الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر من كان بمصر من الصلحاء والزهاد والصوفية:
1-
سليم بن عتر.
2-
ابن حجيرة.
3-
أبو عقيل.
4-
زهرة بن معبد.
5-
الحارث بن يزيد الحضرمي.
6-
ولده عبد الكريم بن الحارث الحضرمي.
7-
عبد الرحيم بن ميمون المدني.
8-
حيوة بن شريح.
9-
أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي.
10-
السيدة نفيسة بنت الأمير حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. كان أبوها أمير المدينة للمنصور، وله رواية في سنن النسائي، ودخلت هي مصر مع زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر الصادق، فأقامت بها، وكانت عابدة زاهدة، كثيرة الخير. وكانت ذات مال؛ فكانت تُحسن إلى الزَّمْني والمرضى وعموم الناس. ولما ورد الشافعي مصر كانت تحسن إليه، وربما صلى بها في شهر رمضان. ولما توفي أمرت بجنازته فأدخلت إليها المنزل، فصلت عليه. ماتت في رمضان سنة ثمان ومائتين. وكان عزم زوجها على أن ينقلها فيدفنها بالمدينة النبوية؛ فسأله أهل مصر أن يدفنها عندهم، فدفنت بمنزلها بدرب السباع؛ محلة بين مصر والقاهرة (1) .
11-
ذو النون المصري ثوبان بن إبراهيم أبو الفيض، أحد مشايخ الطريق
(1) طبقات الشعراني 1: 58.
المذكورين في رسالة القشيري؛ وهو أول من عبر عن علوم المنازلات، وأنكر عليه أهل مصر، وقالوا: أحدث علمًا لم تتكلم فيه الصحابة، وسعوا به إلى الخليفة المتوكل، ورموه عنده بالزندقة، وأحضره من مصر على البريد، فلما دخل سر من رأى، وعظه، فبكى المتوكل، ورده مكرما. وكان مولده بإخميم، وحدث عن مالك والليث وابن لهيعة، روى عنه الجنيد وآخرون. وقد قارب التسعين. قال السلمي: كان أهل مصر يسمونه الزنديق، فلما أظلت الطير الخضر جنازته ترفرف عليه إلى أن وصل إلى قبره، فلما دفن غابت، فاحترم أهل مصر بعد ذلك قبره (1) .
12-
القاضي بكار. مر في الحنفية (2) .
13-
أبو بكر أحمد بن نصر الدقاق الكبير، من أقران الجنيد وأكابر مشايخ مصر. قال الكتاني: لما مات الدقاق انقطعت حجة الفقراء في دخولهم إلى مصر. ومن كلامه: من لم يصحبه التقى في فقره، أكل الحرام المحض. وقال: كنت مارا في تيه بني إسرائيل، فخطر ببالي أن علم الحقيقة مباين لعلم الشريعة، فهتف بي هاتف من تحت شجرة: كل حقيقة لا تتبع الشريعة، فهي كفر (3) .
14-
فاطمة بنت عبد الرحمن بن أبي صالح الحرانية الصوفية أم محمد. من الصالحات المتعبدات. قال الخطيب: ولدت ببغداد، وحملت إلى مصر، فطال عمرها؛ حتى جاوزت الثمانين، وأقامت ستين سنة لا تنام إلا وهي في مصلاها بغير وطاء، سمعت من أبيها، وروى عنها ابن أخيها عبد الرحمن بن القاسم. ماتت سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة (4) .
15-
أبو الحسن ابن بُنان (5) بن محمد بن حمدان الحمال الزاهد الواسطي. نزيل
(1) ابن خلكان 1: 201.
(2)
ص 463.
(3)
طبقات الشعراني 1: 76.
(4)
تاريخ بغداد 14: 441.
(5)
في العبر: "أبو بنان".
مصر وشيخها. من كبار مشايخ مصر ومقدميهم، قال ابن فضل الله في المسالك: صحب الخزاز، وإليه ينتمي، مات في التيه؛ وذلك أنه ورد عليه وارد فهام على وجهه، فمات به. ومن كلامه: اجتنبوا رياء الأخلاق كما تجتنبوا الحرام. وقال: الوحدة جلسة الصديقين. وقال: ذكر الله باللسان يورث الدرجات، وذكر الله بالقلب يورث القربات.
وقال الذهبي في العبر: صحب الجنيد، وحدث عن الحسن بن محمد الزعفراني وجماعة، وكان ذا منزلة عظيمة في النفوس، وكانوا يضربون بعبادته المثل. وثقة ابن يونس، وقال: توفي في رمضان سنة ست عشرة وثلاثمائة، وخرج في جنازته أكثر أهل مصر؛ وكان شيئا عجبا، ومن كراماته أنه أنكر على ابن طولون يوما شيئا من المنكرات، وأمره بالمعروف، فأمر به فألقي بين يدي الأسد؛ فكان يشمه ويحجم عنه؛ فرفع من بين يديه، وزاد تعظيم الناس له. وسأله بعض الناس: كيف كان حالك وأنت بين يدي الأسد؟ فقال: لم يكن عليَّ بأس؛ ولكن كنت أفكر في سؤر السباع: أهو طاهر أم نجس؟ وجاءه رجل، فقال: لي على رجل مائة دينار، وقد ذهبت الوثيقة، وأخشى أن يُنكر، فادع لي، فقال له: إني رجل قد كبرت، وأنا أحب الحلوى، فاذهب فاشتر لي رطلا، وائتني به حتى أدعو لك، فذهب الرجل فاشترى فوضع له البائع الحلوى في ورقة، فإذا هي وثيقة بالمائة دينار؛ فجاء إلى الشيخ فأخبره، فقال: خذ الحلوى فأطعمها صبيانك (1) .
16-
أبو علي الرُّوذباري. مر في الشافعية (2) .
17-
أبو الحسن علي بن محمد بن سهل الدينوري الصائغ الزاهد.
(1) العبر 2: 163، طبقات الشعراني 1:87.
(2)
ص400.
قال في العبر: أحد المشايخ الكبار، توفي بمصر في رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، ومن كلامه: من أيقن أنه لفترة (1) فما له يبخل بنفسه.
قال ابن كثير: ومن كراماته أنه رُئي يصلي بالصحراء في شدة الحر، ونسر قد نشر جناحيه يظله من الحر.
وحكى صاحب المرآة أنه أنكر على تكين أمير مصر شيئا -وكان تكين ظالما- فسيره تكين إلى القدس، فلما وصل القدس، قال: كأني بالبائس -يعني تكين- وقد جيء به في تابوت إلى هنا، فإذا أدنى من الباب عثر على البغل، ووقع التابوت، فبال عليه البغل. فلم نلبث إلا مدة يسيرة، وإذا بقائل يقول: قد وصل تكين، وهو ميت في تابوت، فلما وصل إلى الباب عثر البغل في المكان الذي أشار إليه
الدينوري، فوقع التابوت وغفل عنه المكاري، فبال عليه البغل، وخرج الدينوري، فقال للتابوت: جئت بالبائس إلى المكان الذي نفانا إليه! ثم ركب الدينوري، وعاد إلى مصر، فمات بها. ودفن بالقرافة (2) .
18-
أبو الخير الأقطع المعروف بالتيناتي. أصله من المغرب، وصحب أبا عبد الله بن الجلاد وغيره، وكان أوحد عصره في طريقة التوكل، وكانت السباع والهوام تأنس به، وله فراسة حادة. مات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (3) .
19-
أبو علي الحسن (4) بن أحمد الكاتب المصري. من كبار مشايخ المصريين، صحب أبا بكر المصري وأبا علي الروذباري وغيرهما، وكان أوحد مشايخ وقته، ومن كلامه: إذا انقطع العبد إلى الله بكليته، أول ما يفيده الله الاستغناء به عن الناس. وقال: يقول الله: من صبر علينا وصل إلينا. وقال: إذا سكن الخوف في القلب، لم ينطق
(1) ط: "لغيره".
(2)
العبر 2: 227.
(3)
طبقات الشعراني 1: 93.
(4)
في طبقات الشعراني: "الحسين".
اللسان بما لا يعنيه. مات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (1) .
20-
أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل الرملي النابلسي. قال في العبر: كان عابدا صالحا زاهدا قوالا بالحق، قال: لو كان معي عشرة أسهم، رميت الروم بسهم ورميت بني عبيد بتسعة، فبلغ صاحب مصر المعز فقتله في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
حكى صاحب المرآة أن كافورا الإخشيدي بعث إليه بمال، فرده وقال: قال الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، فالاستعانة بالله تكفي. فرد كافور الرسول بالمال إليه، وقال: قل له: قال الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} ، فأين ذكر كافور هنا! فقال أبو بكر: صدق، الملك والمال لله، كافور صوفي لا أنا، ثم قبل المال (2) .
21-
عيسى بن يوسف المصري الزاهد. مات بعد السبعين وثلاثمائة.
22-
ابن الترجمان محمد بن الحسين بن علي الغزي شيخ الصوفية بديار مصر. قال في العبر: مات بمصر في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وله خمس وتسعون سنة، ودفن بتربة ذي النون (3) .
23-
أبو القاسم الصامت أحد الصالحين، وقبره أحد المزارات بالقرافة، مات في رمضان سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، ذكره ابن ميسر.
24-
عبد الرحيم بن أحمد بن حجون القنائي الشريف السيد الكبير الإمام الشهير. أصله من سبتة، وقدم من المغرب فأقام بمكة سبع سنين، ثم قدم قنا فأقام بها سنين كثيرة إلى أن مات. قال الحافظ المنذري: كان أحد الزهاد المشهورين،
(1) طبقات الشعراني 1: 96.
(2)
العبر 2: 330.
(3)
العبر 3: 207.
والعباد المذكورين، ظهرت بركاته على جماعة ممن صحبه، وتخرج به جماعة من أعيان الصالحين بصالح أنفاسه. وكان مالكي المذهب، وكراماته كثيرة. مات في تاسع صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة (1) .
25-
وكان للشيخ ولد يقال له الحسن، كان أيضًا من الصوفية الفقهاء الفضلاء العلماء أرباب الأحوال والكرامات وعلو المقامات؛ روى عنه المنذري من شعره، وتبرك بدعائه. مات بقنا في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وستمائة، وقد قارب الثمانين.
26-
وللحسن هذا ولد يقال له محمد، جمع بين العلم والعبادة، والورع والزهادة، فقيها مالكيا، ويقرئ مذهب الشافعي، نحويا فرضيا، حاسبا، انتفع بعلومه وبركته طوائف من الخلق، وله كرامات ومكاشفات؛ حُكي عنه أنه قال: كنت في بعض السياحات، فكنت أمر بالحشائس فتخبرني من منافعها. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وستمائة.
27-
علي بن أحمد بن إسماعيل بن يوسف، الشيخ أبو الحسن الصباغ القوصي. صاحب المعارف والكرامات، أخذ عن الشيخ عبد الرحيم القنائي. قال المنذري وظهرت بركاته على الذين صحبوه، وهدى الله به خلقا، وكان حسن التربية للمريدين، وصحبه جماعة من العلماء منهم الشيخ مجد الدين بن دقيق العيد. مات بقنا منتصف شعبان سنة ثلاث عشرة وستمائة، وفي العبر سنة اثنتي عشرة.
28-
يوسف بن محمد بن علي بن أحمد الهاشمي أبو الحجاج المغاوري. قدم من المغرب، فأقام بقنا إلى أن توفي بها، وصحب الشيخ أبا الحسن بن الصباغ. وكان من المشهورين بالولاية، وله كرامات كثيرة. مات في صفر سنة تسع عشرة وستمائة؛ ويقال
(1) طبقات الشعراني 1: 135.
إنه عاش مائة وثلاثين سنة. ذكره في الطالع السعيد (1) .
29-
الشيخ أبو العباس البصير أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن جزي الخزرجي الأنصاري الأندلسي. كان أبوه من ملوك المغرب، فولد له الشيخ أبو العباس أطمس العينين، فخافت أمه سطوة أبيه، فأمرت به فألقي في البرية فأرضعته الغزلان. ثم إن والده خرج إلى الصيد فلقيه فأخذه، وهو لا يشعر أنه ابنه وقال لزوجته: ربيه، لعل الله أن يجعل لنا فيه خيرا. فلما كبر قرأ القرآن، واشتغل بالعلوم الشرعية إلى أن برع فيها، وصحب في التصوف جعفر بن عبد الله بن شيندبونة الخزاعي الأندلسي، ثم سافر على قدم التجريد، فدخل الصعيد، وأقام بالقاهرة يقرئ الناس وينفعهم. قال الشيخ برهان الدين الأبناسي في ترجمته: كان الشيخ أبو العباس يشغل الناس بالقراءات السبع، وكان حافظا بارعا في علم الحديث، حافظا لمتونه، عارفا بعلله ورجاله، حسن الاستنباط بذهن وقاد، وكانت له الأحوال الغريبة، والأساليب العجيبة، أجاز سبعة آلاف رجل بالقراءات السبع. توفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وقد بلغ ثلاثا وستين سنة، ودفن بالقرافة.
30-
يحيى بن موسى بن علي القنائي يعرف بابن الحلاوي. قال الحافظ رشيد الدين العطار: كان من المشايخ المعروفين والصلاح، سمعته يقول: سمعت الشيخ العارف عبد الرحيم بن أحمد بن حجون المغربي -وكان شيخ وقته وإمام عصره- يقول في قوله صلى الله عليه وسلم: "من طلب العلم تكفل الله برزقه"، معناه والله أعلم: محضه بالحلال من الرزق لمكان طلب العلم. قال الرشيد: وسمعت منه جزءا منتخبا من كلام شيخه عبد الرحيم. مات بقنا في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وستمائة (2) .
(1) الطالع السعيد 419، طبقات الشعراني 1:136.
(2)
الطالع السعيد 409.
31-
ابن الفارض شرف الدين أبو القاسم عمر بن علي بن مرشد الحموي الأصل المصري. ولد بالقاهرة في ذي القعدة سنة ست وسبعين وخمسمائة؛ وكان أبوه يكتب فروض النساء. ترجمه الرشيد العطار في معجمه، فقال: الشيخ الفاضل الأديب. كان حسن النظم، متوقد الخاطر، وكان يسلك طريق التصوف، وينتحل مذهب الشافعي، وأقام بمكة مدة، وصحب جماعة من المشايخ. وترجمه أيضًا المنذري في معجمه وغيره. مات في ثالث جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة (1) .
32-
أبو الحجاج الأقصري الشيخ العارف يوسف بن عبد الرحيم بن غزي، شيخ الزمان وواحد الأوان، صاحب المعارف والكرامات والمكاشفات والاستغراقات. انتفع به خلق من أصحابه، وكان في أول أمره مشارف الديوان ثم تجرد، وصحب الشيخ عبد الرزاق تلميذ الشيخ أبي مدين، فحصل له من الفتح ما حصل. توفي في رجب سنة اثنتين وأربعين وستمائة بالأقصر من الصعيد الأعلى (2) .
33-
وولده نجم الدين أحمد. مشهور أيضا بالصلاح، له كرامات ومكاشفات. مات ببلده سنة نيف وثمانين وستمائة.
34-
وولد نجم الدين هذا جمال الدين محمد، له أيضًا مكاشفات؛ منها أنه أخبر بفتح عكا يوم وقوعه. توفي في شعبان ست وتسعين وستمائة.
35-
أبو السعود بن أبي العشائر بن شعبان بن الطيب الباذييني. مولده بباذيين بلد بقرب واسط العراق؛ ذكره كذلك المنذري في معجمه، وقال: سمعته يقول: ينبغي للسالك الصادق في سلوكه أن يجعل كتابه قلبه. قال: ومات بالقاهرة يوم الأحد تاسع شوال سنة أربع وأربعين وستمائة، ودفن بسفح المقطم.
36-
أبو بكر وأبو يحيى بن شافع القنائي، شيخ عصره. صحب الشيخ أبا الحسن بن
(1) ابن خلكان 1: 33.
(2)
الطالع السعيد 416.
الصباغ، وله كرامات استفاضت وأحوال اشتهرت، ومعارف بهرت، وانتفع به جماعة. مات في شوال سنة سبع وأربعين وستمائة.
37-
مفرج بن موفق بن عبد الله الدماميني أبو الغيث. صاحب المكاشفات الموصوفة، والمعاني المعروفة، صحب أبا الحسن بن الصباغ، قال الحافظ الرشيد العطار: كان من مشاهير الصالحين، وممن ترجى بركاته، واشتهرت كراماته. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وستمائة، وقد قارب التسعين.
38-
إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر المنفلوطي ثم القنائي الشيخ علم الدين. أحد أصحاب أبي الحسن بن الصباغ. كان ممن جمع الشريعة والحقيقة، فقيها مالكيا. له كرامات ومكاشفات ومعارف صوفية. مات بقنا في صفر سنة اثنتين وخمسين وستمائة (1) .
39-
رفاعة بن أحمد بن رفاعه القنائي الجذامي. من أصحاب أبي الحسن بن الصباغ. أحد المشهورين بالصلاح والكرامات والمقامات، حكى الشيخ عبد الغفار بن نوح أن الشيخ أبا الحسن بن الصباغ تحدث مع والي قوص أن يعزل والي قنا، فامتنع، وكان رفاعة حاضرا، فقال رفاعة: يا سيدي، أقول؟ قال: لا، فلما خرج سأله الفقراء، ما الذي كنت تريد تقول؟ فقال: إن الوالي لما رد على الشيخ عُزِل في ساعته. فأرخوا ذلك في الوقت، فجاء المرسوم بعزله في ذلك التاريخ (2) .
40-
إبراهيم بن علي بن عبد الغفار بن أبي القاسم بن محمد بن فضل بن أبي الدنيا الأندلسي ثم القنائي. قال الأدفوي في الطالع السعيد: كان من المشهورين بالكرامات، وذكروا أن الشيخ عبد الرحيم كان يذكره، ويقول: يأتي بعدي رجل من الغرب يكون له شأن، فقدم هذا. مات بقنا يوم الجمعة مستهل صفر سنة ست وخمسين وستمائة (3) .
(1) الطالع السعيد 80.
(2)
الطالع السعيد 128.
(3)
الطالع السعيد 27.
41-
الشيخ أبو الحسن الشاذلي شيخ الطائفة الشاذلية. هو الشريف تقي الدين علي بن عبد الله بن عبد الجبار. قال الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد: ما رأيت أعرف بالله من الشاذلي. وقال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله: منشؤه بالغرب الأقصى، ومبدأ ظهوره بشاذلة، وله السياحات الكثيرة، والمنازلات الجليلة، والعلوم الكثيرة، لم يدخل في طريق الله حتى كان يعد للمناظرة في العلوم الظاهرة، وعلوم جمة، جاء في هذا الطريق بالعجب العجاب، وشرح من علم الحقيقة الأطناب، ووسع للسالكين الركاب. وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يحضر مجلسه، ويسمع كلامه. قال الشيخ تاج الدين: أخبرني والدي قال: دخلت على الشيخ أبي الحسن الشاذلي، فسمعته يقول: والله لقد يسألونني عن المسألة لا يكون لها عندي جواب، فأرى الجواب مسطرا في الدواة والحصير والحائط. مات في ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة بصحراء عيذاب متوجها إلى مكة (1) .
42-
أبو القاسم بن منصور بن يحيى المالكي الإسكندري المعروف بالقباري. أحد العباد المشهورين بكثرة الورع والتحري والانقطاع، أفرد ناصر الدين بن المنير ترجمته بتأليف. مات بظاهر الإسكندرية في سادس شعبان سنة اثنتين وستين وستمائة عن خمس وسبعين سنة. ومن غريب ما حُكي عنه أنه باع دابة لرجل، فأقامت أياما لم تأكل عنده شيئا فجاء إليه وأخبره، فقال له الشيخ: ما صنعتك؟ قال: رقاص عند الوالي، فقال: إن دابتنا لا تأكل الحرام، ثم رد إليه دراهمه.
(1) نكت الهميان 213، نور الأبصار 234، قال في القاموس: شادلة، أو بالذال: بلد بالمغرب، منها السيد أبو الحسن الشاذلي أستاذ الطائفة الشاذلية من صوفية الإسكندرية؛ وفيهم يقول أبو العباس بن عطاء.
تمسك بحب الشاذلية تلق ما
…
تروم فحقق ذاك منهم وحصل
ولا تعدون عيناك عنهم فإنهم
…
شموس هدى في أعين المتأمل
43-
أبو الحسن بن قفل. ذكره ابن فضل الله في المسالك في صوفية مصر وقال: من كلامه: إن شئت أن تصير من الأبدال، فحول خلقك إلى بعض خلق الأطفال، ففيهم خمس خصال لو كانت في الكبار لكانوا أبدالا: لا يهتمون ولا يشكون من خالقهم إذا مرضوا، ويأكلون الطعام مجتمعين، وإذا تخاصموا لم يتحاقدوا وتسارعوا إلى الصلح، وإذا خافوا جرت عيونهم بالدموع.
44-
الجنيد بن مقلد السمهودي. من المشهورين بالصلاح والكرامات. مات ببلده سنة اثنتين وسبعين وستمائة، ذكره في الطالع السعيد (1) .
45-
الشاطبي الزاهد نزيل الإسكندرية أبو عبد الله محمد بن سليمان المعافري. كان أحد المشهورين بالعبادة والتأله. مات سنة اثنتين وسبعين وستمائة عن بضع وثمانين سنة.
46-
أبو العباس الملثم أحمد بن محمد. كان مقيما بالصعيد، وله كرامات وعجائب. صحب الشيخ عبد الغفار. مات بقوص في رجب سنة اثنتين وسبعين وستمائة (2) .
47-
مسلم البرقي صاحب الرباط بالقرافة. كان صالحا متعبدا يُقصد للتبرك بدعائه. مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة. ذكره ابن كثير (3) .
48-
خضر بن أبي بكر المهراني. له حال وكشف، وكان الظاهر بيبرس يخضع له، ثم تغير عليه، فاراد قتله في سنة إحدى وسبعين، فقال له: إنما بيني وبينك في الموت شيء يسير، فوجم لها السلطان وتركه، فأقام إلى أن مات في سادس المحرم سنة ست وسبعمائة، ومات الظاهر بعده باثنين وعشرين يوما.
49-
سيدي أحمد البدوي، هو أبو الفتيان أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن
⦗ص: 522⦘
أبي بكر القدسي الأصل الملثم.
(1) الطالع السعيد 96، وفيه:"جعفر بن مقلد".
(2)
الطالع السعيد 66.
(3)
البداية والنهاية.
ولد سنة ست وتسعين وخمسمائة مع أبيه وأهله، وأقام بمكة إلى أن مات أبوه سنة سبع وعشرين، وعرف بالبدوي لملازمته اللثام. ولبس لثامين لا يفارقهما، وعرض على التزويج فأبى، لإقباله على العبادة. وكان حفظ القرآن، وقرأ شيئا من الفقه على مذهب الشافعي، واشتهر بالعطاب لكثرة ما يقع بمن يؤذيه من الناس، ثم لازم الصمت حتى كان لا يتكلم إلا بالإشارة، واعتزل الناس جملة، وظهر عليه الوله. فلما كان في المحرم سنة ثلاث وثلاثين، ذكر أنه رأى في النوم من بشره بأنه ستكون له حالة حسنة. ثم إن أخاه حسن بن علي دخل العراق، وهو صحبته، ولازم أحمد الصيام، وأدمن عليه حتى كان يطوي أربعين يوما لا يتناول طعاما ولا شرابا، ولا ينام وهو في أكثر حاله، شاخص البصر إلى السماء وعيناه كالجمرتين، ثم صار إلى مصر سنة أربع وثلاثين، فأقام بطندتا من الغربية على سطح دار لا يفارقه، وإذا عرض له الحال يصيح صياحا متصلا. وكان طوالا غليظ الساقين، عبل الذراعين، كبير الوجه، ولونه بين البياض والسمرة، وتُؤثر عنه كرامات وخوارق، من أشهرها قصة المرأة التي أسر الفرنج ولدها، فلاذت به، فأحضره إليها في قيوده، ومر به رجل يحمل قربة لبن فأومأ إليها بأصبعه، فانقدت فانسكب اللبن، فخرجت منه حية قد انتفخت. توفي يوم الثلاثاء ثاني عشر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وستمائة (1) .
50-
ابن النعمان القدوة الزاهد أبو عبد الله محمد بن موسى بن النعمان التلمساني ثم المرسي. قدم الإسكندرية شابا، فسمع بها من الصفراي، وكان عارفا بمذهب مالك، راسخ القدم في العبادة والنسك، ولد سنة سبع وستمائة، ومات في رمضان سنة ثلاث وثمانين ودفن بالقرافة ذكره في العبر (2) .
51-
شرف الدين محمد بن الحسن بن إسماعيل الإخميمي الزاهد. قال في العبر:
(1) شذرات الذهب 6: 345.
(2)
شذرات الذهب 6: 384.
كان صاحب توجه وتعبد، وللناس فيه عقيدة عظيمة. مات بدمشق في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وسبعمائة.
52-
الشيخ أبو العباس المرسي. أحمد بن عمر الأنصاري العارف الشهير. قطب زمانه ورأس أصحاب الشيخ أبي الحسن الشاذلي، ذكر الشيخ تاج الدين بن عطاء الله عنه أنه قال يوما: والله لو حُجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي مع المسلمين. مات بالإسكندرية سنة ست وثمانين وستمائة (1) .
53-
الجعبري أبو إسحاق إبراهيم بن معضاد الزاهد الواعظ المذكر. قال في العبر: روى عن السخاوي، وسكن القاهرة وكان لكلامه وقع في القلوب لصدقه وإخلاصه وصدعه بالحق. مات في المحرم سنة سبع وثمانين وستمائة عن سبع وثمانين سنة وشهر (2) .
54-
ولده ناصر الدين محمد. كان صالحا معتقدا يعظ الناس مكان والده ولوعظه رونق. مات سنة سبع وثلاثين وسبعمائة.
55-
الإمام أبو محمد بن أبي جمرة المقرئ المالكي العالم البارع الناسك. قال ابن كثير: كان قوالا أمارا بالمعروف. مات بمصر في ذي القعدة سنة خمس وتسعين وستمائة (3) .
56-
الشيخ كمال الدين بن عبد الظاهر علي بن جعفر الهاشمي الجعفري القوصي. صاحب المناقب المأثورة والكرامات المشهورة ولد بقوص، وتفقه بالمجد بن دقيق العيد، وأجازه بالتدريس ثم تصوف وانقطع للذكر والعبادة، وصحب الشيخ إبراهيم الجعبري بالقاهرة، ثم استوطن وانتصب لتذكير الناس، وانتفع به كثيرون. مات بها في رجب سنة إحدى وسبعمائة (4) .
(1) طبقات الشعراني 1: 12.
(2)
طبقات الشعراني 1: 177.
(3)
طبقات الشعراني 1: 176، ابن كثير.
(4)
طبقات الشعراني 1: 137.
57-
وله ولد يقال له أبو العباس، نحوه في العلم والعمل والاجتهاد وتذكير الناس. انتفع به الخلق الكثير. ومات بإخميم في رجب سنة سبع وخمسين وسبعمائة.
58-
عبد الغفار بن أحمد بن عبد المجيد الأقصري ثم القوصي المعروف بابن نوح. صحب أبا العباس الملثم وعبد العزيز المنوفي، وتجرد زمانا وتعبد، وله أحوال وكرامات. ألف الوحيد في علم التوحيد، وله شعر حسن. مات بالقاهرة في ذي القعدة سنة ثمان وسبعمائة وله ثلاث وستون سنة (1) .
59-
الشيخ تاج الدين بن عطاء الله أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الكريم الجذامي الإسكندراني الإمام المتكلم على طريقة الشاذلي. كان جامعا لأنواع العلوم من تفسير وحديث ونحو وأصول وفقه على مذهب مالك وصحب في التصوف، الشيخ أبا العباس المرسي -وكان أعجوبة زمانه فيه- أخذ عنه التقي السبكي. وله تصانيف منها التنوير في إسقاط التدبير، والحكم ولطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس والشيخ أبي الحسن، والمرقى إلى القدس الأبقى، ومختصر تهذيب المدونة للبرادعي في الفقه. مات بالمدرسة المنصورية من القاهرة في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة تسع وسبعمائة ودفن بالقرافة (2) .
60-
عمر بن أبي الفتوح الدماميني. صاحب كرامات ومكاشفات. مات بالقاهرة في ذي القعدة سنة أربع عشرة وسبعمائة، ومولده سنة سبع وأربعين وستمائة. ذكره في الطالع السعيد (3) .
61-
نصر بن سلمان بن عمر المنجي أبو الفتح. القدوة العابد شيخ مصر. حدث عن إبراهيم بن خليل، وتلا على الكمال الضرير، وتفقه على مذهب أبي حنيفة، ثم
(1) الطالع السعيد 171.
(2)
طبقات الشعراني 2: 19.
(3)
الطالع السعيد 238.
اعتزل وزاره السلطان والأعيان والعلماء. مات بزاويته، بالحسينية في جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وسبعمائة عن بضع وثمانين سنة.
62-
ياقوت بن عبد الله الحبشي القرشي العارف، تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي تسلك عليه، قال ابن أيبك: كان شيخا صالحا مباركا ذا هيبة ووقار. أخذ الطريق عن الشيخ أبي العباس المرسي وصحبه مدة وسمع من كلامه، وكان يُقصد للدعاء والتبرك، ولم يخلف بناحيته بعده مثله. مات بالإسكندرية ليلة الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وهو من أبناء الثمانين (1) .
63-
عبد العال خليفة سيدي أحمد البدوي. كان له شهرة بالصلاح، يُقصد للزيارة والتبرك. مات بطندتا في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة (2) .
64-
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم المرشدي. من أهل منية مرشد من الوجه البحري، ذكره ابن فضل الله في صوفية مصر، وقال: إنه كان مع اشتهاره بالصلاح فقيها على مذهب الشافعي، يفتي من استفتاه من غير أن يكتب خطه. مات في شعبان سنة سبع وثلاثين وسبعمائة.
65-
عبد الله بن محمد بن سليمان المنوفي. قال ابن فضل الله: جمع بين العلم والعمل والصلاح تفقه على مذهب مالك، واعتزل، وانقطع بالمدرسة الصالحية مقتصرا على خويصة نفسه، لا يكاد يخرج إلا إلى الصلاة، وله كرامات ظاهرة حكى الأمير الجائي الدوادار قال: وقع في نفسي إشكال في مسألة، وكان لي صاحب من الفقهاء الحنفيه أتردد إليه، فركبت إليه لأسأله على تلك المسألة فلم أجده، فأتيت الشيخ عبد الله المنوفي فلما جلست قال لي: كأنك مشتغل بشيء من الفقه! فقلت: نعم، قال: فما قولك في كذا وكذا؟ لتلك المسألة بعينها، فقلت، منكم تُستَفَاد، فأخذ يتكلم في تلك المسألة وما عليها من
(1) طبقات الشعراني 2: 18.
(2)
طبقات الشعراني 2: 168.
الإيرادات -وذكر الإشكال الذي وقع في نفسي- ثم شرع يجيب عنه حتى انجلى، فسألته عن شيء آخر، قال: لا، قم مع السلامة، والقصد قد حصل. ولد سنة ست وثمانين وستمائة، وتوفي في رمضان سنة تسع وأربعين وسبعمائة، رأيت بخط الشيخ كمال الدين الشمني قال: سمعت شيخنا الحافظ أبا الفضل العراقي يقول: لم أر قط جنازة الشيخ عبد الله المنوفي، وذلك أنه صادف اليوم الذي خرج فيه أهل مصر ليدعوا ربهم لما كثر الفناء. قال العراقي: وكان الناس إنما خرجوا في الحقيقة لأجل جنازة الشيخ. قال: ثم رأيت بعد ذلك في مناقب الشيخ التي جمعها تلميذه الشيخ خليل، قال: لما حصل الفناء، وأراد الناس أن يخرجوا ليدعوا ربهم جئت إلى الشيخ، وطلبت منه الحضور مع الناس، فقال لي: نعم، أنا أكون معهم في ذلك اليوم؛ ولكن لا أظهر؛ فكان ذلك يوم موته، ففهمت أنه أشار إلى خفائه عنهم بالكفن.
66-
مسلم السلمي. كان مقيما بجامع الفيلة، وكان صالحا عابدا، له كرامات. رئي سبعا فصار عنده كالهر يدور في البيوت، فلما مات الشيخ أخذه السباعون، فتوحش عندهم في الغابة وعجزوا عنه. مات سنة أربع وستين وسبعمائة.
67-
سيدي يوسف العجمي العارف المسلك جمال الدين أبو المحاسن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر الكوراني. إمام المسلكين في عصره، وله رسالة في التصوف. مات سنة ثمان وستين وسبعمائة، وقبره مشهور بالقرافة.
68-
يحيى بن علي ين يحيى الصنافيري المجذوب. صاحب كرامات ومكاشفات وأحوال خارقة، وكان الغالب عليه السكرة. مات في شعبان سنة اثنتين وسبعمائة.
69-
صالح بن نجم المصري. كان على قدم عظيم من العبادة والزهد والورع، وللناس فيه اعتقاد كبير بمنية السيرج في رمضان سنة ثمان وسبعمائة.
70-
نهار المغربي السكندري المجذوب. صاحب كرامات وأحوال. مات في جمادى الأولى سنة ثمانين وسبعمائة.
71-
الشيخ عبد الله الجيرتي الزيلعي. أحد الصلحاء المعتقدين. مات في المحرم سنة ثمانين وسبعمائة، وقبره مشهور بالقرافة.
72-
حسن بن عبد الله ابن الفرات. أحد المشايخ المعتقدين. قال الحافظ ابن حجر: كان أبي يعتقده. قال: وذكر لي شمس الدين الأسيوطي أنه غضب عليه، فرمى بسهم في الهواء، فقال: أصابه، فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات. مات الشيخ حسن في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.
73-
إسماعيل بن يوسف الإنبابي. صاحب الزاوية بإنبابة. نشأ إلى طريقة حسنة، واشتغل بالعلم، ثم انقطع بزاويته. مات في شعبان سنة تسعين وسبعمائة (1) .
74-
حسن بن عبد الله الحبار. صحب ياقوت العرشي، وتزوج بابنته، وجلس للوعظ، وانتفع به الناس. مات في ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
75-
ابن المليق قاضي القضاة ناصر الدين أبو المعالي محمد بن عبد الدائم بن محمد بن سلامة المصري الشاذلي. ولد سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، واشتغل وحصل، وتصوف وتزهد، وتكلم على الناس دهرا، ثم ولي قضاء الشافعية فباشره بعفة ونزاهة. مات سنة سبع وتسعين وسبعمائة (2) .
76-
الزهوري أحمد بن أحمد بن عبد الله العجمي نزيل القاهرة. كان صاحب مكاشفات، وللناس فيه اعتقاد كثير، وكان برقوق يجله ويجلسه معه في مجلسه العام على المقعد الذي هو عليه، وكان هو يسب برقوقا بحضرة الأمراء، وربما بصق في وجهه ولا يتأثر. مات سنة إحدى وثمانمائة.
77-
خلف بن حسين بن عبد الله الطوخي. أحمد المعتقدين بمصر. كان كثير الثلاوة، ملازما لداره والخلق يهرعون إليه، وشفاعاته مقبولة عند السلطان فمن دونه.
(1) الدرر الكامنة 1: 384.
(2)
الدرر الكامنة 3: 494.
مات في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانمائة.
78-
صلاح الدين محمد الكلائي. أحد المذكرين على طريقة الشاذلية. صحب حسن الحبار، وخلفه في مكانه، فصار يذكر الناس. مات في ربيع الأول سنة إحدى وثمانمائة.
79-
إبراهيم بن عبد الله الرفا. كان مقيما بزاوية في مصر، وللناس فيه اعتقاد كبير، وله كرامات. مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانمائة.
80-
محمد بن عبد الله الخواص. أحد من كان يعتقد بمصر. مات بالروضة في جمادى الآخرة سنة خمس وثمانمائة.
81-
محمود بن عبد الله الصامت. كان لا يتكلم البتة. أقام بالجزيرة مدة طويلة، وللناس فيه اعتقاد كبير. مات في ذي القعدة سنة خمس وثمانمائة.
82-
محمد بن حسن بن الشيخ مسلم السلمي. أحد مشايخ المعتقدين بمصر. مات في ربيع الأول سنة ست وثمانمائة.
83-
سيدي علي بن وفا الشاذلي العارف الكبير أبو الحسن بن العارف الكبير سيدي محمد بن محمد. ولد بالقاهرة سنة تسع وخمسين وسبعمائة، وكان يقظا حاد الذهن، مالكي المذهب، وله نظم كثير، وكان أبوه معجبا به، وأذن له في الكلام على الناس وهو دون العشرين. مات في ذي الحجة سنة سبع وثمانمائة.
84-
ابن رفاعة برهان الدين إبراهيم بن محمد بن بهادر الغزي. ولد سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وأخذ القراءة من الحكري، والفقه عن ناصر الدين القونوي، والتصوف عن الشيخ عمر حفيد عبد القادر، وسمع الحديث من نور الدين الفُوِّي، واشتغل بالآداب، وقال الشعر، ثم ساح في الأرض، وتجرد وتزهد، وعظم قدره، وشاع ذكره. مات في ذي الحجة سنة ست عشرة وثمانمائة.
85-
شمس الدين البلالي بن علي بن جعفر العجلوني. نزيل القاهرة. ولد قبل الخمسين وسبعمائة، واشتغل بالعلم قليلا، وسلك طريق الصوفية، فمهر، وصارت له بإحياء علوم الدين ملكة، واختصره اختصارا حسنا، وولي مشيخة سعيد السعداء، وكان خيرا معتقدا. مات في شوال سنة اثنتي عشرة وثمانمائة.
86-
يوسف بن إسماعيل بن يوسف الإنبابي. ولد سنة ست. . . (1) ، وأخذ عن العراقي وابن جماعة، وكان أبوه ممن يُعتقد في ناحيته، ثم صار ابنه كذلك، مع ملازمة الاشتغال والإشغال والخشوع والتعبد. مات في شوال سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة.
87-
ابن عرب أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد اليماني الزاهد بالشيخونية. نشأ نشأة حسنة، واشتغل ونسخ بالأجرة ثم انقطع عن الناس، فلم يكن يجتمع بأحد، واختار العزلة مع مواظبته على الجمعة والجماعة، واقتصر على ملبس خشن جدا، وقنع بيسير من القوت، وأقام على هذه الطريقة أكثر من ثلاثين سنة، ولم يكن في عصره ما داناه في طريقته، وكان يدري القراءات. مات في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.
88-
أبو بكر بن عبد الله بن أيوب بن أحمد الملوي الشاذلي الشيخ زين الدين. كان جده أيوب معتقدا، وولد هذا سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وصحب القراء، وتلمذ للشيخ حسن الحبار، ثم لازم صاحبه صلاح الدين الكلاعي، وصار يتكلم على الناس، وكان كثير الذكر والعبادة، يتكسب بدلالة الغزل، وللناس فيه اعتقاد كبير. مات ليلة الجمعة خامس ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة.
89-
الشيخ شمس الدين الحنفي محمد بن حسن بن علي الشاذلي. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة، وأخذ. . . (1) ابن هشام وغيره، وأخذ طريق القوم عن الشيخ ناصر الدين بن المليق، وحضر إملاء الشيخ زين الدين العراقي، وسمع على غالب سيرة
(1) بياض في الأصل.
ابن سيد الناس، واشتهر اسمه، وشاع ذكره. مات في ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وثمانمائة.
90-
الشيخ أبو العباس الحنفي أحمد بن محمد عبد الغني المرسي صاحب الشيخ شمس الدين الحنفي. وكان يقال إنه أعظم منه، وكان الشيخ كمال الدين بن الهمام يتردد إليه، وأتى إليه يوما ومعه تأليف التحرير في أصول الفقه، فنظره الشيخ أبو العباس، فقال: هو كتاب مليح، إلا أنه لا ينتفع به أحد، فكان الأمر كما قال. مات الشيخ أبو العباس في جمادى الآخرة سنة إحدى وستين وثمانمائة.
91-
أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن خالد الشيخ شهاب الدين الأبشيطي العلامة الصالح الزاهد الولي الكبير، والإمام الشهير. رجل يُستسقى به الغيث. ويهابه لفرط صلاحه الليث، معرض عن الدنيا، حال بالمرتبة العليا، بعيد عن الخلق، قريب من الحق، مواظب على الصلاة والصيام، قائم بخدمة مولاه والناس نيام، هذا مع تفنن وعلوم كثيرة، وتصانيف ما بين منظومة ومنثورة، ازدان به هذا الزمان، وانتفع بإقرائه الإنس والجان، اتخذ طيبة المشرفة دارا، وفاز بجوار سيد المرسلين وما أكرمه جارا، إلى أن جاءه الرسول من ربه بالبشرى، والارتحال من دار الدنيا إلى الدار الأخرى. كان مولده بأبشيط، وأخذ عن البرهان البيجوري والشمس البرماوي، وجماعة، ونبغ في العلوم. وألف تصانيف نظمًا ونثرًا، ثم تزهد وانقطع، وسافر إلى المدينة فأقام بها إلى أن مات سنة ثمان وثمانين وثمانمائة. اجتمعت به لما حججت، فسألته أن يحدثني بشيء لأكتبه عنه في المعجم، فامتنع، فقلت له: لِمَ يا سيدي، وهذا خير؟ فقال: قال الشافعي رضي الله عنه:
فإن تجتنبها كنت سِلْمًا لأهلها
…
وإن تجتذبها نازعتك كلابُها
فعلمت أنه يشير إلى أن ذلك من أمور الدنيا (1) .
(1) الضوء اللامع 1: 244.