الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المقدمة]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإن العالم الإسلامي - اليوم - يعيش أهله صحوة إسلامية عامة، شملت: الرجل والمرأة، الصغير والكبير، الجاهل والمتعلم، التقي وغير التقي. حتى أصبحت - هذه الصحوة - شغلهم الشاغل، والمالك لحيز كبير من تفكيرهم، وحديث أكثر مجالسهم، وأكثر وسائل إعلامهم: المقروءة والمسموعة والمرئية، فمنهم من ملكت لبه، فأصبح يعمل لها ليل نهار، ويبذل كل ما في وسعه من أجلها، ومنهم من اكتفى بالسير في ركابها، ومنهم من أحبها وأحب أهلها لكنه بقي مكتوف اليدين تجاهها، ومنهم من وقف منها موقف المستريب المتشكك، ومنهم من عادى أهلها، وقعد لهم كل مرصد، و {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء: 84] (1) .
وقضية شديدة خطورتها - كهذه - بل هي أشد قضايا مسلمي هذا العصر خطورة، كتب عنها من الكتب والنشرات والتقارير والمقالات ما لا يعلم عدده إلا الله سبحانه، وعقدت من أجلها مؤتمرات وندوات، وألقيت محاضرات وكلمات، وخططت من أجلها مخططات، كما حيكت ضدها دسائس ومؤامرات {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] (2) .
وأكثر ذلك مرصود مدون، حتى تكونت مكتبات ضخمة في كثير من قضايا هذه الصحوة المباركة وأهلها.
وإن المتتبع لحركة المطابع، وما تقذفه كل يوم من كتب وغيرها، ليدرك - تماما - أن متابعة ورصد كل ذلك متعذر لآحاد الناس.
ومن أبرز قضايا هذه الصحوة، ومن أخطرها، ومما بسببها تقذف المطابع آلاف الكتب والنشرات والدوريات والمقالات: قضية المرأة المسلمة، حتى تكونت - من جراء
(1) سورة الإسراء الآية 84.
(2)
سورة إبراهيم الآية 46.
ذلك - مكتبة - لا أقول: إنها ضخمة، مقارنة بغيرها - لكنها شديدة الخطورة، والتعامل معها اطلاعا وقراءة واستفادة بحاجة ماسة إلى حذر شديد، وقراءة فاحصة لكل سطر من سطورها.
ومن واقع اطلاع على هذه المكتبة - بالذات - وتعامل طويل معها، وتكرار توجيه أسئلة عنها من رجال ونساء من مختلف المستويات، منها - أي من هذه الأسئلة - ما يكون عن قضايا طرحت في بعض هذه الكتب، ومنها عن أسماء بعض الكتب الجيدة التي تناولت قضايا المرأة، ومنها عن قوائم بأسماء نخبة منها، تكون نواة لمكتبة منزلية أو مدرسية، من واقع ذلك كله تبين لي أن مؤلفي هذه الكتب - رجالا ونساء - أقسام بينها اختلاف وتفاوت، وقد لا تجد بينها ائتلافا - أحيانا - فمنهم:
- من أئمة المسلمين: كتبوا عن المرأة، إما رواية لأحاديث تخصها، وآثار تتحدث عنها، وأشعار تصف حالها.
أو كتبوا في الأحكام الفقهية المتعلقة بها.
فكتب هؤلاء الأئمة - رحمهم الله تعالى - المصادر الأصلية لمن أراد أن يستقي معلومات عن المرأة، وأقوالهم وآراؤهم مرجع المسلم لفهم النصوص، والجمع بين ما يحتاج منها إلى جمع.
- ومنهم - أي من كتب عن المرأة - علماء معاصرون، اقتفوا آثار من سبقهم من أئمة المسلمين الأوائل، ومشوا على طريقهم المستقيم، في فهم النصوص، والاهتداء بهديهم في ذلك، مع التنبيه لما يحاك ضد المرأة المسلمة - اليوم - من دسائس، وما يدبر ضدها من خطط، فردوا على ذلك، وحذروا منه، وبينوا زيف ما نسب وينسب إلى الإسلام زورا وبهتانا. على تفاوت بينهم في ذلك ـ فمنهم مقتصد ومنهم مكثر.
- ومنهم: كتاب محدثون، يغلب عليهم حب الإسلام، والإخلاص له، والغيرة عليه، مع ضعف في العلم الشرعي، وكثير منهم أكثر من القراءة في كتب المستشرقين وأتباعهم، فحمله حبه للدين وغيرته عليه على الرد، فألف كتبا في ذلك.
ولكن الغيرة والاندفاع مع ضعف التحصيل الشرعي لا يكفيان؛ لأن ضعف الجانب الشرعي عند هؤلاء يؤدي - في بعض الأحيان - إلى الغلو في الرد، فيقع في نفي أمور
شرعية ثابتة، لظنه أنها تؤدي إلى أن يجد أعداء الدين فرصة للطعن فيه، وقد يقع العكس، فينسب إلى الدين ما ليس منه، ظنا منه أن روح الدين - كما يقولون - تقره وتؤيده. وهذا مكمن خطر شديد في كتابات هذه الفئة.
- ومنهم: صنف قريب من الصنف السابق، إلا أنه مستاء من وضع المسلمين المتخلف ماديا عن الغرب، وبهره بهرج المدنية الغربية، فأصبح يكتب - وهذه العقيدة مسيطرة عليه - وهو لا يرى شيئا مما عند المسلمين من حق وباطل لا ترضى عنه المدنية الغربية إلا وسعى - بجد وحماسة تحت سيطرة تلك العقدة - إلى إنكار ذلك الأمر، وإن كان مجمعا عليه عند أئمة المسلمين.
بل زاد الطين بلة أن أصبح بعضهم ينادي - صراحة - بضرورة صياغة الإسلام من جديد - زعموا - ليواكب المدنية الغربية، وأن هذه الصياغة - التي نصب نفسه حكما، بل مشرعا فيها - سترضي الغرب، وستزول - بذلك - عقبات دخولهم الإسلام، ونسي أو تناسى قوله تعالى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120](1) .
- ومنهم: كُتَّاب فيهم ضعف في العلم الشرعي، أو ضعف في صياغة كتاب مفيد للمرأة المسلمة، وبعض كتبهم تصل إلى درجة من الضعف، يرى المنصف أنها لا تساوي قيمة المداد الذي كتبت به.
- ومنهم: كُتَّاب يندرجون في مراتب بين هذه الأقسام التي ذكرت آنفا.
- ومنهم: كُتَّاب - ليس هذا الكتاب موضوعا من أجلهم، وهم أعداء الإسلام، والمتربصون به الدوائر، من مستشرقين ومستغربين ومختلف الأصناف المعادية للإسلام - كتبوا عن المرأة المسلمة وقد أعرضت عن ذكرهم صفحا.
هذه الأقسام - التي ذكرت آنفا - هم مؤلفو مكتبة المرأة المسلمة، وأسماؤهم مسطرة على أغلفة كتبها، وخيرهم وشرهم هو المدون على صفحاتها، وهو المادة التي تتكون منها ثقافة المرأة المسلمة غالبا.
وإن المسلم - رجلا وامرأة - ليقف - في كثير من الأحيان - حائرا أمام مكتبة المرأة المسلمة
(1) سورة البقرة الآية 120.
المنوعة، أيها يختار؟ وأيها مفيد له؟ وما يصلح لهذه الفئة وتلك؟ فإن ما يصلح للزوجة قد يكون سما للأم، وهكذا قد يكون العكس.
وإن المرأة لتصاب - في بعض الأحيان - بخيبة أمل عندما يحضر لها زوجها أو والدها أو أخوها كتابا، فنتصفحه فتجده لا يفي بحاجتها، وقد تجد فيه سموما تتلقفها - إن كانت غير عالمة - دون فهم وبصيرة، وهذا خطر يواجه أكثر النساء في مكتبة المرأة المسلمة.
وقد يكون الكتاب جيدا، لكنه ليس مناسبا لها، فتكون بكرا والكتاب يعالج مشكلات الزوجين، أو تكون مبتدئة والكتاب خاص بالباحثات، أو تكون مقصرة أو منحرفة والكتاب خاص بمن نذرت نفسها للدعوة إلى الله سبحانه، وهكذا.
كل هذه الأسباب - مجتمعة - كانت السبب وراء إخراج هذا الكتاب، رجوت من الله عز وجل أن تجد فيه المرأة المسلمة دليلا يعرفها بمجموعة جيدة من الكتب والمقالات، التي تخصها أو لها تعلق بها.
وقد سلكت المنهج التالي في كتابة هذا الدليل:
أولا: كان انتقاء الكتب - من قسم المرأة في مكتبتي - عشوائيا، فكنت أقرأ الكتاب من أوله إلى آخره، دون تفريق بين كتاب وكتاب.
ثانيا: كنت أكتب ملخصا عن كل قسم من أقسام الكتاب، واكتب ملاحظاتي عليه.
ثالثا: وضعت حدا معينا لقبول الكتاب ضمن هذا الدليل، وأي كتاب تجاوز هذا الحد استبعدته.
رابعا: بعد الانتهاء من قراءة الكتاب أضع تلخيصا عاما له في نقاط، حسب تقسيم مؤلفه، في أبواب، أو فصول، أو مباحث، ثم أذكر رأيي المتواضع فيه، وحرصت على ذكر الفئة التي يصلح لهن هذا الكتاب، وأذكر - أحيانا - طريقة الاستفادة منه، قراءة منفردة، أو انتقاء، أو مذاكرة، أو محاضرة، أو توزيعا.
خامسا: ذكرت ما أرى أنه انتقاد للكتاب، إما في صياغة أو جانب من جوانبه العلمية. وأذكر - أحيانا - بعض الاقتراحات على بعض الكتب، التي أرى أنها مناسبة لتحسين وضعها.
سادسا: رأيت أنه من المناسب وضع صورة لغلاف الكتاب قبل البدء في الحديث عنه، لإضفاء نوع من الحيوية على هذا الدليل، ومحاولة لجعل القارئة تعيش في جوه، فتكون الفائدة أكبر.
سابعا: قبل الحديث عن أي كتاب وضعت بعض البيانات عنه، وهي: عنوانه، واسم مؤلفه، والناشر، ومكانه، ورقم الطبعة، وتاريخها - إن وجد - ثم أذكر مواصفات الكتاب طولا وعرضا وعدد صفحاته.
ثامنا: كل كتاب رأيت أنه لا يصلح للقراءة استبعدته، وعدم الصلاحية يكون بسبب كثرة الأخطاء، أو شناعتها، حتى طمست جانب الخير الذي فيه.
وأنا ما زلت أستخير وأستشير في إفرادها في جزء مستقل.
تاسعا: إيرادي للكتاب في هذا الدليل لا يعني موافقتي لكل ما ذكر فيه من أقوال وآراء، بل إذا كان الكتاب مفيدا، وأخطاؤه ليست - كما أو كيفا - مانعة من التعريف به فإني أعرف به، وأذكر محاسنه، وأذكر ما أراه من ملاحظات عليه - في الغالب -.
عاشرا: هذا الدليل يتكون من أجزاء، وهذا هو الجزء الأول منه عرفت فيه خمسين كتابا، ثم وضعت فهرسا عاما لجميع رسائل الدكتوراه والماجستير والبحوث المكملة التي نوقشت في جامعات المملكة العربية السعودية، ابتداء من عام 1389 هـ إلى عام 1409 هـ (1) وقد راعيت في هذا الفهرس الأمور التالية:
أولا: أوردت فيه جميع الرسائل المقدمة من النساء، سواء كانت متعلقة بمكتبة المرأة المسلمة أم لا، حتى تعلم المرأة علم اليقين أنها تستطيع أن تتعلم وتتثقف وتبرز في التقدم العلمي دون حاجة إلى الاختلاط بالرجال، ودون حاجة إلى نزع حجابها، كما كانت قدواتها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن ممن جاء بعدهن من عالمات المسلمين، يتعلمن ويعلمن وهن مخدرات في بيوتهن، لا يرين الرجال ولا يرونهم، وحتى تلقم دعاة التهتك والتحلل حجرا يقول لهم: كذبتم، وكذبت ادعاءاتكم، فإن المسلمة قادرة - بعون الله - أن تنال العلم دون الاختلاط أو نزع الحجاب، وأن الشارع الحكيم لا يمكن أن يفرض عليهن ما
(1) حسب ما جاء في دليل الرسائل الجامعية الذي صدر عن مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية بالرياض عام 1410 هـ.
يمنعهن من تحصيل العلم المفيد لهن، بل على العكس، لقد أثبتت الدراسات والواقع الذي نعيشه: أن المرأة تتلقى العلم بعيدا عن الرجال أكثر نجاحا وتحصيلا من المتهتكة التي أصبح شغلها الشاغل التفنن في طرق التزين أمام الطلبة والمدرسين.
ثانيا: أوردت جميع الرسائل العلمية - المقدمة من قبل الرجال - الخاصة بالمرأة، وما يتعلق بها من تربية الأولاد وأحكام الأسرة عموما.
ثالثا: بلغ مجموع عدد هذه الرسائل (586) رسالة منها (16) رسالة دكتوراه و (557) رسالة ماجستير، و (13) بحثا تكميليا.
رابعا: رتبت هذه الرسائل حسب الترتيب الألفبائي لأوائل حروف كلمات عنوان الرسالة، مبتدئا برسالة الدكتوراه، ثم رسائل الماجستير، ثم البحوث التكميلية.
خامسا: احتوى هذا الفهرس على: عنوان الرسالة، واسم المتقدم بها، والجامعة، والكلية، والتخصص، وتاريخ المناقشة.
وإني أسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا الدليل، وأن يجعله كاسمه دليلا للمرأة المسلمة في مكتبتها.
وأنا على استعداد - إن شاء الله - لتلقي ملاحظات الإخوة القراء واقتراحاتهم على العنوان التالي:
جدة. ص. ب 42340 الرمز البريدي 21451.
كتبه
أحمد بن عبد العزيز الحمدان
في غرة شهر ربيع الآخر
عام 1414 هـ