الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْآيَة الثَّالِثَة سيماء الْإِنْسَان
إِن شعار التَّوْحِيد وختمه وَاضح وضوحا بَينا لكل من يتَأَمَّل وَجه أَي إِنْسَان كَانَ وَذَلِكَ
إِن لكل إِنْسَان عَلامَة فارقة فِي وَجهه تميزه عَن غَيره فَالَّذِي لَا يَسْتَطِيع أَن يضع تِلْكَ العلامات فِي كل وَجه وَلَا يكون مطلعا على جَمِيع الْوُجُوه السَّابِقَة واللاحقة مُنْذُ آدم عليه السلام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا يُمكنهُ أَن يمد يَده من حَيْثُ الْخلق والإيجاد ليضع تِلْكَ الفوارق المميزة الهائلة فِي ذَلِك الْوَجْه الصَّغِير
نعم إِن الَّذِي وضع فِي وَجه الْإِنْسَان ذَلِك الطابع الْمُمَيز وَتلك الْآيَة الجلية بِتِلْكَ العلامات الفارقة لَا بُد أَن أَفْرَاد الْبشر كَافَّة هم تَحت نظره وشهوده وَضمن دَائِرَة علمه حَتَّى يضع ذَلِك الْخَتْم للتوحيد فِي ذَلِك الْوَجْه بِحَيْثُ إِنَّه مَعَ التشابه الظَّاهِر بَين الْأَعْضَاء الاساس - كالعيون والانوف وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء لَا تتشابه تشابها تَاما بِسَبَب عَلَامَات فارقة فِي كل مِنْهَا
وكما أَن تشابه الْأَعْضَاء من عُيُون وأنوف فِي وُجُوه الْبشر كَافَّة دَلِيل قَاطع على وحدانية خَالق
الْبشر سبحانه وتعالى كَذَلِك فَإِن العلامات الفارقة الْمَوْضُوعَة على كل وَجه لصيانة حُقُوق كل فَرد فِي الْمُجْتَمع ولمنع الالتباس وللتمييز ولحكم أُخْرَى كَثِيرَة هِيَ الْأُخْرَى دَلِيل وَاضح على الْإِرَادَة الْمُطلقَة والمشيئة الْكَامِلَة لذَلِك الْخَالِق الْوَاحِد سبحانه وتعالى وَآيَة بديعة جلية أَيْضا للأحدية بِحَيْثُ أَن الَّذِي لَا يقدر على خلق جَمِيع الْبشر والحيوانات والنباتات بل جَمِيع الْكَوْن لَا يُمكنهُ أَن يضع تِلْكَ السمة المميزة فِي أحد