة: البقرة.

ص: 476

(3853)

الحديث الخامس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: أخبرنا الأعمش عن عبد اللَّه بن مُرّة عن مسروق عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "أربعٌ من كُنَّ فيه كان منافقًا، أو كانت فيه خَصْلةٌ من الأربع كانت فيه خَصلة من النِّفاق حتى يَدَعَها: إذا حدّثَ كذبَ، وإذا وعدَ أخلفَ، وإذا عاهدَ غدرَ، وإذا خاصم فجرَ".

أخرجاه (1).

(3854)

الحديث السادس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن مطر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ليس على الرجل طلاقٌ فيما لا يملك، ولا عَتاقَ فيما لا يملك، ولا بيعَ فيما لا يملك"(2).

(3855)

الحديث السابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيَّب عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل على جُويرية بنت الحارث وهي صائمة في يوم جمعة، فقال لها:"أَصُمْت أمس؟ " فقالت: لا. قال: "أتُريدين أن تصومي غدًا؟ " فقالت: لا قال: "فأفْطري إذن"(3).

(3856)

الحديث الثامن بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عاصم عن زِرّ عن عبد اللَّه بن عمرو:

(1) المسند 11/ 380 (6768) ومن طريق الأعمش أخرجه البخاري 1/ 89 (34)، ومسلم 1/ 78 (58). وعبد اللَّه بن نُمير من رجال الشيخين.

(2)

المسند 11/ 381 (6769). ومن طريق مطر الورّاق أخرجه أبو داود 2/ 258 (2190)، وحسّنه الألباني. وقد فضل الكلام في طرق وروايات الحديث، وما فيها من اختلاف ألفاظ وعبارات، محقّقو المسند. وينظر الفتح 9/ 384.

(3)

المسند 11/ 384 (6771). ومن طرق عن سعيد بن أبي عروبة صحّحه ابن خزيمة 3/ 31 (2162)، وابن حبّان 8/ 375 (3611). وهو حديث صحيح، فقد رواه البخاري - الجمع 4/ 256 (3496) مسند جويرية بنت الحارث. وينظر الفتح 4/ 234.

ص: 477

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُقال لصاحب القرآن: اقرأْ وارقَ ورتِّلْ كما كنتَ تُرَتِّلُ في الدّنيا، فإن منزلتَك عندَ آخر آية تقرؤها"(1).

(3857)

الحديث التاسع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد ربّ الكعبة عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أحبَّ أن يُزَحْزَحَ عن النّار ويدخلَ الجنّة فلتُدْرِكْه مَنِيَّتُه وهو يؤمن باللَّه واليوم الآخر، ويأتي إلى النّاس ما يُحِبُّ أن يُؤتى إليه"(2).

(3858)

الحديث العاشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن إسحق قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا يحيى بن أيوب قال: أخبرني عبد اللَّه بن جُنادة المعافريّ أن أبا عبد الرحمن الحُبُليّ حدّثه عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الدُّنيا سجنُ المؤمن وسَنَتُه (3)، فإذا فارقَ الدنيا فارق السجن والسَّنة"(4).

(3859)

الحديث الحادي عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا عمر بن حَوْشَب -رجل صالح- قال: أخبرني عمرو بن دينار عن عطاء عن رجل من هُذَيل قال:

(1) المسند 11/ 403 (6799). ورجاله رجال الشيخين، عدا عاصم، وحديثه حسن، وهو في الصحيحين مقرون. وصحّح الحديث ابن حبّان 3/ 43 (766). ومن طرق عن سفيان الثوري أخرجه أبو داود 2/ 73 (1464)، والترمذي 5/ 163 (2914) وقال: حسن صحيح. قال: حدّثنا بُندار حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عاصم بهذا الإسناد نحوه. ومن طريق سفيان صحّحه الحاكم والذهبي 1/ 552.

(2)

المسند 11/ 411 (6807). عبد الرحمن بن عبد ربّ الكعبة من رجال مسلم، وسائر رجاله رجال الشيخين. والحديث جزء من حديث طويل أخرجه مسلم بهذا الإسناد -3/ 1472، 1473 (1844).

(3)

السنة: الجدب والقحط.

(4)

المسند 11/ 442 (6855). رجاله ثقات غير عبد اللَّه بن خنادة، وثّقة ابن حِبّان. قال الهيثمي 10/ 291: رواه أحمد، والطبراني باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير عبد اللَّه بن جنادة، وهو ثقة. مع أن علي بن إسحق ليس من رجال الصحيح.

وقد روى مسلم عن أبي هريرة: "الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر" الجمع 3/ 310 (2743).

ص: 478

رأيت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص ومنزلُه في الحِلّ ومسجدُه في الحرم، قال: فبينما أنا عنده رأى أمّ سعيد ابنة أبي جهل متقلّدةً قوسًا، وهي تمشي مِشية الرجل، فقال عبد اللَّه: من هذه؟ فقلت: هذه أُمّ سعيد بنت أبي جهل. فقال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس منا من تَشَبَّهَ بالرجال من النساء، ولا من تَشبَّهَ بالنساء من الرّجال"(1).

(3860)

الحديث الثاني عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا نصر بن باب عن الحجّاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا قطعَ فيما دون عشرة دراهم"(2).

(3861)

الحديث الثالث عشر بعد المائتين: وبالإسناد قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كلُّ صلاةٍ لا يُقرأ فيها فهي خِداج، ثم هي خِداج"(3).

(3862)

الحديث الرابع عشر بعد المائتين: وبه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتب كتابًا بين المهاجرين والأنصار: على أن يعقِلوا معاقِلَهم، ويفْدوا عانِيَهم بالمعروف، والإصلاح بين المسلمين (4).

(1) المسند 11/ 461 (6875). قال الهيثمي 8/ 105: رواه أحمد، والهذلي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وذكره ابن حجر في الإصابة 4/ 438 - ترجمة أم سعيد، مختصرًا، وقال: ورجاله ثقات، إلا الهذليّ فإنّه لم يُسَمّ. وقال محقّقو المسند: مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عمر بن حوشب، ولإبهام الرجل من هذيل. قالوا: عطاء هو ابن أبي رباح. وجعله في التعجيل 454 "عطاف بن خالد"! .

(2)

المسند 11/ 502 (6900). قال الهيثمي 6/ 276: رواه أحمد، وفيه نصر بن باب، ضعّفه الجمهور، وقال أحمد: ما كان به بأس. ولم يُعلّه بعنعنة الحجّاج بن أرطاة. وقد أخرج أحمد 11/ 281 (6687) من طريق ابن إسحق عن عمرو بن شعيب: أن قيمة المِجَنّ كان على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم. وإسناده ضعيف.

(3)

المسند 11/ 503 (6903) وإسناده ضعيف. وقد أخرجه ابن ماجة 1/ 274 (841) من طريق حسين المعلِّم عن عمرو بن شعيب به. وحسّن إسناده البوصيري، وقال عنه الألباني: حسن صحيح. وقد ورد في ابن ماجة "فهي خداج" مرّتين، وفي المسند ثلاث مرات.

وقد صحّ الحديث عند مسلم عن أبي هريرة - الجمع 3/ 306 (2722).

(4)

المسند 11/ 504 (6904). وإسناده ضعيف كسابقه. قال الهيثمي 4/ 209: فيه الحجّاج بن أرطاة، وهو مدلّس، لكنه ثقة. ولم يذكر نصرًا، عكس ما مرّ قريبًا. وحكم ابن كثير يتفرّد الإمام أحمد بهذا الحديث - الجامع 26/ 109 (202)، والبداية 3/ 224.

والمعاقل: الدّيات. والعاني: الأسير.

ص: 479

(3863)

الحديث الخامس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم أنّه سمع رجلًا من بني مخزوم يحدّث عن عمّه:

أن معاوية أراد أن يأخذ أرضًا لعبد اللَّه بن عمرو يقال لها الوَهْط، فأمر مواليَه فلَبِسوا آلتَهم، وأرادوا القتال، قال: فأتيْتُه فقلت: ماذا؟ فقال: إني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مُسلم يُظْلَمُ بمظلمةٍ فيُقاتِل فيُقْتَل، إلا قُتِل شهيدًا"(1).

(3864)

الحديث السادس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بكر قال: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني سليمان الأحول أن ثابتًا مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره:

أنّه لَما كان بين عبد اللَّه بن عمرو [وعنبسة بن أبي سفيان ما كان، وتيسّروا للقتال، فركب خالد بن العاص إلى عبد اللَّه بن عمرو (2)] فوعظه، فقال عبد اللَّه بن عمرو: أما عَلِمْتَ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من قُتِل دون ماله فهو شهيد".

أخرجاه (3).

(3865)

الحديث السابع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي ابن عاصم قال: أخبرنا دُويدٌ الخراساني قال: أخبرنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

قلت: يا رسول اللَّه، إنّا نسمعُ منك أحاديث لا نحفظها، أفلا نكتبها؟ قال: بلى، فاكتبوها (4).

(1) المسند 11/ 512 (6913). وإسناده ضعيف لجهالة المخزومي، وسائر رجاله ثقات. ويشهد لصحّته الحديث التالي. وقد جرى المؤلّف على جعل مثله طريقًا آخر للحديث.

(2)

ما بين المعقوفين أخلّ من الناسخ بانتقال النظر.

(3)

المسند 11/ 519 (6922). ومن طريق ابن جريج أخرجه مسلم 1/ 124 (141). ومحمد بن بكر ثقة من رجال الشيخين. وقد أخرج البخاري المسند منه دون القصّة بإسناد آخر عن عبد اللَّه بن عمرو 5/ 123 (2480).

(4)

المسند 11/ 591 (7018). وعلي بن عاصم صدوق يغلط. ودُويد مجهول. وقد أخرج أحمد 11/ 58 (6510)، نحوه بإسناد صحيح. وينظر تخريج المحقّقين له.

ص: 480

(3866)

الحديث الثامن عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن عاصم عن المُثَنّى بن الصّبّاح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُفرٌ تَبَرُّؤٌ من نسبٍ وإنْ دَقَّ، أو ادّعاءٌ إلى نسب لا يُعرف"(1).

(3867)

الحديث التاسع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحق قال: ذكر عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قَتَلَ مؤمنًا متعمِّدًا فإنّه يُدْفعُ إلى أولياء القتيل، فإن شاءوا قتلوا وإن شاءوا أخذوا الدّية، وهي ثلاثون حِقّةً وثلاثون جَذَعة وأربعون خَلِفة، فذلك عَقْل (2) العَمْد، وما صالحوا عليه من شيء فهو لهم، وذلك تشديد العقل. وعقل شِبه العَمْد مُغَلّظة مثل عَقْل العَمْد، ولا يُقتلُ صاحبُه، وذلك أن يَنْزغ الشيطان بين النّاس، فتكونَ دماءٌ في غير ضَغينة ولا حمل سلاح. فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من حمل علينا السلاحَ فليس منّا، ولا رَصَدَ بطريق. فمن قُتِل على ذلك فهو شبه العَمْد، وعَقْلُه مُغَلّظةٌ، ولا يُقتل صاحبُه وهو بالشهر الحرام، وللحُرمة وللجار. ومن قُتِل خطأً فَدِيَتُه مائةٌ من الإبل: ثلاثون ابنة مَخاض، وثلاثون ابنة لَبون، وثلاثون حِقّة، وعشرة بِكارةٍ بني لَبون ذكور".

قال: وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُقيمها على أهل القُرى أربعمائة دينار أو عِدْلَها من الوَرِق، وكان يُقيمها على أثمان الإبل، فإذا غَلَتْ رفع في قيمتها، وإذا هانت نقَصَ من قيمتها، على عَهْد الزمان ما كان، فبلغت على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما بين أربعمائة دينار إلى ثمانمائة دينار، وعِدْلُها من الورق ثمانية آلاف درهم.

وقضى أنّ من كان عَقْلُه على أهل البقر، في البقر مائتي بقرة. وقضى أن من كان عقْلُه على أهل الشاء، فألفي شاة.

وقضى في الأنف إذا جُدعَ كلُّه بالعقل كاملًا، وإذا جُدِعَتْ أرنبتُه فنصف العَقل.

وقضى في العين نصف العقل، خمسين من الإبل أو عِدْلَها ذهبًا أو ورقًا، أو مائة بقرة،

(1) المسند 11/ 592 (7019). وعلي ذكر في الحديث السابق والمثنّى ضعيف، فإسناده ضعيف. وأخرجه ابن ماجة 2/ 916 (2744) من طريق يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب، وصحّح البوصيري إسناده. وقال الألباني: حسن صحيح. وحسّن محقّقو المسند الحديث، وضعّفوا إسناده.

(2)

العَقل: الدية.

ص: 481

أو ألف شاة (1). والرِّجْلُ نصف العقل، واليد نصف العقل. والمأمومة ثلث العقل: ثلاث وثلاثون من الإبل، أو قيمتها من الذهب أو الوَرِق أو البقر أو الشاء. والجائفة ثلث العقل. والمُنَقِّلة خمس عشرة من الإبل. والمُوضِحة (2) خمس من الإبل، والأسنانِ خمسٌ من الإبل.

وقضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في رجلٍ طَعَنَ رجلًا بقَرن في رجله، فقال: يا رسول اللَّه، أقِدْني. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تَعْجَلْ حتى يبرأَ جُرْحُك". قال: فأبى الرجلُ إلا أن يستقيد، فأقاده رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منه، فعَرَجَ المُستقيدُ وبَرأَ المُستقادُ منه، فأتى المستقيدُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول اللَّه، عَرَجْتُ وبَرَأَ صاحبي. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألم آمُرْك ألّا تستقيدَ حتى يبرأَ جُرحُك فعصيتَني؟ فأبعدَك اللَّه وبَطَل جُرحُك". ثم أمر رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بعدَ الرجل الذي عَرِج: "من كان به جُرح إلّا يستقيدَ حتى تبرأَ جِراحتهُ، فإذا برأت جراحتُه استقاد"(3).

(3868)

الحديث العشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه عن الوليد من مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: حدّثني عروة بن الزبير قال: قلت لعبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

أخْبِرْني بأشدِّ شيءٍ صَنعه المشركون برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال:

بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصلّي بفِناء الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي مُعَيط، فأخذ بمَنْكِب النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبَه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمَنكبه ودفعه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال (أتقتلون رجلًا أن يقولَ ربّي اللَّه وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم)؟ .

انفرد بإخراجه البخاري (4).

(1) تتمة من المسند.

(2)

المأمومة: الجرح يصل أمّ الرأس، أي الجلدة التي فيها الدماغ.

والجائفة: الطعنة تصل إلى الجوف.

والمُنَقّلة: التي تنقل العظم عن مكانه بعد كسره.

والموضحة: الشقّ يوضح العظم.

(3)

جعله محقّقو المسند حديثين: 11/ 602، 606 (7033، 7034). وفي إسناده محمد بن إسحق، وهو مدلّس. وقد حسّن المحقّقون الحديث، وعرضوا له مجزّأ، فتحدّثوا عن كلّ قطعة منه، وأوردوا شواهدها.

(4)

المسند 11/ 507 (6908)، والبخاري 8/ 553 (4815).

ص: 482

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثنا يحيى ابن عروة بن الزبير عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:

قلت له: ما أكثرُ ما رأيتَ قريشًا أصابتْ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فيما كانت تُظهر من عداوته؟ قال: حَضَرْتهم وقد اجتمعَ أشرافُهم يومًا في الحِجر، فذكروا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ما رأينا مثلَ ما صبرْنا عليه من هذا الرجل قطُّ، سَفَّه أَحْلامَنا، وشتم آباءنا، وعاب دينَنا، وفرّقَ جماعتَنا، وسبّ آلهتَنا، لقد صبرنا منه على أمرٍ عظيم، أو كما قالوا. قال: فبينما هم كذلك، إذ طلعَ عليهم رسولُ صلى الله عليه وسلم، فأقبل يمشي، حتى استلم الرُّكنَ، ثم مَرَّ بهم طائفًا بالبيت، فلمّا أن مَرَّ بهم غمَزوه ببعض ما يقول، قال: فعرفتُ ذلك في وجهه، ثم مضى، فلما مرَّ بهم الثانيةَ غمزوه بمثلها، فعرفتُ ذلك في وجهه، ثم مضى، ثم مَرَّ بهم الثالثة، فغمزوه بمثلها، فقال:"تَسمعون يا معشرَ قريش، أما والذي نفسُ محمد بيده، لقد جئتُكم بالذَّبح"، فأخذَتِ القومَ كلمتُه، حتى ما منهم رجلٌ إلّا كأنَّما على رأسه طائرٌ واقعٌ، حتى إنّ أشدّهم فيه وَصاةً قبل ذلك لَيَرْفَؤُه بأحسن ما يجدُ من القول، حتى إنه ليقول: انصرفْ يا أبا القاسم، انصرفْ راشدًا، فواللَّه ما كنتَ جَهولا. قال: فانصرفَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان الغدُ اجتمعوا في الحِجر وأنا معهم، فقال بعضُهم لبعض: ذكرْتُم ما بلغَ منكم وما بلغَكم عنه، حتى إذا بادَأكُم بما تكرهون تركْتُموه! فبينما هم في ذلك، إذ طَلَعَ عليهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فوثبوا إليه وَثْبةَ رجل واحد، فأحاطوا به يقولون له: أنت الذي تقولُ كذا وكذا؟ لِما كان يَبْلُغُهم عنه من عَيبِ آلهتِهم ودينهم، قال: فيقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نعم، أنا الذي أقولُ ذلك". قال: فلقد رأيتُ رجلًا منهم أخذ بمَجْمَع ردائِه، قال: وقام أبو بكر الصّدّيقُ دونَه يقول وهو يبكي: (أتَقْتُلُونَ رَجُلًا أنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّه)؟ ثم انصرفوا عنه، فإنَّ ذلك لأشدّ ما رأيت قريشًا بَلَغَتْ منه قطّ (1).

(1) المسند 11/ 609 (7036) وابن إسحق صرّح بالسماع، وسائر رجاله رجال الشيخين. المجمع 6/ 18. وأخرجه البخاري 7/ 165 (3856) من طريق عروة بن الزبير عن عمرو، باختصار. وقال في آخره: تابعه ابن إسحق حدّثني يحيى بن عروة.

ص: 483

(3869)

الحديث الحادي والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مؤمَّل قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا ابن طاوس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحُمُر الأهليّة، وعن الجَلّالة (1)، وعن ركوبها وأكل لحمها (2).

(3870)

الحديث الثاني والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا إسحق بن سعيد قال: حدّثنا سعيد بن عمرو قال:

أتى عبدُ اللَّه بن عمرو ابنَ الزّبير وهو جالس في الحِجر، فقال: يا ابن الزّبير، إياك والإلحاد في حرم اللَّه، فإني أشهد لسمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"يُحلُّها ويَحُلُّ به رجلٌ من قريش، لو وُزِنت ذنوبُه بذنوب الثَّقَلين لَوَزَنَتْهُما". فانظر ألا تكون هو (3).

قد ذُكِر أن الإلحاد في الحرم: المعاصي والقتل.

(3871)

الحديث الثالث والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن غيلان قال: حدّثني المُفَضَّل قال: حدّثني عيّاش بن عبّاس عن عبد اللَّه بن يزيد أبي عبد الرحمن الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يُغْفَرُ للشهيد كلُّ ذنب إلّا الدَّين".

انفرد بإخراجه مسلم (4).

(1) الجلّالة: الحيوانات التي تأكل البراز.

(2)

المسند 11/ 616 (7039). ومن طريق سهيل بن بكار عن وهب أخرجه النسائي/ 2397، وأبو داود 3/ 356 (3811). وقد حسّنه الألباني - الإرواء 8/ 105. وللحديث شواهد عن عدد من الصحابة - ينظر تخريجه عند محقّقي المسند.

(3)

المسند 11/ 620 (5043). وتمامه فيه: "فانظر ألا تكون هو يا ابن عمرو، فإنك قد قرأت الكتب وصحبت الرسول صلى الله عليه وسلم. قال: فإني أُشهدك أنّ هذا وجهي إلى الشام مجاهدًا".

قال ابن كثير في التفسير 3/ 215 آية {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (الحج 25) - لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستّة. وينظر البداية 8/ 345.

(4)

المسند 11/ 627 (7051) ومن طريق المُفَضّل بن فضالة أخرجه مسلم 3/ 1502 (1886). ويحيى بن غيلان، ثقة من رجال مسلم.

ص: 484

(3872)

الحديث الرابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد ابن عبد الملك الحَرّاني قال: حدّثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحق عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يُخَرِّبُ الكعبةَ ذو السُّوَيقتَين من الحبشة، ويَسْلُبُها حِلْيَتَها، ويُجَرِّدُها من كسوتها. ولكأنّي أنظر إليه أُصَيْلعَ أُفَيدعَ، يضربُ عليها بِمِسحاته ومِعْوَلِه"(1).

الأُفَيْدع تصغير أفدع، والفَدْع: زيغ بين القدم وبين عظم الساق.

(3873)

الحديث الخامس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد عن الحجّاج عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى للَّه مسجدًا بُنِيَ له بيتٌ أوسعُ منه في الجنّة"(2).

(3874)

الحديث السادس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة عن القاسم بن عبد اللَّه المعافريّ عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ عن القاسم بن البَرَحي عن عبد اللَّه بن عمرو:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من أخرج صدقة فلم يجد إلا بربريًّا فَلْيَرُدَّها"(3).

البربر: جنس معروف، وقد كانوا كفّارًا.

ابن لهيعة لا يوثق به.

(1) المسند 11/ 628 (7053). قال الهيثمي 3/ 301 بعد أن عزاه لأحمد والطبراني في الكبير: فيه ابن إسحق، وهو ثقة لكنه مدلّس. وذكر المحقّقون شواهد الحديث وطرقه.

(2)

المسند 11/ 631 (7056). قال الهيثمي 2/ 10: رواه أحمد، وفيه الحجّاج بين أرطاة، وهو مُتكلَّم فيه. وقد صحّ الحديث عند الشيخين عن عثمان:"من بنى للَّه مسجدًا يبتغي به وجه اللَّه بنى اللَّه له مثله في الجنّة" الجمع 1/ 152 (102)، وينظر الفتح 1/ 546، وتخريج الحديث في المسند.

(3)

المسند 11/ 635 (7064). وقد ضعّف المؤلّف ابن لهيعة. وما أكثر ما نقل عنه دون التنبيه على ضعفه. وساق الهيثمي الحديث في المجمع 4/ 237، 10/ 75، وحسّن حديث ابن لهيعة - على مواقفه المختلفة من ابن لهيعة، ووثّق سائر رجال الإسناد. وقد نقل محقّقو المسند كلامًا يؤكّد ضعف الإسناد، كما نقلوا عن المتّقي الهندي في "الكنز" نقله عن ابن الجوزي قوله: إن البربر كانوا كفارا، وقالوا: طالما ثبت ضعف الإسناد، فلا يتكلّف لتأويله. . . وكلامهم حقّ.

ص: 485

(3875)

الحديث السابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة ابن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة عن حُيَيّ بن عبد اللَّه عن أبي عبد الرحمن الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرَّ بسعدٍ وهو يتوضَّأ، فقال:"ما هذا السَّرَف يا سعد؟ " قال: أفي الوضوء سَرَف؟ قال: "نعم، وإن كُنتَ على نهر جار"(1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى قال: حدّثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:

جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء، فأراه ثلاثًا ثلاثًا. وقال:"هذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدَّى وظلم"(2).

(3876)

الحديث الثامن والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة ابن سعيد قال: حدّثنا بكر بن مُضَرَ عن ابن الهاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عامَ غزوة تبوك قام من الليل يصلّي، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلّى انصرف إليهم فقال لهم: "لقد أُعطيتُ الليلة خمسًا ما أُعطيهنّ أحدٌ قبلي: أما أنا فأُرْسِلْتُ إلى النّاس كلِّهم عامّة، وكان مَن قبلي إنما يُرسلُ إلى قومه. ونُصِرْتُ على العدوّ بالرّعب، ولو كان بيني وبينهم مسيرةُ شهر لمُلِىءَ منّي رُعبًا. وأحِلَّتْ لي الغنائم، آكُلُها، وكان مَن قبلي يُعَظِّمون أكلها، كانوا يحرقونها. وجُعلت لي الأرض مساجدَ وطَهورًا، أينما أدركَتْني الصلاة تَمسَّحْتُ وصلَّيْتُ، وكان مَن قبلي يُعَظِّمون ذلك، إنما كانوا يُصَلُّون في كنائسهم وبِيَعهم. والخامسة هي ما هي: قيل لي: سل، فإن كلَّ نبيٍّ قد سأل،

(1) المسند 11/ 636 (7065)، وابن ماجة 1/ 147 (425) قال البوصيري: إسناده ضعيف لضعف حُيَيّ بن عبد اللَّه وابن لهيعة. وقد ضعّف الألباني الحديث، وضعّف إسناده محقّقو المسند.

(2)

المسند 11/ 277 (6684). وبهذا اللفظ والإسناد أخرجه ابن ماجة 1/ 146 (422)، والنسائي 1/ 88. وحسّن إسناده الألباني، وصحّ الحديث من طرق أخرى بألفاظ مختلفة، أشار اليها محقّقو المسند، وعلّقوا عليها.

ص: 486

فأخَّرْتُ مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا اللَّه" (1).

(3877)

الحديث التاسع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة ابن سعيد قال: حدّثنا رِشدين عن الحجّاج بن شدّاد عن أبي صالح الغِفاريّ عن عبد اللَّه ابن عمرو بن العاص:

أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أوّل من يدخلُ من هذا الباب رجلٌ من أهل الجنّة" فدخل سعد ابن أبي وقاص (2).

(3878)

الحديث الثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، هل تُحِسُّ بالوحي؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نعم، أسمعُ صلاصلَ، ثم أسكتُ عند ذلك، فما من مرّة يوحى إليَّ إلّا ظننتُ أن نَفسي تفيضُ"(3).

(3879)

الحديث الحادي والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد (4) قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة قال: حدّثنا ابن فُضَيل عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

(1) المسند 11/ 639 (7068). وإسناده حسن لعمرو وأبيه. وهو حديث صحيح. وقد صحّح إسناده المنذري - الترغيب 4/ 332 (5319)، ووثّق الهيثمي رجاله 10/ 370. ونقله ابن كثير في التفسير 2/ 255 في قوله تعالى:{قُلْ يَاأَيُّهَا النّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا. . .} [الأعراف: 158]، وقال: إسناده جيّد قوي. ولم يخرجوه. ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن جابر بن عبد اللَّه - الجمع 2/ 357 (1578).

(2)

المسند 11/ 640 (7069). وفي إسناده رشدين بن سعد ضعيف. وقد نقله ابن كثير في الجامع 26/ 438 (845). وقال: تفرّد به. وينظر البداية 8/ 74.

(3)

المسند 11/ 642 (7071). وعزاه الهيثمي 8/ 259 لأحمد والطبراني، وحسّن إسناده، على عادته في تحسين حديث ابن لهيعة. وجعله ابن كثير أيضًا مما تفرد به أحمد - الجامع 26/ 342 (667)، وينظر البداية 3/ 22.

(4)

الحديث في المسند ممّا سمعه عبد اللَّه بن أحمد وأبوه عن عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة.

ص: 487

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينما رجلٌ يَتَبَخْتَرُ في حُلّةٍ، إذ أمرَ اللَّهُ عز وجل به الأرضَ فأخذَتْه، فهو يَتَجَلْجَل فيها -أو يَتَجَرْجَرُ فيها- إلى يوم القيامة"(1).

(3880)

الحديث الثاني والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمد بن مُقاتل قال: أخبرنا النَّضر قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا فِراس عن الشَّعبي عن عبد اللَّه بن عمرو:

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "الكبائر: الإشراك باللَّه، وعُقوق الوالدين، وقتلُ النفس، واليمين الغَموس".

انفرد بإخراجه البخاري (2).

* * * *

(1) المسند 11/ 646 (7074). وضعّف المحقّقون إسناده، لأن محمد بن فضيل سمع من عطاء بعد الاختلاط. وأخرجه الترمذي من طريق أبي الأحوص عن عطاء 4/ 565 (2491) قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وصحّحه الألباني.

وقد صحّ الحديث من رواية أبي هريرة عند الشيخين، ومن حديث ابن عمر للبخاري - الجمع 3/ 195 (2435)، 2/ 244 (1371).

(2)

البخاري 11/ 555 (6675). ومن طريق شعبة في المسند 11/ 475 (6884).

ص: 488