الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
معمل وَاحِد فَالْأَمْر سهل ومستساغ عقلا بَيْنَمَا إِذا جهز كل جندي بقانون خَاص وَمن مصدر خَاص وَمن معمل يَخُصُّهُ فَالْأَمْر صَعب ومشكل جدا بل سيحتاج ذَلِك الجندي حِينَئِذٍ إِلَى مصانع عتاد ومراكز تجهيزات وقوانين كَثِيرَة بِعَدَد أَفْرَاد جَيش كَامِل
فعلى غرار هَذَا الْمِثَال فَإِن إِيجَاد هَذِه الْأَشْيَاء فِي هَذَا الْقصر الْعَظِيم وَالْمَدينَة الرائعة وَفِي هَذِه المملكة الراقية والعالم المهيب إِذا مَا أسْند إِلَى وَاحِد أحد فَإِن الْأَمر سهل ومستساغ حَيْثُ يكون مَا نرَاهُ من وفرة الْأَشْيَاء وَكَثْرَتهَا وَاضحا بَيْنَمَا أَن لم يسند الْأَمر إِلَيْهِ يكون إِيجَاد أَي شَيْء عسيرا جدا بل لَا يُمكن إيجاده أصلا حَتَّى لَو أَعْطَيْت الدُّنْيَا كلهَا ثمنا لَهُ
الْبُرْهَان الْعَاشِر
أَيهَا الصّديق وَيَا من يتَقرَّب شَيْئا فَشَيْئًا إِلَى الْإِنْصَاف فها نَحن هُنَا مُنْذُ خَمْسَة عشر يَوْمًا فَإِن لم نَعْرِف أنظمة هَذِه الْبِلَاد وقوانينها وَلم نَعْرِف مليكها
فالعقاب يحِق علينا إِذْ لَا مجَال لنا بعد للاعتذار فَلَقَد أمهلونا طوال هَذِه الْأَيَّام وَلم يتَعَرَّضُوا لنا بِشَيْء إِلَّا أننا لَا شكّ لسنا طلقاء سائبين فَنحْن فِي مملكة رائعة بديعة فِيهَا من الدقة والرقة فِي المصنوعات المتقنة مَا ينم عَن عَظمَة مليكها فَلَا بُد أَن جزاءه شَدِيد أَيْضا وتستطيع أَن تفهم عَظمَة الْمَالِك وَقدرته من هَذَا أَنه ينظم هَذَا الْعَالم الضخم بسهولة تنظيم قصر منيف ويدير أُمُور هَذَا الْعَالم العجيب بيسر إدارة بَيت صَغِير ويملأ هَذِه الْمَدِينَة العامرة بانتظام كَامِل ويخليها من سكانها بحكمة تَامَّة بِمثل سهولة إملاء صحن وإفراغه وَينصب الموائد الفخمة المتنوعة ويعد الْأَطْعِمَة اللذيذة بِكَمَال كرمه بيد غيبية ويفرشها من أقْصَى الْعَالم إِلَى أقصاه ثمَّ يرفعها بسهولة رفع سفرة الطَّعَام ووضعها فَإِن كنت فطنا فستفهم أَن هَذِه العظمة والهيبة لَا بُد أَنَّهَا تنطوي على كرم لَا حد لَهُ وسخاء لَا حُدُود لَهُ
ثمَّ انْظُر كَمَا أَن هَذِه الْأَشْيَاء شاهدة صدق على عَظمَة ذَلِك الْمَالِك الْقَدِير وعَلى هيمنته وعَلى أَنه سُلْطَان وَاحِد