الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالغضب في غير حق مذموم جداً، وهو مفتاح شر للدخول في كثير من الآثام فعلى المسلم أن يروّض نفسه على الابتعاد عن الغضب قال تعالى:{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 26] فالله سبحانه وتعالى ذم الكفار بما تظاهروا به من الحمية الصادرة عن الغضب الباطل، ومدح الله المؤمنين بما أنزل الله عليهم من السكينة. والسنة النبوية جاءت مؤكدة لهذا المعنى فقد تظافرت الأحاديث على ذم الغضب، فقد روى البخاري (1) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلاً قال للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أوصني قال:((لا تغضب)) فردد مراراً قال: ((لا تغضب)) . وروى مسلم (2) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لهم: ((ما تعدون الصُّرَعَةَ فيكم؟)) قال: قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال:((ليس بذلك، ولكنَّه الذي يملك نفسه عند الغضب)) .
ومما يُعينُ على التخلص من الغضب لمن ابتلي به، أنَّ يعود إلى الله، وأنْ يلتجىء إليه دائماً بالعبادة والدعاء وقراءة القرآن، ومن أدرك فضيلة الحلم أبعده ذلك عن كثير من معرّات النفوس. ومن وقع في الغضب فعليه أنْ يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فقد روى مسلم (3) من حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه، قال: اسْتَبَّ رجلان عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمرّ عيناه وتنتفخ أوداجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)) فقال الرجل: وهل ترى بي من جنون؟ .
-
الظلم ظلمات:
(1) صحيح البخاري 8/ 35 (6116) .
(2)
صحيح مسلم 8/ 30 (2608)(106) .
(3)
صحيح مسلم 8/30 (2610)(109) .
احذر أخي المسلم أنْ تظلم أخاك المسلم؛ فالظلم ظلمات يوم القيامة (1) كما قال النبَّيُّ صلى الله عليه وسلم وأهل الظلم يوم القيامة هم أهل الخسارة والندامة قال تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ} [غافر: 18]، وقال تعالى:{وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [الحج: 71]، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:((لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)) (2) .
والظالم مهما تمادى في ظلمه على الآخرين فإنَّه لن يفلت من عذاب الله فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته)) ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] )) (3) فاحذر أخي المسلم أنْ تظلم أحداً من المسلمين في المال أو في الدم أو في العرض، والظلم أجناس كثيرة، فمن الظلم أنْ تأخذ ما لأخيك المسلم بغير حق، ومن الظلم أن تبيع على بيع أخيك المسلم، ومن الظلم أن تسوم على سوم أخيك المسلم؛ لتضاعف عليه السعر، ومن الظلم أن تستأجر على إجارة أخيك المسلم.
(1) أخرجه: مسلم 8/18 (2578)(56) من حديث جابر رضي الله عنه.
(2)
أخرجه: مسلم 8/18 (2582)(60) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3)
أخرجه: البخاري 6/93 (4686) ، ومسلم 8 /19 (2583)(61) .