الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك، وبطريقة مؤلمة، ما قرأته منذ أيام في كتاب (هنري بيير سيمون - ضد أعمال التعذيب).
وطالما أن مثل هذه الطرق التي لم نتبعها قط حتى مع الأسرى الألمان في الحرب الأخيرة، سوف يسمح باتباعها أو بتطبيقها ضد الجزائريين بمعرفة حكومة بلادي، فإنه لن يكون في استطاعتي أن أستمر في التدريس بكلية الحقوق الفرنسية. وإني لذلك سأضطر إلى إيقاف تلقين الدروس فيها.
أقلني إذا رغبت في ذاك، أو إذا استطعت ذلك، إني سوف أتقبل بامتنان كل ما يمكن أن يؤدي إلى نشر اعتراضي على وقائع يمكن أن تدنس شرف فرنسا إذا ما اتخذت موقفا سلبيا تجاهها.
رينيه كابيتان
أستاذ في كلية حقوق باريس
وزير المعارف السابق
في وزارة الجنرال (ديغول)
الملحق (د)
الجنرال (دو بولارديير) يستقيل من قيادته
(*)؟
طلب الجنرال (باري - دو بولارديير) الحامل لوسام جوقة الشرف بدرجة ضابط، وزميل التحرير، وقائد منطقة عمليات في الجزائر إعفاءه من مركز قيادته.
(*) صحيفة (لوموند) الفرنسية في 29 - آذار - مارس - 1957.
فبعد أن شرح أسباب القرار الذي دفعه إلى الوزير المقيم بالجزائر، السيد (دوبير لاكوست) وإلى الجنرال (سالان) القائد العام. سلم الجنرال (دو بولارديير) قيادة منطقة الأطلس البليدي التي كان مسؤولا عنها، ورجع إلى فرنسا. وقد عجب كثير من الفرنسيين ذوي النيات الحسنة، وأبدوا استياءهم من البيانات التي قدمت لهم بطريقة رسمية على أنها حملة مغرضة من رجال الفكر والمسيحيين الذين يسهل إثارتهم والتأثير عليهم، وإن لم يكن الأمر متعلقا بتحريضات شيوعية. وعلى كل، فإن النتيجة كانت واحدة في الحالتين الهبوط بالروح المعنوية للجيش والأمة لمصلحة الخطط الإجرامية لجبهة التحرير الوطني.
إلا أن (رسالة القوات المسلحة) كانت تؤكد بأن بعض الضباط الذين يحاربون في الجزائر، من مختلف الطبقات، ومن ذوي التاريخ الحربي المجيد، قد أظهروا خيبة أملهم تجاه بعض عمليات البحث عن الإرهابيين فقد جاء في هذه الرسالة (إن النخبة الممتازة من الضباط دوي الماضي الأدبي يأنفون من أداء هذه المهمة الدنيئة وغير المجدية).
واليوم! نرى رئيسا من بينهم، له ماض ساطع مشرف، يحذر المسؤولين برفضه القاطع لتنفيذ الأوامر الصادرة إليه. واتباع الطرد التي يراها غير مقبولة في نظره. وقد أبدى غيره من قبل إلى الرؤساء المباشرين أراءهم بأن المشكلة التي تواجهها قوات المحافظة على الأمن، هي مشكلة لا يمكن حلها، ما لم تتوافر للقوات معاونة حقيقية وفعالة من قبل السكان، وأن عمليات القمع الأعمى إن هي إلا مجازفة سوف تؤدي بنا عاجلا أو آجلا إلى اتباع سياسة (إبادة الشعب الجزائري) أو (الاستسلام لمطالبه).
إن الجنرال (باري - دو بولارديير) قد عمل حسابا لخطورة القرار الذي اتخذه، وقدر ما سوف يترتب عليه من رد فعل عميق. وهذا القرار إنما يدل ببساطة أنه باستطاعة الإنسان أن يكون في وقت واحد (رجل حرب) وأن يرفض، من أجل الوصول إلى نتائج قريبة وعاجلة، التضحية بالقيم الأخلاقية التي تكون عظمة الجيوش، وتضمن مستقبل المدنية التي هي حاميتها.
***