الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أشجع من الديك
.
الشجاعة معروفة، شجع الرجل بالضم فهو شجاع كغراب والديك معروف
يشج مرة ويأسو أخرى
الشج معروف، والأسو: المداواة، أساه، يأسوه أسوا: داواه، وآسى بين القوم أصلح، فمعنى المثل إنّه يفسد أحيانا ويصلح أحيانا، ويضرب لمن يصيب مرة ويخطئ أخرى، أو يضر مرة وينفع أخرى، ونحو ذلك ونظمه صالح بن عبد القدوس فقال:
قل للذي لست أدري من تلومه:
…
أناصح أم على عيش يداجيني؟
إني لأكثر مما سمتني عجبا
…
يد تشج وأخرى منك تأسوني
لو كنت أعلم منك الودهان له
…
علي بعض الذي أصبحت توليني
لا أسأل الناس عما في ضمائرهم
…
ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني
أرضى عن المرء ما أصفى مودته
…
وليس شيء من البغضاء يرضيني
لا أبتغي ود يبغي مقاطعتي
…
ولا ألين لمن لا يبتغي ليني
الشجاع موقى والجبان ملقى
.
معناه إنَّ الشجاع مع إقدامه وتعطيه المهالك بنفسه، محفوظ غالبا والجبان مع مثرة حذره هالك قال البكري: وهذا كما روي عن أبي بكر وعن علي، رضي الله عنهما: أحرص على الموت توهب لك الحياة! وقال الشاعر:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد
…
انفسي حياة مثل أنَّ أتقدما
انتهى.
قلت: ومثله شاع اليوم في ألسنه العامة، يقولون: متى طلب الرجل إنَّ يموت لم يجد قاتلا؛ غير أنَّ ما ذكره البكري في البيت الحصين بن الحمام المذكور