الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
مكتب جبهة التحرير في القارة، يصدر بيانه عن الثورة
.
(
…
لقد بوغت المستعمرون في ليلة الفاتح من نوفمبر - تشرين الثاني - الحالي، بمجموعة من الهجمات، بين الساعة الواحدة والساعة الثانية صباحا، شملت جميع أنحاء الجزائر. وهذه الحوادث التي تجلى تنظيمها. لجميع المراقبين، كانت تشمل بوجه خاص هجمات على مراكز الجيش، والشرطة (البوليس) ومستودعات الأسلحة، ونسف أهداف استراتيجية واقتصادية حيوية، ولم تستهدف الأشخاص في أي مكان. أما القتلى الذين ورد ذكرهم، فقد قتلوا في اصطدامات بين البوليس والوطنيين الجزائريين.
ولقد اتخذت حركة الوطنيين الجزائريين أشكالا تختلف حسب المناطق. ففي شرق الجزائر، أي في منطقة جبال الأوراس، اعتصم الوطنيون بالجبال، بعد أن هاجموا المراكز العسكرية في (باتنة) و (خنشلة) وبعدما احتلوا مركز (آريس). وعند انسحابهم، نسفوا الجسور وسدوا المنافذ والطرقات.
وهؤلاء الوطنيون الذين تحصنوا بجبال الأوراس، هم الذين احتشدت لمقاومتهم معظم القوات العسكرية الافرنسية في الجزائر،
تلك القوات التي جاءت نجدات هامة من فرنسا وألمانيا لتعزيزها. وهنا يجدر بنا أن نلاحظ أن استخدام القوات التي كانت تعسكر في ألمانيا، لم يتم الا بعد موافقة هيئة أركان حرب منظمة شمال حلف الأطلسي. وكانت الأنباء قد ذكرت، في أوائل شهر تشرين الثاني - نوفمبر - أن مباحثات سرية تجري بين الجنرال (غليوم) الافرنسي، والجنرال (غرونتر) قائد قوات حلف الأطلسي. وبعد المباحثات بأيام، سحبت فرنسا فرقتين كاملتين مجهزتين بمعدات الحلف العسكرية. - وتقدر الفرق الافرنسية التي حشدت في جبال الأوراس والتي تعززها المدرعات والطائرات بفيلقين - ويبلغ عدد المقاومين الجزائريين في تلك المنطقة عدة آلاف، مسلحين بالبنادق والرشاشات، وقد التحق بهم حوالي مائتي رجل، من جيش التحرير التونسي، بعد اجتياز الحدود.
ويستطرد البيان قائلا: ويقوم الوطنيون في بقية أنحاء إقليم قسنطينة بعمليات يومية، تهدف إلى إرهاق القوات الافرنسية، وذلك بمهاجمة المراكز العسكرية والمناجم ونسف الجسور وقطع الخطوط الهاتفية والسكك الحديدية، وتقع هذه الحوادث قرب (قالمة) و (سوق أهراس) و (سكيكدة). وفي جنوب المنطقة، تسلحت بعض القبائل، واتجهت الى الشمال لدعم الوطنيين في جبال الأوراس. وفي إقليم الجزائر، حيث وقعت هجمات في مدينة الجزائر، وفي أهم المدن. وقد تركز النشاط في الجهات الجبلية من منطقة القبائل بأسرها، وضواحي مدينة (بليدة). ويقوم الوطنيون المعتصمون بالجبال، بهجمات عديدة على القوات الافرنسة، وأصبح الوطنيون وهم يسيطرون على منطقة القبائل كلها، بحيث لم يعد
باستطاعة الإفرنسيين المرور إلا في قوافل السيارات المصفحة، وقد قطعت جميع المواصلات السلكية. أما في غرب الجزائر - أي في إقليم وهران - ونظرا لأن المنطقة لا تسمح الا باستعمال أساليب المطاردة والارهاق، فقد وقعت حوادث نسف وتخريب في كل الأنحاء. وحدثت إلى جانب ذلك اشتباكات عديدة استخدت فيها الرشاشات في (مستغانم) بينما قطعت الخطوط الهاتفية المدفونة تحت الأرض والتي تصل بين الجزائر والغرب - مراكش - وذلك في نقطة في الطريق بين (مغنية) و (صبرة). كما قطعت الخطوط الحديدية في نقاط مختلفة. وأصبح الافرنسيون، يعتبرون الجنوب، على حدود الصحراء، منطقة غير آمنة) (1)
(1) الثورة الجزائرية- أحمد الخطيب. ص 170 - 171.