المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مؤلفاته واثارة العلمية: - جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل

- ‌تقدمة بين يدي رسالة المنذري:

- ‌ترجمة الحافظ المنذري

- ‌شيوخ الحافظ المنذري:

- ‌تلاميذ الحافظ المنذري:

- ‌مكانة الحافظ المنذري في العلم:

- ‌مؤلفاته واثارة العلمية:

- ‌(مراتب ألفاظ الجرح والتعديل عند ابن أبي حاتم)

- ‌(مراتب التعديل)

- ‌(مراتب الجرح)

- ‌(الثقة دون الحجة)

- ‌(بيان الدارقطني المراد من قوله:لين أوكثير الخطأ)

- ‌(اختلاف المحدثين في تضعيف الرجال وتعديلهم

- ‌(اختلاف المحدثين قي قبول رواية المبتدعة وردها)

- ‌(اختلات المحدثين في اشتراط عدد المزكي والجارح)

- ‌(اختلاف المحدثين في قبول الجرح المفسر والمبهم)

- ‌(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بمحمد بن إسحاق)

- ‌(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بشبابة بن سوار)

- ‌(اختلاف المحدثين في الجرح والتعديلكاختلاف الفقهاء عن اجتهاد)

- ‌(اختلاف المحدثين فيالاحتجاج بشجاع بن الوليد)

- ‌(بيان المراد من قولهم: فلان ليس بشيء)

- ‌تتمةفي بيان قول الإمام أبي حاتم الرازيفي الراوي: يكتب حديثه ولا يحتج به

الفصل: ‌مؤلفاته واثارة العلمية:

أدين مني، وأنا أعلم منه. وقول الحافظ الذهبي فيه: كان الإمام الثبت، وكان

شيخ الإسلام متين الديانة، ذا نسك وتوزع وسمت وجلالة.

وقال تاج الدين السبكي فيه في "طبقات الشافعية الكبرى": الحافظ الكبير،

الورع الزاهد، زكي الدين أبومحمد المصري، ولي الله، والمحدث عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفقيه على مذهب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ترتجى الرحمة بذكره،

ويستنزل رضا الرحمن بدعائه.

كان رحمه الله تعالى قد أؤتي بالمكيال الأوفى من الورع والتقوى،

والنصيب الوافر من الفقه، وأما الحديث فلا مراء في أنه كان أحفظ أهل زمانه،

وفارس أقرانه، له القدم الراسخ في معرفة صحيح الحديث من سقيمه، وحفظ

أسماء الرجال حفظ مفرط الذكاء عظيمه، والخبرة باحكامه، والدراية بغريبه وإعرابه

واختلاف كلامه.

وفاته له:

توفي الإمام المنذري رحمه الله تعالى في داخل دار الحديث الكاملية

بالقاهرة، يوم السبت رابع ذي القعدة من سنة 656، وصلي عليه يوم الأحد بعد

الظهر في موضع تدريسه بدار الحديث الكاملية، ثم صلي عليه مرة أخرى تحت

القلعة، ودفن بسفح جبل المقطم، وقد رثاه غيرواحد من الشعراء بقصائد حسنة، رحمات

الله تعالى عليه ورضوانه العظيم.

‌مؤلفاته واثارة العلمية:

أولا - في الحديث وعلومه:

قام المنذري باختصار مجموعة من كتب الحديث الأصول، مثل صحيح

مسلم، وسنن أبي داود، وسنن الخطيب البغدادي. وكان عمله في مثل هذه الكتب

يقوم على حذف الأسانيد والأحاديث المكررة، والتعليق على بعض الأحاديث

تعليقات مفيدة مهمة، تدل على غزارة علمه في هذا الفن وتبحره فيه، وعلى شفوف

ص: 31

ذوقه العلمي. وجمع (أربعينيات) في الحديث، وكان هذا النمط في التأليف قد

شاع قبله فتابع فيه، فمن تاليفه:

ا - أربعون حديثا في الأحكام، وتسمى أيضا:(الأربعون الأحكامية) .

2 -

أربعون حديثا في اصطناع المعروف بين المسلمين وقضاء حوائجهم.

طبع.

3 -

أربعون حديثأ في فضل العلم والقران والذكر والكلام والسلام

والمصافحة.

4 -

أربعون حديثا في قضاء الحوائج. وربما كان هذا هو الكتاب الثاني

المذكور هنا، اختصر اسمه، فيكون الاسمان لمسمى واحد.

5 -

أربعون حديثا في هداية الإنسان لفضل طاعة الإمام والندى والإحسان.

هكذا الاسم في كتاب الدكتور بشار ص 180، وقد أشار إلى وجود

نسختين منه في دار الكتب المصرية. ووقع في مقدمة الأستاذ

الفريوائي في ص 17 كما يلي: "أربعون حديثا في هداية الإنسان

بفضل طاعة الإمام العدل والإحسان ". وهوتحريف.

6 -

الأمالي في الحديث. كما في "هدية العارفين " ا: 586.

7 -

الترغيب والترهيب. الكتاب الفذ في موضوعه. طبع مرات.

8-

جزء المنذري. جمع فيه ما ورد فيمن غفر له ما تقدم من ذنبه

وما تاخر. كما في "كشف الظنون " ا: 589.

9 -

جزء فيه حديث الطهور شطر الإيمان.

10 -

الجمع بين الصحيحين.

11 -

زوال الظما في ذكر من استغاث برسول الله من الشدة والعمى.

12 -

صحيح المنذري. كذا.

13 -

عمل اليوم والليلة.

ص: 32

14 -

كفاية المتعبد وتحفة المتزهد. طبع.

15 -

مجالس في صوم يوم عاشوراء.

16 -

مختصر سنن أبي داود. طبع. وسماه في "كشف الظنون " 2: 1004

"المجتبى من السنن ". قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"

13: 225: هوأحسن اختصارا من اختصار صحيح مسلم.

17 -

مختصر سنن الخطيب البغدادي.

8 ا- مختصرصحيح مسلم. طبع.

19 -

الموافقات. وهو قسم من أقسام الإسناد العالي في الحديث.

20 -

تخريج بعض أحاديث " المهذب " لأبي إسحاق الشيرازي، الى قبيل البيوع.

21 -

تخريج فوائد شيخه صدر الدين أبي الحسن محمد بن عمر بن

حمويه الحقوئي الجويني، المتوفى بالموصل سنة 617.

22 -

جزء خرج فيه عن جماعة من شيوخ شيخته أم محمد خديجة بنت الفضل

المقدسية الإسكندرية، المتوفاة سنة 618.

23 -

جزء خرج فيه حديث قاضي القضاة تاج الدين أبي محمد

عبد السلام بن علي الكتاني الدمياطي، المتوفى سنة 619.

ثانيا - في الفقه:

24 -

الخلافيات ومذاهب السلف.

25 -

شرح التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي.

ثالثا - في التاريخ:

تدورالكتب التي ألفها المنذري في التاريخ حول علم الرجال، وهو علم

مساعد لعلوم الحديث، وكتب المنذري في هذا الموضوع بين كتاب يضم ترجمة

لشخص واحد، وكتاب يشتمل على الاف التراجم، وإليك أسماءها:

ص: 33

26 -

الإعلام باخبار شيخ البخاري محمد بن سلام.

27 -

تاريخ من دخل مصر.

28 -

ترجمة أبي بكر الطرطوشي.

29 -

التكملة لوفيات النقلة. وكتاب (وفيات النقلة) هو لشيخه الحافظ

أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي الإسكندراني المالكي، المتقدم ذكره في

شيوخه البارزين، وكان قد انتهي فيه الى سنة 581، فذيل الحافظ المنذري على

كتاب شيخه المذكور، من حيث انتهى فيه من سنة 581الى سنة 642.

30-

المعجم المترجم، بكسر الجيم. ذكر فيه شيوخه وأوسع في

تراجمهم.

هذه جل اثاره الي غرفت وذكرت عند من ترجم له او تعرض لتاليفه،

ولم تذكر فيها رسالتة أو فتواه في مسائل الجرح والتعديل تحديدا فتكون الأثر 31 من

اثاره، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأغدق عليه دائم رضوانه واحسانه، وجزاه

عن السنة وعلومها وأهلها خير الجزاء.

يقول العبد الضعيف عبد الفتاح أبو غدة: فرغت من كتابة هذه التقدمة والترجمة

في مدينة فانكوفر في كندا، يوم الثلاثاء 17 من ذي الحجة سنة 1408، والحمد

لله رب العالمين، وصلى لله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

***

ص: 34

جواب الحافظ ابى محمدعبد العظيم المنذري المصري

عن اسئلة فى الجرح والتعديل

ولد سنة 581 وتوفي سنه 656

رحمه الله تعالى

اعتنى به

عبد الفتاح ابو غدة

الناشر

مكتب المطبوعات الاسلامية بحلب1111،،،،

ص: 35

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وسلم

ما تقول السادة العلماء، والأئمة الفضلاء، في هذه العبارات التي

يعبر بها أئمة الحديث عن الرواة؟

مثاله: أن يقول يحيى بن معين رحمه الله: هوصالح الحديث.

ويقول أبوحاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به (1) .

ويقول أحمد بن حنبل: هوثقة.

ويقول الأخر: هو صدوق.

ويقول الأخر: لا باس به (2) .

(ا) لم يتعرض المؤلف الحافظ المنذري، في جوابه الأتي، لهذه العبارة

من كلام أبي حاتم الرازي، فلذا أفردت لها في اخر هذه الرسالة (تتمة) في

ص 93 - 99، فلتنظر هناك.

(2)

جملة (ويقول الأخر: لا بأس به) سقطت كلها من طبعة الأستاذ

الفريوائي ص 21! وهي موجودة في الأصل المخطوط. هذا، واعلم أن الأئمة

المحدثين النقاد رحمهم الله تعالى، قالوا كلماتهم في الرواة جرحا وتعديلا، تبعا

لاجتهادهم في الحكم على الراوي، من تتبعهم لمروياته، ومعرفتهم بتمام عدالته

أو نقصها، ومتانة ضبطه وحفظه أو ضعفهما، وكثرة وهمه أو قلته، ومن مراعاة نحو

ذلك من الأمور التي تدعوهم إلى إصدار ذلك الحكم عليه.

ص: 37

................................................

=فقد تتفق أحكامهم على الراوي مع اتفاق ألفاظهم، وقد تتفق أحكامهم عليه

مع اختلاف ألفاظهم، وقد تختلف أحكامهم عليه بحسب إحاطتهم ودراستهم

لمروياته، وسلامتها - وسلامته - من الجرح أو وقوعه فيها، في نظرهم، لأنهم

لم يكن بينهم اصطلاح موحد مقرر، فلذا يقول كل واحد منهم عبارته التي يراها

مؤدية للحكم الذي حكم به على الراوي. ولذا قال الحافظ الذهبي رحمه الله

تعالى، في اخر رسالته:"الموقظة" ص 81، وما بعدها:

"فصل: ومن الثقات الذين لم يخرج لهم في "الصحيحين " خلق، منهم: من

صحح لهم الترمذي وابن خزيمة، ثم من روى لهم النسائي وابن حبان وغيرهما،،،،

ثم لم يضعفهم أحد، واحتج هؤلاء المصنفون بروايتهم.

وقد قيل في بعضهم: فلان ثقة، فلان صدوق، فلان لا بأس به، فلان ليس

به باس، فلان محله الصدق، فلان شيخ، فلان مستور، فلان روى عنه شعبة،

أو مالك، أو يحيى - بن سعيد القطان -، وأمثال ذلك، ك: فلان حسن الحديث،

فلان صالح الحديث، فلان صدوق إن شاء الله.

فهذه العبارات كلها جيدة، ليست مضغفة لحال الشيخ -أي الراوي -،

نعم ولا مرقية لحديثه إلى درجة الصحة الكاملة المتفق عليها، لكن كثير ممن ذكرنا

متجاذب بين الاحتجاج به وعدمه. . .

ثم نحن نفتقر إلى تحرير عبارات التعديل والجرح، وما بين ذلك من العبارات

المتجاذبة. ثم أهم من ذلك أن نعلم بالاستقراء التام: عرف ذلك الإمام الجهبذ،

واصطلاحه، ومقاصده بعباراته الكثيرة.

أما قول البخاري: (سكتوا عنه) ، فظاهرها أنهم ما تعرضوا له بجرح

ولا تعديل، وعلمنا مقصده بها بالاستقراء: أنها بمعنى تركوه. وكذا عادته إذا قال:

(فيه نظر) ، بمعنى أنه متهم، أو: ليس بثقة، فهوعنده أسوأ حالا من (الضعيف) .

وبالاستقراء: إذا قال أبو حاتم: (ليس بالقوي)، يريد بها: أن هذا الشيخ

ص: 38

فقولهم: ثقة، هومثل قولهم: يكتب حديثه؟

ومامعنى قولهم: يكتب حديثه ولايحتج به؟

وما الفرق بين قولهم: لا يحتج بحديثه، و: هومتروك الحديث؟

وهل (1) إذا قال واحد منهم: فلان ثقة، وقال اخر: ليس بشيء،

يؤخذ بقول من منهما؟ فان من (2) قال: ليس بشيء، يقدم على من

قال: هوثقة؟ ففد رأينا في رواة الكتب الستة التي عليها اعتماد علماء

الإسلام من وقع فيه الاختلاف.

مثاله: محمد بن اسحاق، فشعبة وسفيان يقولان عنه: أمير

المؤمنين في الحديث، فيما نقله عنهما ابن مهدي (3) .

ومالك بن أنس ويحيى بن سعيد يجرحانه.

وسئل، يحيى بن معين عنه فقال: ثقة وليس بحجة. وقال مرة

أخرى: هوصدوق ولكنه ليس بحجة، إنما الحجة عبيد الله بن عمر

ومالك بن أنس.،،،،،،،،

=لم يبلغ درجة القوي الثبت. والبخاري قد يطلق على الشيخ: (ليس بالقوي) ،

ويريد أنه ضعيف.

ومن ثم قيل: تجب حكاية -ألفاظ - الجرح والتعديل، فمنهم من نفسه حاد

في الجرح، ومنهم من هومعتدل، ومنهم من هومتساهل. . . ". انتهى.

(ا) لفظ (هل) سقط من طبعة الأستاذ الفريوائي ص 21، وهو في الأصل

المخطوط.

(2)

لفظ (من) سقط من طبعة الأستاذ الفريوائي ص 21، وهوثابت في

الأصل المخطوط. وبعد الان سارمز للأستاذ الفريوائي بحرف (ف) .

(3)

انظر رسالة أمراء المؤمنين في الحديث، مطبوعة تلو هذه الرسالة.

ص: 39

وأحمد بن حنبل يقول فيه: لو قال رجل: إن محمد بن إسحاق

كان حجة لما كان مصيبا (ا) ، ولكنه ثقة.

وقال يعقوب بن شيبة: سالت يحيى بن معين فقلت: كيف

محمد بن إسحاق عندك؟ فقال: ليس هوعندي بذاك، ولم يثبته (2) ،

وضعفه، ولم يضعفه جدا، فقلت له: ففي نفسك من صدقه شيء؟

قال: لا، كان صدوقا.

فهذه العبارات كيف تنتظم؟ مع أنه في رواة الكتب المعتمدة؟ .

وقال ابن عدي: لو لم يكن لابن إسحاق من الفضل إلا أنه صرف

الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء، إلى الاشتغال

بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبتدأ الخلق، لكانت هذه فضيلة

لابن إسحاق سبق بها، ثم بعده صنفها قوم اخرون فلم يبلغوا مبلغ

ابن إسحاق فيها (3) .

وقد فتشت أحاديثه الكثيرة (4) ، فلم أجد في أحاديثه ما يتهيا أن

يقطع عليه بالضعف، وربما أخطا أووهم في الشيء بعد الشيء، كما

(ا) وقع في الأصل: (لكان مصيبا) . وسياق العبارة يقتضي ما أثبته.

(2)

أي لم يجعله من الأثبات المعروفين بالضبط التام.

(3)

جاء في الأصل: (لكانت هذه فضيلة سبق بها ابن إسحاق، بعده صنفها

فقوم اخرون، ولم يبلغوا مبلغ اين إسحاق منها) 0 انتهى. وأثبتها كما ترى أخذا من

الأصل ومن "الكامل " المطبوع 6: هـ 2 1 2، وجاء في تعليق (ف) ص 23 قوله: (في،،،،

الأصل: من بعده ممن صنفها قوم اخرون) . انتهى. وهي قراءة غير دقيقة مخالفة

لما في الأصل.

(4)

لفظ (الكثيرة) زيادة على الأصل من "الكامل " الطبوع.

ص: 40

يخطىء غيره (ا) ، ولم يتخلف في الرواية عنه الثقات والأئمة،

وهولا باس به. هذه عبارة ابن عدي فيه. وهذا الاختلاف يوقع

الحيرة (2) .

وهذا شبابة بن سوار، روى له البخاري ومسلم في (كتابيهما"،

وغيرهما من الأئمة. .

قال فيه أبو حاتم: هو صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال

عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كان أحمد بن حنبل لا يرضاه. وقيل

ليحيي بن معين: شبابة أحب إليك أم الأسود بن عامر؟ فقال: شبابة،

وقال أيضا: هوصدوق (3) . وقال ابن سعد (4) : كان ثقة صالح الأمر في

الحديث، إلا أنه كان مرجئا.

وقد روى عن شبابة هذا: إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل،

(1) هكذا عبارة "الكامل االطبوع، ووقع في الأصل: (وربما أخطا أو يهم

كمايخطىء غيره) . وهي عبارة محرفة ومبتورة.

(2)

هكذا في الأصل، ومعناه: يسبب الحيرة. أويكون سقط لفظ (في) من

الناسخ؟ فتكون العبارة: (يوقع في الحيرة) .

(3)

الذي وصفه بلفظ (صدوق) هوزكريا بن يحيى الساجي، كما في

"تهذيب الكمال " للمزي 2: 571، و"تهذيب التهذيب " لابن حجر 4:301.

واما يحيى بن معين فنقل عنه جعفربن أبي عثمان الطيالسي وعثمان بن سعيد

الدارمي وصفه له بلفظ (ثقة) ، كما في "تهذيب الكمال ".

(4)

وقع في الأصل (ابن سعيد) ، أي بالياء بعد العين، وهوتحريف،

وتابعه واقره (ف) في طبعته ص 24! وصوابه (ابن سعد) ، والنص في "الطبقات "

لابن سعد 7: 0 32، وفي "تهذيب التهذيب، 4: 1 0 3.

ص: 41

ويحيي بن معين، وأبوخيثمة، وأحمد بن سنان القطان، وخلق سواهم.

فهذا الاختلاف فيه، على ماذا يحمل؟ وعلى قول من يعتمد؟

وكيف يقبل -الجرح (1) -من غير تبيين مايجرح الشخص به؟

ومتى انقطع قبول الجرح من غيرتبيين؟ وما السبب في قبول جرح

،،،،

أولئك الأئمة من غيرتبيين ما يجرح به الشخص، وترك غيرهم (2) ؟

وهل اختلاف هؤلاء الأئمة مثل اختلاف الفقهاء؟ فإن قيل: نعم،

قيل: ذاك الاختلاف أوجبه الاجتهاد (3) ، وهذا ليس فيه سوى النقل، فإن

الشخص لا يكون صادقا كاذبا في حالة (4) .

وجماعة من الرواة يقولون عنهم: ليسوا بشيء، ونجد حديثهم في

"البخاري " و"مسلم! و"غيرهما"، فما معنى قويهم: فلان ليس بشيء؟

وهل لهذه العبارات معنى سوى ظاهرها أم لا؟ وهل قولهم: فلان

حجة، مثل قويهم: هوثقة؟

وهذا شجاع بن الوليد بن قيس السكوني (5) ، روى عنه أبوهمام

(1) لفظ (الجرح) زيادة مني على الأصل لاستقامة العبارة.

(2)

جاء في الأصل لفظ (تعيين) واضحا في المواضع الثلاثة، وهومحرف

فيها عن لفظ (تبيين) بالباء، ويعني السائل به: التفسير للجرح، وهو اللائق في هذا

المقام، فلذا أثبته، والله تعالى أعلم.

(3)

وقع في الأصل: (قيل: ذاك للاختلاف أوجه الاجتهاد) ، والصواب فيه

كما أثبته، والله تعالى أعلم.

(4)

أي حالة واحدة.

(5)

أي الكوفي أبو بدر.

ص: 42

الوليد بن شجاع، وأحمد بن حنبل، ومسلم بن إبراهيم، ويحيى بن

معين، وأبوعبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن عبد الله بن نمير،

وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، وغيرهم من الأئمة.

قال فيه أبوحاتم: عبد الله بن بكر السهمي (ا) أحب إلي من

شجاع بن الوليد، وهوشيخ ليس بالمتين، لايحتج بحديثه.

وقال أبو بكر المروذي: قلت لأحمد بن حنبل: شجاع بن الوليد

ثقة؟ قال: أرجو أن يكون صدوقا، قد جالس قوما صالحين.

وقال وكيع: سمعت سفيان (2) يقول: ما بالكوفة أعبد منه.

وقال حنبل بن إسحاق: قال أبوعبد الله: كان شيخا صالحا

صدوقا كتبنا عنه. قال: ولقيه يحيى بن معين يوما، فقال له: يا كذاب!

فقال له الشيخ: إن كنت كاذبا وإلا فهتكك الله.

ونقل عن يحيى بن معين أنه قال فيه أيضا: هو ثقة. وقال

أحمد بن عبد الله (3) : لا بأس به. -

(ا) وقع في الأصل: (عبد الله بن بكير، وهو تحريف صوابه (بكر من

غير ياء، كما في "الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم 2/ 1: 379، و"تهذيب

التهذيب، 4: 4 31، وفي ترجمته 62: 5 1.

(2)

هو سفيان الثوري.

(3)

هو الإمام الحافظ أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي،

المولود سنة 182، والمتوفى سنة 261، وهوصاحب كتاب "ثقات العجلي إ، وقد

ذكر فيه (شجاع بن الوليد) ص 250 من طبعة، وا: 450 من الطبعة ذات

الجزءين، وجاء مصرحا بأنه (العجلي) في "تاريخ بغداد" 9:250. وغلط الأستاذ

الفريوائي في تعيينه، فقال في ص 26:"هوأبونعيم الأصبهاني صاحب الحلية"

ص: 43

فانظر إلى هذا الاختلاف فيه، فقد روى له البخاري ومسلم

والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه.

فكيف هذا من هؤلاء الأئمة القدوة؟ مع أن الذي رسموه في

الحديث - الصحيح (ا) - هو: نقل العدل الضابط، عن العدل الضابط

إلى رسول الله في. كذا قال ابن الصلاح رحمه اللة تعالى في كتابه:

"علوم الحديث، وغيره (2) .

وإن كان هذا القيد لا يمشي عند من عرف شرط "الصحيحين أ (3) .

ولعلكم اجركم الله، تذكرون شرط "الصحيحين "، لتتئم الفائدة

انتهى. وأبونعيم متاخر الطبقة، ولم يذكر، (شجاع بن الوليد) في "الحلية" له

ولا في االضعفاء" أيضا، فذكر أبي نعيم هنا: خطا صرف!

(1)

لفظ (الصحيح) زيادة مني على الأصل، لاستقامة الكلام.

(2)

الذي رسمه ابن الصلاح -وغيره - في تعريف الحديث الصحيح هو:

"الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط، عن العدل الضابط إلى

منتهاه، ولا يكون شاذا ولا معللا".

(3)

يقصد السائل - والله أعلم - أن هذا الراوي (شجاع بن الوليد

السكوني) مثلا، قال فيه أبوحاتم: لا يحتج بحديثه، وقال أحمد: أرجو أن يكون

صدوقا، وقال ابن معين: كذاب، وقال أيضا: هوثقة، وقال أحمد العجلي: لا باس

ومع هذا أخرج حديثه هؤلاء الأئمة القدوة أصحاب الكتب الستة: البخاري

ومسلم وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

فكيف الجمع والتوفيق بين روايتهم عنه وقد وصف بما تقدم، وشرطهم في

الحديث الصحيح أن يكون راويه عدلا عن عدل. . .؟ فمقتضى هذا أن في رواة

الشيخين في االصحيحين " من ليس عدلا، وهومشكل؟

ص: 44

شاء اللة ببركتكم، فبينوا بما عندكم من العلم، نفع اللة بكم المسلمين،

ورزقكم مرافقة الطيبين الطاهرين، امين امين. وصلى الله على محمد

النبي الامي! وعلى اله وأصحابه أجمعين، وسلم

تسليا كثيرا.

الجوا ب

فكتب الشيخ الإمام الحافظ العلامة زكي الدين أبو محمد عبد

العظيم بن عبد القوي بن عبد اللة المنذري الشافعي رضي الله عنه جوابا

عن المسائل المذكورة

بسم الله الرحمن الرحيم

-و-صلى الله على محمد وعلى اله وسلم تسليمأ. أما بعد

حمد الله العلي العظيم، والصلاة على خيرخلقه محمد النبي

الكريم (ا) ، وعلى اله وأصحابه وتابعيه الجدراء بالتفضيل والتفخيم.

فقد وقفت على ما أشرتم إليه، أدام الله بكم الانتفاع، وأحسن

عنكم الدفاع، وأجراكم في جميع الأمور على أجمل الأوضاع، ورغبت

إلى اللة سبحانه وتعالى أن يعمنا أجمعين (2) ، ببركات سيد المرسلين،

صلى اللة عليه وسلم وعليهم أجمعين.

(ا) هكذا العبارة في الأصل، وقرأها (ف) ص 27 هكذا: (أما بعد حمدا

لله العلي العظيم، والصلاة على خير خلقه محمد النبي الكريم) ، فنصب (حمد) ،

وجعل لفظ الجلالة المضاف إليه مجرورا هكذا: (لله) ، وهي قراءة خاطئة! فإن

لفظة (الصلاة) إذا قرئت بالنصب عطفا على (حمدا) ، تنافرت مع سابقتها! في

بالتعريف، وتلك بالتنكير، وهذا تنافر بين، يرد الذهن إلى القراءة الصحيحة لزاما!

ولكن الكمال الله تعالى، والفهم عرض يطرأ ويزول. كما قاله شيخ شيوخنا العلامة

الإمام الشيخ محمد الزرقا رحمه الله تعالى.

(2)

لفظ (أجمعين) هنا ثابت في الأصل بين، وسقط من طبعة (ف) ص 27!

ص: 45