الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
390 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي تَرْكِ الوُضُوءِ مِنَ الحِجَامَةِ
2355 -
حَدِيثُ أَنَسٍ:
◼ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَلَمْ يَزِدْ عَنْ غَسْلِ مَحَاجِمِهِ)).
[الحكم]:
ضعيفٌ جدًّا.
وَضَعَّفَهُ: الدارقطنيُّ، والبيهقيُّ، وابنُ الجوزيِّ، والغسانيُّ، والنوويُّ، وابنُ عبدِ الهادِي، والذهبيُّ، والزيلعيُّ، وابنُ الملقنِ، وابنُ حَجرٍ، والشوكانيُّ.
[اللغة]:
(المحاجم): يعني مواضع الحجامة من البدن (المغرب 1/ 184).
[التخريج]:
[قط 554 (واللفظُ لَهُ)، 580/ هق 674/ هقخ 606/ متفق 1576/ تحقيق 203].
[السند]:
رواه الدارقطنيُّ -ومن طريقه البيهقيُّ في (السنن الكبرى)، و (الخلافيات)، وابنُ الجوزيِّ في (التحقيق) - قال: حدثنا أبو سهل بن زياد، نا صالح بن مقاتل، ثنا أبي، ثنا سليمان بن داود أبو أيوب، عن حميد الطويل، عن أنس،
به.
ورواه الخطيبُ في (المتفق والمفترق) من طريق أبي سهلٍ، به.
فمدارُه عند الجميعِ على أبي سهل بن زياد، عن صالح بن مقاتل، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه ثلاثُ عِللٍ:
صالح بن مقاتل لَيَّنه الدارقطنيُّ.
وأبوه مقاتل وشيخه سليمان مجهولان.
قال الدارقطنيُّ: "صالح بن مقاتل يُحَدِّثُ عن أبيه، ليس بالقويِّ"(سؤالات الحاكم 112).
وفي (تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطنيِّ، صـ 49): "سليمان هذا ليسَ بقويٍّ"!
وقال الزيلعيُّ: "قال الدارقطنيُّ عن صالح بن مقاتل: ليس بالقويِّ
(1)
، وأبوه غير معروف، وسليمان بن داود مجهول" (نصب الراية 1/ 43).
(1)
ذَكَر الحافظُ في (التلخيص الحبير 1/ 202) أن الدارقطنيَّ قال ذلك عقب الحديث في (السنن). (التلخيص الحبير 1/ 202)، ولم نجدْ هذا القول في مطبوع (السنن)، ولم ينقله عنه أحد سوى الحافظ، وقد نقلَ غيرُ واحدٍ هذا القول من سؤالات الحاكم للدارقطني، كابن دقيق العيد في (الإمام 2/ 362)، فلعلَّ هذا مصدر الزيلعي وليس (السنن).
وقد قال ابن الملقن عقب تخريجه من (سنن الدارقطني): "ولم يعقبه -أي: الدارقطني- بتصحيح ولا تضعيف"(البدر المنير 2/ 398). والله أعلم.
وقال البيهقيُّ: "في إسنادِهِ ضعفاءُ"(السنن الكبرى 1/ 440).
قال ابنُ حَجرٍ: "عَنَى بذلك صالحًا وأباه وسليمان"(لسان الميزان 4/ 298).
وقال ابنُ عبدِ الهادِي: "حديثُ أنسٍ لا يَثبتُ. وسليمان بن داود مجهولٌ. وصالح بن مقاتل ليس بالقويِّ -قاله الدارقطنيُّ-. وأبوه غير معروف"(تنقيح التحقيق 1/ 291).
وقال الذهبيُّ: "هذا لا يَثبتُ"(تنقيح التحقيق 1/ 66).
وقال النوويُّ: "وبالجملة ليس في نقض الوضوء بالقيء والدم والضحك في الصلاة -ولا عدم ذلك- حديثٌ صحيحٌ"(خلاصة الأحكام 1/ 144).
وقال ابنُ الملقنِ -بعد ذكره تضعيف صالح بن مقاتل-: "وسليمانُ بنُ داودَ مجهولٌ، ووالد صالح لا يُعْرَفُ. وخالفَ المنذريُّ فقال في (كلامه على أحاديث المهذب)، بعد أن أخرجه من الطريق المذكورة: إسنادُهُ حسنٌ.
وأغربُ مِن هذا قول ابنِ العربيِّ في (خلافياته) أن الدارقطنيَّ رواه بإسنادٍ صحيحٍ" (البدر المنير 2/ 398 - 399)
وقال الحافظُ ابنُ حَجرٍ: "وفي إسنادِهِ صالح بن مقاتل، وهو ضعيفٌ.
وادَّعى ابنُ العربيِّ أن الدارقطنيَّ صَحَّحَهُ
(1)
وليس كذلك، بل قال عقبه في (السنن): صالح بن مقاتل ليس بالقويِّ. وذَكَره النوويُّ في فصلِ الضعيفِ" (التلخيص الحبير 1/ 202).
وَضَعَّفَهُ الشوكانيُّ في (نيل الأوطار 1/ 239).
(1)
كذا نسب الحافظ لابن العربي هذا النقل عن الدارقطني.
وعبارة ابن الملقن في (البدر المنير) -الذي هو أصل كتاب الحافظ- لا تفيدُ ذلك! !
2356 -
حَدِيثُ أَبِي رَافِعٍ:
◼ عَنْ أَبِي رَافِعٍ رضي الله عنه، قَالَ:((رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ، فَغَسَلَ مَوْضِعَ مَحَاجِمِهِ، وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ)).
[الحكم]:
إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا. وَضَعَّفَهُ: ابنُ عَدِيٍّ، والبيهقيُّ، وابنُ القيسرانيِّ.
[التخريج]:
[عد (10/ 78) (واللفظُ لَهُ) / هقخ 671].
[السند]:
رواه ابنُ عَدِيٍّ في (الكامل) -ومن طريقه البيهقيُّ في (الخلافيات) - قال: حدثنا محمد بن عبد الحميد الفَرْغاني، حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السُّوسي، حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع -مولى النبي صلى الله عليه وسلم، حدثني أبي، عن أبيه، عن أبي رافع، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه علتان:
العلةُ الأُولى: معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع؛ قال البخاريُّ: "منكرُ الحديثِ"، أسندَهُ عنه ابنُ عَدِيٍّ في (الكامل 10/ 78)، ومن طريقه البيهقيُّ في (الخلافيات 2/ 359). وأقراه.
وقال ابنُ حِبَّانَ: "ينفردُ عن أبيه بنسخةٍ أكثرها مقلوبة، لا يجوزُ الاحتجاجُ به ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب"(المجروحين 2/ 378).
ورُوِي عن ابنِ مَعِينٍ أنه كَذَّبه (تهذيب التهذيب 10/ 251)؛ ولذا قال الذهبيُّ: "ليس بثقةٍ، اتُّهم"(الكاشف 5574)، وقال الحافظُ:"منكرُ الحديثِ"
(التقريب 6816).
العلةُ الثانيةُ: والده محمد بن عبيد الله: "ضعيف"(التقريب 6106).
والحديثُ أعلَّهُ ابنُ عَدِيٍّ براويه معمرٍ، فقال -بعد أن أسندَ له هذا الحديث وغيره-:"ومقدار ما يرويه لا يُتابَع عليه"(الكامل 10/ 79).
وأشارَ البيهقيُّ إلى نكارتِهِ، حيث أتبعه بقولِ البخاريِّ في معمرٍ (الخلافيات 671).
وكذا فَعَل ابنُ القيسرانيِّ في (ذخيرة الحفاظ 2964).
2357 -
حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا:
◼ عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه: ((أَنَّهُ كَانَ إِذَا احْتَجَمَ غَسَلَ أَثَرَ مَحَاجِمِهِ)).
[الحكم]:
موقوفٌ، وإسنادُهُ صحيحٌ على شرطِ الشيخينِ.
[التخريج]:
[خ تعليقًا (كتاب الوضوء، تحت باب مَن لم يَرَ الوضوء إلا من المخرجين من القُبُل والدُّبُر) / ش 471 (واللفظُ لَهُ) / منذ 70/ هقع 1156/ هق 673/ هقخ 612/ هقغ 40].
[السند]:
رواه ابنُ أبي شيبةَ قال: حدثنا ابن نُمير، قال: أخبرنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، به
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ صحيحٌ، رجاله ثقات رجال الصحيحين، فهو على شرطهما. وقد عَلَّقه البخاريُّ بصيغةِ الجزمِ، فقال:"وَقال ابنُ عُمَرَ وَالحَسَنُ فِيمَنْ يَحْتَجِمُ: لَيْسَ عَلَيْهِ إِلَّا غَسْلُ مَحَاجِمِهِ".
وتوبع عليه ابن أبي شيبةَ:
فرواه البيهقيُّ في (الكبرى)، و (الصغرى)، و (الخلافيات)، و (المعرفة)، من طريقِ الحسن بن علي بن عفان، عن عبد الله بن نُمير، عن عبيد الله بن عمر، به.
وتوبع عليه عبيد الله العمري أيضًا، تابعه الحجاج بن أرطاة، ولكن اختُلف عليه في متنه:
فرواه ابنُ المنذرِ في (الأوسط 72) قال: حدثنا محمد بن نصرـ ثنا يحيى بن يحيى، ثنا هُشَيْم، عن حَجاج، عن نافع، عن ابن عمر، به، وزاد في آخره:((وَيَتَوَضَّأُ، وَلَا يَغْتَسِلُ)).
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فحَجاجُ بنُ أرطاةَ ضعيفٌ؛ لكثرة خطئه وتدليسه، كما سبقَ مِرارًا.
وقد خالفه عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم، وهو "ثقةٌ ثبتٌ"(التقريب 4324)، فرواه عن نافعٍ دونَ هذه الزيادةِ.
وكذلك رُوي عن حَجاجٍ من وجهٍ آخرَ، فرواه ابنُ المنذرِ (70) من طريق سعيد بن منصور، ثنا هُشَيْم، ثنا حَجاج، عن نافع، عن ابن عمر، أَنَّهُ كَانَ إذَا احْتَجَمَ غَسَلَ أَثَرَ مَحَاجِمِهِ"، ولم يَذكرِ الزيادةَ.