المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بشبابة بن سوار) - جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل

- ‌تقدمة بين يدي رسالة المنذري:

- ‌ترجمة الحافظ المنذري

- ‌شيوخ الحافظ المنذري:

- ‌تلاميذ الحافظ المنذري:

- ‌مكانة الحافظ المنذري في العلم:

- ‌مؤلفاته واثارة العلمية:

- ‌(مراتب ألفاظ الجرح والتعديل عند ابن أبي حاتم)

- ‌(مراتب التعديل)

- ‌(مراتب الجرح)

- ‌(الثقة دون الحجة)

- ‌(بيان الدارقطني المراد من قوله:لين أوكثير الخطأ)

- ‌(اختلاف المحدثين في تضعيف الرجال وتعديلهم

- ‌(اختلاف المحدثين قي قبول رواية المبتدعة وردها)

- ‌(اختلات المحدثين في اشتراط عدد المزكي والجارح)

- ‌(اختلاف المحدثين في قبول الجرح المفسر والمبهم)

- ‌(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بمحمد بن إسحاق)

- ‌(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بشبابة بن سوار)

- ‌(اختلاف المحدثين في الجرح والتعديلكاختلاف الفقهاء عن اجتهاد)

- ‌(اختلاف المحدثين فيالاحتجاج بشجاع بن الوليد)

- ‌(بيان المراد من قولهم: فلان ليس بشيء)

- ‌تتمةفي بيان قول الإمام أبي حاتم الرازيفي الراوي: يكتب حديثه ولا يحتج به

الفصل: ‌(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بشبابة بن سوار)

(اختلاف المحدثين في الاحتجاج بشبابة بن سوار)

وأما شبابة بن سوار، فقد احتج به البخارى ومسلم في

"صحيحيهما "، وحدث عنه ثلة من الأئمة (1) .

(1) أي جماعة كثيرة من الأئمة، و (ثلة) بالثاء المثلثة ثم اللام المشددة ثم

التاء، كما جاءت في الأصل لمن تامله جيدا ووقع في طبعة (ف) ص 44:

(وحدث عنه ثلاثة من الأئمة. . .) . ولفظ (ثلاثة) هنا تحريف فاحش! والصواب

فيه: (وحدث عنه ثلة من الأئمة. . .)، كما جاء في الأصل المخطوط. (والثلة) :

الجماعة، وليسوا ثلاثة، بل هم كثرة بالغة، قال الله تعالى في سورة الواقعة في

أصحاب اليمين: "ثلة من الأولين. وقليل من الاخرين "، وقال أيضا فيها: "ثلة

من الأولين. وثلة من الأخرين ".

والأئمة الذين رووا عن (شبابة بن سوار) كثيرون جدا، ذكر الحافظ ابن حجر

في " تهذيب التهذيب" 4: 300، في ترجمة (شبابة) المتوفى سنة 206 منهم

ما يلي: "روى له الستة، وروى عنه أحمد بن حنبل، وعلى بن المديني، ويحيى بن

معين، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن محمد المسندي، وابنا أبي شيبة،

وأحمد بن الحسن بن خراش، وأحمد بن سريج الرازي، وحجاج بن الشاعر،

وحجاج بن حمزة الخشابي. . . " حتى أوصلهم إلى ثلاثين ثم قال: "وجماعة".

(تنبيه على تحريف) : وقع في "تهذيب التهذيب " 4: 302، في ترجمة

(شبابة بن سوار) تاريخ وفاته هكذا: "قال البخاري: يقال: مات سنة 4 أو255،

وقال أبوموسى وغيره: مات سنة 256". انتهى.

وهذا تحريف! صوابه سنة 4 أو205، وقال أبو موسى وغيره: مات سنة

206، كما ضبطه الحافظ المزى بالعبارة في "تهذيب الكمال " 2: 57، فقال: "قال

البخاري: يقال: مات سنة أربع أوخمس ومئتين، وقال أبوموسى. . . مات سنة

ست ومئتين ". انتهى. وبهذا الأخير أرخ وفاته الحافظ الذهبي في "الكاشف "

2: 3، والخزرجي في "الخلاصة" ص 168.

ص: 80

وتكلم فيه بعضهم، وقال الإمام أحمد بن حنبل: تركته ولم أرو

عنه للإرجاء، فقيل: يا أبا عبد الله، وأبومعاوية (ا) ؟ قال: شبابة كان

داعية.

وقيل لعلي بن المديني عن حديث شبابة الذي رواه عن شعبة في

الدباء، فقال علي: أي شيء تقدر أن تقول في ذاك (2) ؟ يعني شبابة،

كان شيخا صدوقا، إلا أنه كان يقول بالإرجاء، ولا ينكر لرجل سمع من

رجل ألفا أوألفين أن يجىء بحديث غريب.

وقال أبو أحمد الجرجاني (3) : الذي أنكرته عليه الخطأ، ولعله

حدث به حفظا؟ .

(1) أي أبومعاوية الضرير (محمد بن خازم الكوفي) بالخاء والزاي

المعجمتين، المولود سنة 113، والمتوفى سنة195. روى له الستة وقد رمي

بالإرجاء.

(2)

وقع في الأصل رسم هذه الجملة هكذا: (فقال على: أيش نقدر نقول

في ذاك) . وفيها تحريف وسقط (أن) قبل (تقول) . وقد جاءت على الصحة كما

أثبتها في غير كتاب: "تهذيب الكمال " 2: 570و"تهذيب التهذيب " 4: 305

وغيرهما. ووقعت في طبعة (ف) ص 45، على التحريف والسقط الذي جاء في

الأصل! وسقط في طبعة (ف) أيضا لفظ (علي) ! !

(3)

هو الحافظ ابن عدى أبو أحمد عبد الله بن عدى، المولود سنة 277،

والمتوفى سنة365وهو صاحب كتاب "الكامل "، قال ذلك فيه 4: 366 1.

وجاءت العبارة في الأصل: (الذي أنكرت عليه الخطا ولعله. . .) ، وجاء في نسخة

مخطوطة موثقة من "الكامل ": (الذي أنكرته عليه الخطا، ولعله. . .) فاثبتها،

وجاءت العبارة في "الكامل " المطبوع و"تهذيب الكمال " 2: 575و"تهذيب

التهذيب " 4: 301 (والذي أنكر عليه الخطا، ولعله حدث به حفظا) ، أي ولعله

حدث بالحديث الذي أخطا فيه من حفظه، فاخطأ.

ص: 81

وقيل لأبي زرعة في أبي معاوية: كان يرى الإرجاء؟ قال: نعم

كان يدعو إليه، قيل: فشبابة بن سوار أيضا؟ قال: نعم، قيل: رجع

عنه؟ قال: نعم، قال: الإيمان قول وعمل.

فهذا الإمام أحمد قد صرح بانه إنما تركه لكونه داعية إلى

الإرجاء، وهذا علي بن المديني لم ير قوله بالإرجاء وتفرده بشيء مؤثرا

في حقه، والخطأ فلا يكاد يسلم منه أحد (1) .

فمن احتج بحديثه يرى أن الإرجاء (2) والدعاء إليه والتفرد بشيء

غيرقادح، سيما وقد نقل عنه الرجوع عن الإرجاء.

ومن لم يحتج بحديثه يرى أن ذلك مانع من الاحتجاج به،

وحصل عنده من ذلك ريبة وقفته عن الاحتجاج به على ما تقدم، والله

عز وجل أعلم.

(ا) قال الإمام يحيى بن معين رحمه الله تعالى، في "تاريخه "، في

الفقرة 52 (لست أعجب ممن يحدث فيخطىء، إنما العجب ممن يحدث

فيصيب "، وقال فيه أيضا، في الفقرة 2682 "من لايخطىء في الحديث -أي من

يزعم أنه لايخطىء في الحديث - فهوكذاب". انتهى. وهوعنه في "لسان

الميزان" ا: 17.

(2)

انظر التفصيل الوافي الشامل، في شرح معنى (الإرجاء) السني

والبدعي، ومنشا الإرجاء وما يتصل بذلك، في "الرفع والتكميل " للعلامة اللكنوي

رحمه الله تعالى وما علقته عليه في الطبعة الثالثة ص 81-83

وص 2 35- 373، فانك واجد فيه النفائس إن شاء الله تعالى.

ص: 82