الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 -
رسالة من مجاهدة
(بلا حقد ولا شفقة)
ذلك هو الشعار الذي أطلقته مجاهدة جزائرية للتعامل مع الأعداء. وتبناه مجاهدو جيش التحرير وطبقوه. ومن هذا المنطلق ذاته، منطلق القوة والثقة، كتبت أخت مجاهدة كانت تعمل ممرضة مع المجاهدين. والهدف من رسالتها هو الإبقاء على الذكريات - ذكريات الجهاد ضد الاستعمار ومآسيه - حية، قومية، تحفز أبدا للبقاء في حالة استنفار حتى يتم القضاء على رواسب الاستعمار وذيوله. وكان في رسالة الأخت المجاهدة:
(انتشر في شهر آب - أغسطس - 1956 خبر هام عرفته الجزائر كلها، ثم وصل إلى أسماع العالم جميعه. وكان هذا الخبر يتلخص بأن القوات الاستعمارية قد ألقت القبض في إحدى (عمليات التهدئة - ببني مصرة) على ثلاث ممرضات أسماءهن: (فضيلة
مسلى) و (صافية بو عزيز) و (مريم بو المهيوب). وانتهزت الصحافة الاستعمارية الفرصة، كعادتها، وفسرت وجود الفتيات بين المجاهدين تفسيرات دنيئة منحطة. ولم يخجل السادة العاملون في صحيفة (صدى الجزائر - ايكور الجير) والعاملون في الصحف
(اقرأ باسم ربك الذي خلق)
الأخرى التابعة للدوائر الاستعمارية من أنفسهم وهم يطلقون الافتراءات الفاحشة.
ويعرف الشعب الجزائري كما يعرف الرأي العام العالمي أن المتسعمرين الإفرنسيين قد أفلسوا ولم يبق لهم من وسيلة لمواجهة ثورة الشعب الجزائري غير الدس الرخيص وإشاعة النوايا السيئة. ويلزمنا أن نعترف أن للحادثة أهميتها. إذ كيف يمكن للفتاة (الموريسكية) أن تحمل السلاح وتناضل مع المجاهدين؟ تلك خيبة أمل قاسية هزت أسس اللعبة الاستعمارية في وقت احتضار الاستعمار. ولقد خطت الجزائرية بفعلها هذا خطوة حاسمة. فلقد ظهرت على حقيقتها. ومن هنا فقد أصبحت مريم وصفية وفضيلة رمزا للمرأة الجزائرية الأصيلة. تلك المرأة التي حاول الاستعمار الكريه أن يدمرها بمختلف الوسائل والسبل. وفشل الاستعمار في محاولته التي استمرت طوال (126) سنة. واحتفظت المرأة بأصالتها الجزائرية. وهذا الشعور بالأصالة هو الذي يوحد اليوم بين نساء الجزائر، لا فرق بين من تسكن المدينة أو تقيم في القرى، حيث تشتركن جميعا في الجهاد لتحرير وطننا .. الخ).
…
تلك مقتطفات من رسالة (أخت مجاهدة) غير أن هذه الرسالة لا تكفي لإعطاء صورة كاملة عما قامت به المرأة الجزائرية المجاهدة. ولعل في (القصص الوثائقية) الواردة في القسم الثاني من هذا الكتيب ما يغطي هذه الناحية. وتبقى هناك نقطة ثانية وهي ما تعرضت له الجزائر المجاهدة وثوارها من معاناة مريرة عبر (الإرهاب الاستعماري) وهو موضوع (الفصل الثالث) من هذا الكتاب. ولئن كان هذا الإرهاب مركزا ضد المجاهدين والفدائيين
والمسبلين، غير أنه كان أكثر شمولا بحيث لم ينج منه أحد من أبناء شعب الجزائر. وبديهي أن تحتمل (المرأة الجزائرية) القسط الأكبر من الضغوط الناجمة عن هذا الإرهاب. علاوة على ما لحق بها من الضغوط المباشرة و (المعاناة الشخصية).
حملت المرأة السلاح ووقفت الى جانب الرجل