المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(324) مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٤

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌(282) مسند العبّاس بن عبد المُطَّلِب

- ‌(283) مسند العَبّاس بن مِرْداس السُّلَميّ

- ‌(284) مسند عبد اللَّه بن أبي حبيبة

- ‌(285) مسند عبد اللَّه بن الأرقم ابن عبد يغوث القرشي

- ‌(286) مسند عبد اللَّه بن أقرم بن زيد أبي مَعبد الخزاعي

- ‌(287) مسند عبد اللَّه بن أُنَيس بن أسعد بن حِزام أبي يحيى الجُهَنِيّ

- ‌(288) مسند عبد اللَّه بن بدر الجُهَنِيّ

- ‌(289) مسند عبد اللَّه بن بُسْر بن صفوان المازِنيّ

- ‌(290) مسند عبد اللَّه بن ثابت

- ‌(291) مسند عبد اللَّه بن ثعلبة بن صُعَير

- ‌(292) مسند عبد اللَّه بن جابر

- ‌(293) مسند عبد اللَّه بن جَحش

- ‌(294) مسند عبد اللَّه بن أبي الجَدعاء

- ‌(295) مسند عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب

- ‌(296) مسند أبي جُهَيم عبد اللَّه بن الحارث بن الصِّمَّة

- ‌(297) مسند عبد اللَّه بن الحارث بن جَزء الزُّبَيدي

- ‌(298) مسند عبد اللَّه بن حُبْشِيّ الخَثْعَمِيّ

- ‌(299) مسند عبد اللَّه بن أبي حَدْرَد

- ‌(300) مسند عبد اللَّه بن حُذافة بن قيس أبي حُذافة السَّهمي

- ‌(301) مسند عبد اللَّه بن حَنْظَلَةَ بن الرَّاهِب أبي عبد الرحمن الأنصاري

- ‌(302) مسند عبد اللَّه بن حَوالَة

- ‌(303) مسند عبد اللَّه بن خُبيب الجُهَنيّ

- ‌(304) مسند عبد اللَّه بن رُبَيِّعة بن فَرْقَد السُّلَميّ

- ‌(305) مسند عبد اللَّه بن رَواحة

- ‌(306) مسند عبد اللَّه بن الزُّبير بن العَوّام

- ‌(307) مسند عبد اللَّه بن زَمْعَة بن الأسود ابن المُطَّلِب القُرَشِيّ

- ‌(308) مسند عبد اللَّه بن زَيد بن ثَعْلَبَة بن عبدِ ربِّه صاحب الأذان

- ‌(310) مسند عبد اللَّه بن السائب بن صيفي أبي عبد الرحمن المخزومي

- ‌(311) مسند عبد اللَّه بن سَرْجس

- ‌(312) مسند عبد اللَّه] (1) بن سعد

- ‌(313) مسند عبد اللَّه بن سَلام

- ‌(314) مسند عبد اللَّه بن أبي أُمَيّة

- ‌(315) مسند عبد اللَّه بن الشِّخِّير بن عَوف أبي مُطَرِّف العامِريّ

- ‌(316) مسند عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة العَدَويّ

- ‌(317) مسند عبد اللَّه بن العبّاس بن عبد المُطَّلِب

- ‌(318) مسند (1) عبد اللَّه بن عبد الأسد أبي سَلَمة المَخْزُوميّ

- ‌(319) مسند عبد اللَّه بن عَتيك الأنصاريّ

- ‌(320) مسند (1) أبي بكر الصِّدِّيق

- ‌(321) مسند عبد اللَّه بن عَدِيّ بن الحَمراء الزُّهري

- ‌(322) مسند عبد اللَّه بن عَدِيّ الأنصاري

- ‌(323) مسند عبد اللَّه بن علقمة

- ‌(324) مسند عبد اللَّه بن عمر بن الخَطّاب

- ‌(325) مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص

- ‌(326) مسند عبد اللَّه بن عمرو بن قيس أبي أُبيّ الأنصاريّ

- ‌(327) مسند عبد اللَّه بن أبي ربيعة

- ‌(328) مسند عبد اللَّه بن عمرو بن هلال المُزَنيّ

- ‌(329) مسند عبد اللَّه بن عِنَبة أبي عنِبة الخَولاني

- ‌(330) مسند عبد اللَّه بن قُرط الأزديّ

الفصل: ‌(324) مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب

(324) مسند عبد اللَّه بن عمر بن الخَطّاب

(1)

(3343)

الحديث الأول: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عُبيد اللَّه بن موسى قال: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن عِكرمة بن خالد عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلّا اللَّه وأن محمّدًا رسول اللَّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحجّ، وصوم رمضان".

أخرجاه في الصحيحين (2).

(3344)

الحديث الثاني: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا سُلَيم بن أخضر عن عُبيد اللَّه بن عمر قال: حدّثنا نافع عن عبد اللَّه بن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَسَمَ في النَّفَل: للفرس سهمين، وللرجل سهمًا.

أخرجاه (3).

(3345)

الحديث الثالث: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن نافع عن عبد اللَّه بن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث".

(1) ينظر الطبقات 4/ 105، والآحاد 2/ 53، ومعرفة الصحابة 4/ 1707، والاستيعاب 2/ 333، والتهذيب 7/ 213، والسير 3/ 202، والإصابة 2/ 338.

وعبد اللَّه بن عمر من الصحابة المكثرين، ومسنده في الجمع (76) فيه مائتان واثنان وسبعون حديثًا، اتّفق الشيخان على مائة وسبعين، وانفرد البخاري بواحد وثمانين، ومسلم بواحد وثلاثين. وذكر ابن الجوزي في التلقيح 363 أن له ألفين وستمائة وثلاثين حديثًا، وهو يلي أبا هريرة في عدد الرواية.

وهذا المسند ممّا لم نعثر على مخطوطته. وكان يمكن أن يكون له عند ابن الجوزيّ ما لا يقلّ عن خمسمائة حديث، قياسًا على عمله في غيره. وقد رأيت -إتمامًا للكتاب- اختيار حوالي ثلاثمائة حديث من مصادر ابن الجوزيّ.

(2)

البخاري 1/ 49 (8). ومن طرق عن ابن عمر في مسلم 1/ 45 (16). وينظر المسند 8/ 417 (4798).

(3)

مسلم 3/ 1383 (1762). ومن طرق عبيد اللَّه في البخاري 6/ 67 (2863)، وأحمد 1/ 18 (4448).

ص: 319

أخرجاه (1).

(3346)

الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا يونس عن زياد بن جُبير قال:

رأيتُ رجلًا جاء ابن عمر، فسأله فقال: إنّه نَذَرَ أن يصومَ كلَّ أربعاء، فأتى ذلك على يوم أضحى أو فطر. فقال ابن عمر: أمرَ اللَّه بوفاء النّذر، ونهانا رسول اللَّه عن صوم يوم النّحر.

أخرجاه (2).

(3347)

الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أعتقَ نصيبًا له في مملوك كُلِّفَ أن يُتِمَّ عِتْقَه بقيمة عَدلٍ".

أخرجاه (3).

(3348)

الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن أبي ذئب عن الزُّهري عن سالم عن أبيه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جمع بين المغرب والعشاء بجمع، بإقامة، ولم يُسبِّح فيهما ولا على إثر واحدةٍ منهما.

أخرجاه (4).

(1) البخاري 11/ 81 (6288). ومن طرق عن مالك وغيره عن نافع في مسلم 4/ 1717 (2183). والحديث في المسند 8/ 15 (4450). وذكر المحقّقون مواضعه في المسند.

(2)

المسند 8/ 16 (4449). ورجاله رجال الشيخين. ومن طرق عن زياد في البخاري 4/ 420 (1994)، وفيه الأطراف، ومسلم 2/ 800 (1139). ولم يُحدّد يوم الصوم في بعض الروايات، واختُلف فيه في روايات.

(3)

المسند 8/ 16 (4451)، ومسلم 2/ 1139 (1501)، عن يحيى وغيره عن نافع. ومن طريق نافع أخرجه البخاري 5/ 137 (2503). وينظر البخاري 5/ 132 (2491).

(4)

المسند 9/ 166 (5186)، ومن طريق ابن أبي ذئب أخرجه البخاري 3/ 523 (1673). والحديث بمعناه في مسلم 1/ 488 (703) من طريق الزهري.

ص: 320

(3349)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم عن يَعْلَى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي عن ابن عمر: أنّه مرّ بأبي هريرة وهو يحدّث:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من تَبعَ جِنازةً فصلّى عليها فله قيراط، فإن شَهِدَ دَفْنَها فله قيراطان، القيراط أعظمُ من أُحُد". فقال له ابنُ عمر: أبا هرٍّ، انظُر ما تُحَدِّثُ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق به إلى عائشة، فقال لها: يا أمِّ المؤمنين، أنْشُدك باللَّه، أسَمِعْتِ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"من تَبعَ جنازة فصلّى عليها فله قيراط، فإن شَهِدَ دفنها فله قيراطان"؟ فقالت: اللهمّ نعم.

فقال أبو هريرة: إنّه لم يكن يَشْغَلُني عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غرسُ الوَدِيّ، ولا صَفْقٌ بالأسواق (1)، إني إنّما كنتُ أطلبُ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلمةً يُعَلِّمُنيها، وأكلةً يُطْعِمنيها. فقال له ابن عمر: أنت يا أبا هريرة كنتَ ألزمَنا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأعْلَمَنا بحديثه.

أخرجاه (2).

(3350)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر:

أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه، ما يَلْبَسُ المُحرم؟ أو قال: ما يَتْرِكُ المحرمُ؟ فقال: "لا يلبسُ القميصَ، ولا السراويلَ ولا العِمامةَ، ولا الخُفين، إلّا أن لا يجدَ نعلين، فمن لم يجد نعلين فليلبسْهما أسفل من الكعبين، ولا البُرْنُسَ، ولا شيئًا من الثّياب مسّه وَرسٌ ولا زعفران".

أخرجاه (3).

(3351)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا يحيى بن سعيد وعُبيد اللَّه بن عمر وابن عون وغيرُ واحدٍ عن نافع عن ابن عمر:

(1) الوديّ: صغار فسيل النخل، الواحدة وديّة. أي: لم يكن مشغولًا بالزرع، ولا بالبيع.

(2)

المسند 8/ 20 (4453)، وإسناده صحيح. وبمعناه أخرجه البخاري 1/ 108 (47)، 3/ 192 (1323، 1324)، ومسلم 2/ 652، 653 (945).

(3)

المسند 8/ 62 (4482)، ومن طريق أيوب أخرجه البخاري 10/ 266 (5694)، وينظر 1/ 23 (134). ومن طريق نافع أخرجه مسلم 2/ 834 (1177).

ص: 321

أن رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: من أين يُحْرِم؟ قال: "مُهَلُّ أهلِ المدينة من ذي الحُلَيفة، ومُهَلُّ أهل الشام من الجُحْفَة، ومُهَلُّ أهل اليمن من يَلَمْلَم، ومُهَلُّ أهل نجد من قَرْن".

وقال ابن عمر: وقاس الناسُ ذات عِرق بقَرْن.

أخرجاه (1).

(3352)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا حُميد عن بكر بن عبد اللَّه عن ابن عمر قال:

كانت تلبية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لبَّيك اللهمّ لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إنّ الحمدَ والنعمةَ لك والملك، لا شريك لك".

وزاد فيها ابن عمر: لبَّيك لبَّيك وسَعْدَيك، والخيرُ في يديك، لبَّيك، والرَّغباء إليك والعمل.

أخرجاه (2).

(3353)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عبد اللَّه بن أبي سلمة عن عبد اللَّه بن عمر قال:

غَدَونا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مِنًى إلى عرفات، منا المُلَبِّي، ومنا المُكَبِّر.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(3354)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزُّهري عن سالم عن أبيه قال:

سُئل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عمّا يَقْتُلُ المُحرِمُ من الدوابّ. قال: "خمسٌ لا جُناح على مَنْ قتلهن في الحَرَم: العقرب، والفأرة، والغراب، والحِدأَةُ، والكلب العَقور".

(1) المسند 8/ 23 (4455). ومن طرق عن نافع أخرجه البخاري 1/ 230 (133) وفيه الأطراف، ومسلم 2/ 839 (1182).

(2)

المسند 8/ 24 (4457). وإسناده صحيح. وبأسانيد أخرى في مسلم 2/ 841، 842 (1184)، والبخاري 3/ 408 (1549). وينظر الفتح 3/ 410.

(3)

المسند 8/ 357 (4733). ومن طريق أحمد وغيره أخرجه مسلم 1/ 933 (1284).

ص: 322

أخرجاه (1).

(3355)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا يونس ابن عُبيد قال: أخبرني زياد بن جُبير قال:

كنتُ مع ابن عمر بمِنًى، فمرّ رجل وهو ينحرُ بَدَنَةً وهي باركة، فقال: ابعَثْها قيامًا مقيّدة، سنّةَ محمد صلى الله عليه وسلم.

أخرجاه (2).

(3356)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا عطاء ابن السائب عن عبد اللَّه بن عُبيد بن عمير أنّه سمع أباه يقول لابن عمر:

مالي لا أراك تستلمُ إلّا هذين الرُّكنين: الحجر الأسود والرُّكن اليماني؟ فقال ابن عمر: إنّ أفعلْ فقد سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ استلامهما يحُطُّ الخطايا".

قال: وسمعتُه يقول: "من طاف أسبوعًا (3) يُحصيه، وصلّى ركعتين، كان له كعِدل رقبة".

قال: وسمعته يقول: "ما رفع رجلٌ قدمًا ولا وضعها إلّا كُتبَتْ له عشر حسنات، وحُطّ عنه عشر سيئات، ورُفع له عشر درجات"(4).

(3357)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر قال:

(1) المسند 8/ 143 (4543)، ومسلم 2/ 857 (1199). وقد أخرجه البخاري 4/ 34 (1828) من طريق الزهري عن سالم عن عبد اللَّه بن عمر عن حفصة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومن طريق عبد اللَّه بن دينار عن عبد اللَّه بن عمر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في 6/ 355 (3315).

(2)

المسند 8/ 27 (4459). ومن طريق يونس في البخاري 3/ 553 (1713)، ومسلم 2/ 956 (1320).

(3)

أسبوعًا: سبعًا.

(4)

المسند 8/ 31 (4462)، وأبو يعلى 10/ 54 (5688)، وصحّحه ابن خزيمة من طريق هشيم وابنِ فضيل عن عطاء 4/ 218، 227 (3753، 2729)، وأخرجه الترمذي من طريق جرير عن عطاء 3/ 929 (959) وقال: حسن. وصحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي 1/ 489، ومال الألباني والمحقّقون إلى تحسين الحديث لاختلاط عطاء.

ص: 323

رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستلمُ الحجر الأسود، فلا أدَعُ استلامه في شِدّة ولا رخاء (1).

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا مُسَدَّد قال: حدّثنا حماد بن زيد عن الزُّبير بن عربي قال:

سأل رجلٌ ابن عمر عن استلام الحَجَر. فقال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستلمه ويُقَبِّلُهُ. قال: أرأيتَ إن زُحِمْتُ؟ أرأيتَ إن غُلِبْتُ؟ قال: اجعل أرأيتَ باليمن. رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستلمُه ويُقَبِّلُهُ.

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3358)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال:

دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم البيت ومعه الفضلُ بن العباس، وأسامة بن زيد، وعثمان بن طلحة، وبلال، فأمر بلالًا فأجاف (3) عليهم الباب، فمكث فيه ما شاء اللَّهُ ثم خرج. فقال ابن عمر: فكان أوّلَ من لقيت منهم بلالًا، فقلت: أين صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: هاهنا، بين الأسطوانتين.

أخرجاه (4).

(3359)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معتمر بن سليمان عن عُبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن القَرْع والمُزَفّت، أن يُنْتَبَذَ فيهما.

انفرد بإخراجه مسلم (5).

(1) المسند 8/ 35 (4464). وإسناده صحيح، ورجاله رجال الشيخين. وقد أخرج البخاري 3/ 471 (1606) من طريق عُبيد اللَّه: ما تركت استلام هذين الركنين في شدّة ولا رخاء منذ رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم استلمهما. والركنان: الحجر واليماني.

(2)

البخاري 3/ 475 (1611). ومن طريق حماد أخرجه أحمد 10/ 451 (9396).

(3)

أجاف: أغلق.

(4)

المسند 8/ 35 (4464) ومن طريق ابن عون أخرجه مسلم 2/ 966، 967 (1329). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 1/ 559 (468)، وينظر 1/ 500 (397).

(5)

المسند 8/ 37 (4465). ومن طريق عبد اللَّه وطرق أخر أخرجه مسلم 3/ 1581 (1997).

ص: 324

(3360)

الحديث الثامن عشر: وبه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء أحدُكم إلى الجمعة فليغتسل".

أخرجاه (1).

(3361)

الحديث التاسع عشر: وبه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاحُ فليس منّا".

أخرجاه (2).

(3362)

الحديث العشرون: وبالإسناد:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُعرِّض راحلتَه ويُصلّي إليها.

أخرجاه (3).

(3363)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا زهير بن حرب قال: حدّثنا يحيى بن سعيد القطان عن عُبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما حقُّ امرىءٍ مسلم له شيءٌ يريدُ أن يُوصيَ فيه، يبيتُ ليلتين إلّا ووصيّتُه مكتوبةٌ عنده".

انفرد بإخراجه مسلم (4).

(3364)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاذ قال: حدّثنا عاصم بن محمد قال: سمعت أبي يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمر يقول:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ هذا الأمرُ في قريش ما بقي من النّاس اثنان" قال: وحرّك إصبعيه يلويهما هكذا.

(1) المسند 8/ 39 (4466). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 2/ 356 (877)، ومسلم 2/ 579 (844).

(2)

المسند 8/ 40 (4467). وأخرجه مسلم من طريق عبيد اللَّه 1/ 98 (98)، ومن طريق نافع في البخاري 12/ 192 (6874).

(3)

المسند 8/ 41 (4468) والبخاري 1/ 580 (507)، ومسلم 1/ 359 (502).

(4)

مسلم 3/ 1249 (1627). وهو من طريق الزهري عن نافع عن ابن عمر في المسند 8/ 43 (4469)، وفيه طرق أخرى ذكرها المحقّقون.

ص: 325

أخرجاه (1).

(3365)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاذ قال: حدّثنا ابن عون عن مسلم -مولى لعبد القيس- قال معاذ: وكان شعبه يقول: القُرّي:

قال رجل لابن عمر: أرأيتَ الوِترَ، أسنّةٌ هو؟ قال: ما سُنة! ؟ أوترَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأوترَ المسلمون. قال: لا، أسُنّة هو؟ قال: مَه، أتعقل؟ أوترَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأوترَ المسلمون (2).

(3366)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاذ قال: حدّثنا ابن عون قال:

كتبت إلى نافع أسأله: هل كانت الدّعوة قبل القتال؟ قال: فكتب إليّ: إنّ ذاك كان في أوّل الإسلام، وإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أغار على بني المُصْطَلِق وهم غازون، وأنعامُهم تُسقى على الماء، فقتل مقاتِلَتَهم، وسبى سَبْيَهم، وأصاب يومئذ جُويريةَ بنتَ الحارث.

وحدّثني بهذا الحديث عبد اللَّه بن عمر، وكان في ذلك الجيش.

أخرجاه (3).

(3367)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مَعمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر:

أنّه كان يكره الاشتراط في الحَجّ. ويقول: أما حَسْبُكم بسُنّة نبيِّكم صلى الله عليه وسلم، إنَّهُ لم يشترط (4).

(3368)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مَعمر عن عُبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:

(1) المسند 8/ 446 (4832). ومن طريق عاصم أخرجه البخاري 6/ 533 (3501)، ومسلم 3/ 1452 (1820). ومعاذ بن معاذ العنبري من رجال الشيخين.

(2)

المسند 8/ 447 (4834). وأبو يعلى 10/ 107 (5740). ومسلم هو ابن مخراق القُرّي العبدي، من رجال مسلم. وسائر رجاله رجال الصحيح.

(3)

المسند 8/ 464 (4857). وأخرجه الشيخان من طرق عبد اللَّه بن عون: البخاري 5/ 170 (2541)، ومسلم 3/ 1356 (1730).

(4)

المسند 8/ 487 (4881) ورجاله رجال الشيخين. وقد أخرج البخاري (3360) الحديث قريبًا منه من طريق يونس ومعمر عن الزهري 4/ 8 (1810). وينظر الفتح.

ص: 326

كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يخطُب يوم الجمعة مرّتين، بينهما جَلسة.

أخرجاه (1).

(3369)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معتمر عن عُبيد اللَّه عن نافع قال:

رأيت ابن عمر يُصلّي على دابّته التطوُّع حيثُ توجَّهت به، فذكرتُ له ذلك، فقال: رأيتُ أبا القاسم يفعله (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن عمرو بن يحيى عن سعيد بن يسار عن ابن عمر قال:

رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصلّي على حمارٍ وهو متوجّه إلى خيبر (3).

الطريقان في الصحيحين.

(3370)

الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ألا لا تُحْتَلَبَنّ ماشيةُ امرىء إلّا بإذنه، أيُحِبُّ أحدُكم أن تُؤتى مَشربتُه فيُكسرَ بابُها ثم يُنْتَثَلَ ما فيها؟ فإنما في ضروع مواشيهم طعامُ أحدهم. ألا فلا تُحْتَلَبَنّ ماشيةُ امرىءٍ إلّا بإذنه".

أخرجاه (4).

(3371)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزُّهري عن سالم عن أبيه قال:

(1) المسند 8/ 517 (4919). ومن طريق عبيد اللَّه بن عمر أخرجه البخاري 2/ 104 (920)، ومسلم 2/ 589 (861).

(2)

المسند 8/ 44 (4470)، ومن طريق عبيد اللَّه في مسلم 1/ 486 (700)، ومن طريق نافع في البخاري 2/ 489 (1000).

(3)

المسند 8/ 114 (4520)، وأخرجه مسلم من طريق مالك 1/ 487 (700).

(4)

المسند 9/ 97 (4505)، ومسلم 3/ 1352 (1726)، ومن طريق نافع في البخاري 5/ 88 (2435).

ص: 327

رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يجمعُ بين المغرب والعشاء إذا جدّ به السيرُ.

أخرجاه (1).

(3370)

الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عثمان الغطفاني قال: أخبرنا عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن القَزَع.

والقَزَع: أن يُحْلَقَ الصبيُّ فيترك بعضُ شعره.

أخرجاه (2).

(3373)

الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن مَسلمة عن مالك عن نافع عن عبد اللَّه بن عمر:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وذكرَ التعفُّفَ والمسألة: "اليدُ العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى، فاليدُ العُليا هي المُنفقة، والسُّفلى هي السائلة"(3).

(3374)

الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد اللَّه عن نافع عن أبيه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الذين يصنعون هذه الصُّوَر يُعَذَّبون، ويقال لهم: أحيوا ما خَلَقْتُم".

أخرجاه (4).

(3375)

الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن سعيد بن جُبير قال:

(1) المسند 8/ 142 (4542)، والبخاري 2/ 579 (1106)، ومسلم 1/ 488 (703).

(2)

المسند 8/ 48 (473 4)، ومسلم 3/ 6751 (2120)، وأخرجه البخاري من طريق عمر بن نافع 9/ 363 (5920).

(3)

البخاري 3/ 294 (1429). ومن طريق مالك أخرجه مسلم 2/ 717 (1033). ومن طريق أيوب أخرجه أحمد 10/ 21 (5728).

(4)

المسند 8/ 330 (4707)، ومسلم 3/ 1669 (2108)، ومن طريق عبيد اللَّه في البخاري 10/ 382 (5951).

ص: 328

قلت لابن عمر: رجلٌ قذفَ امرأته؟ فقال: فَرَّقَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بين أخوي بني العَجلان وقال: "اللَّهُ يعلمُ أنّ أحدَكما كاذب، فهل منكما تائب؟ " فأبَيا، فردَّدهما ثلاث مرّات، فأبَيا، ففرّق بينهما (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر:

أن رجلًا لاعَنَ امرأته وانتفى من ولدها، ففرّق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينهما، وألحق الولدَ بالمرأة (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: سمع عمرو سعيدَ بن جُبير يقول: سمعت ابن عمر يقول:

قال رسول اللَّه للمتلاعنَين: "حسابُكما على اللَّه، أحدُكما كاذب، لا سبيلَ لكَ عليها". قال: يا رسول اللَّه، مالي. قال:"لا مال لك، إن كنتَ صدقْتَ عليها فهو بما استحللْتَ من فرجها، وإن كُنتَ كذبتَ عليها فذاك أبعدُ لك"(3).

الطرق كلُّها في الصحيحين.

(3376)

الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن عطاء بن السائب عن عبد اللَّه بن عُبيد بن عُمير عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من شرب الخمر لم تُقبلْ صلاتُه أربعين ليلة، فإن تابَ تابَ اللَّه عليه، فإن عادَ عادَ له، فإن تابَ تابَ اللَّه عليه، فإن عاد كان حقًّا على اللَّه أن يَسْقِيَه من نهر الخَبال" قيل: وما نهر الخَبال؟ قال: "صديد أهل النّار"(4).

(3377)

الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن سليمان قال: سمعتُ حنظلة يذكر عن نافع عن ابن عمر قال:

(1) المسند 8/ 53 (4477)، والبخاري 9/ 456 (5311)، ومن طريق أيوب أخرجه مسلم 3/ 1321 (1493).

(2)

المسند 8/ 124 (4527)، ومن طريق مالك في البخاري 9/ 460 (5315)، ومسلم 3/ 1321 (1494).

(3)

المسند 8/ 192 (4587)، والبخاري 9/ 457 (5312)، ومسلم 3/ 1131 (1493).

(4)

المسند 4/ 518 (4917). وقد حسّن محقّقو المسند الحديث، وفصّلوا الكلام في طرقه ورواياته.

ص: 329

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من الفِطرة حَلْقُ العانة، وتقليم الأظفار، وقصُّ الشوارب".

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(3378)

الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم وسفيان بن عيينة قالا: حدّثنا ابن أبي نَجيح عن أبيه قال:

سُئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة، فقال: حَجَجْتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فلم يَصُمْه، وحَجَجْتُ مع أبي بكر فلم يَصُمْه، وحَجَجْتُ مع عمر فلم يَصُمْه، وحَجَجْتُ مع عثمان فلم يَصُمْه، وأنا لا أصومه، ولا آمر به ولا أنهى عنه (2).

(3379)

الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن عيسى وأسود بن عامر قالا: حدّثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر قال:

بعثَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في سريّة، فلما لَقِينا العدوّ انهزمْنا في أوّل عادية، فقَدِمنا المدينة في نفر ليلًا، فاخْتَفَينا، ثم قلْنا: لو خرجنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واعتذرْنا إليه. فخرجْنا، فلما لَقِيناه قلنا: نحن الفَرَّارون يا رسول اللَّه. قال: "بل أنتم العَكَّارون، وأنا فِئَتُكم"(3).

(3380)

الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "السَّمعُ والطاعة على المرء فيما أحبَّ أو كَرِه، إلّا أن يُؤمرَ بمعصية، فإن أُمر بمعصية فلا سَمعَ ولا طاعة".

(1) المسند 10/ 194 (5988)، والبخاري 10/ 349 (5890).

(2)

المسند 9/ 100 (5080). والترمذي 3/ 125 (751) قال أبو عيسى: ذا حديث حسن. وقد رُوي هذا (3370) الحديث عن أبي نجيح عن أبيه عن رجل عن ابن عمر. وأبو نجيح اسمه يسار. ومن طريق إسماعيل عن عبد اللَّه بن أبي نجيح صحّحه ابن حبّان 8/ 369 (3604). وصحّح الألباني إسناده. وقال محقّقو المسند: صحيح بطرقه وشواهده.

(3)

المسند 10/ 135 (5895). ومن طرق عن يزيد أخرجه الترمذي 4/ 186 (1716) وأبو داود 3/ 546 (2647)، والبخاري في الأدب المفرد 2/ 541 (972). قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلّا من حديث يزيد بن أبي زياد. ومعنى قوله: "بل أنتم العَكّارون، والعَكّار: الذي يفرّ إلى إمامه لينصره، ليس يريد الفرار من الزحف. وضعّفه الألباني - الإرواء 5/ 27 (1203). وضعّف المحقّقون إسناده لضعف يزيد - ينظر المسند 9/ 282.

ص: 330

أخرجاه (1).

(3381)

الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيّوب عن نافع عن ابن عمر قال:

رأيتُ الرجال والنساء يتوضّؤون على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، جميعًا من إناء واحد.

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3382)

الحديث الأربعون: وبه:

أن ابن عمر قال في "عاشوراء": صامَه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأمر بصومه، فلما فُرِض رمضان تُرك. فكان عبدُ اللَّه لا يصومه إلّا أن يأتيَ على صومه.

أخرجاه (3).

(3383)

الحديث الحادي والأربعون: وبالإسناد:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "البَيِّعان بالخيار حتى يَتَفرَّقا، أو يكون بيعَ خيار"

قال: وربما قال نافع: "أو يقول أحدُهما للآخر: اخْتَرْ".

أخرجاه (4).

(3384)

الحديث الثاني والأربعون: وبه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يزور مسجد قُباء راكبًا وماشيًا.

أخرجاه (5).

(3385)

الحديث الثالث والأربعون: وبه قال:

فرض رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم صدقة رمضان، على الذّكر والأنثى، والحرِّ والمملوك، صاعَ تمرٍ أو صاع شعير. قال: فعدَلَ الناسُ به بعدُ نصفَ صاع بُرٍّ.

(1) المسند 8/ 293 (4668) والبخاري 6/ 115 (2955)، ومسلم 3/ 1469 (1839).

(2)

المسند 8/ 60 (4481) ورجاله رجال الشيخين. ومن طريق نافع أخرجه البخاري 1/ 298 (193).

(3)

المسند 8/ 63 (4483)، والبخاري 4/ 102 (1892) ومن طريق نافع في مسلم 2/ 793 (1126).

(4)

المسند 8/ 64 (4484)، ومسلم 3/ 5211 (1531). ومن طريق نافع في البخاري 4/ 326 (2107).

(5)

المسند 8/ 66 (4485)، والبخاري 3/ 68 (1191)، ومسلم 2/ 1016 (1399).

ص: 331

قال أيوب: وقال نافع: كان ابن عمر يُعطي التمر، إلّا عامًا واحدًا أعْوَزَ التمرُ، فأعطى الشعير.

أخرجاه (1).

(3386)

الحديث الرابع والأربعون: وبه قال:

سبَّقَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بين الخيل، فأرسلَ ما ضُمِّر منها من الحَفْياء إلى ثنية الوَداع (2)، وأرسل ما لم يُضَمَّرْ منها من ثنيّة الوَداع إلى مسجد بني زُريق.

قال عبد اللَّه: فكنتُ فارسًا يومئذٍ، فسبقْتُ النّاس، طفَّفَ بي الفرش مسجدَ بني زُريق.

أخرجاه (3).

(3387)

الحديث الخامس والأربعون: وبالإسناد قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنّما الشهرُ تسعٌ وعشرون، فلا تصوموا حتى ترَوه، ولا تُفطروا حتى ترَوه، فإن غُمَّ عليكم فاقدُروا له".

قال نافع: فكان عبد اللَّه إذا مضى من شعبان تسع وعشرون يبعثُ من ينظُرُ، فإذا رُئي فذاك، وإن لم يُرَ ولم يَحُلْ دون منظره سحاب ولا قَتَرٌ أصبح مُفطرًا، وإن حال دون منظره سحابٌ أو قَتَرٌ أصبح صائمًا.

أخرجاه (4).

(3388)

الحديث السادس والأربعون: وبه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الذي يَجُرُّ ثَوْبَهُ من الخُيَلاء لا ينظرُ اللَّهُ إليه يوم القيامة.

قال نافع: فأُنْبِئْتُ أن أُمَّ سلمة قالت: فكيف بنا؟ قال: "شبرًا" قالت: إذن تبدوَ أقدامنا. قال: "ذراعًا لا تَزِدْن على ذلك".

(1) المسند 8/ 66 (4486). ومن طريق أيوب أخرجه مسلم 2/ 677 (684)، والبخاري 3/ 375 (1511)، وينظر البخاري 3/ 367 (1503).

(2)

ذكر العلماء أن بين ثنيّة الوداع والحفياء خمسة أميال أو ستة.

(3)

المسند 8/ 68 (4487)، ومسلم 3/ 1491، 1492 (1780). والبخاري 5/ 511 (420) من طريق نافع.

(4)

المسند 8/ 71 (4488)، ومسلم 2/ 759 (1080) والمرفوع منه في البخاري 9/ 114 (1906) من طريق نافع.

ص: 332

أخرجاه (1).

(3389)

الحديث السابع والأربعون: وبه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن المُزابنة. والمُزابنة: أن يُباع ما في رؤوس النّخل بتَمْرٍ بكيل مُسَمّى، إنّ زاد فلي، وإن نقص فعليّ.

قال ابن عمر: حدّثني زيد بن ثابت: أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم رخّص في بيع العرايا بخَرْصها.

أخرجاه (2).

(3390)

الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن رافع قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد اللَّه وأبو بكر بن سليمان عن عبد اللَّه بن عمر قال:

صلّى بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته، فلما سلَّمَ قال:"أرأيتُكم ليلتَكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممّن هو على ظهر الأرض أحد".

أخرجاه (3).

(3391)

الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب قال: أخبرني يونس بن عبيد عن الزهري عن سالم عن ابن عمر:

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "فيما سَقَتِ السماءُ والعُيون أو كان عَثَريًّا العُشْرُ، وما سُقي بالنّضح نصف العُشر".

(1) المسند 8/ 72 (4489). وأخرجه مسلم دون ذكر قول أمّ سلمة بهذا الإسناد وبغيره 3/ 1651 (2085). والبخاري 10/ 252 (5783) من طريق نافع. وأخرجه الترمذي عن معمر عن أيوب عن نافع بتمامه 4/ 195 (1731) وقال: حسن صحيح، والنسائي 8/ 920.

(2)

المسند 8/ 75 (4490) وبهذا الإسناد وبغيره أخرجه مسلم 3/ 1168 - 1172 (1539، 1542)، ومن طريق أيوب أخرجه البخاري 4/ 377 (2172، 2173). وينظر باب: تفسير "العرايا" في الفتح 4/ 391.

(3)

مسلم 4/ 1965 (2537) والمسند 9/ 438 (5617)، ومن طريق الزهري أخرجه البخاري 1/ 211 (116). وينظر في شرح الحديث النووي 15/ 324، والفتح 2/ 75.

ص: 333

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(3392)

الحديث الخمسون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن رافع قال: حدّثنا شبابةُ بن سَوَّار، قال: حدّثنا عاصم بن محمد العمري عن أبيه عبد اللَّه بن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الإسلام بدأَ غريبًا، وسيعودُ كما بدأ، وهو يأرِزُ بين المسجدين كما تأرِزُ الحيّةُ إلى جُحرها".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3393)

الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع حَبَل الحَبَلة.

أخرجاه (3).

(3394)

الحديث الثاني والخمسون: وبالإسناد قال:

قال رجل: يا رسول اللَّه، كيف تأمرنا أن نُصَلِّيَ من الليل؟ قال:"يُصَلّي أحدُكم مَثْنى مَثْنى، فإذا خشي الصبح صلّى واحدة، فأوْتَرتْ له ما قد صلَّى من الليل".

أخرجاه (4).

(3395)

الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضيل عن بيان عن وَبَرة قال:

قال رجل لابن عمر: أطوف بالبيت وقد أحرمْت بالحجّ؟ قال: وما بأسُ ذلك؟ قال: إن

(1) البخاري 3/ 347 (1483).

والعِثري: ما يشرب بعروقه، من غير سقي.

(2)

مسلم 1/ 131 (146).

وتأرز: تجتمع وتنضمّ.

(3)

المسند 8/ 78 (4491). وعن نافع في البخاري 4/ 356 (2143)، ومسلم 3/ 1153 (1514).

والحبلة: جمع حابل، والمعنى بيع ما في بطنها، وهو بيع غرر.

(4)

المسند 8/ 79 (4492)، ومن طريق أيوب أخرجه البخاري 1/ 652 (473)، ومن طريق نافع أخرجه مسلم 1/ 516 (749).

ص: 334

ابن عبّاس نهى عن ذلك. قال: قد رأيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم أحرمَ بالحجِّ وطاف بالبيت وبين الصفا والمروة.

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3396)

الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع النخل حتى يزهوَ، وعن السُّنْبل حتى يَبْيَضَّ ويأمنَ العاهة، نهى البائعَ والمشتريَ.

أخرجاه (2).

(3397)

الحديث الخامس والخمسون: وبالإسناد:

قال ابن عمر: رأيت في المنام كأنّ بيدي قطعةَ إستبرق، ولا أُشير بها إلى مكان من الجنّة إلّا طارت بي إليه، فقضتْها حفصة على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنّ أخاكِ رجلٌ صالح".

أخرجاه (3).

(3398)

الحديث السادس والخمسون: وبه:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كلُّكُم راع وكلُّكم مسئولٌ عن رعيّته، فالأمير الذي على النّاس راعٍ وهو مسؤول عن رعيّته، والرجلُ راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول، والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة، والعبدُ راعٍ على مالِ سيّده وهو مسؤول. ألا فكُلُّكم راعٍ، وكُلُّكم مسؤول".

أخرجاه (4).

(1) المسند 8/ 106 (4512)، ومن طريق بيان بن بشر أخرجه مسلم 2/ 905 (1233). ومحمد بن فضيل من رجال الشيخين.

(2)

المسند 8/ 81 (4493)، ومسلم 3/ 1165 (1515). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 4/ 394 (2194). وينظر 3/ 351 (1486).

(3)

المسند 8/ 82 (4494). ومن طريق أيوب أخرجه البخاري 3/ 39 (1156)، ومسلم 14/ 927 (2478).

(4)

المسند 8/ 83 (4495)، ومسلم 3/ 1459 (1829). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 9/ 29 (5200).

ص: 335

(3399)

الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثني المطلب بن عبد اللَّه بن حَنْطَب:

أن ابن عمر كان يتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، ويُسند ذلك إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1).

(3400)

الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع مولى ابن عمر:

أن ابن عمر سمع صوت زَمّارة راعٍ، فوضعَ إصبعَيه في أُذنيه وعدَلَ راحلته عن الطريق وهو يقول: يا نافعُ، أتسمعُ؟ فأقول: نعم، فيمضي، حتى قلت: لا، فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق، وقال: رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسمع صوت زَمَّارة راعٍ، فصنع مثل هذا (2).

(3401)

الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيّوب عن نافع عن ابن عمر قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قفل من حجٍّ أو غزو أو عُمرة، فعلا فَدْفَدًا من الأرض أو شَرَفًا قال:"اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون، ساجدون عابدون، لربِّنا حامدون، صدق اللَّهُ وعدَه، ونصر عبدَه، وهزمَ الأحزاب وحده".

أخرجاه (3).

(3402)

الحديث الستون: وبه عن ابن عمر قال:

قد أُتي به النبيّ صلى الله عليه وسلم يعني الضَّبَّ - فلم يأكلْه ولم يُحَرِّمه (4).

(1) المسند 8/ 131 (4534)، وابن ماجة 1/ 144 (414). ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك عن الأوزاعي أخرجه النسائي 1/ 62، وصحّحه ابن حبّان 3/ 372. وصحّح المحقّقون والألباني الحديث. وفي سماع المطلب من عبد اللَّه بن عمرو وغيره من الصحابة كلام، فهو كثير الإرسال.

(2)

المسند 8/ 132 (4535). وأخرجه أبو داود 4/ 281 (4924) وقال: حديث منكر. وصحّحه ابن حبّان 2/ 468 (693)، والألباني. أما محقّقو المسند فحسّنوه، ونقلوا كلامًا طويلًا فيه.

(3)

المسند 8/ 84 (4496)، ومسلم 2/ 980 (1344). ومن طريق نافع في البخاري 3/ 618 (1797).

(4)

المسند 8/ 86 (4497)، ومسلم 3/ 1542 (1943).

ص: 336

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا عبد العزيز بن مسلم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول:

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: الضبُّ لستُ آكُلُه ولا أُحَرِّمُه" (1).

الطريقان في الصحيحين.

(3403)

الحديث الحادي والستون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا حَرْمَلَةُ بن يحيى قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: حدّثني سالم بن عبد اللَّه أن عبد اللَّه بن عمر أخبره:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تقاتِلُكم اليهودُ، فتُسَلَّطون عليهم، حتى يقولَ الحجرُ: يا مسلمُ، هذا يهوديٌّ ورائي فاقْتُلْه".

أخرجاه (2).

(3404)

الحديث الثاني والستون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاريُّ عن موسى بن عُقبة عن سالم بن عبد اللَّه عن أبيه أنّه كان يقول:

ما كُنَّا ندعو ربد بن حارثه إلّا زيد بن محمد، حتى نزل في القرآن:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5].

أخرجاه (3).

(3405)

الحديث الثالث والستون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا محمد بن رافع قال: حدّثنا محمد بن أبي فُدَيك قال: أخبرنا الضحاك بن عثمان عن نافع عن عبد اللَّه بن عمر

(1) البخاري 9/ 662 (5536). ومن طريق عبد العزيز بن مسلم أخرجه أحمد 9/ 321 (5440). وأخرجه مسلم 3/ 1541 (1943) من طريق إسماعيل بن جعفر عن ابن دينار.

(2)

مسلم 4/ 2239 (2921). ومن طريق الزهري أخرجه البخاري 6/ 604 (3593)، وأحمد 10/ 225 (6032).

(3)

مسلم 4/ 1884 (2425). ومن طريق موسى بن عقبة في البخاري 7/ 518 (4782)، والمسند 9/ 343 (5479).

ص: 337

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحِلُّ للمؤمن أن يَهْجُرَ أخاه فوق ثلاثة أيّام".

انفرذ بإخراجه مسلم (1).

(3406)

الحديث الرابع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر:

أن اليهود أتَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم برجل وامرأةٍ منهم قد زنَيا، فقال: ما تجدون في كتابكم؟ "فقالوا: نُسَخِّمُ وجوههما ويُخْزَيان. فقال: "كَذَبْتُم، إنَّ فيها الرجمَ، فأْتُوا بالتوراة فاتْلوها إن كُنْتُم صادقين" فجاءوا بالتوراة؛ وجاءوا بقارىء لهم أعور، يقال له ابن صُوريا، فقرأ، حتى إذا انتهى إلى موضع منها وضعَ يدَه عليه، فقيل له ارفع يدك، فرفعَ يدَه فإذا هي تلوحُ، فقالوا: يا محمّد، إن فيها الرجمَ، ولكنّا كنّا نتكاتَمُه بيننا. فأمر بهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فرُجِما. قال: فلقد رأيْتُه يُجانِىءُ عليها يقيها الحجارةَ بنفسه.

أخرجاه (2).

(3407)

الحديث الخامس والستون: وبالإسناد قال:

كان النّاس يَرون الرُّؤيا فيقصُّونها على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنّي أرى رؤياكم قد تواطأت على السبع الأواخر، فمن كان منكم متحَرِّيها فليتحَرِّها في السبع الأواخر".

أخرجاه (3).

(3408)

الحديث السادس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل: حدّثنا أيوب عن نافع:

أن ابن عمر طلّق امرأته تطليقةً وهي حائض، فسأل عمرُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأمرَه أن يَرْجِعَها، ثم يُمهلَها حتى تحيضَ حَيضة أخرى، ثم يُمهلَها حتى تطهر، ثم يطلِّقها قبل أن يَمَسَّها. قال:"وتلك العِدّة التي أمر اللَّهُ عز وجل أن يُطَلَّق لها النساء".

فكان ابن عمر إذا سُئِل عن الرجل يطلِّق امرأته وهي حائض، فيقول: أما أنا فطلَّقْتُها

(1) مسلم 4/ 1984 (2561).

(2)

المسند 8/ 87 (4498)، والبخاري 13/ 516 (7543)، ومسلم 3/ 1326 (1699).

(3)

المسند 8/ 89 (4499). ومن طريق نافع في البخاري 4/ 256 (2015)، ومسلم 2/ 822 (1165). وللحديث طرق وروايات كثيرة - ينظر حاشية المسند.

ص: 338

واحدة أو اثنتين، ثم إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرَه أن يَرْجِعَها ثم يُمهلَها حتى تحيضَ حيضةً أخرى، ثم يمهلَها حتى تطهُرَ، ثم يطلِّقَها قبل أن يَمَسَّها. وأما أنت طلَّقْتُها ثلاثًا، فقد عصيْتَ اللَّهَ بما أمرَك من طلاق امرأتك، وبانتْ منك.

أخرجاه (1).

(3409)

الحديث السابع والستون: وبه عن ابن عمر:

رفعه، قال:"إنّ اليدين تسجُدان كما يسجُدُ الوجه، فإذا وضَع أحدُكم وجهَه فليضعْ يديه، وإذا رفعَه فليرفعْهما"(2).

(3410)

الحديث الثامن والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزُّهري عن سالم عن أبيه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من باعَ عبدًا وله مالٌ، فمالُه للبائع، إلّا أن يشترط المبتاع. ومن باع نخلًا مؤبَّرًا فالثمرة للبائع، إلّا أن يشترط المُبتاع".

أخرجاه (3).

(3411)

الحديث التاسع والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر:

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَطَعَ في مِجَنٍّ ثَمَنُه ثلاثة دراهم.

أخرجاه (4).

(3412)

الحديث السبعون: وبه عن ابن عمر قال:

قد علمْتُ أن الأرض كانت تُكرى على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بما على الأربعاء (5)

(1) المسند 8/ 90 (4500)، ومسلم 2/ 1093، 1094 (1471). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 10/ 482 (5332). وينظر أطرافه 8/ 653 (4908).

(2)

المسند 8/ 92 (4501). ومن طريق الإمام أحمد أخرجه أبو داود 1/ 235 (892). ومن طريق إسماعيل أخرجه النسائي 2/ 207. وصحح الحاكم إسناده على شرط الشيخين 1/ 266، وهو كما قال.

(3)

المسند 8/ 153 (4552). ومن طريق الزهري أخرجه البخاري 5/ 49 (2379)، ومسلم 3/ 1173 (1543).

(4)

المسند 4/ 98 (4503)، ومسلم 3/ 1314 (1686). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 12/ 97 (6799).

والمِجَن: التّرس.

(5)

الأربعاء جمع ربيع: النهر الصغير، وكانوا يخصون صاحب الأرض بما نبت على أطراف الأنهار.

ص: 339

وشيء من التّبن، لا أدري كم هو، وأن ابن عمر كان يُكري أرضه في عهد أبي بكر وعهد عمر وعهد عثمان وصدر إمارة معاوية، حتى إذا كان في آخرها بلغَه أن رافعًا يحدِّث في ذلك بنهي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأتاه وأنا معه فسأله، فقال: نعم، نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن كراء المزارع، فتركها ابن عمر فكان لا يُكريها، فكان إذا سُئِلَ يقول: زعم ابن خديج أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء المزارع.

أخرجاه (1).

(3413)

الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمود بن غَيلان قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزُّهري عن سالم عن ابن عمر:

بعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم خالدَ بن الوليد إلى بني جَذيمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يُحْسِنوا أن يقولوا: أسلمْنا، فجعلوا يقولون: صَبَأْنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسِرُ، ودفعَ إلى كلِّ رجلٍ منهم أسيرَه، حتى إذا كان يومٌ أمرَ خالدٌ أن يقتلَ كلُّ رجل منّا أسيره، فقلت: واللَّه لا أقتُلُ أسيري ولا يقتُلُ رجلٌ من أصحابي أسيره، حتى قدِمْنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكرْناه له، فرفع يدَيه فقال:"اللهمَّ إنّي أبرأُ إليك مما صنع خالد" مرّتين.

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3414)

الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:

صلَّيتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، قال: وحدَّثَتْني حفصة: أنّه كان يصلّي ركعتين حين يطلع الفجر وينادي المنادي بالصلاة -قال أيوب: أُراه قال خفيفتين- وركعتين بعد الجمعة في بيته.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(3415)

الحديث الثالث والسبعون: وبه:

(1) المسند 8/ 95 (4504)، ومسلم 3/ 1179 (1547). ومن طريق أيوب في البخاري 5/ 23 (2343).

(2)

البخاري 8/ 56 (4339)، والمسند 10/ 444 (6382).

(3)

المسند 8/ 98 (4506)، ومن طريق أيوب أخرجه البخاري 3/ 58 (1180) وينظر 2/ 425 (937).

ص: 340

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُسافروا بالقرآن، فإنّي أخاف أن ينالَه العدوُّ".

أخرجاه (1).

(3416)

الحديث الرابع والسبعون: وبالإسناد:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُكم ومَثَلُ اليهود والنصارى كرجلٍ استعملَ عُمّالًا، فقال: من يعملُ لي من صلاة الصبح إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ ألا فعملت اليهود. ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ ألا فعملت النصارى. ثم قال: من يعملُ لي من صلاة العصر إلى غروب الشمس على قيراطين قيراطين؟ ألا فأنتم الذين عَمِلْتُم. فغضبتِ اليهودُ والنصارى، قالوا: نحن كُنّا أكثرَ عملًا وأقلَّ عطاءً. قال: هل ظَلَمْتُكم من حقّكم شيئًا؟ قالوا: لا. قال: فإنما هو فضلي أُوتيه من أشاء".

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3417)

الحديث الخامس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزُّهري عن سالم عن أبيه:

أنّه رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة (3).

(3418)

الحديث السادس والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن جُدعان عن القاسم بن ربيعة عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكّة وهو على درج الكعبة: "الحمدُ للَّه الذي صدق وعدَه، ونصر عبدَه، وهزمَ الأحزاب وحدَه. ألا إنّ قتيل العمد الخطأ بالسوط أو العصا، فيه مائة من الابل، فيها أربعون خَلِفة في بطونها أولادها. ألا إنّ كلّ مأثُرة كانت في الجاهلية ودمٍ موضوع (4) تحت قدميّ هاتين، ألا ما كان من سقاية الحاجّ وسِدانة البيت، فإني

(1) المسند 8/ 99 (4507)، ومسلم 3/ 1491 (1869). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 6/ 133 (2990).

(2)

المسند 8/ 100 (4508). ومن طريق أيوب أخرجه البخاري 4/ 445 (2268).

(3)

المسند 8/ 137 (4539). ورجاله ثقات رجال الشيخين. وقد أخرجه أبو داود 5/ 203 (3179)، والنسائي 4/ 56، وابن ماجة 1/ 475 (1482)، والترمذي 3/ 329 (1007)، وله روايات أُخر، وفي بعضها ذكره عثمان، وبعضها مرسل. وأخرجه أبو يعلى 9/ 297 (5421)، وصحّحه ابن حبّان 7/ 317 (3045). وفصّل المحقّقون الكلام فيه.

(4)

ويروى "دم ومال".

ص: 341

أُمضيهما لأهلهما على ما كانت" (1).

(3419)

الحديث السابع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم رأى نُخامةً في قبلة المسجد، فحَكَّها بيده، ثم أقبل على النّاس، فتغيّظَ عليهم وقال:"إنّ اللَّه عز وجل قِبَلَ وجهِ أحدِكم في صلاته، فلا يَتَنَخَّمَنّ أحدٌ منكم قِبَلَ وجهه في صلاته".

أخرجاه (2).

(3420)

الحديث الثامن والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر:

يَبْلُغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمين فقال: إن شاء اللَّه، فقد استثنى"(3).

(3421)

الحديث التاسع والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد اللَّه عن نافع عن عبد اللَّه بن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تَتَّخِذوها قبورًا".

أخرجاه (4).

(3422)

الحديث الثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضَيل قال: حدّثنا أبو إسحاق الشيباني عن جَبَلة بن سُحيم عن ابن عمر قال:

(1) المسند 8/ 188 (4583). وفي إسناده ابن جدعان علي بن زيد، وهو ضعيف. وأخرج الحديث النسائي 8/ 42، وابن ماجة 2/ 878 (2628)، وأبو داود 4/ 185 (4549)، وأبو يعلى 10/ 42 (5675). ولمحقّقي المسند وأبي يعلى كلام طويل في الحديث ومصادره.

(2)

المسند 8/ 102 (4509)، ومسلم 1/ 388 (547). ومن طريق أيوب في البخاري 3/ 84 (1213).

(3)

المسند 8/ 187 (4581). ورجاله رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود 3/ 225 (3261)، والنسائي 7/ 25، وابن ماجة 1/ 680 (2106)، وصحّحه ابن حبّان 10/ 182 (4439). ومن طريق نافع أخرجه الحاكم 4/ 303، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي.

(4)

المسند 8/ 278 (4653)، والبخاري 1/ 528 (432)، ومسلم 1538 (777).

ص: 342

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الإقران، إلّا أن تستأذن أصحابَك.

أخرجاه (1).

(3423)

الحديث الحادي والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فُضَيل قال: حدّثنا حُصَين عن مجاهد عن ابن عمر:

أنّه كان يَلْعَقُ أصابعَه ثم يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنك لا تدري في أيّ طعامك تكون البركةُ"(2).

(3424)

الحديث الثاني والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه:

يبلغ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تتركوا النّار في بيوتكم حين تنامون".

أخرجاه (3).

(3425)

الحديث الثالث والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا مَعْمَر قال: أخبرنا الزُّهري عن سالم بن عبد اللَّه عن أبيه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنما النّاس كإبلٍ مائةٍ، لا يوجَدُ فيها راحلة".

أخرجاه (4).

(3426)

الحديث الرابع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن ابن عمر قال:

(1) المسند 8/ 106 (4513)، ومن طريق جبلة أخرجه البخاري 5/ 106 (2455)، ومسلم 3/ 1617 (2045). ومحمد بن فُضيل وأبو إسحق من رجال الشيخين.

(2)

المسند 8/ 108 (4514). وإسناده صحيح على شرط الشيخين. قال الهيثمي 5/ 30 بعد أن عزاه لأحمد والبزّار: رجالهما رجال الصحيح. وللحديث شواهد، فقد رواه مسلم عن كعب بن مالك وجابر وأنس وأبي هريرة - الجمع 1/ 449 (714)، 2/ 382، 646 (1618، 2128)، 3/ 297 (2683).

(3)

المسند 8/ 481 (4546)، والبخاري 11/ 85 (6293)، ومسلم 3/ 1596 (2015).

(4)

المسند 9/ 108 (4516)، ومن طريق معمر أخرجه مسلم 4/ 1973 (2547)، ومن طريق الزهري في البخاري 11/ 333 (6498).

ص: 343

كُنّا نَعُدُّ - ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حيٌّ وأصحابه متوافرون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، ثم نسكت (1).

(3427)

الحديث الخامس والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهريّ سالم عن أبيه:

أنهم كانوا يُضْرَبون على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا اشتروا طعامًا جُزافًا، أن يبيعوه في مكانه حتى يُؤوه إلى رحالهم.

أخرجاه (2).

(3428)

الحديث السادس والثمانون: وبالإسناد:

أن عمر بن الخطاب حمل على فرسٍ في سبيل اللَّه، فوجدها تُباعُ، فسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن شرائها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لا تَعُدْ في صدقتك".

أخرجاه (3).

(3429)

الحديث السابع والثمانون: وبه:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا استأذنت أحدَكم امرأتُه بأن تأتيَ المسجد فلا يمنعْها" قال: وكانت امرأة عمر الخطّاب تصلّي في المسجد، فقال لها: إنّكِ لتعلمين ما أُحِبّ. فقالت: واللَّه لا أنتهي حتى تنهاني. قال: فطُعن عمر وهي في المسجد.

أخرجاه (4).

(1) المسند 8/ 243 (4626) وإسناده صحيح. وأخرجه ابن أبي عاصم - السنة 2/ 803 (1229)، وأبو يعلى 10/ 161 (5784)، وابن حبّان 16/ 237 (7251). وأخرج الإمام البخاري 6/ 17 (3655) من طريق يحيى ابن سعيد عن نافع عن ابن عمر:"كنّا نخيّر بين النّاس في زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم. . . ". وفي 7/ 53 (3697) عن عبيد اللَّه عن نافع: "كنّا في زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم لا نعدل بابي بكر أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم" وينظر الفتح 7/ 16.

(2)

المسند 8/ 111 (4517)، والبخاري 12/ 176 (6852)، ومسلم 3/ 1161 (1527).

(3)

المسند 8/ 115 (4521) ومن طريق معمر أخرجه مسلم 3/ 1240 (1621)، ومن طريق الزهري أخرجه البخاري 3/ 352 (1489).

(4)

المسند 6/ 118 (4522)، والمسند منه أخرجه البخاري 2/ 351 (873) من طريق معمر. وينظر 2/ 347 (865). ومسلم من طرق عن الزهري وغيره 1/ 326 - 328 (442).

ص: 344

(3430)

الحديث الثامن الثمانون: وبه:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم سمع عمر وهو يقول: وأبي. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه ينهاكم أن تحلِفوا بآبائكم، فإذا حلف أحدُكم فليحلفْ باللَّه أو ليصمتْ" قال عمر: فما حلفتُ بها بعدُ، ذاكرًا ولا آثرًا.

أخرجاه (1).

(3431)

الحديث التاسع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن الشِّغار. قال: قلت لنافع: ما الشِّغار؟ قال: يزوِّجُ الرجلَ ابنته ويتزوَّج ابنته، ويزوِّج الرجلَ أختَه ويتزوَّجُ أختَه، بغير صَداق.

أخرجاه (2).

(3432)

الحديث التسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا مالك عن نافع عن ابن عمر:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن تَلَقِّي السِّلَع حتى يُهبَطَ بها الأسواق. ونهى عن النَّجْش.

وقال: "لا يَبعْ بعضُكم على بيع بعض".

أخرجاه (3).

(3433)

الحديث الحادي والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن عبد اللَّه بن عمر قال:

(1) المسند 8/ 117 (4523). وأخرجه مسلم 3/ 1266، 1267 (1646) من طريق معمر وغيره. وأخرجه البخاري 11/ 530 (6647) من طريق يونس عن ابن شهاب. وقال عَقِبه: وقال ابن عينة ومعمر عن الزهري.

وآثرًا: أي ناقلًا عن غيري.

(2)

المسند 8/ 318 (4692)، والبخاري 12/ 333 (6960)، وينظر 9/ 621 (5112)، ومسلم 2/ 1034 (1415).

(3)

المسند 8/ 126 (4531). وأخرج البخاري من طريق مالك النهي عن النجش 4/ 355 (2142)، وتلقي البيوع، ولا يبيع بعضكم على بيع بعض 4/ 337 (2165). وأخرج مسلم من طريق يحيى النهي عن التلقّي 3/ 1156 (1517)، ومن طريق مالك أخرج النهي عن النجش 3/ 1156 (1516)، ومن طريق نافع النهي عن بيع بعضكم على بيع بعض 2/ 1032 (1412).

ص: 345

صلَّيْتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، ومع أبي بكر، ومع عمر، ومع عثمان صدرًا من إمارته، ثم أتمّ.

أخرجاه (1).

(3434)

الحديث الثاني والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثنا الأوزاعي أن يحيى بن أبي كثير حدّثه أن أبا قلابة حدّثه عن سالم بن عبد اللَّه عن أبيه قال:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تخرجُ نارٌ من حضرموت - أو بحضرموت فتسوق النّاس". قلنا: يا رسول اللَّه، ما تأمرنا؟ قال:"عليكم بالشام"(2).

(3435)

الحديث الثالث والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزُّهري قال: حدّثني أبو بكر بن عُبيد اللَّه بن عمر عن جدّه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أكلَ أحدُكم فليأكلْ بيمينه، وإذا شَرِبَ فليشربْ بيمينه، فإن الشيطانَ يأكلُ بشماله، ويشربُ بشماله".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(3436)

الحديث الرابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه:

رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يُحاذيَ مَنْكبَيه، وإذا أراد أن يركع، وبعدما يرفع رأسه من الرُّكوع، ولا يرفَعُ بين السَّجدتين.

أخرجاه (4).

(3437)

الحديث الخامس والتسعون: وبالإسناد:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الشّؤم في ثلاث: الفرس، والمرأة، والدار".

(1) المسند 8/ 278 (4652)، والبخاري 2/ 563 (1082)، ومسلم 1/ 482 (694).

(2)

المسند 8/ 134 (4536). وإسناده صحيح، وأخرجه أبو يعلى 9/ 405 (5551)، وابن حبّان 16/ 294 (7305) بهذا الإسناد، وعزاه الهيثمي لأبي يعلى وحده 10/ 64 وقال: رجاله رجال الصحيح.

(3)

المسند 8/ 135 (4537)، ومسلم 3/ 1598 (2020).

(4)

المسند 8/ 139 (4540)، ومسلم 1/ 292 (390). ومن طريق الزهري في البخاري 2/ 218 (735).

ص: 346

أخرجاه (1).

(3438)

الحديث السادس والتسعون: وبه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه".

أخرجاه (2).

(3439)

الحديث السابع والتسعون: وبه:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا حَسَدَ إلّا في اثنتين: رجل أتاه اللَّهُ القرآن، فهو يقومُ به آناءَ الليل والنهار. ورجلٌ آتاه اللَّه مالًا، فهو يُنْفِقُه في الحقِّ آناءَ الليل والنهار".

أخرجاه (3).

(3440)

الحديث الثامن والتسعون: وبه:

عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ بلالًا يؤذّن بليل، فكُلوا واشربوا حتى يُؤذِّنَ ابنُ أمِّ مَكتوم".

أخرجاه (4).

(3441)

الحديث التاسع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا نافع بن عمر عن أبي بكر بن موسى قال:

كنتُ مع سالم بن عبد اللَّه بن عمر، فمرَّت رُفقةً لأمِّ البنين فيها أجراس، فحدّث سالم عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"لا تصحبُ الملائكةُ ركبًا معهم الجُلْجُل" فكم ترى في هؤلاء من حُلجُل؟ (5).

(1) المسند 8/ 144 (4544)، ومن طريق الزهري أخرجه الشيخان: البخاري 6/ 60 (8258) ومسلم 4/ 1747 (2225).

(2)

المسند 8/ 146 (4545)، ومسلم 1/ 436 (626). وأخرجه البخاري من طريق نافع عن ابن عمر 2/ 30 (552).

(3)

المسند 8/ 151 (4550)، والبخاري 13/ 502 (7529)، وينظر 9/ 73 (5025)، ومسلم 1/ 558 (815).

(4)

المسند 8/ 152 (4551)، ومن طريق الزهري في البخاري 2/ 99 (617)، ومسلم 2/ 768 (1092).

(5)

المسند 8/ 428 (4811)، وأبو يعلى 9/ 334 (5446) ومن طريق نافع بن عمر أخرجه النسائي 8/ 428 (4811)، وأبو يعلى 9/ 334 (5446) ومن طريق نافع بن عمر أخرجه النسائي 18/ 79، 180. وضُعّف إسناده لجهالة أبي بكر بن موسى. وصحَّح الحديث لغيره. وينظر الصحيحة 4/ 493 (1873).

والجلجل: الجرس.

ص: 347

(3442)

الحديث المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا مالك بن عبد الواحد المِسْمَعيّ قال: حدّثنا عبد الملك بن الصبَّاح عن شعبة عن واقد بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أن أُقاتلَ النّاسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلّا اللَّه، وأن محمدًا رسول اللَّه، ويُقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة. فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم إلّا بحقِّها (1)، وحسابُهم على اللَّه".

أخرجاه (2).

(3443)

الحديث الحادي بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا معاذ بن أسد قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا عمر بن محمد بن زيد عن أبيه أنّه حدّثه عن ابن عمر قال:

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا صار أهلُ الجنّة إلى الجنّة، وأهلُ النّار إلى النّار، جيء بالموت حتى يُجعلَ بين الجنّة والنار، ثم يُذبَحُ، ثم يُنادي منادٍ: يا أهل الجنّة، لا موت، يا أهل النّار، لا موت، فيزدادُ أهل الجنّة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهلُ النّار حُزنًا إلى حُزنهم".

أخرجاه (3).

(3444)

الحديث الثاني بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه:

سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلًا يَعِظُ أخاه في الحياء، فقال:"الحياء من الإيمان".

أخرجاه (4).

(3445)

الحديث الثالث بعد المائة: وبالإسناد:

(1) رواية البخاري: "إلّا بحق الإسلام".

(2)

مسلم 1/ 53 (22)، ومن طريق عمر بن محمد في البخاري 1/ 75 (25).

(3)

البخاري 11/ 451 (6548). ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك أخرجه أحمد 10/ 198 (5993). ومن طريق عمر بن محمد أخرجه مسلم 4/ 2189 (2850).

(4)

المسند 8/ 156 (4554)، ومسلم 1/ 63 (36) ومن طريق ابن شهاب الزهري أخرجه البخاري 1/ 74 (24).

ص: 348

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اقتلوا الحيّاتِ، وذا الطُّفْيَتَين، والأبترَ، فإنّهما يلتمسان البصرَ، ويستسقطان الحَبَل".

وكان ابن عمر يقتل ُكلّ حيّة وجدَها، فرآه أبو لبابة أو زيد بن الخطاب وهو يطارد حيّة، فقال: إنه قد نُهي عن ذوات البيوت.

أخرجاه (1).

(3446)

الحديث الرابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن جريج قال: أخبرني نافع عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يأكلْ أحدُكم من أُضحيته فوقَ ثلاثة أيام".

وكان عبد اللَّه إذا غابت الشمس من اليوم الثالث لا يأكلُ من لحم هديه.

أخرجاه (2).

(3447)

الحديث الخامس بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني عبد اللَّه بن دينار، سمع ابن عمر يقول:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع الوَلاء، وعن هِبته.

أخرجاه (3).

(3348)

الحديث السادس بعد المائة: وبه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تدخلوا على هؤلاء القومِ الذين عُذِّبوا إلّا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، فإني أخافُ أن يُصيبَكم مثلَ ما أصابَهم".

أخرجاه (4).

(1) المسند 8/ 159 (4557)، ومسلم 4/ 1752 (2233) ومن طريق الزهري أخرج البخاري 6/ 347 (3297) القسم الأول. ومن طريق نافع عن ابن عمر أخرج قسمه الثاني 1/ 356 (3312، 3313).

(2)

المسند 8/ 267 (4643)، ومسلم 3/ 1560 (1970) وأخرجه البخاري بنحوه من طريق سالم عن عبد اللَّه 10/ 24 (5574).

(3)

المسند 8/ 165 (4560)، ومسلم 2/ 1145 (1506)، ومن طريق عبد اللَّه بن دينار أخرجه البخاري 12/ 42 (6756).

(4)

المسند 8/ 167 (4561) ومن طريق عبد اللَّه بن دينار أخرجه البخاري 1/ 530 (433) وفيه أطرافه. ومسلم 4/ 2285 (2980).

ص: 349

(3449)

الحديث السابع بعد المائة: وبه:

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم "إذا سلَّم عليك اليهوديُّ فإنّما يقول: السامُ عليك، فقل: وعليك".

أخرجاه (1).

(3450)

الحديث الثامن بعد المائة: وبه قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُبايعُ على السَّمع والطاعة، ثم يقول "فيما استطعْتُ".

أخرجاه (2).

(3451)

الحديث التاسع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عبد اللَّه بن عمر:

دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مسجد بني عَمرو بن عَوف، مسجد قُباء، يُصلِّي فيه، فدخلَتْ عليه رجالُ الأنصار يُسلِّمون عليه، ودخل معه صُهيب، فسألْتُ صُهيبًا: كيف كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصنعُ إذا سُلِّم عليه؟ قال: يُشير بيده (3).

(3452)

الحديث العاشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن موسى ابن عُقبة عن سالم قال:

كان ابن عمر يقول: هذه البيداء التي تكذبون فيها على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: واللَّه ما أحْرَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلّا من عند المسجد.

أخرجاه (4).

(1) المسند 8/ 169 (4563)، ومسلم 4/ 1706 (2164) ومن طريق ابن دينار أخرجه البخاري 11/ 42 (6257).

(2)

المسند 8/ 172 (4565). ومن طريق عبد اللَّه بن دينار أخرجه البخاري 13/ 193 (7202)، ومسلم 3/ 1490 (1867).

(3)

المسند 8/ 174 (4568). وإسناده صحيح. وبهذا الإسناد أخرجه ابن ماجة 1/ 325 (1017)، والنسائي 3/ 5، وصحّح إسناده الحاكم على شرط الشيخين 3/ 12، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 49 (888)، وابن حبّان 6/ 33 (2258)، والألباني والمحقّقون.

(4)

المسند 8/ 177 (4570)، والبخاري 3/ 400 (1514). وأخرجه مسلم 2/ 843 (1186) من طريق موسى. والمسجد هو ذو الحليفة.

ص: 350

(3453)

الحديث الحادي عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن أبي لَبيد عن أبي سلَمة، سمعت ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَغْلِبَنَّكم الأعراب على اسم صلاتكم، ألا وإنها العِشاء، وإنّهم يُعتمون بالإبل".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3454)

الحديث الثاني عشر بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن عبد اللَّه السُّلَمي قال: أخبرنا عبد اللَّه قال: أخبرنا معمر عن الزُّهري قال: حدّثني سالم عن ابن عمر:

أنّه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسَه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: "اللهمّ العنْ فلانًا وفلانًا وفلانًا، بعد ما يقول: "سمع اللَّه من حمده، ربّنا ولك الحمد"، فأنزل اللَّه:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ. . .} إلى قوله: {. . فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128].

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3455)

الحديث الثالث عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني مُسلم عن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المُعاوِيّ قال:

صلَّيت إلى جنب ابن عمر، فقلَّبْتُ الحصى، فقال: لا تُقَلِّب الحصى؛ فإنّه من الشيطان، ولكن كما رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يفعل، كان يحرّكه هكذا.

قال أبو عبد اللَّه: يعني مَسْحةً.

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(3456)

الحديث الرابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد وقال: حدّثنا يحيى عن عبيد اللَّه قال: حدثني نافع عن عبد اللَّه بن عمر:

أن عمر قال: يا رسول اللَّه، نذرْتُ في الجاهلية أن أعتكفَ ليلة في المسجد. قال:"أوْفِ بنذرك".

(1) المسند 9/ 179 (4572)، ومسلم 1/ 445 (644).

(2)

البخاري 7/ 365 (4069). وله طرق. وأخرجه أحمد 9/ 486 (5674) وفي مواضع أُخر -ينظر الحاشية- بأسانيد مختلفة.

(3)

المسند 8/ 182 (4575). وقريب منه في مسلم 1/ 408، 409 (580).

ص: 351

أخرجاه (1).

(3457)

الحديث الخامس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعثَ سريّة إلى نجد، فبلغت سهامُهم اثني عشر بعيرًا، ونَفَّلَنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعيرًا بعيرًا.

أخرجاه (2).

(3458)

الحديث السادس عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا عمرو عن أبي العبّاس السائب بن فَرُّوخ عن عبد اللَّه بن عمر:

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما حاصر أهل الطائف ولم يَقْدِرْ منهم على شيء قال: "إنّا قافلون غدًا"، إن شاء اللَّه" فكأنّ المسلمين كَرِهوا ذلك، فقال: "اغدوا" فغدوا على القتال، فأصابهم جراح، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنا قافلون غدًا، إن شاء اللَّه"، فسُرَّ المسلمون، فضحك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

أخرجاه (3).

(3459)

الحديث السابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال:

صَحِبْتُ ابن عمر إلى المدينة، فلم أسمعْه يحدّث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلّا حديثًا:

كُنّا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأتى بجُمَّارةٍ، فقال:"إنّ من الشجر شجرةً مَثَلُها كمَثَل الرجل المسلم". فأردْتُ أن أقول: هي النخلة، فنظرْتُ فإذا أنا أصغر القوم، فسكتُّ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "هي النخلة".

أخرجاه (4).

(1) المسند 8/ 328 (4705)، والبخاري 4/ 274 (2032)، ومسلم 3/ 1277 (1656). وجُعل الحديث أيضًا في مسند عمر - ينظر الجمع 1/ 100 (32).

(2)

المسند 8/ 185 (4579). ومن طريق أيوب أخرجه البخاري 8/ 56 (4338)، ومسلم 3/ 1368، 1369 (1749).

(3)

المسند 8/ 194 (4588)، والبخاري 8/ 44 (4325)، ومسلم 3/ 1402 (1778).

(4)

المسند 8/ 204 (4599)، والبخاري 1/ 165 (72)، ومسلم 4/ 2164، 2165 (2811).

ص: 352

(3460)

الحديث الثامن عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبْدَةُ قال: حدّثنا عُبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يبدءون بالصلاة قبل الخُطبة في العيد.

أخرجاه (1).

(3461)

الحديث التاسع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبْدَةُ بن سليمان قال: حدّثنا محمد بن إسحق عن محمد بن جعفر بن الزُّبير عن عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عمر قال:

سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُسألُ عن الماء يكون بأرض الفلاة وما ينوبه من الدوابّ والسّباع. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا كان الماءُ قَدْرَ قُلَّتين لم يحملِ الخَبَث"(2).

(3462)

الحديث العشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبْدَة قال: حدّثنا عُبيد اللَّه عن محمد بن يحيى بن حَبّان عن عمّه واسع عن ابن عمر قال:

رَقِيتً يومًا فوق بيت حفصة، فرأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على حاجته، مُسْتَقْبِلَ الشام مُسْتَدْبِرَ القبلة.

أخرجاه (3).

(3463)

الحديث الحادي والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن إدريس قال: أخبرنا عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر قال:

كُنّا في زمن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ننام في المسجد، نقيلُ فيه ونحن شباب.

(1) المسند 9/ 208 (4602)، ومسلم 2/ 1605 (888) ومن طريق عُبيد اللَّه أخرجه البخاري 2/ 453 (963).

(2)

المسند 8/ 211 (4605)، والترمذي 1/ 97 (67). ومن طريق محمد بن إسحق أخرجه أبو داود 1/ 17 (64)، وابن ماجة 1/ 172 (517). ومن طريق الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر أخرجه النسائي 1/ 175. ومن الطريق الأخيرة صحّحه ابن خزيمة 1/ 49 (92)، وابن حبّان 4/ 57 (1249). قال الترمذي معلّقًا على الحديث: وهو قول الشافعي وأحمد وإسحق، إذا كان الماء قلّتين لم يُنجسه شيء، ما لم يتغيّر ريحُه أو طعمه. ولم يحكم عليه. وجعل الشيخ أحمد شاكر نقل الترمذي لأقوال الأئمة تصحيحًا له. وصحّح الحديث الألباني والمحقّقون. وينظر تلخيص الحبير 1/ 22.

(3)

المسند 8/ 212 (4606). ومن طريق عُبيد اللَّه بن عمر أخرجه البخاري 1/ 250 (148)، ومسلم 1/ 225 (266). وعبدة بن سليمان من رجال الشيخين.

ص: 353

أخرجاه (1).

(3464)

الحديث الثاني والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال:

أصاب عُمر أرضًا بخيبرَ، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فاستأمره فيها، فقال: أصبْتُ أرضًا بخيبر لم أُصِبْ مالًا قطُّ أنفسَ عندي منه، فما تأمرُ به؟ قال:"إن شِئْتَ حَبَسْتَ أصلَها وتصدَّقْتَ بها". قال: فتصدّق بها عمرُ: أن لا تُباعَ، ولا تُوهبَ، ولا تُورثَ. قال: فتصدّق بها عمرُ في الفقراء والقُربى والرِّقاب وفي سبيل اللَّه تبارك وتعالى وابن السبيل والضيف، لا جُناحَ على من وَلِيَها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعمَ صديقًا، غيرَ مُتأثِّل فيه.

أخرجاه (2).

(3465)

الحديث الثالث والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه قال: أخبرني نافع قال:

ربّما أمّنا ابن عمر بالسّورتين والثلاث في الفريضة (3).

(3466)

الحديث الرابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى ابن سليمان قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثني يونس عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد اللَّه أنّه أخبره عن أبيه قال:

لما اشتدّ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له في الصلاة، فقال:"مُروا أبا بكر فَلْيُصَلِّ بالناس"، قالت عائشة: إنّ أبا بكر رجلٌ رقيق، إذا قرأ غلَبَه البكاء، قال:"مُرُوه فيصلّي". فعاوَدته، قال:"مُروهُ فيُصلّي، إنّكنَّ صواحبُ يوسف".

انفرد بإخراجه البخاري (4).

(1) المسند 8/ 216 (4607)، ومن طريق عبيد اللَّه في البخاري 5/ 535 (440)، ومسلم 14/ 928 (2479).

(2)

المسند 8/ 17 (4608). ومن طريق عبد اللَّه بن عون أخرجه البخاري 4/ 355 (2737)، ومسلم 3/ 1255 (1632).

وغير متأثل: غير جامع.

(3)

المسند 8/ 225 (4610). قال الهيثمي 2/ 117: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وهو كما قال.

(4)

البخاري 2/ 165 (682).

ص: 354

(3467)

الحديث الخامس والعشرون بعد المائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن مَسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه أنّه أخبره:

أنّه كان يرى عبد اللَّه يتربّع في الصلاة إذا جلس، ففَعَلْته وأنا يومئذٍ حديث السنّ، فنهاني عبد اللَّه بن عمر وقال: إنّما سُنّة الصلاة أن تَنْصِبَ رجلك اليُمنى وتثنيَ اليسرى. فقلت: إنّك تفعل ذلك. قال: إنّ رجليَّ لا تحملاني.

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(3468)

الحديث السادس والعشرون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن عبد الكريم أبو زُرعة قال: حدّثنا ابن بُكير قال: حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن عبد اللَّه بن دينار عن عبد اللَّه بن عمر قال:

"كان من دعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ إني أعوذُ بك من زوال نِعمتك، وتحوُّلِ عافيتك، وفُجاءة نِقْمَتك، وجميعِ سَخَطك".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3469)

الحديث السابع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي قال: أخبرني ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تتحرَّوا بصلاتكم طلوعَ الشمس ولا غُروبها، فإنها تطلُعُ بين قرني شيطان، فإذا طلع حاجب الشمس فلا تُصَلُّوا حتى تبرُزَ، وإذا غاب حاجبُ الشمس فلا تُصَلُّوا حتى تغيب".

أخرجاه (3).

(3470)

الحديث الثامن والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن حُسين قال: حدّثنا عمرو بن شعيب قال: حدّثني سليمان مولى ميمونة قال:

أتيتُ على ابن عمر وهو بالبلاط (4)، والقوم يُصَلّون في المسجد. قلتُ: ما يَمْنَعُك أن تُصَلِّيَ

(1) البخاري 2/ 305 (827).

(2)

مسلم 4/ 2097 (2739).

(3)

المسند 8/ 226 (4612)، والبخاري 2/ 58 (582) ومن طريق هشام أخرجه مسلم 1/ 567 (828).

(4)

البلاط: موضع بالمدينة.

ص: 355

مع النّاس؟ قال: إنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تُصَلُّوا صلاةً في يوم مرّتين"(1).

(3471)

الحديث التاسع والعشرون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن نُمير قال: حدّثنا فُضَيل بن غَزوان قال: حدّثني أبو دُهقانة قال:

كنت جالسًا عند عبد اللَّه بن عمر، فقال: أتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ضيفٌ، فقال لبلال: ائتنا بطعام، فذهب بلال فأبدل صاعين من تمر بصاع من تمر جيّد، وكان تمرُهُم دُونًا، فأعجب النبيَّ صلى الله عليه وسلم التمرُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"من أين هذا التمر؟ " فأخبره أنّه أبدل صاعًا بصاعين. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "رُدَّ علينا تمرَنا"(2).

(3472)

الحديث الثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عبيد اللَّه قال: حدّثني نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: {يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]: "يقوم في رَشْحه إلى أنصاف أُذنيه".

أخرجاه (3).

(3473)

الحديث الحادي والثلاثون بعد المائة: وبه قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يركُزُ الحربة يُصلّي إليها.

أخرجاه (4).

(3474)

الحديث الثاني والثلاثون بعد المائة: وبه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تُسافِر المرأة ثلاثًا إلّا ومعها ذو مَحْرَم".

(1) المسند 8/ 315 (4689)، ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو بن شعيب فمن رجال أصحاب السنن، وهو حسن الحديث. وأخرجه النسائي 2/ 114. ومن طرق عن حسين المعلِّم أخرجه أبو داود 1/ 158 (579)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 69 (1641)، وابن حبّان 6/ 155 (2396). قال ابن حبّان: عمرو بن شعيب في نفسه ثقة، يُحْتَجُّ بخبره إذا روى عن غير أبيه. وصحّح الحديث الألباني والمحقّقون.

(2)

المسند 8/ 353 (4728)، وأبو يعلى 10/ 72 (5710). قال الهيثمي 4/ 115: رجال أحمد ثقات. وقد حسّن محقّقو المسندين إسناد الحديث لأن رجاله رجال الصحيح، غير أبي دهقانة، فهو في عداد المجهولين، وثّقه ابن حبّان.

(3)

المسند 8/ 229 (4613)، ومسلم 4/ 2915 (2862). ومن طريق نافع في البخاري 8/ 696 (4938).

(4)

المسند 8/ 230 (4614)، والبخاري 1/ 575 (498). ومن طريق عبيد اللَّه عند مسلم 1/ 359 (501).

ص: 356

أخرجاه (1).

(3475)

الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثني الحكم ابن موسى أبو صالح قال: حدّثنا شعيب بن إسحاق قال: أخبرنا عبيد اللَّه عن نافع أن عبد اللَّه بن عمر أخبره:

أن النّاس نزلوا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الحِجْر أرضِ ثمود فاستقَوا من آبارها، وعَجنوا به العجين، فأمرهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُهَريقوا ما استقَوا، ويَعلفوا الإبلَ العجينَ، وأمرَهم أن يستقوا من البئر التي كانت تَرِدُها الناقةُ.

أخرجاه (2).

(3476)

الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا زهير بن حرب قال: أخبرني يحيى بن سعيد القطّان عن عبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن، فيقرأ سورة فيها سجدة، فيسجد ونسجد معه، حتى ما يَجِدُ بعضُنا موضعًا لمكان جَبهته.

أخرجاه (3).

(3477)

الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا يحيى ابن يحيى قال: قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ العبد إذا نصَحَ لسيّده، وأحسنَ عبادة ربِّه، فله أجرُه مرّتين".

أخرجاه (4).

(3478)

الحديث السادس والثلاثون بعد الماء: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى ابن عُبيد قال: حدّثنا محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر قال:

(1) المسند 8/ 231 (4615)، والبخاري 2/ 566 (1087)، ومسلم 2/ 975 (1338).

(2)

مسلم 4/ 2286 (2981)، ومن طريق عبيد اللَّه أخرجه البخاري 6/ 378 (3379).

(3)

مسلم 1/ 405 (575). ومن طريق يحيى في البخاري 1/ 556 (1075)، وأحمد 8/ 295 (4669).

(4)

مسلم 3/ 1284 (1664)، ومن طريق مالك أخرجه البخاري 5/ 75 (2546)، ومن طريق عبيد اللَّه في المسند 8/ 300 (4673).

ص: 357

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا نَعَسَ أحدُكم في مجلسه يوم الجمعة فليتحوَّل إلى غيره"(1).

(3479)

الحديث السابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر:

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "الخيلُ بنواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة".

أخرجاه (2).

(3480)

الحديث الثامن والثلاثون بعد المائة: وبه عن ابن عمر:

أنّه كان يرمُلُ ثلاثًا ويمشي أربعًا، ويزعم أن رسول اللَّه كان يفعله، وكان يمشي ما بين الرُّكنين. قال: إنما كان يمشي بينهما ليكون أيسر لاستلامه.

أخرجاه (3).

(3481)

الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: حدّثنا أبو بشر عن سعيد بن جُبير قال:

خرجتُ مع ابن عمر من منزله، فمرَرْنا بفتيان من قريش نصبوا طيرًا يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كلَّ خاطئة من نَبلهم. قال: فلما رأوا ابن عمر تفرّقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعنَ اللَّه من فعل هذا. إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعنَ من اتّخَذَ شيئًا من الرُّوح غَرَضًا.

أخرجاه (4).

(3482)

الحديث الأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا محمد بن سُوقة عن أبي بكر بن حفص عن ابن عمر قال:

(1) المسند 8/ 362 (4741)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 160 (1819)، وابن حبّان 7/ 32 (2792). ومن طرق عن ابن إسحق أخرجه أبو داود 1/ 292 (119)، والترمذي، 404 (526) وقال: حسن صحيح. وصحّح الحاكم إسناده على شرط مسلم 1/ 291، ووافقه الذهبي. وقال البيهقي في السنن 3/ 237: لا يثبت رفع هذا الحديث. وقد فصّل محقّقو المسند الكلام فيه، وضعّفوا رفعه، وصحّحوا أن يكلون من كلام ابن عمر، ونقلوا أقوالًا في ذلك.

(2)

المسند 8/ 232 (4616)، والبخاري 6/ 633 (3644)، ومسلم 3/ 1493 (1817).

(3)

المسند 8/ 234 (4618). ومن طريق عُبيد اللَّه أخرج البخاري 3/ 477 (1617)، ومسلم 2/ 920 (1261) الرمل والمشي. والمشي بين الركنين ليكون أيسر لاستلامه، في البخاري 3/ 471 (1606) من طريق يحيى.

(4)

المسند 9/ 418 (5587)، ومسلم 3/ 1550 (1958) ومن طريق أبي بشر، جعفر بن إياس، أخرجه البخاري 9/ 643 (5515).

ص: 358

أتى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول اللَّه، إني أذَنْبتُ ذنبًا كبيرًا، فهل لي توبة؟ فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألك والدان؟ " قال: لا. قال: "فلك خالة؟ " قال: نعم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فَبِرَّها إذن"(1).

(3483)

الحديث الحادي والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا عُبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا دخل مكة دخل من الثَّنِيّة العُليا، وإذا خرج خرج من الثَّنِيّة السُّفلى.

أخرجاه (2).

(3484)

الحديث الثاني والأربعون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثني محمد بن رافع قال: حدّثني سُريج قال: حدّثنا فليح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج معتمرًا، فحال كُفّار قريش بينه وبين البيت، فنحرَ هَدْيَه، وحلق رأسه بالحديبية، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل، ولا يحمل سلاحًا عليهم، إلّا سيوفًا، ولا يُقيم بها إلّا ما أحبُّوا. فاعتمر من العام المقبل، فدخلها كما كان صالحهم، فلما أن أقام بها ثلاثًا أمروه أن يخرج فخرج.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(3485)

الحديث الثالث والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا العُمَريّ عن نافع عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أُلْحِدَ له لَحْدٌ (4).

(1) المسند 8/ 241 (4624). وإسناده صحيح. وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين 4/ 155، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 2/ 177 (435).

(2)

المسند 8/ 242 (4625). ومن طريق عبيد اللَّه أخرجه البخاري 3/ 436 (1576) وينظر (1575)، ومسلم 2/ 918 (1257).

(3)

البخاري 7/ 499 (4252).

(4)

المسند 8/ 380 (4762). وإسناده ضعيف: عبد اللَّه بن عمر بن حفص العمري، ضعّفوه، رغم رواية مسلم وأصحاب السنن له. قال الهيثمي عن الحديث 3/ 45: رجاله رجال الصحيح.

وقد روى مسلم عن سعد: الحدوا لي لحدًا، وانصبوا عليّ اللَّبِنَ كما صُنع برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. الجمع 1/ 396 (205).

ص: 359

(3486)

الحديث الرابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن رَزين بن سليمان الأحمريّ عن ابن عمر قال:

سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الرجل يُطلِّقُ امرأته ثلاثًا فيتزوَّجها آخر، فيغلق الباب ويُرخي السِّتر، ثم يطلَّقها قبل أن يدخلَ بها، هل تَحِلُّ للأوّل؟ قال:"لا، حتى يذوقَ العُسَيلة"(1).

(3487)

الحديث الخامس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أَحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا الحجّاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير عن عون بن عبد اللَّه ابن عتبة عن ابن عمر قال:

بينا نحن نصلّي مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، إذ قال رجلٌ في القوم: اللَّه أكبر كبيرًا، والحمد للَّه كثيرًا، وسبحان اللَّه بُكرةً وأصيلًا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من القائل كذا وكذا؟ " فقال رجل من القوم: أنا يا رسول اللَّه. قال: "عَجِبْتُ لها، فُتِحَتْ لها أبواب السماء".

قال ابن عمر: فما تركتُهنّ منذ سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3488)

الحديث السادس والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع قال:

كان ابن عمر إذا دخل أدنى الحرم أمسكَ عن التلبية، فإذا انتهى إلى ذي طوًى بات به حتى يصبحَ، ثم يصلّي الغَداة ويغتسل، ويُحدّث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يفعلُه، ثم يدخل مكة ضُحًى، فيأتي البيت فيستلم الحجر، ويقول: بسم اللَّه، واللَّه أكبر، ثم يَرْمُلُ ثلاثة أطواف، يمشي ما بين الرُّكنين، فإذا أتى على الحجَر استلمَه، وكبَّر أربعة أطواف مَشْيًا، ثم يأي المقام فيُصلّى ركعتين، ثم يرجع إلى الحَجَر فيستلمه، ثم يخرج إلى الصفا من الباب الأعظم، فيقوم عليه فيكبّر سبع مرات، ثلاثًا يكبِّرُ، ثم يقول: لا إله إلّا اللَّه وحدَه لا شريك له، له المُلك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير.

(1) المسند 8/ 393 (4776) والنسائي 2/ 149. ورزين بن سليمان أو سليمان بن رزين، لا يعرف، مجهول. الميزان 2/ 48، والتقريب 1/ 174. وقد صحّ الحديث عن عائشة عند الشيخين - الجمع 4/ 31 (3156).

(2)

المسند 8/ 245 (4627)، ومسلم 1/ 420 (601).

ص: 360

أخرجاه (1).

(3489)

الحديث السابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا عليّ بن الحكم عن نافع عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن عَسْب الفحل.

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3490)

الحديث الثامن والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا مَعْمر عن عبد اللَّه بن مسلم أخي الزُّهري عن حمزة بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تزالُ المسألةُ بأحدكم حتى يلقى اللَّه تبارك وتعالى وليس في وجهه مُزْعَةُ لحم".

أخرجاه (3).

(3491)

الحديث التاسع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن سعيد عن سفيان قال: حدّثني عبد اللَّه بن دينار قال: سمعْتُ ابن عمر يقول:

بينما النّاس يُصلّون في مسجد قُباء الغداة، اذ جاء جاءٍ فقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وأُمِرَ أن يستقبل الكعبة. فاسْتَقْبَلُوها واستداروا فتوجّهوا نحو الكعبة.

أخرجاه (4).

(3492)

الحديث الخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد اللَّه عن نافع:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ مُسْكِرٍ خمر، وكُلُّ مُسْكِرٍ حرام".

(1) المسند 8/ 247 (4628). وإسناده صحيح. وقد أخرج المبيت بذي طوى البخاري 3/ 435 (1573) بهذا الإسناد، وينظر 3/ 412 (1553)، ومسلم 2/ 919 (1259) من طريق أيوب وغيره.

(2)

المسند 8/ 250 (4630)، والبخاري 4/ 461 (2284).

(3)

المسند 8/ 261 (4638)، ومسلم 2/ 720 (1040). وأخرجه البخاري 3/ 338 (1474) من طريق حمزة بن عبد اللَّه. وعلّقه بعد الحديث (1475): وقال معلّى: حدّثنا وُهيب عن النعمان بن راشد عن عبد اللَّه بن مسلم. . .

(4)

المسند 8/ 226 (4642)، والبخاري 8/ 173 (4488). وأخرجه مسلم 1/ 375 (526) من طريق عبد اللَّه ابن دينار.

ص: 361

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3493)

الحديث الحادي والخمسون بعد المائة: وبه:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلّا المسجد الحرام.

انفرد بإخراجه مسلم" (2).

(3494)

الحديث الثاني والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم بعث ابن رَواحة إلى خيبرَ يخرُصُ عليهم، ثم خيَّرَهم أن يأخذوا أو يَرُدُّوا، فقالوا: هذا الحقُّ، بهذا قامتِ السماواتُ والأرض (3).

(3495)

الحديث الثالث والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن فَرْقَد السَّبَخي عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يَدَّهِنُ عند الإحرام بالزَّيت غير المُقَتَّت (4).

(3496)

الحديث الرابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا ليث عن يحيى بن سعيد عن نافع:

أن ابن عمر ذكر له أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل -وكان بدريًّا- مَرِضَ في يوم جمعة، فركبَ إليه بعد أن تعالى النهار واقتربتِ الجمعةُ، وترك الجمعة.

انفرد بإخراجه البخاري (5).

(1) المسند 8/ 269 (4645)، ومسلم 3/ 1587، 1588 (2003).

(2)

المسند 8/ 270 (4646)، ومسلم 2/ 1013 (1395).

(3)

المسند 8/ 387 (4768) والعمري، عبد اللَّه بن عمر، ضعيف. قال الهيثمي 3/ 79: رواه أحمد، وفيه العمري، وفيه كلام. وينظر 4/ 124.

(4)

المسند 8/ 400 (4783) وفرقد ضعيف، وسائر رجاله ثقات. وأخرجه ابن ماجة 2/ 1030 (3083)، والترمذي 3/ 294 (962). قال الترمذي: المُقَتَّت: المطيّب. قال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من حديث فرقد السَّبَخي عن سعيد بن جبير، وقد تكلّم يحيى بن سعيد في فرقد السبخي، وروى عنه النّاس. وضعّف الألباني ومحقّقو المسند إسناد الحديث، وصحّح المحقّقون وقفه.

(5)

البخاري 7/ 309 (3990).

ص: 362

(3497)

الحديث الخامس والخمسون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سَرْح قال: أخبرنا عبد اللَّه بن وهب قال أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن الوليد بن أبي الوليد عن عبد اللَّه بن دينار عن عبد اللَّه بن عمر:

أن رجلًا من الأعراب لَقِيَه بطريق مكّة، فسلَّمَ عليه عبد اللَّه، وحمله على حمارٍ كان يركبُه، وأعطاه عمامةً كانت على رأسه. قال ابن دينار: فقُلْنا له: أصلَحَك اللَّه، إنّهم الأعرابُ، وإنّهم يرضَون باليسير. فقال عبد اللَّه: إنّ أبا هذا كان وُدًّا لعمر بن الخطاب، وإني سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّ أبرَّ البِرَّ صلةُ الوالد أهلَ وُدّ أبيه".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3498)

الحديث السادس والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "الغادِرُ يُرْفَعُ له لواءٌ يومَ القيامة، يقال: هذه غدرة فلان بن فلان".

أخرجاه (2).

(3499)

الحديث السابع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن مالك قال: حدّثنا زيد بن أسلم قال: سمعت ابن عمر يقول:

جاء رجلان من أهل المشرق إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فخطَبا، فعَجِبَ النّاسُ من بيانهما، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:"إنّ من البيان سِحرًا".

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(3500)

الحديث الثامن والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى ابن سعيد عن عُبيد اللَّه قال: أخبرنا نافع عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أحْفُوا الشّوارب، وأعْفُوا اللِّحى".

أخرجاه (4).

(1) مسلم 4/ 1979 (2552).

(2)

المسند 8/ 272 (4648)، والبخاري 10/ 563 (6177)، ومسلم 3/ 1359 (1735).

(3)

المسند 8/ 275 (4651). ومن طريق مالك أخرجه البخاري 10/ 237 (5767).

(4)

المسند 8/ 279 (4654)، ومسلم 1/ 222 (259). وهو في البخاري 10/ 351 (5893) من طريق عُبيد اللَّه ابن عمر.

ص: 363

(3501)

الحديث التاسع والخمسون بعد المائة: وبالإسناد:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يرحمُ اللَّه المُحَلِّقين" قالوا: يا رسول اللَّه، والمُقَصِّرين؟ قال:"يرحم اللَّه المُحَلِّقين" قال في الرابعة: "والمقصّرين".

أخرجاه (1).

(3502)

الحديث الستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا إسرائيل عن سِماك عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر:

أنّه سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أشتري الذهبَ بالفضّة؟ فقال: "إذا أخذْتَ واحدًا منهما فلا يُفارقْك صاحبُك وبينَك وبينه لَبْسٌ"(2).

(3503)

الحديث الحادي والستون بعد المائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو عاصم قال: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "خرج ثلاثةُ نفرٍ يمشون، فأصابَهم المطرُ، فدخلوا في جبل، فانحطّت عليهم صخرة، فقال بعضهم لبعض: ادعوا اللَّه بأفضل عملٍ عَمِلْتُموه.

فقال أحدهم: اللهمّ إنّي كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنتُ أخرجُ فأرعى، ثم أجيء فأحلب، فأجيء بالحِلاب (3) فاتي به أبويّ، فيشربان، ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي، فاحتبسْتُ ليلة، فجِئتُ فإذا هما نائمان، قال: فَكِرهْتُ أن أُوقظَهما، والصّبيةُ يتضاغَون (4) عند رجليّ، فلم يزل ذلك دَأْبي ودَأْبَهما حتى طلع الفجر. اللهمّ، إن كُنْتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، فافْرُج عنا فُرْجةً نرى منها السماء. قال: فَفُرِجَ عنهم.

وقال الآخر: اللهمّ، إنْ كُنْتَ تعلم أنّي كنتُ أُحِبُّ امرأةً من بنات عمّي كأشدِّ ما

(1) المسند 4/ 281 (4657). ومن طريق عُبيد اللَّه أخرجه مسلم 2/ 946 (1301). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 3/ 561 (1727).

(2)

المسند 8/ 489 (4883). ومن طريق سماك أخرجه النسائي 7/ 282، وابن ماجة 2/ 760 (2262)، وبنحوه أخرجه أبو داود من طريق إسرائيل 3/ 250 (3355). وقد ضعّف الألباني الحديث. وقال محقّقو المسند: إسناده ضعيف لانفراد سماك بن حرب برفعه. . . وروى موقوفًا، وهو الصحيح.

(3)

الحِلاب: الإناء الذي يُحلب فيه.

(4)

يتضاغَون: يصيحون ويصرخون.

ص: 364

يُحِبُّ الرجلُ النساء، فقالت: لا تنال ذلك منها حتى تُعطيَها مائة دينار، فسعيْتُ حتى جمَعْتُها. فلمّا قعدْتُ بين رجليها قالت: اتّقِ اللَّه، ولا تَفُضَّ الخاتمَ إلّا بحقِّه، فقُمْتُ وتركتُها. فإن كُنْتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فافْرُج عنّا فرجة. قال: فَفَرَجَ عنهم الثلثين.

وقال الآخر: اللهمّ، إنّ كنتَ تعلمُ أنّي استأجرْتُ أجيرًا بفَرَق (1) من ذُرة، فأعطيْتُه، وأبى ذلك أن يأخُذَ، فعَمَدْتُ إلى ذلك الفَرَق فزرعْتُه، حتى اشتريتُ منه بقرًا وراعيها، ثم جاء فقال: يا عبد اللَّه، أعْطِني حقّي. فقلت: انطلقْ إلى تلك البقر وراعيها، فإنَّها لك، فقال: أتستهزىءُ بي؟ فقلت: ما أستهزىء بك، ولكنها لك. اللهمّ إن كنتَ تعلمُ أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافْرُج عنّا. فكُشِفَ عنهم".

أخرجاه (2).

(3504)

الحديث الثاني والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما منكم أحدٌ إلّا يُعْرَضَ عليه مَقْعَدُه بالغداة والعَشِيّ، إن كان من أهل الجنّة فمن أهل الجنّة، وإن كان من أهل النّار فمن أهل النّار، يقال: هذا مَقْعَدُك حتى تُبعثَ إليه".

أخرجاه (3).

(3505)

الحديث الثالث والستون بعد المائة: وبالإسناد قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه فيجلس فيه، ولكن تفسَّحوا وتوسَّعوا".

أخرجاه (4).

(1) الفرق: اناء يسع ثلاثة آصع.

(2)

البخاري 4/ 408 (2215). وله فيه طرق أُخر، وتختلف الروايات في بعض الألفاظ. ومن طريق أبي عاصم أخرجه مسلم، وله طرق أُخر 4/ 2099، 2100 (2743). ومن طريق سالم ونافع عن ابن عمر أخرجه أحمد 10/ 180، 184 (5973، 5974).

(3)

المسند 8/ 283 (4658). وعن نافع أخرجه البخاري 3/ 243 (1379) ومسلم 4/ 2199 (2866).

(4)

المسند 8/ 284 (4659)، ومسلم 4/ 714 (2177)، وفي البخاري 11/ 62 (6270) من طريق عُبيد اللَّه.

ص: 365

(3506)

الحديث الرابع والستون بعد المائة: وبه قال:

صلَّيْتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل الظهر سجدتين، وبعدها سجدتين، وبعد المغرب سجدتين، وبعد العشاء سجدتين، وبعد الجمعة سجدتين. فأمّا الجمعة والمغرب في بيته.

قال: وأخبرتني أُختي حفصة: أنّه كان يصلّي سجدتين خفيفتين إذا طلع الفجر. قال: وكانت ساعة لا أدخلُ على النبيّ صلى الله عليه وسلم فيها.

أخرجاه (1).

(3507)

الحديث الخامس والستون بعد المائة: وبالإسناد عن ابن عمر:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَرَضه يومَ أُحد وهو ابن أربع عشرة فلم يُجِزْه، ثم عرَضَه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة فأجازه.

أخرجاه (2).

(3508)

الحديث السادس والستون بعد المائة: وبالإسناد عن ابن عمر:

أنّه عمر سأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أينامُ أحدُنا وهو جُنُب؟ قال: "نعم، إذا توضَّأ".

أخرجاه (3).

(3509)

الحديث السابع والستون بعد المائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا أبو الأحوص عن آدم بن عليّ قال: سمعت ابن عمر يقول:

إنّ النّاس يصيرون جُثًا يوم القيامة، كلُّ أمّةٍ تتبعُ نبيَّها، يقولون: يا فلان، اشفع، حتى تنتهيَ الشفاعة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثُه اللَّهُ المقام المحمود.

انفرد بإخراجه البخاري (4).

(1) المسند 8/ 285 (4660)، والبخاري 3/ 50 (1172)، ومسلم 1/ 504 (729).

(2)

المسند 8/ 287 (4661)، والبخاري 7/ 392 (4097). ومن طريق عُبيد اللَّه أخرجه مسلم 3/ 149 (1868).

(3)

المسند 8/ 288 (4662)، ومسلم 21/ 248 (306). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 1/ 392 (287).

(4)

البخاري 8/ 399 (4718).

ص: 366

(3510)

الحديث الثامن والستون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو الطاهر قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن سالم بن عبد اللَّه عن أبيه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يُعطي عمرَ العطاء، فيقول له، أعْطِه يا رسولَ اللَّه أفقرَ إليه مني. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خذْهُ فَتَموَّلْهُ أو تَصَدَّقْ به، وما جاءَك من هذا المال وأنت غيرُ مُشْرِفٍ ولا سائل، فَخُذْهُ، وما لا، فلا تُتْبِعْه نَفْسَك".

قال سالم: فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسألُ أحدًا شيئًا ولا يَرُدُّ شيئًا أعْطِيَه.

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3511)

الحديث التاسع والستون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا نصر ابن علي قال: أخبرنا عبد الأعلى قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت امرأةٌ النارَ في هرّة رَبَطَتْها، فلم تُطْعمْها ولم تَدَعْها تأكلُ من خشاش الأرض"(2).

(3512)

الحديث السبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه قال: حدَّثني نافع عن عبد اللَّه بن عمر قال:

لعن رسول اللَّه الواصلة، والْمُسْتَوْصِلة، والواشمة، والمستوشمة.

أخرجاه (3).

(3513)

الحديث الحادي والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن إسماعيل بن ابن أمية عن نافع عن ابن عمر قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يجلس الرجل في الصلاة وهو يعتمدُ على يدَيه (4).

(1) مسلم 2/ 723 (1045). ومن طريق عمرو بن الحارث أخرجه أحمد 10/ 36 (5748).

(2)

البخاري 6/ 356 (3318)، ومسلم 4/ 2022 (2242).

(3)

المسند 8/ 348 (4724)، والبخاري 10/ 380 (5947)، ومسلم 3/ 1677 (2124).

(4)

المسند 10/ 416 (6347) وإسناده صحيح، ورجاله رجال الشيخين. وعن أحمد في أبي داود 1/ 260 (992). وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 1/ 230. وصحّحه الألباني والمحقّقون.

ص: 367

(3514)

الحديث الثاني والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون ابن معروف قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن ابن القاسم حدّثه عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمر:

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنهما آية من آيات اللَّه، فإذا رأيتُمُوهما فصلُّوا".

أخرجاه (1).

(3515)

الحديث الثالث والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ صاحب القرآن مَثَلُ صاحب الإبل المُعَقَّلة، إن عَقَلَها صاحبُها حَبَسها، وإن أطلقها ذَهَبَتْ".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3516)

الحديث الرابع والسبعون بعد المائة: وبالإسناد عن ابن عمر قال:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الجميع تزيد على صلاة الرجل وحدَه سبعًا وعشرين".

أخرجاه (3).

(3517)

الحديث الخامس والسبعون بعد المائة: وبه قال:

اتّخَذَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خاتمًا من ذهب، وكان يجعلُ فصَّه ممّا يلي كفَّه، فاتَّخَذَه الناسُ، فرمى به، واتّخذَ خاتمًا من وَرِق (4).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا عُبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر قال:

اتّخذ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم خاتمًا من ورق، فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر من

(1) المسند 10/ 201 (5996). ومن طريق ابن وهب أخرجه الشيخان: البخاري 2/ 526 (1042)، ومسلم 2/ 630 (914).

(2)

المسند 8/ 291 (4665)، ومسلم 1/ 544 (789).

(3)

المسند 8/ 296 (4670)، ومسلم 1/ 450 (650). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 2/ 131 (645).

(4)

المسند 8/ 305 (4677)، والبخاري 10/ 315 (5865)، ومسلم 3/ 1655 (2091).

ص: 368

بعده، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان (1)، نَقْشُه: محمد رسول اللَّه (2).

الطريقان في الصحيحين.

(3518)

الحديث السادس والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر:

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "الرُّؤيا جزء من سبعين جزءًا من النبوّة".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(3519)

الحديث السابع والسبعون بعد المائة: وبه:

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان قائمًا عند باب عائشة، فأشار بيده نحوَ المشرق، فقال:"الفتنة هاهنا، حيث يطلع قرن الشيطان".

أخرجاه (4).

(3520)

الحديث الثامن والسبعون بعد المائة: وبالإسناد عن ابن عمر قال:

لمّا مات عبد اللَّه بن أُبيّ، جاء ابنُه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، أعْطِني قميصَك حتى أكفِّنَه فيه، وصلِّ عليه، واستَغْفِرْ له. فأعطاه قميصَه، وقال:"آذِنّي به" فلمّا ذهب ليُصَلّيَ عليه، قال عمر: قد نهاك اللَّه أن تصلِّيَ على المنافقين. فقال: أنا بين خِيرتين: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80] فصلَّى عليه، فأنزل اللَّه تعالى:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84] قال: فتُرِكَت الصلاة عليهم.

أخرجاه (5).

(3521)

الحديث التاسع والسبعون بعد المائة: وبه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غيَّرَ اسمَ عاصية، فقال:"أنت جميلة".

(1) عند الشيخين: "حتى وقع منه في بئر أريس".

(2)

المسند 8/ 358 (4734)، والبخاري 10/ 323 (5873)، ومسلم 3/ 1656 (2091).

(3)

المسند 8/ 306 (4678)، ومسلم 4/ 1775 (2265).

(4)

المسند 8/ 307 (4679)، ومسلم 4/ 2228 (2905)، وأخرجه البخاري 6/ 210 (3104) من طريق نافع.

(5)

المسند 8/ 308 (4680)، والبخاري 3/ 138 (1269)، ومسلم 4/ 1865 (2400).

ص: 369

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3522)

الحديث الثمانون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا محمود بن غيلان، قال: أخبرنا عبد الرزّاق قال: أخبرني ابن جريج قال: أخبرني نافع قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شُغِلَ عن صلاة العشاء ليلةً، فأخَّرَها حتى رَقَدْنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقَدْنا، ثم استيقظْنا. ثم خرج علينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"ليس أحدٌ من أهل الأرض يَنتظرُ الصلاةَ غيرُكم".

وكان ابن عمر لا يُبالي أقدَّمَها أم أخَّرَها إذا كان لا يخشى أن يغلِبه النومُ عن وقتها، وكان يرقد قبلَها.

أخرجاه (2).

(3523)

الحديث الحادي والثمانون بعد المائة: وبالإسناد أن ابن عمر كان يقول:

كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحيّنون الصلاة، ليس يُنادَى لها، فتكلَّموا يومًا في ذلك، فقال بعضُهم: اتَّخِذُوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى. وقال بعضُهم: بل بُوقًا مثلَ قَرن اليهود. فقال عمر: أوَلا تبعثون رجلًا يُنادي بالصلاة. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا بلال، قُم فأذِّنْ".

أخرجاه (3).

(3524)

الحديث الثاني والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان قال: حدّثني عبد اللَّه بن دينار قال: سمعت ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحدُكم قال لأخيه: يا كافر، فقد باءَ بها أحدُهما".

(1) المسند 8/ 310 (4682)، ومسلم 3/ 1686 (2139) من طريق الإمام أحمد وغيره عن يحيى.

(2)

البخاري 2/ 50 (570). ومن طريق عبد الرزّاق أخرجه أحمد 9/ 434 (5611)، ومن طريق ابن جريج في مسلم 1/ 442 (639).

(3)

البخاري 2/ 77 (604). وعن عبد الرزّاق وغيره عن ابن جريج أخرجه مسلم 1/ 285 (377)، وأحمد 10/ 425 (6357).

ص: 370

أخرجاه (1).

(3525)

الحديث الثالث والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن مالك، قال: حدّثنا نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من شَرِبَ الخمر في الدّنيا ثم لم يَتُبْ منها، حُرِمَها في الآخرة، لم يُسْقَها".

أخرجاه (2).

(3526)

الحديث الرابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر:

أن العبّاس استأذنَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أن يبيتَ بمكّة أيّام مِنًى من أجل السقاية، فرخّص له.

أخرجاه (3).

(3527)

الحديث الخامس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن شعبة قال: حدّثني سِماك بن حرب عن مُصعب بن سعد:

أن أُناسًا دخلوا على ابن عامر في مرضه، فجعلوا يُثنون عليه، فقال ابن عمر: أما إنّي لستُ بأغشّهم لك، سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ اللَّه تبارك وتعالى لا يقبلُ صدقةً من غُلول، ولا صلاةً بغير طهور".

انفرد بإخراجه مسلم (4).

(3528)

الحديث السادس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن سفيان قال: حدّثنا عبد اللَّه بن دينار قال: سمعْتُ عبد اللَّه بن عمر:

(1) المسند 4/ 318 (4687)، ومن طريق عبد اللَّه بن دينار أخرجه البخاري 10/ 514 (6104)، ومسلم 1/ 79 (60).

(2)

المسند 8/ 317 (4690)، ومن طريق مالك أخرجه البخاري 10/ 30 (5575)، ومسلم 3/ 1588 (2003).

(3)

المسند 8/ 318 (4691). ومن طرق عن عُبيد اللَّه أخرجه البخاري 3/ 490 (1634)، ومسلم 2/ 953 (1315).

(4)

المسند 8/ 323 (4700). ومن طريق شعبة وغيره عن سماك أخرجه مسلم 1/ 204 (224).

ص: 371

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمَّرَ أسامة على قوم، فطعنَ الناسُ في إمارته، فقال:"إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتُم في إمارة أبيه. وايم اللَّه، إن كان لَخَليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحبّ النّاس إليَّ، وإن ابنَه هذا لأحبُّ النّاس إليَّ بعده".

أخرجاه (1).

(3529)

الحديث السابع والثمانون بعد المائة: وبالإسناد:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أسلمُ سالمها اللَّه، وغِفارُ غفرَ اللَّه لها، وعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّه ورسوله".

أخرجاه (2).

(3530)

الحديث الثامن والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن ابن أبي ذئب عن خاله الحارث عن حمزة بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه قال:

كان تحتي امرأةٌ كان عمرُ يكرهُها، فقال: طَلِّقْها، فأبيتُ، فأتى عمرُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"أطعْ أباك"(3).

(3531)

الحديث التاسع والثمانون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن أسماء قال: حدّثنا جويرية عن نافع عن ابن عمر قال:

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من "الأحزاب": "لا يُصَلَّيَنَّ أحدٌ العصر إلّا في بني قُريظة" فأدرك بعضهم العصرُ في الطريق، فقال بعضُهم: لا نُصَلِّي حتى نأتيَها. وقال بعضهم: بل نُصَلِّي، لم يُرِد منّا ذلك. فذُكر للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فلم يُعنِّف واحدًا منهم.

أخرجاه (4).

(1) المسند 8/ 324 (4701). ومن طريق عبد اللَّه بن دينار أخرجه الشيخان: البخاري 7/ 86 (3730)، ومسلم 4/ 1884 (2426).

(2)

المسند 8/ 326 (4702). ومن طريق ابن دينار أخرجه مسلم 4/ 1953 (2518)، وله طرق أُخر عن ابن عمر في مسلم، والبخاري 6/ 542 (3513).

(3)

المسند 8/ 332 (4711). والحارث بن عبد اللَّه القرشيّ خال محمد بن أبي ذئب، صدوق، من رجال أصحاب السنن، وسائر رجاله رجال الصحيح. وبهذا الإسناد أخرجه أبو داود 4/ 235 (5138)، وابن ماجة 1/ 675 (2088)، وصحّحه ابن حبّان 2/ 169 (426). ومن طريق ابن أبي ذئب أخرجه الترمذي 3/ 494 (1189) وقال: حسن صحيح.

(4)

البخاري 2/ 436 (946)، ومسلم 3/ 1391 (1770).

ص: 372

(3532)

الحديث التسعون بعد المائة: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أصبغُ عن ابن وهب قال: أخبرني عمرو عن سعيد بن الحارث الأنصاري عن عبد اللَّه بن عمر قال:

اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقاص وعبد اللَّه بن مسعود، فلمّا دخل عليه وجده في غاشية أهله (1)، فقال:"قد قضى؟ " قالوا: لا يا رسول اللَّه. فبكى النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القومُ بكاء النبيّ صلى الله عليه وسلم بكَوا. فقال:"ألا تسمعون؟ إنّ اللَّه لا يُعَذِّبُ بدمع العين، ولا بحُزن القلب، ولكن يُعَذِّبُ بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم. وإن الميّت يُعَذَّبُ ببكاء أهله عليه".

أخرجاه (2).

(3533)

الحديث الحادي والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن مالك عن نافع عن ابن عمر:

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "إذا نُودي أحدُكم إلى وليمة فَلْيَأْتِها".

أخرجاه (3).

(3534)

الحديث الثاني والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عُبيد اللَّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر:

أن عمر رأى حلة سِيَراء -أو حرير تُباعُ، فقال صلى الله عليه وسلم: لو اشتريْتَ هذه تلبَسُها يوم الجمعة أو للوفود. قال: "إنما يلبَسُ هذه من لا خَلاقَ له" قال: فأُهدي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها حُلَل، فبعث إلى عمر منها بحُلّة، قال: سمعْتُ منك تقولُ ما قلتَ وبعثتَ إليَّ بها! قال: "إنما بعثتُ بها إليك لتبيعَها أو تَكْسُوَها".

أخرجاه (4).

(3535)

الحديث الثالث والتسعون بعد المائة: وبالإسناد:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن يأكل في مِعًى واحد، والكافرُ يأكلُ في سبعة أمعاء".

(1) غاشية أهله: من يَغشَونه للخدمة.

(2)

البخاري 3/ 175 (1304)، ومن طريق ابن وهب أخرجه مسلم 2/ 636 (924).

(3)

المسند 8/ 333 (4712). ومن طريق مالك في البخاري 9/ 240 (5173)، ومسلم 2/ 1052 (1429).

(4)

المسند 8/ 334 (4713)، ومسلم 2/ 1638 (2068)، ومن طريق نافع أخرجه البخاري 2/ 373 (886).

ص: 373

أخرجاه (1).

(3536)

الحديث الرابع والتسعون بعد المائة: وبه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الحُمَّى من فَيح جهنّم، فأبْرِدوها بالماء".

أخرجاه (2).

(3537)

الحديث الخامس والتسعون بعد المائة: وبه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه نهى يومَ خيبر عن لحوم الحُمُر الأهلية.

أخرجاه (3).

(3538)

الحديث السادس والتسعون بعد المائة: وبه قال:

واصلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في رمضان فواصلَ النّاس، فقالوا: نَهَيْتَنا عن الوِصال وأنت تواصل! قال: "إني لستُ كأحدٍ منكم، إني أُطْعَمُ وأُسْقى".

أخرجاه (4).

(3539)

الحديث السابع والتسعون بعد المائة: وبه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَبعْ أحدُكم على بيع أخيه، ولا يخطُبْ على خِطبة أخيه إلا أن يأذنَ له".

أخرجاه (5).

(3540)

الحديث الثامن والتسعون بعد المائة: وبه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن أمامَكم حوضًا ما بين جَرْباءَ وأذرُح".

(1) المسند 8/ 340 (4718)، ومسلم 3/ 1613 (2060) ومن طريق عُبيد اللَّه أخرجه البخاري 9/ 536 (5394).

(2)

المسند 8/ 342 (4719)، والبخاري 6/ 330 (3264)، ومسلم 4/ 1713 (2209).

(3)

المسند 8/ 341 (4720)، والبخاري 9/ 653 (5522)، وعن عُبيد اللَّه في مسلم 3/ 1538 (561).

(4)

المسند 8/ 345 (4721)، ومن طريق عُبيد اللَّه أخرجه مسلم 2/ 774 (1102). ومن طريق نافع أخرجه البخاري 4/ 139 (1922).

(5)

المسند 8/ 346 (4722)، ومسلم 2/ 1032 (1412)، ومن طريق نافع أخرجه البخاري 9/ 198 (5142).

ص: 374

أخرجاه (1).

(3541)

الحديث التاسع والتسعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن نُمير عن مالك بن مِغْوَل عن محمد بن سُوقة عن نافع عن ابن عمر:

إن كنّا لَنَعُدّ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول: "ربِّ اغفرْ لي وتُبْ عليَّ، إنَّك أنت التوّاب الغفور" مائة مرّة (2).

(3542)

الحديث المائتان: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا فُضَيل ابن غَزوان عن نافع عن عبد اللَّه بن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة، فوجد على بابها سِترًا فلم يدخلْ عليها، وقلّما كان يدخلُ إلّا بدأَ بها. قال: فجاء عليٌّ فرآها مهتمّة، فقال: مالكِ؟ فقالت: جاء إليَّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم يدخل عليَّ. فأتاه عليٌّ فقال: يا رسول اللَّه، إنّ فاطمة اشتدّ عليها أنّك جئتَها فلم تدخلْ عليها. فقال:"وما أنا والدّنيا، وما أنا والرَّقْم! "(3) قال: فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: فقُلْ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فما تأمرني به؟ فقال: "قُلْ لها تُرْسِلُ به إلى بني فلان".

انفرد بإخراجه البخاري (4).

(3543)

الحديث الحادي بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمير قال: حدّثنا عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأى في بعض مغازيه امرأةً مقتولةً، فنهى عن قتل النساء والصبيان.

أخرجاه (5).

(1) المسند 8/ 347 (4723)، والبخاري 11/ 463 (6577)، ومسلم 4/ 1797 (2299).

(2)

المسند 8/ 350 (4726). ورجاله رجال الشيخين. وبهذا الإسناد أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 321 (618). ومن طرق عن مالك بن مغول أخرجه أبو داود 2/ 85 (1516)، وابن ماجة 2/ 1253 (3814)، والترمذي 5/ 461 (3434) قال: حسن صحيح غريب. وصحّحه ابن حبّان 3/ 206 (927) من طريق ابن سُوقة. وصحّحه الألباني والمحقّقون.

(3)

الرقم: الستر المخطّط، الملوّن.

(4)

المسند 8/ 351 (4727). ومن طريق فضيل أخرجه البخاري 5/ 288 (2613). وعبد اللَّه بن نمير من رجال الشيخين.

(5)

المسند 8/ 360 (4739). ومن طريق عُبيد اللَّه في البخاري 6/ 148 (3015)، ومسلم 3/ 1364 (1744).

ص: 375

(3544)

الحديث الثاني بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أسامة قال: حدّثنا عبيد اللَّه عن أبي بكر بن سالم عن أبيه عن جدّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الذي يكذبُ عليَّ يُبنى له بيتٌ في النّار"(1).

(3545)

الحديث الثالث بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا عاصم بن محمد عن أخيه عمر عن أبيه محمد بن زيد قال: قال: عبد اللَّه بن عمر:

كُنا نحدّث بحجّة الوَداع ولا ندري أنّه الوَداع من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما كان في حجّة الوداع خطب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكر المسيح الدجّال، فأطنب في ذكره، ثم قال:"ما بعث اللَّه من نبيٍّ إلّا قد أنذَرَه أُمَّتَه، لقد أنذره نوحٌ أمَّتَه، والنبيّون من بعده، ألا ما خَفِيَ عليكم من شأنه، فلا يَخْفَيَنَّ عليكم أن ربّكم ليس بأعور. ألا ما خفي عليكم من شأنه فلا يَخْفَيَنَّ عليكم أنّ ربَّكم ليس بأعور".

أخرجاه (2).

(3546)

الحديث الرابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو داود الحَفَريّ عن سفيان عن إسماعيل عن نافع عن ابن عمر:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرَ بقتل الكلاب، حتى قَتَلْنا كلبَ امرأة جاءت من البادية.

أخرجاه (3).

(3547)

الحديث الخامس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر قال:

(1) المسند 8/ 364 (4742). وإسناده صحيح، قال الهيثمي 1/ 148: رجال أحمد رجال الصحيح. وللحديث شواهد صحيحة منها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة، وما رواه البخاري عن الزبير وعبد اللَّه بن عمرو، وما رواه مسلم عن جابر: ينظر الجمع 3/ 164 (2386)، 1/ 184 (177)، 3/ 440 (2948)، 2/ 463 (1798).

(2)

المسند 10/ 327 (6185). ومن طريق عمر بن محمد عن أبيه أخرجه البخاري 8/ 106 (4402). وقد أخرج مسلم من طريق عبد اللَّه بن عمر 4/ 2247 (169): "إنّ اللَّه ليس بأعور، وإن المسيح الدّجّال أعور العين اليُمنى".

(3)

المسند 8/ 366 (4744). ومن طريق إسماعيل، ابن أميّة، أخرجه مسلم 3/ 1200 (1570). ومن طريق نافع أخرج البخاري الأمرَ بقتل الكلاب، ثم ذكر المرأة 6/ 360 (2323). وأبو داود الحَفَريّ، عمر بن سعد، من رجال مسلم، ثقة.

ص: 376

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "لو يعلمُ الناسُ ما في الوَحدة ما سار أحدٌ بليلٍ أبدًا".

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(3548)

الحديث السادس بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن فضيل عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر:

أنّه قبّلَ يدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

(3549)

الحديث السابع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا شعبة عن توبة العنبريّ عن مورِّق العِجلي قال:

قلت لابن عمر: أتُصلِّي الضّحى؟ قال: لا. قلت: صلّاها عمرُ؟ قال: لا. قلت: صلّاها أبو بكر؟ : قال: لا. قلت: أصلّاها النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا إخاله.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(3550)

الحديث الثامن بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا عيسى بن حفص بن عاصم عن أبيه قال:

خرجْنا مع ابن عمر، فصلّينا الفريضة، فرأى بعضَ ولده يتطوّع، فقال ابن عمر: صلَّيْتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان في السفر، فلم يُصَلُّوا قبلها ولا بعدها. قال ابن عمر: ولو تطوَّعْتُ لأتْمَمْتُ.

أخرجاه (4).

(3551)

الحديث التاسع بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر:

(1) المسند 8/ 371 (4748). ومن طريق عاصم بن محمد أخرجه البخاري 6/ 137 (2998). ومحمد بن عبيد الطنافسي من رجال الشيخين.

(2)

المسند 8/ 372 (4750). ويزيد بن أبي زياد ضعيف. وأخرجه ابن ماجة 2/ 1221 (3704). وضعّفه الألباني. وضعّف محقّقو المسند إسناده.

(3)

المسند 8/ 377 (4758). ومن طريق شعبة أخرجه البخاري 3/ 51 (1175).

(4)

المسند 8/ 379 (4761). ومن طريق عيسى بن حفص أخرجه مسلم 1/ 497 (689). وبنحوه مختصرًا اخرجه البخاري 2/ 577 (1102).

ص: 377

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قرأ في الرّكعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب، بضعًا وعشرين مرّة، أو بضع عشرة مرّة:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (1).

(3552)

الحديث العاشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال:

أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال: "يا عبد اللَّه، كُنْ في الدّنيا كأنّك غريبٌ أو عابر سبيل، واعْدُدْ نفسَك من الموتى"(2).

* طريق آخر:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا علي بن عبد اللَّه قال: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطُّفاوي عن سليمان الأعمش قال: حدّثني مجاهد عن عبد اللَّه بن عمر قال:

أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمَنْكِبي فقال: "كُنْ في الدُّنيا كأنّك غريبٌ أو عابرُ سبيل".

وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيْتَ فلا تنتظرِ الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظرِ المساء، وخُذْ من صحّتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(3553)

الحديث الحادي عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس، لا يعلَمُها إلّا اللَّه:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34].

(1) المسند 8/ 381 (4763). وإسناده صحيح. وأخرجه النسائي 2/ 170 من طريق أبي إسحق عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد. من طرق عن أبي إسحق عن مجاهد أخرجه الترمذي 2/ 276 (417) وحسّنه، وابن ماجة 1/ 363 (1149)، وابن حبّان 6/ 212 (2459)، واقتصروا على ذكر صلاة الفجر. وينظر تخريج المحقّقين له.

(2)

المسند 8/ 383 (4764). وهو صحيح لغيره، فليث بن أبي سليم ضعيف. ومن طريق سفيان أخرجه الترمذي 4/ 490 (2333)، ومن طريق ليث أخرجه ابن ماجة 2/ 1378 (4114). وينظر الطريق التالي.

(3)

البخاري 11/ 233 (6416).

ص: 378

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(3554)

الحديث الثاني عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ من أحسن أسمائكم عندَ اللَّه عبدَ اللَّه وعبدَ الرحمن".

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3555)

الحديث الثالث عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أبو جَناب عن أبيه عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى، ولا طيرةَ، ولا هامةَ" فقام إليه رجلٌ فقال: يا رسول اللَّه، أرأيتَ البعيرَ يكون به الجَرَبُ فتَجرَبُ الإبلُ؟ قال:"ذلك القَدَرُ، فمن أجْرَب الأول؟ "(3).

(3556)

الحديث الرابع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا حنظلة عن سالم عن أبيه قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تُضربَ الصورة - يعني الوجه.

انفرد بإخراجه البخاري (4).

(3557)

الحديث الخامس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا عُبادة بن سالم الفَزاريّ قال: حدّثني جُبير بن أبي سليمان بن جُبير بن مطعم قال: سمعْتُ عبد اللَّه بن عمر يقول:

لم يكن رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هؤلاء الدّعواتِ حين يُصبحُ وحين يُمسي: "اللهمّ إنّي

(1) المسند 8/ 386 (4766). ومن طريق سفيان الثوري أخرجه البخاري 2/ 524 (1039).

(2)

المسند 8/ 391 (4774). وإسناده ضعيف لضعف عبد اللَّه بن عمر بن حفص العمري، ولكنه متابع، فقد أخرجه مسلم عن عبد اللَّه وعُبيد اللَّه بن عمر بن نافع 3/ 1682 (2132)، والثاني ثقة.

(3)

المسند 8/ 392 (4775). وإسناده ضعيف لضعف أبي جناب، يحيى بن أبي يحيى الكلبي. وبهذا الإسناد أخرجه ابن ماجة 1/ 34 (86). قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف. لكن للحديث شواهد صحيحة. ينظر الصحيحة 2/ 412 (782).

(4)

المسند 8/ 396 (4779). ومن طريق حنظلة في البخاري 6/ 670 (5441).

ص: 379

أسألُك العافية في الدّنيا والآخرة. اللهمّ إنّي أسألك العفوَ والعافية في ديني ودُنياي وأهلي ومالي. اللهمّ استُرْ عوراتي، وآمِنْ رَوعاتي، اللهمّ احفَظْني من بين يديّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتك أن أُغتال من تحتي" قال: يعني الخَسْف (1).

(3558)

الحديث السادس عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن أبي إسحاق عن النّجراني عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أُتي بِسَكران، فضربه الحدّ، قال:"ما شرابُك؟ " قال: الزّبيب والتّمر. قال: "يكفي كلّ واحدٍ منهما من صاحبه"(2).

(3559)

الحديث السابع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز عن أبي طُعمة مولاهم وعن عبد الرحمن بن عبد اللَّه الغافقي أنهما سمعا ابن عمر يقول:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لُعِنَتِ الخمرُ على عشرة وجوه: لُعِنَتْ الخمر بعينها، وشاربُها، وساقيها، وبائعُها، ومُبتاعُها، وعاصِرُها، ومعتَصِرُها، وحاملُها، والمحمولةُ إليه، وآكلُ ثمنِها"(3).

(3560)

الحديث الثامن عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن موسى عن سالم عن ابن عمر قال:

كانت يمين النبيّ صلى الله عليه وسلم التي يحلِفُ عليها: "لا ومُقَلِّبِ القلوب".

انفرد بإخراجه البخاري (4).

(1) المسند 8/ 403 (4785). وإسناده صحيح. وبهذا الإسناد أخرجه البخاري في الأدب المفرد 2/ 681 (1200)، وأبو داود 8/ 314 (5074)، وابن ماجة 3/ 1273 (3871)، وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين 1/ 517، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 3/ 241 (961)، والألباني والمحقّقون.

(2)

المسند 8/ 404 (4786)، وأبو يعلى 10/ 159 (5783) وفيه النجراني، مجهول، ولذا ضُعّف إسناده. ينظر المجمع 6/ 281، وتعليق محقّقي المسندين.

(3)

المسند 8/ 405 (4787)، وأبو داود 3/ 326 (3674)، وابن ماجة 2/ 1121 (3380). وصحّحه الألباني، وصحّحه محقّقو المسند بطرقه وشواهده. وينظر مسند أبي يعلى 9/ 431 (5583) وحاشية المحقّق.

(4)

المسند 6/ 408 (4788). ومن طريق سفيان أخرجه البخاري 11/ 523 (6628).

ص: 380

(3561)

الحديث التاسع عشر بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن شريك عن عبد اللَّه بن عُصْم قال: سمعتُ ابن عمر يقول:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ في ثقيف مُبيرًا وكذابًا"(1).

(3562)

الحديث العشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن أبيه عن عبد اللَّه بن أبي المُجالد عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من انتفى من ولده لِيَفْضَحَه في الدّنيا فضحَه اللَّهُ يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، قِصاصٌ بقصاص"(2).

(3563)

الحديث الحادي والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن خاله الحارث عن سالم عن ابن عمر قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمرُنا بالتخفيف، وإن كان لَيَؤمُّنا بـ (الصافّات)(3).

(3564)

الحديث الثاني والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن أبي اليَقْظان عن زاذان عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة على كُثبان المسك يوم القيامة: رجلٌ أمّ قومًا وهم به راضون، ورجلٌ يؤذِّن في كلّ يومٍ وليلةٍ خمس صلوات. وعبد أدّى حقَّ اللَّه تعالى وحقَّ مواليه"(4).

(1) المسند 8/ 408 (4790). والترمذي 4/ 432 (2220) من طريق شريك. قال الترمذي: يقال: الكذّاب: المختار بن أبي عُبيد، والمبير: الحجّاج بن يوسف. قال: وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر. وهذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلّا من حديث شريك. . وصحّح الألباني الحديث، وصحّحه محقّقو المسند لغيره. وقد روى مسلم هذا الحديث عن أسماء بنت أبي بكر. ينظر الجمع 4/ 275 (3528).

(2)

المسند 8/ 413 (4795). وجعل الهيثمي في المجمع 5/ 18 رجاله رجال الصحيح. وحسّن محقّقو المسند إسناده.

(3)

المسند 8/ 415 (4796). ومن طرق عن ابن أبي ذئب أخرجه النسائي 2/ 95، وابن خزيمة 3/ 49 (1606)، وابن حبّان 5/ 125 (1817). وقد حسّن الألباني ومحقّقو المسند إسناده، فالحارث بن عبد الرحمن صدوق، روى له أصحاب السنن، وسائر رجاله رجال الصحيح.

(4)

المسند 8/ 417 (4799)، والترمذي 4/ 312 (1986) وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث سفيان الثوري عن أبي اليقظان إلّا من حديث وكيع. وأبو اليقظان اسمه عثمان بن قيس، ويقال: ابن عمير، وهو أشهر. وضعّف الألباني الحديث، وضعّف محقّقو المسند إسناده لضعف أبي اليقظان.

ص: 381

(3565)

الحديث الثالث والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني عطاء عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر أنّه قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا عُمْرَى، ولا رُقْبى، فمن أُعْمرَ شيئًا أو أُرْقبَه فهو له حياتَه ومماتَه"(1).

(3566)

الحديث الرابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا عبد اللَّه بن بَحير الصَّنعاني القاصُّ أن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره أنّه سمع ابن عمر يقول:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من سَرَّه أن ينظرَ إلى يوم القيامة كأنّه رأيُ عين، فليقرأ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} وأحسِب أنّه قال: "سورة هود" (2).

(3567)

الحديث الخامس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال:

لمّا تأيّمَتْ حفصةُ وكانت تحت خُنَيْس بن حذافة، لقي عمرُ عثمانَ فعرضها عليه، فقال عثمان: مالي في النساء حاجة، وسأنظر، فلَقِيَ أبا بكر فعرضَها عليه، فسكت، فوجد عمر في نفسه على أبي بكر، فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد خطبَها، فلقي عمرُ أبا بكر، فقال: إنّي كنتُ عرضْتُها على عثمان فردَّني، وإني عرضْتُها عليك فسكتَّ عنّي، فلأنا عليك كنتُ أشدَّ غضبًا منّي على عثمان وقد ردَّني. فقال أبو بكر: إنّه قد كان ذكر من أمرها وكان سرًّا، فكَرِهْتُ أن أُفشيَ السِّرَّ.

(1) المسند 8/ 507 (4906). والنسائي 5/ 273. ثم رواه من طريق محمد بن بكر عن عطاء، وقال: ولم يسمعه حبيب من ابن عمر. وأخرجه ابن ماجة 2/ 796 (2382) مقتصرًا على الرقبي. قال ابن حجر 5/ 240: رجاله ثقات، لكن اختلف في سماع حبيب له من ابن عمر. وينظر تعليق محقّقي المسند. وقد صحّ الحديث عند الشيخين عن جابر وأبي هريرة - الجمع 2/ 312 (1528)، 3/ 191 (2426).

والعمرى: أن يهب إنسان آخر شيئًا مدّة عمره. والرقبى: مثلها. ينظر الفتح 5/ 238.

(2)

المسند 8/ 423 (4806). والترمذي 5/ 403 (3333)، وقال: حسن غريب. وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 576. وقال ابن حجر في الفتح 8/ 695: حديث جيّد. وصحّحه الألباني - الصحيحة 3/ 69 (1081).

ص: 382

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(3568)

الحديث السادس والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حسين بن ذكوان المعلّم عن عمرو بن شعيب عن طاوس أن ابن عمر وابن عبّاس:

رفعاه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لا يَحِلُّ لرجلٍ أن يُعطيَ العطيّة فيرجعَ فيها، إلّا الوالد فيما يُعطي ولدَه. ومَثَلُ الذي يُعطي العطيّةَ ثم يرجع فيها كمَثَل الكلب، أكل حتى إذا شَبعَ قاء ثم رَجَعَ في قَيئه"(2).

(3569)

الحديث السابع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا هَمّام ابن يحيى عن قتادة عن أبي الصِّدِّيق الناجي عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وَضَعْتُم موتاكم في القبر فقولوا: بسم اللَّه، وعلى ملّة رسول صلى الله عليه وسلم"(3).

(3570)

الحديث الثامن والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا ابن جُريج قال: أخبرني موسى بن عقبة قال: حدّثني سالم عن ابن عمر:

عن رؤيا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر، قال: رأيتُ النّاس قد اجتمعوا، فقام أبو بكر فنزَعَ ذَنوبًا أو ذَنوبَين وفي نَزعه ضَعف -واللَّه يغفرُ له- ثم نزعَ عمرُ فاستحالت غَرْبًا، فما رأيتُ عبقريًّا من النّاس يَفْري فَرْيَه، حتى ضربَ النّاس بعَطَن".

(1) المسند 8/ 425 (4807). ومن طرق عن الزهري -وهي متابعة لرواية سفيان بن حسين- أخرجه البخاري 7/ 317 (4005)، 9/ 175، 183 (5122، 5129).

(2)

المسند 8/ 427 (4810). ورجاله رجال الصحيح، عدا عمرو بن شعيب، وحديثه عند أصحاب السنن، وهو حسن الحديث. وأخرج الحديث من طرق عن حسين بن ذكوان المعلّم، أبو داود 3/ 291 (3539)، والترمذي 3/ 593 (1299) وقال: حديث ابن عبّاس حسن صحيح. والنسائي 6/ 265، والحاكم 2/ 46، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 11/ 524 (5123) والمحقّقون.

(3)

المسند 8/ 429 (4812) وإسناده صحيح. ومن طرق عن همّام أخرجه أبو داود 3/ 214 (3213)، وأبو يعلى 10/ 129 (5755)، وصحّح الحاكم إسناده 1/ 366، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 7/ 376 (3110) وذكر له المحقّقون طُرقًا أُخر صحيحة عن ابن عمر.

ص: 383

أخرجاه (1).

(3571)

الحديث التاسع والعشرون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد عن همّام عن نافع عن ابن عمر:

أن عائشة أرادت أن تشتري بريرةَ، فأبى أهلُها أن يَبيعوها إلّا أن يكون لهم ولاؤُها، فذكرت ذلك عائشة للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اشتريها فأعتقيها، فإنَّما الولاء لمن أعطى الثمن".

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3572)

الحديث الثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا حُميد عن بكر بن عبد اللَّه عن ابن عمر أنّه قال:

قدِمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة وأصحابُه مُهِلِّين بالحجّ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من شاء أن يجعلَها عمرة، إلّا من كان معه الهدي". قالوا: يا رسول اللَّه، أيروحُ أحدُنا إلى منى وذكَرُه يقطُرُ مَنِيًّا؟ قال:"نعم". وسطعتِ المجامرُ، وقَدِمَ عليّ بن أبي طالب من اليمن، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"بِمَ أهْلَلْتَ؟ " قال: أهْلَلْتُ بما أهلَّ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(3573)

الحديث الحادي والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا سعيد بن زياد الشيباني قال: حدّثنا زياد بن صُبيح الحنفي قال:

(1) المسند 8/ 432 (4814) ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق موسى أخرجه البخاري 6/ 629 (3633)، ومسلم 4/ 1862 (2393).

والذّنوب: الدّلو المملوءة. والغَرَب: الدّلو العظيمة.

والعبقري: السيّد، ذو المكانة العالية.

الفَرْي: القطع. والمعنى: لم أرَ من يعمل عمله.

والعَطَن: الموضع الذي تستريح فيه الابل بعد الشرب. والمعنى: شربوا فاستراحوا.

(2)

المسند 8/ 463 (4855). ومن طريق همّام وطرق أُخر في البخاري 4/ 370 (2156) وفيه الأطراف. وهو في مسلم 2/ 1141 (1504) عن نافع عن ابن عمر عن عائشة. وينظر الجمع - مسند ابن عمر 2/ 237 (1365).

(3)

المسند 8/ 437 (4822) ومن طريق حميد أخرجه البخاري 8/ 70 (4353). ومن فوق حميد ثقات، رجال الصحيح.

ص: 384

كنتُ قائمًا أُصلّي إلى البيت وشيخٌ إلى جانبي، فأطَلْتُ الصلاةَ فوضعْتُ يدي على خَصري، فضرب الشيخ صدري بيده ضربة لا يألو، فقلت في نفسي: ما رابَه منّي؟ فأسرعتُ الانصراف فإذا غلام خلفه قاعد، فقلت: من هذا الشيخ؟ قال: هذا عبد اللَّه بن عمر، فجلسْت حتى انصرف، فقلت: أبا عبد الرحمن، ما رابَك منّي؟ قال: أنت هو؟ قلت: نعم. قال: ذاك الصَّلْب في الصلاة، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينهى عنه (1).

(3574)

الحديث الثاني والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا زكريا بن إسحق قال: حدّثنا عمرو بن دينار أنّه سمع عبد اللَّه بن عمر يقول:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الشهرُ هكذا وهكذا وهكذا" وقبض إبهامَه في الثالثة.

أخرجاه (2).

(3575)

الحديث الثالث والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا عُبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أفاضَ يومَ النَّحر، ثم رجع فصلَّى الظهر بمِنًى.

أخرجاه (3).

(3576)

الحديث الرابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني عمر بن حُسين بن عبد اللَّه - مولى آل حاطب، عن نافع مولى عبد اللَّه بن عمر عن عبد اللَّه قال:

توفّي عثمانُ بن مظعون وترك ابنةً له من خُوَيلة بنت حكيم بن أُمية بن حارثة بن الأوقص. قال: وأوصى إلى أخيه قدامة بن مظعون، قال عبد اللَّه: وهما خالاي، قال: فخطبْتُ إلى قدامة بن مظعون ابنة عثمان بن مظعون فزوَّجَنيها، ودخل المغيرة بن شعبة

(1) المسند 8/ 457 (4849). ومن طريق سعيد بن زياد أخرجه النسائي 2/ 127، وأبو داود 1/ 237 (903). وصحّح الألباني الحديث، وصحّحه محقّقو المسند لغيره، لأن سعيدًا وُثّق، وسائر رجاله ثقات، وذكروا شواهده.

(2)

المسند 8/ 434 (4815)، ومسلم 2/ 760 (1080) ومن طريق آخر: عن ابن عمر أخرجه البخاري 3/ 119 (1908).

(3)

المسند 8/ 498 (4898)، ومسلم 2/ 950 (1308) وبمعناه في البخاري 3/ 567 (1732). وينظر الجمع 2/ 224 (1344).

ص: 385

إلى أمّها فأرغَبها في المال، فحطَّت إليه، وحطّت الجارية إلى هوى أمِّها، فأبَيا، حتى ارتفع أمرُهما إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال قدامة بن مظعون: يا رسول اللَّه، ابنة أخي، أوصى بها إليَّ فزَوَّجْتُها ابنَ عمَتها عبد اللَّه بن عمر، لم أُقَصِّر بها في الصلاح ولا في الكفاءة، ولكنها امرأة، وإنما حطّت إلى هوى أُمِّها. قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هي يتيمة، ولا تُنكحُ إلّا بإذنها" قال: فانتُزِعَت واللَّه منّي بعد أن مَلَكْتُها، فزوّجوها المغيرة (1).

(3577)

الحديث الخامس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن سليمان قال: سمعت حنظلة بن أبي سفيان الجُمَحي قال: سمعْتُ سالم بن عبد اللَّه يقول: سمعتُ عبد اللَّه بن عمر يقول:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لأن يمتلىءَ جوفُ أحدِكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلىءَ شعرًا".

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3578)

الحديث السادس والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَتاب وعلي بن إسحق عن عبد اللَّه المبارك قال: أخبرنا يونس عن الزّهري عن حمزة بن عبد اللَّه عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أرادَ اللَّه تعالى بقوم عذابًا أصابَ العذابُ من كان فيهم، ثم بُعِثوا على أعمالهم".

أخرجاه (3).

(3579)

الحديث السابع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعتُ الأعمش يحدّث عن عيسى بن وثّاب عن ابن عمر:

(1) المسند 10/ 284 (6136). وقد حسّن محقّقو المسند إسناده من أجل محمد بن إسحق. وتحدّثوا عن طرقه ومصادره.

(2)

المسند 9/ 31 (4975). ومن طريق حنظلة أخرجه البخاري 10/ 548 (6154). وإسحق ثقة، من رجال الشيخين.

(3)

المسند 9/ 39 (4985). ومن طريق عبد اللَّه بن المبارك أخرج الحديث البخاري 13/ 60 (7108). وأخرجه مسلم 4/ 2206 (2879) من طريق يونس. وشيخا أحمد ثقتان.

ص: 386

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "المؤمن الذي يُخالط النّاس ويصبِرُ على أذاهم، أعظمُ أجرًا من الذي لا يُخالطهم ولا يصبر على أذاهم"(1).

(3580)

الحديث الثامن والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عبد اللَّه بن دينار قال: سمعت ابن عمر قال:

كان رجلٌ من قريش يُغبَنُ في البيع، فذُكِرَ ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"قلُ: لا خِلابة".

أخرجاه (2).

(3581)

الحديث التاسع والثلاثون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بكر قال: أخبرنا ابن جُريج قال: قال عكرمة بن خالد:

سألتُ عبد اللَّه بن عمر عن العُمرة قبل الحجّ. فقال: لا بأس على أحدٍ يعتمرُ قبل أن يَحُجَّ.

قال عكرمة: قال عبد اللَّه: اعتمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يَحُجَّ.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا زهير عن أبي إسحق عن مجاهد:

سُئل ابن عمر: كم اعتمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: مرّتين، قالت عائشة: لقد علم ابنُ عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد اعتمر ثلاثةً سوى العمرة التي قرنَها بحجّة الوَداع (4).

(1) المسند 9/ 64 (5022). وإسناده صحيح، ورجاله رجال الشيخين. ومن طريق شعبة أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 200 (388)، والترمذي 4/ 572 (2507). ومن طريق الأعمش أخرجه ابن ماجة 2/ 1338 (4032). وصحّحه الألباني والمحقّقون.

(2)

المسند 9/ 73 (5036). ومن طريق شعبة أخرجه مسلم 3/ 1165 (1533)، وأخرجه البخاري من طريق عبد اللَّه بن دينار 4/ 337 (2117).

(3)

المسند 9/ 93 (5069). ومن طريق ابن جريج أخرجه البخاري 3/ 598 (1774). ومحمد بن بكر من رجال الشيخين.

(4)

المسند 9/ 280 (5383). ومن طريق زهير أخرجه أبو داود 2/ 250 (1992). وقد ضعّف الألباني الحديث. وينظر تخريج محقّقي المسند.

وأورد البخاري أحاديث في: كم اعتمر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ 3/ 599، 600 (1775، 1781). وينظر شرح ابن حجر، وتوفيقه بين الروايات المختلفة.

ص: 387

(3582)

الحديث الأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصور عن عبد اللَّه بن مُرّة عن ابن عمر قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن النَّذْر، وقال:"إنّه لا يَرُدُّ من القَدَرَ شيئًا، وإنما يُستخرجُ به من البخيل".

أخرجاه (1).

(3583)

الحديث الحادي والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عوانة قال: حدّثنا سليمان الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر:

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "من استعاذَ باللَّه فأعيذوه، ومن سألَكم باللَّه فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن آتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه"(2).

(3584)

الحديث الثاني والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا موسى بن عقبة قال: أخبرني سالم أنّه سمع عبد اللَّه:

يحدّث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنّه لَقِي زيد بن عمرو بن نُفيل بأسفلَ بَلْدَح، وذلك قبل أن ينزل على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدّم إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سُفرةً فيها لحم، فأبى أن يأكلَ منها، ثم قال: إنّي لا آكلُ ممّا تذبحون على أنصابكم، ولا آكلُ إلّا ممّا ذُكِرَ اسم اللَّه عليه.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(3585)

الحديث الثالث والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن الحارث عن ابن جُريج قال: قال لي سليمان بن موسى: حدّثنا نافع أن ابن عمر كان يقول:

(1) المسند 9/ 208 (5275)، ومسلم 3/ 1261 (1639). وأخرجه البخاري 11/ 449 (6608) من طريق سفيان الثوري.

(2)

المسند 9/ 266 (5365). والبخاري في الأدب المفرد 1/ 113 (216)، وأبو داود 4/ 328 (5109)، والنسائي 5/ 82، وصحّح الحاكم والذهبي إسناده 1/ 412. وينظر الصحيحة 1/ 510 (254).

(3)

المسند 9/ 269 (5369)، والبخاري 7/ 142 (3826) من طريق موسى. ومن فوقه رجال الشيخين.

ص: 388

إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "أفْشُوا السلام، وأطعموا الطعام، وكونوا إخوانًا كما أمرَكم اللَّه عز وجل"(1).

(3586)

الحديث الرابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حمّاد ابن خالد الخياط عن عبد اللَّه العُمَري عن نافع عن ابن عمر:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أقطعَ الزُّبير حُضْرَ فرسه (2) بأرضٍ يقال لها ثُرَير، فأجرى الفرسَ حتى قام، ثم رمى بسوطه فقال:"أعطوه حيث بلغ السّوطُ"(3).

(3587)

الحديث الخامس والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا الحجّاج قال: حدّثني أبو مطر عن سالم عن أبيه قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرَّعْدَ والصَّواعق قال: "اللهمَّ لا تَقْتُلْنا بغضبك، ولا تُهْلِكْنا بعذابك، وعافِنا قبل ذلك"(4).

(3588)

الحديث السادس والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال: سمعت ابن أبي نُعم قال:

سمعتُ عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب وسأله رجل عن المُحْرم يقتلُ الذباب، فقال

(1) المسند 10/ 481 (6450) ومن طريق ابن جريج أخرجه ابن ماجة 2/ 1083 (3252). قال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات إن كان ابن جريج سمعه من سليمان بن موسى. وقد وضّح المحقّقون أن رواية ابن ماجة وغيرها ليس فيها: قال لي سليمان، فخُشي من تدليس ابن جريج. وقد صحّح الألباني الحديث - ينظر الصحيحة 4/ 3 (1501).

(2)

حُضْر الفرس: جريه.

(3)

المسند 10/ 485 (6458). ومن طريق الإمام أحمد أخرجه أبو داود 3/ 177 (3072)، والطبراني في الكبير 12/ 278 (13352). وضعّف الألباني والمحقّقون إسناده. لأن عبد اللَّه بن عمر العمري ضعيف.

(4)

المسند 10/ 47 (5763). ومن طريق عبد الواحد بن زياد أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 380 (721)، والترمذي 5/ 469 (3450) قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وأبو يعلى 9/ 380 (5507). ومن طريق عفّان صحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 4/ 286. ولضعف حجّاج بن أرطاة، وجهالة حال أبي مطر، ضعّف محقّقو المسند إسناده، وجعله الألباني في الأحاديث الضعيفة 3/ 146 (1042).

ص: 389

عبد اللَّه: أهل العراق يسألون عن الذُّباب وقد قتلوا ابن بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم! وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هما رَيحانتاي من الدُّنيا".

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(3589)

الحديث السابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن عبيد اللَّه بن مقسم عن ابن عمر.

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]. ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ويُحَرِّكُها، يُقْبِلُ بها ويُدبِر:"يُمَجِّدُ الربُّ نفسه: أنا الجبّار، أنا المتكبِّرُ، أنا المَلِكُ، أنا العزيز، أنا الكريم" فرجفَ برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المِنبرُ حتى قُلنا: لَيَخِرَّنَّ به.

أخرجاه (2).

(3590)

الحديث الثامن والأربعون بعد المائتين: حدّثنا بهز وعفّان قالا: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن صفوان بن مُحْرِز قال:

كنتُ آخذًا بيد ابن عمر، إذ عَرَض له رجل فقال: كيف سمعْتَ رسول اللَّه يقول في النّجوى يوم القيامة؟ فقال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ اللَّه عز وجل يُدني المؤمن، فيضع عليه كَنَفَه، ويستُره من النّاس، ويُقَرِّرُه بذنونه، ويقول له: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرفُ ذنب كذا؟ أتَعْرِفُ ذنب كذا؟ حتى إذا قرَّره بذنونه ورأى في نفسه أنّه قد هلك، قال: فإني قد سترْتُها عليك في الدُّنيا، وإني أغفرُها لك اليومَ، ثم يُعطى كتابَ حسناته. وأمّا الكفّار والمنافقون فـ (يقول الأشهادُ هؤلَاءِ الذينَ كَذَبوا على ربّهم ألَا لعنةُ اللَّهِ على الظَّالمين).

(1) المسند 9/ 402 (5568)، والبخاري 7/ 95 (3753).

(2)

المسند 9/ 304 (5414)، وإسناده صحيح. من طريق عبيد اللَّه بن مقسم أخرجه مسلم 4/ 2148 (2278). وأخرجه بنحوه مختصرًا البخاري عن ابن عمر 13/ 393 (7412، 7413).

ص: 390

أخرجاه (1).

(3591)

الحديث التاسع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن خالد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن الحارث عن عبد اللَّه ابن عمر:

أنّه أمرَ رجلًا إذا أخذ مَضْجَعَه قال: "اللهمّ إنّك خَلَقْتَ نفسي وأنتَ توفّاها، لك مماتُها ومَحياها، إنّ أحْيَيْتَها فاحفَظْها، وإن أَمَتَّها فاغفِرْ لها. اللهمَّ أسألُك العافية".

فقال رجل: سمعت هذا من عمر؟ فقال: ممَّن خيرٌ من عمر، من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

انفرد بإخراجه مسلم (2).

(3592)

الحديث الخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الملك ابن عمرو قال: حدّثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال:

دخلْتُ مع ابن عمر علي عبد اللَّه بن مُطيع، فقال: مرحبًا بأبي عبد الرحمن، ضَعُوا له وسادة. فقال: إنما جئتك لأحَدِّثَك حديثًا سَمِعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من نَزَعَ يدًا من طاعة اللَّه فإنّه يأتي يومَ القيامة لا حُجّةَ له، ومن مات وهو مُفارقٌ للجماعة فإنّه يموت ميتة جاهليّة".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(3593)

الحديث الحادي والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثني أبي قال: سمعتُ يونس عن الزهريّ عن حمزة بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه قال:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أُتِيتُ وأنا نائم بقدح من لبنٍ، فشربْتُ منه حتى جعل

(1) المسند 9/ 318 (5436). ومن طريق همّام من يحيى أخرجه البخاري 4/ 96 (2441). وأخرجه مسلم من طريق قتادة 4/ 2120 (2768). وبهز وعفّان من رجال الشيخين.

(2)

المسند 9/ 359 (5502)، ومسلم 4/ 2083 (2712).

(3)

المسند 9/ 386 (5551). ومن طريق هشام بن سعد في مسلم 3/ 1479 (1851). وعبد الملك من رجال الشيخين.

ص: 391

اللبنُ يخرجُ من أظفاري، ثم ناولت فَضلي عمر بن الخطّاب". فقال: يا رسول اللَّه، فما أوّلتَه؟ قال:"العِلْم".

أخرجاه (1).

(3594)

الحديث الثاني والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا أبو جَناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي عن شَهر بن حَوشب قال: سمعتُ عبد اللَّه بن عمر يقول:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج من أُمّتي قومٌ يُسيئون الأعمال، يقرءون القرآن، لا يُجاوِزُ حناجرَهم، يَحْقِرُ أحدُكم عمله مع عملهم، يقتُلون أهل الإسلام، فإذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، فطُوبى لمن قتلَهم، وطُوبى لمن قتلوه، كلّما طلع منهم قَرنٌ قطعَه اللَّه عز وجل" فردّد ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عشرين مرّة أو أكثر وأنا أسمع (2).

(3595)

الحديث الثالث والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا جعفر المؤذن يحدّث عن مسلم أبي المُثَنّى يُحدّث عن ابن عمر قال:

إنما كان الأذان على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرّتين، والإقامة مرّة، غير أنّه يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة. وكُنّا إذا سَمِعْنا الإقامة توضَّأنا ثم خرجْنا إلى الصلاة (3).

(3596)

الحديث الرابع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف قال: حدّثنا عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر قال:

(1) المسند 9/ 389 (5554)، والبخاري 7/ 40 (3681)، ومسلم 4/ 1859 (2391)، من طريق يونس. ووهب جرير بن حازم وأبوه من رجال الشيخين.

(2)

المسند 9/ 396 (5662). وإسناده ضعيف. قال الهيثمي 6/ 232: رواه أحمد، وفيه أبو جناب، وهو مدلّس، ويُعَلُّ أيضًا بشهر، فهو كثير الأوهام والإرسال. وقال ابن كثير في البداية 7/ 303: تفرّد به أحمد من هذا الوجه.

(3)

المسند 9/ 403 (5569)، وأبو داود 1/ 141 (510)، وصحّحه ابن خزيمة 1/ 193 (374)، وابن حبّان 4/ 565 (1674). وأخرجه النسائي 2/ 3 من طريق شعبة. وحسّن الألباني الحديث، وحكم عليه محقّقو المسند بأنه صحيح، وإن إسناده قوي.

ص: 392

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغَنَمين، تَعيرُ إلى هذه مرّة وإلى هذه مرّة، لا تدري: أهذه تَتْبَعُ أم هذه".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3597)

الحديث الخامس والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عمر بن محمد بن زيد أنّه سمع أباه يحدّث عن عبد اللَّه:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما زال جبريلُ يُوصيني بالجار حتى ظَنَنْتُ أنّه سيُوَرِّثُه".

أخرجاه (2).

(3598)

الحديث السادس والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن واقد بن محمد بن زيد أنّه سمع أباه يحدّث عن عبد اللَّه بن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: في حَجّة الوَداع: "وَيْحَكم -أو قال: ويلَكم- لا تَرجعوا بعدي كُفّارًا يضربُ بعضكم رقابَ بعض".

أخرجاه (3).

(3599)

الحديث السابع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهريّة عن كَثير بن مُرّة عن عبد اللَّه بن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أقيموا الصُّفوف، فإنّما تصفّون بصفوف الملائكة، وحاذُوا بين المناكب، وسُدُّوا الخَلَل، ولينوا في أيدي إخوانكم، ولا تَذَروا فُرُجاتٍ للشياطين،

(1) المسند 9/ 99 (5079)، ومن طريق عُبيد اللَّه أخرجه مسلم 4/ 2146 (2784). وإسحق من رجال الشيخين.

(2)

المسند 9/ 410 (5577). ومن طريق عمر بن محمد أخرجه البخاري 10/ 441 (6015)، ومسلم 4/ 2025 (2625). ومن فوق عمر ثقات، من رجال الشيخين.

(3)

المسند 9/ 411 (5578)، ومسلم 1/ 82 (66). وعن شعبة أخرجه البخاري 10/ 553 (6166).

ص: 393

ومن وصل صفًّا وصلَه اللَّه تبارك وتعالى، ومن قطعَ صفًّا قطعه اللَّه تبارك وتعالى" (1).

(3600)

الحديث الثامن والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا أبو إسرائيل عن زيد العمّي عن نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من توضّأَ واحدةً فتلك وظيفة الوضوء التي لا بُدّ منها، ومن توضّأ اثنتين فله كِفلان، ومن توضّأ ثلاثًا فذلك وُضوئي ووُضوء الأنبياء قبلي"(2).

(3601)

الحديث التاسع والخمسون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عارمٌ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن المبارك قال: حدّثنا موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من أخذ شيئًا من الأرض ظُلمًا خُسِفَ به إلى سبع أرَضين.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(3602)

الحديث الستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وهيب قال: حدّثنا عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه:

أنّه سمع ابن عمر يقول في أوّل أمره: إنها لا تنفِر. قال: ثم سمعتُ ابن عمر يقول: رَخَّصَ لهنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

انفرد بإخراجه البخاري (4).

(3603)

الحديث الحادي والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة قال: حدّثنا عثمان بن عبد اللَّه بن مَوْهب قال:

(1) المسند 10/ 17 (5724). ورجال رجال الصحيح، سوى كثير، ثقة، روى له أصحاب السنن. وأخرجه أبو داود 1/ 178 (666) من طريق ابن وهب. وصحّحه الألباني. وينظر تخريجه وشواهده عند محقّقي المسند.

(2)

المسند 10/ 27 (5735). قال الهيثمي 1/ 235: رواه أحمد، وفيه زيد العمّي، وهو ضعيف وقد وُثِّق، وبقية رجال رجال الصحيح. قال محقّقو المسند: زيد العمّي ضعيف، ولم يوثّق، وإسماعيل ابن خليفة -أبو إسرائيل الملائي- لم يروِ له الشيخان ولا أحدهما. وهو ضعيف، لم يصحّح أحد من الأئمة حديثه.

(3)

المسند 10/ 31 (5740). ومن طريق ابن المبارك أخرجه البخاري 5/ 103 (2454). وعارم السدوسي من رجال الشيخين.

(4)

المسند 10/ 49 (5765). وفي البخاري 1/ 428 (329، 330) من طريق وهيب عن عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: رُخّص للحائض أن تنفر إذا حاضت. وكان ابن عمر يقول في أول أمره. . . وينظر الجمع 2/ 29 (1011) مسند ابن عبّاس.

ص: 394

جاء رجل من مصر يَحُجَّ البيت، قال: فرأى قومًا جُلوسًا، فقال: من هؤلاءِ القوم؟ فقالوا: قريش. قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد اللَّه بن عمر. قال: يا ابن عمر، إني سائلُك عن شيء - أو أنْشدُك بحرمة هذا البيت: أتعلمُ أنّ عثمان فرَّ يوم أُحد؟ قال: نعم. قال: فتعلمُ أنّه غاب عن بدر فلم يشهدْه؟ قال: نعم. قال: وتعلمُ أنّه تغيَّبَ عن بيعة الرضوان؟ قال: نعم. قال: فكبَّر المصري. فقال ابن عمر: تَعالَ أُبَيِّنْ لك ما سألْتَني عنه:

أما فِرارُه يومَ أُحد، فأشهدُ أن اللَّه قد عفا عنه وغفر له (1). وأمّا تَغيُّبه عن بدرٍ فإنَّهُ كانت تحته ابنةُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإنها مرضت، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لك أجرُ رجلٍ شهد بدرًا وسهمُه". وأما تَغيُّبه عن بيعة الرِّضوان، فلو كان أحدٌ أعزَّ ببطن مكّة من عثمان لَبَعَثَه، بعثَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعةُ الرِّضوان بعدما ذهب عثمان، فضرب بها على يده وقال:"هذه لعثمان". قال: وقال ابن عمر: اذهبْ بهذا الأن معك.

انفرد بإخراجه البخاري (2).

(3604)

الحديث الثاني والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا موسى بن عقبة قال: حدّثني سالم عن رؤيا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في وباء المدينة عن عبد اللَّه بن عمر:

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "رأيتُ امرأةً سوداءَ ثائرةَ الرّأس، خرجت من المدينة حتى قامت بمَهْيَعَة، فأوَّلْت أن وباءها نقِلَ إلي مَهْيَعَة" وهي الجُحْفة.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(3605)

الحديث الثالث والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة ابن سعيد قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن عُبيد اللَّه بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالسِّواك، فإنَّه مَطْيَبةٌ للفم، ومرضاة للربّ"(4).

(1) وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} (سورة آل عمران 155).

(2)

المسند 10/ 52 (5772)، والبخاري 7/ 54 (3698) من طريق عثمان بن موهب.

(3)

المسند 10/ 97 (5849). والبخاري 12/ 425 (7038) من طريق موسى.

(4)

المسند 10/ 106 (5865). من طريق ابن لهيعة في الأوسط 4/ 96 (3137). وعزاه لهما الهيثمي في المجمع وقال: وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف 1/ 225.

ص: 395

(3606)

الحديث الرابع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي ابن عبد اللَّه قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن عُمارة بن غَزِيّة عن حرب بن قيس عن نافع عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه يُحبُّ أن تؤتَى رُخَصُه، كما يكرهُ أن تؤتَى معصيتُه"(1).

(3607)

الحديث الخامس والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف. قال عبد اللَّه: وسمعته أنا من هارون قال: حدّثنا ابنُ وهب قال: حدّثني عبد اللَّه بن عمر (2) عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيدين من طريق ويرجعُ من طريق آخرى (3).

(3608)

الحديث السادس والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون قال: أخبرنا ابن وَهب قال: سمعْتُ عبد اللَّه بن عمر يحدّث عن نافع عن عبد اللَّه بن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ".

قال نافع: وكان ابن عمر لا يصنع شيئًا إلّا وِترًا (4).

(3609)

الحديث السابع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق ابن عيسى الطباع قال: أخبرني مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاوس اليماني قال:

(1) المسند 10/ 112 (5873). ومن طريق عبد العزيز محمد الدّراوردي صحّح ابن حبّان الحديث 6/ 451 (2742). ومن طريق عمارة صحّحه ابن خزيمة 2/ 73 (950). وجعل الهيثمي رجاله رجال الصحيح 3/ 165. وقد صحّح محقّقو المسند الحديث، وحسّنوا إسناده. وينظر 10/ 107 (5866).

(2)

العُمَريّ.

(3)

المسند 10/ 118 (5879). ومن طريق عبد اللَّه بن عمر العمري عن نافع أخرجه أبو داود 1/ 300 (1156)، وابن ماجة 1/ 412 (1299). [وقع في المطبوع من ابن ماجة: عُبيد اللَّه بن عمر. والصواب عبد اللَّه، كما في التحفة 6/ 106 (7722)]. والعمري ضعيف، ولكن الحديث صحيح لغيره. وقد رواه البخاري من حديث جابر 2/ 472 (986). وينظر الفتح.

(4)

المسند 10/ 119 (5880)، وفي إسناده عبد اللَّه العمري. قال الهيثمي 2/ 243: رجاله رجال موثّقون. وصحّحه محقّقو المسند لغيره، وذكروا شواهده.

ص: 396

أدركتْ ناسًا من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم يقولون: كلّ شيء بقدَر. قال: وسمعْتُ عبد اللَّه ابن عمر يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كلّ شيء بقَدَرٍ، حتى العَجْزُ والكَيْس".

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(3610)

الحديث الثامن والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى ابن داود قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن خالد بن أبي عمران عن نافع عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من صلّى صلاة الصُّبح فهو في ذِمّة اللَّه، فلا تُخْفروا اللَّه ذِمَّتَه، فإنَّه من أخفر ذِمّتَه طلبَه اللَّه حتى يُكِبَّه على وجهه" (2).

(3611)

الحديث التاسع والستون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق ابن عيسى قال: حدّثني مالك عن قَطَن بن وَهْب -أو وهب بن قطن، شكّ إسحق- عن يُحَنّس مولى الزُّبَير قال:

كنتُ عند ابن عمرَ إذ أتَتْه مولاة له، فذكرت شدّة الحال، وأنها تريد أن تخرج من المدينة، فقال لها: اجْلسي، فإني سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يصبرُ أحدُكم على لأوائها وشدّتها إلّا كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(3612)

الحديث السبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الفضل ابن دُكين قال: حدّثنا زَمْعة عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحرٍ مرّتين"(4).

(1) المسند 10/ 133 (5893). ومن طريق مالك أخرجه مسلم 4/ 2045 (2655). وإسحق من رجال مسلم. والكيى: الخدمة والنشاط.

(2)

المسند 10/ 137 (5898)، وفي إسناده ابن لهيعة، قال الهيثمي - المجمع 1/ 301: فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وقد حسّن له بعضهم. ويشهد للحديث ما رواه مسلم من حديث جندب - الجمع 1/ 390 (629).

(3)

المسند 10/ 159 (5935)، ومسلم 2/ 1004 (1377) من طريق مالك.

(4)

المسند 10/ 175 (5964). ومن طريق زمعة بن صالح -وهو ضعيف- أخرجه ابن ماجة 2/ 1318 (3983). ولكن الحديث صحيح عن أبي هريرة - الجمع 3/ 15 (2180). وينظر الفتح 10/ 530، والصحيحة 3/ 169 (1175).

ص: 397

(3613)

الحديث الحادي والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا شريك قال: سمعْتُ سلمة بن كهيل يحدّث عن مجاهد عن ابن عمر قال:

كُنَّا جلوسًا عندَ النبيّ صلى الله عليه وسلم والشمس على قُعَيقِعان بعدَ العصر، فقال:"ما أعمارُكم في أعمار مَن مضى إِلّا كما بقي من النّهار فيما مضى منه"(1).

(3614)

الحديث الثاني والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربّه تبارك وتعالى قال: "أيُّما عبدٍ من عبادي خرجَ مُجاهدًا في سبيلي، ابتغاءَ مَرضاتي، ضَمِنْتُ له أن أرْجِعَه بما أصاب من أجرٍ وغنيمة، وإن قَبَضْتُه أن أغفرَ له وأرحمَه وأُدْخِلَه الجنّة"(2).

(3615)

الحديث الثالث والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا محمد بن مُسلم بن مِهران -مولى لقريش- قال: سمعتُ جدّي يحدّث عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان لا ينامُ إلّا والسِّواكُ عنده، فإذا استيقظَ بدأ بالسِّواك (3).

(3616)

الحديث الرابع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد العزيز بن صُهَيب عن عبد الواحد البُناني قال:

كنتُ مع ابن عمر، فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، إنّي أشتري هذه الحيطان تكون فيها الأعناب، ولا نستطيع أن نبيعها كلّها عنبًا حتى نَعْصِرَه. قال: فعن ثمن الخمر تسألُني؟ سأحدّثك حديثًا سَمِعْتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:

(1) المسند 10/ 177 (5966). والمعجم الكبير 12/ 314 (13519). وضعّف محقّقو المسند إسناده لضعف شريك النَّخَعي، وصحّحوه لغيره.

(2)

المسند 10/ 186 (5977). ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق حمّاد أخرجه النسائي 8/ 16. وأخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة - الجمع 3/ 172 (2395).

(3)

المسند 10/ 187 (5979)، وأبو يعلى 10/ 131 (5749). وحسّن المحقّقون إسناده.

ص: 398

كُنّا جلوسًا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، إذ رفع رأسَه إلى السماء، ثم أكبَّ ونَكَتَ في الأرض، وقال:"الويلُ لبني إسرائيل" فقال له عمر: يا نبيَّ اللَّه، لقد أفزَعَنا قولُك لبني إسرائيل. فقال:"ليس عليكم من ذلك بأس، إنهم لمّا حُرِّمت عليهم الشُّحوم فتواطؤوه فيبيعونه فيأكلون ثمنه، وكذلك ثمن الخمر عليكم حرام"(1).

(3617)

الحديث الخامس والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا حمّاد عن علي بن زيد عن يوسف بن مِهران عن عبد اللَّه بن عمر:

أنّه كان عنده رجلٌ من أهل الكوفة، فجعل يُحَدّثه عن المختار، فقال ابن عمر: إنّ كان كما تقول، فإني سمعت رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ بين يدَي الساعة ثلاثين دجّالًا كذّابًا"(2).

(3618)

الحديث السادس والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حسين المعلم عن ابن بُرَيدة قال: حدّثني ابنُ عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا تَبَوَّأَ مَضجعه: "الحمدُ للَّه الذي كفاني وآواني وأطعمَني وسقاني، والذي مَنَّ عليَّ وأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمدُ للَّه على كلّ حال. اللهمَّ ربَّ كلّ شيءٍ، ومَلِكَ كلّ شيءٍ، وإله كلِّ شيءٍ، ولك كلُّ شيء، أعوذُ بك من النّار"(3).

(3619)

الحديث السابع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن إسحق قال: أخبرنا يونس بن القاسم الحنفي يماميٌّ قال: سمعْتُ عِكرمة بن خالد المَخزومي يقول: سمعت ابن عمر يقول:

(1) المسند 10/ 189 (5982). قال الهيثمي: 4/ 90: رجاله رجال الصحيح خلا عبد الواحد، وقد وثّقه ابن حبّان. وذكره ابن حجر في التعجيل 268. وحسّن المحققون إسناده.

(2)

المسند 10/ 192 (5985). وإسناده ضعيف لضعف ابن جدعان، علي بن زيد. ويوسف بن مهران، ليّن الحايث. وقد صحّح الألباني الحديث لغيره، وذكر شواهده - الصحيحة 4/ 250 (1683). وينظر الفتح 13/ 86، 87.

(3)

المسند 10/ 190 (5983) وإسناده صحيح، وأخرجه أبو داود 4/ 131 (5058) وصحّحه الألباني والمحقّقون. وأخرج الحاكم نحوه عن أنس، وصحّح إسناده 4/ 545.

ص: 399

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من تعظَّمَ في نفسه أو اختالَ في مِشيته، لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غضبانُ"(1).

(3620)

الحديث الثامن والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب قال: قال حَيْوَةُ: أخبرني أبو عثمان أن عبد اللَّه بن دينار أخبره عن عبد اللَّه بن عمر:

أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أفرى الفِرَى من ادّعى إلى غير أبيه. وأفرى الفِرى من أرى عينيه في النّوم ما لم ترَيا، ومن غيَّرَ تُخومَ الأرض"(2).

(3621)

الحديث التاسع والسبعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي ابن عاصم عن يونس بن عُبيد قال: أخبرنا الحسن عن ابن عمر قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تجرَّعَ عبدٌ جَرعَةً أفضل عند اللَّه عز وجل من جَرعة غيظ يكظمها ابتغاءَ وجهِ اللَّه تعالى"(3).

(3622)

الحديث الثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي عن صالح قال: حدّثنا نافع أن عبد اللَّه أخبره:

أن المسجد كان على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مبنيًّا باللَّبِن وسقفُه بالجريد، وعَمَدُه خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا، وزاد فيه عمر، وبناه على بنائه في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم باللَّبِنِ والجريد، وأعادَ عَمَدَه خشبًا، ثم غيَّرَه عثمانُ فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جدارَه بالحجارة المنقوشة والقَصَّة"، وجعل عَمَدَه من حجارة منقوشة، وسقفه بالساج (4).

(1) المسند 10/ 200 (5995) وإسناده صحيح. ومن طريق يونس بن القاسم أخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 283 (549)، وصحّح الحاكم والذهبي إسناده 1/ 60، وجعل الهيثمي رجاله رجال الصحيح 1/ 103. وصحّحه الألباني - الصحيحة 2/ 83 (543).

(2)

المسند 10/ 202 (5998). وصحّح ابن حجر إسناده. الفتح 12/ 430. وقد أخرج البخاري الحديث من طريق عبد اللَّه بن دينار مقتصرًا على: "أفرى الفِرى من أرى عينيه ما لم تَريا". وسائر أجزاء الحديث لها شواهد صحيحة. ينظر تعليق محقّقي المسند.

(3)

المسند 10/ 270 (6114). ومن طريق يونس بن عبيد أخرجه ابن ماجة 2/ 1401 (4189). وأخرجه موقوفًا - الأدب المفرد 2/ 742 (1318). وصحّح الألباني والمحقّقون الحديث.

(4)

القصّة: الجِصّ، وهو الشيد. والساج: نوع من الخشب الهندي.

ص: 400

انفرد بإخراجه البخاري (1).

(3623)

الحديث الحادي والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعي عن أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر:

أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلّى صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة وسجدتين، والطائفة الأخرى مواجهة العدوّ، ثم انصرفت الطائفةُ التي مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأقبلت الطائفةُ الأخرى، فصلّى بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم ركعة وسجدتين، ثم سلَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم قام كلّ رجلٍ من الطائفتين فركع لنفسه ركعةً وسجدتين.

أخرجاه (2).

(3624)

الحديث الثاني والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ ابن عياش قال: حدّثنا ابن ثَوبان عن أبيه عن مكحول عن جُبير بن نُفَير عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللَّه يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغَرْغِر"(3).

(3625)

الحديث الثالث والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا صفوان عن شُريح بن عُبيد الحضرميّ أنّه سمع الزُّبير بن الوليد يحدّث عن عبد اللَّه بن عمر قال:

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا غزا أو سافر فأدركَه الليلُ قال: "يا أرضُ، ربّي وربُّكِ اللَّه، أعوذُ باللَّه من شرِّك وشرِّ ما فيك، وشرِّ ما خُلِقَ فيك، وشرِّ ما دبَّ عليك. أعوذ باللَّه من شرِّ كلِّ أسدٍ وأَسْوَدَ (4)، وحيّة وعقربٍ، ومن شرِّ ساكن البلد، ومن شرِّ والدٍ وما وَلَد"(5).

(1) المسند 10/ 287 (6139)، والبخاري 1/ 540 (446). والساج: نوع من الخشب الهندي.

(2)

المسند 10/ 299 (6159). وإسناده صحيح. ومن طريق نافع أخرجه البخاري 8/ 199 (4535)، ومسلم 1/ 574 (839). وينظر البخاري 2/ 429 (942)، والجمع 2/ 148 (1255).

(3)

المسند 10/ 300 (6160). وابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، صدوق يخطئ. وأبوه ثقة. وسائر رجاله رجال الصحيح. ومن طريق علي بن عيّاش أخرجه الترمذي 5/ 511 (3537) وقال: حسن غريب. ومن طريق ابن ثوبان صحّح الحاكم إسناده 4/ 257، ووافقه الذهبي. وصحّحه ابن حبّان 2/ 294 (628). وحسّن المحقّقون إسناده، وحسّن الألباني الحديث.

(4)

الأسود: الحيّة العظيمة.

(5)

المسند 10/ 301 (6161). وأخرج الحديث ابن خزيمة 4/ 152 (2572). وصحّح الحاكم إسناده 1/ 446. وضعّف إسناده الألباني ومحقّقو المسند لضعف الزبير بن الوليد.

ص: 401

(3626)

الحديث الرابع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سالم قال: حدّثني العلاء بن عُتبة الحمصي - أو اليحصبي عن عُمير بن هانىء العَنْسي قال: سمعتُ عبد اللَّه بن عمر يقول:

كُنَّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قُعودًا، فذكر الفِتَن فأكثر في ذكرها، حتى ذكر فتنة الأحلاس. فقال قائل: يا رسول اللَّه، وما فتنة الأحلاس؟ قال:"هي فتنة هَرَب وحَرَب (1)، ثم فتنة السّرّاء، دَخَلُها -أو دَخَنُها- من تحت قدمَي رجل من أهل بيتي، يزعمُ أنّه منّي وليس منّي، وإنّما وليّيَ المُتَّقون، ثم يصطلح النّاس على رجل كوَرِكٍ على ضِلَعٍ (2)، ثم فتنهَ الدُّهَيماء (3)، لا تَدَع أحدًا من هذه الأُمَّة إلّا لَطَمَتْهُ لطمةً، فإذا قيل: انقطعت، تمادت. يصبحُ الرجل فيها مؤمنًا ويُمسى كافرًا، حتى يصيرَ الناسُ إلى فِسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه. إذا كان ذاكم فانتظروا الدّجّالَ من اليوم أو غدٍ"(4).

(3627)

الحديث الخامس والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن كُناسة قال: حدّثنا إسحق بن سعيد عن أبيه قال:

أتى عبدُ اللَّه بن عمر عبدَ اللَّه بن الزبير فقال: يا ابنَ الزُّبير، إيّاك والإلحادَ في حرم اللَّه تبارك وتعالى، فإني سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّه سيُلْحدُ فيه رجلٌ من قُريش، لو وُزِنَتْ ذنوبُه بذنوب الثَّقَلين لرَجَحَتْ". قال: فانظر لا تكونُه (5).

(3628)

الحديث السادس والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو الجَوَّاب قال: حدّثنا عمّار بن رُزَيق عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال:

(1) الحَرَب: ضياع المال والأهل.

(2)

أي لا يثبت ولا يستقرّ.

(3)

الدُّهيماء تصغير الدّهماء: الداهية السوداء.

(4)

المسند 10/ 309 (6168)، وأبو داود 4/ 94 (4242)، وصحّح الحاكم إسناده 4/ 466. وجعله الألباني في الأحاديث الصحيحة 2/ 666 (974). وفصّل محقّقو المسند الكلام في الحديث وشرحه.

(5)

المسند 10/ 336 (6200). وأخرجه الحاكم 2/ 388، وقال: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه. قال الذهبي: ابن كناسة لا يُحتجّ به. وقال الهيثمي 3/ 288: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وقال محقّقو المسند: رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن كناسة. . وذكروا الاختلاف فيه. ورجّحوا أن يكون من حديث عبد اللَّه بن عمرو. وينظر المسند 11/ 620 (7043).

ص: 402

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يغفرُ اللَّهُ للمؤذّن مَدَّ صوته، ويشهدُ له كلُّ رَطب ويابس سَمعَ صوته"(1).

(3629)

الحديث السابع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعمر ابن بشر قال: حدّثنا عبد اللَّه بن مبارك قال: قال أسامة بن زيد: حدّثني نافع أن ابن عمر قال:

رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يَسْتَنُّ، فأعطى أكبرَ القوم وقال:"إنّ جبريلَ أمرَني أن أُكَبِّرَ".

أخرجاه (2).

(3630)

الحديث الثامن والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرّ بابن صيّادٍ في نَفرٍ من أصحابه فيهم عمر بن الخطّاب وهو يلعب مع الغلمان عند أُطُم بني مَغالة، وهو غلام، فلم يشعر حتى ضرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ظهرَه بيده، ثم قال: أتشهد أني رسول اللَّه؟ " فنظر إليه ابن صيّاد فقال: أشهدُ أنك رسول الأمّيِّين. ثم قال ابن صيّاد للنبيّ صلى الله عليه وسلم: أتشهدُ أني رسول اللَّه؟ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "آمنت باللَّه وبرسله". قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما يأتيك؟ " قال ابن صيّاد: يأتيني صادق وكاذب. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "خُلِطَ لك الأمرُ" ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنّي قد خَبَأْتُ له خبيئًا" وخَبَأ له: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]، فقال ابن صيّاد: هو الدُّخّ. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "اخسأ، فلن تعدوَ قَدْرَك". فقال عمر: يا رسول اللَّه، ائذن لي فأضرب عُنُقه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ يكن هو فلن تُسَلَّطَ عليه، وإن لا يكن هو فلا خيرَ لك في قتله".

أخرجاه (3).

(1) المسند 10/ 336 (6201). وأخرجه الطبراني في الكبير 12/ 304 (13469) من طريق الأعمش. وقال الهيثمي 1/ 330: رجاله رجال الصحيح. وقال محقّقو المسند: حديث صحيح، وهذا سند قويّ.

(2)

المسند 10/ 351 (6226). وبنحوه أخرجه البخاري 1/ 355 (246)، ومسلم 4/ 1779 (2271) من طريق صخر بن جويرية عن نافع. . . وقال البخاري: اختصره نعيم -ابن حماد- عن ابن المبارك عن أسامة عن نافع عن ابن عمر. وينظر الفتح 1/ 356.

(3)

المسند 10/ 428 (6360)، ومسلم 4/ 2246 (2931). ومن طريق معمر أخرجه البخاري 6/ 171 (3055).

ص: 403

(3631)

الحديث التاسع والثمانون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:

كانت مخزوميّة تستعيرُ المَتاعَ وتَجْحَدُه، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقطع يدها (1).

(3632)

الحديث التسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط قال: حدّثنا الحسن بن عمرو الفُقَيمي عن أبي أُمامة التيمي قال:

قلت لابن عمر: إنّا نُكْرِي، فهل لنا من حجّ؟ قال: أليس تطوفون بالبيت وتأتون المُعَرَّف (2)، وترمون الجمار، وتحلقون رؤوسكم؟ قال: قلنا: بلى. فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألْتَني، فلم يُجبْه حتى نزل عليه جبريلُ عليه السلام بهذه الآية:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198] فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أنتم حُجّاج"(3).

(3633)

الحديث الحادي والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة عن أبي النّضر قال: حدّثنا سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه:

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من الحِنطة خَمْرٌ، ومن التَّمر خَمر، ومن الشعير خَمر، ومن الزبيب خَمر، ومن العسل خَمر"(4).

(3634)

الحديث الثاني والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن ربيعة، عن عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عمر:

(1) المسند 10/ 446 (6383)، وأبو داود 4/ 139 (4395)، والنسائي 8/ 70. وإسناده صحيح. وهو حديث صحيح، وقد أخرج الشيخان الحديث عن أمّ المؤمنين عائشة - الجمع 4/ 59 (3172).

(2)

المُعرّف: عرفه.

(3)

المسند 10/ 473 (6434). ورجاله رجال الصحيح غير أبي أُمامة التيمي، مقبول. التقريب 2/ 694. وأخرجه من طريق أبي أُمامة أبو داود 2/ 142 (1733)، والحاكم 1/ 449، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. وصحّحه الألباني، وصحّح محقّقو المسند إسناده.

(4)

المسند 10/ 197 (5992) وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وقد أخرج الحديث الشيخان من طريق الشَّعبي عن ابن عمر عن عمر أنّه قال على منبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . البخاري 8/ 277 (4619)، 10/ 46 (5889)، ومسلم 4/ 2322 (3032).

ص: 404

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكّة قال: "اللهمَّ لا تجعلْ منايانا بها حتى تُخْرِجَنا منها"(1).

(3635)

الحديث الثالث والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي عن الوليد بن كثير عن قَطَن بن وَهْب بن عويمر بن الأجدع عمّن حدّثه عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر أنّه سمعه يقول: حدّثني عبد اللَّه بن عمر:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة قد حرّمَ اللَّه تبارك وتعالى عليهم الجنّة: مُدْمن الخمرِ، والعاقُّ، والدّيُّوث الذي يُقِرُّ في أهله الخُبْثَ"(2).

(3636)

الحديث الرابع والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا موسى ابن داود قال حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر قال:

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "الظُلْمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامة".

أخرجاه (3).

(3637)

الحديث الخامس والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُجين بن المثنى قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الذي لا يُؤدّي زكاة ماله يُمَثِّلُ اللَّهُ عز وجل له ماله يومَ القيامة شُجاعًا أقرع، له زبيبتان، ثم يَلْزَمُه يُطوِّقُه، يقول: أنا كَنْزُك، أنا كَنْزُك"(4).

(1) المسند 1/ 252 (6076). قال الهيثمي 5/ 256: رجال أحمد رجال الصحيح، خلا محمد بن ربيعة، وهو ثقة. وبهذا الإسناد أخرجه الطبراني - الكبير 12/ 273 (13329). وينظر المسند 8/ 396 (4778).

(2)

المسند 10/ 269 (6113) وفيه راوٍ مجهول. وله رواية أخرى في المسند 10/ 321 (6180) وفيها زيادة، أطال المحققون في تخريجها.

(3)

المسند 10/ 342 (6210). ومن طريق عبد العزيز بن أبي سلمة أخرجه البخاري 5/ 100 (2447)، ومسلم 4/ 1996 (2579). وموسى بن داود من رجال مسلم.

(4)

المسند 10/ 22 (5729) وإسناده صحيح. ومن طريق عبد العزيز بن عبد اللَّه أخرجه النسائي 5/ 38، وصحّحه ابن خزيمة 4/ 12 (2257). وقد صحّ الحديث عن غير ابن عمر أيضًا: فرواه البخاري عن أبي هريرة، ومسلم عن جابر - الجمع 3/ 162 (2385)، 2/ 396 (1164).

ص: 405

(3638)

الحديث السادس والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عتّاب قال: حدّثنا أبو حمزة السُّكَّري عن ابن أبي ليلى عن صَدَقة المكّي عن ابن عمر قال:

اعتكف رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان، فاتُّخِذَ له بيت من سَعَف. قال: فأخرج رأسه ذات يوم فقال: "إنّ المصلِّيَ يُناجي ربّه عز وجل، فلينظر أحدُكم بما يُناجي ربَّه، ولا يجهرْ بعضُكم على بعض بالقراءة"(1).

(3639)

الحديث السابع والتسعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبْدَةُ ابن سليمان الكلابي قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم وقف على قَليب بدر، فقال:"هل وَجَدْتُم ما وعدَكم ربُّكم حقًّا؟ " ثم قال: "إنَّهم ليسمعون ما أقول".

أخرجاه (2).

(3640)

الحديث الثامن والتسعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سالم قال:

كتب عبد المَلِك إلى الحجّاج أن لا يُخالف ابن عمر في الحجّ. فجاء ابن عمر وأنا معه يومَ عَرَفةَ حين زالت الشمسُ، فصاح عندَ سُرادق الحجّاج، فخرج وعليه مِلْحَفة مُعَصْفرة، فقال: مالك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: الرَّواح إن كُنْتَ تريدُ السُّنَّة. قال: هذه الساعة؟ قال: نعم. قال: فأنْظِرْني حتى أفيض على رأسي ثم أخرج. فنزل حتى خرج الحجّاجُ، فسار بيني وبين أبي، فقلت: إنّ كنت تريدُ السُّنّة فأقْصِرِ الخُطْبة، وعَجِّلِ الوقوف، فجعل ينظر إلى عبد اللَّه، فلمّا رأى ذلك عبد اللَّه قال: صدق.

انفرد بإخراجه البخاري (3).

(1) المسند 9/ 251 (5349). ومن طريق معمر عن صدقة المكي أخرجه أحمد 8/ 523 (4928). ومن طريق ابن أبي ليلى صحّحه ابن خزيمة 3/ 350 (2237). وحسّن الألباني إسناده. وصحّح محقّقو المسند الحديث. ينظر التعليق عليه في الموضعين المذكورين.

(2)

المسند 9/ 20 (4958)، والبخاري 7/ 301 (3980). ومن طريق هشام بن عروة عن أبيه أخرجه مسلم 2/ 643 (932).

(3)

البخاري 3/ 511 (1660).

ص: 406

(3641)

الحديث التاسع والتسعون بعد المائتين: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عبدان قال: حدّثنا عبد اللَّه قال: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني عبد اللَّه بن عُبيد اللَّه بن أبي مُليكة قال:

توفِّيت ابنة لعثمان بمكّة، وجئنا لِنَشْهَدَها، وحضرَها ابن عمر وابن عبّاس، وإنّي لجالسٌ بينهما. فقال عبد اللَّه بن عمر لعمرو بن عثمان: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول اللَّه قال: "إنّ الميّت ليُعَذَّبُ ببكاء أهله عليه".

أخرجاه (1).

(3642)

الحديث الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن بكر قال: أخبرني يحيى بن قيس المأربيّ قال: حدّثنا ثُمامة بن شَراحيل قال:

خرجْتُ إلى ابن عمر، فقلنا: ما صلاة المسافر؟ فقال: ركعتين ركعتين، إلّا صلاة المغرب ثلاثًا. قال: أرأيت إن كُنّا بذي المجاز؟ قال: وما ذو المجاز؟ قلت: مكانًا نجتمع فيه، ونبيع فيه، ونمكث فيه عشرين ليلة أو خمس عشرة ليلة. قال: يا أيُّها الرجلُ، كنتُ بأذْرَبيجان، لا أدري قال أربعة أشهر أو شهرين، فرأيْتُهم يصلُّونها ركعتين ركعتين، ورأيت نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم نُصبَ عينيّ يُصلّيها ركعتين ركعتين. ثم نزعَ هذه الآية:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} حتى فرغ من الآية (2)[الأحزاب: 21].

(3643)

الحديث الحادي بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزُّبيري قال: حدّثنا سفيان عن عبد اللَّه بن عَقيل عن ابن عمر:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كساه حُلَّةً سيَراء، وكسا أسامة قُبطيّتين، ثم قال:"ما مسّ الأرضَ فهو في النّار"(3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفاويّ قال: حدّثنا أيّوب عن زيد ابن أسلم عن ابن عمر قال:

(1) البخاري 3/ 151 (1286). ومن طريق ابن جُريج أخرجه مسلم 2/ 641 (928). وينظر المسند 8/ 471 (4867).

(2)

المسند 9/ 387 (5552). وحسّن المحقّقون إسناده.

(3)

المسند 2/ 509 (5693). وصحّحه المحقّقون لغيره، وذكروا شواهده، وحسّنوا إسناده، لأن ابن عقيل يصلح حديثه للمتابعات.

ص: 407

دخلتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعليَّ إزارٌ يَتَقَعْقَعُ، فقال:"من هذا؟ " قلت: عبد اللَّه بن عمر قال: "إن كنتَ عبد اللَّه فارفعْ إزارَك" فرفعْتُ إزاري إلى نصف الساقين. فلم تزل إزْرَتَه حتى مات (1).

(3644)

الحديث الثاني بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن عبيد اللَّه قال: حدّثني نافع عن ابن عمر:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إذا وُضحَ عَشاء أحدِكم وأُقيمتِ الصلاة فلا يقوم حتى يفرُغ".

أخرجاه (2).

(3645)

الحديث الثالث بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مؤمَّل قال: حدّثنا حمّاد بن زيد قال: حدّثنا عطاء بن السائب قال: قال لي محارب بن دِثار:

ما سَمِعتَ سعيدَ بن جُبير يذكرُ عن ابن عباس في "الكوثر"؟ فقلت: سمعتُه يقول: قال ابن عبّاس: هذا الخير الكثير. فقال محارب: سبحانَ اللَّه! ما أقلّ ما يسقُطُ لابن عبّاس قولٌ، سمعْتُ ابنَ عمر يقول:

لمّا أُنزلت: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هو نهرٌ في الجنّة، حافَتاه من ذهب، يجري على جنادل الدُّرِّ والياقوت، شرابُه أحلى من العسل، وأشدُّ بياضًا من اللَّبن، وأبردُ من الثلج، وأطيب من ريح المسك" قال: صدق ابن عبّاس، هذا واللَّه الخير الكثير (3).

(3646)

الحديث الرابع بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُريج قال: حدّثنا عبد اللَّه عن نافع عن ابن عمر:

أنّه كان يرمي الجمرةَ يوم النَّحر راكبًا، وسائرَ ذلك ماشيًا، ويُخْبِرُهم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يفعلُ ذلك (4).

(1) المسند 10/ 373 (6263). محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حسن الحديث، وسائر رجاله رجال الشيخين. وقد حسّن المحقّقون إسناده.

(2)

المسند 8/ 331 (4709). ومن عُبيد اللَّه في البخاري 2/ 159 (6873)، ومسلم 1/ 392 (559).

(3)

المسند 10/ 145 (5913). وقد قوّى المحقّقون الحديث، وذكروا رواياته ومصادره.

(4)

المسند 10/ 165 (5944). وعبد اللَّه بن عمر العمري ضعيف. وقد صحّحه المحقّقون لغيره، وذكروا شواهده.

ص: 408

(3647)

الحديث الخامس بعد الثلاثمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن أبي الزُّبير عن عليّ بن عبد اللَّه البارقي عن عبد اللَّه ابن عمر:

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا ركب راحلته كبَّر ثلاثًا، ثم قال:(سبحانَ الذي سَخَّرَ لنا هذا وما كُنّا له مُقْرِنين وإنّا إلى ربِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) ثم يقول: "اللهمّ إنّي أسألُك في سفري هذا البِرَّ والتَّقوى، ومن العمل ما ترضى. اللهمّ هوِّنْ علينا السَّفَرَ، واطْوِ عنّا البعيدَ. اللهمّ أنت الصاحبُ في السَّفَر، والخليفةُ في الأهل. اللهمّ اصحَبْنا في سفَرنا، واخْلُفنا في أهلنا".

وكان إذا رجع إلى أهله قال: "آيبون تائبون إن شاء اللَّه، عابدون، لربّنا حامدون"(1).

(2648)

الحديث السادس بعد الثلاثمائة: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا محمد ابن حميد الرازي قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه القرشي قال: حدّثنا يحيى البَكَّاء عن ابن عمر:

تجشَّأَ رجل عند النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:"كُفَّ عنا جُشاءَك؛ فإنَّ أكثرَ النّاس شِبَعًا في الدنيا أطولُهم جوعًا يوم القيامة"(2).

* * * *

(1) المسند 10/ 394 (6311) وإسناده صحيح. ومن طريق حمّاد بن سلمة أخرجه الترمذي 5/ 468 (3447) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وصحّحه الألباني والمحققون.

(2)

الترمذي 4/ 560 (2478) وقال: هدا حديث غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن ابن جحيفة. ومن طريق عبد العزيز بن عبد اللَّه أخرجه ابن ماجة 2/ 1111 (3350). وذكر الألباني الحديث في الصحيحة 1/ 672 (343) وضعّف يحيى وعبد العزيز القرشي. وذكر طرق الحديث ورواياته التي يصحّ بها.

ص: 409