المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وابتعد أخي المسلم من الجدال والمراء مع أخيك المسلم؛ فإنَّ - حرمة المسلم على المسلم

[ماهر الفحل]

الفصل: وابتعد أخي المسلم من الجدال والمراء مع أخيك المسلم؛ فإنَّ

وابتعد أخي المسلم من الجدال والمراء مع أخيك المسلم؛ فإنَّ كثرة المراء والجدال مدعاة للخصومة، ومجلبة للبغضاء والضغينة، والجدال يقسي القلب وهو سبب للقطيعة. والمسلم إذا كان كثير المجادلة كان مذموماً عند الناس؛ لذا قال بعض السلف:((إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته)) .

وإياك والفجور في المخاصمة فقد جعل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الفجور في المخاصمة من علامات النفاق فقال: ((أربع من كن فيه كان منافقاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) (1) .

والمجادلة تكون عن قصد إقحام الغير وتعجيزه وتنقيصه بالقدح في كلامه ونسبته إلى القصور والجهل، وكثيراً ما يكون السبب في المجادلة هو إظهار العلم والفضل والتهجم على الغير بإظهار نقصه. وكلا السببين من الأمور المهلكة؛ إذ إن المسلم له حرمة، ومن حرمته أنْ لا تنتقصه لذا حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير من احتقار المسلم فقال:((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)) (2) فإذا كان ذلك كذلك فتنقيص المسلم أشد من احتقاره، نسأل الله العافية.

وقد رغّبَ الإسلام أشد الترغيب في ترك المراء والجدال فقال صلى الله عليه وسلم: ((من ترك الكذب وهو باطل بُنيَ له بيت في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بُنيَ له في وسطها، ومن حسّن خُلُقه بُنيَ له في أعلاها)) (3) .

‌الخصام:

(1) أخرجه: البخاري 1/15 (34) ، ومسلم 1/56 (58)(106) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.

(2)

سبق تخريجه.

(3)

أخرجه: ابن ماجه (51) ، والترمذي (1993) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وقال الترمذي:

((حسن)) .

ص: 68

واحذر أخي المسلم من مخاصمة أخيك المسلم؛ فإن المخاصمة من أشد الذنوب، ومن أقبح الأفعال لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:((إن أبغض الرجال إلى الله الأَلدُّ الخَصِمُ)) (1) .

والخصومة سبب لكثير من الذنوب والأفعال القبيحة، ومدعاة للطعن في أخيك المسلم، والخصومة تمحق الدين وهي مبدأ كل شر فينبغي أن لا يُفتحَ باب الخصومة إلا للضرورة.

الفحش والتفحش:

واحذر أخي المسلم من أن تكون فاحشاً متفحشاً مع المسلمين؛ فإن الفحش والسب وبذاءة اللسان مذموم جداً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:((إياكم والفحش؛ فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش)) (2) وقال أيضاً: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)) (3) .

ومن أقبح صور الفحش والتفحش اللعن سواء كان هذا اللعن لحيوان أو جماد أو إنسان وقد ذكرنا قول النبي صلى الله عليه وسلم في أن المؤمن ليس بلعان، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:((لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار)) (4) وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم خطورة من ابتُلِيَ بهذا الإثم العظيم وأنهم محرومون فقال: ((إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة)) (5) .

(1) أخرجه: البخاري 3/171 (2457) ، ومسلم 8/57 (2668)(5) من حديث عائشة رضي الله عنها.

(2)

أخرجه: الطيالسي (2272) ، وأحمد 2/191 و195 من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.

(3)

سبق تخريجه.

(4)

أخرجه: أحمد 5/15، والبخاري في " الأدب المفرد "(320) ، وأبو داود (4906) ، والترمذي

(1976)

وقال الترمذي: ((حسن صحيح)) .

(5)

أخرجه: مسلم 8/24 (2598)(85) و (86) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.

ص: 69