الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول العياشي، بل ظهر وكأنه شخص تخلى تماما عن هذه العلوم (علوم الظاهر والمعقول) إلى الزهد والتصوف. وقد كان ذوق العصر طبعا يحبذ الفكون في مرحلته الثانية وينفر منه في مرحلته الأولى.
وبعد فما أجمل كلام الفكون نفسه وهو يفرق بين المتصوف الحقيقي و (المتصوف) الدجال، إذ يقول:(والميزان الأعدل في ذلك أن تنظر إلى المرء وما هو عليه من الطريق القويم والصراط المستقيم في اتباع السنة، قولا وفعلا وعملا، فما كان فهو ممن يجب الاعتقاد فيه وما لا فلا (1) ولا يهم بعد ذلك إن درس كل العلوم أو بعضها. ولعل هذه النقطة ستزداد وضوحا في الفقرة التالية.
4 - بين النحو والأدب
عرفنا أن الفكون درس مختلف العلوم المعروفة في عصره، ولكنه اختص منها بعلم النحو. ويبدو أن المشتغلين بهذا العلم عندئذ قليلون لأنه علم صعب وأساتذته غير متوفرين، ولأنه يعتبر عند المعاصرين من العلوم التي تبعد الإنسان عن الله، وهم إنما يدرسون علوم الفقه والتصوف والكلام ونحوها ولكن اختيار الفكون لهذا العلم كان محض صدفة. فهو يخبرنا حكاية عن جده هي أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة ومفادها أنه رأى في المنام جده عبد الكريم الفكون يناوله ورقة قائلا له: اقرأ، فلما
(1)(منشور الهداية)، ص 112. انظر كذلك ص 157 منه.
تأملها وجد فيها جملة بخط أصفر اللون تقرأ هكذا: كان فعل ماض أو ما معناه. وعندما استيقظ من نومه فهم أن ذلك إذن من جده له في الاشتغال بعلم النحو. (فاشتغلت به فحصلت لي فيه ملكة، والحمد لله، وذلك من بركته)(1)، وهذا في الواقع هو ما يمكن أن نعتبره الدافع الأسطوري لاشتغاله بعلم النحو دون سائر العلوم.
أما الدافع الواقعي فهو تأثير الشيخين: محمد بن راشد الزواوي، ومحمد التواتي عليه. وكثيرا ما يقلد التلميذ شيخه، وكثيرا ما يتأثر الطالب بشخصية أستاذه فيتعلق حتى بالعلم الذي يدرسه. ولا بد أن يكون هناك استعداد فطري لذلك ولا يكفي فيه مجرد التأثر أو التقليد. وقد كان الفكون ممن توفر فيهم الاستعداد الفطري لدراسة النحو، فهو تلميذ نجيب طليق اللسان، من أسرة علمية تتوفر على مكتبة ضخمة. وكان لا ينقصه الطموح، فقد كان يرى والده متوليا وظائف الخطابة والإمامة بالجامع الأعظم في قسنطينة، وهي وظائف تقتضي البيان وطلاقة اللسان والذكاء. وكان يعرف أن جده يشتغل أيضا بالبيان وألف فيه وفضل تدريسه دون غيره. فلماذا لا يشتغل هو بالنحو ويبز فيه أقرانه ويلفت إليه نظر أساتذته ويؤلف فيه وينعي على علماء عصره عدم معرفتهم بالقواعد العربية، وعيي ألسنتهم في الخطابة، وخرس أقلامهم في الكتابة، ويصبح هو المجلى بينهم وهو فارس الميدان؟
وكان للتحدي كذلك دور في تعلق الفكون بالنحو. وهناك
(1)(منشور الهداية)، ص 25.
خبران في هذا المعنى يوضحان لنا أنه كان عليه أن يجيب متحديه فلم يجد الجواب فخجل وانحشر وضاقت به الدنيا، ولكنه عصر فكره إلى أن استطاع إنقاذ نفسه ولو بعد حين، ولو بعد مراجعة الكتب والشواهد والأساتذة. الخبر الأول أنه كان ذات يوم عائدا من الكتاب (المدرسة) فمر على جماعة من العلماء فيهم الشيخ إبراهيم الفلاري التونسي الذي كان (يدعي معرفة النحو يستطيل به على أهل قسنطينة)، ويدعي أن له فيه اليد الطولى، فسأله الفلاري عن الجامع بين قوله تعالى:{فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا} ، وقول الشاعر:
كانت حنيفة أثلاثا فثلثهم
…
من العبيد وثلث من مواليها
ويقول الفكون أنه لم يعرف الجواب عن هذه المسألة لقلة زاده وصغر سنه، فسكت وتضاءل أمام الفلاري وجماعته، واشتد به الخجل، حتى صار الفلاري يؤنبه على (جهله) بالنحو والقواعد. فذهب الفكون إلى داره منكسف البال حزينا، ولكنه لم يستسلم، فأخذ ينظر في مكتبة والده لعله يجد الجواب الشافي الذي يسكت به هذا المتطاول.
أخذ الفكون إذن ينظر ما قال ابن هشام في شواهده وقواعده، فإذا هو أمام هذا البيت:
إن هند المليحة الحسناء
…
وأي من أضمرت لخل وفاء
وكان ابن هشام قد فسر هذا البيت واستخرج معناه وأعربه.
وشعر الفكون بأنه قد وجد ضالته وأن لديه سلاحا يفل به لسان الفلاري. فحفظ البيت واستظهر ما قيل فيه، وأسرع إلى المجلس المذكور، ولكن ليس في نفس اليوم. وعند حضوره سأله الفلاري الإجابة ووبخه بعدم معرفته أي شيء وتطاول عليه من جديد. ولكن الفكون طلب منه أن يجيبه هو أولا عن معنى البيت (إن هند إلخ). وإعرابه. فبهت الفلاري (واحمر واصفر وألجم) ولم يحر جوابا، واكتشف أمره بين أصحاب المجلس، وأخذ يتضاءل في نفسه.
هذه حادثة كثيرا ما تقع للتلاميذ الصغار، وكثيرا ما يبنون عليها أمورا كثيرة تتعلق بمستقبلهم، بل تكون طريقا لاكتشاف أنفسهم وما خلقهم الله له. وفد تكون نية الفلاري، وهو شيخ من شيوخ الزيتونة ومفتي معروف في قومه وممن يدل بنفسه في علم النحو ولا يعارضه أحد في تونس - كما يقول الفكون - قد تكون نيته حسنة عندما طرح السؤال على التلميذ الفكون، وقد يكون قصد تحديه وإحراجه حتى يدفعه إلى البحث والعلم دفعا، وذلك طريق من طرق التربية، ولكن الفكون فهم غير ذلك، فهم أن الشيخ كان يتحداه ويقلل من شخصه وعلمه في أعين مواطنيه، وأنه لو لم يرد التحدي لبقي القوم ينظرون إليه بازدراء بل لوصل الأمر إلى عائلته وسمعتها بين الناس. والمهم الآن هو أن الفكون اندفع يراجع ابن هشام ويحفظ الشواهد النحوية ويتقن الإعراب ويحفظ أقوال النحاة، وهذا بالضبط هو علم النحو الذي أصبح فيه علما من الأعلام، بل علم الأعلام في عصره.
أما الخبر الثاني أو الحادثة الثانية فأقل شأنا فيما يبدو، ولكنها
مع ذلك ذات عواقب على الفكون في اختياره علم النحو دون غيره. يقول إنه كان ذات يوم يدرس مع الطلبة في مدرسة العائلة، وكان من بين الطلبة أحمد بن خليفة الزواوي. فسأل هذا الفكون عن إعراب هذه الجملة (عرفت زيدا، أبو من هو؟) فتوقف الفكون وتلعثم، وكان صغير السن بين أولئك الطلاب الشيوخ وإنما حضر معهم لأنهم كانوا في مدرستهم، وكان الشيخ صاحب الدرس هو محمد بن راشد الزواوي وكذلك الشيخ محمد التواتي ولذلك أخبر (خجلت من ذلك وأعربت بعضه) ولم ينجده إلا شيخه ابن راشد إذ لقنه بقية الجواب. ولا نعتقد أن الفكون يروي هذا الخبر لكي يقنعنا بتعلقه بالنحو وامتيازه فيه، وإنما يذكر ذلك في نظرنا لكي يطلعنا على البواعث التي كانت وراء اختياره، وهي بواعث كما ترى في شكل إيحاءات ودلالات أكثر منها بواعث صريحة مباشرة، كتوجيه الآباء وكبار الأخوة وبعض المعلمين الجاهلين بقواعد علم النفس.
ومهما كان الأمر فإن الذي أثر حقيقة على الفكون وجعله يميل إلى علم النحو ويحبه ويبرع فيه هما شيخاه محمد بن راشد ومحمد التواتي فعندما جاء الأول منهما للدراسة في قسنطينة كان الفكون ما يزال في حداثة سنه (ربما لم يتجاوز الثانية عشر)، إذ يقول أنه لم يكن قد جمع القرآن بعد أو جمعه لتوه. وقد اختاره الزواوي لتسميع الحاضرين في درسه وقراءة نص الدرس من كتاب المرادي في النحو، وكان ذلك لفصاحة لسانه ووضوح صوته وسرعة تعرفه على الخط ومكان الوقف. وهذا هو تعبيره (وكنت لفصاحة لساني أمسك له الكتاب وأقرأه عليه
للمناظرة، لسرعة إخراجي للخط وعدم توقفي فيه. فمن أجل ذلك اعتمدني لإقراء الكتاب). وأما فهم مسائل المرادي وإدراك قواعد الإعراب ونحو ذلك فما يزال الفكون بعيدا عنها ولكنه لازم ابن راشد على ذلك النحو، وكان يجد لذة وغبطة في مواصلة هذه المهمة ويحضر مناظرة ابن راشد للحاضرين، ويقرأ له أيضا من الكتاب المسألة التي يناظر بها، ويتفاعل مع شعر الشواهد ويستحسن معانيها وأخذ الفكون يجد بالتدرج ذوقه وقد صقل، واستطاب علم النحو دون غيره، وشجعه ابن راشد فكان يخصه بلفتة ويقرر له المسألة وحده بعد أن يخلص من تقريرها للتلاميذ الآخرين. وكان يحثه أيضا على حضور دروس الشيخ محمد التواتي التي ما جاء هو (ابن راشد) من زواوة إلا لحضورها.
ويخبرنا الفكون أنه لم يكن يحضر دروس التواتي من قبل. بل كان ينفر منه، ثم هو لا يعرفه كل المعرفة وإنما كان يسمع عنه من الطلبة. ولكن بنصيحة ابن راشد صار الفكون يحضر دروس التواتي، وأحس كأن الله ألقى احترامه في قلبه بعد أن كان ينفر منه، وكبر ذلك الاحترام عنده حتى صار يرى التواتي كالأسد يزأر بعلم النحو في حلقة الدرس وكأن الطلبة الحائطين به أشبال. وكان الفكون في بداية أمره يجلس في آخر الحلقة بعيدا عن نظر الشيخ، كما كان التواتي لا يعيره أي اهتمام. وكان من عادة التواتي أنه يتضايق من سؤال السائلين الواردين على درسه خشية أن يكون هدفهم تعجيزه فقط أو مشاكسته. وشكا الفكون ذات مرة لابن راشد مما أحس به من جفاء الشيخ معه، ولكن ابن
راشد نصحه بمواصلة الحضور وعدم السؤال، كما كان يحس أن الدرس كان أقوى منه وأن معاني الشيح وإيراداته واحتجاجاته أبعد من فهمه. وكان الدرس، كما سبق، يجري في مدرسة آل الفكون، وكانت تقع مناظرات بين ابن راشد والتواتي يحضرها التلاميذ ومن بينهم الفكون ويعجبون بذلك. وكان بين الشيخين خلاف في الرأي يؤدي أحيانا إلى اختلاف في النتائح. فهذا ابن راشد كان يعتمد على كتاب ابن بابشاذ على الجمل، بينما كان التواتي يعتمد على سراج التسهيل. (فلم يتواردا على مورد واحد) كما يقول الفكون. وكانت في طبع التواتي حدة تؤدي به إلى سب ابن راشد أحيانا والثورة عليه. بل (كان لا يحتمل البحث ولا يرضاه ويضيق ذرعا، وجعل قوة علمه حفظ ما يلقيه لأصحابه) وظل الفكون غير معروف للتواتي إلى أن غاب مسمع الشيخ فأشار عليه ابن راشد بإعطاء الكتاب للفكون وعندئذ اكتشفه التواتي، فصيحا فطنا عارفا بالخط واضح الصوت فقربه إليه وجعل منه تلميذا ناجحا في النحو (1).
(1) ترجم الفكون لمحمد التواتي، فقال إنه قرأ النحو بالمغرب وكان يلقب بسيبويه زمانه. وجاء إلى زواوة ومكث بها سنة لقراءة القراءات السبع ثم انتقل إلى نقاوس، واشتهر أمره بقسنطينة حيث كان يلقي دروسه في مدرسة آل الفكون وأقبل عليه الطلبة من كل ناحية وكان مشاركا أيضا في علوم أخرى كالأصول والبيان والمنطق. وامتحن مع السلطة بسبب فرار أحدهم إليه، فذهب إلى باجة بتونس، ووجد هناك النكران وسوء التقدير، وقد توفي هناك بالطاعون سنة 1031 انظر (منشور الهداية)، ص 96.
وقبل الشروع في حضور دروس الشيخين المذكورين، كان الفكون قد بدأ في دراسة النحو. وكانت الأجرومية هي مفتاح هذه الدراسة، فقرأها وحده وربما حفظها عن ظهر قلب، ثم قرأها بعدة شروح منها شرح خالد الأزهري (القطر؟) ثم شرح جبريل، وكان ذلك على يد الشيخ سليمان القشي النقاوسي. ولكن الفكون لم يجد لذة في ذلك ولم يستطع فهم مبادىء النحو التي تضمنتها الأجرومية ولا الشرحان المذكوران ولا دروس شيخه القشي. ولم يزد على ترديد العبارات المملة غير المفهومة عنده، وهي معرفة رفع الفاعل ونصب المفعول وخفض المجرور (ولا أستطيع أحسن الفرق بين ذلك وما لابسه من جهة المعنى، حتى حصل لي بداية الفتح الإلهي). ولا شك أن معظم علماء عصره كانوا يكتفون بترديد تلك القوالب دون الطموح إلى فهم ملابسات المعنى كما فعل الفكون.
وكان الفكون يعالج الشعر أيضا ويتذوقه ويحكم على جيده وسقيمه. وقد ترك لنا ديوانا في المديح النبوي ومجموعة من القصائد المتفرقة في أغراض شتى وكلها تدل على متانة نظمه وقوة تعبيره وحذقه لصناعة هذا الفن، رغم أن مسحة الوعظ والتعليم بادية على شعره. كما أنه عالج ما يمكن أن نسميه بالنقد الأدبي فقد كان ينقد شعر غيره، ويقول عن هذا إنه أحسن القول وعن ذاك إنه هابط المعنى وكان يعرف من يستعمل الشعر للمدح السياسي والتقرب من الولاة مثل أحمد الفاسي ومحمد السوسي وأحمد المقري، ومن يستعمل الشعر الصوفي مثل محمد ساسي البوني، ومن يستعمل الشعر الاجتماعي الخفيف
مثل أحمد العطار الذي يقول عنه إنه كان يثير الضحك بشعره، وهكذا.
وقد نظم الفكون ديوانه في المديح النبوي في مناسبة شخصية وهي إصابته بمرض ألزمه الفراش مدة طويلة. أما قصائده الأخرى فكان يضمنها رسائله إلى من يتراسل معهم مثل قصيدته المضمنة في رسالته إلى أحمد المقري، وقصيدته المضمنة في رسالته إلى محمد تاج العارفين العثماني التونسي، أو كان يرد بها على شعراء مدحوه مثل قصيدته في الرد على محمد السوسي. وله نوع آخر من القصائد وهو ما يبث فيه شكواه من بعض المعاصرين الذين سببوا له ضيقا وكادوا له مثل قصيدته التي قالها في الدعاء على ابن نعمون وسماها (سلاح الذليل في دفع الباغي المستطيل)، وقد يبث في شعره نصحه لأهل بلدته مثل قصيدته في حضر قسنطينة، وهكذا.
أشار الفكون إلى ديوانه في عدة مناسبات، ولكنه لم يذكر نماذج من شعره فيه، ولم نعرف طريقته وأسلوبه في هذا الديوان إلا من خلال وصف العياشي له. والعياشي يعتبر مصدرا هاما عن هذا الديوان ما دام الآن مفقودا. فهو قد عرف صاحبه عن كثب ورأى الديوان كاملا عند ولد الفكون أثناء الحج، ونقل حوالي مائة بيت منه في رحلته، وتحدث عن مناسبته وموضوعه وترتيبه على حروف المعجم والتزامه فيه أن يبدأ كل سطر بحرف من حروف:(إلهي بحق الممدوح اشفني، آمين). فإذا جمعت حروف هذه العبارة وجدتها خمسة وعشرين حرفا، وفي كل حرف
قصيده من خمسة وعشرين بيتا أيضا. والقصائد التي ذكرها العياشي من هذا الديوان تمثل حروف الهمزة، والباء، واللام، والياء. وسنورد هذه القصائد في آخر الكتاب. والملاحظ أن الفكون قد انتهى منه سنة 1031 وكان المرض قد هاجمه حوالي سنة 1025 ثم أخذ يخف عنه سنة 1028.
أما قصائده الأخرى فنحاول إيراد بعضها في آخر الكتاب لأنها تعكس وجهات نظره في الناس والحياة، ولأنها تمثل جزءا من إنتاجه الأدبي أيضا، كما أن فيها أخبارا عن حياته الخاصة وطموحاته كتشوقه إلى الحجاز في قصيدته التي رد بها على محمد السوسي، ومثل حملته على فساد أخلاق بعض أهالي قسنطينة. وقد سبقت الإشارة إلى هاتين القصيدتين. ونود أن نلاحظ أن مساجلته مع السوسي توضح رأيه فيه، إذ قال عنه إنه يراه أجل من أوراقه (1)، وفي قصيدته يقول الفكون في وصفه:
تردى بببل واكتسى ثوب فخره
…
له من قريض الشعر درع مفضض
وقال عن السوسي أيضا أنه كان يمدح بشعره الأمراء، ومع ذلك لمح بأنه قد يفوقه في الشعر أيضا إذ قال عن القصيدتين
(1) عن السوسي انظر الفكون (محدد السنان)، ص 7 وعن المساجلة بينهما انظر ص 68، 70 (منشور الهداية)، ص 47، 50، 57، 63. وقد نقل القادري عبارات الفكون عنه، انظر (نشر المثاني) 201/ 1 تحقيق محمد حجي وأحمد التوفيق، الرباط، 1977 وقد يكون القادري إنما أخذ عن العياشي الذي أخذ بدوره عن الفكون.