الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(287) مسند عبد اللَّه بن أُنَيس بن أسعد بن حِزام أبي يحيى الجُهَنِيّ
هكذا رأيته بخطّ أبي عبد اللَّه الصُّوري. ورأيته بخطّ أبي بكر الخطيب: ابن أُنيس بن سعد (1).
(2745)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا همّام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد المكّي عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقيل أنّه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول:
بلغَني حديثٌ عن رجل سمعه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فاشتريتُ بعيرًا ثم شَدَدْتُ عليه رَحلي، فسِرْتُ عليه شهرًا حتى قَدِمْتُ عليه الشام، فإذا عبد اللَّه بن أنيس، فقلت للبوّاب: قل له: جابر على الباب. قال: ابن عبد اللَّه؟ قلت: نعم. فخرج يَطَأُ ثوبَه، فاعْتَنَقَني واعْتَنَقْتُه، فقلتُ: حديثٌ بلغَني أنّك سَمِعْتَه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في القِصاص، فخشيتُ أن تموتَ أو أموتَ قبلَ أن أسمعه. فقال:
سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يُحْشَرُ الناسُ يومَ القيامة -أو قال: العبادُ- عُراةً بُهْمًا" قلت (2): وما بُهْمًا؟ قال: "ليس معهم شيء. ثم يُناديهم بصوت يَسمعه من بَعُدَ كما يسمعُه من قَرُبَ: أنا المَلِكُ، أنا الدّيّانُ. لا ينبغي لأحد من أهل النّار أن يَدْخُلَ النّار وله عند أحدٍ من أهل الجنّة حقٌّ حتى أقضيَه (3) منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنّة أن يَدْخُلَ الجنّة ولأحد من أهل النّار عنده حقٌّ حتى أقضيه منه، حتى اللَّطمة". قال: قلنا:
(1) الآحاد 4/ 77، ومعرفة الصحابة 3/ 1585، والاستيعاب 2/ 249، التهذيب 4/ 90، والإصابة 2/ 270.
وحديثه في الجمع (171) ممّن روى لهم مسلم وحده، وله فيه حديث واحد، وفي التلقيح 367 أن له أربعة وعشرين حديثًا.
(2)
في المسند والمجمع والحاكم "قال: قلنا".
(3)
في المسند - في الموضعين: "أقصّه" ورواية المجمع توافق ما هاهنا.
كيف وإنا إنّما نأتي اللَّه عُراةً غُرْلًا بُهما؟ قال: "بالحسنات والسيّئات"(1).
(2746)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا ليث بن سعد عن هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التّيمي عن أبي أُمامة الأنصاري عن عبد اللَّه بن أنيس الجهني قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ من أكبر الكبائر الشِّرْكَ باللَّه، وعُقوقَ الوالدين، واليمينَ الغَموس. وما حَلَف حالفٌ باللَّه يمينَ صَبْرٍ فأدْخَلَ فيها مثلَ جناح بعوضةٍ إلّا جعلَه اللَّه نُكتةً في قلبه إلى يوم القيامة"(2).
(2747)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أنس بن عِياض أبو ضَمرة قال: حدّثني الضحّاك بن عثمان عن أبي النَّضر مولى عمر بن عبيد اللَّه عن بُسْر بن سعيد عن عبد اللَّه بن أُنيس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "رأيتُ ليلةَ القَدْر ثم أُنْسِيتُها. وأُراني صبيحتَها أسجد في ماء وطينْ". فمُطِرْنا ليلةَ ثلاثٍ وعشرين. فصلّى بنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم انصرف وإن أَثَرَ الماء والطين على أنفه وجَبهته.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني معاذ ابن عبد اللَّه بن خبيب الجهني عن أخيه عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن خبيب قال - وكان رجلٌ في زمن عمر بن الخطاب قد سأله فأعطاه، قال: فجلس معنا عبد اللَّه بن أنيس صاحب
(1) المسند 25/ 431 (16042)، وحسّن المحقّقون إسناده، وأطالوا في تخريجه والتعليق عليه. وهو من طريق همّام في الأدب المفرد 2/ 537 (970) وصحّحه الألباني، وصحّح الحاكم إسناد الحديث، ووافقه الذهبي 2/ 437، 4/ 571، ولكن الهيثمي 1/ 138 ضعّفه لأن فيه ابن عقيل. وينظر الفتح 1/ 174.
(2)
المسند 25/ 435 (16043)، والترمذي 5/ 220 (3020)، قال الترمذي: وأبو أمامة الأنصاري هو ابن ثعلبة، ولا نعرف اسمه، وقد روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أحاديث، وهذا حديث حسن غريب. وصحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 4/ 296. وقال ابن حجر في الفتح 10/ 411: إسناده حسن. وضعّف محقّقو المسند إسناده لضعف هشام بن سعد، وساقوا طرقه وشواهده، وحسّنه الألباني.
(3)
المسند 25/ 438 (16045)، ومسلم 2/ 728 (1168).
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مجلسه، في مجلس جهينة في رمضان، قال: فقلنا له:
يا أبا يحيى، هل سمعتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة من شيء؟ فقال: نعم، جلسْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الشهر، فقلنا له: يا رسول اللَّه، متى نلتمسُ هذه الليلةَ المباركة؟ قال:"التَمِسوها هذه الليلة" قال: وذلك مساء ليلة ثلاث وعشرين. فقال له رجل من القوم: هي إذًا يا رسول اللَّه أُولى ثمانٍ. قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنها ليست بأولى ثمانٍ، ولكنها أولى سبعٍ، لأن الشهر لا يَتِمّ"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلَمة الخُزاعي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن جعفر المَخزومي عن يزيد بن الهاد عن أبي بكر بن حزم عن عبد اللَّه بن أُنيس:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لهم وقد سألوه عن ليلة يتراءَونها في رمضان، قال:"ليلة ثمان وعشرين"(2).
(2748)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمد بن جعفر بن الزبير عن ابن عبد اللَّه بن أنيس عن أبيه قال:
دعاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه قد بلَغَني أنّ خالد بن سفيان بن نُبَيح الهُذَليّ يجمعُ لي النّاس ليغزوَني وهو بعُرَنة (3)، فأته فاقْتُلْه". قال: قلتُ: يا رسول اللَّه، انْعَتْه لي حتى أعرِفَه. قال:"إذا رأيْتَه وجدْتَ له قُشَعْريرةً" قال: فخرجْتُ متوشِّحًا بسيفي حتى وقفْتُ عليه وهو بعرنة مع ظُعُن (4) مُرْتادًا لهنّ منزلًا، حين كان وقت العصر، فلما رأيتُه وجدْتُ منه ما وصفَ لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في القُشَعْريرة. فأقبلت نحوه، وخشيتُ أن يكونَ بيني وبينه محاولة تشغَلُني عن الصلاة، فصلَّيْتُ وأنا أمشي نحوه، أومِىءُ برأسي الركوع
(1) المسند 25/ 439 (1604)، ومن طريق ابن إسحاق صحّحه ابن خزيمة 3/ 238 (2185، 2186). ومن طريق ابن إسحاق أيضًا أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 14/ 99 (4581)، وحكم الألباني والمحقّقون بصحّته، وحسّن إسناده.
(2)
المسند 25/ 437 (16044)، وحسّنه المحققون، وحكموا بانقطاعه، لأن أبا بكر بن حزم لم يسمع عبد اللَّه ابن أنيس.
(3)
ويرى "بعرفة".
(4)
الظُّعُن والظعائن، جمع ظعينة: النساء.
والسجود، فلما انتهيْتُ إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سَمعَ بك وبِجَمْعِكِ لهذا الرجل، فجاء لذلك. قال: أجل، إني في ذلك. قال: فمشيتُ معه شيئًا حتى أمكَنَني حملتُ عليه السيف حتى قَتَلْتُه، ثم خرجْتُ وتركتُ ظعائنه مُكِبّاتٍ عليه، فلما قَدِمْتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فرآني قال:"أفلحَ الوجهُ". قال: قلتُ: قتَلْتُه يا رسول اللَّه. قال: "صَدَقْتَ". قال: ثم قام معي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فدخل بي بيته وأعطاني عصًا، فقال:"أَمسِكْ هذه عندك يا عبد اللَّه بن أُنيس". قال: فخرجْتُ بها على النّاس، فقالوا: ما هذه العصا؟ قلتُ: أعطانيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأمَرَني أن أُمْسِكَها. قالوا: أولا ترجعُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك. قال: فرجعْتُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه لِمَ أعطيْتَني هذه العصا؟ قال: "آيةٌ بيني وبينكَ يومَ القيامة، إنّ أقلَّ الناسِ المُتَخَصِّرون (1) يومئذٍ" قال: فقَرَنَها عبد اللَّه بسيفه، فلم تزل معه، حتى إذا مات أمر بها فصُيِّرَت معه في كَفَنه ثم دُفنا جميعًا (2).
(2749)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هارون بن معروف. قال عبد اللَّه: وسمعته منه قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدّثنا عمرو بن الحارث: أن موسى بن جبير حدَّثَه أن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن الحُباب الأنصاريّ حدّثه: أن عبد اللَّه بن أُنيس حدّثه:
أنّهم تذاكروا هو وعمر بن الخطاب يومًا الصدقةَ، فقال عمر: ألم تسمع رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم حين ذكر غُلولَ الصدقة: "إنه مَنْ غَلَّ فيها بعيرًا أو شاةً أتى به يحمِلُه يومَ القيامة؟ " فقال عبد اللَّه بن أنيس: بلى (3).
* * * *
(1) المتخصّر: الذي يمسك عصًا بيده.
(2)
المسند 25/ 440 (16047)، ومسند أبي يعلى 2/ 201 (905)، وصحيح ابن خزيمة 2/ 91، 92 (982، 983) وصحيح ابن حبّان 16/ 114 (7160). قال الهيثمي 6/ 206: رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى بنحوه، وفيه راوٍ لم يُسَمّ، وهو ابن عبد اللَّه بن أنيس، وبقية رجاله ثقات. وضعّف الألباني إسناده. وينظر تعليق المحقّقين عليه.
(3)
المسند 25/ 463 (16063). ومن طريق ابن وهب أخرجه ابن ماجة 1/ 579 (1810). قال البوصيري: في إسناده مقال، لأن موسى بن جبير ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: إنه يخطىء. وقال الذهبي في الكاشف: ثقة. ولم أر لغيرهما فيه كلامًا. وعبد اللَّه بن عبد الرحمن ذكره ابن حبّان في الثقات، وباقي رجاله ثقات. وصحّحه الألباني لغيره - الصحيحة 5/ 469 (2354). وضعّف محقّقو المسند إسناده، وصحّحوه لغيره.