المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تلاميذ الحافظ المنذري: - جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل

- ‌تقدمة بين يدي رسالة المنذري:

- ‌ترجمة الحافظ المنذري

- ‌شيوخ الحافظ المنذري:

- ‌تلاميذ الحافظ المنذري:

- ‌مكانة الحافظ المنذري في العلم:

- ‌مؤلفاته واثارة العلمية:

- ‌(مراتب ألفاظ الجرح والتعديل عند ابن أبي حاتم)

- ‌(مراتب التعديل)

- ‌(مراتب الجرح)

- ‌(الثقة دون الحجة)

- ‌(بيان الدارقطني المراد من قوله:لين أوكثير الخطأ)

- ‌(اختلاف المحدثين في تضعيف الرجال وتعديلهم

- ‌(اختلاف المحدثين قي قبول رواية المبتدعة وردها)

- ‌(اختلات المحدثين في اشتراط عدد المزكي والجارح)

- ‌(اختلاف المحدثين في قبول الجرح المفسر والمبهم)

- ‌(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بمحمد بن إسحاق)

- ‌(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بشبابة بن سوار)

- ‌(اختلاف المحدثين في الجرح والتعديلكاختلاف الفقهاء عن اجتهاد)

- ‌(اختلاف المحدثين فيالاحتجاج بشجاع بن الوليد)

- ‌(بيان المراد من قولهم: فلان ليس بشيء)

- ‌تتمةفي بيان قول الإمام أبي حاتم الرازيفي الراوي: يكتب حديثه ولا يحتج به

الفصل: ‌تلاميذ الحافظ المنذري:

الكاملية" في خط (بين القصرين) من القاهرة سنة 621، ووقفها على المشتغلين

بالحديث النبوي الشريف، ثم من بعدهم على فقهاء الشافعية، وجعل فيها منازل

يسكن فيها الطلبة والمدرسون، وجعل فيها خزانة كتب.

وكان أول من أسس دارا للحديث هو الملك نور الدين الشهيد، المتوفى سنة

569 رحمه الله تعالى، أسسها بدمشق، ثم تلاها تاسيس دور للحديث في بلدان

أخرى، فدار الحديث الكاملية ليست هي ثاني دار للحديث اسست كما وهم

بعض العلماء في ذلك.

وتولى المنذري مشيخة دار الحديث الكاملية، بعد وفاة شيخها الأول:

أبي الخطاب عمر بن الحسن المعروف بابن دحية الكلبي الأندلسي ثم القاهري،

المتوفى سنة 634، وبعد أخيه أبي عمرو عثمان بن الحسن شيخها الثاني، فكان

المنذري شيخها الثالث، وكان قد بلغ بين علماء عصره وزاد على الخمسين نحو

ثلاث سنين، فولاه الملك الكامل شياخة هذه الدار الحديثية.

فانقطع بها وسكنها إلى اخر يوم من حياته، نحو العشرين سنة) عاكفا على

التصنيف والتحديث والإفادة والتخريج، فما كان يخرج منها إلا لصلاة الجمعة،

حتى إنه لما مات أكبر أولاده الحافظ رشيد الدين محمد سنة 643، صلى عليه فيها،

وشيعه إلى باب المدرسة، وقال له: أودعتك يا ولدي الله تعالى،

وفارقة (1) .

‌تلاميذ الحافظ المنذري:

للحافظ المنذري تلاميذ تخرجوا به لا يحصون كثرة، لما كان عليه من

الصلاح والورع والفقه في الدين والإمامة في الحديث والإتقان فيه تحديثا وتخريجا،

وتعديلا وتجريحا، وضبطا وإتقانا، وفهما وشرحا، ورجالا وشيوخا، وتاريخا

(1) بمثل هذا الانقطاع الذي يدل على عشق العلم والاحتراق به، يكون النبوغ والإمامة في

العلم، لا بدراسة ساعات معدودة بعشرين ساعة، محدودة ب 45 دقيقة أو 50دقيقة للعلم الواحد،

وبعدها يقال له: هذا فراق بيني وبيك! ! .

ص: 26

وحفظا، فقد غدا في مصره وعصره قبلة أنظار طلاب الحديث وأهله، حتى أخد عنه

بعض شيوخه الكبار وأقرانه المشهورين، كما أخذ عنه كل من استطاع الوصول إليه

من طلبة الحديث ورواته، ويحسن أن أذكر بعض من أخذ عنه من أولئك، ليظهر

للقارىء علو مرتبته في الحديث وعلومه.

فاخذ عنه من شيوخه: الإمام الفقيه أبو البركات عبد الرحمن بن الحسن

الأنصاري الخزرجي الدمياطي، المعروف بابن القصار، المتوفى سنة 613.

وأخذ عنه من شيوخه: الإمام أبو الغنائم مسافر بن يعمر بن مسافر الجيزي

الحنبلي المؤدب الصوفي، المتوفى بمصر سنة 620.

وأخذ عنه من شيوخه: زكي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الوهاب،

المعروف بابن وهيب القوصي، المتوفى بحماة سنة 631 وغيرهم.

وروى عنه من أقرانه: الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني البغدادي

الحنبلي، المعروف بابن نقطة الحنبلي، المتوفى 629، صاحب "إكمال الإكمال ".

وذكر أخذه عن المنذري فيه في ترجمة أبي محمد عبد الله بن محمد بن المجتي،

المتوفى سنة 613.

كما سمع منه رفيقه: الإمام المحدث أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي

الأندلسي، العالم المشهور، المتوفى سنة 636. وسمع منه أيضا وحضر مجالسه

الحديثية الإمام عز الدين بن عبد السلام المجتهد الفقيه.

وتخرج به من أعلام المحدثين تلميذه: الشريف عز الدين أحمد بن محمد

الحسيني، المتوفى سنة695، وهو الذي ذيل على كتاب شيخه بكتابه "صلة التكملة

لوفيات الثقلة"، وقال فيه: قرأت عليه قطعة حسنة من حديثه، وكتبت عنه جملة

صالحة، وانتفعت به انتفاعا كبيرا.

وممن نجب ولمع من تلامذته الذين لازموه: الإمام العالم العظيم الحافظ

شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، المولود سنة 613، والمتوفى سنة

705، فقد لازمه مدة طويلة، وعينه المنذري بعد وفاة ولده رشيد الدين محمد سنة

ص: 27

643 معيدا له في دار الحديث، قال الدمياطي: هوشيخي ومخرجي، أتيته مبتدئا،

وفارقته معيدا له في الحديث.

ومن العلماء الأعلام الذين تخرجوا به، وتمثلوا سيرته وورعه وفضائله: الإمام

ابن دقيق العيد، تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب القشيري، المولود

سنة625، والمتوفى سنة 702. كما سمع من المنذري أيضا أخوه تاج الدين

أحمد بن علي بن وهب القشيري القوصي، المتوفى سنة 723، مدرس المدرسة

النجيبية بقوص.

ومن العلماء الذين تلقوا عنه واقتبسوا منه: الإمام المؤرخ المحقق الأديب

النسابة قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان، التراجمي المشهور، صاحب

وفيات الأعيان، المتوفى سنة 681.

ومن المحدثين المشهورين الذين أخذوا عنه ولازموه وتخرجوا به: الإمام

الحافظ الفقيه المحدث المتقن الضابط الدقيق شرف الدين أبو الحسين

علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله اليونيني، المتوفى سنة 701 (ا) ، صاحب

النسخة المضبوطة المتقنة من "صحيح البخاري "، المعروفة بالنسخة اليونينية.

وأخذ! عنه غيرهم كثير-وكثير ممن سمعوا منه أو أجازهم من رجال ونساء.

"ا) هذا هو الصواب في سنة وفاة الشيخ علي بن محمد بن أحمد اليونيني الحنبلي

المذكور، ووقع خطا في اخر كتاب "شواهد التوضيح والتصحيح، لمشكلات الجامع

الصحيح) للإمام ابن مالك النحوي شيخ العربية، وصاحب الحافظ اليونيني المذكور، في

ص 221 فجاء فيه: (مات سنة تسع وسبع مئة) 0 انتهى.

وهوتحريف وخطا ناشىء عن قراءة رقم اتسعة، فإنه توفي يوم الخميس ليلة الجمعة

الحادي عشر من رمضان سنة 701 إحدى وسبع مئة، كما في غير كتاب، مثل "تذكرة الحفاظ "

للذهبي 4: 1500، وهوشيخ الذهبي، وقد أثنى عليه، وذكره في طليعة شيوخه، و"الدرر

الكامنة" لابن حجر 4: 7 1 1، و"ذيل طبقات الحنابلة" لابن رجب الحنبلي 2: 6 34. وله فيه ترجمة

حسنة مطولة.

ص: 28