المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل بين (كم)، وما أضيف إليه المجرور، وذلك مما يختص بجوازه الشعر، ولم يضطر إلى ذلك، إذ قد يزول الفصل بينهما، برفع (مقرف) أو نصبه، وللأخفش، إذ يجيز ذلك للشاعر في الكلام، والسجع دليل ذلك قوله تعالى «وتظنون بالله الظنونا»، و «فأضلونا السبيلا» زاد الألف لتتفق الفواصل كزيادة الألف في الشعر للإطلاق، وفي الحديث: (ارجعن مأزورات غير مأجورات) ومن كلامهم (شهر ترى، وشهر ثرى، وشهر مرعى) حذف التنوين من (ثرى) و (مرعى) اتباعا لـ (ترى) - ارتشاف الضرب من لسان العرب - جـ ٥

[أبو حيان الأندلسي]

الفصل: ‌فصل بين (كم)، وما أضيف إليه المجرور، وذلك مما يختص بجوازه الشعر، ولم يضطر إلى ذلك، إذ قد يزول الفصل بينهما، برفع (مقرف) أو نصبه، وللأخفش، إذ يجيز ذلك للشاعر في الكلام، والسجع دليل ذلك قوله تعالى «وتظنون بالله الظنونا»، و «فأضلونا السبيلا» زاد الألف لتتفق الفواصل كزيادة الألف في الشعر للإطلاق، وفي الحديث: (ارجعن مأزورات غير مأجورات) ومن كلامهم (شهر ترى، وشهر ثرى، وشهر مرعى) حذف التنوين من (ثرى) و (مرعى) اتباعا لـ (ترى)

‌باب الضرائر

يجوز للشاعر في الشعر ما لا يجوز في الكلام عند سيبويه بشرط الاضطرار إليه، ورد فرع إلى أصل، وتشبيه غير جائز بجائز خلافًا لابن جني في كونه لم يشترط الاضطرار، ووافقه ابن عصفور قال: لأنه موضع قد ألفت فيه الضرائر دليل ذلك قوله:

كم بجود مقرف نال العلى

...

....

‌فصل بين (كم)، وما أضيف إليه المجرور، وذلك مما يختص بجوازه الشعر، ولم يضطر إلى ذلك، إذ قد يزول الفصل بينهما، برفع (مقرف) أو نصبه، وللأخفش، إذ يجيز ذلك للشاعر في الكلام، والسجع دليل ذلك قوله تعالى «وتظنون بالله الظنونا» ، و «فأضلونا السبيلا» زاد الألف لتتفق الفواصل كزيادة الألف في الشعر للإطلاق، وفي الحديث:(ارجعن مأزورات غير مأجورات) ومن كلامهم (شهر ترى، وشهر ثرى، وشهر مرعى) حذف التنوين من (ثرى) و (مرعى) اتباعًا لـ (ترى)

.

ص: 2377

وقالوا: (الضيح والريح) أبدلوا الحاء ياءً اتباعًا للريح، والأصل: الضح، حكى ذلك الخليل، وأبو حنيفة، ولكون السجع يجرى في ذلك مجرى الشعر ساغ للحريري أن يقول:«فألفيت أبا زيد السروجي، يتقلب في «أقاليب» الانتساب، ويخبط في أساليب الاكتساب»، أشبع الكسرة في أقاليب اتباعًا لأساليب.

والضرائر تنحصر في الزيادة، والنقص، والتقديم، والتأخير، والبدل، والزيادة لحركة، وذلك حركة معتل كصحيح كقوله:

فعوضني منها غناي ولم تكن

تساوي عنزي غير خمس دراهم

وقول الآخر:

إذا قلت على القلب يسلو قيضت

هواجس لا تنفك تغريه بالوجد

وعين ساكنة اتباعًا لما قبلها كقوله:

إذا تجرد نوح قامتا معه

ضربًا أليمًا بسبت يلعج الجلدا

ص: 2378

وغير اتباع كقوله:

علام قتل مسلم تعبدا

مذ ستة وخمسون عددا

وفك مدغم كقوله:

مالي في صدورهم من موددة

وقول الآخر:

لم يلقها إلا بشكة حازم

يخش الحوادث عارم مستعدد

أي من مودة، ومستعد، ولحرف، وذلك تنوين منادى مبني على لاضم كقوله:

سلام الله يا مطر عليها

وليس عليك يا مطر السلام

أو منصوب وهو علم كقوله:

يا أسودا قد ذهبت مني

بكل جسمي وكل روحي

وتنوين كقوله:

هل الله من سرو الفلاة مريحني

...

....

ص: 2379

ونون في اسم فاعل متصل بضمير كقوله:

هم القائلون الخير والآمرونه

...

....

...

خلافًا لمن زعم أنها هاء السكت حركت ضرورة، وتنوين (علم) موصوف بـ (ابن) مضافًا إلى علم كقوله:

فإن لا يكن مال يثاب فإنه

سيأتي ثنائي زيدًا بن مهلهل

أو ما جرى مجراه نحو: شريف بن شريفة.

وتنوين غير منصرف مطلقًا كقوله:

رب رام من بني ثعل

متلج كفيه في قتره

خلافًا للكسائي والفراء في منعهم ذلك في أفعل التفضيل مقرونًا بـ (من). ورد ذلك بصرف خير منك، وشر منك، وفيه (من)، وليس واضحًا في الرد، خلافًا لبعض البصريين فيما آخره ألف، ورد عليه بقول المثلم بن رياح المري:

إني مقسم ما ملكت فجاعل أجـ

را لآخرتي ودنيا تنفع

هكذا رواه ابن الأعرابي بصرف (دنيا)، ونقل الأخفش في الكبير له، والزجاجي في نوادره أن بعض العرب يصرف ما لا ينصرف في الكلام، وسائر العرب لا يصرفونه إلا في الشعر، والحرف اللاحق القافية المطلقة نحو قوله:

أقلي اللوم عاذل والعتابا

ص: 2380

وقول الآخر:

متى كان الخيام بذي طلوح

سقيت الغيث أيتها الخيامو

و:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

والتنوين المبدل منه كقولك: والعتابن.

وأنشد أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت في زيادة الألف في (أب):

تقول ابنتي لما رأتني شاحبًا

كأنك فينا يا أبات غريب

أراد يا أبت، فأقحم الألف، واستغنى بالكسرة عن الياء، وألف (أنا) في الوصل في لغة غير تميم، وبعض قيس وربيعة نحو قوله:

ص: 2381

فكيف أنا وانتحالي القوافي

بعد المشيب كفى ذاك عارا

خلافًا لمن أطلق، وتأول قراءة من أثبتها وصلا مثل همزة القطع وهو ابن عصفور، قال (الفصل بين النطقين لقصر زمانه خفى عن السامع) انتهى.

وهذا منه سوء ظن بالقراء على عادته، وألف في (من) الجارة فتصير (منا) نحو قوله:

منا أن ذر قرن الشمس حتى

أغاب شريدهم قتر الظلام

خلافًا لمن ادعى أن ذلك لغة، وهو ابن مالك، وتشديد الآخر في الوصل، وباب الوقف نحو قوله:

أو كالحريق وافق القصبا

والتبن والحلفاء فالتهبا

وواو (هو) نحو قوله:

وإن لساني شهدة يشتفى بها

وهو على من صبه الله علقم

ص: 2382

وياء هي نحو قوله:

فالنفس إن دعيت بالعنف آبية

وهي ما أمرت باللطف تأتمر

في لغة غير همدان، لا ميم (فم) خلافًا لبعضهم أن تشديدها لغة لقولهم أفمام، وقطع همزة الوصل حشوًا نحو قوله:

يا نفس صبرًا كل حي لاق

وكل اثنين إلى افتراق

وأكثر ذلك في أول النصف الثاني من البيت نحو قوله:

لتسمعن وشيكًا في دياركم

الله أكبر يا ثارات عثمانا

والهمزة في ملأك نحو قوله:

فلست لإنسي ولكن لملأك

تنزل من جو السماء يصوب

ص: 2383

وفي مضارع رأي البصرية والاعتقادية في لغة غير تيم اللات نحو قوله:

ألم تر ما لا قيت والدهر أعصر

ومن يتمل العيش يرء ويسمع

وإلحاق نون التوكيد مضارعًا منفيًا نحو قوله:

يحسبه الجاهل ما لم يعلما

شيخًا على كرسيه معمما

أو مقللاً نحو قوله:

ربما أوفيت في علم

ترفعن ثوبي شمالات

أو موجبًا لا لام قسم معه نحو قوله:

وأبوك بشر ما يفند أمره

وإلى بلى ما يرجعن جديد

أو جواب شرط نحو قوله:

نبتم نبات الخيزراني في الثرى

حديثًا متى ما يأتيك الخير ينفعا

ص: 2384

أو فعله غير مفصول بينه وبين الأداة نحو قوله:

من يثقفن منهم فليس بآئب

أبدًا وقتل بني قتيبة شافي

أو اسم فاعل نحو قوله:

يا ليت شعري عنكم حنيفا

أشاهرن بعدنا السيوفا

أي أيشهرن، ومد المهموز المقصور نحو قوله:

وكلهم مستقبح لصواب من

يخالفه مستحسن لخطائه

ومد المقصور مطلقًا خلافًا لأكثر البصريين في المنع مطلقًا، يرد عليهم سماع ذلك من العرب قال:

قد علمت أخت بني السعلاء

وعلمت ذاك مع الجراء

أن نعم مأكولا على الخواء

يا لك من تمر ومن شيشاء

ينشب في المسعل واللهاء

ص: 2385

مد السعلى والخوى واللهى، وهي مقصورة. وقال طرفة:

لها كبد ملساء ذات أسرة

وكشحان لم ينقص طواءهما الحبل

وقال العجاج:

والمرء يبليه بلاء السربال

تناسخ الإهلال بعد الإهلال

ومذهب الكوفيين جواز ذلك، وتبعهم ابن ولاد، وابن خروف وزعما أن سيبويه دل على جوازه في الشعر، وربما مدوا فقالوا (منابير) قال ابن ولاد: فزيادة الألف قبل آخر المقصور كزيادة هذه الياء في الشعر، إذ كانا جميعا ليس من أصل الكلمة، وخلافًا للفراء في اشتراطه أن يكون له قياس يوجب مده، فأما قراءة طلحة بن مصرف «يكاد سناء برقه» بمد (سنا)، فشاذة، وينبغي أن يعتقد فيه أن مده لغة، أو أراد العلو والارتفاع كما قال:

وسن كسنيق سناء وبهجة

ذعرت بمدلاج الهجير نهوض

فلا يكون بمعنى الضوء، وزيادة (من) في استثبات الحكاية وصلاً نحو:

أتوا ناري فقلت منون أنتم

فقالوا الجن قلت عموا ظلاما

ص: 2386

والواو في نحو: لم يغز واغز نحو قوله:

هجوت زبان ثم جئت معتذرًا

من هجو زبان لم تهجو ولم تدع

وقول الآخر:

أبا خالد فاكسوهما حلتيهما

فإنكما إن تفعلا فتيان

والياء في نحو: لم يرم وارم في أشهر اللغات، نحو قوله:

ألم يأتيك والأنباء تنمى

بما لاقت لبون بني زياد

لا الألف في نحو: لم يخش واخش خلافًا لبعضهم، واستدل له بقوله:

وتضحك مني شيخة عبشمية

كأن لم ترى قبلي أسيرًا يمانيا

ص: 2387

وقول الآخر:

إذا العجوز غضبت فطلق

ولا ترضاها ولا تملق

وأول على أن (ولا ترضاها) حال، وأن ألف (ترى) بدل من الياء الساكنة كما قالوا في (ييأس) ياأس، والياء في نحو: جوار رفعًا وجرًا نحو قوله:

وكأن بلق الخيل في حافاته

ترمى بهن دوالي الزراع

وقول الآخر:

تراه وقد بز الرماة كأنه

أمام الكلاب مصغى الخد أصلم

وقال الآخر:

فلو كان عبد الله مولى هجوته

ولكن عبد الله مولى المواليا

ص: 2388

وقول الآخر:

ما إن رأيت ولا أرى في مدتي

كجوار يلعبن في الصحراء

وقول الآخر:

ويوما يوافيني الهوى غير ماضي

ويوما ترى منهن غولا تغول

وزيادة حرف في الكلمة على طريق التوهم نحو قوله:

طلب لعرقك يا ابن يحيى بعدما

تتقطعت بي دونك الأسباب

ظن أن تقطعت قطعت فزاد التاء، وحرف علة كان حذف لالتقاء الساكنين، فعرض تحريك أولهما نحو قوله:

إيها فداء لك يا فضا له

أجره الرمح ولا تهاله

ص: 2389

وقال الآخر:

....

....

أعارت عينه أم لم تعارا

وقول الآخر:

ولم تنام العينا

وهاء سكت وصلا فتضم نحو قوله:

يا مرحباه بحمار ناجيه

إذا دنا قربته للسانيه

أو تكسر نحو قوله:

فقلت أيا رباه أول سؤلتي

لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها

ونون مشددة بعد الآخر نحو قوله:

أحب منك موضع الوشحن

ص: 2390

وموضع الإزار والقفن

وحرف علة نشأ عن إشباع حركة في حرف يليه الآخر نحو قوله:

أعوذ بالله من العقراب

الشائلات عقد الأذناب

وقول الآخر:

وإنني حيثما يثنى الهوى بصري

من حيث ما سلكوا أدنو فأنظور

وقول الآخر:

يحبك قلبي ما حييت فإن أمت

يحبك عظم في التراب تريب

أو لا يليه مطلقًا نحو قوله:

كأني بفتخاء الجناحين لقوة

صيود من العقبان طأطأت شيمالي

يريد: شمالي، وقالوا في الشعر: صياريف وسواعيد خلافًا، للكوفيين في جمع رباعي، فإنهم يجيزون الإشباع فيما قبل الآخر في الكلام، فإن كان الحرف

ص: 2391

رابعًا في المفرد، أو كان الآخر مضاعفًا غير مدغم نحو: قردد، زيدت الياء قبل آخره في الكلام وما عداه لا يزاد في الكلام إلا شاذًا، قالوا: مشادين، ومطافيل جمع مشدن، ومطفل، إلا فيما كان ما قبل آخر مفرده ساكنًا نحو: سبطر لا يجيزون سباطير، وللفراء في مضاعف الآخر مدغمًا نحو: مرد، فلا يجيز في جمعه مراديد، وفي فواعل جمع فاعل يرد عليه بقوله:

....

.....

سوابيغ بيض لا يخرقها النبل

وبقوله:

وسواعيد يختلين اختلاء

كالمغالي يطرن كل مطير

وللكلمة حرفًا (أل) في العلم نحو قوله:

باعد أم العمرين من أسيرها

حراس أبواب على قصورها

وكاف لتشبيه نحو قوله:

لواحق الأقراب فيها كالمقق

وأن بعدها نحو قوله:

ويوما توافينا بوجه مقسم

كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم

وأن بعد كيما نحو قوله:

فقالت أكل الناس أصبحت مانحًا

لسانك كيما أن تغر وتخدعا

وفي مضارع خبر (كاد) خلافًا لمن أجاز ذلك في السعة نحو قوله:

ص: 2392

كادت النفس أن تفيض عليه

إذ ثوى حشو ريطة وبرود

قال ابن عصفور الصحيح أن دخولها في خر كاد ضرورة إلا أنها ليست بزائدة، لأن الزائد لا يعمل، بل هي مصدرية على حد قولهم: زيد إقبال وإدبار، و (إن) بعد (ما) التوقيتية نحو قوله:

ورج الفتى للخير ما إن رأيته

على السن خيرًا لا يزال يزيد

وما بمعنى الذي نحو قوله:

يرجى المرء ما إن لا يلاقى

وتعرض دون أبعده الخطوب

وباء الجر حيث لم تنقس زيادتها، وهذا في فاعل أتاها، ويأتيك ونحو قوله:

ص: 2393

وأودى بنعلي

وقول الآخر:

نضرب بالسيف، ونرجو بالفرج

و:

وكذاك لا خير ولا

شر على أ؛ د بدائم

وقول الآخر:

ظهرت ندامته وهان بسخطها

شيئًا على مربوعها وعذارها

ومن في المعرفة والنكرة في موجب خلافًا للكوفيين، إذ أجازوا زيادتها في الكلام الموجب مع النكرة، وللأخفش إذ أجاز زيادتها فيه معها ومع المعرفة نحو قوله:

هوى بهم من حبهم وسفاههم

من الريح لا تمرى حسابًا ولا قطرا

وقول الآخر:

وكأنما ينأى بجانب دفها الوحـ

شيء من هزج العشى مأوم

يريد: الريح، وهزج العشي. قال ابن عصفور، ولذلك أبدل من قوله: من هزج (هر جنيب) فدل على أن هزج في موضع رفع انتهى.

ص: 2394

وقال الراجز:

أمهر منها حية ونينان

أي أمهرها، و (على) نحو قوله:

أبا الله إلا أن سرحة مالك

على كل أفنان العضاة تروق

وفي عند بعضهم نحو قوله:

أنا أبو سعد إذا الليل دجا

تخال في سواده يرندجا

واللام في المفعول المتأخر عن عامله الفعل نحو قوله:

وملكت ما بين العراق ويثرب

ملكا أجار لمسلم ومعاهد

وجاء في سعة الكلام ومنه: «ردف لكم» ، قال ابن عصفور: إلا أنه لا يحسن إلا في الشعر، فلذلك أورد في الضرائر، وما بعد كاف الجر نحو قوله:

يركضن في المهمه اليباب كما

أقرب أرض لها أباعدها

وبعد (كما) نحو قوله:

كما ما امرؤ في معشر غير قومه

ضعيف الكلام شخصه متضائل

وبعد اللهم نحو قوله:

وما عليك أن تقولي كلما

ص: 2395

سبحت أو هللت باللهم ما

وبين البدل والمبدل منه نحو قوله:

فكأنه لهق السراة كأنه

ما حاجبيه معين بسواد

وأول الكلام أنشد أبو زيد:

ما مع أنك يوم الورد ذو حرز

ضخم الدسيعة بالسلمين وكار

يريد مع أنك فزاد (ما)، وبين الفعل ومرفوعه نحو قوله:

لو بأبانين جاء يخطبها

ضرج ما أنف خاطب بدم

ولام التوكيد في خبر (إن) نحو قوله:

ألم تكن حلفت بالله العلي

إن مطاياك لمن خير المطي

ص: 2396

وقول الآخر:

فنافس أبا المغراء فيها ابن دارع

على أنه فيها لغير منازع

وقول الآخر:

وأعلم أن تسليمًا وتركًا

للامتشابهان ولا سواء

وقرأ ابن جبير «إلا إنهم ليأكلون الطعام» .

ولكن نحو قوله:

....

ولكنني من حبها لعميد

خلافًا للكوفيين في خبر (لكن)، فإنهم يجيزون ذلك في السعة، واللام أيضًا في خبر المبتدأ نحو قوله:

أم الحليس لعجوز شهربه

ص: 2397

ترضى من اللحم بعظم الرقبه

غير الواقع هو وخبره خبرًا لإن: روى الأخفش عن العرب (إن زيدًا وجهه لحسن) وهو ضعيف، وفي خبر (زال) نحو قوله:

وما زلت من أسماء لدن أن عرفتها

لكالهائم المقضي بكل زمان

وأمسى نحو قوله:

مروا عجالي فقالوا كيف سيدكم

قال الذي سألوا أمسى لمجهودا

وفي (كأن) نحو قوله:

ثمت يغدو لكأن لم يشعر

رخو الإزار زمح التبحتر

والواو، والفاء، و (بل)، و (أم)، و (لا)، و (إلا) مثال زيادة الواو قوله:

فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن

إلا كحلمة حالم بخيال

وزيادة (الفاء) نحو قوله:

فرأيت ما فيه فثم رزئته

فلبثت بعدك غير راض معمري

وزيادة (بل) قال العجاج:

بل ما هاج أحزانًا وشجوا قد شجا

ص: 2398

وهي أول الرجز، وزيادة (أم) نحو قوله:

يا ليت شعري ألا منجي من الهرم

أم هل علي العيش بعد الشيب من ندم

أي يا ليت شعري هل علي العيش، ولا منجي من الهرم اعتراض، وزيادة (إلا) نحو قوله:

ما زال مذ وجفت في كل هاجرة

بالأشعث الورد إلا وهو مهموم

زاد (إلا) والواو في خبر (ما زال)، وزيادة (لا) في نحو قوله:

....

وقد علاك مشيب حين لا حين

(أي حين حين أي في وقته)، وفيما استدل به في هذه احتمال، واللام في (للقد) نحو قوله:

فلئن قوم أصابوا عزة

وأصبنا من زمان رنقا

للقد كنا لدي أزماننا

لصنيعين لبأس وتقى

ولكلما، ولـ (لو)، ويأتي في (يا اللهم) نحو قوله:

وما عليك أن تقولي كلما

سبحت أو هللت يا للهما ما

ص: 2399

اردد علينا شيخنا مسلما

وكذا

إني إذا ما حدث ألما

أقول يا اللهم يا اللهما

خلافًا للكوفيين، فإنهم يجيزون ذلك في السعة والنون المؤكدة في غير أماكنها المقيسة نحو قوله:

سأترك منزلي لبني تميم

وألحق بالحجاز فأستريحا

وحرف الجر الموافق كما دخل عليه لفظًا نحو قوله:

فلا والله لا يلفى لما بي

ولا للما بهم أبدًا دواء

وتعديه نحو قوله:

فأصبحن لا يسألنني عن بما به

تصعد في جو السماء أم تصوبا

ص: 2400

وحرف النفي المخالف لفظًا نحو قوله:

طعامهم لئن أكلوا معد

وما إن لا تحاك لهم ثياب

وقال النابغة:

إلا الأواري لأيا ما أبينها

والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد

زاد (إن ولا)، وزاد (إن وما)، وفعل كان بين الصفة والموصوف نحو قوله:

في غرف الجنة العليا التي وجبت

لهم هناك بسعي كان مشكور

وقول الآخر:

فكيف إذا مررت بدار قوم

وجيران لنا كانوا كرام

والمعطوف عليه والمعطوف نحو قوله:

في لجة غمرت أباك بحورها

في الجاهلية كان والإسلام

ص: 2401

وحرف الجر والمجرور نحو قوله:

سراة أبي بكر تساموا

على كان المسوامة العراب

وبين ما و (أفعل) في التعجب نحو قوله:

أرى أم عمرو دمعها قد تحدرا

بكاء على عمرو وما كان أصبرا

ونص بعضهم على اقتياس زيادتها في هذا، ولا يزاد من أخواتها غير أصبح وأمسى، فلا يقاس على ما جاء من قولهم:(ما أصبح أبردها)، و (ما أمسى أدفأها)، واسمًا ثبت ضمير النصب في العامل الأول في باب الإعمال عند إعمال الثاني نحو قوله:

إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب

جهارًا، فكن في الغيب أحفظ للعهد

وأجاز لك بعضهم في الكلام، ومن في مذهب الكسائي نحو قوله:

يا شاة من قنص لمن حلت له

حرمت عليه وليتها لم تحرم

واسم في قول أبي عبيدة نحو قوله:

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما

ومن بيك حولا كاملاً فقد اعتذر

وقول الآخر:

....

...

داع يناديه باسم الماء مبغوم

ص: 2402

أي ثم السلام عليكما، ويناديه بالماء، وتأوله أبو علي على حذف مضاف أي ثم اسم معنى السلام، وباسم معنى الماء وأسماهما السلام والماء.

وجملة زعم أبو الفتح ذلك في (قام) نحو قوله:

على ما قام يشتمني لئيم

كخنزير تمرغ في رماد

وفي اذهب نحو قوله:

فإن كنت سيدنا سدتنا

وإن كنت للخال فاذهب فخل

وغيره في (تكاد) نحو قوله:

وتكاد تكسل أن تجيء فراشها

في جسم خرعبة ولين قوام

و (أكاد) كقول الشاعر:

فإن لا ألوم النفس فيما أصابها

وإن لا أكاد بالذي نلت أنجح

ولا حجة فيما استدلوا به

النقص: لحركة وذلك في حركة بناء ضمة نحو قوله:

إذا اعوججن قلت صاحب قوم

ص: 2403

بالدو أمثال السفين العوم

أي صاحب، وكسرة نحو قوله:

قالت سليمى اشتر لنا سويقا

أي اشتر، أو إعراب في حرف صحيح نحو قوله:

فاليوم أشرب غير مستحقب

إثمًا من الله ولا واغل

وقول الآخر:

سيروا بني العمل فالأهواز موعدكم

ونهر تيري فلا تعرفكم العرب

ص: 2404

وقول الآخر:

رحت وفي رجليك ما فيهما

وقد بدا هنك من المئزر

وقول الآخر:

بكل مدماة وكل مثقف

تنقاه من معدنه في البحر جالبه

خلافًا للمبرد، والزجاج فيه، وفتحة آخر الماضي مبنيًا للفاعل نحو قوله:

فلما تبين غب أمري وأمره

وولت بأعجاز الأمور صدور

ومفعول نحو قوله:

ضحك الناس وقالوا

شعر وضاح اليماني

إنما شعري قند

قد خلط بالجلجلان

وأحسنه من المعتل اللام نحو: يفي ودعا نحو: دعا للحساب، وفتحة (هو)، وهي في لغة غير قيس وأسد نحو قوله:

ص: 2405

وهو غيث لنا في كل عام

يلوذ به المخول والعديم

وقول الآخر:

إن سلمى هي المنى لو تراني

حبذا هي من خلة لو تخالي

وفتحة عين فعل اسمًا أو فعلاً نحو قوله:

على محالات عكسن عكسا

إذا تسداها طلابا غلسا

ومثال الفعل قول الآخر:

وقالوا ترابى فقلت صدقتم

أبي من تراب خلقه الله آدم

وفعلات المستحق الفتح نحو قوله:

ولكن نظرات بعين مريضة

أولاك اللواتي قد مثلن بها مثلا

وحذف الفتحة التي هي علامة إعراب من آخر المضارع نحو قوله:

تأبى قضاعة أن تعرف لكم نسبا

...

.... ....

ص: 2406

وذلك من المعتل أحسن نحو قوله:

....

....

أبى الله أن أسمو بأم ولا أب

ومن آخر الاسم المعتل المنصوب نحو قوله:

إن القوافي يتلجن موالجا

تضايق عنها أن تولجها الإبر

ولحرف، وهو حرف علة آخرًا نحو قوله:

وأخو الغوان متى يشأ يصرمنه

ويعدن أعداء بعيد وداد

وقول الآخر:

كفاك كف ما تليق درهمًا

جودا وأخرى تعط بالسيف الدما

ص: 2407

أو حشوًا نحو قوله:

والبكرات الفسج العطامسا

أي العطاميس جمع (عيطموس)، وللاكتفاء بالحركة عنه نحو قوله:

وأتبعت أخراهم طريق ألاهم

كما قيل نجم قد هوى متتابع

وقول الآخر:

كأنما الأسد في عرينهم

ونحن كالليل جاش في قتمه

وقول الآخر:

ألا لا بارك الله في سهيل

...

....

...

والاجتزاء بالفتحة عن الألف أقل من الاجتزاء بالكسرة عن الياء، والضمة عن الواو، وهمزة القطع نحو قوله:

ص: 2408

أبوهم أبى والأمهات أمهاتنا

فأنعم ومتعنى بقيس بن جحدر

وتنوين ما ينصرف محكومًا له بحكم ما ينصرف وفاقًا للكوفيين، قال الأخطل:

طلب الأزراق بالكتائب إذ هوت

بشبيب غائلة النفوس غدور

قال الكميت:

يرى الراءون بالشفرات منها

كنار أبي حباحب والظبينا

والتنوين لالتقاء الساكنين في غير المقيس نحو قوله:

فألفيته غير مستعتب

ولا ذاكر الله إلا قليلا

وصلة ضمير المذكر الغائب المتحرك بغير حاجز في اللفظ نحو قوله:

ص: 2409

وما له من مجد تليد وماله

من الريح حظ لا الجنوب ولا الصبا

ولا في الوصل احتراز من قوله تعالى: «تولى ونصله» و «خيرًا يره» و «شرًا يره» و «يرضه» حذفت صلة الضمير فيها؛ لأنها كانت محذوفة قبل دخول الجازم، فلما حذف حرف العلة للجازم لم يعتد بالحذف، فتركت الصلة محذوفة على ما كانت عليه في الرفع مع حذف الحركة وهو أحسن نحو قوله:

فظلت لدي البيت العتيق أخيله

ومطواي مشتاقان له أرقان

وذلك إجراء للوصل مجرى الوقف إجراءً كاملاً، وإقرارها في غير لغة عقيل، وكلاب لغتهم الحذف في الكلام، ومنهم من يسكن بعد الحذف، ونقل يونس، والأخفش أن الحذف، والتسكين لغة لأزد السراة نحو قوله:

أما تقود به شاة فتأكلها

أو أن تبيعه في بعض الأراكيب

وحذف الألف من (ها) التي للمؤنث من قبيح الضرائر، وحذفها وإلقاء حركة الهاء على ما قبلها من الضرائر نحو قوله:

فإني قد سئمت بدار قومي

أمورًا كنت في لخم أخافه

ص: 2410

أي أخافها، وربما جعلوا ذلك في سعة الكلام، ومنه (والكرامة ذات أكرمكم الله به) أي بها، وواو هو، وياء هي نحو قوله:

وأعطيه ما يرجو وأوليه سؤله

وألحقه بالقوم حتاه لاحق

وقول الآخر في الياء

دار لسعدي إذه من هواكا

ونون (من) إذا لقيت لام التعريف غير المدغمة نحو قوله:

أبلغ أبا دختنوس مألكة

غير الذي قد يقال م الكذب

وأنشد أبو الصلت في حذف الميم من آخر الكلمة:

أأصابهم الحما وهم عواف

وكن علهيم نحسًا لعنه

قال أراد الحمام، وأنشد في حذف النون من آخر الكلمة:

أريد صلاحها وتريد قتلي

وشتى بين قتلي والصلاح

ص: 2411

قال: أراد: وشتان، فحذف (النون) ضرورة، وأنشد في حذف الياء من آخر الكلمة:

كاللذ تزبى زبية فاصطيدا

قال أراد الذي تزبى، فحذف الياء وسكن الذال انتهى

ونون لكن نحو قوله:

فلست بآتيه ولا أستطيعه

ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل

ونون لم تكن عند لقاء ساكن فيهما نحو قوله:

لم يك الحق على أن هاجه

رسم دار قد تعفت بالطلل

خلافًا ليونس في لم يكن، فإنه يجيز الحذف في الاختيار، ونون الأمثلة حالة الرفع نحو قوله:

ص: 2412

وإذ يغصبوا الناس أموالهم

إذا ملكوهم ولم يغصبوا

وقول الآخر:

أبيت أسرى وتبيتي تدلكي

وجهك بالعنبر والمسك الذي

ونون الوقاية في ليتني نحو قوله:

كمنية جابر إذ قال ليتي

أصادفه وأفقد جل مالي

ومني وعني نحو:

أيها السائل عنهم وعني

لست من قيس ولا قيس مني

وقدني نحو:

قدني من نصر الخبيبين قدي

ص: 2413

وزعم بعض الكوفيون أنه يجوز فيما بعد (قد) النصب والخفض تقول: قد عبد الله درهم، وقد عبد الله درهم، فمن نصب قال: قدني درهم، ومن خفض قال: قدى درهم وأنشد أحمد بن يحيى:

قد القلب من وجد برحت به قد

وللقلب من وجد بها أبدًا قدى

ونون المثنى نحو قوله:

هما خطتا إما إسار ومنة

وإما دم والقتل بالحر أجدر

والمجموع لغير إضافة وتقصير صلة نحو:

...

قريشًا

وهم متكنفو البيت الحراما

والنون الخفيفة للتأكيد من غير أن تلقى ساكنًا نحو:

اضرب عنك الهموم طارقها

ضربك بالسوط قونس الفرس

ص: 2414

وتخفيف المشدد نحو:

لا وأبيك ابنة العامري

لا يدعى القوم أني أفر

وألف المقصور، ويخفف مشدده ويسكن نحو:

وقبيل من لكيز حاضر

رهط مرجوم ورهط ابن المعل

يريد المعلى، وقصر الممدود، وهو في الرفع والجر كثير نحو قوله:

بنى لي عاديا حصنا حصينًا

إذا ما سامني ضيم أبيت

خلافًا للكسائي، والفراء؛ إذ زعما أن العرب لا تكاد تقصر ممدودًا في رفع ولا جر رد عليهما بقول السموأل:

فهم مثل الناس الذي يعرفونه

وأهل الوفا من حادث وقديم

وخلافًا للفراء، إذ زعم أنه لا يقصر من الممدود إلا ما يجوز أن يجيء في بابه مقصورًا رد عليه بقوله:

وأنت لو باكرت مشمولة

صفرا كلون الفرس الأشقر

ص: 2415

والهمزة في نحو بيداء حالة الجر خلافًا لمن أجاز ذلك في السعة وهمزة مئين وأما قوله:

إن ألقكم قليل لواحد

ما أجل أيضًا ومينًا

الأصل مئين أسكن الهمزة كما في إبل ثم قلبها ألفًا، ولما كان قبلها كسرة، انقلبت الألف ياء، فاجتمعت مع حرف الإعراب، حذفت الأولى منها، كما حذف من عمين وشجين، فإن قلت لم قلتم إن الهمزة الساكنة لما سكنت قلبت ألفًا، ثم ياء، وهلا قلبت أولا ياء على القياس، قلنا لأنهم لو جعلوا على القياس لكان في الرفع على أحد القولين بين بين، وعلى القول الآخر تقلب ياء محضة، وفي النصب والجر بين بين، فلما لم يكن شيء منه علم أنه ليس بتخفيف، وأنه قلب كما قلبها في قوله:

....

....

... يشجج رأسه بالفهر واجى

و:

....

....

...

...

... لا هناك المرتع

ص: 2416

وجاز بقاء الاسم على حرف واحد لتكثرها بحروف الجمع، وإنما يبعد أن تبقى الكلمة الاسمية على حرف واحد من البسيط، وأيا فلان في النداء، وسائر الحذف للترخيم في غير النداء على لغة من لا ينوى باتفاق نحو:

لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره

طريف بن مال ليلة الجوع والخصر

ولغة من ينوي باختلاف خالفه فيه المبرد، ورد عليه بقوله:

إن ابن حارث إن اشتق لرؤيته

...

.....

وذلك فيما يجوز أن يرخم في النداء كلام شراحيل نحو قوله:

وما أدري أظني كل ظن

أمسلمني إلى قومي شراحي

وما لا يجوز كدال خالد نحو:

ليس حي على المنون بخال

وجيم حجاج نحو:

تحاذر وقع السوط خوصاء ضمها

كلال فجالت في حجا حاجب ضمر

وتاء العذيبة نحو:

خليلي إن أم العذيب تباعدت

فأخلت لخيمات العذيب ظلالها

ص: 2417

رخم، وفيه (أل)، وفاء كيف نحو قوله:

.... ....

كي لا يحسان من بعراننا أثرا

وياء كيما نحو:

....

.....

كما يحسبوا أن الهوى حيث تنظر

خلافًا لمن زعم أنها حرف نصب، ولم يحذف منها شيء.

وفاء سوف نحو:

فإن أهلك فسو تجدون فقدي

وإن أسلم يطب لكم المعاش

خلافًا لمن زعم أن حذفها لغة، وحذف أكثر من حرف كآخر المنازل نحو:

....

....

درس المنا بمتالع فأبان

والسباسب نحو قوله:

....

....

مقدم بسبا الكتان ملثوم

أي بسباني أو بسباسب، وهي الشفق، والحباحب نحو:

يبدين جندل حائر لجنوبها

فكأنما تذكى سنابكها الحبا

والحمام في قوله:

ص: 2418

قواطنًا مكة من ورق الحما

خلافًا لأبي العلاء المعري، وأبي الحسن بن سيده، إذ زعما أن الحمى صفة لموصوف محذوف تقديره: من ورق الحمام الحمى أي المحمي.

والحذف في حشو الكلمة كالأشل في الأشهل نحو قوله:

حين ألقت بقباء بركها

واستحر القتل في عبد الأشل

ولكلمة حرفا، وذلك حرف جر من غير عوض، وإبقاء عمله إلا مع الله مع القسم نحو قوله:

لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب

عني ولا أنت دياني فتخزوني

و (رب) بعد الفاء في جواب الشرط نحو قوله:

فإما تعرضن أميم عني

وتنزعك الوشاة أولو النياط

فحور قد لهوت بهن عين

نواعم في المروط وفي الرياط

وفاؤه من جملة اسمية نحو:

من يفعل الحسنات الله يشكرها

أو مضارع مرفوع إذ هو في تقديرها نحو قوله:

فقلت تحمل فوق طوقك إنها

مطبعة من يأتها لا يضيرها

ص: 2419

أي فلا يضيرها، وحرف جر حذف، ووصل الفعل إلى مجروره، فنصبه في غير المواضع التي يجوز ذلك فيها في السعة نحو قوله:

فبت كأن العائدات فرشنني

...

...

أي فرشن لي، والجاز وهو (لام) الأمر وإبقاء عمله نحو:

قلت لبواب لديه دارها

تيذن فإني حمؤها وجارها

و (أن) الناصبة، وإبقاء عملها من غير أن يعوض منها بشيء نحو قوله:

....

...

... ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله

أي أن أفعله، وشذ منه شيء في الكلام يحفظ كقولهم (مره يحفرها)، و (خذ اللص قبل يأخذك)، وأن في خبر (عسى) عند الفارسي وجمهور البصريين،

ص: 2420

ويقتضي ظاهر كلام سيبويه جواز ذلك في الكلام نحو قوله:

عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر

بمنهمر جون الرباب سكوب

وحرف النداء من النكرة المقصودة:

كليه وجريه ضباع وأبشري

بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره

خلافًا للكوفيين، وجاء منه شيء في الكلام يحفظ كقولهم:(افتد مخنوق)، (وأصبح ليل) و (أطرق كرا)، و (ثوبي حجر).

ولا النافية للمضارع في غير جواب قسم نحو قوله:

وقولي إذا ما أطلقوا عن بعيرهم

تلاقونه حتى يئوب المنخل

وغير داخلة على مضارع نحو قوله:

رأيتك يا ابن الحارثية كالتي

صناعتها أبقت ولا الوهى ترقع

أي لا صناعتها أبقت، وما (النافية) نحو قوله:

لعمرو أبي دهماء زالت عزيزة

على قومها ما فتل الزند قادح

ونون التوكيد في القسم نحو قوله:

تألى ابن أوس حلفة ليردني

...

....

ص: 2421

و:

ليت شعري وأشعرن إذا ما

قربوها منشورة ودعيت

خلافًا للكوفيين إذ يجيزون المسألتين في الكلام، وهمزة الاستفهام إذا أمن اللبس نحو قوله:

فأصبحت فيهم آمنًا لا كمعشر

أتوني فقالوا من ربيعة أو مضر

وما من إما على خلاف نحو قوله:

سقته الرواعد من صيف

وإن من خريف فلن يعدما

وواو العطف للدليل نحو قوله:

ضربًا طلخفًا في الطلى سخينا

وإما من غير ما يؤدي معناها نحو قوله:

نهاض بدار قد تقادم عهدها

وإما بأموات ألم خيالها

أي إما بدار، والفاصل بين أن المخففة والفعل نحو قوله:

إني زعيم يا نويقة

إن نجوت من الرزاح

ونجوت من عرض المنو

ن من الغدو إلى الرواح

ص: 2422

أن تهبطين بلاد قو

م يرتعون من الطلاح

وفعلا (كان) من غير عوض نحو:

أزمان قومي والجماعة

يريد: كان قومي، واسمًا وواو الضمير المتصلة بالماضي اكتفاءً بالضمة قبلها نحو:

فلو أن الأطبا كان حولي

...

...

وياء المتكلم في غير النداء اكتفاءً بالكسرة قبلها نحو:

فما وجد النهدى وجدًا وجدته

ولا وجد العذرى قبل جميل

أي قبلي، وربما حذفت الضمة نحو قوله:

لو أن قومي حين ادعوهم حمل

أي حملوا والكسرة نحو:

.... ....

... .... وبإذن الله ريثي وعجل

ص: 2423

(أي عجلى) وضمير النصب من العامل الثاني في باب الإعمال إذا أعمل الأول نحو قوله:

بعكاظ يعشى الناظر

ين إذا هم لمحوا شعاعه

خلافًا لمن يجيز ذلك في الاختيار، والضمير الرابط الصلة بالموصول ولا طول في الصلة نحو قوله:

لم أمثل الفتيان في غبن الأيام ينسون ما عواقبها

أو الصفة بالموصوف، ولا طول في الصفة نحو قوله:

أقلب في بغداد طرفي ولا أرى

سنا الصبح أو ديكا ببغداد صائح

بلاد بها كانت شكاتي فلم أعد

ولومت ما دامت علي النوائح

أي هو صائح، والمجرور بحرف، ولم يستوف شروط الحذف لا في صلة، ولا في صفة نحو قوله:

فأصبح من أسماء قيس كقابض

على الماء لا يدري بما هو قابض

ص: 2424

فمررت بالذي فرحت لا يجوز إلا في الضرورة، والرابط للخبر بالمبتدأ إذا كان حذفها يؤدي إلى التهيئة والقطع نحو قوله:

وخالد يحمد ساداتنا

بالحق لا يحمد بالباطل

وضمير الشأن والقصة إذا كان اسمًا لـ (إن وأخواتها) نحو قوله:

فلا تشتم المولى وتبلغ أذاته

فإن به تثأى الأمور وترأب

وخبر كان لدلالة المعنى عليه نحو:

فإن قصدوا طريق الحق فاقصد

وإن جاروا فجر حتى يصيروا

أي لك تبعًا، والموصول، وإبقاء صلته نحو:

هل تتركن إلى الديرين هجرتكم

ومسحكم صلبكم رحمان قربانا

خلافًا للكوفيين، فإنهم يجيزون ذلك في الكلام لدلالة المعنى عليه، ومضاف حيث لا يدل عليه معنى الكلام نحو قوله:

عشية فر الحارثيون بعدما

قضى نحبه في ملتقى القوم هوبر

ومضاف من غير أن يقام المضاف إليه مقامه نحو:

رحم الله أعظمًا دفنوها

بسجستان طلحة الطلحات

وموصوف، وإقامة صفة مقامه حيث لا يجوز في الكلام نحو:

عباس يا الملك المتوج والذي

عرفت له بيت العلا عدنان

ص: 2425

أي يا أيها الملك، وقول الآخر:

وقصرى شنج الأنسا

ء نباح من الشعب

وقول الآخر:

يرمى بكفي كان من أرمى البشر

وعطف على ضمير مرفوع متصل بلا فاصل نحو قوله:

ألم تر أن النبع يصلب عوده

ولا يستوي والخروع المتقصف

وعلى ضمير مجرور بلا إعادة الجار نحو قوله:

أريحوا البلاد منكم ودبيبكم

بإعراضكم مثل الإماء الولائد

خلافًا للكوفيين في إجازة هاتين في الاختيار، وبجملة بعد لم نحو:

وعليك عهد الله إن أخبرته

أهل السيالة إن فعلت وإن لم

وفعلا الشرط والجزاء بعد (إن)، ولا يكون في غيرها من أدوات الشرط نحو قوله:

قالت بنات العم يا سلمى وإن

كان عيبًا معدما قالت وإن

(أي وإن كان عييًا معدمًا فزوجنيه)، وفي قولهم: ألا تا وألا فا يريدون ألا تركبون وألا فاركبوا نحو:

ص: 2426

نادوهم ألا ألجموا ألاتا

قالوا جميعًا كلهم ألافا

وقولهم: وإن شرافأا، وإلا أن تأا، يريدون: فأصابك الشر، وإلا أن تأبى الخير، قال زهير:

بالخير خيرات وإن شرافأا

ولا أريد الشر إلا أن تأا

(التقديم والتأخير) في حركة في نحو: ضربه بنقل الضمة إلى الباء فتقولك ضربه نحو قوله:

قد كان شيبان شديدًا هبصه

حتى أتاه قرنه فوقصه

وقال ابن مالك: والوقف بالنقل إلى المتحركة لغة لخيمة وفي نحو: أضربها تنقل حركة الهاء إلى الباء، وتسكن الهاء فتقول أضربه كقوله:

فإني قد سئمت بدار قومي

أمورًا كنت في لخم أخافه

أي أخافها، وفيما أدى النقل من الإعراب إلى الساكن قبله إلى بناء معدوم مثاله قول أوس فيما رواه بعض الرواة:

كن صرخة ثم إسكاتة

كما طرقت بنفاس بكر

والمشهور في روايته (بكر) بكسر الكاف، ولحرف قالوا في كائع: كاعى نحو قوله:

ص: 2427

حتى استفأنا نساء الحي ضاحية

وأصبح المرء عمرو مثبتًا كاعي

وفي أوائل: أوالى قال ذو الرمة:

تكاد أواليها تفرى جلودها

ويكتحل التالي بمور وحاصب

وفي تراقي: ترائق نحو قوله:

هم أوردوك الموت حتى لقيته

وجاشت إليك النفس بين الترائق

وفي شوائع: شواعي نحو قوله:

وكأن أولاها كعاب مقامر

ضربت على شزن فهن شواعي

وفي اليوم: اليمي نحو قوله:

مروان مروان أخو اليوم اليمي

وفي عائق: عاقي نحو قوله:

ولو أني رميتك من بعيد

لعاقك عن لقاء الحي عاقي

وفي انتقاها: انتاقها نحو قوله:

مثل القياس انتاقها المنقى

ص: 2428

(القياس جمع قوس) وفي ساءها: سآها، وفي تشأى: تشاء، وفي رأي: راء والكلمة، وذلك الفصل بين المتضايفين بظرف نحو قوله:

كما خط الكتاب بكف يومًا

يهودي يقارب أو يزيل

ومجرور نحو قوله:

هما أخوا في الحرب من لا أخا له

وغيرهما نحو قوله:

فزججتها بمزجة

زج القلوص أبي مزاده

وبينهما بمعطوف على الاسم المضاف نحو قوله:

يا من رأى عارضًا أرقت له

بين ذراعي وجبهة الأسد

وجاء في الكلام: (قطع الله يد ورجل من قالها)، و (برئت إليك من مائة وعشرى النخاسين)، خلافًا للمبرد، إذا زعم أن لا فصل.

وبين حرف الجر والمجرور قال الفرزدق:

وإني لأطوى الكشح من دون ما انطوى

وأقطع بالخرق الهبوع المراجم

ص: 2429

وبين العدد وتمييزه نحو قوله:

على أنني بعد ما قد مضى

ثلاثون للهجر حولاً كميلا

وبين الصفة والموصوف بغير معمول لأحدهما نحو قوله:

أمرت من الكتان خيطًا وأرسلت

رسولاً إلى أخرى جريا يعينها

وبين المتعاطفين بغير معمول المعطوف عليه نحو قوله:

فصلقنا في مراد صلقة

وصداء ألحقتهم بالثلل

وبين حرف العطف، والمعطوف بظرف نحو قوله:

يوما تراها كشبه أردية لعصب ويوما أديمها نغلا

ص: 2430

أو مجرور نحو قوله:

مورثة مالا وفي الحي رفعة

لما ضاع فيه من قروء نسائكا

وبين أداة الشرط غير (إن) والفعل بالاسم نحو قوله:

صعدة نابتة في حائر

أينما الريح تميلها تمل

وبين أداة الاستفهام غير الهمزة والفعل بالاسم نحو قوله:

أم هل كبير بكى لم يقض عبرته

إثر الأحبة يوم البين مشكوم

وبين الحرف المختص في سعة الكلام والفعل نحو قوله:

لن ما رأيت أبا يزيد مقاتلاً

أدع القتال وأشهد الهيجاء

وتقديم المضمر على الظاهر لفظًا ورتبة في غير المواضع المستثناة نحو قوله:

ألا ليت شعري هل يلومن قومه

زهيرًا على ما جر من كل جانب

ص: 2431

خلافًا لأبي عبد الله الطوال، وأبي الفتح، وتبعهما ابن مالك، وتقديم المعطوف عليه بشروطه في باب العطف نحو قوله:

ثم اشتكيت لأشكاني وصاحبه

قبر بسنجار أو قبر قهد

ووقع في الضرائر لابن عصفور في البسيط تقديمه صدرًا (بالفاء) وبـ (و) نحو قوله:

وإني متى ما أدع باسم لم تجب

وكنت جديرًا أن تجيب فتسمعا

أي أن تسمع، فتجيب، وقول الآخر في (أو):

لاهم أن عامر بن عمرو

الأعور الأعسر أو لا أدري

أحدهما عائدة بحجر

أي أحدها عائدة بحجر أو لا أدري، وتقديم النعت على المنعوت كقوله:

متقلدًا لأبيه كانت عنده

أرباق صاحب ثلة وبهام

قدم النعت ولم يكن اسمًا، فيقع العامل عليه، وهو متقلد، ويجعل المنعوت بدلا منه يريد: متقلد أرباق صاحب ثلة وبهام كنت عنده فقدم أو على أحد المنعوتين نحو قوله:

ولست مقرا للرجال ظلامة

أبى ذاك عمى الأكرمان وخاليا

ص: 2432

وتقديم (ما) بعد إلا عليها نحو قوله:

....

... وما اغتره الشيب إلا اغترارا

وتقديم المجرور على حرف الجر نحو قوله:

أتجزع أن نفس أتاها حمامها

فهلا التي عن بين جنبيك تدفع

وما كثر فيه التقديم والتأخير حتى لا يفهم إلا بتدبر كثير قبيح جدًا لا ينبغي أن يرتكب نحو قوله:

وما مثله في الناس إلا مملكًا

أبو أمه حي أبوه يقاربه

أي وما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملكًا أبو أمه أبوه وكذا قوله:

فليست خراسان التي كان خالد

بها أسد إذ كان سيفًا أميرها

يمدح خالد بن الوليد، ويذم أسدًا وكانا واليين بخراسان وليها (خالد) قبل أسد، والتقدير: فليست خراسان البلدة التي كان خالد بها سيفًا إذ كان أسدًا أميرها وقوله:

ص: 2433

فما من فتى كنا من الناس واحدًا

به نبغي منهم عديلاً نبادله

أي فما من فتى من الناس كنا نبتغي واحدًا منهم عديلاً نبادله به وكذا:

فأصبحت بعد خط بهجتها

كأن قفرًا رسومها قلما

ونحوه:

لها مقلتا أدماء ظل خميلة

من الوحش ما تنفك ترعى عرارها

أي لها مقلتا أدماء من الوحش ما تنفك ترعى خميلة ظل عرارها، والعرار بالفتح نبت.

ص: 2434

الإبدال

لحركة من حركة، وذلك فتحة من كسر قبل ياء المتكلم في غير النداء فتنقلب الياء ألفًا نحو قوله:

فيا لهف ما أما عليك إذا غدا

على ذوو الأضغان بالنظر الشزر

ومن كسرة نون الاثنين نحو قوله:

على أحوذيين استقلت عشية

فما هي إلا لمحة وتغيب

وفي لغة من جعلها بالألف دائمًا نحو قوله:

أعرف منها الأنف والعينانا

وضمة من كسرة فيها مع الألف نحو قوله:

ص: 2435

يا أبتاه أرقني القذان

فالنون لا تألفه العينان

وكسرة من فتحة في نون الجمع نحو قوله:

عرفنا جعفرًا وبني أبيه

وأنكرنا زعانف آخرين

ولحرف من حرف همزة من ألف نحو قوله:

صبرًا فقد هيجت شوق المشتئق

ومن ياء حيث لا يجوز في الكلام نحو قوله:

شريت جياد الخيل وابتعت مقرفًا

كمشترئ بالخيل أحمرة بترا

ومن ياء مبدلة من حرف صحيح نحو قوله:

ينشب في المشعل واللهاء

أنشب من مآشر حداء

ص: 2436

أي حداد، فأبدل الدال ياء، ولم يتعد بالألف فاصلة ثم أبدل الياء همزة لتطرفها بعد ألف زائدة، ومن واو ساكنة مضموم ما قبلها نحو قوله:

أحب المؤقدين إلى مؤسى

وحرزة إذ أضاءهما الوقود

ومن هاء نحو قوله:

وبلدة قالصة أمواؤها

ومن حرف صحيح (باء) أرانب وثعالب نحو قوله:

....

... من الثعالي ووخز من أرانيها

وعين ضفادع نحو قوله:

ولضفادى جمة نقانق

وسين خامس نحو قوله:

.....

وعام حلت وهذا التابع الخامي

ص: 2437

وسادس نحو قوله:

.... ....

فزوجك خامس وأبوك سادى

وثاء ثالث نحو قوله:

قد مر يومان وهذا الثالث

وأنت بالهجران لا تبالي

ونون إنسان الأولى نحو قوله:

فيا ليتني بعد ما طاف أهلها

هلكت ولم أسمع بها صوت إيسان

وضاد تقضض نحو قوله:

تقضى البازي إذ البازي كسر

وميم يأتم الأخيرة نحو قوله:

ص: 2438

. ....

...

وأما بفعل الصالحين فيأتمى

وتاء اتصلت الأولى نحو قوله:

وايتصلت بمثل ضوء الفرقد

ومن همزة خلافًا للمبرد نحو قوله:

....

...

والناس ليس بهاد شرهم أبدا

أي بهادئ، وأل فمن همزة مفتوح ما قبلها نحو قوله:

فارعى فرازة لا هناك المرتع

وجيم من ياء حقيقة نحو قوله:

لا هم إن كنت قبلت حجتج

وها من ألف (ما) و (هنا) وقفًا نحو قوله:

من بعد ما وبعد ما وبعد مه

ص: 2439

وقول الآخر في هنا:

من ها هنا ومن هنه

وشين من جيم نحو قوله:

إذ ذاك إذ حبل الوصال مدمش

ولكلمة من كلمة حرفًا على مذهب الكوفيين (على) من (عن) نحو قوله:

إذا رضيت على بنو قشير

لعمر الله أعجبتني رضاها

ومن لام الجر نحو قوله:

رعته أشهرًا وخلا عليها

فطار الني فيها واستعارا

وبائه نحو قوله:

وكأنهن ربابة وكأنه

يسر يفيض على القداح ويصدع

وفي نحو قوله:

يصيرون في طعن الأباهر والكلى

ومع نحو قوله:

ويردان من خال وسبعون درهما

على ذاك مقروظ من القد ماعز

ص: 2440

وعن من نحو قوله:

ولقد شهدت إذ القداح توجدت

وشهدت عند الليل موقد نارها

عن ذات أولية أساود ربها

كأن لون الملح لون شفارها

أي من أجل ذات أولية، ومن بعد نحو قوله:

....

....

لم تنطق عن تفضل

(أي بعد تفضلى)، وإلى من (من) نحو قوله:

أيسقى فلا يروى إلى ابن أحمرا

أي فلا يروى مني، ومن في نحو قوله:

كأنني إلى الناس مطلى به القار أجرب

أي في الناس، ومن (من) إلى نحو قوله:

أأزمعت من آل ليلى ابتكارا

وشطت على ذي هوى أن تزارا

ص: 2441

ومذهب البصريين إبقاء الحرف على موضوعه الأول، إما بتأويل يقبله اللفظ، أو تضمين الفعل معنى ما يتعدى به، وما يمكن فيه ذلك، اعتقدوا أن أحد الحرفين موضوع موضع الآخر، وقد تقدم شيء من ذلك في باب حروف الجر، واسما مفردًا من مفرد، مشتق من اسمه نحو قوله:

فإن تنسنا الأيام والدهر تعلموا

بني قارب أنا غضاب لمعبد

أي لعبد الله بدليل قوله:

تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسًا

فقلت أعبد الله ذلكم الردى

أو شريكه في المعنى نحو قوله:

حدوا بأبي أم الرئال فأجفلت

نعامته عن عارض متلهب

أي بأبي نعامته، وهي كنية قطري، أو هو منه ينسب نحو قوله:

بجلالة توفى الجديل سريحة

مثل الفنيق هنأته بعصيم

أي بهناء، والعصيم أثر الهناء، أو مباينه فيستعار له، وأكثره في الذم نحو قوله:

ص: 2442

من الزمرات أسبل قادماها

...

....

...

استعار القادمين للشاة وهما للناقة، وجاء في المدح نحو قوله:

سأمنعهما أو سف أجعل أمرها

إلى ملك أظلافه لم تشقق

يريد أقدامه.

والغلط لا يجوز لا في الكلام، ولا في الشعر ومن الغلط قوله:

والشيخ عثمان أبو عفان

وإنما كنيته أبو عمرو، وعفان أسم أبيه.

ومفرد من مثنى نحو قوله:

بدلك الله بلون لونين

أي بلونين لونين، ومن مجموع حيث لا يجوز الكلام نحو قوله:

....

... وأما جلدها فصليب

ص: 2443

أي جلودها، ومثنى من مفرد نحو قوله:

عشية سال المربدان كلاهما

...

....

وإنما هو مربد البصرة، ومن مجموع نحو قوله:

وما قمت حتى كاد من كان مسلمًا

ليلبس مسودى ثياب الأعاجم

أي مسودات، ومجموع من مفرد نحو قوله:

ومثلك معجبة بالشبا

ب صاك العبير بأجسادها

ومن مثنى نحو قوله:

أتاني من الأنباء أن مجاشعًا

وآل فقيم والكراديس أصفقوا

أي والكردوسان وهما معاوية وقيس ابنا مر بن زيد مناة، ويقال لهما الكردوسان، ومعطوفان ومن مثنى نحو قوله:

ص: 2444

ليث وليث في محل ضنك

ومعاطيف من جمع حيث لا يجوز في الكلام نحو قوله:

أقمنا بها يومًا ويومًا وثالثًا

ويومًا له يوم الترحل خامس

وضمير رفع منفصل من مثله متصلاً نحو قوله:

إلا يزيدهم حبًا إلى هم

أي لا يزيدونهم حبًا إلي، ومن ضمير نصب منفصل نحو قوله:

يا ليتني وهما نخلو بمنزلة

حتى يرى بعضنا بعضا ونأتلف

وهذا من ضمير متصل نحو قوله:

إليك حتى بلغت إياكا

ص: 2445

أو بدل النفس نحو قوله:

كأنا يوما قرى إنما نقتل إيانا

الوجه: إنما نقتل أنفسنا كقوله تعالى: «ربنا ظلمنا أنفسنا» أو ضمير رفع منفصل هو في موضع الجر بكاف التشبيه نحو قوله:

فأحسن وأجمل في أسيرك إنه

ضعيف، ولم يأسر كإياك آسر

أي كأنت، وضمير نصب متصل من منفصل مجرور منصوب نحو قوله:

ألا يجاورنا إلاك ديار

أي إلا إياك أو بدل النفس نحو قوله:

قد بت أحرسه وحدى ويمنعني

صوت السباع به يضبحن والهام

الوجه: أحرس نفسي، كقوله تعالى:«إني ظلمت نفسي» واسم موضع مضارع خبر كاد نحو قوله:

فأبت إلى فهم وما كدت آئبا

وموضع أن والفعل خبر عسى نحو قوله:

ص: 2446

لا تكثرن إني عسيت صائمًا

وفعل أمر خبر كان نحو قوله:

وكوني بالمكارم ذكريني

أي: تذكرينني، ومضارع على تقدير ا، دون عملها موضع المصدر نحو قوله:

نفاك الأغر ابن عبد العزيز

وحقك تنفى من المسجد

وعند الفارسي مضارع دون تقدير أن موضعه نحو قوله:

ولا يلبث الحر الكريم إذا ارتمت

به الجمزي قد شد حيزومها الصقر

سيكسب مالاً أو يفيء له الغنى

إذا لم تعجله المنية والقدر

والجملة هي جملة غير خبرية موضع الوصف نحو قوله:

جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط

أي بمذق أبغر، وفعلية منفية موضع جملة النهي نحو قوله:

القائلين يسارًا لا تناظره

غشا لسيدهم في الأمر إذ أمروا

ولحكم من حكم، وذلك قلب الإعراب وغيره من الأحكام نحو قوله:

فإن المنية من يخشها

فسوف تصادفه أينما

فإن أنت حاولت أسبابها

فلا تتهيبك أن تقدما

ص: 2447

أي فلا يتهيبها، وأنشد أبو الصلت فيما قلب لفظه قال: قال بعضهم يرثى عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه:

ضحوا به تضحية الكبش الصدع

واجتلبوا عرق دم أن القلع

قال أراد العلق فقلب، وأنشد أيضًا:

بحرك عذب الماء ما أعقه

ربك والمحروم من لم يسقه

قال أراد ما أعقه أي ما أمره والماء القعاع: المر، وأنشد أيضًا:

من سيب عبد الله لا عقاق

أي لا قعاع فقلب، وأنشد فيما قلب معناه:

....

...

... كننا رعن قف يرفع الآلا

أي يرفعه الآل فقلب المعنى، وأنشد أيضًا فيه:

فصبحته كلاب الغوث يؤسدها

مستوضحون يرون العين كالأثر

فقلب المعنى، وأنشد أيضًا فيه:

يريد الأثر كالعين انتهى

وفي قلب الإعراب ثلاثة مذاهب:

أحدها: أنه يجوز في الشعر، وفي الكلام اتساعًا، واتكالا على فهم المعنى

ص: 2448

حكى أبو زيد، إذا طلعت الجوزاء انتصب العود في الحرباء، وحكى: أدخلت القلنسوة في رأسي.

والثاني: أنه يجوز في الضرورة مطلقًا.

والثالث: يجوز في الضرورة على تأويل، وهو أن يضمن الكلام معنى يقتضيه، وتأنيث المذكر نحو قوله:

سائل بني أسد ما هذه الصوت

وعكسه حملاً على المعنى نحو قوله:

لو كان مدحة حتى منشرًا أحدًا

أحيا أباكن ياليلى الأماديح

خلافًا للكوفيين في إجازتهم في سعة الكلام تأنيث اسم كان إذا كان مصدرًا مذكرًا، وكان الخبر مؤنثًا مقدمًا عليه نحو قولهم:

كانت رحمة المطر الذي أصابنا

ولا يجيزون كانت شمسا وجهك، والعطف على التوهم نحو قوله:

مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة

ولا ناعق إلا يبين غرابها

ص: 2449

ومعاملة الاسم الذي ليس بمبتدأ معاملة مبتدأ نحو قوله:

أقول له كالنصح بيني وبينه

هل أنت بنا في الحج مرتجلان

أو الاسم المعمول للناسخ، فيخبر عنه كما يخبر عنهما نحو قوله:

لعلي إن مالت بي الريح ميلة

على ابن أبي الذبان أن يتندما

وانتصاب المضارع بعد الفاء في غير الأجوبة الثمانية نحو قوله:

قوارص تأتينا ويحتقرونها

وقد يملأ القطر الإناء فيفعما

أو بعد (أو) العاطفة على غير معنى: إلا أن نحو قوله:

فسر في بلاد الله والتمس الغنى

تعيش ذا يسار أو تموت فتعذرا

أي تعيش أو تمت، ونصب معمول صفة مشبهة مضاف إلى ضمير موصوفها نحو قوله:

أنعتها إني من نعاتها

كوم الذرى وادقة سراتها

ص: 2450

خلافًا للكوفيين في إجازتهم ذلك في الكلام وللمبرد في منع ذلك في الكلام، وفي الشعر، واستعمال الاسم استعمالاً يكون له في الكلام، ومنه مهما استفهامًا نحو قوله:

مهما لي الليلة مهما ليه

أي ماليه و (أل) موصوفة بالمضارع نحو قوله:

ما أنت بالحكم الترضى حكومته

...

.....

خلافًا لمن أجاز ذلك في الاختيار، ولمن زعم أنها بقية الذي. وبمبتدأ وخبر نحو قوله:

من القوم الرسول الله منهم

وزعم ابن عصفور أنها في هذا بقية من الذين، وهو الأظهر، وبظرف نحو قوله:

من لا يزال شاكرًا على المعه

أي الذي معه

وسواء نحو قوله:

....

....

وما قصدت من أهلها لسوائكا

ص: 2451

ووسط غير ظرف نحو قوله:

أتته بمجلوم كأن جبينه

صلاة ورس وسطها قد تفلقا

و (ذو) مضافة إلى المضمر نحو قوله:

صبحنا الخزرجية مرهفات

أبان ذوي أرومتها ذووها

خلافًا لمن أجاز ذلك في الكلام، وتأكيد النكرة نحو قوله:

زحرت به ليلة كلها

فجئت به مؤيدًا خنفقيقا

خلافًا للكوفيين في إجازتهم ذلك في النكرة المحدودة، والإخبار عن نكرة بالمعرفة نحو قوله:

كأن سبيئة من بيت رأس

يكون مزاجها عسل وماء

خلافًا لمن أجاز ذلك في باب (إن) نحو قوله:

وجارك لا يذممك إن مسبة

على المرء في الأدنين ذم المجاور

ص: 2452

وقول الآخر:

وإن عناء أن تفهم جاهلاً

فيحسب جهلاً أنه منك أعلم

ومجيء الحال من النكرة المتأخرة، والصحيح جواز ذلك على قلة، وقد قاسه سيبويه نحو قوله:

وما حل سعدي غريبًا ببلدة

...

.... ....

والجزم بـ (إذا) نحو قوله:

وإذا تصبك من الحوادث نكبة

فاصبر فكل غيابة ستكشف

خلافًا لمن أجاز ذلك في الكلام، إذا زيد بعدها (ما)، وتثنية (سبع) مرادًا به العدد، نحو قوله:

فلن تستطيعوا أن تزيلوا الذي رسا

لنا عند عال فوق سبعين دائم

واستعمال (لا) داخلة على المعرفة غير مكررة خلافًا للمبرد نحو قوله:

.... .... ثم آذنت

ركائبها أن لا إلينا رجوعها

ص: 2453

وإجراء ما فيه تاء التأنيث في الوصل مجراه في الوقف في إبدال تائه هاء نحو قوله:

لما رأى أن لادعه ولا شبع

واستعمال الفعل استعمال الحرف المشبه له نحو قوله:

قد سوأ الناس بابًا ليس بأس به

وأصبح الدهر ذو العرنين قد جدعا

واستعمال الحرف اسمًا نحو قوله:

غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها

استعمل (على) اسمًا للضرورة، وأجرى الهاء مجرى (فوق) وقول الآخر:

وهيف تهيج البيت بعد تجاوز

إذا نفحت من عن يمين المشارق

وقول الآخر:

وإنك لم يخفر عليك كفاخر

...

....

ص: 2454

فـ (الكاف)، وعن، و (على) أسماء عند البصريين، وأما عند الكوفيين فليست أسماء، بل سادة مسد الاسم، ونائبة عنه خلافًا للأخفش في كتاب التشبيه، إذ زعم أنها تكون أسماء في الاختيار.

واستعمال الحرف استعمالاً لا يكون مثله في الكلام نحو قوله:

وأم أوعال لها أو أقربا

والكاف لا تجر إلا الظاهر، أو تدخل على ضمير الرفع فأجراها مجرى إلى مثل قول الشاعر:

فلا والله لا يلفى الناس

فتى حتاك يا ابن أبي يزيد

وحكم (حتى) أن لا تجر إلا الظاهر، فأجراها مجرى إلى.

وجعل اسم كأن المخففة ظاهرًا نحو قوله:

كأن وريديه رشاء خلب

أو ضميرًا غير ضمير الشأن نحو قوله:

كأن ظبية تعطو

أي كأنها، واستعمال (لم) استعمال (ما) النافية نحو قوله:

وأمسوا بهاليل لو أقسموا

على الشمس حولين لم تطلع

و (ما) استعملت استعمال (لا) لنفي الجنس نحو قوله:

وما باس لو ردت علينا تحية

قليل على من يعرف الحق عابها

ص: 2455

واستعمال الصفة استعمال الجامد مضافة للعدد من ثلاثة إلى عشرة، والفم بالميم مضافًا نحو قوله:

يصبح ظمآن وفي البحر فمه

واستعماله بالواو، والألف والياء عند أبي علي.

تم ارتشاف الضرب من لسان العرب في يوم الأحد المبارك آخر شهر جمادى الآخر سنة سبع وعشرة ومائة وألف، والحمد لله وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده.

تم ارتشاف الضرب

من اللسان العربي

للعمدة الحبر أبي

حيان طود العرب

على يدي عبد اللطيـ

ـف الأزهري المذنب

في عام سبعة تلت

عشرا لهجرة النبي

ومائة بعد ألـ - ـف أرخت من الكتب

ص: 2456