الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زنديق ملحد يتوصل بالطعن فيهما إلى الطعن في الرسول ودين الإسلام، وهذا حال المعلم الأول للرافضة -أول من ابتدع الرفض- وحال أئمة الباطنية، كما قال مالك وغيره من أهل العلم: هؤلاء طعنوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما طعنوا في أصحابه ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين. وأما جاهل مفرط في الجهل والهوى، وهو الغالب على عامة الشيعة إذا كانوا مسلمين في الباطن.
عن جابر رضي الله عنه قال: قيل لعائشة: إن ناسًا ينالون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أبا بكر وعمر، فقالت: وما تعجبون من هذا، انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر (1)، وعن عروة قال: قالت لي عائشة: يا ابن أختي، أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم» أخرجه مسلم (2) .
وقال الشيخ رحمه الله: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع ما يطعن به فيهم أكثره كذب، والصدق منه غايته أن يكون ذنبًا، أو خطأ. والخطأ مغفور لهم، والذنب لتكفيره أسباب متعددة، وكثير مما يطعن به على أحدهم يكون من محاسنه وفضائله (3) .
مدة خلافة أبي بكر
أقام رضي الله عنه في الخلافة سنتين وأربعة أشهر. ثم توفي
(1) أخرجه رزين (جامع الأصول) .
(2)
في التفسير رقم 3022) .
(3)
منهاج جـ3/175، 115، 58، 241- 246، 38- 44، 258، 174 جـ4/256 جـ1/205، 43، 44.
لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاثة عشر، هذا قول أهل السير فيما حكاه ابن عبد البر، وجزم به ابن إسحاق، وابن زير، وابن قانع، وابن الجوزي، والذهبي. والصحيح أنه عاش ثلاثًا وستين سنة، وهو قول الأكثرين (1) .
قبره
أخرج ابن سعد والقاسم بن محمد: أن أبا بكر أوصى إلى عائشة أن يدفن إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفي حفر له وجعل رأسه عند كتف النبي صلى الله عليه وسلم، وألصق اللحد بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) .
وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب قال: رأت عائشة كأنه وقع في بيتها ثلاثة أقمار، فقصتها على أبي بكر وكان من أعبر الناس، فقال: إن صدقت رؤياك ليدفنن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثًا، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة هذا خير أقمارك (3) .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين
…
انتهيت من جمعه وترتيبه عام ثمانية وأربعمائة وألف هجرية
محمد بن عبد الرحمن
ابن محمد بن قاسم
(1) طرح التثريب جـ1/71.
(2)
تأريخ الخلفاء ص105.
(3)
تأريخ الخلفاء ص 185.