المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل في أسماء الأصوات، وهي إما لزجر عن شيء، أو إقدام - ارتشاف الضرب من لسان العرب - جـ ٥

[أبو حيان الأندلسي]

الفصل: ‌ ‌فصل في أسماء الأصوات، وهي إما لزجر عن شيء، أو إقدام

‌فصل

في أسماء الأصوات، وهي إما لزجر عن شيء، أو إقدام على شيء، وإما لحكاية صوت حيوان، أو صوت اصطكاك أجرام، فـ (لزجر) الخيل (هلا) و (إجد إجد) و (هجد هجد)، وتقدم ذكر ابن مالك لها في فصل (الأفعال التي لا تتصرف)، وذكرهما قطرب، وزاد (وإجدم)، فزاد فيه الميم يقال: أجدمت الفرس إجدامًا إذا قلت لها ذلك، قال ابن الرقاع:

هن عجم وقد عرفن من القول

هبى واجدمى وياى وقومي

وهبى، و (ياى)، و (يايا)، و (هلا هلا)، و (هل هل)، و (هل هل)، ولزجر الإبل (هيه)، و (هاد)، و (ده)، و (عه)، و (عاه)، و (عيه)، و (حوب حوب)، و (حوب حوب)، و (حوبا حوبا)، و (حاب حاب)، و (جه جه) و (جه جه)، و (جاه جاه)، و (حل حل)، و (حل حل)، و (حل حل).

وفي كتاب قطرب: (داه داه) يا ناقة بالإسكان، وبالكسر أيضًا، وده و (ده) يا ناقة، وده ده يا ناقة، وتدهدهت الناقة قلت لها ده ده، ومن زجر الإبل

ص: 2312

للتسيير: هيجى، وهيسى، وأيا أيا، وأيا، وللبعير هيج وعاج، و (حل حل)، و (حاب وجاه)، وللناقة (جاب جاب) يا ناقة، وعاج عاج و (عاج) يا ناقة لا عجت، وجاه يا ناقة لا جهت، ولزجر البغل (عدس)، وقد عدست البغل عدسًا إذا قلت له ذلك.

وزعم أناس أن (عدسًا) اسم للبغلة، وأدخلوا عليه العوامل، واحتمل أن يكون اللفظ مشتركًا بين دلالته على الفعل، ودلالته على اللفظ الذي يزجر به، ولزجر الحمار (عد)، و (حرى)، وقال قطرب: وقال بعضهم (حر) فعل وتثنية (حريا) تجعله من التحري، وهو القصد، وقال بعضهم: هي زجرة لا تثنى وقال الشاعر:

قد تركت ساه وقالت حر

شمطاء جاءت من أعالي البر

وحيه، وحيه، وساه واربق، وسئى وسأ قال:

لم تدر ماسأ للحمير ولم

تضرب بكف مخابط السلم

ص: 2313

وسأسأ، وهاب، وهاب، وللأتان: زرزر، وقال قطرب: ومن زجر الحمار والفرس: هب هب، وهاب هاب، و (هاب) (هاب) قال الجعدي:

فظننا أنه غالبه

فرددناه بهاب ثم بهل

وقال أبو داود

غدونا نبغي به الأبدات

نؤيه من بين هاب وهل

وفي زجر الخيل (يأيأ)، وقد يأيأت بها يأيأه شديدة، و (لزجر الغنم)(إس) و (هس)، و (هج)، و (فاعل)، وللضأن: جح، جح، وجه وجه، وللعنز: عز، وعيز، وحيز، وحز، وللبقر: وح، وقس. قال قطرب: ولم يسمع غيرهما.

وللكلب، وللأسد: هج هج، وهج هج، وفي كتاب قطرب: يقال ذلك للرجل إذا زجرته: هجاجيك، و (هجا هجا)، وللكلب: قوس قوس، وقس قس، وقوش قوش، وقد قشقشت به، وقوقست به.

وللسنور: غس غس، ولذي الجناح: كشح ودح، وللنعامة (عوسج) وأما الذي للإقدام على شيء، وهو الذي عبر عنه ابن مالك بالدعاء فللفرس:

ص: 2314

أو، وللربع: دوه، وللجحش: عوه، وللغنم: بس، وللإبل المورده: جوت وجيء، وللتيس المنزي: تؤ، وتأ، وللبعير الذي يناخ: نخ مخففًا ومشددًا، ولصغار الإبل المسكنة: هدع، وللحمار المورد: سأ، وتشؤ، وقال قطرب: وللحمار إذا دعوته للعلف: تشؤ تشؤ، وتشأ، وتقول: وقد شأشأت به إذا فعلت ذلك به انتهى.

وللخيل إذا دعوتها للعلف: هأهأ، وقد هأهأ بالخيل يهأهيء بها هأهأة، ويقال لها عند النزا: أهؤ أهؤ، وللفرس الأنثى: أهيب أهيب، وللإبل عند الرعي: يايه يايه، وللبعير عند الضراب: هيخ وهيخ، وقد هيخت بالبعير أهيخ، ويقال في مثل ذلك: إلخ إلخ، وللبعير البارك:

ص: 2315

ارحبي ارحبي ليقوم، ومن زجر الإبل عند الضراب: قلخ قلخ، وللتيس عند السفاد حؤحؤ، وحوحو، وحي حي، وحي حي، وقد حأحأت به، وخأخأت، ولتحريض السنور: أسد أسد، وتقول: أسدته، وآسدته.

وأما حكاية صوت حيوان: فغاق للغراب، وماء للظبية و (عاء) لصوت الضبع، وخازباز لصوت الذباب، وقد تقدم هذا اللفظ، وأنه مشترك بين معان وفيه لغات.

وفي الترشيح: فإن كان الصوت المحكي ثلاثيًا ساكن الوسط، كسرت آخره لالتقاء الساكنين، ولم تنونه إن أردت المعرفة، وإن نكرت نؤنت تقول: قال الغراب: غاق وقال الحجر: طاق، وقال الغزال: ماء تريد المعرفة، ومعناه قال هذا الصوت بعينه، وإن نكرت نونت فقلت: غاق وطاق وماء، والمعنى قال صوتًا يشبه هذا انتهى.

و (شيب) لشرب الإبل، و (طيخ) للضاحك، و (عيط) للمتلاعبين، وأما حكاية اصطكاك أجرام، فـ (طق) لوقع الحجارة، و (قب)، و (قب) لوقع السيف، و (طاق) للضرب، و (خاق باق) لضرب الفرجين عند العود وهو الجماع، و (قاش ماش)، و (حاث باث) لصوت القماش المتفرق وغيره. والكلام على معاني هذه الكلمات هو من علم اللغة، ولما تعرض لها بعض المصنفين من النحاة، تعرضت لها، وحظ النحوي منها إنما هو النظر في حكمها من

ص: 2316

البناء، وهي مفردة مبنية لشبهها بالحروف، لكونها لا عاملة، ولا معمولة وليست مركبة، بخلاف أسماء الأفعال، فإنها مركبة لتحملها الضمير، أو رفعها الفاعل الظاهر، بل هي شبيهة بالأسماء المفردة قبل العقد والتركيب نحو: زيد بكر خالد، وقد عومل بعضها معاملة المتمكن فأعرب نحو قوله

إذ لمتى مثل جناح غاق

كأنه قال: مثل جناح غراب، وهذا شاذ لا يقاس عليه، فأما (مض)، فقيل هو اسم فعل (لا عذر) والمراد به الرد مع أطماع، وفي أمثالهم:«إن في مض لمطمعا» وقال ابن مالك: (مض) عبر به عن صوت مغن عن (لا)، وهو اسم بني لسده مسد الحكاية انتهى، وذلك الصوت هو مع ضم الشفتين بمعنى (لا)، ويسأل الرجل حاجته فيعوج شفتيه وقال

سألت هل وصل فقالت مض

وحركت لي رأسها بالنغض

ص: 2317