الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي يُحبس في رمضان لا يطلق إلا بعد صلاة العيد، فاستحب تعجيل الفطر بِداراً إلى السلامة من وسوسته، وقيل: وقع أكله صلى الله عليه وسلم في كل من العيدين في الوقت المشروع لإخراج صدقتهما الخاصة بهما، فإخراج صدقة الفطر قبل الغدوِّ إلى المصلى، وإخراج صدقة الأضحية بعد ذبحها، فاجتمعا من جهة وافترقا من جهة أخرى (1)، وذكر ابن قدامة رحمه الله أن الحكمة من الإفطار يوم الفطر؛ لأن يوم الفطر حرم فيه الصيام عقب وجوبه فاستحب تعجيل الفطر؛ لإظهار المبادرة إلى طاعة الله تعالى، وامتثال أمره في الفطر على خلاف العادة، والأضحى بخلافه؛ ولأن في الأضحى شرع الأضحية، والأكل منها، فاستحب أن يكون فطره على شيء منها (2).
5 - يخرج إلى العيد ماشياً وعليه السكينة والوقار
، قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: ((وممن استحب المشي: عمر بن
(1) انظر جميع هذه الحكم: فتح الباري لابن حجر، 2/ 447، 448.
(2)
انظر: المغني لابن قدامة، 3/ 259.
عبد العزيز، والنخعي، والثوري، والشافعي وغيرهم)) (1)، وقد جاء في ذلك أخبار: فعن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يخرج إلى العيد ماشياً ويرجع ماشياً)) (2)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى العيد ماشياً ويرجع ماشياً)) (3).
وعن علي رضي الله عنه قال: ((من السنة أن تخرج إلى العيد ماشياً
…
)) (4)، قال الإمام الترمذي رحمه الله: ((والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم: يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً، وأن يأكل شيئاً قبل أن يخرج لصلاة الفطر،
(1) المغني، 3/ 262.
(2)
ابن ماجه، كتاب إقامة الصلوات، باب ما جاء في الخروج إلى العيد ماشياً، برقم1294، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، 1/ 388.
(3)
ابن ماجه، كتاب إقامة الصلوات، باب ما جاء في الخروج إلى العيد ماشياً، برقم 1295، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، 1/ 388.
(4)
الترمذي، كتاب الجمعة، باب ما جاء في المشي يوم العيد، برقم 530، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلوات، باب ما جاء في الخروج إلى العيد ماشياً، برقم1296، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 296، وفي صحيح ابن ماجه، 1/ 388، وقد حسنه الترمذي، وذكر الألباني في الإرواء، 3/ 103: أن له شواهد كثيرة أخرجها ابن ماجه من حديث سعد القرظي، وابن عمر، وأبي رافع، وقد ذكرتها في المتن.