الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْإِشَارَة الاولى بصمات التَّوْحِيد
لقد وضع اسْم الله الْأَعْظَم الْفَرد بتجليه الْأَعْظَم على الْكَوْن كُله بصمات التَّوْحِيد الْمُمَيز وأختام الوحدانية الْوَاضِحَة على مَجْمُوع الْكَوْن وعَلى كل نوع فِيهِ وعَلى كل فَرد فِيهِ
وَلما كَانَت الْكَلِمَة الثَّانِيَة وَالْعشْرُونَ والمكتوب الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ قد تناولا بَيَان ذَلِك التجلي بِشَيْء من التَّفْصِيل نكتفي بِالْإِشَارَةِ فَقَط إِلَى ثَلَاث بصمات وآيات مِنْهَا دَالَّة على التَّوْحِيد
الْآيَة الأولى التعاون بَين أَجزَاء الْكَوْن
إِن التجلي الْأَعْظَم للفردية قد طبع على وَجه الْكَوْن كُله طابعا مُمَيّزا للتوحيد وَآيَة وَاضِحَة للوحدانية وضوحا حول الْكَوْن كُله بِحكم الْكل الَّذِي لَا يقبل التجزئة مُطلقًا بِحَيْثُ
إِن من لَا يقدر على أَن يتَصَرَّف فِي الْكَوْن كُله لَا يُمكن أَن يكون مَالِكًا ملكا حَقِيقا لأي جُزْء مِنْهُ
ولنوضح هَذِه الْآيَة المميزة
إِن موجدات الْكَوْن بأنواعها الْمُخْتَلفَة تتعاون فِيمَا بَينهَا تعاونا وثيقا وَيسْعَى كل جُزْء مِنْهَا لتكملة مهمة الآخر وَكَأَنَّهَا تمثل بمجموعها وأجزائها تروس معمل بديع ودواليبه الَّذِي يُشَاهد فِيهِ هَذَا التعاون بوضوح فَهَذَا التساند وَهَذَا التعاون بَين الْأَجْزَاء وَهَذِه الاستجابة فِي إسعاف كل مِنْهَا لطلب الآخر وإمداد كل جُزْء للجزء الآخر بل هَذَا التعانق بَين الْأَجْزَاء والاندماج يَجْعَل من أَجزَاء الْكَوْن كُله وحدة متحدة تتعصى على الانقسام والانفكاك يشبه فِي هَذَا وحدة أَجزَاء جسم الْإِنْسَان الَّذِي لَا يُمكن فك بَعْضهَا عَن الْبَعْض الآخر لشدَّة مَا بَينهَا من الترابط والاندماج نفهم من هَذَا إِن الَّذِي يمسك زِمَام عنصر وَاحِد فِي الْوُجُود إِن لم يكن زِمَام جَمِيع العناصر بِيَدِهِ لَا يَسْتَطِيع أَن يسيطر على ذَلِك العنصر الْوَاحِد أَيْضا
إِذا فمظاهر التعاون والتساند والتجاوب والتعانق الْوَاضِحَة على وَجه الْكَوْن إِنَّمَا هِيَ آيَات كبرى وبصمات ساطعة للتوحيد