الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الدين، والتقُّرب بذلك إلى رب العالمين، ومن أحدث بدعة واستحسنها فقد أتى بشرع زائد، واتهم الشريعة بالنقص، وكأنه استدرك على الله- سبحانه وتعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وكفى بذلك قبحاً. ولكن أعداء الإسلام، ومن يغيظهم انتشاره، حسَّنُوا لبعض الناس البدع، وأظهروها بمظاهر براقة خادعة، وكسوها بمظهر الزهد، والتقرب إلى الله، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وقصدهم كله إفساد دينهم، ومزاحمة المشروع بالمبتدع، حتى تكون السنن مستغربة، والبدع تقوم مقامها!.
وقد روَّج لهذه البدع بعضُ علماء السوء، وأرباب الطرق (1) الذين جعلوا من ذلك سبيلاً إلى رئاسة الناس، وكسب الأموال، حتى انتشرت في العالم الإسلامي انتشار النار في الهشيم، وصار عامة الناس يعدونها أموراً مشروعة يجب المحافظة عليها، مع تركهم لكثير من السنن المشروعة!.
ولزوم السنة ومحاربة البدعة من الأمور التي تجب على عامة المسلمين، وعلى العلماء وطلاب العلم خاصة.
والبدع من المنكرات التي يجب تغييرها على حسب القدرة: إما باليد، أو باللسان، أو بالقلب.
ومن هذا المنطلق، فقد اخترت الكتابة في هذا الموضوع وهو [البدع الحولية]- والمراد بها: البدع التي تتكرر كل حول في وقت معين منه - أداءً لهذا الواجب على حسب قدرتي واطلاعي المحدود، لاسيما وأن كثيراً من البدع قد تفشى في كثير من البلدان الإسلامية في الوقت الحاضر.
والحمد لله الذي حفظ هذه البلاد من كثير من البدع والضلالات بفضله سبحانه وتعالى، ثم بفضل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - الذي كان لدعوته كبير الأثر في محاربة البدع، ورجوع الناس إلى العقيدة الصحيحة.
أسباب اختيار الموضوع:
بما أني أحد الدارسين بكلية أصول الدين بالرياض، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، وكان نظام الدراسات العليا في هذه الكلية ينص على أن الطالب يدرس سنة
(1) - المراد: أرباب الطرق الصوفية.
تمهيدية يقدم بعدها بحثاً علمياً يتناول جانباً من جوانب الحياة في مجال تخصصه، فقد بذلت جهدي في العثور على موضوع يكون ذا فائدة علمية، فوقع اختياري على موضوع (البدع الحولية) . وعلى الرغم مما وجدته من صعوبة في البحث عن هذه البدع ولم شتاتها، فقد اخترت هذا الموضوع لعدة أسباب، منها:
انتشار كثير من البدع في البلاد الإسلامية، بل إن بعض الناس في تلك البلدان اعتبر بعض البدع سنناً يجب المحافظة عليها، كاحتفالهم بالمولد النبوي ونحوه.
أن من أهم أسباب انتشار البدع هو سكوت العلماء وطلاب العلم عن إنكار هذه البدع، واختياري الكتابة في هذا البحث من باب المشاركة في إنكار هذه المنكرات.
ولما كانت هذه البدع منتشرة ومتفرقة في بطون الكتب، أحببت جمعها وتحقيقها، وتقريبها لذهن القارئ، مسلسلة حسب أزمانها، والاستشهاد بكلام العلماء في حكمهم على هذه الأمور المحدثة بأنها بدع منكرة.
وكذلك تحقيق الخلاف في بعض الأمور التي اختلف العلماء في حكمها: كعتيرة رجب، والتعريف يوم عرفة، ونحو ذلك.
الإشارة إلى بعض الاحتفالات المبتدعة، والتي صار لها رواج بين المسلمين، إلا من عصم الله، ولم يذكرها أغلب العلماء ممن صنفوا في هذا المجال، كالاحتفال بأعياد الميلاد، ورأس السنة الهجرية، وغير ذلك من الاحتفالات المحدثة.
الرغبة في الإلمام قدر الاستطاعة بما صنفه العلماء حول هذا الموضوع.
وقد سرت في إعداد البحث على خطة تشمل على:
مقدمة، وتمهيد، وتسعة فصول، وخاتمة.
أما المقدمة:
فقد تناولت فيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياري له، والمنهج الذي سأسلكه - إن شاء الله تعالى - في معالجة موضوعاته.
وأما التمهيد:
فقد تكلمت فيه عن البدع:
أولاً: تعريف البدع لغة واصطلاحاً.
ثانياً: حكم البدع في الإسلام.
ثالثاً: أسباب نشأة البدع.
رابعاً: أول بدعة ظهرت في الإسلام.
خامساً: أسباب انتشار البدع.
سادساً: آثار البدع على المجتمع.
سابعاً: وسائل الوقاية من البدع.
ثامناً: البدع الحولية.
ثم تسعة فصول على النحو التالي:
الفصل الأول:
شهر المحرم: ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: بعض الآثار الواردة فيه.
المبحث الثاني: البدعة الحزن فيه عند الرافضة.
المبحث الثالث: بدعة الفرح فيه عند النواصب.
الفصل الثاني:
شهر صفر: ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: بعض الآثار الواردة فيه.
المبحث الثاني: بدعة التشاؤم به.
الفصل الثالث:
شهر ربيع الأول: بدعة الاحتفال بالمولد النبوي: ويشمل على ستة مباحث:
المبحث الأول: أول من أحدث هذه البدعة.
المبحث الثاني: حالة المجتمع في ذلك العصر.
المبحث الثالث: بعض الشبه التي عرضت للقائلين بهذه البدعة والجواب عنها.
المبحث الرابع: طريقة إحياء المولد.
المبحث الخامس: حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم.
المبحث السادس: موقف أهل السنة من هذه البدعة.
الفصل الرابع:
شهر رجب: ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الأول: بعض الآثار الواردة فيه.
المبحث الثاني: ويحتوي علي مطلبين.
* المطلب الأول: تعظيم الكفار لشهر رجب.
* المطلب الثاني: عتيرة رجب.
المبحث الثالث: بدعة تخصيصه بالصيام أو القيام وحكم العمرة فيه والزيارة الرجبية.
المبحث الرابع: بدعة صلاة الرغائب.
المبحث الخامس: بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج.
الفصل الخامس:
شهر شعبان، ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: بعض الآثار الواردة فيه.
المبحث الثاني: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان.
المبحث الثالث: بدعة الصلاة الألفية.
الفصل السادس:
شهر رمضان: ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: فضل هذا الشهر وما ورد فيه.
المبحث الثاني: بعض البدع التي تقام في هذا الشهر.
أولاً: قراءة سورة الأنعام.
ثانياً: بدعة صلاة التراويح بعد المغرب.
ثالثاً: بدعة صلاة القدر.
رابعاً: بدعة القيام عند ختم القرآن في رمضان بسجدات القرآن
كلها في ركعة.
خامساً: بدعة سرد آيات الدعاء.
سادساً: بدعة الذكر بعد التسليمتين من صلاة التراويح.
سابعاً: بعض بدع ليلة ختم القرآن.
ثامناً: بدعة التسحير.
تاسعاً: البدع المتعلقة برؤية هلال رمضان.
عاشراً: بدعة حفيظة رمضان.
أحد عشر: بدعة قرع النحاس آخر الشهر.
اثنا عشر: بدعة وداع رمضان.
ثلاثة عشر: بدعة الاحتفال بذكرى غزوة بدر.
الفصل السابع:
شهر شوال، ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: بعض الآثار الواردة فيه.
المبحث الثاني: بدعة التشاؤم من الزواج فيه
المبحث الثالث: بدعة عيد الأبرار.
الفصل الثامن:
شهر ذي الحجة، ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: بعض الآثار الواردة فيه.
المبحث الثاني: بدعة التعريف.
المبحث الثالث: بدعة عيد غدير خم.
الفصل التاسع:
مشابهة المسلمين للكفار في أعيادهم. ويشتمل على ثمانية مباحث:
المبحث الأول: الاحتفال بعيد ميلاد المسيح.