المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تقدمة بين يدي رسالة المنذري: - جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل

- ‌تقدمة بين يدي رسالة المنذري:

- ‌ترجمة الحافظ المنذري

- ‌شيوخ الحافظ المنذري:

- ‌تلاميذ الحافظ المنذري:

- ‌مكانة الحافظ المنذري في العلم:

- ‌مؤلفاته واثارة العلمية:

- ‌(مراتب ألفاظ الجرح والتعديل عند ابن أبي حاتم)

- ‌(مراتب التعديل)

- ‌(مراتب الجرح)

- ‌(الثقة دون الحجة)

- ‌(بيان الدارقطني المراد من قوله:لين أوكثير الخطأ)

- ‌(اختلاف المحدثين في تضعيف الرجال وتعديلهم

- ‌(اختلاف المحدثين قي قبول رواية المبتدعة وردها)

- ‌(اختلات المحدثين في اشتراط عدد المزكي والجارح)

- ‌(اختلاف المحدثين في قبول الجرح المفسر والمبهم)

- ‌(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بمحمد بن إسحاق)

- ‌(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بشبابة بن سوار)

- ‌(اختلاف المحدثين في الجرح والتعديلكاختلاف الفقهاء عن اجتهاد)

- ‌(اختلاف المحدثين فيالاحتجاج بشجاع بن الوليد)

- ‌(بيان المراد من قولهم: فلان ليس بشيء)

- ‌تتمةفي بيان قول الإمام أبي حاتم الرازيفي الراوي: يكتب حديثه ولا يحتج به

الفصل: ‌تقدمة بين يدي رسالة المنذري:

بسم الله الرحمن الرحيم

‌تقدمة بين يدي رسالة المنذري:

كتب الحافظ المنذري رحمه الله هذه الرسالة، جوابا عن سؤال مطول ورد

إليه من أحد علماء عصره، وقد أطال السائل السؤال ونوعه، بغية ازدياد الاستفادة

له، وقد سال عن بعض المعضلات التي تعترض المشتغلين بالحديث، عند قيامهم

بالتخريج والجرح والتعديل ونقد الرواة.

والرسالة على صغر حجمها ولطافة قدرها، تضمنت فوائد جلى واجابات

مؤصلة، فلذا كانت جديرة بالعناية والنشر، لسدها ثغرة من ثغرات البحث الحديثي

لدى المشتغلين بالسنة المشرفة وعلومها. وهذه الرسالة مخطوطة محفوظة في المكتبة

الظاهرية بدمشق، ضمن مجموع، برقم 9 (ق 28 1 - 37 ا) وخطها حسن مقروء،

ولم يذكر اسم كاتبها ولا تاريخ كتابتها فيها.

وقد وقفت على مصورة هذه الرسالة من مدة بعيدة، وكنت أعزم على خدمتها

ونشرها، لتكون ضمن الرسائل الحديثية الأربع التي خدمتها واعتنيت بها، مما

يتصل بعلم الجرح والتعديل، وهي رسالتا التاج السبكي: قاعدة في الجرح

والتعديل، وقاعدة في المؤزخين، ورسالة الحافظ السخاوي: المتكلمون في

الرجال، ورسالة الحافظ الذهبي: ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل، فتكون

رسالة الحافظ المنذري خامسة هذه الرسائل، ولكن لم يقدر لي ذلك في حينه.

ثم وقفت عليها مطبوعة في سنة 1406 بمطبعة الفيصل بالكويت، بالعنوان

التالي: (رسالة في الجرح والتعديل للإمام الحافظ المنذري، حققه وعلق عليه

- كذا - عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي - مكتبة دار الأقصى) . فصرفت النظر

ص: 5

عن خدمتها والعناية بها، اكتفاء بهذه النشرة التي قام بها الأستاذ عبد الرحمن

عبد الجبار الفريوائي جزاه الله خيرا.

ثم عرضت لي مراجعة فيها، فقرأتها في المطبوعة وتوقفت في كثير من

كلماتها التي أثبتت على غير وجهها، وظهر لي فيها أخطاء علمية فاحشة، فقابلت

المطبوعة بالأصل الوحيد المطبوعة عنه، فرأيتها مثلومة مكلومة في مواضع كثيرة،

ساقطا منها الكلمة والكلمتان، والجملة والجملتان، بل الصفحة والصفحتان!

فقد وقع فيها سقط كبير يبلغ في المطبوعة نحوثلاثين سطرا، مما يلغي

النشرة ويجعلها مرفوضة منبوذة. فاسفت لذلك جدا، وما كنت أظن بالأستاذ الكريم

أن تقع له تلك الأخطاء لولاوقوعها ووقوفي عليها.

فتحركت همتي من جديد إلى نشرها تامة كاملة، سليمة مستقيمة، بقراءة

صحيحة، أرجو أن لا تكون خاطئة ولا واهمة، وعلقت عليها بإيجاز بالغ في

مواضع، وبإسهاب في مواضع، نظرا لمقتضى المقام. وجعلت لشرح قول

أبي حاتم الرازي: (يكتب حديثه ولا يحتج به) ، ونقده (تتمة) في اخر الرسالة،

ووضعت لمباحثها عناوين تتقدمها بين هلالين، إضافة مني لتيسير فهمها، وترجمت

للحافظ المنذري ترجمة لائقة بسمو مقامه وإمامته رحمه الله تعالى. وأرجو أن تكون

هذه النشرة أو الطبعة مؤدية الغاية التي كتب الإمام المنذري الرسالة من أجلها.

ونبهت في تعليقي على الرسالة إلى مواضع التحريف والخطأ والسقط

والنقص في نشرة الأستاذ الفريوائي، رامزأ إلى اسمه بحرف (ف) . ورأيت أن أذكر

هنا جملة ماوهم فيه، ليتبئين عظم الخلل الذي وقع منه في تلك الطبعة، ولتظهر

مزية هذه الطبعة وتمامها وسلامتها من الأخطاء التي وقعت في تلك النشرة، ومن الله

العون والتوفيق:

ا - جاء في عنوان الرسالة: "رسالة في الجرح والتعديل. .. حققه وعلق عليه

عبد الرحمن. . . ". وهذا الخطأ ظاهر لا يحتاج إلى تعليق.

ص: 6

2 -

ذكر في ص 4 أن النسخة الخطية لهذه الرسالة (قد كتبت في سنة

871 هـ) . وهذا غير صحيح، فالواقع أن المخطوطة لا تاريخ لكتابتها إطلاقا،

وهذا التاريخ مكتوب على خاتمة رساله قبلها، مكتوبة بخط مغاير لخطها تمام

المغايرة، فالتاريخ لكتابتها بهذا التاريخ خطأ متبرع به! .

3-

ترجم للحافظ المنذري ترجمة طويلة من ص 5حتى 19، بلغت

15 صفحة من تلك الطبعة، استقاها واستفادها من كتاب الأستاذ الدكتور بشار عواد

معروف: "المنذرى وكتابه التكملة لوفيات النقلة"، المطبوع في العراق سنة

1388.

ولم يشر إلى ذلك بكلمة واحدة، وهذا إخلال بالأمانة العلمية، فما يضره

وينقصه أن لو قال استقيت هذه الترجمة أو جلها من كتاب. . . لفلان، بل يكون

ذلك عنوان أمانته العلمية، ففي هذا الذي سلكه غمط الحق! .

4 -

قال في ص 9 أثناء ذكره شيوخ الحافظ المنذري، ما يلي:

(7 - الحافظ الكبير علي بن المفضل المقدسي، توفي سنة 611 هـ، وبه تخرج) .

وقال في ص 10 ما يلي: (15 - الحافظ أبو الحسن المقدسي) . وهو المذكور

برقم 7 عينة، فهما شيخ واحد! .

5 -

وقال في ص 9 أيضا أثناء ذكره شيوخ الحافظ المنذري، ما يلي:

(12 - أبو اليمن الكندي بدمشق 130 - أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي) . وقال

في ص 10 ما يلي: (17 -التاج الكندي) . وهؤلاء الثلاثة جميعا شيخ واحد

وشيخ واحد! ! ! .

6-

وفي ص 13 س 15 جاء قوله: (وكان مجاب الدعوة وقال السبكي

عنه: نرتجي الرحمة بذكره ويستنزل رضا الرحمن بعلمه) . وفي العبارة تحريف عن

أصلها في "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي 8: 259، وهي (ترتجى الرحمة

بذكره، ويستنزل رضا الرحمن بدعائه) .

7-

وفي ص 21 س 7 سقطت هذه الجملة بعد قوله وهوصدوق (ويقول

الأخر لاباس به) ! انظر ص 37 من هذه الطبعة.

ص: 7

8-

وفي ص 21 س 12 جاء: (اذا قال واحد منهم)، سقط منها: (وهل

اذا قال. 00) ، انظر ص 39 من هذه الطبعة.

9 -

وفي ص 21 س 14 جاء: (فإن قال: ليس بشيء يقدم على من قال: هوثقة) ،

سقط من هذه الجملة كلمة (من) وبسقوطها فسدت العبارة! وهي في الأصل: (فان من قال:

ليس بشيء 000) ، انظرص 39 من هذه الطبعة.

10 -

جاء في ص 24 س 4: (وقال ابن سعيد: كان ثقة. . .) . وقد وقع

في الأصل هكذا (ابن سعيد) بالياء، وهوخطا وتحريف عن (ابن سعد) فتابعه

وقرره.

اا- وفي ص 24 س. ا (كيف يقبل. . .) . في الأصل (وكيف

يقبل. . .) ، فاسقط الواو.

2 ا- وفي ص 24 س 10 وا او 12 (من غيرتعيين) . وهكذاوقع في

الأصل، وهوخطا فتابعه وقرره، وصوابه:(من غير تبيين) بالباء الموحدة في

المواضع الثلاثة.

13 -

وفي ص 24 س هـ ا (فإن الشخص لا يكون صادقا كاذبا في حاله) .

كذا وقع في الأصل: (في حاله) . فتابعه وهوخطأ، صوابه:(في حالة) بالتاء

المنقوطة.

14 -

جاء في ص 26 س 14، تفسيرا لقول السائل: (وقال أحمد بن

عبد الله: لا باس به) . قول الأستاذ الفريوائي: (هوأبو نعيم الأصفهاني صاحب

الحلية) 0 انتهى. وهوغلط فاحش! فليس هو أبا نعيم الأصفهاني، لانما هو:

(أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، صاحب كتاب الثقات) . وأوضحت هذا بيانا

ودليلا في موضعه من هذه الطبعة في ص 43.

5ا- في ص 27 س 7 جاء مايلي: (أمابعدحمدا لله العلي العظيم

والصلاة على خير خلقه محمد النبي الكريم) . فنصب (حمدا) وجعل لفظ الجلالة

ص: 8

مجرورا هكذا (الله) ، وهي قراءة خاطئة مكشوفة الخطا، والصواب فيها: (أما بعد

حمد الله العلي! العظيم والصلاة. 00) ، انظر ص 45 من هذه الطبعة.

16 -

في ص 27 س 13 جاء (أن يعمنا ببركات سيد المرسلين) . سقط هنا

كلمة وهي: (أن يعمنا أجمعين ببركات. 00) انظرص 45 من هذه الطبعة.

17 -

في ص 35 س اجاء (هذا ما ذكره ابن أبي حاتم عندما وجده من

عباراتهم) . وجاء في الأصل: (عن ما وجده. . .) . وكلاهما تحريف! صوابه: (هذا

ما ذكره ابن أبي حاتم مما وجده من عباراتهم) انظر ص 53.

18 -

في ص 33 س اجاء (قلت له: إذا أقيل أ: فلان لين أيش تريد به؟

قال: لا يكون. 00) انتهى، وعبارة الأصل هكذا (قلت له: إذا فلان لين. . .) .

ففيها سقط كلمة (قلت) بعد لفظ (إذا) . فاثبتها الأستاذ الفريوائي أقيل، وأخطا في

ذلك، والصواب:(قلت) كما أثبتها، بدليل قوله بعد:(قال: لا يكون. 00) 0 انظر

ص 61.

19 -

فى ص 33 س 4 جاء (قال: لان نبهوه ويرجع عنه فلا يسقط. . .) .

هكذا وقع في الأصل: (ويرجع عنه) . وتابعه وقرره الأستاذ الفريوائي، وهوخطأ

وتحريف، صوابه:(ورجع عنه) ، كما جاء في أول (سؤالات السهمي للدارقطني "

ص 72.

20 -

في ص 33 س 9 جاء (وأنا أسمع بنسأ) ، بهمزة فوق الألف، وهو في

الأصل غير مهموز، وهو الصواب، لاثبات الهمزة هنا خطا. انظر ص 62.

21-

في ص 33 س 13 ضبط (00. الحسن بن عليك) بكسرالياء

المشددة مشكولا، وهو ضبط خاطىء، وصوابه بفتح الياء المشددة:(عليك) 0 انظر

ص 63.

22 -

في ص 35 س 5جاء (أنبانا أبوالقاسم عبد الملك. . .) . وهكذا

وقعت كنيته في الأصل، وهوخطا أو سهو نظر، وصوابه: أبو الفتح، كما في غير

ص: 9

كتاب ترجم له فيه، ولم يذكروا هذه الكنية. فاثبته الأستاذ الفريوائي وقرره! انظر

ص 64.

23 -

في ص 2 4 س 2 جاء (قد أكثر الأئمة الكلام فيه -أي: في

ابن اسحاق - في الطرفين: الثناء والذم) . وفي هذا سقط بالغ، وهوكما في

الأصل: (. . . فمحمد بن إسحاق بن يسار قد أكثر الأئمة الكلام فيه. . .) . انظر

مر، 73.

24 -

في ص 4 4 س 4 جاء (وإن لم يقتض عنده حجة في رد حديثه) .

وهذه قراءة خاطئة مخالفة لما في الأصل، الذي هو: (لان لم يتيقن عنده حجة في

رد حديثه) 0 انظرص 76.

25-

في ص 44 س 5جاء (غيرأنه أحدث ريبة منعته من. . .) ، سقط هنا

لفظ (ما) الثابت في الأصل هكذا: (غير أنه أحدث ريبة ما منعته. 00) 0 انظر

ص 76.

26-

في ص 4 4 س 9 جاء (ومامن الكلام فيه. . .) . كذا وقع في

الأصل، فتابعه وأقره! وفيه سقط هو:(وما جاء من الكلام فيه.. .) . انظر

ص 77.

27 -

في ص 5 4 س 2 -3 جاء (وحدث عنه ثلاثة من الأئمة) ،

وهوتحريف فاحش وقراءة خاطئة! وصوابه كما رسم في الأصل: (وحدث عنه ثلة

من الأئمة. 00) 0 انظر ص 78.

28 -

في ص 45 س 7 جاء (فقال: أيش نقدر نقول في ذاك) ، كذا وقع

في الأصل فتابعه وقرره، وصوابه وتمامه هكذا: (فقال علي: أيش تقدر أن تقول

في ذاك) كما جاءت هذه العبارة في غير كتاب كتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب

وغيرهما. ثم سقط من طبعة (ف) أيضا لفظ (علي) بعد (فقال) ! انظر ص 79.

29 -

في ص 47 س 7 جاء (ويجري الكلام عنده فيه ما يكون

ص: 10

جرحا. . .) ، ولفظ (فيه) مكتوب في الأصل، ثم ضرب عليه وكتب بدلا عنه (في

ما يكون جرحا) . والصواب إثباتها هكذا (فيما يكون جرحا) انظر ص 83.

30-

في ص 55-57سقط بعد قول المنذري في ص هـ ه سطر 10

(. . . ولا فرق بين أن يكون الجارح مخبرا بذلك للمحدث مشافهة، أوناقلا له عن

غيره، والله عزوجل أعلم) ، وقبل قول المنذري في ص 57س 2 (وأما شرط

الشيخين فقد ذكر الأئمة أن البخاري ومسلما لم ينقل عن واحد منهما. ..) ، سقط

نحو ثلاثين سطرا! ! وهذا نص السقط الواقع في طبعة الأستاذ الفريوائي، وهوفي

الأصل موجود بتمامه:

"واما مانقل عن يحيى بن معين من توثيق شجاع مرة، وتوهينه أخرى،

فهذان القولان في زمانين بلا شك، ولا يعلم السابق منهما، ويحتمل أنه وثقه ثم

وقف على شئ من حاله بعد ذلك يسوغ له الإقدام على ما قاله، وبحتمل أن يكون

تكلم فيه أولا، ثم وقف من حاله بعد ذلك على ما اقتضى توثيقه.

وقد نقل مثل هذا عن يحيى بن معين في غير شجاع بن الوليد من الرواة،

ونقل مثله أيضا عن غير يحيى بن معين من الحفاظ، في حق بعض الرواة، وكل

هذا محمول على اختلاف الأحوال.

وقد قال الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الجرجاني: قد يخطر على قلب

المسئول عن الرجل، من حاله في الحديث وقتا: ما ينكره قلبه، فيخرج جوابه على

حسب النكرة التي في قلبه، وبخطر له ما يخالفه في وقت اخر، فيجيب على

ما يعرفه في الوقت منه ويذكره، وليس ذلك تناقضا ولا إحالة، ولكنه قولم صدر عن

حالين مختلفين، يعرض أحدهما في وقت والأخر في غيره.

ومذاهب النقاد للرجال: مذاهبئ غامضة دقيقة، فإذا سمع أحدهم في

بعضهم أدنى مغمز -وإن لم يكن ذلك موجبا رد خبر ولا إسقاط عدالة - رأى أن

ذلك مما لا يسع إخفاؤه عن أهله، رجاء إن كان صاحبه حيا أن يحمله ذلك على

ص: 11

الارعواء وضبط نفسه عن الغميزة، و (ن كان ميتا أنزله من سمع ذلك منه منزلته،

فلم يلحقه ملحق من سلم من تلك الغميزة، وقصربه على درجة مثله.

ومنهم من رأى أن ذكره ذلك، لينظر: "هل له من أخوات؟ فان أحوال الناس

وطبائعهم جارية على إظهار الجميل و (خفاء ما خالفه، فإذا ظهر مما خالفه شيء، لم

يؤمن أن يكون وراءه له مشبة". انتهى السقط! ! ! انظر ص 86 -88.

كل هذا الكلام الطريل المفيد الهام سقط من طبعة الأستاذ الفريوائي! ثم

رأيته قد جعله تعليقا من كلامه! في ص 56 - 57، فذكره في الحاشية، فزاد الأمر

سوءا، ووقع فيه جملة تحريفات أيضا.

31-

جاء في ص 57س 4 (وانما عرف ذلك من سبركتابيهما واعتبر

ماجرحاه) . وضبط لفظ (عرف) هكذا بالبناء للمجهول، وهوضبط خاطىء،

إذ هوبالبناء للمعلوم هكذا: (وانما عرف ذلك من سبركتابيهما. . .) . ووقع هنا في

طبعة (ف) تبعا للأصل! "واعتبر ما جرحاه ا. وهوتحريف صوابه: (واعتبر

ما خرجاه) . ولا دخل للجرح هنا إطلاقا. انظر ص 90.

32-

في ص 59س 4 جاء (وإذا قيل له قد خرج في "الصحيح) . . .) ،

والواو هنا قبل (إذا) زيادة من الأستاذ الفريوائى، ليست في الأصل، وبها يفسد

تركيب الكلام. انظر ص 91.

33-

في ص 59س 4 أيضا جاء (قد خرج في الصحيح.. .) . وضبط

بالشكل (خرج) بالبناء للمعلوم، وهوخطا، صوابه بالبناء للمجهول. انظر

ص ا 9. وما كانت تقع هذه الأخطاء الكثيرة للأستاذ الفريوائي لولا العجلة!

وفي الختام: أشكر الأستاذ الفريوائي المعروف بعلمه ودقته، على تواضعه

وأمانته، في عزوه وإحالته في كثير من المواضع من تعليقاته، إلى كتاب "الرفع

والتكميل في الجرح والتعديل " للإمام عبد الحي اللكنوي، الذي أكرمي الله تعالى

بخدمته والتعليق عليه، وجعله منهلا ثرا للواردين في موضوعه، وقد صرخ باسمي

في بعض المواضع، محيلا إلى تعليقاتي بكل وفاء وانصاف، فاشكره على ذلك.

ص: 12

ولقد شهدت غير واحد يرجعون إلى هذا الكتاب الفذ، ويستقون الكثير منه

ومن تعليقاتي عليه، وينقلون منه كثيرا من العبارات بحروفها، ولا يشيرون لذلك،

غمطا لأمانة العلم وخادميه! وقديما قالوا: من الأمانة في العلم عزوه إلى قائله

أو ناقله، ولكن الأمانة اليوم قلت بتسلط غير أهل العلم على كتب العلم، فإنا لله. . .

كلمة عن رسالة: أمراء المؤمنين في الحديث:

كنت أثناء مطالعاتي ومراجعاتي، أقف في كتب التراجم على تلقيب بعض

المحدثين الكبار بلقب (أمير المؤمنين في الحديث) ، وهو أشرف ألقاب الرواية،

فرأيت جمع أسماء من قيل فيهم هذا اللقب في رسالة لطيفة، لمعرفتهم وسمو

منزلتهم، وذكرت فيها شروط هذا اللقب، وماخذه من الحديث وبطلانه، ثم بينت

بطلان ماقيل: إن (الحافظ) و (الحجة) و (الحاكم) لقب لمن يحفظ كذا مئة ألف حديث.

كلمة عن رسالة: كلمات في كشف أباطيل وافتراءات

هذا، وكنت منذ15 سنة كتبت رسالة في كشف أباطيل الشيخ ناصر

الألباني، فيما كتبه نحوي - في تقدمة "شرح العقيدة الطحاوية" من الطبعة الرابعة

سنة 1391 وما بعدها - هو وصاحبه (سابقا) زهير الشاويش ومن ازرهما، وسميتها

(كلمات في كشف أباطيل وافتراءات "، وطبعتها في مدينة الرياض سنة 1394،

فاسكتتهم إلى حين، ولم أوزعها إلا لمن طلبها مني، ولم أسم فيها أحدا باسمه

من الألباني أو مؤازريه، أدبا في الرد وترفعا.

ثم لما عاود الألباني فكتب رسالة مطولة في الرد عليها بتوقيعه الصريح

خاصة، سماها "كشف النقاب عما في كلمات أبي غدة من الأكاذيب والافتراءات "،

ملأها بالإساءة والتجريح والتحامل، والنبز واللمز والتحقير، وتمادى كما سولت له

نفسه وهواه، كعادته التي صارت طابعا له في كثير من كتبه التي يرد في مقدماتها

على مخالفيه (1) .

(1) انظر لزاما خاتمة"تنبيه المسلم الى تعدي الألباني على صحيح مسلم " لمحمود سعيد ص 205

ص: 13

ولما كتب متحامل اخر، وهو الدكتور بكر بن عبد الله أبوزيد رسالة بروح

رسالة الألباني ومقدمته، شحنها بالكيد والعداء والإساءة إلي، وكان في رسالتي:

(كلمات) بعض الرد على رسالته: رأيت أن أعيد طبع تلك الرسالة، فقد طلبها مني

كثيرون استكشافا للحقيقة.

استهل الألباني كلامه بوصفي في مقدمة "شرح العقيدة الطحاوية" ص 15،

باني "أحد أعداء عقيدة أهل السنة والجماعة من متعصبة الحنفية"، وكنت عنده

في "اداب الزفاف " ص 160 - 165 من الطبعة السابعة سنة 1404 والطبعات

قبلها (بعض أصدقائنا من فضلاء الحنفية) و (حضرة الصديق) و (حضرة الصديق

الفاضل) ، فانقلبت (أحد أعداء عقيدة أهل السنة والجماعة من متعصبة الحنفية) ! !

ولقد وصفني في تلك المقدمة لشرح العقيدة الطحاوية -ثم في تلك

الرسالة - باقبح الأوصاف والشتائم وقذفني بالعظائم، فقد حشاها بالألفاظ التالية

التي أضعها بين قوسين هنا، ورماني فيها (بالتعصب، وتعشد الكذب، والتزوير،

والافتراء، والجور، والضلال، والتخرص، والاختلاق، والجهل، وضيق الفكر

والعطن، وسوء القصد، وفساد الطوية، والتقليد، والتجاهل، والتدليس الخبيث،

والحقد، والحسد، والنفاق، واللعب على الحبلين، وأني أجمع وأتصف باكثر

الصفات الست التي تجوز الغيبة لمن اتصف بها، وأني كحاطب ليل.

ووصفني المرات تلو المرات بأني (حنفي) ، مسوقة مساق التعيير والمسبة،

إذ يرى الانتساب إلى الإمام أبي حنيفة أو غيره من الأئمة المتبوعين الأجلة - رضى

الله تعالى عنهم - سبة ونقصا، ووصفني أني مخبر! .

ثم لما استنفد ما عنده من مثل هذه الألفاظ، الدائة على طوية قائلها، والتي

تكررت في هذه المقدمة المرات تلو المرات، ختمها برميي بالجاسوسية فزعم في

ص 57من المقدمة، بقوله عن نفسه وشركائه: أنه نالهم الأذى بسبب هذه التقارير

التي يقدمها الجواسيس والمخبرون المنتشرون في كل مكان مثل مقدم ذلك التقرير

الجائر". وهويعنيني بهذا كله.

وقد صرح بذلك في ص 43 من المقدمة، فذكر: اسمي، ونسبي، واسم

ص: 14

بلدي، ومذهبي، واسم ولدي، وصرت أنا عنده بما كتبه في تلك المقدمة!

صاحب ثلاثين وصفا: من (التعصب، وتعمد الكذب، والتزوير، والافتراء،

والجور، والضلال. . .،. . .، إلى المخبر، والجاسوس "، كما ستقرؤه في رسالة

الكلمات! بنصه مطولا، وهي بين يديك.

وسبب ذلك اني غلطته في طريقته التي يصحح بها على البخاري ومسلم

أحاديثهما في صحيحيهما، كما شرحته في أول رسالتي (كلمات) ، فيا ويل من

غلطه او رد عليه أو اختلف معه! ! فقدصار هذا الأسلوب خلقه وديدنه في ردوده

ومقدمات كتبه!

وإنا أرجو القارىء الكريم ان يقرأ تلك المقدمة بعد قراءة رسالتي هذه، ليرى

فيها أن الألباني في نزاعه لم يسلك خطة أدب الخلاف عند العلماء، ولم يكن لسانه

بالعف النزيه، ولا خلقه بالرادع له عن الإقذاع والشتم لمخالفيه، وأن نقاشه لأهل

العلم يقوم على تجهيل غيره وتضليله، فقد كشف فيها عن سلوك وأخلافي لايحسد

عليها، وتصرفات مزرية محزنة!

بل لقد تمادى به الأمر في الهزء والسخرية بي ومني: أن وصفني في صدد

معرفتي بالكتب، باني (الله تبارك وتعالى ! وزعم أن ذلك قاله أحد الظرفاء الأذكياء

في، كما تراه في حاشية ص 48 من مقدمته على "شرح العقيدة الطحاوية"، في

كلامه على (نشرة) زعم أني نشرتها، أو نشرها بعض أصحابي بإشرافي.

وكل ذلك علم الله وشهد -وهوعلى كل شي شهيد-لم يكن بعلمي

أو موافقتي أو إشرافي، وإنما هي نشرة خاصة جدا كتبها عني بعض الإخوان حين كنت

معتقلا في بلدة تدمر، فأخذها الألباني - وصاحبه (سابقا) وعميل لهذا الصاحب -

وتزيدوا فيها ما شاؤوا بحسب ما يشفي غيظهم مني، وبحسب ما قدروا أنه يكيدني

ويؤذيني عند العارفين بي حيث أقوم بالتعليم الجامعي في الرياض، ونسجوا فيها

ما هوظاهر الدس والبطلان.

فعلق الألباني على قول من كتب عني: "ما ذكر أمامه مخطوط أومطبوع،

إلا بسط لك خصائص الكتاب، ومجمل محتواه، وأين طبع، وكم طبعة له إن كان

مطبوعا، ومكان وجوده وتاريخ نسخه إن كان مخطوطا"، علق عليه بقوله:

ص: 15

"قلت: ومن الطرائف أن أحد الظرفاء الأذكياء، لما سمع هذا الوصف الأخير

قال: هذا هو الله تبارك وتعالى، يشيرالى ما فيه من الغلو والإطراء بالحفظ الذي

لا يبلغه البشر".

وما أدري كيف استساغ الألباني وصفي بان يقال في (هذا هو الله تبارك

وتعالى) ! شرعا وعقيدة وفقها وأدبا وعقلا؟! وكيف سجله في كلامه على لسان (أحد

الظرفاء الأذكياء) ؟! وأقره؟! وغاب عنه أوجهل أن هذا منكر كبير جدا يرتكبه

هووصاحبه أحد الظرفاء الأذكياء في جنب الله تعالى، وهزء مكشوف بمقام إجلال

الله سبحانه يؤذي الى ترد في هوة الجهل، فقد وصل به الأمر إلى أن يصفني بانني

الله تبارك وتعالى. فهذا مقياس معرفته بتنزيه الخالق جل شانه!

فكيف يقر الألباني أن يوصف انسان مخلوق ضعيف بانه (هو الله تبارك

وتعالى؟ وهو يرى نفسه معيار الحق في العلم والعقيدة والسنة المطهرة؟ .

كيف يقر الألباني وصف من يتوصل الى معرفة تلك الأمور، بطريق القراءة

والنظر، والبحث والتتبع، والحفظ والاستذكار، والنصب والتعب، وغيرها من لوازم

المخلوق الضيف، بانه (هو الله تبارك وتعالى ! ولم يزجر أو ينبه ذلك الواصف

الذي زعم أنه قال ذلك، بانه قال كلاما حراما ومنكرا جسيما جدا، ارتكبه في جنب

الله تعالى، فهل يسوغ ذلك في النقل أوفي العقل؟ .

نعم عند الألباني يجوز ذلك في باب الاستهزاء بمخالفه والتشفي منه، وهذا

نموذخ ناطق ودال على مدى معرفة الألباني بما يجوز أن يوصف به الله جل جلاله

وما لا يجوز، ودليل صريح على مستوى أدب الألباني مع الله سبحانه وتعالى!

وهذا الموقف في دلالته على مستوى معرفة الألباني بتنزيه الله تعالى:

يذكرنا بقول الألباني في كتبه مرارا وتكرارا: (العصمة لله وحده) ، ومنها قوله

في المقدمة على "شرح العقيدة الطحاوبة" نفسها ص 27 (ان العصمة لله وحده) ،

ومنها قوله في "الأحاديث الصحيحة" 4: 429 (والعصمة لله وحده) ، ومنها قوله في

الأحاديث الضعيفة" ا: 152 (والعصمة لله وحده) ، ومنها قوله في مقدمته لكتاب

"رياض الصالحين " للإمام النووي في الصفحة (س) مرتين: (والعصمة لله وحده.) ،

ص: 16

فكيف يقول هذا ويكرره مرارا؟ ومن قدوتة في وصف الله تعالى بهذا التعبير الخطير؟ !

فمن الذي يعصم الله تعالى؟ ومم يعصم سبحانه وما الذي كان يمكن أن

يقع منه سبحانه حتى عصم منه؟ ثم مقتضى قوله هذا أيضا حصر العصمة بالله

وحده حصرا، ونفي العصمة جزما عن الأنبياء والرسل الكرام، ومنهم النبي! محمد

عليهم الصلاة والسلام، فهل هوقاصد قائل بذلك؟ ! أم لا يدري مدلول الألفاظ

حتى في أشد المباحث خطورة! ولو وقع هذا التعبير أو ذاك من أحد مخالفيه، لكان

حكمه عليه بما يشبه التكفير أو ما يدانيه، نسال الله العافية.

وبذكرنا أيضا بقول الألباني - وهو محدث -: (بان كيس الكاوتشوك يمنع

الحمل منعا باتا) ، علق ذلك على قول الرسول الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى الله عيه وسلم:

"ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "ما من نسمة

كائنة إلى يوم القيامة إلا هي كائنة". وهذه عبارته في كتابه "اداب الزفاف في السنة

المطهرة" ص 55 -57.

قال الألباني: في حديث أبي سعيد الخدري قال: ذكر العزل عند

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ولم يفعل ذلك أحدكم؟ اولم يقل: فلا يفعل ذلك أحدكم،

فانه ليست نفسن مخلوقة إلا الله خالقها.

وفي رواية: لانكم لتفعلون؟ وإنكم لتفعلون؟ وإنكم لتفعلون؟ (ثلاثا) ،

- ووقع في كتاب "اداب الزفاف " تكرار الجملة مرتين فقط! - ما من نسمة كائنة إلى يوم

القيامة إلا هي كائنة.

رواه مسلم (4 /58 1، 59 1) بالروايتين، والنسائي في "العشرة"(82/ 1) ،

وابن منده في " التوحيد"(60 / 2) بالأولى، والبخاري (9 / 251 - 252) بالأخرى.

قال الحافظ في "الفتح " في شرح الرواية الأولي: أشار إلى أنه لم يصرح لهم

بالنهي، لانما أشار إلى أن الأولى ترك ذلك، لأن العزل إنما كان خشية حصول

الولد، فلا فائدة في ذلك، لأن الله إن كان قدر خلق الولد لم يمنع العزل ذلك،

فقد يسبق الماء ولا يشعر العازل، فيحصل العلوق ويلحقه الولد، ولا راد لما قضى

الله ". انتهى كلام الألباني. ثم علق على قول الرسول صلى الله عليه وسلم السابق بقوله:

ص: 17

"قلت: وهذه الإشارة -أي التي في الحديث - إنما هي بالنظر إلى العزل

المعروف يومئذ، وأما في هذا العصر، فقد وجدت وسائل يستطيع الرجل بها أن

يمنع الماء عن زوجته منعا باتا، مثل كيس الكاوتشوك الذي يوضع على العضو

عند الجماع، ونحوه، فلا يرد عليه حينئذ هذا الحديث وما في معناه ". انتهى كلام

الألباني بحروفه وألفاظه.

وهذا الذي قاله من منع (الكيس) الماء عن زوجته منعا باتا، يعارض

صريح قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي نقله هو-: "ليست نفس مخلوقة إلا الله

خالقها"، وصريح قوله صلى الله عليه وسلم: (ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة

الا هي كائنة"، نعم يعارض قوله هذين الحديثين الصحيحين كل المعارضة! ! .

كما يعارض الروايات الأخرى الصحيحة من حديث أبي سعيد الخدري

رضي الله عنه عند مسلم أيضا: 10: 10 بشرح الإمام النووي: ". . . فقال صلى الله عليه وسلم:

لا عليكم أن لاتفعلوا، ماكتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة

إلا ستكون "، وفي رواية ثانية عند مسلم 10: 11 الا عليكم أن لا تفعلوا، فإنما

هو القدر" (1) .

وفي رواية عند البخاري 13: 391 بشرح "فتح الباري " في كتاب التوحيد،

ني (باب قوله تعالى: هو الله الم خالق البارىء المصور) : ". . . فقال: ما عليكم أن

لا تفعلوا، فإن الله كتب من هوخالق إلى يوم القيامة، وليست نفس مخلوقة إلا الله

خالقها.

وعند الإمام أحمد في االمسند" 3: 26، "عن أبي سعيد الخدري، عن

النبي صلى الله عليه وسلم في العزل: اصنعوا ما بدا لكم، فإن قدر الله شيئا

كان ".

(ا) قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم " 10: 10، شارحا قولة صلى الله عليه

وسلم: (لا عليكم أن لا تفعلوا، ما كتب اللة خلق نسمة هي كائنة الى يوم القيامة الا ستكون) :

"معناة ما عليكم ضرر في ترك العزل، لان كل نفس قدر الله تعالى خلقها، لا بد أن يخلقها، سواء

عزلتم أم لا، وما لم يقدر خلقها لا يقع، سواء عزلتم أم لا، فلا فائدة من عزلكم، فإنه إن كان الله

تعالى قدرخلقها سبقكم الماء، فلا ينفع حرصكم في منع الخلق،.

ص: 18

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري " 9: 307، - بعد عبارته السابقة

التي نقلها الألباني - مؤيدا حديث أبي سعيد: أن العزل لا يمنع من الحمل قال

رحمه الله تعالى: "وقد أخرج أحمد والبزار، وصححه ابن حبان، من حديث أنس:

أن رجلا سال عن العزل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لوأن الماء الذي يكون

منه الولد، أهرقته على صخرة، لأخرج الله منها ولدا. وله شاهدان في "الكبير"

للطبراني عن ابن عباس، وفي "الأوسط " عن ابن مسعود". انتهى كلام الحافظ

ابن حجر رحمه الله تعالى.

فبعد هذه الأحاديث الصريحة الصحيحة، الناطقة الصادقة، هل يسع إنسانا

يشتغل بالحديث الشريف أن يقول في مواجهة هذه الأحاديث بكل ارتياح وانشراح:

ما قاله الألباني؟ وهوقوله معلقا على قول الرسول صلى الله عليه وسلم بما يلي:

"قلت: وهذه الإشارة -أي التي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم

إنما هي بالنظر إلى العزل المعروف يومئذ، وأما في هذا العصر، فقد وجدت وسائل

يستطيع الرجل بها أن يمنع الماء عن زوجته منعا باتا، مثل كيس الكاوتشوك الذي

يوضع على العضو عند الجماع، ونحوه، فلا يرد عليه حينئذ هذا الحديث وما في

معناه ". انتهى كلام الألباني.

ولو صدر هذا الكلام من إنسان عادي، أو طبيب ملحد، أو إنسان لا يؤمن

بالسنة المطهرة، أو لا صلة له بالسنة النبوية الشريفة: لهان الخطب! ولكنه صدر

ممن يدعي تمسكه بالسنة، والغيرة عليها، ويرى نفسه معيار الحق فيما يقوله

ويذهب إليه فيها وفي فهمها، فإنا الله وإنا إليه راجعون، فهذه بعض النماذج من

مبلغ علم الألباني مما يتعلق بالعقيدة وتنزيه الله تعالى، والله المستعان.

وفي الختام: أرجو من الله تعالى أن تقع رسالة "الكلمات " موقعها من نفوس

القراء، فتؤذي الحق على وجهه، ويعلموا منها ما لم يكونوا يعلمون، والله يقول

الحق، وهو يهدي السبيل. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

والحمدلله رب العالمين. وكتبه

في الرياض. 10/9/1409 وكتبه عبد الفتاح ابو غدة

ص: 19