الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنبت في فصل دون آخر، ولا يرجع فقر المنطقة بتاتا الى قلة الأمطار فقط، ولكن إلى فقر التربة أيضا، حيث تكثر السبخ في هذا الإقليم، وتسود به التربة الملحية التي لا تساعد على الحياة النباتية، والأشجار بالخصوص. وأهم نباتات إقليم النجود: الحلفاء، والسدرة، والبطوم والشيح، والدرين، والكرار، والطرفة أو الثل. أما الحلفاء فهي أشهر نباتات النجود، يبلغ ارتفاعها (طولها) حوالي المتر، ولا تحتمل الرطوبة الكثيرة، وتقنع بما يقرب من (300 مم) من الأمطار سنويا، واذا زادت الأمطار على (500 مم) أضرت بالحلفاء التي تختفي ليحل محلها (الديس) الذي يزيد طوله على المتر، وله أوراق إبرية الشكل، حرشاء، تخدش لامسها، ويظهر فوق جبال النجود والتل على السواء. ومن نباتات النجود (الدرين) الذي يظهر فوق التربة الرملية. و (الشيح) فوق السهول الفيضية. و (السنار) فوق التربة الطينية. وأنواع أخرى من النباتات تظهر فوق التربة الملحية الشطية، وتظهر على حافات المنخفضات من السبخ ، والكثير منها تعافه حتى المواشي نظرا لشدة حموضتها وملوحتها أو مرارتها. أما على ظهر سلسلة الأطلس الصحراوي، حيث يزداد المتوسط السنوي للأمطار عن (300 مم) فإننا نجد غابات الصنوبر الحلبي، مع غابات فقيزة فوق جبال الجلفة والعين الصفراء.
د - 3 - الإقليم الصحراوي:
ويمتد الى الجنوب من سلسلة الأطلس الصحراوي، بحده شمالا إقليم الاستبس، أما جنوبا فيتجاوز حدود الصحراء الجزائرية. وهو فقير بالحياة النباتية بحكم موقعه بعيدا عن الأمطار وأسبابها - اذ لا تزيد أمطاره السنوية على (200 مم) - ويظهر في الصحراء إقليمان متباينان نباتيا، أحدهما هو
إقليم (تنزروف) أو (المليع) الخالي من النباتات تماما حيث لا يظهر لها فيه أي أثر. والثاني إقليم (الفقر النباتي) الذي تظهر في أوديته شجيرات (الثل) و (البطوم) و (الطلح) و (السنط) و (الصمغ) و (السدرة) التي تكتفي بالرطوبة القليلة المخزونة بين جزئيات التربة. أما فوق الهضاب الصخرية، فتظهر نباتات قصيرة جدا، مثل الضمران، والعجرم، والعلندة، والقرندل. كما تظهر فوق الكثبان الرملية نباتات الدرين، وهو الكلأ المفضل لدى الجمال. وتتميز النباتات الصحراوية بالآتي:
آ - أنها سريعة الظهور والاختفاء، نتيجة للأمطار التي تصلها من بعيد، وهي أمطار مباغتة غير منتظمة، تدوم وقتا قصيرا، فتؤثر بذلك في النباتات التي تظل بذورها مختفية تحت التربة عدة سنوات الى أن تنزل عليها أقل كمية من الأمطار، فتنمو بشكل غريب، وتدوم حياتها أياما معدودة، ثم تنام عدة سنوات قبل أن تظهر مرة أخرى، إذا ما نزلت الأمطار، وعاودنا نوبة الرطوبة.
ب - ان أغصانها غالبا ما تكون مجردة من الأوراق، وجذوعها قصيرة ودقيقة، وكثيرا ما كانت مسلحة بالأشواك لتدرأ عن نفسها هجمات الحيوانات، وتقلل من عملية التبخر في هذا الإقليم الذي تشتد فيه الحرارة وعملية التبخر، ويقل فيه الأثر الفعلي للأمطار.
ج - أن عروقها كثيرة ومتشبعة، حيث أنها ممتدة في اتجاهات مختلفة الى أعماق بعيدة حتى تصل الى المياه. وأغنى المناطق الصحراوية نباتا هي بطون الأودية، لأن طبقة اختزان المياه بها غير بعيدة عن سطح الأرض، وبذلك يسهل على النباتات المعتمدة على المياه الباطنية أن ترسل شبكة عروقها الى امتصاص حاجتها من الماء بسهولة.