المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التحذير من أذية الجار: - حرمة المسلم على المسلم

[ماهر الفحل]

الفصل: ‌التحذير من أذية الجار:

((حرمةُ نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجلٍ من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى)) (1) .

‌صفات المؤمنين والمؤمنات:

تذكر أخي المسلم دائماً صفات المؤمنين حتى تتحلى بها؛ فمما ورد منها في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة:71] .

فهذه هي صفات المؤمنين والمؤمنات، وهذه هي أخلاقهم، بعضهم أولياء بعض لا حقد ولا حسد ولا نميمة، ولا غش ولا خداع ولا خيانة ولا تنابز بالألقاب، ولا غير ذلك مما يؤذي المسلم أو المسلمة مما يسبب الشحناء والبغضاء والعداوة والفرقة. بل هم أولياء يتحابون في الله ويتناصحون بكل خير، ولذلك هم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فيما بينهم ، وبهذا تصلح مجتمعاتهم وتستقيم أحوالهم.

‌التحذير من أذية الجار:

(1) أخرجه: مسلم 6/42 (1897)(139) و43 (1897)(139) و (140) من حديث بريدة ابن الحصيب رضي الله عنه.

ص: 34

واحذر أخي المسلم من أذية جارك فإنَّ للجار حقوقاً، وقد وصى الله بالجار فقال في كتابه:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 36] وصحَّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنَّه سيورثه)) (1) .

وقال: ((يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فاكثر ماءها وتعاهد جيرانك)) (2)، وقال:((لا يمنع جارٌ جاره أنْ يغرز خشبة في جداره)) (3) .

وقال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن

بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)) (4) .

وقد حذرنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من أذية الجار، فقال:((والله لا يؤمنُ، والله لا يؤمنُ، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جارُه بوائقَه)) (5) .

(1) أخرجه: البخاري 8/12 (6015) ، ومسلم 8/37 (2625)(141) من حديث ابن عمر رضي الله عنه.

(2)

أخرجه: مسلم 8/37 (2625 (م)) (142) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

(3)

أخرجه: البخاري 3/173 (2463) ، ومسلم 5/57 (1609)(136) من حديث أبي هريرة

رضي الله عنه، وانظر بلا بد مسند الإمام الشافعي 3/224-225 (1494) مع تعليقي عليه.

(4)

أخرجه: البخاري 8/39 (6136) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(5)

أخرجه: البخاري 8/12 (6016) من حديث أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه.

ص: 35