الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
399 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي نَقْضِ الوُضُوءِ بِالفَوَاحِشِ
2398 -
حَدِيثُ أَنَسٍ:
◼ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لَا يَنْقُضُ الوُضُوءَ أَنْ يُصِيبَكَ قَذَرٌ، وَلَكِنْ يَنْقُضُهُ الفَوَاحِشُ)).
[الحكم]:
منكرٌ جدًّا، وأشارَ إلى نكارتِهِ الحافظُ مغلطايُ، والظاهرُ أنه حديثٌ موضوعٌ.
[التخريج]:
[موصل (مغلطاي 2/ 134)].
[السند]:
رواه أبو زكريا في (طبقات الموصل) -المشهور بـ (تاريخ الموصل) - كما في (شرح ابن ماجه 2/ 134): من حديث إبراهيم بن سعيد
(1)
، حدثنا
(1)
وقع في المطبوع من شرح مغلطاي: "إبراهيم بن سعد"، وذكر محققه: أنه في الأصل و (ح): "ثنا سعيد"، وما أثبتناه هو ما نراه صوابًا، فإبراهيم بن سعيد هو الجوهري الحافظ معروف بالرواية عن غسان بن عبيد، فقد روى البزار في (مسنده 7393)، حديثًا فقال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا غسان بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب و {قل هو الله أحد} فقد أمنت من كل شيء إلا الموت)). ففي هذا السند توضيح للمهملين في سندنا، والله أعلم.
غسان، حدثنا أبو عمران أنه سمع أن أنسًا يذكره.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ واهٍ جدًّا؛ فيه: غسان هو ابن عبيد الموصلي، وهو واهٍ، خَرَّقَ أحمدُ حديثَه. وقال ابنُ عمَّارٍ:"كان يعالج الكيمياء، وما عَرَفناه بشيءٍ منَ الحديثِ"، واختلفتِ الروايةُ عنِ ابنِ مَعِينٍ في تضعيفه وتوثيقه. وقال ابنُ عَدِيٍّ:"الضعفُ على حديثِهِ بَيِّنٌ"، ولصنيع أحمد ذكره العُقيليُّ في (الضعفاء 1490)، وابنُ الجوزيِّ في (الضعفاء 2680)، والذهبيُّ في (المغني 4869)، و (ديوان الضعفاء 3328)، وذَكَره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 9/ 1)! وانظر:(اللسان 5992).
وأبو عمران يحتمل أن يكون هو الجَوْني؛ بدلالة ما عند البزار في (المسند 7393)، وحديثُه عن أنسٍ في الكتب الستة.
ويحتمل أن يكون غيرُهُ، وحينئذٍ فهو إما مجهولٌ لا يُعرفُ؛ كأبي عمران المدائني المترجم له عندَ الخطيبِ في (التاريخ 7648). وإما أن يكون هو الكذَّاب سعيد بن ميسرة البكري، روى عن أنسٍ موضوعات، كما في (الميزان 2/ 160)، وهذا الحديثُ به أليق.
ونخشى أن يكون محرَّفًا من (أبي عاتكة)، فهو من شيوخ غسان الذين أكثر عنهم، وهو واهٍ جدًّا، وترجمته في (تهذيب التهذيب 12/ 142).
وعلى كلٍّ، فالحديثُ ظاهرُ النكارةِ، وقد أشارَ إلى ذلك مغلطايُ حيثُ ذكرَ عقبه أن "القذر لم يقل أحد: إنه ينقض الوضوء، وكذا لم يقل [أحد] بأن الفواحش تنقضه" (شرح ابن ماجه 2/ 134).