المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ آثارها الاجتماعية - الأسهم - حكمها وآثارها

[صالح السلطان]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌التمهيد

- ‌المسألة الأولى: تعريف الأسهم

- ‌المسألة الثانية: خصائص الأسهم

- ‌المسألة الثالثة: قيمة السهم

- ‌المسألة الرابعة: أنواع الأسهم

- ‌المسألة الخامسة: محل العقد في بيع الأسهم

- ‌المسألة السادسة: حكم بيع الأسهم قبل تداولها

- ‌المبحث الأولحكم المساهمة في هذه الشركات

- ‌المسألة الأولى: في حكم هذه المساهمة

- ‌القول الأول: تحريم الاتِّجار فيها مطلقا:

- ‌القول الثاني: التفريق بين ما كانت نسبة الاستثمار المحرم فيه كثيرة فيحرم

- ‌المسألة الثانية: في فروع متعلقة بهذا الحكم

- ‌الفرع الأول: التطهير هل يرفع التحريم

- ‌الفرع الثاني: مساهمة من يقدر على التغيير فيها

- ‌القسم الأول: الشركات المؤثرة في اقتصاد البلد:

- ‌القسم الثاني: الشركات غير المؤثرة:

- ‌المسألة الثالثة: إذا دخل في شركة، ثم تبيَّن له وجود استثمار محرم فيها

- ‌المبحث الثانيالمعقود عليه في المضاربة

- ‌المبحث الثالثتصرفات المضاربين في سوق الأسهم

- ‌المبحث الرابعحقيقة المضاربة في سوق الأسهم

- ‌المبحث الخامسآثار المضاربة على الأسهم

- ‌ الجانب الاقتصادي

- ‌ آثارها الاجتماعية

- ‌ آثارها الشرعية:

- ‌ملحق خاص

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌ آثارها الاجتماعية

جهة في ظل رقابة صارمة، وشفافية عالية، وإجراءات مرنة واضحة. هذه جملة من آثار المضاربة الاقتصادية.

وأما‌

‌ آثارها الاجتماعية

فمن أبرزها:

- البطالة - كما تقدم الإشارة إلى شيء من ذلك - نتيجة توجيه الأموال إلى سوق الأسهم؛ فأدى ذلك إلى قلة أو ندرة الأعمال والوظائف في الشركات والمؤسسات؛ نظرا لتوقف التوسع في تأسيسها، أو تأجيل بعض خططها التوسعية التي تستوعب الكثير من الأفراد، أو وقف بعض أنشطتها وضخ الفائض من أموالها في هذا السوق.

ووجود البطالة في المجتمع وارتفاع نسبته له آثاره السلبية الخطيرة في حياة أفراده وسلوكياتهم وأمن المجتمع.

- الإخلال بالأعمال الوظيفية القائمة في القطاعين العام والخاص؛ نتيجة المتابعة المستمرة لسوق الأسهم من شريحة كبيرة من الموظفين، حتى لا تكاد تراجع دائرة إلا وتجد فيها من يتابع هذا السوق.

وهذا أَثَّرَ سلبًا في الأداء الوظيفي، فأدى إلى اهتزازه؛ مع ما يترتب على ذلك من تأخير في إنجاز الأعمال والحقوق المناطة بالموظف، وهذا بلا شك يؤدي إلى خسائر اقتصادية للدولة والمواطن؛ فضلا عما يشعر به المراجع من أسى نفسي من هذا الواقع.

ومن حيث كسب الموظف المتابع للسوق فإنه يشوبه ما يشوبه من الإثم والحرمة نتيجة إخلاله وتفريطه، ولا يخفى ما يترتب على الكسب المحرم من بعد وانقطاع للصلة بين العبد وربه، وبالتالي أزمات مختلفة، مع حرمان من سعادة حقيقية ينالها الناصحون البعيدون عن المحرمات والمتشابهات.

- سقوط كثير من أفراد المجتمع من صغار المستثمرين وغيرهم؛

ص: 101

نتيجة عدم وعي لحقيقة السوق ومخاطره وطريقة التعامل فيه، مع ما يحصل من مضاربات غير نزيهة مصحوبة بأعمال غير أخلاقية من نجش وإشاعة (1) لأخبار كاذبة موهمة بارتفاع أو هبوط.

كل ذلك أدَّى إلى خسائر فادحة لكثيرين (2)، أو ما يسمى (بانكسارهم) في هذا السوق، ترتب عليه تراكم ديون كبيرة على أسر كثيرة، ساعد على ذلك تمويلات بنكية جشعة غير مدروسة أو عابئة بنتائجها على المجتمع، همُّها تحقيق أرباح مضمونة دون مخاطر.

ثم القيام ـ وبسرعة ـ بتسييل هذه المحافظ؛ حفاظا على حقوقهم؛ زعموا فأدى ذلك مع تلك الخسائر إلى هبوط حاد في سوق الأسهم، وتلك مصيبة أخرى؛ ناهيك أن بعض هؤلاء المستثمرين ربما قد باع كلٌّ ما يملك من مسكن أو مركب أو حُلِيٍّ؛ طمعًا فيما يراه من وهج الأسهم وأرباحها العالية، فأصبح بلا شيء بعد أن كان يملك كل شيء؟!

(1) انظر: مقال الدكتور محمد القنيبط المتقدم؛ يقول عن الملاحظات التي تسترعي انتباهه بخصوص سوق الأسهم بالذات؛ فقال: إنها كثيرة، ولكن يلفت انتباهي المفعول القوي جدا للشائعات التي بعضها شائعات مقصودة لتحقيق أهداف محددة، ولن يفوتني كذلك ملاحظة التأثير المربك لمنتديات الأسهم على عمليات التداول، وكيف أنها أصبحت مصدرا مشوَّهًا للمعلومات في السوق؛ حيث يبرز غياب المعلومات وعدم توفرها في الوقت المناسب لجميع الأطراف؛ كما تنتشر "تجارة المعلومات الداخلية" بكثافة واضحة، وتؤثر على الشفافية والعدالة.

(2)

في جريدة الرياض في عددها (13752) يوم الجمعة 18/ 1/1427هـ تقرير خالد العويد، وأدى الانخفاض السريع إلى إحداث حالة ذعر وخوف لدى المتداولين من حدوث نزول تصحيحي شامل جعلهم يتدافعون على البيع مع عبور المؤشر إلى مستوى جديد، وشمل التراجع غالبية الشركات في السوق نتيجة ردة الفعل المتوقعة من غالبية المتعاملين الذين كانوا يعيشون قلقا في الأيام الماضية على خلفية الارتفاع المتواصل للشركات، الأمر الذي جعل القيمة السوقية للسوق تنخفض (80.2) مليار في دقائق.

ص: 102

وأصبح أسير ديون استحوذت على حيز كبير من مدخلاته بعد أن أجهزت على أملاكه ومدخراته (1)(2)، وإن كانوا يتحملون جزءا مما حصل لهم نتيجة قراراتهم الخاطئة وغير المدروسة.

(1) وقد جاء الإسلام مشدِّدًا على إبراء الذمة من الدَّين؛ فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله، أتُكَفَّر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«نعم؛ إن قتلت وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر» ، ثم قال: كيف قلت؟ فأعاد عليه، فقال:«نعم، إلا الدَّين؛ فإن جبريل أخبرني بذلك» . أخرجه مسلم.

وعن أبي قتادة قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل ليصلي عليه، فقال صلى الله عليه وسلم:«صلوا على صاحبكم؛ فإن عليه دينا» . فقلت: هو علي يا رسول الله. قال: «بالوفاء؟» ، قلت: بالوفاء. فصلى عليه.

قال الحافظ ابن حجر: (قال العلماء: كأن الذي فعله عليه الصلاة والسلام مِنْ تَرْكِ الصلاة على من عليه دين ليحرض الناس على قضاء الديون في حياتهم، والتوصل إلى البراءة منه ....) فتح الباري 4/ 478.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستعاذة من الدَّين، وهذا يؤكد التحذير من الاقتراض لغير حاجة وكراهته؛ فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة:«اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم» . فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم. وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل إذا غرم حدَّث فكذب ووعد فأخلف» . رواه البخاري في صحيحه.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء» . رواه النسائي برقم (5380).

(2)

في جريدة الرياض، عدد (13750)، الأربعاء 16 محرم 1427هـ: (حذَّر صندوق النقد الدولي الجهات المالية السعودية من تضخم الأسعار في سوق الأسهم السعودية؛ مطالبًا بإجراءات سريعة في الحدِّ من القروض الممنوحة للاستثمار في سوق الأسهم والقروض الاستهلاكية، وهو ما صدر مؤخَّرًا من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي في تحديد نسبة القروض

) مقال كتبه عبد العزيز الرّبعي.

ص: 103