الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(320) مسند (1) أبي بكر الصِّدِّيق
واسمه عبد اللَّه بن عثمان (2).
(3291)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا زهير - يعني ابن معاوية قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: حدّثنا قيس قال:
[قام] أبو بكر فحَمِدَ اللَّه وأثنى عليه، وقال: يا أيُّها النّاس، إنكم تقرءون هذه الآية:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ. . . .} إلى آخر الآية [المائدة: 105] وإنَّكم تَضَعُونها على غير مَوضعها، وإنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ النّاسَ إذا رأَوا المُنكَر ولا يغيِّرونه أوشكَ اللَّه سبحانه أن يَعُمَّهم بعقابه".
قال: سمعت أبا بكر يقول: أيُّها النّاس، إياكم والكذبَ، فإن الكَذِبَ مجانبُ الإيمان (3).
(3292)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا مِسعر وسفيان عن عثمان بن المغيرة الثَّقفي عن علي بن ربيعة الوالبي عن أسماء بن الحكم الفَزاري عن عليّ قال:
(1) كُتِب مسند الصديق رضي الله عنه من النسخة الكويتية إلى الحديث التاسع عثر حيث أشرنا إلى نهاية المخطوطة.
(2)
ينظر الآحاد 1/ 68، ومعرفة الصحابة 1/ 22، ومعجم الصحابة 2/ 61، والاستيعاب 2/ 334، والتهذيب 5/ 204، والإصابة 2/ 333.
ومسند الصدِّيق هو الأَوَّل في الجمع، وله عند الشيخين ثمانية عشر حديثًا: اتّفقا على ستَّة، وانفرد مسلم بواحد، والباقي للبخاري وحده. وذكر في التلقيح 364 أنّه أُخرج لأ بي بكر مائة واثنان وأربعون حديثًا.
(3)
المسند 1/ 197 (16). ورجاله رجال الشيخين. ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد أخرجه الترمذي 4/ 406 (2168)، 5/ 239 (3057) وقال: حسن صحيح، ذكر أحاديث الباب، وأنه روي عن الصدِّيق موقوفًا. وابن ماجة 2/ 1327 (4005)، وأبو داود 4/ 122 (4338)، وأبو يعلى 1/ 118 (128)، وصحّحه ابن حبّان 2/ 539 (304) والمحقّقون والألباني.
كُنْتُ إذا سَمِعتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثًا نفعَني اللَّه بما شاء منه، فإذا حدَّثَني عنه غيري استحلفْتُه، فإذا حلفَ لي صَدَّقْتُه. وإن أبا بكر حدّثني -وصدق أبو بكر- أنّه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما من رجل يُذْنِبُ ذَنبًا، فيتوضّأ فيُحْسِنَ الوضوء، فيصلّي ركعتين فيستغفر اللَّه، إلَّا غفرَ له"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا شعبة عن عثمان ابن المغيرة قال: سمعتُ عليّ بن ربيعة -من بني أسد- يحدِّث عن أسماء -أو ابن أسماء- من بني فزارة قال: قال عليّ:
كنتُ إذا سمعتُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شيئًا نفعَني اللَّه بما شاء أن ينفعَني منه، وحدّثني أبو بكر قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من مُسلم يذنبُ ذنبًا ثم يتوضأ فيصلّي ركعتين، ثم يستغفرُ اللَّه لذلك الذنب، إلَّا غفر له" وقرأ هاتين الآيتين: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} (2)[آل عمران: 135].
(3293)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عمرو بن محمد أبو سعيد -يعني العَنقزي- قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال:
اشترى أبو بكر من عازب سَرجًا بثلاثة عشر درهمًا، فقال أبو بكر لعازب: مُرِ البراءَ
(1) المسند 1/ 179 (2) وابن ماجة 1/ 446 (1395) ورجاله رجال الصحيح غير أسماء بن الحكم الفزاري، صدوق، روى له أصحاب السنن. وأخرجه من طريق عثمان بن المغيرة الترمذي 2/ 257 (406) وقال: حسن صحيح. - وينظر تعليق أحمد شاكر، والطريق الثاني - وأبو داود 2/ 86 (1521)، وأبو يعلى 1/ 24 (12)، وصحّحه ابن حبّان 2/ 389 (623)، وحسّنه المحقّقون والألباني.
(2)
المسند 1/ 218 (47)، وله طرق أخر، وفيها الراوي أسماء -دون شكّ- وهو في مسند أبي يعلى 1/ 25 (14). ومن طريق عثمان بن المغيرة أخرجه أبو داود 2/ 86 (1521)، وابن ماجة 2/ 446 (1395)، والترمذي 5/ 212 (3006) قال الترمذي: هذا حديث قد رواه شعبة وغير واحد عن عثمان بن المغيرة فأوقفه. ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثًا إلَّا هذا. وحسّن الحديث الألباني. وصحّح إسناده محقّقو المسند وشاكر. وينظر الطريق السابقة.
فليحملْه إلى منزلي. فقال: لا، حتى تُحَدِّثَنا كيفَ صَنَعْتَ حين خرجَ سولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنت معه. قال: فقال أبو بكر:
خرجْنا فأَدْلَجْنا، فأحْثَثْنا يومَنا وليلتنا حتى أظهَرْنا وقام قائمُ الظهيرة، فضربْتُ ببصري: هل أرى ظِلًا نأوي إليه، فإذا أنا بصخرة فأهويْتُ إليها، فإذا بقيّةُ ظِلِّها، فسوَّيْتُه لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وفَرَشْتُ له فَروةً، وقلتُ: اضطجعْ يا رسول اللَّه، فاضطجَعَ، ثم خرجْتُ أنظرُ: هل أرى أحدًا من الطَّلَب، فإذا براعي غنم، فقلتُ: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش، فسمّاه فعَرَفْتُه، فقلتُ: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. قال: فقلتُ: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم. قال: فأمرْتُه فاعتقلَ شاةً منها، ثم أمرْتُه فَنَفَض ضَرْعَها من الغُبار، ثم أمرْتُه فَنَفَض كفَّيه من الغُبار، ومعي اداوةٌ على فَمِها خِرقةٌ، فحلبْتُ لي كُثْبةً من اللبن، فصَبَبْتُ على القدح حتى بردَ أسفلُه، ثم أتيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فوافَيْتُه وقد استيقظَ، فقلتُ: اشرب يا رسول اللَّه، فشَرِبَ حتى رضيتُ، ثم قلتُ: هل أنى الرحيل؟ فارتحلْنا. والقوم يطلبوننا، فلم يدركْنا أحدٌ منهم إلا سراقةَ بن مالك بن جُعْشُم على فرسٍ له، فقلتُ: يا رسول اللَّه، هذا الطَّلَبُ قد لَحقنا، فقال:"لا تَحْزَنْ، إنّ اللَّه معنا" حتى إذا دنا منا وكان بيننا وبينه قَدْرُ رُمح أو رُمحين - أو قال: رمحين أو ثلاثة. قلتُ: يا رسول اللَّه، قد لَحِقَنا، وبكيْتُ، قال:"لمَ تبكي؟ " قال: قلتُ: أما واللَّه، ما على نفسي أبكي، ولكنّي أبكي عليك قال: فدعا عليه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهمّ اكْفِناه بما شِئْتَ" فساخت قوائمُ فرسه إلى بطنها في أرض صَلْدٍ، ووثب عنها وقال: يا محمّد، قد علمتُ أن هذا عملُك، فادعُ اللَّه أن يُنَجِّيَني ممّا أنا فيه، فواللَّه لأعُمِّيَن على من ورائي من الطَّلب، وهذه كِنانتي فخُذ منها سهمًا، فإنك سَتَمُرُّ بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا، فخذ منها حاجتك، قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا حاجة لي فيها" قال: ودعا له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأُطلق، فرجع إلى أصحابه.
ومضى رسول اللَّه وأنا معه حتى قدمنا المدينة، فلتقّاه النّاس، فخرجوا في الطريق وعلى الأجاجير، فاشتدّ الخدمُ والصبيان في الطريق: اللَّه أكبر، جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، جاء محمّد. قال: وتنارع القوم أيّهم ينزل عليه، قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنزلُ الليلةَ على بني النّجّار أخوالِ عبد المطّلب لأُكْرِمَهم بذلك" فلما أصبح غدا حيث أُمر.
قال البراء بن عازب: أوّل من كان قَدِم علينا من المهاجرين مُصعبُ بن عُمير أخو بني عبد الدار، ثم قَدِم علينا ابن أمِّ كلثوم الأعمى أخو بني فِهر، ثم قدم علينا عمر بن الخطاب
في عشرين راكبًا. فقلت (1): ما فعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو على أثري. ثم قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه. قال البراء: ولم يَقْدَمْ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى قرأتُ سورًا من "المفصّل". قال إسرائيل: وكان البراء من الأنصار من بني حارثة.
أخرجاه في الصحيحين دون الزيادة التي فيها: "أوَّل من قدم علينا مصعب. . "(2).
والكُثبة: القطعة.
وأنى الرحيل: بمعنى آن.
والأجاجير (3): السطوح التي ليس عليها ما يردَّ المُشْفَى.
وكانت أمُّ عبد المطَّلب من بني النجَّار، فلذلك قال:"أخوال عبد المطّلب"(4).
(3294)
الحديث الرابع: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد بن عُفير قال: حدّثني الليث قال: حدَّثني عُقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال:
بعثَني أبو بكر في تلك الحَجَّة التي أمّره عليها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في مؤذِّنِين بعثَهم يومَ النَّحر يُؤَذِّنُون بمنى: أن لا يَحُجَّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد: ثم أردفَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بعليِّ بن أبي طالب وأمرَه أن يؤذِّنَ بـ (براءة). قال أبو هريرة: فأذَّنَ معنا عليٌّ يوم النحر في أهل منى بـ (براءة) وأن لا يَحُجَّ بعدَ العام مشرك، ولا يطوفَ بالبيت عريان.
أخرجاه (5).
(1) في المسند "فقلنا".
(2)
المسند 1/ 180 (3). ومن طريق إسرائيل بن يونس عن جدّه أبي إسحاق في البخاري 7/ 8 (3652). وينظر 5/ 93 (2439)، ومسلم 4/ 2309، 2310 (2009). وشيخ أحمد عمرو بن محمد العنقزي ثقه، من رجال مسلم.
(3)
الأجاجير مفردها إجّار. ويقال: أشفى على الشيء: اقترب منه. والمُشْفى الذي اقترب من حافة السطح وكاد يسقط.
(4)
ينظر الكشف 1/ 21.
(5)
البخاري 8/ 317 (4655). ومن طريق ابن شهاب أخرجه مسلم 2/ 982 (1347).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا أبو إسحاق عن زيد ابن يُثَيع عن أبي بكر:
أَن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعثَه بـ (براءة) إلى أهل مكة: لا يَحُجُّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان، ولا يدخل الجنّةَ إلَّا نفس مسلمة. من كان بينه وبين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مدَّةٌ فأَجَلُه إلى مُدّته، واللَّه بريءٌ من المشركين ورسوله. قال: فسار بها ثلاثًا، ثم قال لعليّ:"الْحَقْه فرُدَّ عليَّ أبا بكر وبلِّغْها أنت" قال: ففعل. قال: فلمّا قَدِمَ أبو بكر على النبيّ صلى الله عليه وسلم بكى وقال: يا رسول اللَّه، حدثَ فيَّ شيء؟ قال:"ما حدث فيك إلَّا خيرٌ، ولكنْ أُمِرْتُ أن لا يُبَلِّغَه إلَّا أنا أو رجلٌ منِّي"(1).
(3295)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن يزيد بن خُمير عن سليم بن عامر عن أوسط قال: خَطَبَنا أبو بكر فقال:
قامَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عامَ الأوّل، وبكى أبو بكر، فقال أبو بكر: سَلُوا اللَّه المعافاة -أو قال: العافية- فلم يُؤْتَ أحدٌ قطُّ بعدَ اليقين أفضلَ من العافية - أو المعافاة. عليكم بالصدق، فإنّه مع البِرِّ، وهما في الجنّة. وإياكم والكذبَ، فإنَّه مع الفجور، وهما في النّار. لا تحاسَدوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَقاطَعوا، ولا تَدابروا، وكونوا إخوانًا كما أمرَكم اللَّه" (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر قالا: حدّثنا زهير - يعني ابن محمد عن عبد اللَّه - يعني ابن محمد بن عَقيل - عن معاذ بن رفاعة بن رافع
(1) المسند 1/ 183 (4)، وأبو يعلى 1/ 100 (104). قال ابن حجر في الأطراف 6/ 83 (7800): منقطع. أي أن زيدًا لَمْ يروه عن أبي بكر. وقد نقل محقّقو المسند أقوال بعض الأئمّة في إنكار هذا الحديث، وأنه كذب.
(2)
المسند 1/ 184 (5)، أوسط بن إسماعيل ثقة، وسائر رجاله رجال الصحيح. ومن طريق شعبة أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 381 (724)، وابن ماجة 2/ 1265 (3849)، وأبو يعلى 1/ 112 (121)، وصحّح المحقّقون إسناده. وأخرجه الحاكم من طريق سليم بن عامر 1/ 529، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد روي بغير هذا اللفظ من حديث ابن عباس. وقال الذهبي: صحيح.
الأنصاري عن أبيه رفاعة بن رافع قال: سمعت أبا بكر الصدّيق يقول على منبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول، فبكى أبو بكر حين ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم سُرّي عنه، ثم قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول في هذا القيظ عام الأوّل: "سَلُوا اللَّهَ العفوَ والعافية واليقين، في الآخرة والأولى"(1).
(3296)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا حمّاد -يعني ابن سلَمة- عن ابن أي عَتيق عن أبيه عن أبي بكر الصديق:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "السِّواك مَطْهَرةٌ للفَمِ، مَرْضاةٌ للرَّبِّ"(2).
(3297)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم وحجّاج قالا: حدّثنا الليث قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد اللَّه بن عمرو عن أبي بكر الصِّدِّيق:
أنّه قال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: عَلِّمُني دُعاءً أدعو به في صلاتي. قال: "قُلْ: اللَّهُمَّ إنّي ظَلَمْتُ نَفسي ظُلمًا كبيرًا، ولا يَغْفِرُ الذنوبَ إلَّا أنت، فاغْفِرْ لى مغفرةً من عندك، وارحَمْني، إنَّك أنت الغفور الرحيم".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(3298)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة:
(1) المسند 1/ 185 (6). وفي ابن عَقيل خلاف، وسائر رجاله رجال الصحيح. وقد أخرجه الترمذي 5/ 521 (3558) وقال: غريب من هذا الوجه. وأبو يعلى 1/ 87، 88 (86، 87). وحسّن المحقّقون إسناد الحديث. وقال الألباني: حسن صحيح.
(2)
المسند 1/ 186 (7). وابن أبي عتيق هو محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر. ومن طريق حماد بن سلمة أخرجه أبو يعلى 1/ 103 (109). قال الهيثمي: رجاله ثقات، إلَّا أن عبد اللَّه بن محمد لَمْ يسمع من أبي بكر. المجمع 1/ 255. ونقل ابن حجر في الفتح 4/ 159 عن أبي يعلى: وهذا خطأ، إنما هو عن عائشة. وعلّقه البخاري عن عائشة، وذكر ابن حجر من وصله. وصحّح المحقّقون الحديث لغيره. وذكروا شواهده.
(3)
المسند 1/ 187، 207 (8، 28) ومن طريق الليث أخرجه البخاري 2/ 317 (834)، ومسلم 4/ 2078 (2705). وشيخا أحمد من رجال الشيخين.
أن فاطمة والعبَّاس أتَيا أبا بكر يَلتَمِسان ميراثَهما من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهما حينئذٍ يطلُبان أرضَه من فَدَك وسهمَه من خيبر، فقال لهما أبو بكر: إني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صدقة، إنما يأكل آلُ محمد في هذا المال"، وإنّي واللَّه لا أَدَعُ أمرًا رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصنَعه إلَّا صَنَعْتُه".
أخرجاه في الصحيحين (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح قال: قال ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم أخبرته:
أن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يقسِمَ لها ميراثها ممّا ترك رسولُ اللَّه ممّا أفاء اللَّه عليه، فقال لها أبو بكر: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صدقة" فغَضِبَتْ فاطمةُ فهَجَرت أبا بكر، فلم تزل مهاجِرَتَه حتى تُوُفِّيَت. قال: وعاشت بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ستة أشهر. قال: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبَها ممَّا ترك رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم من خيبر وفَدَك، وصدقتَه بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك، وقال: لستُ تاركًا شيئًا ممَّا كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعمل به إلَّا عملتُ به، إنّي أخشى إنّ تركْتُ شيئًا من أمره أن أزيغ.
فأما صدقته فدفعها عمر إلى عليّ وعبَّاس، فغلَبَه عليها عليٌّ. وأما خيبرُ وفدك فأمسكهما عمر، وقال: هما صدقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه. وأمرُهُما إلى من وَلِيَ الأمر. قال: فهما على ذلك اليوم.
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثنا الليث عن عُقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة:
(1) المسند 1/ 188 (9)، ومسلم 3/ 1381 (1759). ومن طريق معمر في البخاري 7/ 336 (4035)، 12/ 5 (6725، 6726).
(2)
المسند 1/ 204 (25)، ومسلم 3/ 1380 (1759)، وباختصار في البخاري 6/ 196 (3092) من طريق إبراهيم بن سعد والد يعقوب. وينظر الطريق التالي.
أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسألُه ميراثَها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكر مثل الحديث المتقدّم إلى قوله:
وعاشت بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، فلما تُوُفِّيت دفنَها عليٌّ ليلًا ولم يُؤْذِن بها أبا بكر، وصلَّى عليها. وكان لعليٍّ من النّاس وجهٌ حياةَ فاطمة، فلما تُوُفِّيَت استنكرَ وجوه النّاس، فالتمسَ مُصالحة أبي بكر ومبايعتَه، ولم يكن بايعَ تلك الأشهر. فأرسل إلى أبي بكر: ائْتِنا، ولا يَأْتِنا معك أحد، وكره أن يأتيَه عمر لِما علم من شدّة عمر. فقال عمر: لا واللَّه، لا تدخلُ عليهم وحدَك. فقال أبو بكر: ما عسى أن يصنعوا بي، واللَّه لآتيَنَّهم. فانطلقَ أبو بكر فدخل عليهم، فتشهَّدَ عليٌّ وقال: إنّا قد عَرَفْنا فَضْلَك وما أعطاك اللَّه، ولم نَنْفَسْ عليك خيرًا ساقَه اللَّهُ إليك، ولكنَّكم اسْتَبْدَدْتُم بالأمر، وكُنَّا نرى لقرابتنا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّ لنا في هذا الأمر نصيبًا، فلم يزل عليٌّ يذكَر حتى بكى أبو بكر. فلما تكلّم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده، لَقَرابةُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أن أَصِلَ من قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم في هذه الأموال، فإنّي لَمْ آلُ فيه عن الخير، ولم أتركْ أمرًا صنعَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَّا صَنَعْتُه، فقال عليٌّ: مَوْعِدُك للبيعة العشيَّة. فلما صَلَّى أبو بكر الظهرَ رَقِيَ المِنبر، فتشهَّد، وذكر شأن عليّ وتخلُّفَه عن البيعة، وعَذَره بالذي اعتذرَ إليه، ثم استغفر. وتشهَّد عليٌّ، وعظَّمَ حقَّ أبي بكر، وذكر فضيلتَه وسابِقَتَه، وحدّث أنّه لَمْ يَحْمِلْه على الذي صنع نَفاسةً على أبي بكر ولا إنكارًا للذي فضّله اللَّه به. فأقبل النّاس على عليٍّ فقالوا: أصبْتَ وأحسنْتَ. وكان المسلمون إلى عليٍّ قريبًا حين راجع الأمرَ المعروف.
أخرجاه (1).
(3299)
الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا ثابت بن أنس: أن أبا بكر حدّثه قال:
قلتُ للنبيّ صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار: لو أنّ أحدَهم نظرَ إلى قدمَيه لأَبْصَرَنا تحتَ قدمَيه. قال: فقال أبو بكر: ما ظَنُّك باثنين اللَّهُ ثالثهما.
أخرجاه (2).
(1) البخاري 7/ 493 (4240). ومن طريق عقيل في مسلم 3/ 1380 (1759).
(2)
المسند 1/ 189 (11). ومن طريق همّام في البخاري 7/ 8 (3653)، ومسلم 4/ 1854 (2381)، وعفّان من رجال الشيخين.
(3300)
الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا ابن أبي عَروبةَ عن أبي التّيّاح عن المُغيرة بن سُبَيع عن عمرو بن حُريث عن أبي بكر الصِّدِّيق قال:
حدَّثَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنَّ الدَّجَّال يَخْرُجُ من أرضٍ يُقال لها خُراسان، يَتْبَعُه أقوامٌ كأنَّ وجوهَهم المَجانُّ المُطْرَقة"(1).
المجانّ: التُّروس. والمُطْرَقَة: التي أطْرِقَت بالعَقَب: أي ألبست.
(3301)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا صَدَقَةُ بن موسى صاحب الدّقيق عن فرقد عن مُرَّة بن شراحبيل عن أبي بكر الصِّدِّيق قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخلُ الجنّةَ بخيلٌ، ولا خَبٌّ، ولا خائن، ولا سيءُ المَلَكة (2). وأوَّلُ من يَقْرعُ بابَ الجنّة المملوكون [إذا أحسنوا فيما بينهم وبين اللَّه عز وجل، وفيما بينهَم وبين مواليهم] "(3).
(3302)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني: قال: حدّثني النَّضر بن شُمَيل المازني قال: حدّثنا أبو نَعامة قال: [حدّثني] أبو هُنيدة البراء بن نوفل عن والان العَدَوي عن حُذيفة عن أبي بكر الصِّدِّيق قال:
أصبحَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم فصلّى الغَداة، ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضَحِكَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم جلس مكانَه حتى صلّى الأولى والعصر والمغرب، كلُّ ذلك لا
(1) المسند 1/ 190 (12). ورجاله رجال الشيخين، غير المغيرة، وهو ثقة. وبهذا الإسناد أخرجه الترمذي 4/ 441 (2237) وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي التَّيَّاح. وابن ماجة 2/ 1353 (4072)، وأبو يعلى 1/ 38 (33). وقال الحاكم 4/ 527: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وصحّحه الألباني - الصحيحة 4/ 122 (1591).
(2)
الخَبَّ: الخَدّاع. وسيء الملكة: الذي يسيء صحبة المملوكين.
(3)
المسند 1/ 191 (13) والتكملة منه. وإسناده ضعيف لضعف صدقه وفرقد. من طريق فرقد في أبي يعلى 1/ 94 (93)، وقريب منه في ابن ماجة 2/ 1217 (3691). وأخرج الترمذي من طريق همّام عن فرقد:"لا يدخل الجنّة سيء الملكة" 4/ 295 (1946)، وأخرج من طريق صدقة 4/ 302 (1963)"لا يدخل الجنّة منّان ولا بخيل"، وقال: حسن غريب. وذكره الهيثمي في المجمع 4/ 239، وقال: فيه فرقد، وهو ضعيف. وضعّفه الألباني. وينظر الحديث الثالث والعشرون من هذا المسند.
يتكلَّمُ، حتى صلّى العشاء الآخرة، ثم قام إلى أهله، فقال النّاس لأبي بكر: ألا تسألُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما شأنُه؟ صنع اليوم شيئًا لَمْ يصنعه قطُّ. فسأله، فقال: "نعم، عُرِضَ عليَّ ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة، فجُمع الأولون والآخرون بصعيد واحد، ففَظعَ الناسُ بذلك حتى انطلقوا إلى آدَمَ والعَرَقُ يكادُ يُلْجِمُهم، فقالوا: يا آدمُ، أنت أبو البشر، وأنت اصطفاك اللَّه، اشفع لنا إلى ربّك. قال: لقد لقيت مثل الذي لقيتم، فانطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم، إلى نوح (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) قال: فينطلقون إلى نوح فيقولون: اشْفَعْ لنا إلى ربِّك، فأنت اصطفاك اللَّه واستجابَ لك في دُعائك، ولم يَدَعْ على الأرض من الكافرين ديَّارًا، فيقول: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى إبراهيم، فإنَّ اللَّه اتخَذَه خليلًا، فينطلقون إلى إبراهيم، فيقول: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى موسى، فإن اللَّه كلَّمَه تكليمًا، فيقول موسى: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى عيسى ابن مريم، فإنّه يُبْرِىءُ الأكمةَ والأبرصَ ويُحيي الموتى، فيقول عيسى: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى سيِّد ولدِ آدَمَ، فإنّه أَوَّلُ من تَنْشَقُّ الأرضُ عنه يوم القيامة، انطلقوا إلى محمّد فليشفْع لكم إلى ربِّكم.
قال: فينطلق، فيأتي جبريل عليه السلام ربَّه عز وجل، فيقول اللَّهُ عز وجل: ائذنْ له وبَشِّرْه بالجنة. قال: فينطلقُ به جبريل فيَخِرُّ ساجدًا قَدْر جمعة، فيقول اللَّه عز وجل: ارفَعْ رأسَك، وقُلْ تُسْمَعْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، قال: فيرفعُ رأسَه، فإذا نظرَ إلى ربِّه عز وجل خرَّ ساجدًا قَدْرَ جُمعة أخرى، فيقول اللَّهُ عز وجل: ارفعْ رأسَك، وقُلْ تُسْمَعْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ. قال: فيذهبُ لِيقَعَ ساجدًا، فيأخذُ جبريل بضَبُعَيه، فيفتحُ اللَّه عليه من الدعاء ما لم يفتَحْه على بشر قطَّ، فيقول: أيْ ربِّ خَلَقْتَني سيِّدَ ولدِ آدم ولا فخرَ، وأَوَّلَ من تنشقُّ عنه الأرضُ يوم القيامة ولا فخرَ، حتى إنّ لَيِرَدُ عليَّ الحوضَ أكثرُ ممّا بين صنعاءَ وأيلةَ، ثم يقال: ادعو الصِّدّيقين فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الأنبياء. قال فيجيءُ النَّبِيُّ معه العصابةُ، والنبيُّ ومعه الخمسة والستَّة، والنبيّ وليس معه أحد، ثم يقال: ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا. قال: فإذا فعلتِ الشهداء ذلك قال: يقولُ اللَّه عز وجل: أنا أرحمُ الراحمين، أَدْخِلوا جنَّتي مَن كان لا يُشْرِكُ بي شيئًا. قال: فيدخلون الجنّة. قال: ثم يقول عز وجل: انظُروا في النّار، هل تلقَون من أحد عمل خيرًا قطُّ. قال: فيجدون في النّار رجلًا، فيقول له: هل عَمِلْتَ خيرًا قطّ؟ فيقول: لا، غير أني كنتُ أُسامح النّاسَ في البيع، فيقول اللَّه عز وجل:
اسْمَحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي. ثم يُخرجون من النّار رجلًا فيقول له: هل عملت خيرًا قطُّ؟ فيقول: لا، غيرَ أنّي قد أمرت ولدي: إذا مِتُّ فأَحْرِقوني بالنار ثم اطحَنوني، حتى إذا كنتُ مثل الكُحل فاذهبوا بي إلى البحر فاذْرُوني في الرِّيح، فواللَّه لا يَقْدِرُ عليَّ ربُّ العالمين أبدًا. فقال اللَّه عز وجل: لِمَ فَعَلْتَ ذلك؟ قال: من مخافتك، قال: فيقول اللَّه عز وجل: انظر إلى مُلْكِ أعظمِ مَلِك، فإنَّ لك مثلَه وعشرةَ أمثاله. قال: فيقول: لِمَ تَسْخَرُ بي وأنت المَلِك؟ قال: وذلك الذي ضَحِكْتُ منه من الضُّحى" (1).
(3303)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة عن داود بن عبد اللَّه الأَوديّ عن حُميد بن عبد الرحمن قال:
تُوُفّي الرسولُ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة. قال: فجاء فكشفَ عن وجهه فقبَّلَه وقال: فِدًى لك أبي وأمي، ما أطيبَك حيًّا ومَيْتًا، ماتَ محمّد وربِّ الكعبة. فذكر الحديث.
قال: وانطلق أبو بكر وعمر يتقاوَدان حتى أتَوهم، فتكلَّم أبو بكر فلم يتركْ شيئًا أُنزل في الأنصار ولا ذكره رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلَّا ذكره. وقال: لقد عَلِمْتُم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لو سَلَكَ الناسُ واديًا وسلَكَتِ الأنصارُ واديًا سلكْتُ واديَ الأنصار" ولقد علمتَ يا سعدُ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: "قريشٌ ولاة هذا الأمر، فبَرُّ النّاس تَبَعٌ لبَرِّهم، وفاجِرُهم تَبَعٌ لفاجرهم". قال: فقال سعد: صَدَقْتَ، نحن الوزراءُ، وأنتم الأمراء (2).
(1) المسند 1/ 193 (15)، وأبو يعلى 1/ 56، 60 (56، 57)، ومن طريق النضر أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 549 (833). قال الهيثمي 10/ 377 بعد أن نسبه لأحمد وأبي يعلى والبزّار: ورجالهم ثقات. وفي صحيح ابن حبان 14/ 393 (6476): أخبرنا عبد اللَّه بن محمد الأزدي بخبر غريب، حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم حدّثنا النضر وقال عقبه: قال إسحاق: هذا من أشرف الحديث، وقد روى هذا الحديث عدَّةٌ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم نحو هذا، منهم حذيفة وابن مسعود وأبو هريرة وغيرهم. وقد قوَّى محقّق ابن حبّان إسناده، وحسّنوه في المسند، وصحّح شاكر إسناده، ومحقّق السنة. وذكر المحقّقون شواهد للحديث تصحّحه.
(2)
المسند 1/ 198 (18). وقد ذكر الشيخ شاكر ومحقّقو المسند أنّه مرسل، لأنَّ حميدًا لم يدرك الصدّيق، ولم يصرّح بمن حدّثه. وذكر محقّقو المسند شواهد تصحّحه لغيره.
وتمام الخبر في حديث "السقيفة" الطويل، وهو في المسند 1/ 449 (391) - مسند عمر، ويأتي في مسند عمر (5802).
(3304)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا علي بن عيّاش قال: حدّثنا العَطّاف بن خالد قال: حدّثني رجل من أهل البصرة عن طلحة بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق عن أبيه قال: سمعت أبي يذكر أن أباه سمع أبا بكر وهو يقول:
قلتُ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا رسول اللَّه، أنعملُ على ما فُرِغ منه أو على أمر مُؤْتَنَف؟ قال:"بل على أمرٍ قد فُرغَ منه" قال: ففيم العملُ يا رسول اللَّه؟ قال: "كلٌّ مُيَسَّر لما خُلِقَ له"(1).
(3305)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليَمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني رجل من الأنصار من أهل الفقه أنّه سمع عثمان بن عفّان يحدّث:
أنَّ رجالًا من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم حين تُوُفّي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حَزِنوا عليه حتى كاد بعضهم يوسوس. قال عثمان: فكنتُ منهم، فبينا أنا جالس في ظِلِّ أُطُمٍ من الآطام مرّ عليَّ عمرُ فسلّم عليَّ، فلم أشعرْ أنّه مرّ ولا سلّمَ، فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر فقال له: ما يُعجبك أنّني مررتُ على عثمان فسلَّمْتُ عليه فلم يَرُدَّ عليَّ السلام، فأقبل هو وأبو بكر في ولاية أبي بكر حتى سلَّما جميعًا، ثم قال أبو بكر: جاءني أخوك عمر يذكر أنّه مرَّ عليك فسلَّمَ فلم تَرُدّ عليه السلام، فما الذي حملَك على ذلك؟ قال: قلتُ: ما فعلتُ. فقال عمر: بلى واللَّه، لقد فعلتَ ولكنّها عُبِّيَّتُكم (2) يا بني أُميّة. قال: قلتُ: واللَّه ما شعرْتُ أنَّكَ مَرَرْتَ ولا سَلَّمْتَ. قال أبو بكر: صدق، قد شغلك عن ذلك أمر؟ فقلت: أجل. قال: ما هو؟ فقال عثمان: توفَّى اللَّهُ عز وجل نبيَّه صلى الله عليه وسلم قبل أن نسألَه عن نجاة هذا الأمر. فقال أبو بكر: قد سألتُه عن ذلك. قال: فقُمْتُ إليه فقلتُ له: بأبي أنت وأمّي، آنت بها (3). فقال أبو بكر: قلتُ: يا رسول اللَّه، ما نجاة هذا الأمر؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(1) المسند 1/ 199 (19). وأخرجه الطبراني في الكبير 1/ 64 (47) من طريق عطاف عن طلحة بن عبد اللَّه. والحديث عندهما، وكذا في الأطراف 6/ 86 (7808)، والإتحاف 5/ 248 (9309). . . عن طلحة بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال: سمعت. . . قال محقّقو المسند: "عن أبيه خطأ يقينًا". وفي إسناده رجل مجهول. قال الهيثمي 7/ 197: وعطّاف وثّقه ابن معين وجماعة، وفيه ضعف، بقية رجاله ثقات، إلَّا أن في رجال أحمد رجلًا مبهمًا لَمْ يُسَمّ.
(2)
العُبّيّة: الكبر.
(3)
في المسند: "أنت أحقّ بها".
"مَنْ قَيلَ منّي الكَلِمةَ التي عَرَضْتُ على عمّي فردَّها عليَّ، هي له نجاة"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد وسعيد بن سلمة بن أبي الحُسام عن عمرو بن أبي عمرو عن أبي الحُويرث عن محمد بن جُبير بن مُطعم أن عثمان قال:
تمنَّيت أن أكون سألتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ماذا ينجينا مما يُلقي الشيطانُ في أنفسنا؟ فقال أبو بكر: قد سألتُه عن ذلك فقال: "ينُجيكم من ذلك أن تقولوا ما أمرتُ به عمّي أن يقولَه فلم يَقُلْه"(2).
(3306)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن عبد ربّه قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد قال: حدّثني شيخ من قريش عن رجاء بن حيوة عن جُنادة بن أبي أميّة عن يزيد بن أبي سفيان قال:
قال أبو بكر حين بعثَني إلى الشام: يا يزيدُ، إنّ لك قرابةً عَسَيْتُ أن تُؤْثِرَهم بالإمارة، وذلك أكبر ما أخافُ عليك، فإنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من ولي من أمر المسلمين شيئًا فأمَّرَ عليهم أحدًا مُحاباةً فعليه لعنة اللَّه، لا يقبل اللَّه منه صَرفًا ولا عَدْلًا، حتى يُدْخِلَه جهنّم. ومن أعطى أحدًا حِمى اللَّه فقد انتهك في حمى اللَّه شيئًا بغيره حقِّه، فعليه لعنةُ اللَّه" أو قال: "بَرِئَتْ منه ذِمَّةُ اللَّه تعالى"(3).
(3307)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا المسعودي قال: حدّثني بكير بن الأخنس عن رجل عن أبي بكر الصّدّيق قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُعطيتُ سبعين ألفًا يدخلون الجنّة بغير حساب، وجوهُهم
(1) المسند 1/ 201 (20). وإسناده ضعيف لجهالة الأنصاري الراوي عن عثمان.
(2)
المسند 1/ 211 (37). ومن طريق عمرو أخرجه أبو يعلى 1/ 121 (133). وأعلّه الهيثمي في المجمع 1/ 38 بأبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، قال: وثّقه ابن حبان، والأكثر على تضعيفه. ولكن المحقّقين أضافوا إلى ذلك الانقطاع: فمحمد بن جبير لم يدرك عثمان.
(3)
المسند 1/ 202 (21). وفي إسناده مجهول. وأخرجه الحاكم 4/ 93 عن بكر بن خنيس عن رجاء ابن حيوة، صحّح إسناده. قال الذهبي: بكر، قال الدارقطني: متروك. قال الهيثمي 5/ 235: رواه أحمد، وفيه رجل لم يُسَمّ. وقد ضعّف المحقّقون إسناده لجهالة أحد رواته.
كالقمر ليلة البدر، قلوبُهم على قلب رجل واحد، فاستزدْت ربّي عز وجل فزادنَي مع كلّ واحد سبعين ألفًا" قال أبو بكر: فرأيتُ [أنّ] ذلك آتٍ على أهل القُرى ومصيبٌ من حافات البوادي (1).
(3308)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن نمير قال: أخبرنا إسماعيل عن أبي بكر عن أبي زهير قال:
أُخْبِرتُ أن أبا بكر قال: يا رسولَ اللَّه، كيف الصلاحُ بعد هذه الآية:{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] فكل سُوء عَمِلْنا جُزينا به؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "غَفَرَ اللَّهُ لك يا أبا بكر، أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ؟ أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ تُصيبك اللأَواءُ؟ قال: بلى. قال: "فهو ما تُجْزَون به" (2).
(3309)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى وعفّان قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة (3)[أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقضي].
وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوجهه
…
ربيعُ اليتامى، عِصمةٌ للأرامل
فقال أبو بكر: ذاك واللَّهِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (4).
(1) المسند 1/ 203 (22). ومن طريق المسعودي في أبي يعلى 1/ 105 (112)، والمسعودي اختلط. قال الهيثمي - المجمع 1/ 413: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيهما المسعودي وقد اختلط، وتابعيّه لم يُسَمّ، وبقيّة رجال أحمد رجال الصحيح.
(2)
المسند 1/ 229 (68)، وأخرجه أبو يعلى من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد 1/ 97، 98 (98 - 101). وقد صحّحه ابن حبّان من طريق إسماعيل 7/ 170 (2910)، وصحّح الحاكم إسناده 3/ 74، ووافقه الذهبي، مع أن أبا بكر بن أبي زهير لم يسمع من الصديق كما صرّح بذلك بقوله: أُخبرت. . . وقد عجب الشيخ أحمد شاكر لتصحيح الحاكم والذهبي لإسناده. وصحّحه المحقّقون لغيره، وساقوا شواهده.
(3)
هذه نهاية النسخة المخطوطة - الكويتية ك. وبها ينتهي الموجود من مسند الصّدّيق. وقد أُكمل هذا الحديث من المسند، واستدركت بعض الأحاديث اجتهادًا ليتمّم مسند الصّدّيق، واللَّه ييسّر لنا الحصول على ما فُقد من الكتاب.
(4)
المسند 1/ 205 (26). وفي إسناده علي بن زيد، ابن جدعان، ضعيف. ومع ذلك صحح الشيخ شاكر إسناده.
وفي صحيح الإمام البخاري 2/ 494 (1008) بإسناده: سمعت ابن عمر يتمثّل بشعر أبي طالب: . . وذكر البيت، وفيه "ثمال" بدل "ربيع". ثم روى بعده (1009) عن ابن عمر: ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبيّ صلى الله عليه وسلم يستسقي، فما ينزل حتى يجيش كلّ ميزاب، وذكر البيت. وينظر الفتح 2/ 496.
(3310)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة - قال عبد اللَّه بن أحمد: وسَمِعْتُه من عبد اللَّه قال: حدّثنا محمد بن فُضيل عن الوليد بن جُمَيع عن أبي بكر قال:
لما قُبِضَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَت فاطمةً إلى أبي بكر: أنتَ وَرِثْتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أم أهلُه؟ قال: فقال: لا، بل أهلُه. قالت: فأين سَهْمُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: إنيّ سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ اللَّه عز وجل إذا أطعمَ نبيًّا طُعْمةً ثم قَبَضَه جعلَه للذي يقوم من بعده". فرأيتُ أن أَرُدَّه على المسلمين. قالت: فأنتَ وما سَمِعْتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعلم (1).
(3311)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش عن عاصم عن زِرّ عن عبد اللَّه:
أن أبا بكر وعمر بشّراه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سَرّه أن يقرأَ القرآن غَضًّا كما أُنْزِل فلْيقرأْه على قراءة أمِّ عَبد"(2).
(3312)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن عمر قال:
تَأَيَّمَتْ حفصةُ بنت عمر من خُنيس بن حذافهَ (3) - وكان من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم ممّن شهد بدرًا، فتوفّي بالمدينة، قال: فلقيث عثمانَ بن عفّان فعَرَضْتُ عليه حفصة، فقلت: إن شئتَ أنكحْتُك حفصة. قال: سأنظر في ذلك. فلَبِثْتُ ليالي، فَلَقِيني فقال: ما أريدُ أن أتزوَّجَ يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر فقلت: إنّ شئتَ أنكحْتُك حفصة ابنةَ عمر، فلم يرجع إليّ شيئًا، فكنتُ أوجدَ عليه مني على عثمان. فَلِبثْتُ ليالي، فخطبَها إليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأنْكَحْتها إياه، فلَقِيَني أبو بكر فقال: لعلَّك وَجَدْت عليَّ حين عَرَضْتَ عليَّ
(1) المسند 1/ 191 (14). ومن طريق ابن فضيل أخرجه أبو داود 3/ 144 (2973) باختصار، وأخرجه أبو يعلى 1/ 40 (37). وقد ذكر الإمامان ابن كثير - البداية 5/ 289، وابن حجر - الفتح 2/ 206 أن في الحديث غرابة ونكارة.
(2)
المسند 1/ 211 (35)، وابن ماجة 1/ 49 (138). وصحّحه ابن حبان 15/ 452 (7066). والألباني، وحسّن محقّقو المسند وابن حبّان إسناده لعاصم بن أبي النجود.
(3)
ينظر كشف المشكل 2/ 23.
حفصةَ فلم أرجعْ إليك شيئًا؟ قال: قلتُ: نعم. قال: فإنّه لم يَمْنَعْني أن أرجعَ إليك شيئًا حين عرضْتَها عليّ إلا أنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يذكُرُها، ولم أكنْ لأُفْشِيَ سِرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولو تَرَكَها نَكَحْتُها.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(3313)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن سليمان قال: سمعتُ المُغيرة بن مُسلم عن فَرقد السَّبُخي عن مُرّةَ الطيّب عن أبي بكر الصِّدِّيق قال:
قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنةَ سيءُ المَلَكة" فقال رجل: يا رسول اللَّه، أليس أخبرْتَنا أن هذه الأمَّةَ أكثرُ الأُمَم مملوكين وأيتامًا؟ قال:"بلى، فأَكْرِموهم كرامةَ أولادكم، وأطْعِموهم مما تأكلون".
قالوا: فما ينفُعنا في الدنيا يا رسول اللَّه؟ قال: "فَرَسٌ صالحُ تَرْتَبِطُه، تُقاتِلُ عليه في سبيل اللَّه، ومملوكُك يكفيك، فإذا صلّى فهو أخوك، فإذا صلّى فهو أخوك"(2).
(3314)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرني يعلى بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم يقول: سمعتُ أبا هريرة يقول:
قال أبو بكر: يا رسول اللَّه، علِّمْني شيئًا أقولُه إذا أَصْبَحْتُ وإذا أَمْسَيْتُ وإذا أخذْتُ مَضْجَعي. قال:"قُل: اللهمّ فاطرَ السموات والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهدُ أن لا إله إلا أنت، أعوذُ بك من شرّ نَفسي، وشرِّ الشيطان وشِركه"(3).
(1) المسند 1/ 236 (74). ومن طريق الزهري في البخاري 7/ 317 (4005)، ومن طريق معمر باختصار 9/ 183 (5129). وعبد الرزّاق من رجال الشيخين.
(2)
المسند 1/ 237 (75)، وسنن ابن ماجة 2/ 1217 (3691)، وأبو يعلى 1/ 94 (94). قال البوصيري: في إسناده فرقد السبخي، وهو وإن وثّقه ابن معين في رواية فقد ضعّفه في أخرى، وضعّفه البخاري وغيره. وقال الهيثمي في المجمع 4/ 239: روى الترمذي وغيره طرفًا منه، رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه فرقد السبخي، وهو ضعيف. وينظر الحديث الحادي عشر من هذا المسند.
(3)
المسند 1/ 220 (51). عمرو بن عاصم ثقة، روى له الترمذي والنسائي وأبو داود، وسائر رجاله رجال الصحيح. ومن طريق شعبة أخرجه الترمذي 5/ 435 (3392) وقال: حسن صحيح، والبخاري في الأدب المفرد 2/ 682 (1202)، وصحّحه ابن حبّان 3/ 242 (962)، ومن طريق يعلى أخرجه أبو داود 4/ 316، وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 1/ 513، وصحّحه المحقّقون والألباني.
(3315)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن توبة العنبري قال: سمعتُ أبا سَوّار القاضي يقول: عن أبي برزة الأسلمي قال:
أَغْلَظَ رجلٌ لأبي بكر الصّدّيق، قال: فقال أبو بَرزة: ألا أَضْربُ عُنُقَه؟ فانتهرَه وقال: ما هي لأحدٍ بعدَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1).
(3316)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس عن الزّهري قال: أخبرني ابن السبّاق قال: أخبرني زيد بن ثابت:
أن أبا بكر أرسلَ إليه مَقْتَلَ أهل اليمامة، فإذا عمرُ عنده، فقال أبو بكر: إنّ عمر أتاني فقال: إنّ القتلَ قد اسْتَحَرَّ (2) بأهل اليمامة من قُرَّاء القرآن من المسلمين، وأنا أخشى أن يَسْتَحِرَّ القتلَ بالقُرّاء في المواطن فيذهبَ قرآنٌ كثير لا يُوعى، وإنّي أرى أن تأمرَ بجمع القرآن. فقلتُ لعمر: وكيفَ أفعلُ شيئًا لم يفعلْه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو واللَّه خير. فلم يزلْ يُراجِعني في ذلك حتى شرحَ اللَّه بذلك صدري ورأيتُ فيه الذي رأى عمر. وعمرُ عنده جالس لا يتكلّم.
فقال أبو بكر: إنّك شابٌّ عاقل لا نَتَّهِمُك، وقد كنتَ تكتبُ الوحيَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فاجْمَعْه. قال زيدٌ: فواللَّه لو كلَّفُوني نَقْلَ جَبَلٍ من الجبال ما كان بأثقلَ عليّ ممّا أمرَني به من جمع القرآن. فقلتُ: كيف تفعلون شيئًا لم يفعله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟
انفرد بإخراجه البخاري (3).
(3317)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه ابن الزبير قال: حدّثنا عمر بن سعيد عن أبي مُلَكية قال: أخبرني عُقبة بن الحارث قال:
خرجْتُ مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم بليالٍ وعليٌّ يمشي إلى
(1) المسند 1/ 222 (54). رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سَوّار، عبد اللَّه بن قدامة ثقة، روى له النسائي. ومن طريق شعبة أخرجه النسائي 7/ 108، وأبو يعلى 1/ 84 (81)، وصحّحه الألباني والمحقّقون.
(2)
استحرّ: اشتدّ وكثُر.
(3)
المسند 1/ 238 (76). والحديث بأطول من هذا في البخاري 9/ 11 (4986)، 13/ 183 (7191) من طريق ابن شهاب. ومن فوقه رجال الشيخين.
جنبه، فمرَّ حسن بن علي يلعب مع غلمان، فاحتملَه على رقبته وهو يقول: وا، بأبي شِبه النبي، ليس شبيهًا بعلي قال: وعليٌّ يضحك.
انفرد بإخراجه البخاري (1).
(3318)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبي بكر قال:
كنتُ عند النبيّ صلى الله عليه وسلم جالسًا، فجاء ماعزُ بن مالك فاعترفَ عنده مرّةً فردّه، ثم جاء فاعترف عنده الثانية فردّه، ثم جاء فاعترفَ الثالثةَ فردّه، فقلت له: إنّك إن اعترفْتَ الرابعة رَجَمَك. قال: فاعترف الرابعة، فحبسَه ثم سألَ عنه، فقالوا: ما نعلم إلا خيرًا. قال: فأمرَ برجمة (2).
(3319)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عيّاش قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثني وَحْشِيُّ بن حَرب بن وَحْشِيّ بن حَرب عن أبيه عن جدّه وَحْشي:
أن أبا بكر عَقَدَ لخالد بن الوليد على قتال أهل الرِّدَّة، وقال: إني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "نِعْمَ عبدُ اللَّه وأخو العشيرة خالدُ بن الوليد، وسيفٌ من سيوف اللَّه سلَّه اللَّهُ عز وجل على الكفّار والمنافقين"(3).
(3320)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن يزيد قال: أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرْتُ أن أقاتِلَ النّاسَ حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فإذا قالوها
(1) المسند 1/ 213 (40). ومن طريق عمر بن سعيد أخرجه البخاري 6/ 563 (3542). وشيخ أحمد من رجال الشيخين.
(2)
المسند 1/ 214 (41). وجابر الجعفي ضعيف. ومن طريق إسرائيل أخرجه أبو يعلى 1/ 42 (40). وذكره الهيثمي 6/ 269 وقال: في أسانيدهم كلّها جابر بن يزيد الجعفي، وهو ضعيف. وللحديث شواهد ذكرها محقّقو المسند.
(3)
المسند 1/ 216 (43). ووثّق الهيثمي رجاله 9/ 351، وصحّح الحديث محقّقو المسند بشواهده، وضعّفوا إسناده.
عَصَموا منّى دماءهم وأموالَهم إلا بحقِّها، وحسابُهم على اللَّه".
قال: فلما كانت الرِّدَّةُ قال عمر لأبي بكر: نُقاتِلُهم وقد سَمِعْتَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا؟ قال: فقال أبو بكر: واللَّه لا أُفَرِّقُ بين الصلاة والزّكاة، ولأُقاتِلَنَّ من فَرَّق بينهما. قال: فقاتَلْنا معه فرأينا ذلك رَشَدًا.
أخرجاه (1).
* * * *
(1) المسند 1/ 228 (67) وسفيان بن حسين لم يوثّق في روايته عن الزهري، لكنه متابع، وقد روي الحديث من طرق عن الزهري: البخاري 3/ 262 (1399، 1400)، ومسلم 1/ 51 (20).