الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويحكى في مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم إنّه لمّا هجاه المشركون قال لحسان رضي الله عنه: اهجهم، فهجاؤك اشد عليهم من وقع السهام في غبش الظلام! ومثله قول الشاعر: القول ينفذ من مالا تنفذ الإبر وقول الآخر:
وقد يرجى لجرح السيف برء
…
وجرح الدهر ما جرح اللسان
وقالوا: اللسان، أجرح جوارح الإنسان.
وقال الصاحب: حفظ اللسان، راحة الإنسان، فحفظه حفظ الشكر للإحسان، فآفة الإنسان في اللسان! وقال امرؤ القيس:
إذا المرء لم يحزن عليه لسانه
…
فليس على شيء سواه بخزان
رب مملول لا يستطيع فراقه
.
الملل معروف. وهذا من كلام أبي الأسود، وكان دخل في ثوب خلق على بعض أصدقائه. فلما رآه قال له: يا أبا الأسود آن لهذا الثوب أنَّ يبدل؟ فقال أبو الأسود: رب مملولٍ. . الخ. ثم أرسل إليه بعد ذلك أثوابا. فقال أبو الأسود يمدحه:
كساك ولم تستكسه فشكرته
…
أخ لك يعطيك الجزيل وياصر
وإنَّ أحق الناس إنَّ كنت شاكرا
…
بشكرك من أعطاك والوجه وافر
الرباح، مع السماح
.
الرباح والربح واحد. قال الشاعر:
رأيت التقى والجود خير تجارةٍ
…
رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا
والسماح والسماحة: والجود والكرم.