الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صخور جيرية، متميزة شدة التوائها، وظهورها أحيانا في شكل أسفاط أو قشور الأسماك. وإلى الشرق من جبال زكار تبدأ كتلة الجبال الشرقية - التي تبدأ بجبال البليدة (أو الأطلس المتيجي) الذي يبزغ ارتفاعه (1972م). وهو من صخور الشيست والمارن، تكثر به ظاهرة الأسفاط من شدة الالتواء الذي تعرضت له المنطقة. وإلى الشرق من جبال البليدة يرتفع جبل بوزقرة الى ألف متر، وهو من صخور جيرية. ثم تأتي جبال جرجرة وهي من صخور جيرية مشققة أو هضاب قديمة تبلغ أعلى قمة بها (وهي قمة لاله خديحة -2328 م)، ثم جبال البابور (2004م)، وهي كذلك من صخور جيرية. ثم هضبة القل (1090م) وجبال إيدوغ (1068 م) الذي يتكون من صخور قديمة جدا، مثله كمثل منطقة أربعاء بني راتن بهضبة جرجرة، وجبل بوزريعه الذي تقوم عليه مدينة الجزائر العاصمة.
تظهر إلى الجنوب من كتل الأطلس التلي الشرقي مجموعة من الكتل الجبلية الأخرى التي تسير موازية للجبال السابقة، وتتكون من طبقة رسوبية سميكة من الشيست، تتخللها تكوينات حصوية أو طينية أو مارنية، من أهمها جبال تيطري (1238م) التي تتصل بجبال البيبان (1417 م) وهذه الأخيرة تظهر بقللها الصخور الجيرية والكوارتزية. ثم جبال فرجيوه، بالقرب من فج مزالة، ثم جبال نوميدية (أو جبال قسنطينة - 1469 م) الى الشمال من مدينة قسنطينة، وجبال سوق أهراس أو مجردة (وتتكون جبال فرجيوه وقسنطينة من صخور جيرية مشققة)
آ - 3 إقليم النجود:
وهو يشمل المنطقة الممتدة من جبال التندارة غربا الى منخفض الحضنة شرقا. حيث يتسع الأطلس التلي ويمتد إلى
الجنوب ليلتقي مع الأطلس الصحراوي. وتمتد أراضي النجود في شكل طولاني بين السلسلتين الأطلستين الشمالية والجنوبية. وهي أقل ارتفاعا منهما، تسير من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي على طول (700) كيلو متر. متبعة في ذلك الاتجاه العام لسلسلة جبال الأطلسي الصحراوي (وتشبه في وضعها هذا ساحة البيت العربي حيث يشكل الأطلس التلي جدارها الشمالي، ويشكل الأطلس الصحراوي جدارها الجنوبي) وبذلك فهي منطقة ذات صرف داخلي، أوديتها تصب في الشطوط ما عدا الوادي الطويل. ويتجه الانحدار العام لإقليم النجود من الغرب الى الشرق متبعا في ذلك سلسلة الأطلس الصحراوي ويتبين ذلك في المقارنة بين الشط الغربي والمناطق الواقعة الى الشرق منه. فالجهات الغربية من النجود يتراوح ارتفاعها بين الألف والألف ومائتي متر، في حين يتراوح ارتفاع الجهات الوسطى بين سبعمائة وثمانمائة متر. أما شط الحضنة فيقل ارتفاعه عن أربعمائة متر.
وكما أن الجهات الغربية أكثر ارتفاعا من الجهات الشرقية فإنها أكثر اتساعا. فالمسافة بين الأطلس التلي والصحراوي في الجهة الغربية تزيد عن مائة وخمسين كيلومترا. وأما من الناحية الشرقية فتقل عن خمسين كيلومترا. وبحسب هذا الوصف تكون أرض النجود أشبه بمثلث قاعدته الحدود الجزائرية المغربية، وقمته شط الحضنة، وهو عبارة عن سرج عظيم، أو هضبة واسعة تتخللها الانكسارات التي أصابت اللإقليم في فترة تعرضت فيها جبال الأطلس للالتواء. ذلك أن صلابة الصخور التي تتكون منها أراضي النجود أدت الى انكسارها عندما تعرضت للضغط. ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة خلال الشقوق
وسطوح الانكسارات التي لم تمتلء بعد بالرواسب، مثل فالق غار الروبان الذي يستخرج منه الرصاص بالقرب من الحدود الجزائرية - المغربية.
يقطع أرض النجود في شكل طولي من الجنوب الغربي، نحو الشمال الشرقي، كل من جبال عنتر التي يصل ارتفاعها الى (1508م) وجبل سبع رؤوس (1411 م)، وهو يفصل بين منخفض بوقزول في الجهات الشمالية، وارتفاعه (650 م) ومنخفض الزاغز الغربي في الجنوب، وارتفاعه (800 م). وما عدا هذه الجبال والانكسارات، يظهر سطح أرض النجود في شكل انتفاخ واسع تتخلله روابي تكونت نتيجة لتزحزح المنطقة نحو الجنوب الغربي، وتظهر أحواض مغلقة وشطوط واسعة، وزواعز ضيقة في النجود أيضا. أما الأحواض المغلقة فتكسوها طبقة صماء كتيمة، تملؤها مياه الأمطار في فصل الشتاء ثم تتبخر في فصل الصيف، تاركة وراءها نسبة قليلة من الرطوبة، عليها تقوم الحياة العشبية، والشطوط الواسعة أو الضيقة، وهي أحواض مغلقة أيضا، تتجمع فيها مياه الأمطار المحملة بالجزئيات الملحية والطينية الواردة من المناطق المجاورة لها في فصل الشتاء. وهو الفصل الذي تحتل فيه السبخة أكبر مساحة ممكنة. أما في فصل الصيف، فيشتد التبخر، ويقل سطح الماء؛ وتضيق بالتالي مساحة الشط، وتشتد ملوحة السبخة التي تبقى محافظة على نسبة من الماء المختلط بالملح والطين، يشبه الحمأة، ويعلوه الزبد الذي هو ندير الخطر، يعطي للناظر من بعيد مظهر البحيرة العذبة، حتى إذا جاءها لم يجدها، بل وجد فخا طبيعيا تعرفه غزلان النجود التي لا تقترب منه مهما أضناها الضمأ. وأهم هذه الشطوط التي تنتشر