الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
401 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الأَصْنَامِ
2401 -
حَدِيثُ بُرَيْدَةَ:
◼ عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحُصَيْبِ رضي الله عنه: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَّ صَنَمًا فَتَوَضَّأَ)).
• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((مَنْ مَسَّ صَنَمًا فَلْيَتَوَضَّأْ)).
• وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بُرَيْدَةَ وَقَدْ مَسَّ صَنَمًا، فَتَوَضَّأَ)).
[الحكم]:
منكرٌ.
وَضَعَّفَهُ: ابنُ حِبَّانَ، وابنُ عَدِيٍّ، وابنُ حَزمٍ، وابنُ طَاهِرٍ المقدسيُّ، وعبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ، والهيثميُّ -وَأَقرَّهُ ابنُ حَجرٍ-.
وقال ابنُ الجوزيِّ: "هذا حديث لا يصحُّ". وقال الألبانيُّ: "منكر".
[فائدة]:
قال البزارُ -عقبه-: "معناه: غَسَلَ يديه".
[التخريج]:
تخريج السياق الأول: [بز 4438 (واللفظُ لَهُ) / عطار (منتقى - السلسلة الضعيفة 6422) / عد (9/ 412) / خط (5/ 344، 345) / متشابه 1229/ علج 605].
تخريج السياق الثاني: [مجر (1/ 469، 370)].
تخريج السياق الثالث: [محلى (1/ 262)].
[السند]:
رواه البزارُ، وابنُ مَخْلَدٍ العطارُ في (المنتقى من حديثه) -ومن طريقه الخطيبُ في (التاريخ) و (التلخيص) وابنُ الجوزيِّ في (العلل) - قالا: حدثنا محمد بن الوليد البُسْرِيُّ، قال: حدثنا محمد بن عُبيد، قال: حدثنا صالح بن حيان، عن عبد الله بن بُرَيْدَةَ، عن أبيه، به.
قال البزارُ -عقبه-: "ورأيتُه عندي في موضعين: في موضع: (عن يعلى) وفي موضع: (عن محمد) ".
ويعلى هو ابن عُبيد الطنافسي، أخو محمد بن عبيد، وهما ثقتان، والحديثُ لمحمدٍ.
فقد رواه الخطيبُ في (التاريخ) من طريق أحمد بن الضحاك الواسطي، عن محمد بن الوليد، به.
ورواه ابنُ حِبَّانَ في (المجروحين) عن محمد بن المسيب، قال: حدثنا محمد بن الوليد القرشي، قال: حدثنا محمد بن عبيد.
ورواه ابنُ عَدِيٍّ في (الكامل) عن بكر بن عبد الوهاب القزاز، وعبد الرحمن بن سليمان الجرجاني، قالا: حدثنا محمد بن الوليد بن أبان، حدثنا محمد بن عبيد، به.
كذا عنده، وابن أبان هذا هو القلانسي، وهو غير البسري القرشي كما سيأتي بيانُه.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ واهٍ؛ فيه: صالح بن حيان القرشيُّ الكوفيُّ، ضعيفٌ، وله أحاديثُ منكرةٌ، (تهذيب التهذيب 4/ 386)، و (التقريب 2851).
وبه أعلَّهُ ابنُ حِبَّانَ فترجمَ له في (المجروحين)، وقال:"يَروي عن الثقاتِ أشياء لا تشبه حديث الأثبات، لا يعجبني الاحتجاج به إذا لم يوافقِ الثقات"، ثم روى عن ابنِ مَعِينٍ أنه ضَعَّفَهُ، ثم قال: "وهو الذي يَروي عن ابنِ بُرَيْدَةَ عن أبيه
…
"، وساقَ الحديثَ، (المجروحين 1/ 469).
وتبعه ابنُ طَاهِرٍ فقال: "رواه صالح بن حيان، وصالح هذا ضعيف"(التذكرة 255).
فأما ابنُ عَدِيٍّ، فرواه في ترجمة محمد بن الوليد بن أبان القلانسي البغدادي، المتهم بالوضع وسرقة الحديث، وقال -عقبه-:"وهذا حديثٌ مرسلٌ أوصله ابنُ أبان"، ثم قال -في آخر الترجمة-:"ولمحمد بن الوليد غير ما ذكرتُ مما يسرقه منَ الثقاتِ"(الكامل 9/ 412، 416).
قلنا: وقد ذكر ابنُ الجوزيِّ في (الضعفاء 3236) والذهبيُّ في (الميزان 4/ 60) أن القلانسيَّ هذا يقال له: البسري
(1)
، فإن كان هو صاحب الحديث فالإسناد ساقط، ولكن يعكر على ذلك وصفه بالقرشي عند ابنِ حِبَّانَ؛ وذلك لأن القلانسيَّ بغداديٌّ، ولم يذكروا في ترجمتِهِ أنه قرشيٌّ، وإنما القرشيُّ هو
(1)
لم نجدْه في (اللسان 7535)، ونخشى أن يكون ابن الجوزي قال ذلك خلطًا بين الرجلين، فإن عبارته:"وهو الذي يقال له البسري"، كما نخشى أن يكون ما في (الميزان) قد تبع فيه ابن الجوزي، إذ لم نجده في غير هذا الموضع من كتبه، ولم يذكره ابن حجر كما سبق.
البسريُّ المخرج له في الصحيح، ومع ذلك فالنسبة يدخلها الاحتمالات، بخلاف التصريح باسم جده عند ابنِ عَدِيٍّ حيث ذكر أنه محمد بن الوليد بن أبان، وهذا هو القلانسي، فإن لم يكن هذا هو الراجحُ، فيحتمل أن يكون القلانسي سرقه من البسري، والله أعلم.
وقد أعلَّهُ ابنُ الجوزيِّ بصالحٍ والقلانسيِّ معًا، فقال:"هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ قال أبو حاتمٍ الرازيُّ: "محمد بن الوليد ليس بصدوقٍ"، وقال النسائيُّ: "وصالح بن حيان ليس بثقة" (العلل 1/ 365).
وتعقبه ابنُ دَقيقٍ بشأن ابن الوليد، فقال:"فأما ما ذكر عن النسائي في صالح فقد قال فيه ما ذكر. وأما ما رأيته حكاه عن أبي حاتم في محمد بن الوليد، فقد ذكر ابنُ أبي حاتمٍ في كتابه: "سُئِلَ أبي عنه فقال: صدوقٌ". وقد أخرجَ له البخاريُّ ومسلمٌ، وقال النسائيُّ: "هو ثقةٌ، لا بأسَ به" (الإمام 2/ 333، 334).
قلنا: ابنُ الجوزيِّ يتكلم عن القلانسيِّ، وابن دقيق يتكلم عن البسري! ولكل وجهة.
وقال ابنُ حَزمٍ: "وروينا أثرًا من طريق يعلى بن عُبيد، عن صالح بن حيان، عن ابن بُرَيْدَةَ، عن أبيه: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بُرَيْدَةَ وَقَدْ مَسَّ صَنَمًا، فَتَوَضَّأَ)) ". ثم قال: "صالح بن حيان ضعيف، لا يُحتجُّ به"(المحلى 1/ 262).
وَأَقرَّهُ عبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ في (الأحكام الوسطي 1/ 141)، بل زادَ عليه:"وكذلك ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ وأبو حاتم".
وقال الهيثميُّ: "وفيه صالح بن حيان، وهو ضعيف"(المجمع 1273).
وَأَقرَّهُ ابنُ حَجرٍ في (مختصر زوائد البزار 174).
والحديثُ قال الألبانيُّ فيه: "منكرٌ" وأعلَّهُ بصالحٍ؛ انظر: (الضعيفة 6422).
وقال الحسنُ الرباعيُّ الصنعانيُّ: "رواه البزارُ بإسنادٍ ضعيفٍ"(فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار 1/ 138).
[تنبيه]:
وَقَعَ لفظُ البزارِ في (مختصر الزوائد) مثل لفظ ابن حِبَّانَ، أي: من قوله صلى الله عليه وسلم. والذي في مطبوع (مسند البزار)، و (جامع المسانيد والسنن 1041)، و (كشف الأستار 279)، و (مجمع الزوائد 1273)، من فعله صلى الله عليه وسلم وليس من قوله.