الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِأَهْلٍ لِذَلِكَ، فَأَعْفَاهُ، وَنَبُلَ عِنْدَ النَّاسِ لامْتِنَاعِهِ.
وَلهُ تَصَانِيْفُ.
43 - أَبُو العَتَاهِيَةِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَاسمِ بنِ سُوَيْدٍ العَنَزِيُّ *
رَأْسُ الشُّعرَاءِ، الأَدِيْبُ، الصَّالِحُ الأَوْحَدُ، أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَاسمِ بنِ سُوَيْدِ بنِ كَيْسَانَ العَنَزِيُّ (1) مَوْلَاهُمُ، الكُوْفِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ.
لُقِّبَ: بِأَبِي العتَاهيَةِ؛ لاضْطِرَابٍ فِيْهِ.
وَقِيْلَ: كَانَ يُحِبُّ الخَلاعَةَ، فَيَكُوْنُ مَأْخُوْذاً مِنَ العُتُوِّ.
سَارَ شِعْرُهُ لِجُوْدَتِهِ، وَحُسْنِهِ، وَعَدَمِ تَقَعُّرِهِ.
وَقَدْ جَمَعَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ شِعْرَهُ وَأَخْبَارَهُ (2) ، تَنَسَّكَ بِأَخَرَةٍ.
وَقَالَ فِي المَوَاعِظِ وَالزُّهْدِ، فَأَجَادَ.
وَكَانَ أَبُو نُوَاسٍ يُعَظِّمُهُ، وَيَتَأَدَّبُ مَعَهُ لِدِيْنِهِ، وَيَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُهُ إِلَاّ تَوَهَّمْتُ أَنَّهُ سَمَاوِيٌّ، وَأَنِّي أَرْضِيٌّ (3) .
(*) الشعر والشعراء: 497 - 501، طبقات ابن المعتز: 228، تاريخ الطبري 10 / 278، مروج الذهب 7 / 82 - 88، الموشح: 254 - 263، الاغاني 4 / 1 - 112، الفهرست: 181، تاريخ بغداد 6 / 250 - 260، وفيات الأعيان 1 / 219 - 226، المختصر في أخبار البشر 2 / 31، ميزان الاعتدال 1 / 245، العبر 1 / 360، عيون التواريخ 7 / لوحة 263، مرآة الجنان 2 / 49 - 52، البداية والنهاية 10 / 265، 266، لسان الميزان 1 / 426، روضات الجنات: 102، 103، معاهد التنصيص 2 / 285، شذرات الذهب 2 / 25، دائرة المعارف الإسلامية 1 / 377، أمراء الشعر العربي في العصر العباسي:138.
(1)
نسبة إلى عنزة بن أسد بن ربيعة. انظر " الاغاني " 4 / 3، و" وفيات الأعيان " 1 / 226.
(2)
ومنه نسخة في ظاهرية دمشق، وهي واحدة من نسختين خطيتين اعتمدهما الدكتور شكري فيصل في طبع شعر أبي العتاهية وأخباره.
(3)
انظر الخبر بتمامه في " الاغاني " 4 / 71، و" تاريخ بغداد " 6 / 251.
مَدَحَ أَبُو العَتَاهِيَةِ المَهْدِيَّ، وَالخُلَفَاءَ بَعْدَهُ، وَالوُزَرَاءَ، وَمَا أَصْدَقَ قَوْلَهُ:
إِنَّ الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ وَالجِدَه
…
مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَه (1)
حَسْبُكَ مِمَّا تَبْتَغِيهِ القُوْتُ
…
مَا أَكْثَرَ القُوْتَ لِمَنْ يَمُوْتُ (2)
هِيَ المَقَادِيرُ فَلُمْنِي أَوْ فَذَرْ
…
إِنْ كُنْتُ أَخْطَأْتُ فَمَا أَخْطَا القَدَرْ (3)
وَهُوَ القَائِلُ:
حَسْنَاءُ لَا تَبْتَغِي حَلْياً إِذَا بَرَزَتْ
…
لأَنَّ خَالِقَهَا بِالحُسْنِ حَلَاّهَا
قَامَتْ تَمَشَّى، فَلَيْتَ اللهُ صَيَّرنِي
…
ذَاكَ التُّرَابَ الَّذِي مَسَّتْهُ رِجْلَاهَا (4)
وَقَالَ:
النَّاسُ فِي غَفَلَاتِهِم
…
وَرَحَى المَنِيَّةِ تَطْحَنُ (5)
(1) انظر " ديوانه " ص 448، و" الاغاني " 4 / 19.
(2)
" ديوانه " ص 446، و" الاغاني " 4 / 36.
(3)
" ديوانه " ص 449، و" الاغاني " 4 / 36.
(4)
لم يرد هذان البيتان في " ديوانه " المطبوع بتحقيق الدكتور شكري فيصل.
(5)
" الاغاني " 4 / 52 و98، و" تاريخ بغداد " 6 / 252.
وَقَالَ:
إِذَا مَا بَدَتْ وَالبَدْرُ لَيْلَةَ تِمِّهِ
…
رَأَيْتَ لَهَا وَجْهاً يَدُلُّ عَلَى عُذْرِي (1)
وَتَهْتَزُّ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ كَأَنَّهَا
…
قَضِيْبٌ مِنَ الرَّيْحَانِ فِي وَرَقٍ خُضْرِ
أَبَى اللهُ إِلَاّ أَنْ أَمُوْتَ صَبَابَةً
…
بِسَاحِرَةِ العَيْنَينِ طَيِّبَةِ النَّشْرِ (2)
تُوُفِّيَ أَبُو العَتَاهِيَةِ: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ.
وَقِيْلَ: سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ ثَلَاثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، أَوْ نَحْوَهَا، بِبَغْدَادَ.
وَاشْتُهِرَ بِمَحَبَّةِ عُتْبَةَ؛ فَتَاةِ المَهْدِيِّ، بِحَيْثُ إِنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ هَذَينِ البَيْتَيْنِ:
نَفْسِي بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا مُعَلَّقَةٌ
…
اللهُ وَالقَائِمُ المَهْدِيُّ يَكفِيْهَا
إِنِّيْ لأَيْأَسُ مِنْهَا ثُمَّ يُطْمِعُنِي
…
فِيْهَا احتِقَارُكَ لِلدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا
(1) رواية البيت في " الديوان " و" تاريخ بغداد ":
إذا ما بدت والبدر ليلة تمه * رأيت لها فضلا مبينا على البدر
وقبله: وإني لمعذور على طول حبها * لان لها وجها يدل على عذري
(2)
" ديوانه " ص 547، و" تاريخ بغداد " 6 / 257، والابيات قالها في عتبة فتاة المهدي.
فَهَمَّ بِدَفْعِهَا إِلَيْهِ، فَجَزِعَتْ، وَاسْتَعْفَتْ، وَقَالَتْ: أَتَدْفَعُنِي إِلَى سُوْقَةٍ، قَبِيْحِ المَنْظَرِ؟
فَعَوَّضَهُ بِذَهَبٍ (1) .
وَلهُ فِي عُمَرَ بنِ العَلَاءِ:
إِنِّيْ أَمِنْتُ مِنَ الزَّمَانِ وَصَرْفِهِ (2)
…
لَمَّا عَلِقْتُ مِنَ الأَمِيْرِ حِبَالَا
لَوْ يَسْتَطيعُ النَّاسُ مِنْ إِجْلَالِهِ
…
تَخِذُوا لَهُ حُرَّ الخُدُوْدِ نِعَالَا (3)
إِنَّ المطَايَا تَشْتَكِيكَ لأَنَّهَا
…
قَطَعَتْ إِلَيْكَ سَبَاسِباً وَرِمَالَا
فَإِذَا وَرَدْنَ بِنَا، وَرَدْنَ خَفَائِفاً
…
وَإِذَا صَدَرْنَ بِنَا، صَدَرْنَ ثِقَالَا (4)
فَخَلَعَ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ سَبْعِيْنَ أَلْفاً.
وَتَحْتَمِلُ سِيْرَةُ أَبِي العتَاهيَةِ أَنْ تُعْمَلَ فِي كَرَارِيْسَ.
(1) انظر الخبر مفصلا في " الكامل " للمبرد 2 / 302، و" وفيات الأعيان " 1 / 219 - 220، والبيتان في " ديوانه " ص 668، وقصته مع عتبة في " تاريخ بغداد " 6 / 254.
(2)
في الديوان: " وريبه ".
(3)
رواية البيت في " الديوان ": لو يستطيع الناس من إجلاله * لحذوا له حر الوجوه نعالا
(4)
رواية البيت في " الديوان ": فإذا أتين بنا أتين مخفة * وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا وانظر قصيدته التي يمدح بها عمر بن العلاء في " ديوانه ": 603 - 606.